بلاغ عاشوراء


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-09

النسخة: 0


الكاتب

معهد سيد الشهداء

هو مؤسسة ثقافية متخصصة تعنى بشؤون النهضة الحسينية ونشرها، وإعداد قدرات خطباء المنبر الحسيني وتنميتها، معتمدة على كفاءات علمائية وخبرات فنية وإدارية... المرتكزة على الأسس الصحيحة المستقاة من ينبوع الإسلام المحمدي الأصيل.


المقدمة

 بسم الله الرحمن الرحيم


"ينبغي على الخطباء إثارة عواطف الناس تجاه الحسين عليه السلام. .. وتوضيح واقعة عاشوراء ومبادئها... وإثارة المعرفة والإيمان".
الإمام الخامنئي دام ظله

السادة الأفاضل المحاضرين في المجالس الحسينية دمتم موفقين.

تتقدم منكم الوحدة الثقافية المركزية في حزب اللَّه بأسمى آيات العزاء بالمصاب العظيم بإمامنا أبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام سائلة المولى تعالى أن يجعلنا من الطالبين بثاره مع الولي الأعظم الإمام الحجة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ومع إطلالة شهر محرم لعام 1428ه- وتلافياً للوقوع في تكرار مضامين الكلمات ومن أجل إنجاح البرامج المقرَّرة نقترح توزيع مضامين الكلمات، للمحاضرين الكرام، وفق الترتيب والبرنامج الزمني المحدَّد في هذا الكتيب.

وقد توَّجنا هذا الكتيب بكلمات توجيهية للإمام الراحل
 
4
 

1

المقدمة

 الخميني العظيم قدس سره ولولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله سائلين المولى تعالى أن يعجل فرج صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وأن يتقبل أعمالنا وأعمالكم بأحسن قبول إنه سميع مجيب الدعاء.
 
5

2

المقدمة

 توجيهات الولي
توجيهات الإمام الخميني قدس سره للمحاضرين والخطباء الحسينيين

1- إن على الخطباء أن يقرأوا المراثي حتى آخر الخطبة ولا يختصروها بل ليتحدثوا كثيراً عن مصائب أهل البيت عليهم السلام.

2- ليهتم خطباء المنابر ويسعوا إلى دفع الناس نحو القضايا الإسلامية وإعطائهم التوجيهات اللازمة في الشؤون السياسية والاجتماعية.

3- يجب التذكير بالمصائب والمظالم التي يرتكبها الظالمون في كل عصر ومصر.

توجيهات الإمام الخامنئي دام ظله للمحاضرين والخطباء الحسينيين
أول شيء يجب أن تهتموا به هو رسالة الثورة في المصيبة وفي المدح وفي الأخلاقيات والوعظ.
 
6
 

3

المقدمة

 كيف يجب أن تقام مراسم العزاء؟
إنه سؤال موجَّه إلى جميع من يشعر بالمسؤولية في هذه القضية، وباعتقادي أن هذه المجالس يجب أن تتميز بثلاثة أمور:
1- تكريس محبة أهل البيت عليهم السلام ومودتهم في القلوب لأن الارتباط العاطفي ارتباط قيِّم ووثيق.

2- اعطاء صورة واضحة عن أصل قضية عاشوراء وتبيانها للناس من الناحية الثقافية والعقائدية والنفسية والاجتماعية.

3- تكريس المعرفة الدينية والإيمان الديني. والاعتماد على آية شريفة أو حديث شريف صحيح السند أو رواية تاريخية ذات عبرة.

4- على أيّ منبر صعدتم وأي حديث تحدثتم، بيّنوا للناس يزيد هذا العصر وشمر هذا العصر ومستعمري هذا العصر.
 
7
 

4

المقدمة

 السياسات العامة للخطاب العاشورائي
 
السادة الأفاضل محاضري وخطباء المنبر الحسيني دمتم موفقين.
 
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته
مع إطلالة شهر محرّم الحرام تتجدَّد الجاذبية الخاصة للإمام أبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام لتأتي بالناس من كل حدب وصوب ولتمتلئ المجالس العاشورائية بشكل لا تعهده مناسبات أخرى. وهذا ما يثقل المسؤولية في الاستفادة والإفادة من هذا الموسم المبارك لا سيما من روّاد المنبر الحسيني الشريف محاضرين وخطباء، وهنا تأتي أهمية تحديد أولويات الخطاب العاشورائي بما يخدم الناس في توجيههم وتحديد تكليفهم الإلهي، لا سيّما في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة التي تشهد هجمات جائرة وشرسة تهددها بمخاطر كبيرة مقبلة مما يتطلب خطاباً تعبوياً للأمة يهيؤها لممارسة الدور المنشود منها.
 
ونطرح هنا بعض السياسات لهذا الخطاب العاشورائي التعبوي المطلوب:
 
8
 

5

المقدمة

 1- التأكيد على أهمية الجانب المعنوي الذي يحققه الارتباط باللَّه تعالى والتوكل عليه، وأهمية هذا الجانب في استنزال المدد والنصر الإلهي ولو قلَّ المؤمنون وكثر أعداؤهم.
2- ربط الناس بالتكليف الإلهي على قاعدة كونه الموجِّه لموقف الفرد والأمة.

3- توجيه الناس نحو العمل للآخرة لضمان استمرار الحياة بسعادة باقية. وإبراز دور الشهادة في تحقيق ذلك. 

4- غرس روح التضحية في أبناء الأمة لكون معركة الحق ضد الباطل لا بد لها من تضحيات، وتضحيات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء الدليل الواضح على ذلك.

5- الإرشاد إلى دور الولاية في توجيه الأمة وترشيدها. وإن وحدة الولي والقائد هي الضمان لوحدة الأمة وعزِّها.

6- تأكيد ضرورة وحدة المسلمين صفاً واحداً أمام أعدائهم.

7- تحديد طواغيت العصر ويزيدييه المتمثلين اليوم في الدرجة الأولى بأمريكا وإسرائيل والتطرق إلى الممارسات الإرهابية التي يمارسها هؤلاء الطواغيت ضد مسلمي ومستضعفي العالم.
 
9
 

6

المقدمة

 8- بيان تكليف الأمة في نصرة المظلومين.
9- التشديد على ضرورة الثبات في معركة الحق ضد الباطل ودورها في تحقيق النصر الإلهي.

10- إبراز التشابه بين ثورة الإمام الحسين عليه السلام ومعركتنا ضد الباطل، سواء على مستوى أهداف وممارسات الأعداء، أو على مستوى مشاركة الشرائح المتنوعة من المجتمع لنصرة الحق (شبان، شيوخ، نساء، أطفال، طبقات اجتماعية متفاوتة).

11 - الإلفات إلى ضرورة التكافل الاجتماعي في الأمة بما يؤمِّن القوة الداخلية للمجتمع في معركته ضد الباطل.

12- تقوية علاقة الناس بصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وتبيان مسؤوليتهم في التمهيد لظهوره المبارك، واستعدادهم الاستمرار التضحية بين يديه.

والحمد للَّه رب العالمين
 الوحدة الثقافية
10

7

الليلة الأولى

 الارتباط بالحق بين القلة والكثرة
 
الهدف:
 
تعريف المستمع بإن تشخيص الحق والباطل لا يعتمد على كثرة أو قلة أتباعهما.
 
تصدير الموضوع:
 
(قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون)1.
 
محاور الموضوع:
 
تشخيص طريق الحق 
 
1 - معرفة الحق:
 
" لا يعرف الحق بالرجال، إعرف الحق تعرف أهله" 2
 
2 - التدبر في القرآن يؤكد معادلة أن العباد الصالحين قلة
 
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)(أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)فِي

1- يونس35
2- بحار الأنوار ج40 ص126
 
12
 

8

الليلة الأولى

 جنَّاتِ النَّعِيمِ -ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ-وَقَلِيلٌ مِنَ الآَخِرِينَ)1.
 
3 - ملاحظة أن كثرة العدد والعدة والعتاد ليس دليلاً على الأحقية بل غالباً ما يكون العكس قال تعالى:
 
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَ يَخْرُصُون)2.
 
(لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)3.


- عدد جيش ابن سعد قياساً لجيش الإمام الحسين عليه السلام 
 
التمييز بين النمو الطبيعي و النمو الورمي:
مقارنة بين أصحاب علي عليه السلام الذين تخلوا عنه في ساحات الصراع والمواجهة وأصحاب الحسين عليه السلام الذين بذلوا مهجهم دونه.
 
مثال: قادة جيش الإمام علي عليه السلام في صفين حيث تحول أكثرهم إلى قادة في جيش عمر بن سعد (الأشعث - عمر بن سعد - شبث بن ربعي..)

1- الواقعة،10- 13  
2- الأنعام،116
3- الزخرف،78
 
13
 

9

الليلة الأولى

 بعض خصائص طريق الحق:
 
1 - أنه مؤيد من الله
(إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)1.
 
2 - أنه موعود بالغلبة والنصر
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٍ)2.
 
- انتصار موسى على فرعون بعد دخوله عليه بعصاه فقط.
 
- بداية الدعوة إلى الإسلام بدأت بثلاثة أشخاص فقط.
 
أهمية الثبات على طريق الحق:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن سلكَ الناس كلهم واديً وسلكَ عليٌ وادياً فاسلك وادي علي وخلِّ عن الناس يا عمار"3 
 
الوحشة في طريق الحق:
 
- عن أمير المؤمنين عليه السلام: " أيها الناس، لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه"4.

1- الحج،38
2- الحج،40
3- بحار الأنوار ج33 ص17
4- مستدرك الوسائل ج12 ص194
 
14
 
 

10

الليلة الأولى

 - عن الإمام السجاد عليه السلام في دعاء عرفة: " ويا أُنسي في كل وحشة ويا ثقتي في كل شديدة". 
-  ما يرفع وحشة الطريق أنه طريق الحق.

الخلاصة:

تعزيز الارتباط بالله بشكل دائم تحسباً لأي تحدٍ.

مراجع مفيدة للموضوع: 
- تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص110.
- ميزان الحكمة ج2 ع119- الريشهري
- رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
- المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
 
 
15

11

الليلة الثانية

 الاستجابة للحسين عليه السلام - لنبدأ التغيير
 
الهدف:
 
إيجاد دوافع الإصلاح النفسي وتغيير السلوكيات السيئة.
 
تصدير الموضوع:
 
" لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة في حظيرة القدس، تقربهم عينه، وينجز بهم وعده، من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى"1.
 
محاور الموضوع:
 
خطبة الحسين عليه السلام الأولى في مكة.
 
وجوب نصرة الحسين عليه السلام 
 
في كل مجلس وزيارة نكرر القول للامام الحسين عليه السلام: " يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً" وفي زيارتنا لأصحابه نقول: " طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزا

1- خطبة الحسين عليه السلام الأولى في مكة.
 
16
 

12

الليلة الثانية

  اعظيما يا ليتني كنت معكم فأفوز معكم في الجنان مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" 1.
 
كيف نكون مع الحسين عليه السلام لنفوز؟
 
أ- الجهاد و التواجد في ساحات الجهاد بكل أقسامه (العسكري - السياسي) وعدم التهرب من تحمل المسؤوليات ومن المشاركة فيما يقتضيه العمل السياسي والجهادي..
 
ب- الاستجابة لندائه
- "هل من ذابٍ يذبُ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحدٍ يخاف الله فينا ؟ هل من مغيثٍ يرجو الله بإغاثتنا ؟"2.
 
ج- تحقيق أهدافه (الإصلاح)
 
- "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"3.
 
الإصلاح له مصداقان:
 
1- عام (إصلاح المجتمع) عبر القيام بواجب الأمر 

1- إقبال الأعمال، ص335 - زيارة عرفة
2- رحلة الشهادة ص153
3- وصية الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية قبيل خروجه من مكة
 
17
 

13

الليلة الثانية

 بالمعروف والنهي عن المنكر.
 
أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.
 
وصية الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية قبيل خروجه من مكة
 
- لماذا: " ألا ترون أن الحق لا يعمل به! وأن الباطل لا يتناهى عنه! ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة! والحياة مع الظالمين إلا برما!"1.
 
2- خاص (إصلاح النفس)
 
أ- ترك وهجر الفساد
 
ب- العزم على التوبة
 
ج- العمل على تربية النفس وتهذيبها
 
د- الاستعداد للتضحيات
 
3- اغتنام الفرص:
 
- الحسين عليه السلام دعانا الى مجالسه لنسمع سيرته وكلماته فهذه فرصة
- هل نحن جادون بقولنا " يا ليتنا كنا معكم" و" لبيك يا حسين
 
- لقد أحسنا بمجيئنا الى مأتم الحسين عليه السلام لكن لنكمل هذا العمل ونتمه بالبدء بعملية تغيير أنفسنا

1- من خطبته الأولى مع أصحابه
 
18
 

14

الليلة الثانية

 (إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)1.
 
مراجع مفيدة للموضوع: 
-       تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص60- 81- 94- 179.
-       ميزان الحكمة ج1 ع57- ج9 ع519- الريشهري
-       رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
-       المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام

1- الرعد، 11.
 
19
 

 

15

الليلة الثانية

 (إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)1.
 
مراجع مفيدة للموضوع: 
-       تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص60- 81- 94- 179.
-       ميزان الحكمة ج1 ع57- ج9 ع519- الريشهري
-       رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
-       المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام

1- الرعد، 11.
 
19
 

 

16

الليلة الثالثة

 نصرةُ الله
 
الهدف:
 
إيجاد دوافع للجهاد وإعداد النفس أخلاقياً وسلوكياً وروحياً لذلك وتمتين الارتباط بولي الأمر.
 
تصدير الموضوع:
 
" السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيه وأنصار أمير المؤمنين وأنصار فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن الولي الناصح السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله الحسين الشهيد المظلوم صلوات الله عليهم أجمعين"1
 
محاور الموضوع:
 
هل يحتاج الله إلى نصرنا له؟
 
الله تعالى قوي وعزيز وغني عن نصرنا له:
 
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً،لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ

1- زيارة الأنصار إقبال الأعمال، ص335.
 
 
20

17

الليلة الثالثة

 تحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً)1.
 
(وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)2.
 
معنى النصرة:
 
أ - الأمر بالنصرة


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ)3.
ب - ميادين نصرة الله
 
1 - داخل النفس
 
أ - التحرر من أسر الشهوات
- " عِبَادَ اللَّهِ زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا وَ حَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا" 4.
 
ب - تخليص النفس من سلطنة عدو الله الشيطان

1- الفتح، 4 - 5
2- المجادلة،25
3- الصف،14
4- شرح نهجن البلاغة ج6 ص395
 
21

 

18

الليلة الثالثة

 - وَ قَالَ أمير المؤمنين عليه السلام وَقَدْ مَرَّ بِقَتْلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ: " بُؤْساً لَكُمْ لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ فَقِيلَ لَهُ مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ وَالْأَنْفُسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ غَرَّتْهُمْ بِالْأَمَانِيِّ وَفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي وَوَعَدَتْهُمُ الْإِظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ"1.
 
ج - نصرة الله في أنفسنا يكون من خلال الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)2.
 
2 - خارج النفس
 
أ- ضد أعداء الله من الإنس والجن
- " فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ"3.
 
ب - في ميادين الحياة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- " وَمَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عِنْدَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ إِلَّا كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيّ

1- شرح نهج البلاغة ج19 ص235
2- العنكبوت،69
3- شرح نهج البلاغة ج2 ص74
 
22
 

19

الليلة الثالثة

 وَإِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِر"9.
 
ج - شرائط هذه النصرة:


- أن تكون مشروعة ليصدق عليها أنها في سبيله
- شرعية النصرة في كونها تحت لواء نائب المعصوم أي الولي الفقيه
 
نتائج نصرة الله:


أ - في داخل النفس " التسديد والهداية والرعاية الإلهية
 
ب - مع العدو الخارجي  (إن تنصروا الله ينصركم)
 
النموذج الكربلائي:


فرح الأنصار بالتوفيق لنصرة الله
 
- عن عاصم بن حميد عن الثمالي قال قال علي بن الحسين عليه السلام: " كنت مع أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها فقال لأصحابه هذا الليل فاتخذوه جنة فإن القوم إنما يريدونني ولو قتلوني لم يلتفتوا إليكم وأنتم في حل وسعة فقالوا والله لا يكون هذا أبدا فقال إنكم تقتلون غدا كلكم ولا يفلت منكم رجل قالوا الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك ثم

1- شرح نهج البلاغة ج16 ص134
 
23
 

20

الليلة الثالثة

دعا فقال لهم ارفعوا رءوسكم وانظروا فجعلوا ينظرون إلى مواضعهم ومنازلهم من الجنة وهو يقول لهم هذا منزلك يا فلان فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه ليصل إلى منزلته من الجنة"1.
 
مراجع مفيدة للموضوع: 
-       تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص94- 100.
-       ميزان الحكمة ج2 ع80- 81- 82- الريشهري
-       رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
-       المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام

1-  بحار الأنوار، ج44 ص298
 
24

 

21

الليلة الرابعة

 الثبات
 
الهدف:
 
معرفة أن الإبتلاء سنة إلهية في تربية الإنسان وبنائه وإدراك ضرورة تحصين الإيمان وقدرة الصمود في البلاءات.
 
تصدير الموضوع:
 
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَا وَالضَّرَّا وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) 1.
 
محاور الموضوع:
 
حقائق حول البلاء
 
1- الفلاح يكون بالثبات إزاء الابتلاءات الإلهية
 
2- مواجهة الابتلاء لا يخلو من موقفين إما الجهاد وإما الصبر
 
3- التحديات والابتلاءات التي تقتضي الثبات نوعان

1- البقرة :214
 
26
 

 


22

الليلة الرابعة

 "سلبية وايجابية".

(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)1
 
(هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) 2.
 
أنواع الابتلاءات السلبية:
 
1- فقدان الأمن
 
2- فقدان الغذاء 
 
3- فقدان المقومات المادية
 
4- فقدان المقومات البشرية 
 
5- فقدان رأس المال المادي
 
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)3
 
قيمة الإنسان بثباته أمام التحديات
 
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)

1- الأعراف،168.
2- النمل، 40
3- البقرة، : 115.
 
27
 

23

الليلة الرابعة

 1- ثبات زينب و هي تقدم لأخيها جواد المنية
 
2- ثبات أصحاب الحسين عليه السلام رغم أن الحسيند عرض عليهم التخلي عن المواجهة
3- ثبات الحسين عليه السلام وهو يرى جموع الأعداء كأنها السيل المنحدر وهي تحيط به
 
- نظر الحسين عليه السلام إلى جمعهم كأنّهم السيل المنحدر، فرفع يديه بالدعاء قائلاً:
"اللهم أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعُدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمّن سواك، ففرّجته وكشفته، فأنت ولّي كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة"1.
 
الخلاصة:
 
القاعدة التي نستخلصها: أنه كلما عظم التحدي وعظم البلاء كلما ازداد المؤمن تعلقاً بايمانه وثباتاً على موقفه.
 
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

1- رحلة الشهادة ص119 
 
28
 

24

الليلة الرابعة

 فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)1.
 
مراجع مفيدة للموضوع: 
-       تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص74.
-       ميزان الحكمة ج1 ع50- الريشهري
-       رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
-       المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام

1- آل عمران، 173 - 174
 
29
 

25

الليلة الخامسة

 لقاء الله
 
الهدف:
 
1- تعزيز العلاقة بالله تعالى والشعور بالحاجة إلى التواصل معه تعالى.
 
2- تعزيز الروح الجهادية و تحبيب الجهاد إلى الناس وترغيبهم فيه.
 
تصدير الموضوع:
 
من خطبة للإمام الحسين عليه السلام ألقاها قُبيل خروجه إلى العراق في موسم الحج:
" لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين، لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحمته، وهي مجموعة في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز بهم وعده، من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى"1.

1- رحلة الشهادة ص52
 
30
 

26

الليلة الخامسة

 محاور الموضوع:

لا بدية لقاء الله
 
1- لقاء الله تعالى حتمي والإنسان يسير باتجاه هذا اللقاء شاء ذلك أم أبى.
 
(يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ)1.
 
2- عمل الإنسان هو الذي يحدد كيفية اللقاء ومكانه.
 
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ،ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّة)2
 
مواطن لقاء الله:
 
أ- زمانية:
 
 شهر رمضان
 
ب- مكانية:
 
- الكعبة البيت الحرام
 
- المسجد (إن بيوتي في الأرض المساجد)
 
- المشاهد والمزارات
 
- ساحات الجهاد

1- المطففين،6
2- الفجر،27-28
 
31
 

27

الليلة الخامسة

 (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)1.

النموذج الكربلائي:


أ- أصحاب الحسين عليه السلام ليلة العاشر و يومه
 
ب- نصرة الحسين عليه السلام طريق للقاء الله
 
- خطب الحسين عليه السلام ليلة العاشر بأصحاب قائلاً لهم: " هذا الليل غشيكم فاتخذوه جملاً ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري!..
 
فقال له اخوته، وأبناؤه وبنو أخيه، وإبنا عبد الله بن جعفر: وكان أول المتكلمين أبو الفضل العباس عليه السلام: "لم نفعل؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً!"
 
ثم قام الأصحاب واحداً بعد الآخر كل يظهر مدى ولائه واستعداده للتضحية بحياته بين يديه، نذكر منها:
موقف مسلم بن عوسجة: "أنحنُ نخلي عنك وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك! أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي! وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي! ولا أفارقك! ولو لم

1- البقرة،249
 
32
 

28

الليلة الخامسة

  يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك! "
 
سعد بن عبد الله الحنفي: "والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حياً ثم أذر يفعل بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك!"
 
زهير بن القين: "والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك!"


موقف مسلم بن عوسجة يوم العاشر:وما ارتفعت الغبرة إلا ومسلم بن عوسجة الأسدي صريع، فمشى إليه الحسين فإذا به رمق، فقال له: "رحمك الله يا مسلم. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.."
 
ودنا منه حبيب بن مظاهر، فقال: "عزّ عليّ مصرعك يا مسلم! أبشر بالجنة!"
 
فقال له مسلم قولاً ضعيفاً:"بشرك الله بخير".
 
فقال له حبيب: " لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك"1.

1- الإرشاد ج2 ص103
 
33
 

29

الليلة الخامسة

 " فقال له مسلم: فإني أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام فقاتل دونه حتى تموت، فقال له حبيب: لأنعمنك عيناً ثم فاضت روحه الطاهرة، رضوان الله عليه"1.
 
مراجع مفيدة للموضوع: 
-       تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص53.
-       ميزان الحكمة ج8 ع477- الريشهري
-       رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
-       المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام

1- اللهوف ص107
 
34
 
 

30

الليلة السادسة

 أحباب الله
 
الهدف:
 
إيجاد دافعية الإهتمام بالنظم والانضباط وإحداث توجه سلوكي نحو الانقياد والطاعة لولي الأمر - خصوصاً في الجهاد.
 
تصدير الموضوع:
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)1.
 
محاور الموضوع:
 
من هم أحباء الله؟
 
أ - التوابون من العيوب والذنوب
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين... ) 2.
 
ب - المتطهرون من الأوساخ والقذارات

1- المائدة،54
2- البقرة،222
 
36
 

31

الليلة السادسة

 (... وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)1.
 
ج - المطيعون لولاة أمره
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)2
 
مواطن طاعة الله
 
1 - طاعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام في كل الميادين (العبادية السلوكية - المعرفية العلمية - العملية وخصوصاً في ميادين الجهاد.
 
2 - العمل المنتظم، فالتقوى والايمان مطلوبان الا أن المطلوب أيضاً النجاح في القيام بالأعمال المنوطة بنا لأمر الدنيا والآخرة ولا يكون ذلك الا بالنظم والانضباط وتنفيذ المهام المطلوبة.
 
- " أُوصِيكُمَا وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ"3.
 
مستوى الطاعة المطلوب
 
1 - الإنتظام في حركة الجهاد (الذين يقاتلون بنظام

1- البقرة،222
2- آل عمران،31
3- نهج البلاغة ج17، ص6 وصيته لأولاده عليهم السلام 
 
37
 

32

الليلة السادسة

 وانضباط).
 
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)1.
 
النظم في الآية وسيلة لقوة جبهة المؤمنين أمام الأعداء
 
2 - التسليم للقائد والانضباط والطاعة مؤشر هدفية الحركة الجهادية (يقوي فاعلية جيش الحق).
 
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)2.
 
- جيش الحسين عليه السلام جيش صغير ولكن شديد الفاعلية نتيجة التنظيم فيه " ثم صفّهم للحرب وكانوا إثنين وثلاثين فارساً وأربعين راجلاً.
فجعل زهير بن القين في الميمنة وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وثبت هود في القلب، وأعطى رايته العظمى أخاه العباس عليه السلام، وجعلوا البيوت في ظهورهم، وأمر الحسين بحطب وقصب أن يجعل في خندق كانوا حفروه، وأن تضرم به النار مخافة أن يأتيهم العدو من ورائهم"3.

1- الجمعة،4
2- النساء،65
3- رحلة الشهادة ص118
 
38
 

33

الليلة السادسة

 مراجع مفيدة للموضوع: 
- تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص56.
- ميزان الحكمة ج5 ع323- الريشهري
- رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
- المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
 
 
39

34

الليلة السابعة

 الإيمان بالغيب
 
الهدف:
 
1- تعزيز الروح الإيمانية وإيجاد توجهات عبادية سلوكية.
2- تعزيز العلاقة بالله واستشعار حضوره تعالى.
3- تعزيز العلاقة بالإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف 
 
تصدير الموضوع:
 
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ،الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)1.
 
محاورالموضوع:
 
معنى الغيب
 
ما كان غير معلوم وهو قسمان:
 
أ- إما لعدم الحضور في زمان وقوع الحدث كالاخبارات عن قضايا الأنبياء والأولياءعليهم السلام. 
(ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ

1- البقرة،2 - 3
 
40
 

35

الليلة السابعة

  إِذْ يَخْتَصِمُونَ)1
 
ب- وإما لما سيكون عليه المستقبل المجهول كإخبار القرآن عن انتصار الروم المستقبلي:


(غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ،فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)2.
 
أبرز مصاديق الغيب
 
1- ما غاب عن سلطان الحواس المادية.
2- اخباراته تعالى عن حوادث القيامة والآخرة والجنة والنار.
3- الإحاطة الغيبية لله تعالى:
 
(لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير)3.
 
أ- اللَّه القريب:
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)4.

1- آل عمران،44.
2- الروم، 2 --4
3- الأنعام،103
4- الحديد، 4
 
41
 

36

الليلة السابعة

 (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)1.
 
(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)2.
 
ب- الله الرقيب:
"ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في النهج: الحمد لله.. الْبَاطِنُ لِكُلِّ خَفِيَّةٍ وَالْحَاضِرُ لِكُلِّ سَرِيرَةٍ الْعَالِمُ بِمَا تُكِنُّ الصُّدُورُ وَمَا تَخُونُ الْعُيُونُ"3.
 
عودة إلى الآية (في التصدير)
 
الآية توضح أن هناك هداية خاصة لمن كان من المتقين الذين من صفاتهم:
1- إيمانهم بالغيب: ويظهر من الروايات أن الغيب هو الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف والإيمان بالغيب ركن من أركان الإيمان ويظهر من الآية أنه بشرط اقترانه بالعمل
 
2- إقامتهم الصلاة وإنفاقهم: وهنا الفات إلى أن الهداية الخاصة إلى الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف تحتاج إلى عمل وتأهيل

1-  ق،  16
2- الأنفال،24
3- شرح نهج البلاغة ج8 ص268
 
42
 

37

الليلة السابعة

 للنفس.
 
النموذج الكربلائي
 
شدة الشعور بحضور الله تعالى يؤدي إلى الطمأنينة أمام الأهوال:
 
- قال عبد الله البارقي، وهو ممن حضر المعركة: فوالله، ما رأيتُ مكثوراً - قط - قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أجرأ مقدماً منه، ولقد كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها، فتنكشف بين يديه إذا شدّ عليها1.
 
- عن أبي جعفر الثاني عن آبائه عليهم السلام قال قال علي بن الحسين عليه السلام: " لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم وكان الحسين عليه السلام وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسكن نفوسهم فقال بعضهم لبعض انظروا لا يبالي بالموت فقال لهم الحسين عليه السلام صبرا بني الكرام فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر

1- المصيبة الراتبة ص154
 
43
 

38

الليلة السابعة

 إلى سجن وعذاب إن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبت ولا كذبت".1
 
- قال أبو عبد الله عليه السلام: " اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم و نوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي عليه السلام وارغبوا فيها رحمكم الله تعالى فقال له أبو أسامة وكان حاضر المجلس وكيف صارت هذه السورة للحسين عليه السلام خاصة فقال ألا تسمع إلى قوله تعالى ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةًفَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) إنما يعني الحسين بن علي عليه السلام فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية وأصحابه من آل محمدا هم الراضون عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم وهذه السورة في الحسين بن علي عليه السلام وشيعته وشيعة آل محمد خاصة من أدمن قراءة والفجر كان مع الحسين بن علي عليه السلام في درجته في الجنة إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"2

1- بحار الأنوار ج44 ص297. 
2- بحار الأنوار ج44 ص219.
 
44
 

39

الليلة السابعة

 مراجع مفيدة للموضوع: 
- تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص210.
- ميزان الحكمة ج7 ع399- الريشهري
- رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
- المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
 
45
 

40

الليلة الثامنة

 ضرورة التدين والالتزام
 
الهدف:
 
بيان أن الدين هو نظام الحياة الذي سنّه الله تعالى للناس
والسبيل لتحرر المرء من القيود ورغبات وميول النفس الأمارة.
تصدير الموضوع:
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون)1
 
محاور الموضوع:
 
خصائص الدين الإسلامي
 
1- الأصلح بين جميع الأنظمة والقوانين
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)2.
 
2- سبيل النجاة الوحيد

1- آل عمران 102
2- الإسراء،  9
 
46
 

41

الليلة الثامنة

 (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)1.
 
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)2.
 
3- حياة الإنسان الحقيقية
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)3.
 
4- سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة
- " ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة"4.
 
قيمة الإنسان مقابل الدين
1- الإنسان أشرف المخلوقات

1- البقرة،  257
2- الأنعام،  153
3- الأنفال،  24
4- بحار الأنوار ج18ص191
 
47
 

42

الليلة الثامنة

 (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)1.
 
(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم)2
 
2- الدين الإلهي أرفع قيمة من الإنسان و لذلك نرى أن الإنسان المؤمن حتى الأنبياء و الرسل يقدمون أنفسهم تخليداً لهذا الدين.
 
3- قيمة الإنسان من قيمة التزامه وثباته على التدين والتعبد بالشريعة الإلهية.
 
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)3.
 
آثار الابتعاد عن الدين
 
1- التعب و القلق في الدنيا
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً)4.

1- الإسراء،  70/
2- التين،  4.
3- ق،  13
4- الأنبياء،  124
 
48
 

43

الليلة الثامنة

 2- العمى و الخسارة في الآخرة
(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)1.
3- الارتهان للشهوات
- عن الصادق عليه السلام " إن صاحب الدين فكرَ فغلبته السكينة.. ورفض الشهوات فصار حراً" 2.
 
الدين أمانة
1- أمانة الله وأمانة الأنبياء والرسل...
(إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا)3.
 
2- نماذج من تضحيات الأئمة عليهم السلام في سبيل رفع لواء الدين
 
- أمثلة: (إقصاؤهم عن مواقعهم - السجن - النفي - الإقامة الجبرية..).
 
الخلاصة:
 
ينبغي أن نفكر: ماذا قدمنا لهذا الدين وليس ماذا انتفعنا 

1- الأنبياء،  124
2- مستدرك الوسائل ج11 ص176
3- الأحزاب،  72
 
49
 

44

الليلة الثامنة

 من الدين.
 
(وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً)1.
 
مراجع مفيدة للموضوع: 
-       تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص130- 131.
-       ميزان الحكمة ج3 ع168- الريشهري
-       رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
-       المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام

1- المزمل،  20
 
50
 

45

الليلة التاسعة

 الموت والحياة
 
الهدف:
 
رفع الروح المعنوية والجهادية والاستشهادية وإيجاد دواعٍ للتوبة والاستعداد للموت والإضاءة على مفهومي الموت والحياة.
 
تصدير الموضوع:
 
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)1.
 
محاور الموضوع:
 
لماذا الموت؟
أ - الموت نهاية فترة الاختبار والامتحان
 
(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
ب - الموت رحمة إذ لولاه لما كان لهذا الاختبار الدنيوي نهاية

1- الملك، 1 - 2
 
52
 

46

الليلة التاسعة

 - ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في النهج: إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ لِدُوا لِلْمَوْتِ وَ اجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ وَابْنُوا لِلْخَرَاب1.
 
- ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في النهج: الدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ لاَ دَارُ مَقَرٍّ وَالنَّاسُ فِيهَا رَجُلَانِ رَجُلٌ بَاعَ فِيهَا نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا وَ رَجُلٌ ابْتَاعَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا.2
 
ج - الموت نعمة إذ يشكل للناجحين بوابة الدخول إلى دار الكرامة حيث الجوائز على النجاح في الابتلاء.
 
- ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في النهج: وَ مَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلَّا الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ.3.
 
- ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في النهج: وَاللَّهِ مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُهُ وَلَا طَالِعٌ أَنْكَرْتُهُ وَمَا كُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ وَرَدَ وَطَالِبٍ وَجَدَ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرار4.
 
معنى الحياة
 
أ - في المفهوم العام حياة حيوانية (أكل - شرب - رزق - لعب - لهو - زواج - الخ.....) وعليه فموت الجسد بالنسبة 

1- شرح نهج البلاغة ج18 ص328
2- شرح نهج البلاغة ج18 ص329
3- شرح نهج البلانغة ج5 ص145
ِ4- شرح نهج البلاغة ج15 ص143
 
53
 

47

الليلة التاسعة

 لأصحاب هذا الاعتقاد هو الموت الأعظم بنظر هؤلاء والمصاب بالجسد هو أعظم المصائب.
 
ب - في المفهوم الإسلامي و القرآني الحياة قسمان:
 
1 - الحياة الدنيا: مرحلة عمل وجد للآخرة وهي مرتبة ضعيفة من الحياة تنزع وتسلب بأبسط الأسباب.
 
- ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في النهج: فَإِنَّ الدُّنْيَا... غُرُورٌ حَائِلٌ وَضَوْءٌ آفِلٌ وَظِلٌّ زَائِلٌ وَسِنَادٌ مَائِلٌ1.
 
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ)2.
 
2 - الحياة الآخرة و هي الحياة الحقة
 
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)3.
 
أقسام الناس بالنسبة للحياة والموت
 
أ - أحياءٌ أموات: وهم الذين يأكلون ويشربون لكنهم لا يتأثرون بالهداية الإلهية:

1- شرح نهج البلاغة ج6 ص346
2- آل عمران،  185
3- العنكبوت، 64
 
54
 

48

الليلة التاسعة

 (ومَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلاَ الأمْوَاتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُور)1.
 
(أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)2.

ب - أحياءٌ أحياءٌ: وهم العاملون المؤثرون الفاعلون في الحياة وليس فقط من يكونون تحت تأثير أفعال غيرهم ومن هؤلاء المجاهدون:
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)3.
 
الآية واردة في إطار الحض على الاستجابة للرسول في دعوته الجهاد.
 
ج - أمواتً أحياءٌ: وهم الشهداء، هم الأحياء الحقيقيون لأنهم أحياءً عند من يعرف الحياة حق المعرفة
 
1 - نهيُّ عن مجرد القول بموت الشهداء:
 
(وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ)4.

1- فاطر،  22
2- النحل،  21
3- الأنفال،  24
4- البقرة،  154
 
55
 

49

الليلة التاسعة

 2- نهى الله تعالى عن اعتبارهم أمواتاً:
 
(لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)1.
 
مراجع مفيدة للموضوع: 
-       تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص279- 114.
-       ميزان الحكمة ج9 ع499- ج2 ع132- الريشهري
-       رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
-       المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام

1- آل عمران،  169
 
56
 

50

الليلة العاشرة

 التمهيد للظهور واجب الأمة في عصر الغيبة
 
الهدف:
 
التعرف على شخصية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وكيفية بناء وتمتين العلاقة القلبية والعملية معه.
 
تصدير الموضوع:
 
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين)1
 
محاور الموضوع:
 
تعريف عام لشخصية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف 
 
1 - من حيث الدور
 
- روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم واحد لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً"2.
 
2 - من حيث حتمية الظهور

1- القصص  5
2- مسند أحمد/ 1 - 99، 3 - 17 - 70
 
57
 

51

الليلة العاشرة

 - أخرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطى اسمه اسمي"1.
 
3 - من حيث حتمية النصر
 
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)2
 
عناوين تحكم علاقتنا بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف 
 
1 - الغيبة أمر استثنائي في حياة الأئمة الأطهار عليهم السلام 
 
2 - واجب الأمة رفع أسباب الغيبة والتمتع بنعمة الظهور
 
3 - معنى التمهيد:
 
العمل على تعجيل الفرج والظهور المبارك وتهيئة الأرضية والأسباب.
 
4 - نوع العمل في عصر الغيبة يرتبط بمقدار تمهيده للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف. 
 
5 - ميزان الأعمال حسناً وقبحاً في عصر الغيبة بمقدار تمهيدها للإمامب وإحرازها لرضاه أو العكس.

1- جامع الأصول، 11 - 84 برقم 7810
2- القصص 5
 
59
 

52

الليلة العاشرة

  من فوائد التمهيد العملية على مستوى الفرد
1 - الاطمئنان الروحي والنفسي للإنسان كونه يعمل في الخط السليم
2 - عدم استصغار أي عمل ما دام يقع في دائرة التمهيد
3 - الاستعداد و الجهوزية الدائمة لمواجهة تحديات الأعداء.

الخلاصة:

التمهيد واجب الأمة لخلاصها من معاناتها لا ينبغي التقصير في هذا الواجب.

مراجع مفيدة للموضوع: 
- تفسير الميزان – العلامة الطباطبائي قدس سره الدليل ص287.
- ميزان الحكمة ج1 ع22- ج1 ع59- الريشهري
- رحلة الشهادة- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
- المصيبة الراتبة ط4- إصدار معهد سيد الشهداء عليه السلام
 
60

 
 

53
بلاغ عاشوراء