القدس في فكر الإمام الخميني قدس سره


الناشر: مراكز الإمام الخميني الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-08

النسخة: 0


الكاتب

جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية

مراكز ثقافية تعنى بحفظ نهج الإمام الخميني قدس سره ونشره من خلال إنشاء مراكز متخصصة بإقامة الندوات الفكرية واللقاءات الحوارية للنخب الثقافية والجامعية، وإنشاء المكتبات العامة للمطالعة، وتكريم شخصيات ثقافية، وإقامة دورات فكرية، وتوقيع كتب أدبية وفكرية، وإصدار سلاسل فكرية متنوعة لكبار العلماء والمفكرين.


المقدمة

  الإهداء

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 

الى روح روح الله‏
السارية في الكائنات..
بالرغم من عروجها الى الملكوت..
الى الذين احبهم الإمام وكان جهادهم..
حجة على العلماء في عالم الملك..
الى مجاهدي الانتفاضة حيث الجرح‏
الذي عمل الامام ليبلسمه قبل الرحيل..
الى القدس الغافية خلف القضبان..
تنتظر الابطال من جهة الشمال..
الى كل ربوع فلسطين...
هذا الجهد المتواضع.
 
 
 
 
 
 
 
 
5

1

المقدمة

 مقدمة

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏


لم تشغل قضية ذلك الحيّز في وجدان الإمام الخميني قدس سره واهتماماته كالذي شغلته قضية القدس وفلسطين، وقلما يجد الباحث في كلمات الامام الخميني قدس سره السياسية والتعبوية قضية حاضرة وفاعلة كقضية القدس وفلسطين ففي البداية كان الهدف الاساس الذي استوطن عقل الامام قدس سره ورافقه في درب الجهاد هو اسقاط الشاه، هذا الهدف الذي سيطر وحكم على جميع الاولويات وكان متصدراً الخطابات والبيانات والمواقف الصادرة عن الامام الخميني قدس سره في رحلة جهاده الطويلة، سواء في مرحلة تواجده بين الجماهير في ايران او خلال مسيرة النفي المتعددة البلدان، لكن بعد ان تحقق الهدف الاساس وسقط الشاه وتدحرج تاج التسلط، وانكسرت هيبة الطاغوت ومعه ارادة امريكا التي كان لها في ايران موطئ قدم تمارس من خلاله عدوانيتها على الشعوب في منطقة الشرق الاوسط، بعد ذلك تصدرت الاولوية الثانية التي قرأناها في ثنايا الكلمات التي بثتها شفتا الامام العظيم قدس سره، وعنوانها اولوية تحرير القدس وفلسطين، ففي ذلك الزمن حيث الامام حطّم عرش الطاغوت واقتلع سارية العلم الامريكي ورماها ارضاً، واحرق الراية الزرقاء وعليها نجمة داوود، 
 
 
 
 
 
 
 
 
7

2

المقدمة

 كانت اولى القبلتين للمسلمين ترزح تحت الاحتلال عينه الذي كان محتلاً لايران بالسياسة والثقافة والاقتصاد، لكنه في فلسطين احتلال عسكري وارهابي وتسلطي، فاعتبر الامام قدس سره ان اكمال الثورة عينها وتمامية حركيتها لا يتحققان الا بازالة "اسرائيل" من الوجود وليس فقط بطرد الصهاينة من طهران وارجاء ايران، فتوجه شطر المسجد الاقصى ورماه بوعده الجبار مؤكداً له انه سيتحرر ولو بعد حين، وقد اعطى الامام الخميني "قده هذه المسألة أي تحرير فلسطين، بكامل ترابها، كل الاهتمام الذي تستحق وكل الابعاد التي ترمز اليها كاسلامية وقومية ووطنية فضلاً عن كونها رمزاً لارهاب الصهاينة من جهة ولمظلومية الشعب الفلسطيني من جهة ثانية، كما اشار الامام في كلماته وبياناته الى خلفيات الصراع مع العدو الذي يربض في قلب الامة ويتمدد يميناً وشمالاً لينهش من لحمها ويقطع من جسدها، فقد بيّن الامام الخميني‏قدس سره انه صراع عقائدي ديني وانه صراع قومي وانه صراع حضاري فكري هذا فضلاً عن جزئيات الابعاد والرؤى التفصيلية التي تلامس اطراف القضية او جوهرها والتي عمل الامام الخميني قدس سره ليبعدها عن المصالح السياسية والتكتيكية للدول والامصار، لانها ان دخلت في هذا المضيق فانها لن تصل الى عمق الصراع وستبقى تقارب الهوامش والحواشي، هذا فضلاً عن امكانية ضياع فلسطين حال الالتفات الى المصالح الذاتية المؤقتة للبلدان العربية والاسلامية التي تربطها مصالح مع امريكا حامية "اسرائيل" مما يفرض عليها نوعاً من المهادنة والمسالمة مع "اسرائيل" على حساب حقوق الامة وحقوق الشعب الفلسطيني وذلك تحت ذريعة حماية او 

 

 

 

 

 

8


3

المقدمة

 تحقيق المصالح الوطنية، هذه المصالح التي عادة ما تخضع لتكتيكات تنتهجها الدول من اجل بلوغ الاهداف المسماة وطنية اعتبرها الامام الخميني قدس سره متنافية مع القضية الساطعة الحقانية وهي قضية فلسطين وها هو الامام الخميني قدس سره نفسه لم يلتفت الى مصالح ايران في هذه المسألة طالما انها مبدئية وجلية ولا يمكن اخضاعها او ادخالها في ترهات المصالح التكتيكية التي يمكن ان تخضع لها القضايا الجزئية الهادفة الى تحصيل المكاسب الفضلى بحسب طبيعة كل قضية، انما هنا فيما يتعلق بفلسطين لا مجال للمجاملة ولا لانصاف الحلول ولا للطروحات المجتزأة هنا: يجب ان يتم طرد الاحتلال وتحرير فلسطين وازالة "اسرائيل" من الوجود مهما كانت التضحيات ومن دون الالتفات الى العواقب، فعند الامام الخميني قدس سره نفس وجود "اسرائيل" في هذا المكان من العالم الاسلامي يعني الهوان لهذه الامة فاذا قامت ونهضت ولم تقدر على ان تفعل شيئاً وضحت بنفسها فلا ضير طالما انها محكومة بالفناء على كل حال، كيف وان الامور مختلفة تماماً فهناك الامكانية الكبيرة لتحقيق هدف التحرير، فلو قام جزء من الامة بمسؤولية وواجب الجهاد، فهناك وعد الهي محسوم بان الله ينصر من ينصره وان الله يدافع عن الذين امنوا وان الله يخزي الكافرين..


اذن اضحت فلسطين وقضية تحريرها الاولوية الاولى بعد سقوط الشاه لما لها من تأثير في واقع الامة وفي مستقبلها، وقد عمل الامام الخميني قدس سره على تجاوز كل العوائق النفسية الذاتية وتلك المصطنعة من قبل الاستكبار تهويلاً وتهديداً وافساداً والتي تحرف الشعوب عن 
 
 
 
 
 
 
9

4

المقدمة

 قضايا امتهم الاساسية، وعاش الامام الخميني قدس سره حياته يرمق فلسطين، وفي قلبه حنين دائم الى تلك الربوع وشوق للوصول اليها بعد اقتلاع الاشواك وثني المسافات واجتياز السدود ليتمسح الامام بالعتبات المقدسة التي وطأتها اقدام الاف الاطهار من النبيين والوصيين..


لقد كانت ايران تخوض الحرب المفروضة عليها وتتحدى العالم المستكبر، وكانت الظروف صعبة وقاسية، لكن الامام كان يشاهد من اتون الحرب حرارة الاسى الذي يعتصر قلب فلسطين، وكان يقول ان البصرة هي طريق العبور الى فلسطين، لم يكن العراق هدفاً للحرب، بل كان تقريب المسافة الى فلسطين هو هدف الامام قدس سره .

كما ان الامام الخميني قدس سره وجه الشباب اللبناني المؤمن لقتال الجيش المحتل ولم تكن الاهداف التي حددها الامام ترتبط باخراج الاحتلال وطرده وانما كان تحرير فلسطين هو الامل الذي يراود عينيه ويكحلها، ومنذ ذلك الحين كان الشعار الذي طرحه الامام وما زال مدوياً بانه يجب ان تزول "اسرائيل" من الوجود، في ذلك الزمن حيث كان هذا الشعار ضرباً من الوهم او نوعاً من الكهانة او اغراقاً للامة في المصير المجهول او دفعاً للشباب الى الانتحار من خلال تحدي المستحيل، كان الامام يؤكده وكأنه هدف سهل المنال قريب المسافة بالرغم من الحالة التي كانت الامة تعيشها، الضعف والتشرذم والانقسام والتبعية والاستغراق في المصالح الذاتية ونسيان او تناسي القضايا المصيرية للامة،وبالرغم من انشغال ايران ومعها الامام قدس سره بالحرب المفروضة التي شنها الاستكبار لاسقاط ثورتها وضرب 
 
 
 
 
 
 
 
10

5

المقدمة

 نهضتها الاسلامية، وكان الجزء الأكبر من لبنان محتلاً، وكانت الأنظمة تتهاوى الواحدة تلو الاخرى في مستنقع الخيانة والاستسلام، في هذه الاجواء الحالكة التي كاد ينعدم فيها بصيص النور اشعل الامام الخميني قدس سره ذلك السراج الذي بدا للوهلة الاولى غير قابل للحياة والديمومة بفعل الرياح العاصفة العاتية المانعة من وصول الزيت الى الفتيل، الا ان هذا السراج أُشعل بايد ربانية يمدها زيت من عالم الغيب مما جعله اقوى من كل رياح العالم وكل عواصف الدنيا واهلها، فاستمر السراج وتلاشت الرياح بالتدرج، بل ان وهج السراج تعالى وتصاعد واضحى اكثر قدرة على الاضاءة في المدى الاوسع في حياة الامة فكان تحرير لبنان الذي تحقق بفعل التكليف الذي حدده واطلقه الامام الخميني قبل عدة عقود من الزمن، وكانت الانتفاضة على وقع انتصار التكليف الشرعي الذي يحمل اسم الامام الخميني فباتت الصلة وثيقة بين ما يجري في فلسطين وبين الفكر والرؤى التي بثها الامام قدس سره في هذه الامة، وسوف تنمو وتتضخم بركات ذلك النهج والفكر والخط الذي صاغه الامام الخميني لينبت في ربوع فلسطين مجداً وسؤدداً وعزاً وحرية وسوف تشهد الاجيال اللاحقة وتعاين مدى العظمة لذلك الامام الذي رحل عن الدنيا بعد ان صبغ هذا القرن من الزمن بألوان زاهية تحكي الاسلام المحمدي الاصيل الذي اعاده الامام الخميني قدس سره ليحتل المكان المرموق في عالم الدنيا وليغدو من جديد حاضراً وبقوة في حياة الانسان من اجل احياء هذا الانسان مقدمة لظهوره النهائي والتام بعد ان يبقى هذا الاسلام المحمدي الاصيل هو الخيار الوحيد والاوحد الذي يلبي متطلبات الانسان وعشقه وسيره 
 
 
 
 
 
 
11

6

المقدمة

 نحو السعادة اللامتناهية فتُيَمم الوجوه نحوه من كل الاصقاع تلبية لنداء الفطرة السليمة التي شهدت على الحق وامنت به ويظهر الاسلام دين الفطرة والعقل على الدين كله ولو كره المشركون ولو كره الكافرون...


مركز الإمام الخميني الثقافي
 
 
 
 
 
 
 
 
12

7

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏


لقد وجّه الامام الخميني قدس سره الامة الاسلامية نحو القضية المحورية، فلسطين قلب الامة والقدس قلب فلسطين، لان هذين المعلمين يمثلان قضية التحدي التي في احد بعديها مؤشرات الضعف الذي يعتري المسلمين وفي البعد الاخر مؤشرات الاستكبار وامارات مشروعه للهيمنة على الامة ومقدراتها، وفي البعد الاول فان الواقع الذي حاول الامام الخميني قدس سره ان يكشفه لامة الاسلام انه لولا الضعف والوهن والانقسام والتبعية والتشرذم في عالم المسلمين وبين صفوفهم لما استطاع حفنة من اليهود المطرودين من عالم الرحمة والمشتتين في الاصقاع والقليلي العدد ان يجتمعوا ويتامروا على الامة ويخططوا للانقضاض عليها من خلال التواجد في قلبها وبناء القاعدة للانطلاق نحو دولها واماراتها وكياناتها مقدمة للسيطرة على الارض والثروات والمقدرات، وقد ركز الامام الخميني قدس سره على الاسباب الكبرى والرئيسية التي تقف وراء ما حصل، والتي تمثلت اساساً في الحكام والرؤساء والملوك والزعماء والامراء والحكومات والادارات والسلطات والانظمة الحاكمة في دول المسلمين، وهو بذلك يريد ان يضع الامور في نصابها ويؤشر الى مكامن الداء الحقيقية دون مواربة ودون مهابة احد، لان القضية لا تحتمل ذلك، ففلسطين ضاعت والامة
 
 
 
 
 
 
 
13

8

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 ضعيفة والمستقبل لا يبشّر بالخير في حال التقاعس عن القيام بواجب المجابهة والمواجهة مع الكيان المختلق "اسرائيل" فاما ان هؤلاء الخونة والعملاء يفتضحون فتنتبه الشعوب الى ضرورة تغييرهم او مجانبة مشاريعهم ومقرراتهم، واما انهم يستيقظون على وقع الخطر الداهم ليس فقط على الشعوب وانما على الانظمة والحكام جراء بقاء "اسرائيل" التي تريد في نهاية المطاف حكاماً عبيداً لها، وعلى كل الاحوال لم يكن الامام الخميني قدس سره ليعوّل كثيراً على الحكام طالما انه يعرف طبيعة العلاقة بينهم وبين الدول الداعمة ل"اسرائيل"، فاما انهم صنيعة تلك الدول وإما انهم يخشون غضبها وسخطها، وعلى كل الاحوال قد يجد الحكام المبررات التي تبدو مقنعة بحسب الظاهر حول انعدام مشاريع المواجهة ضد "اسرائيل"، لكن الشعوب لديها هامش اوسع من التحرك ووجدانها اكثر صحوة، وهي اقل اهتماماً بردود الفعل من قبل المستكبرين، وايضاً فان الشعوب المسلمة تعشق القدس وتحنّ الى ربوعها، لذا فان هذه الشعوب كانت وما زالت تتطلع الى القيادات الاصيلة الانتماء التي تعيش حالة الصدق في علاقتها مع حقوق الامة، ومع تطلعات الشعوب والاجيال والجماهير، كما ان افراد المسلمين يتلوعون الماً وكمداً مما يحصل، ومن التخاذل والانقسام اللذين يعتريا جسم الامة، ويروعهم ذلك المشهد الدامي في فلسطين دون القدرة على القيام بردة فعل سوى التنهد واطلاق الزفرات، فهم يعيشون حالة تشابه الاسر بفعل القيود الكثيرة المضروبة حولهم والمانعة لهم من ملامسة القضية الفلسطينية بجدية، فهم على مقربة من فلسطين الا انهم يبدون على مسافة الاف الاميال منها، انهم قريبو 

 

 

 

 

14


9

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 المسافة من حيث المكان بعيدو المسافة من حيث القدرة على الوصول ليس فقط الى المكان بفعل الاحتلال وانما ايضاً بفعل احتلال اخر يسيطر على الافواه والانفس والعقول والارادات، ليمنعها جميعاً من ان تعبّر عن مكنوناتها، هذي هي الحال التي كانت عليها الامة، وما زالت كذلك في بعض اجزائها، وقد حاول الامام الخميني قدس سره ان يبيّن هذا الواقع من خلال كلماته التي قالها منذ عقود من الزمن ليضي‏ء شمعة في طريق مستقبل الامة ويساعدها في ازاحة العوائق والعثرات، فهو الإمام الذي ذاب في أمته وغطت عباءته كل امالها ودارت عمامته حول جميع الامها وأومأ بطرف عصاه الى حل مشاكلها، كانت الامة في كل بصيرته وبصره، ولم يكن له هم وشاغل سوى معالجة مشاكلها والمطالبة بحقوقها والتأكيد على قضاياها الكبرى دون ان يهاب أحداً لان الحق سلطان والمطالب به قوي ومنطقه جارف وعزيمته يجب ان لا يحول دونها او يقف في طريقها اية قوة طالما انه يطالب بحق مغتصب فالسالب للحق هو الذي يجب ان يخاف ويخاف صاحبه...


وإذا عدنا إلى الأسباب التي يمكن أن نستقرأها من كلمات الإمام الخميني قدس سره والتي تقف وراء المشهد المأساوي والسوداوي في حاضر الأمة وواقعها والتي يمكن وفي حال عدم تجاوزها أن تؤسس لما هو أسوأ في المستقبل، إن هذه الأسباب بحسب رأي الامام تعود في غالبها الى الخيانة والمهانة والجبن والضِعة والتامر من قبل كثيرين من الحكام المتقلدين للسلطة في بلاد المسلمين والذي يعملون عادة للحفاظ على عروشهم من خلال التنازل عن عرش الامة، وكذلك على تقوية مواقعهم على حساب قوة الامة وعنفوانها وهم يستمدون حضورهم وبقاءهم من 
 
 
 
 
 
 
 
15

10

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 العدو الذي سلب وما زال خيرات شعوبهم وثرواتهم، كما انهم يعملون لاستدامة شباب سلطاتهم على حساب شباب الامة ونضارتها وهذه هي كلمات الامام واضحة جلية تبين اهم الاسباب التي الت الى خسارة فلسطين ومنها:


1- ان الحكام ليسوا ممثلين حقيقيين لشعوبهم فهم متسلطون او مستبدون وانهم غير مدينين بدين الاسلام حقاً وانهم غير متوحدين فيما بينهم وكذلك فانهم غير لائقين للتصدي للمسؤوليات الكبرى في دولهم وبين شعوبهم والتي نصّبوا انفسهم للتصدي لها وبعضهم يعمل على التخريب والتفرقة بين فئات شعوبهم او بين دول المسلمين.

وفي هذه الابعاد يقول الامام الخميني قدس سره: "فلو كان حكام البلدان الاسلامية ممثلين حقيقيين للناس، مؤمنين بأحكام الاسلام ومنفذين لها، واضعين الاختلافات الجزئية جانباً، كافين ايديهم عن التخريب والتفرقة متحدين فيما بينهم لما استطاعت حفنة من اليهود الاشقياء ان يفعلوا كل هذه الافاعيل مهما كان الدعم الذي تقدمه لهم امريكا وانكلترا، فما نراه من قدرتها أي "اسرائيل" وممارستها انما هو بسبب تهاون وعدم لياقة المتصدين للحكم على الشعوب المسلمة".

2- الخلافات الحادة القائمة بين قيادات الدول الاسلامية هي التي تحول دون علاج المشكلة بعد ان كانت سبباً في حصولها.

يقول الامام الخميني قدس سره: "انها اختلافات قادة الدول هي التي تعقد المشكلة الفلسطينية وتحول دون حلها".
 
 
 
 
 
 
 
16

11

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 3- عمالة بعض القادة للاستكبار وانانيتهم واستئثارهم بالحكم واستسلامهم وعدم تحريكهم ساكناً ازاء ما يتعرض له المسلمون وخصوصاً في فلسطين.


وفي ذلك يقول الإمام قدس سره: "ان اختلاف وعمالة بعض رؤساء البلدان الاسلامية لا يعطيان الفرصة والإمكانية لسبعماية مليون مسلم في ان يحلوا مشكلة القضية الفلسطينية التي تمثل اشد مصائبن".

كما يقول قدس سره: "ان الأنانية والعمالة واستسلام بعض الحكومات العربية للنفوذ الأجنبي المباشر يمنع عشرات الملايين من العرب من إنقاذ فلسطين من يد الاحتلال الإسرائيلي".

4- التشتت والانهزام النفسي لبعض القادة الذي يدينون للاستكبار في الحفاظ على عروشهم ويدفعون ثمن ذلك ترسيخ الاوضاع المأساوية في بلاد المسلمين.

يقول الامام الخميني قدس سره: "ان كثيراً من حكومات البلدان الاسلامية ونتيجة للانهزام النفسي او لعمالتها تنفد المخططات الخيانية والرغبات المشؤومة الاستعمارية المعادية للاسلام والتي تهدف الى ترسيخ هذه الاوضاع المأساوية للمجتمع الاسلامي والى تسليط "اسرائيل" على ارواح واموال واراضي الامة الاسلامية".

5- انشغال اغلب الحكومات بالمفاوضات السياسية التي لا طائل منها والتي لا يمكن ان تؤدي الى علاج القضية الفلسطينية في حين ان الجهاد هو الحـل.
 
 
 
 
 
 
 
17

12

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 يقول الامام الخميني قدس سره: "ان اكثر الحكومات مشغولة بالقيام , والقعود والمفاوضات التي لا نتيجة منها تاركين المجاهدين الفلسطينيين الشجعان الذين يقاومون "اسرائيل" برجولة لوحدهم".


6- تساهل بعض الرؤساء العرب، وعدم اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ولا بما يعانيه الشعب الفلسطيني.

يقول الامام الخميني قدس سره: "ان جميع المشاكل التي يعاني منها اخواننا في القدس طوال هذه المدة انما هي نتيجة لتساهل الرؤساء العرب".

هذا من جهة الحكّام والاسباب المتعلقة بهم كأشخاص وممارسات وما يعتري اوضاعهم وما يحول دون توحدهم والتي ادت الى مزيد من الاهمال والنسيان والتهاون بقضية فلسطين، اما من جهة الشعوب وشرائحهم المختلفة لا سيما النخب والعلماء فهناك ايضاً الاسباب التي ترتبط بهم والتي هي بازائهم، صحيح ان المشاكل الكبرى والاساسية ناتجة عن واقع الحكام وتقاعسهم وتخاذلهم واحياناً خيانتهم وعمالتهم الا ان ذلك لا يلغي ولا ينفي المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الشعوب وبالاخص على الطليعة فيها من النخب السياسية والاعلامية والثقافية وبالاخص العلماء الذين يجب ان يأخذوا بايدي شعوبهم ويوجهوهم نحو القضايا المصيرية فطالما ان الحاكم لم يمارس دور الموجه والمرشد السياسي للشعب وللناس نحو اهم القضايا والمسائل فان هذه المهمة تصبح على عاتق العلماء والمثقفين حتى لو كانوا خارج اطار السلطة او كانوا يخشون السلطات الحاكمة، وعلى هذا الصعيد 
 
 
 
 
 
 
 
 
18

13

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 حدد الامام الخميني قدس سره عدة اسباب ترتبط بواقع الشعوب والجماهير اذكر اهمها:


1- عدم الاعتماد على الاسلام والقران والاعتماد على المعسكر الشرقي او الغربي، وذلك خلاف المفروض بحسب مفهوم النص الالهي بضرورة الكفر بالمعسكرات المادية وبالطاغوت والايمان بالله وبرسالته والاعتماد عليه سبحانه وعلى تعاليم دينه:

يقول الامام الخميني قدس سره: "لو ان الشعوب المسلمة وبدلاً من الاعتماد على المعسكر الشرقي او الاخر الغربي اعتمدت على الاسلام ووضعت تعاليم القران النوارنية والتحررية نصب اعينها وعملت بها لما وقعت اسيرة للمعتدين الصهاينة".

2ـ تفرق والتشرذم والخلافات بين المسلمين والتلهي بالمسائل الخلافية غير الحساسة وترك الساحة واخلائها للاستكبار ومشاريعه مما اضعف قدرة هذا العدد الضخم والهائل من المسلمين واطمع فيهم ثلة من الصهاينة الحاقدين.

يقول الامام الخميني قدس سره: "لو اجتمعت هذه القدرة أي قدرة المائة مليون عربي فان امريكا لن تستطيع ان تفعل شيئ".

ويقول ايضاً: "ان الاختلافات هي التي سببت وجود الصهاينة هنا وأتاحت لهم الفرصة لتثبيت انفسهم".

3- التهاون والتقاعس وعدم القيام بأي فعل او عمل في سبيل تغيير الواقع من قبل المسلمين، الذين كانوا أهل كلام واقوال وتصريحات وبيانات وخطابات في حين ان أعداءهم كانوا أهل فعل وحركة ومبادرة.
 
 
 
 
 
 
 
 
19

14

الإمام الخميني يحدد أسباب ضياع القدس وفلسطين‏

 يقول الأمام الخميني قدس سره: "يجب ان أقول ان أعداء الإسلام كانوا رجال عمل لا كلام والمسلمون كانوا رجال كلام لا عمل فلو كان الأمر يخرج عن حدود الكلام لما عجز اكثر من مائة مليون عربي إلى هذه الدرجة عن مواجهة إسرائيل".


4- الاتكال على الحكومات وانتظار مبادراتها وقراراتها وعدم المبادرة الى اتخاذ ما يناسب الموقف.

يقول الإمام الخميني قدس سره: "ان الشعوب إذا ما توقعت ان تبادر هذه الحكومات إلى الوقوف بوجه إسرائيل والقوى الأخرى فإنها واهمة بذلك".

وهكذا يمكن استخلاص النتائج التالية:

أولاً: ان الأسباب الرئيسية التي تقف وراء أزمات المسلمين او التي تحول دون علاجها وبالأخص قضية فلسطين هو واقع غالبية الحكام في بلاد المسلمين.

ثانياً: هناك أسباب أخرى ترتبط بالشعوب وبطلائعها النخبوية تتمثل بعدم المبادرة والقيام وعدم الالتزام بأحكام الدين وهذا ما يعمّق المشكلة ويفاقم الأزمة.

ثالثاً: ان الحكام كما الشعوب معنيون بتغيير أوضاعهم من اجل الاتجاه نحو تصحيح الواقع وعلاج المشاكل وإلا فالأمور ستبقى على حالها بل هي مرشحة لمزيد من التدهور والتأزم.
 
 
 
 
 
 
 
20

15

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 كيفية استعادة القدس وفلسطين‏


بعد تشخيص المشكلة وأسبابها وعللها المتراكمة على مدى عقود من الزمن، والمتمثلة اساساً في التقاعس عن اداء الواجب وعن القيام لمواجهة عدو الامة الذي استطاع بفعل ذلك ان يثبت اقدامه في قلب العالم الاسلامي ويشعر بالارتياح وبالقدرة على التوسع وعلى مدّ النظر في كل الاتجاهات ليحدد هدفاً جديداً في اقطار وبلاد المسلمين يتوسع اليه ويزحف نحوه بجيشه الجرار الذي يسبقه الرعب الناتج عن الاجواء الدعائية التي يثيرها الاعلام الغربي والذي يبعث على الهزيمة قبل حصولها وعلى الاستسلام قبل تحقق ما يستدعيه، وقد ساعد على ذلك حالة التخاذل من قبل معظم الحكومات والادارات والانظمة الحاكمة والتي تمتلك اساساً مقدرات البلاد والتي بيدها القدرة على اعطاء الاوامر واصدار القرارات للقوات المسلّحة من اجل التحرك والمواجهة، مما ادى الى ترك ثلة من المجاهدين الذين تم تسليحهم بأسلحة الهزيمة وتم تمويل عمليات فرارهم اكثر مما موّلت عمليات انقضاضهم وهجماتهم، كما تم تعزيز مؤسساتهم المدنية اكثر من تعزيز مقومات الصمود والممانعة، كما ساعد على ذلك ايضاً حالة الاختلافات والتباينات والافتراقات بين الحكام وبين شعوبهم حيث لم يكن غالبية الحكام بمستوى تطلعات وامال شعوبهم وتوقها الى الحرية 
 
 
 
 
 
 
21

16

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 والسؤدد ورغبتها في استعادة الحقوق والحالمة بعودة اسباب العنفوان والقوة الى هذا الانتماء للاسلام من جهة وللعروبة من جهة ثانية، وكذلك من العوامل المساعِدة في الخذلان والضعف حالة الفرقة التي عملت لها المخططات الاستكبارية وعززتها بين افراد الامة وجماهيرها وقد ساعد على سريانها ضعفاء النفوس والعملاء، فباتت الامة تعيش حالة التمزق من خلال تمسك كل طرف من اطرافها بخصوصياته ومصالحه الضيقة والمحدودة مما اضاع الاولويات واحدث انقلاباً في سلّمها وفي درجة الاهمية لكل منها، وباتت الصراعات المناطقية والاقليمية هي الحاكمة على واقع الامة فمن صراعات على نقاط حدودية ضاعت على اثر ترسيم غير دقيق او غير نهائي لقوى الاستكبار والاستعمار في العالم، وتارة على بعض المساحات الجغرافية المتنازع عليها في حين ان منطقة واسعة وهامة وتلامس كرامة الامة وعنفوانها قد احتُلت واغتُصبت وانتُزعت من جسم الامة وهي قطعة هامة وحيوية وذات صلة بمعنويات الامة وكرامتها، وان ردّات الفعل لم تكن لتتناسب مع حجم الازمة وعظم وهول الكارثة، وقد ساعد الاعلام الغربي والمعادي وبعض المأجورين والمستزلمين والتابعي العقول لاسيادٍ سوف يكفرون في يوم من الايام بشركهم وسوف لا يكونون عندهم سوى تجار اقلام وسماسرة كلام وبائعي افكار، ساعد كل هؤلاء في تضخيم حجم المشاكل الثنائية بين الدول العربية او الاسلامية المجاورة في حين انها تعاطت او اوهمت الشعوب بضرورة التعاطي مع "اسرائيل" على انها حالة واقعية طبيعية بل واحياناً حضارية يجب التعامل معها وفق هذه المنطلقات بالصداقة والترحيب واقامة العلاقات 

 

 

 

 

22


17

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 حتى يصل الامر بل الوقاحة عند البعض بطرح التطبيع مع "اسرائيل" في حين ان البعض يكشّر انيابه وليس مستعداً لان يتقبل دولة عربية او اسلامية الى جانب دولته ولا يتعامل معها على اساس العلاقات الودية فضلاً عن التطبيع الكامل للعلاقات،ومن جملة ما تم ادعاؤه من جهات عدة بان "اسرائيل" هي جزء من اوروبا المتحضرة جاءت الى المحيط العربي المتخلف من اجل سوقه الى الحضارة والتمدن والرقي من خلال ما استطاعت "اسرائيل" ان تمتلكه وبسرعة من مقومات الدولة الحديثة على المستويين العلمي والتقني، اذن لقد عملوا بشتى الطرق والاساليب الماكرة والخداعة والملغومة من اجل تضخيم الخلافات القائمة بين العرب وبين المسلمين ومن اجل بذر الشقاق والخلاف بين الاطراف المتسالمة او المتوافقة وكذلك بغية اظهار "اسرائيل" دولة مدنية متحضرة ومسالمة وان العرب هم الذين يعتدون عليها ويريدون تدميرها..


وهكذا عمل الامام الخميني قدس سره وعلى مدى سنين من عمره الشريف على كشف هذه الاكاذيب وفضح هذه المؤامرات وتسليط الضوء على مكامن الخلل في واقع الامة وعلى الاخطار التي تحدق بها وتهددها، وهو قدس سره كان يرفع الصوت دائماً لينبه ويوقظ ولكي يسمعه الناس فيوصل اليهم جملة حقائق كان يراها بعين قلب البصيرة، واراد ان تعلمها كل الجماهير فضلاً عن الانظمة، هذه الحقائق التي تساعد في حال الاعتماد عليها او الاستفادة منها في استعادة القدس وفلسطين ومن هذه الحقائق والمقولات والثوابت:

أولاً: رفض المؤامرات والمخططات الخيانية ورفض المعاهدات
 
 
 
 
 
 
23

18

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 والاتفاقات والصلح مع هذا الكيان لان من شأن ذلك اعطاء الشرعية لاعتداءات "اسرائيل" على الامة وعلى الشعب الفلسطيني فضلاً عن اعطاء الشرعية لوجودها وهذا ما لا يعترف به الامام قدس سره الذي يعتبر "اسرائيل" كياناً غاصباً محتلاً ارهابياً متسلطاً وغير شرعي.


يقول الامام الخميني قدس سره: "ان معاهدة كامب ديفيد وامثالها تهدف الى منح الشرعية لاعتداءات "اسرائيل" وقد غيرت الظروف لصالح "اسرائيل".

ويقول ايضاً: "ان كل موقف يقوّي "اسرائيل" لن يكون مضراً بالفلسطينيين والعرب فقط بل سيكون مضراً بكل بلدان المنطقة وسيؤدي الى تقوية كل القوى الرجعية في المنطقة".

ثانياً: المباردة لاقتلاع مادة الفساد التي يمثلها نفس وجود الكيان الإسرائيلي وليس فقط من خلال اعتداءاته او ممارساته فهو عين الفساد.

يقول الامام الخميني قدس سره: "ان "اسرائيل" غاصبة، ويجب ان تغادر بأسرع وقت وطريق الحل الوحيد هو ان يقوم الاخوة الفلسطينيون بالقضاء على مادة الفساد هذه بأسرع وقت".

ثالثاً: الدفاع عن الاهداف الفلسطينية وحماية المجاهدين، ففي ذلك سبب الى تحرير فلسطين.

يقول الامام الخميني قدس سره: "على البلدان الاسلامية ان تدافع بكل قواها عن الاهداف الفلسطينية وان تدافع عن الحركات التحررية في العالم".
 
 
 
 
 
 
24

19

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 رابعاً: عدم الاعتراف ب"اسرائيل" من قبل الدول سواء كانت اسلامية او عربية ام حرة لان هذا الاعتراف يعطي الشرعية للكيان الغاصب ويساعده في تثبيت وجوده وفي اطالة امد هذا الوجود، ومن الواجب الشرعي نفي هذا الاعتراف ومعارضته.


يقول الامام الخميني قدس سره: "انني اعتبر مشروع الاعتراف ب"اسرائيل" بمثابة الكارثة بالنسبة للمسلمين وبمثابة الانفجار بالنسبة للحكومات وانني اعتبر الاعلان عن معارضة ذلك فريضة اسلامية كبيرة".

خامساً: دعم الانتفاضة الدائم من اجل ان تستمر وتحقق اهدافها والتي على رأسها سحق اليهود والصهاينة.

يقول الامام الخميني قدس سره: "لا تصغوا الى كلام الداعين الى وقف اطلاق النار وما شابه ذلك من الطروحات فكل ذلك من اجل منع الفلسطينيين من التقدم، ان الشعب الفلسطيني يوشك ان يسحق اليهود الصهاينة واتمنى ان يتم ذلك".

ويقول قدس سره: "ينبغي ان نقدم الدعم لتظاهرات وانتفاضة الشعب الفلسطيني مقابل ظلم "اسرائيل" ليتغلب على هذا الغول الغاصب والمفترس".

سادساً: رفض المساومات والتنازلات التي يقدمها بعض الحكّام الخونة، ففي ذلك تهاون بالقضية المركزية واضعاف لها واطلاق ليد العدو في استكمال تنفيذ مخططاته العدوانية.
 
 
 
 
 
 
 
25

20

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 يقول الامام الخميني قدس سره: "على الشعوب الاسلامية ان تفكر بانقاذ فلسطين وان تعلن للعالم عن غضبها واستنكارها للممارسات التساومية الاستسلامية للحكام العملاء والخونة الذين ضيّعوا امال وجماهير مسلمي الارض المحتلة".


ويقول قدس سره: "الا يعلم قادة القوم بان المفاوضات السياسية مع السياسيين المتجبرين ومجرمي التاريخ لن تنقذ القدس وفلسطين، وسوف تزيد من وتيرة الجرائم والمظالم كل يوم".

سابعاً: دعم المناضلين الفلسطينيين مادياً ومن الحقوق الشرعية. وكذلك دعم الصمود والصرف لمعالجة اثار العدوان.

يقول الامام الخميني قدس سره: "انهم مجازون في الصرف الى حد الثلث من سهم الامام "ع" على اللاجئين والمشردين والمناضلين".

ثامناً: الدعوة الى الوحدة بين المسلمين من اجل مواجهة التحديات وعلى رأسها مواجهة "اسرائيل" والقضاء على بذرة الفساد التي تمثلها.

يقول الامام الخميني قدس سره: "لقد اكدت دائماً على وحدة المسلمين في العالم لمواجهة الاعداء بما فيهم "اسرائيل".

ويقول قدس سره: "انني اتمنى ان يتخلصوا من الاختلافات وان تتوجه الحكومات نحو القضايا الاسلامية وان يقطعوا بمشيئة الله هذه الغدة السرطانية من اراضيهم.

ويقول ايضاً: "يجب ان يتحد الجميع ويقفوا صفاً واحداً بوجه هذه المجموعة المعتدية".

وفي سياق حديثه عن الوحدة بين المسلمين يؤكد الامام الخميني قدس سره 
 
 
 
 
 
 
26

21

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 يقول الامام الخميني قدس سره: "على الشعوب الاسلامية ان تفكر بانقاذ فلسطين وان تعلن للعالم عن غضبها واستنكارها للممارسات التساومية الاستسلامية للحكام العملاء والخونة الذين ضيّعوا امال وجماهير مسلمي الارض المحتلة".


ويقول قدس سره: "الا يعلم قادة القوم بان المفاوضات السياسية مع السياسيين المتجبرين ومجرمي التاريخ لن تنقذ القدس وفلسطين، وسوف تزيد من وتيرة الجرائم والمظالم كل يوم".

سابعاً: دعم المناضلين الفلسطينيين مادياً ومن الحقوق الشرعية. وكذلك دعم الصمود والصرف لمعالجة اثار العدوان.

يقول الامام الخميني قدس سره: "انهم مجازون في الصرف الى حد الثلث من سهم الامام "ع" على اللاجئين والمشردين والمناضلين".

ثامناً: الدعوة الى الوحدة بين المسلمين من اجل مواجهة التحديات وعلى رأسها مواجهة "اسرائيل" والقضاء على بذرة الفساد التي تمثلها.

يقول الامام الخميني قدس سره: "لقد اكدت دائماً على وحدة المسلمين في العالم لمواجهة الاعداء بما فيهم "اسرائيل".

ويقول قدس سره: "انني اتمنى ان يتخلصوا من الاختلافات وان تتوجه الحكومات نحو القضايا الاسلامية وان يقطعوا بمشيئة الله هذه الغدة السرطانية من اراضيهم.

ويقول ايضاً: "يجب ان يتحد الجميع ويقفوا صفاً واحداً بوجه هذه المجموعة المعتدية".

وفي سياق حديثه عن الوحدة بين المسلمين يؤكد الامام الخميني قدس سره 
 
 
 
 
 
 
27

22

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

 على تحقيق الاهداف وعدم الرضوخ الى التهديدات او الاتكال على التفاوض الذي لا يجلب سوى الخيبة ومزيد منها وعدم مخافة القوى الكبرى او عيش عقدة ارضائها.


يقول الامام الخميني قدس سره: "يجب ومن اجل تحرير القدس، الاستفادة من المدافع الرشاشة المتكلة على الايمان وقدرة الاسلام، وترك اللعب بالسياسة التي يُشم منها رائحة الاستسلام والتخلي عن فكرة ارضاء القوى الكبرى".
 
 
 
 
 
 
 
28

23

القدس محور قضية فلسطين ورمزها

 القدس محور قضية فلسطين ورمزها


ركّز الامام الخميني قدس سره على القدس المدينة كرمز ومحور وأساس في القضية الفلسطينية وان رمزية القدس ناشئة من جهتين، الاولى القداسة الخاصة لهذه المدينة لدى المسلمين كافة فهي اولى القبلتين والثانية هي المظلومية والشكوى والاسر حيث الادعاء الكاذب من اليهود بوجود هياكل سليمان تحت مسجدها ومحاولاتهم المستمرة لهدم المسجد تبعاً لهذا الادعاء، والامام الخميني قدس سره لم يكن ليعترف باي حق لـ"اسرائيل" في الوجود، ولا يقر ايضاً باي حق لها في أي ارض او في أي مساحة من الارض الاسلامية، كما انه كان يرى ضرورة طرد اليهود من جميع فلسطين كل فلسطين من الجليل الى غزة ومن نهر الاردن الى البحر المتوسط، ولم يكن الامام ليفرّق بين اراضٍ احتلت عام 8491 واخرى احتلت عام 1967. فكلها محتلة، و"اسرائيل" كلها غاصبة، ويجب ان تزول بتمامها ومع ذلك كله فقد اعطى الامام قدس سره اهتماماً ورعاية خاصة لقضية القدس لانها تشكل المدخل الى كل فلسطين وتعبّر عن المظلومية التي تنتاب احد الاماكن المقدسة لدى المسلمين والعرب والمسيحيين والاحرار في العالم، فالقدس مهبط الانبياء ومحل الوحي وموطن الاولياء والصالحين منذ ادم الى نبينا الاعظم محمد (ص)، فقداستها متعددة الاوجه ومظلوميتها الكبرى 
 
 
 
 
 
 
29

24

القدس محور قضية فلسطين ورمزها

 شاهدة على كل المظلوميات، كما ان ضميرها المستبطن للتاريخ الغابر يعتمر في نفوس المؤمنين حكايات عشق ووله الى الاسلاف من الاولياء والاطهار الذين تشرّفت بهم تلك الارض التي تحدث الله عنها في عدة محال من كتابه العزيز بانها الارض المباركة هي وما حولها، مما يجعل العلقة مع هذا الرمز قوية ومتينة متانة الارتباط بالرموز الذين مروا على هذا المعلم.هذا الامر الذي يخلق حالة تفاعلية وجدانية تؤسس لحركة تأثر بما يجري في القدس ولما يحصل لها وحركة فاعلة باتجاه التعبير عن هذه الحالة بالسخط والغضب تارة، وبالقيام والثورة تارة اخرى، من هنا فان تأكيد الامام الخميني قدس سره على هذا الرمز " القدس " باعتباره محور قضية فلسطين، بل محور قضية الامة، بل ايضاً محور قضية الصراع بين الحق والباطل وبين الاخيار والاشرار وبين الحرية والعبودية وبين الاستكبار والاستضعاف، فقد اعطى الامام للقدس ابعاداً ودلالات تستحقها كونها موطن امال الملايين من اتباع الديانات من الذين يتوجهون شطرها شطر الحق الشاخص فيها والشاخصة فيه، فهي محل هبوط الشرائع الالهية التي نزلت الى عالم الانسان والشهادة من عالم الغيب، فهي محل اسقاط الغيب في الشهادة، وهي محل عروج الانسان الى عالم الكمال، ولعلّه لاجل ذلك كانت محطة معراج النبي "ص" الى السماء مخترقاً الارض التي قطعها بين الحجاز وفلسطين في رحلة اسرائه في عالم الملك مقدمة للصعود والترقي في عوالم الملكوت..


وقد عمل الامام الخميني قدس سره على اعادة القدس الى موقعها الطبيعي من خلال الاضاءة على مجموعة الابعاد التي ترمز اليها فهي 
 
 
 
 
 
 
30

25

القدس محور قضية فلسطين ورمزها

 ليست رمزاً شخصياً ولا وطنياً ولا قومياً، كما انها ليست قضية دين او ملّة بعينها، انها قضية الانسان والامم والتاريخ والحرية، والحق والاديان والاوطان والازمان، وانها رمز المظلومية والاستضعاف على امتداد هذا العالم الذي يتدافع فيه الناس بين موقعي الحق والباطل، وهي المكان الشاهد على تحدي الاستكبار لسنن التاريخ، ومخالفته للقوانين وانتهاكه للحقوق، وسيطرته بالقوة والهيمنة على بقاع الارض، وان خير البقاع القدس وقد نالت نصيبها الوافر من الاسر والتسلط والاستبداد والظلم، حتى وصلت حدود ذلك الى مساجدها وكنائسها والى دور العبادة فيها التي يفترض بها ان تكون وادعة امنة مطمئنة يحيط بها السكون والرهبة في ظلال الرب العطوف الرؤوف الذي اختار هذه البقعة من العالم لتكون محل اشعاع للرحمة وللرحمانيين ومحل سلام وامن للعابرين والقاصدين والحاجين فاذا بها تحول بفعل الايدي الاثمة والنفوس الشريرة لاسوأ خلق الله الى محل مغتصب سجين، تحيط به الاسوار من كل جانب، ويعتصره الألم في كل زاوية، وتذرف عيناه الدموع في كل اتجاه، ويستصرخ الضمائر الانسانية التي صاغها الرب الذي اصطفاه من بين الامكنة لكي تحج اليه الملايين من المحبين والمؤمنين ليلبوا حاجة الانس الى جوار النبيين والصالحين‏


وقد تحدث الامام الخميني قدس سره عن هذه الزاوية بقوله: "ان مسألة القدس ليست مسألة شخصية، وليست خاصة ببلد ما، وليست خاصة بمسلمي العالم في العصر الحاضر".

كما اكد الامام الخميني قدس سره على ان قضية القدس ليست مرتبطة بالزمن الحاضر، بل هي على الدوام قضية المؤمنين من اتباع الديانات، 
 
 
 
 
 
 
 
31

26

القدس محور قضية فلسطين ورمزها

 لذا فهي اخذة بالتفاعل التدريجي من الماضي الى الحاضر وصولاً الى المستقبل حيث الوعد بتخليص هذا الرمز من الاحتلال.


وفي نفس المعنى يقول الامام الخميني قدس سره: "انها أي قضية القدس مسألة تخص الموحدين في العالم، والمؤمنين في الاعصار الماضية والحاضرة والقادمة ومنذ اليوم الذي وضع فيه الحجر الاساس للمسجد الاقصى وحتى الان وما دام هذا الكوكب السيّار يدور في عالم الوجود".

ثم يتحدث الامام قدس سره عن الجرأة والجسارة على الله ورسله والتحدي لوعده من خلال بث الظلم والاعتداء على اماكن وحي الله ومحال عبادته واغتصاب اروقة التقرب اليه من قبل شرذمة اليهود.

يقول الامام قدس سره: "ان من المؤلم ان تتجرأ حفنة من الاوباش المجرمين في عصرنا هذا على التجاسر على الله تعالى ورسله الكرماء بمرأى من المسلمين ورغم كل الامكانات المادية والمعنوية وانه لمن العار على الحكومات الاسلامية ان تتخذ موقف المتفرج على قيام عنصر فاسد معدوم القيم بالتطاول واغتصاب معبد المسلمين المقدس وقبلتهم الاولى، انه من المخجل السكوت في مقابل هذه المأساة التاريخية الكبرى".

ثم يستعرض الامام الخميني قدس سره تلك الوقفة الشامخة لشباب فلسطين الغيارى والشجعان الذين قاموا ولبّوا نداء القدس وتلونت جدران مسجدها بدمائهم الزاكية والذين تلقوا بصدورهم رصاصات الحقد من اسلحة الصهاينة وها هم قد اعلنوا انتفاضتهم المباركة على العدو الجاثم على ارضهم المحتل لمقدساتهم.
 
 
 
 
 
 
32

27

القدس محور قضية فلسطين ورمزها

 يقول الامام الخميني قدس سره: "اليس عاراً على المسلمين ان لا يعلنوا عن مواساتهم ولا يلبوا نداء المظلومية للشبان الفلسطينيين الاعزاء الذين لوّنت دماؤهم جدران المسجد الاقصى والذين تلقوا رصاص الرشاشات من حفنة من المحتلين جواباً لمطالبهم الحقة المشروعة".


وبعد ذلك يوجه الامام الخميني قدس سره تحيته المباركة من اليد المباركة الى المنتفضين والى الاقصى المبارك والى الشعوب الثائرة في مواجهة الاحتلال والى مستضعفي العالم الذين يعتبر الامام ان العصر الذي قام هو فيه واسس له هو عصر قيامة المستضعفين وانتصارهم على المستكبرين.

يقول قدس سره: "وتحيه للقدس والمسجد الاقصى، وتحية للشعوب الناهضة في مواجهة "اسرائيل" المجرمة، وتحية لمسلمي ومستضعفي العالم"...
 
 
 
 
 
 
 
33

28

مشاريع اليهود الصهاينة تجاه القدس

 مشاريع اليهود الصهاينة تجاه القدس


من الامور التي لفت الامام الخميني قدس سره الامة اليها هي المشاريع التهويدية للقدس، أي المحاولة الصهيونية الخبيثة لتحويل مدينة الانسان والتاريخ والاديان الى مدينة يهودية لا بالمعني الديني وانما بالمعني الصهيوني، وان كان الظاهر او الذريعة ذات بُعد ديني انما الحقيقة هي محاولة تخريب القدس وبالتحديد المسجد الاقصى من اجل اجتثاث هذا المعلم الذي يرمز الى الكثير بالنسبة للموحدين واتباع الديانات في العالم وبالاخص بالنسبة للمسلمين الذين سمّاهم ابراهيم‏(ع) بهذه التسمية وهذا النبي الكريم كانت محطته الاساسية في تلك الارض المباركة، او لان المسلمين يعتقدون بان الاسلام جاء مصدّقاً ما كان قبله من الرسالات والرسل وبعض هؤلاء أو اكثرهم كانوا في القدس او حلوا فيها او مروا عليها، او لان المسلمين يعلمون بان القبلة الاولى التي صلى عليها الاوائل منهم لمدة من الزمن كانت القدس، او لان المسلمين يؤمنون بان نقطة الانطلاق للنبي الاعظم في رحلة المعراج كانت من القدس، وكل هذه الابعاد عمل اليهود على تغييرها من خلال محاولة هدم المسجد الاقصى وازالته.

وقد عبّر الامام الخميني قدس سره عن هذه الحقيقة بقوله: "لقد قامت "اسرائيل" بجريمة كبرى تمثّلت في مباشرتها عمليات الحفر 
 
 
 
 
 
 
 
 
34

29

مشاريع اليهود الصهاينة تجاه القدس

 في المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى الامر الذي يستتبع احتمال انهدام قبلة المسلمين الاولى وحينها ستحقق "اسرائيل" هدفها المذكور".


وان خلفية مشروع الصهاينة تكمن في العداء مع كل ما هو الهي وديني وسماوي، فهم كصهاينة يعلمون ان اجدادهم طردوا من الارض المباركة لعدم تماشيهم مع حقيقتها النورانية، فهم انجاس والارض طاهرة، وهم ارجاس والارض مباركة، والارض الهية وهم شيطانيون، والارض ربانية وهم عبدة الطاغوت، ولاجل ذلك سوف يحاولون تحدي الوعد الالهي من خلال غزوهم لارض الطهر في فلسطين والتي تتناقض حقيقتها مع ماهيتهم، وسوف يحاولون تجاوز السنن الطبيعية التي تحكم بعدم امكانية اجتماعهم ووجودهم في تلك الارض.

فهم مخلوقات ممسوخة بحسب تعبير الامام قدس سره الذي قال: "ومع الاسف فان هذه الحكومات وبدلاً من الثورة على هذه المخلوقات الممسوخة والاتحاد للوقوف بوجهها فانها تمنع حتى من الاستنكار بل انها تتحرك من اجل تثبيت موقع "اسرائيل"".

وان الصهاينة باحتلالهم للقدس يعبّرون عملياً عن تحدي وعد الله وكذلك عن تحدي الامة الاسلامية التي ترمز لها القدس الشي‏ء الكثير، وهذا هو المشروع الاساسي للاستكبار المساند لـ"اسرائيل" المتمثل بمحاربة الاسلام بمعناه الاصيل، بل نفس الاسلام بما هو هو، وقد اكد الامام الخميني قدس سره هذه الحقيقة بقوله: "على المسلمين ان يعلموا بان المخطط الامريكي الذي يتم تنفيذه بواسطه "اسرائيل" لن يتوقف عند لبنان لان المستهدف هو الاسلام اينما ظهر في كل البلدان الاسلامية".
 
 
 
 
 
 
35

30

مشاريع اليهود الصهاينة تجاه القدس

 وفي نهاية هذه الفقرة يمكن القول بان "اسرائيل" خططت للقضاء على المسجد الاقصى ولتهويد القدس وطرد المسلمين والعرب منها وجعلها عاصمة لكيانهم المصطنع وسوف لن تسمح السنن لهذا الامر ان يتحقق لحالة التناقض بين قداسة المكان ورجس الصهاينة.

 

 

 

 

36


31

يوم القدس العالمي‏

 يوم القدس العالمي‏


1- إعلان يوم القدس العالمي:

من القضايا والرموز الكبرى التي أعلن لها الامام الخميني قدس سره يوماً خاصاً للإحياء وتجديد العهد والعمل وفق ما يقتضيه الحدث او القضية القدس حيث اعلن الامام قدس سره يوماً عالمياً لها، وذلك في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان المبارك من كل عام، والملفت في هذا الاعلان عدة امور:

أولاً: ان الاعلان جاء بعد ستة اشهر من عودة الامام الخميني قدس سره التاريخية الى ايران وبعد اربعة اشهر من قيام الجمهورية الاسلامية أي في تموز من العام 1979 م مما يؤكد على مدى حضور هذه القضية وعلى حيّز الاولوية الذي شغلته في فكر الامام.

ثانياً: ان اليوم، لم يكن خاصاً بالمسلمين، بل يوماً عالمياً، ولعل في ذلك اشارة الى اعطاء الامام للقضية بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل، وهذا ما عبر عنه الامام والذي سيتضح من دلالات يوم القدس.

ثالثاً: ان اعلان اليوم حصل في شهر رمضان، وهو شهر الوحدة بين المسلمين، الذين يلبي اكثرهم نداء الحق ويحلوا في 
 
 
 
 
 
 
 
37

32

يوم القدس العالمي‏

 ضيافة الرحمن متوجهين نحوه بالدعاء والابتهال، موطّنين انفسهم على القيام بالواجب وترك المحرم، وعلى القيام بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهل هناك في حياة الامة وواقعها اليوم منكرٌ اخطر وأسوأ من احتلال القدس من قبل الصهاينة.. فلا بد ان يوطّن المؤمنون انفسهم على تلبية نداء الحق في هذا الشهر وقلوبهم معلقة بالحق قريبة منه، تعيش حالة من الحقانية المتميزة، كما ان شهر رمضان يمثل بالنسبة للمسلمين شهر الجهاد والانتصار، ففي شهر رمضان كان فتح مكة الذي عبّر الله سبحانه وتعالى عنه ب " اذا جاء نصر الله والفتح " فشهر رمضان موسم النصر والفتح، ولعل التاريخ يعيد نفسه فتتحرر القدس ويحصل الفتح من جديد في شهر رمضان وانطلاقاً منه.


رابعاً: دلالة ورمزية يوم الجمعة الذي هو عيدٌ للمسلمين جميعاً، يتوجهون فيه الى بيوت الله تعالى لاقامة الجماعة واداء الجمعة، في حالة من الخشوع والتقرب الى الله، وفي حالة من الوحدة والالفة بين المسلمين والمؤمنين.

خامساً: رمزية اليوم مع التوقيت (الجمعة الاخيرة من شهر رمضان)، حيث هذه الايام الاخيرة وخصوصاً الجمعات منها لها خصوصيات عبادية هامة، فهي الايام التي تختصر خيرات الشهر، وفي احدى لياليها تستتر ليلة القدر التي هي خير من الف شهر، والتي يعبّر فجرها عن ظهور الحق عبر 
 
 
 
 
 
 
38

33

يوم القدس العالمي‏

 الصيحة التي ستحصل وتبشر العالم بخروج الامام المهدي‏رحمه الله الذي سيطرد اليهود وللابد من فلسطين، حيث ستكون القدس هي مكان الاعلان عن قيام دولة العدالة الالهية، وعن سطوع شمس الحق على هذه المعمورة من خلال تلك الصلاة العالمية التي سيشارك فيها كل رموز الحق بامامة بقية الله ارواحنا فداه.


واما نص دعوة الامام الخميني قدس سره فهو: "ادعو جميع مسلمي العالم الى اعتبار اخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من ايام القدر ويمكن ان تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وان يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".

2- دلالات وابعاد يوم القدس العالمي:

أ- يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين:

انه يوم عالمي، له علاقة بالصراع بين الخير والشر، وعمليا بين محور الشر المتمثل بالمستكبرين ومحور الخير الذي يجسده المستضعفون.

ومما جاء في كلام الامام قدس سره حول هذا الموضوع: "يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، انه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين".

ويقول قدس سره: "انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم امريكا وغيرها للقوى الكبرى".
 
 
 
 
 
 
 
39

34

يوم القدس العالمي‏

 ويقول أيضاً: "انه اليوم الذي يجب ان يتجهّز فيه المستضعفون في مقابل المستكبرين ليمرغوا انوف المستكبرين في التراب".


وكذلك فانه يوم يجب توجيه التحذير فيه لكل القوى الكبرى بوجوب رفع يدها عن المستضعفين ويوم تثبيت حق المستضعفين في الوجود والحياة والحضور والتأثير على ساحة وميدان الحياة الدنيا:

يقول الامام الخميني قدس سره: "يوم القدس، يوم يجب ان تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة، يوم يجب فيه ان تعلن الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين".

ويقول قدس سره: "يوم القدس يوم يجب ان نخلّص فيه كل المستضعفين من مخالب المستكبرين، يوم يجب ان تعلن كل المجتمعات الاسلامية عن وجودها وتطلق التحذيرات الى القوى الكبرى".

يوم القدس هو محطة ومناسبة لتجميع المستضعفين وتوحيد كلمتهم بما يمكن ان يؤسس لحزب المستضعفين.

وفي هذا البعد يقول الامام الخميني قدس سره: "لقد كان يوم القدس يوماً اسلامياً، ويوماً للتعبئة الاسلامية العامة، وامل ان يكون هذا الامر مقدمة لتأسيس حزب للمستضعفين في كل انحاء العالم، واتمنى ان يظهر حزب باسم المستضعفين في العالم".

ب- يوم القدس هو يوم الاسلام:

بعد رمزيته العالمية والانسانية، تأتي الرمزية الدينية للقدس، كتعبير عن مكانة الاسلام كدين الهي يريد ان يصلح العالم وان يرفع الظلم ويقيم العدل، واحد الرموز الفعلية لذلك هو القدس وما تدلل عليه في عملية احيائها وتحريرها كعملية لاحياء الدين واقامته ونشره. 
 
 
 
 
 
 
 
40

35

يوم القدس العالمي‏

 وفي هذا المعنى يقول الامام الخميني قدس سره: "يوم القدس، يوم الاسلام، يوم القدس، يوم يجب فيه احياء الاسلام وتطبيق قوانينه في الدول الاسلامية، يوم القدس، يجب ان تحذر فيه كل القوى من ان الاسلام لن يقع بعد الان تحت سيطرتهم وبواسطة عملائهم الخبثاء".


ويقول قدس سره: "يوم القدس، يوم حياة الانسان، يجب ان يصحو جميع المسلمين وان يدركوا مدى القدرة التي يمتلكونها سواء المادية منها ام المعنوية".

"يوم القدس، ليس فقط يوما لفلسطين، انه يوم الاسلام، يوم الحكومة الاسلامية يوم يجب ان تنشر فيه الجمهورية الاسلامية اللواء في كل انحاء العالم".

"انني اعتبر يوم القدس يوماً للاسلام ويوماً لرسول الله (ص) ويوم يجب ان نجهّز فيه كل قوانا لاخراج المسلمين من العزلة".

ج- يوم القدس هو يوم الالتزام ونفي النفاق:

بعد البعدين العالمي والاسلامي، الانساني والديني، كان البعد التطبيقي ليوم القدس، الذي يجسّد حقيقة الالتزام بالاسلام، وواقع الانتهاج بنهجه، والاستنان بسنته والاحتكام الى تشريعاته، بحيث ان هذا اليوم هو المميز بين المسلمين حقاً من غير المسلمين بالمعني الفعلي، او بالاحرى هو الذي يميّز المؤمنين عن المنافقين.

يقول الامام الخميني قدس سره: "انه اليوم أي يوم القدس الذي سيكون مميزاً بين المنافقين والكثيرين فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم، يوماً للقدس ويعملون ما ينبغي عليهم، اما المنافقون 
 
 
 
 
 
 
41

36

يوم القدس العالمي‏

 فانهم في هذا اليوم غير ابهين او انهم يمنعون الشعوب من اقامة التظاهرات".


ويقول ايضاً: "ان الذين لا يحيون مراسم يوم القدس هم مخالفون للاسلام وموافقون للصهيونية".

3- الواجب تجاه يوم القدس:
بعد اعطاء الابعاد الحقيقية ليوم القدس، اكد الامام الخميني قدس سره على ضرورة احياء هذا اليوم، الذي جعل له شعائر خاصة، تعبّر عن حقيقة الاحياء، فليس الامر مجرد رفضٍ للصهيونية ولهيمنتها ولتسلطها وليس هو مجرد النكران القلبي للظلم الناتج عن احتلال القدس، ومشروع تهويدها، انما الامر يتعدى ذلك الى التحرك والنزول الى الشارع والتعبير العملي عن الاستنكار والرفض للصهيونية وللاستكبار.

يقول الامام الخميني قدس سره: "ان يوم القدس، يوم يجب ان تلتفت فيه كل الشعوب المسلمة الى بعضها، وان يجهدوا في احياء هذا اليوم فلو انطلقت الضجة من كل الشعوب الاسلامية في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك الذي هو يوم القدس لو نهضت كل الشعوب وقامت بنفس هذا التظاهرات ونفس هذه المسيرات، فان هذا الامر سيكون مقدمة ان شاء الله للوقوف بوجه هؤلاء المفسدين والقضاء عليهم في جميع ارجاء بلاد الاسلام".

ويقول ايضاً: "امل ان يعتبر المسلمون يوم القدس يوماً كبيراً وان 
 
 
 
 
 
 
 
 
42

37

يوم القدس العالمي‏

 يقيموا المظاهرات في كل الدول الاسلامية في يوم القدس وان يعقدوا المجالس والمحافل ويرددوا النداء في المساجد".


وقال قدس سره: "لو ان كل المسلمين في العالم خرجوا يوم القدس من بيوتهم وصرخوا (الموت لامريكا، الموت ل"اسرائيل")فان نفس قولهم الموت لهذه القوى سوف يجلب الموت له".
 
 
 
 
 
 
 
 
43

38

خاتمة

 خاتمة


يمكن لمن يقرأ فكر الامام الخميني قدس سره المتعلق بالقدس وبالقضية الفلسطينية عموماً ان يقرأ من خلاله الاسس والبنى الفكرية السياسية للامام الخميني قدس سره، هذه الاسس التي تعود في نهايتها الى الاسلام المحمدي الاصيل المبني اساساً على قاعدة التوحيد الكبرى، حيث كل الامور والموضوعات والمسائل الفلسفية والدينية والاخلاقية والسياسية محكومة بهذا الاصل وترجع الى هذه القاعدة، فما يشد الى التوحيد ويساعد عليه فهو الهي واسلامي، وما يبعد عن التوحيد فهو مناقض للاسلام حتى لو كان ظاهره دينياً واسلامياً، من هنا ميّز الامام الخميني قدس سره في كلماته وتعبيراته بين الاسلام الظاهري او الاسلام الامريكي او الاسلام الشرقي او الغربي وبين الاسلام المحمدي الاصيل تماماً كما جاء على لسان الرسول الاكرم (ص)، ومن اسس هذا الدين الحنيف الدفاع عن الحق والوقوق بوجه الظلم والظالمين وعدم المهادنة في هذا الامر، لانه بحسب هذه القاعدة، ليس بعد الحق الا الضلال، فليس هناك حالة تذبذبية ولا حالة وسطية في موضوع المواجهة بين هذين الطرفين، فاما يكون الانسان او الجهة مع الحق واما مع الباطل والضلال، وقد اكد الامام الخميني قدس سره هذه الحقيقة في المواقف التي اطلقها والمرتبطة بالعلاقة مع امريكا التي عبّر عنها الامام بالشيطان الاكبر وبرأس الكفر 
 
 
 
 
 
 
 
44

39

خاتمة

 في العالم، حيث اعتبر الامام انها تمثل الباطل في اجلى صوره، وبالتالي فان الحق بوجد في الطرف المقابل لامريكا، وانه لا يمكن ان يتعايش اسلام مع هذا الطاغوت، والالتزام الفعلي بالاسلام يعني الموت لامريكا ذلك الشعار الكبير الذي طرحه الامام قدس سره، وامريكا هذه بحسب قول الامام قدس سره تسعى بحسب ماهيتها للقضاء على الاسلام، من خلال مشروع التوسع في عالمنا الاسلامي ونهب ثرواته والقضاء على هويته ونسخ فكره وحرف قيمته وهدم مقدساته، وتعمل امريكا على كل ذلك من خلال موطئ القدم الاساسي لها في منطقة الشرق الاوسط والمتمثل ب"اسرائيل". من هنا اصبحت "اسرائيل" بالنسبة للامام غدة سرطانية يجب اجتثاثها لانها رأس الحربة في المشروع الاستكباري للانقضاض ليس فقط على عالم المسلمين وانما ايضاً على اسلامهم، لذا كانت المواقف التي وقفها الامام الخميني قدس سره حاسمة في موضوع "اسرائيل" حيث قال بانها يجب ان تزول من الوجود ولم يدع أي مجال للمساومة والبحث والتفاوض في هذه المسألة، من هنا اخذت القضية الفلسطينية ابعاداً هامة باعتبارها تمثل ساحة الصراع بين:


الحق والباطل.

المستضعفين والمستكبرين.

الاسلام والكفر.

الالتزام والنفاق.

وبهذه الابعاد رفع الامام قدس سره هذه القضية الى مصاف القضية الاولى التي يجب ان يتحرك المسلمون نحوها، وهي تمثّل عنصر التحفيز نحو القيام بالمسؤوليات الكبرى، وهي التي توجه المسلمين نحو 
 
 
 
 
 
 
 
45

40

خاتمة

 المخاطر المحدقة بمستقبلهم، وهي التي تلفت الى المشاريع الاستكبارية، وهي التي تؤسس لعملية النهوض والقيام في جسم الامة وهي التي تحرك الجماهير وتساعد في استنهاضهم، وهي التي تعبّر عن مستوى الوعي واليقظة في جسم الامة، وهي التي تؤشر الى مستوى الحياة والحيوية في هذه الامة، وهي التي ترمز الى نسبة الموات في الامة، وهي التي تساعد في توحد الامة وقيامها جماعة للدفاع عن مقدساتها، وهي التي تلغي الاختلافات والتباينات بين اطراف الامة دولاً وشعوباً وتوحدهم على حقانية قضيتها. فصحيح ان قضية القدس بحسب الظاهر هي مسألة احتلال واغتصاب وانتهاك للمحرمات، لكنها في الحقيقة تمثل حضور الاسلام والمسلمين في عالم الدنيا ومدى حضورهم في حركة التاريخ، فاما ان المسلمين ميتون ولا حراك لهم ولا يستطيعون ان يؤثروا او يوفروا في مسيرة الحياة وما يؤشر على ذلك هو سكوتهم وصمتهم ازاء هذه القضية الساطعة "القدس" واما ان المسلمين وخصوصاً الشعوب فيهم بقية حياة ونسبة من الحيوية بما يجعلها تتحرك في سبيل الدفاع عن القدس والمطالبة بها، ورفع الصوت في مقابل "اسرائيل" والقوى التي تقف وراءها.


وهذه الابعاد للقضية الفلسطينية وللقدس هي التي جعلت الامام‏قدس سره يختار احد اشرف ايام الله قداسة واعتباراً، وهو يوم الجمعة الاخير من ايام شهر رمضان المبارك، أي يوم الجمعة من ايام القدر التي هي خير من الاف الشهور، ليجعله يوماً للقدس، أي اختار اشرف يوم لاشرف رمز، واقدس شهر لاقدس قضية، واهم الازمنة لاهم الامكنة، وارفع الايام لارفع الامور، ليساعد ذلك في شد الانظار ولفت الانتباه لملايين 
 
 
 
 
 
 
 
46

41

خاتمة

 المسلمين الى هذه القضية، والى ابعادها ودلالاتها فهي كما قال الامام ليست مسألة شخصية ولا وطنية ولا قومية، وهي مسألة الاسلام، والحق والخير في هذا العالم، وكلما استطاع المسلمون ان يحرروا فلسطين والقدس كلما كانوا قادرين على تلبية الحق وعلى نشره في هذا العالم، الحق الذي يمثّله الاسلام، وفي حال لم يستطيعوا ان يحركوا ساكناً فهذا يعني ان الحق الذي يجسده الاسلام ضاع لان المسلمين الذين يفترض بهم ان يلتزموا به قد تخلوا عنه، من هنا اعطى الامام‏قدس سره اهمية خاصة ليوم القدس واعتبره يوماً لاحياء الاسلام ولتطبيقه وانه لا بد من احيائه بالتظاهرات والمسيرات والاصوات والهتافات والاقلام والكتابات وسوى ذلك من التعبيرات التي تشهد على الصحوة في المسلمين، وكلما كان احياء هذا اليوم اكبر كلما كان مستوى الصحوة اضخم واوسع حتى يصل المسلمون وبحسب تعبيرات الامام قدس سره ومن خلال الاحياء الواسع والدائم ليوم القدس الى استعادة قوتهم وتأكيد هويتهم ونشر دينهم واشاعة الحق في هذا العالم عندما يستطيعون بفعل هذا الاحياء بان يحرروا القدس وان يصلّوا في مسجدها، ومن هناك يعلنون ان الحق الذي يجسده الاسلام قد ظهر في ربوع هذه الدنيا وكانت شراراة انطلاقته من تلك الصلاة الجماهيرية الحاشدة.


وعند ذلك نتذكر قول الامام الخميني قدس سره: "ان شاء الله سيأتي اليوم الذي يكون فيه كل المسلمين اخوة، وتقتلع كل بذور الفساد من كل بلاد المسلمين وتجتث جذور "اسرائيل" الفاسدة من المسجد الاقصى ومن بلدنا الاسلامي وان شاء الله نذهب معاً ونقيم صلاة الوحدة في القدس ان شاء الله"...
 
 
 
 
 
 
47

42

الفهرس

 الفهرس

الاهداء

5

مقدمة

7

الامام الخميني يحدد اسباب ضياع فلسطين‏

13

كيفية استعادة القدس وفلسطين‏

21

القدس محور قضية فلسطين ورمزها

29

مشاريع اليهود تجاه القدس‏

34

يوم القدس العالمي‏

37

1-اعلان يوم القدس‏

37

2-دلالات وابعاد يوم القدس‏

39

أ-يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين‏

39

ب-يوم القدس هو يوم الاسلام‏

40

ج-يوم القدس هو يوم الالتزام ونفي النفاق‏

41

3-الواجب تجاه يوم القدس‏

42

خاتمة

44

 

 

 

 

 

 

 

 

48


43
القدس في فكر الإمام الخميني قدس سره