جهاد النّفس


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-12

النسخة: 0


الكاتب

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.


المقدمة

 بسم الله الرحمن الرحيم
 
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين...

وبعد..

لا يخفى ما لتهذيب النفس من أهمية خاصة أكدَّ عليها القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، فقد قال تعالى في كتابه المجيد: "قد أفلح من زكّاها"، ووصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهاد النفس بالجهاد الأكبر، واهتم الأئمة المعصومون عليه السلام بهذا الأمر اهتماماً خاصاً، وتبعهم على ذلك علماؤنا الأبرار رضوان الله عليهم وساروا على نهجهم ونهلوا من معارفهم، وتركوا لنا تراثاً هامّاً في هذا المجال. ومن بين هذا التراث ما جاء في كتاب "وسائل الشيعة" لمؤلفه العالم المحدث الشيخ محمد بن الحسن المعروف بـ "الحر العاملي"، الذي يُعدّ من أهم الكتب التي هي مورد اعتماد العلماء
 
 
 
 
5
 

1

المقدمة

والباحثين في استنباط الأحكام الشرعية، حيث تضمّن جلَّ الأحاديث الشرعية التي وردت عن المعصومين عليه السلام.

فبالرغم من اهتمام المؤلف فيه بالأحاديث المتعلقة بالجانب الفقهي بشكل خاص، إلا أنه لم يُغفل أيضاً الجانب المتعلق بالآداب والأخلاق، فعمد إلى ذكر أبواب كثيرة من الأحاديث المرتبطة بهما، منها ما أورده في باب الجهاد حيث قسّمه إلى قسمين: الأول في ما يتعلق بأبواب جهاد العدو وما يناسبه، والثاني في ما يتعلق بأبواب جهاد النفس وما يناسبه.

وكان بعض العلماء الكبار قد أوصى بقراءة حديث من هذه الأحاديث يومياً والعمل به، وبعد مدة سوف يجد الأثر الكبير والنافع لهذا العمل.

وقد ارتأت جمعية المعارف الإسلامية أن تقوم بطباعة هذا القسم من الكتاب استكمالاً لمسيرتها في طباعة ونشر الكتب العلمية والمفيدة، خصوصاً منها تلك التي حبَّرتها يراع علمائنا الكبار أمثال الشيخ الحرّ. يبقى أن نشير إلى عملنا في هذا الكتاب:

1- حذفنا باباً كاملاً من أبواب الكتاب وهو المتعلق بـ "رسالة الحقوق" للإمام زين العابدين عليه السلام، وذلك بغية إفرادها بعمل خاص بها إن شاء الله تعالى.
 
 
 
6
 
 

2

المقدمة

2- لم نذكر أسانيد الروايات واقتصرنا على الإشارة إلى مصدرٍ واحدٍ لها ليتسنى للقارئ الرجوع إليه لو شاء.

3- حذفنا بعض الأحاديث خصوصاً المتكرّر منها.

4- قُمنا بتقسيم الكتاب إلى فصول وأجرينا بعضَ التعديل والتغير لعناوين الأبواب.

وفي الختام نسأله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه وأن ينفع به "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم".

جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
 
 
 
 
7
 
 
 
 

3

الفصل الاول: جهاد النفس

 وجوب جهاد النفس
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث سرية فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل: يا رسول الله ما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس.

- الكافي: قال أبو عبد الله عليه السلام: إحمل نفسك لنفسك فإن لم تفعل لم يحملك غيرك.

- الكافي: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجلٍ: إنك قد جُعلت طبيب نفسك، وبُيِّن لك الداء، وعرفت آية الصحة، ودُللت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك. 

- الكافي: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل: إجعل قلبك قريناً
 
 
 
 
 
9
 

4

الفصل الاول: جهاد النفس

 برّاً، وولداً واصلاً، واجعل علمك والداً تتبعه، واجعل نفسك عدواً تجاهده، واجعل مالك عارية تردها.

- الفقيه: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الشديد من غلب نفسه.

- الفقيه: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: من لم يكن له واعظ من قلبه وزاجر من نفسه، ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد.

- الفقيه: عن الصادق عليه السلام قال: من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضي حرَّم الله جسده على النار.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه.

- المجازات النبوية: عنه عليه السلام أنه قال: المجاهد من جاهد نفسه.

تأديب النفس
- الكافي: عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إن رجلاً في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة، ثم قرَّب قرباناً فلم يقبل منه فقال لنفسه: 
ما أتيت إلا منك، وما الذنب إلا لك، قال: فأوحى الله عز وجل إليه: ذمك لنفسك أفضل
 
 
 
 
10

 
 

5

الفصل الاول: جهاد النفس

من عبادتك أربعين سنة.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: يا أسرى الرغبة اقصروا فإن المعرج على الدنيا ما لا يروعه منها إلا صريف أنياب الحدثان، أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها وأعدلوا بها عن ضراوة عاداتها.

- ثواب الأعمال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة.

إيثار رضى الله على هوى النفس

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله عز وجل: وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي وعلو ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شيء من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه، وهمته في آخرته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت
 
 
 
 
11
 

6

الفصل الاول: جهاد النفس

 له من وراء تجارة كل تاجر.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتّت عليه أمره، ولبّست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم آته منها إلا ما قدرت له، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي، وكفلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل يقول: إني لست كل كلام الحكمة أتقبل، إنما أتقبل هواه وهمه، فإن كان هواه وهمه في رضاي جعلت همه تقديساً وتسبيحاً.

- الفقيه: قال عليه السلام: جاهد هواك كما تجاهد عدوك.

- ثواب الأعمال: عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن الله جل جلاله يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وجمالي وبهائي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت همه في آخرته، وغناه في قلبه، وكففت عنه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وأتته الدنيا وهي راغمة.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة له: أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان: اتباع الهوى وطول الامل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة.

اتباع الهوى المخالف للشرع
- الكافي: عن أبي محمد الوابشي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس بشيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم. 

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام: إنما أخاف عليكم
 
 
 
 
 
12
 
 
 

7

الفصل الاول: جهاد النفس

اثنتين: اتباع الهوى، وطول الأمل، أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة.

- الكافي: عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إتقِ المرتقى السهل إذا كان منحدره وعراً، قال: وكان عليه السلام يقول: لا تدع النفس وهواها، فإن هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكف النفس عما تهوى دواؤها.

طاعة العقل ومخالفة الجهل
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إليّ منك، ولا أكملتك إلا في من أحب، أما إنّي إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك أعاقب وإيّاك أثيب.

- الكافي: عن علي عليه السلام قال: هبط جبرئيل عليه السلام على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما، وعرج.

- الكافي: عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام
 
 
 
 
 
13

 
 

 


8

الفصل الاول: جهاد النفس

قال: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ قال: تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل.

- الكافي: عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: صديق كل امرىء عقله، وعدوه جهله.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: من كان عاقلاً كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة.

- الكافي: عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يا هشام إن الله بشَّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: "فَبَشِّرْ عِبَاد * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"- إلى أن قال:- يا هشام إن لقمان قال لابنه: تواضع للحق تكن أعقل الناس، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل، وقَيِّمها العقل، ودليلها العلم، وسكانها الصبر، يا هشام إن لكل شيء دليلاً، ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت ولكل شيء مطية ومطية العقل التواضع، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نهيت عنه- إلى أن قال:- يا هشام إن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول - إلى أن
 
 
 
 
 
14

 
 

9

الفصل الاول: جهاد النفس

 قال:- يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك؟ يا هشام إن العاقل رضي بالدّون من الدنيا مع الحكمة ولم يرضَ بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم. إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب؟ وترك الدنيا من الفضل، وترك الذنوب من الفرض. يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة، ونظر إلى الآخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة، فطلب بالمشقة أبقاهما...الحديث.

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام: العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك بفضلك، وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودة، وتظهر لك المحبة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العقل دليل المؤمن.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع، قلت: وما هي؟ قال: العقل والأدب والدين والجود وحسن الخلق. 

أقول: العقل يطلق في كلام العلماء والحكماء على معان كثيرة، وبالتتبع يعلم أنه يطلق في الأحاديث على ثلاثة معان:
 
 
 
 
 
 
15

 
 

10

الفصل الاول: جهاد النفس

أحدها: قوة إدراك الخير والشر والتمييز بينهما ومعرفة أسباب الأمور ونحو ذلك، وهذا هو مناط التكليف. 

وثانيها: حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع واجتناب الشر والمضار.

وثالثها: التعقل بمعنى العلم، ولذا يقابل بالجهل لا بالجنون.

وأحاديث هذا الباب وغيره أكثرها محمول على المعنى الثاني والثالث والله أعلم.

وجوب غلبة العقل على الشهوة 
- الفقيه: عن الصادق عن آبائه عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث المناهي- قال: من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها مخافة الله عزَّ وجلّ حرَّم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر، وانجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى: ولمن خاف مقام ربه جنتان ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله عزَّ وجلّ يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن اختار الآخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوئ عمله.

- علل الشرائع: عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: إن الله ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا
 
 
 
 
16

 
 

11

الفصل الاول: جهاد النفس

عقل، وركّب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم.

- ثواب الأعمال: عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعدٍ لم يره.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: كم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.

- وقال عليه السلام: كم من أكلة منعت أكلات.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تعالى: إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمات نوراً، وفي الجهالة حلماً أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك عندي كمثل جنات عدن لا يسمو1 ثمرها، ولا تتغير عن حالها. 


1- أي لا يعلو كما في قوله تعالى: "قطوفها دانية" وهو إشارة إلى تواضع المؤمن. منه قده. 
 
 
 
 
17

 


12

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

 ملازمة الصفات الحميدة 
- الفقيه: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خصّ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم، فان كانت فيكم فاحمدوا الله وارغبوا إليه في الزيادة منها، فذكرها عشرة: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروة. 

- الفقيه: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ثم قال: اللهم أعنه: أما الأولى فالصدق لا يخرجن من فيك كذبة أبداً، والثانية الورع لا تجترين على خيانة أبداً، والثالثة الخوف من الله كأنك تراه، والرابعة كثرة البكاء من خشية الله عزَّ وجلّ يُبنى لك بكل دمعة بيت
 
 
 
 
 
 
19


 
 

13

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

في الجنة، والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك، والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصيامي وصدقتي، أما الصلاة فالخمسون ركعة، وأما الصوم فثلاثة أيام في كل شهر خميس في أوله، وأربعاء في وسطه، وخميس في آخره، وأما الصدقة فجهدك حتى يقال: أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الزوال، وعليك بقراءة القرآن على كل حال، وعليك برفع يديك في الصلاة وتقليبهما، عليك بالسواك عند كل صلاة، عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها، عليك بمساوئ الأخلاق فاجتنبها، فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - أنه قال: يا علي ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم عمن جهل عليك.

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا تكون في ولده، وتكون في ولده ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحر: صدق الناس، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل، والمكافأة على الصنائع، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، ورأسهن الحياء.

- الكافي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لأنسبن الإسلام نسبة
 
 
 
 
 
20

 
 

14

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك، إن الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو العمل، والعمل هو الأداء، إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه، ولكن أتاه من ربه فأخذ به...الحديث.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الاسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوفاء ومروته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت.

- الكافي: عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله خلق الاسلام فجعل له عرصة 1، وجعل له نوراً، وجعل له حصناً، وجعل له ناصراً، فأما عرصته فالقرآن، وأما نوره فالحكمة، وأما حصنه فالمعروف، وأما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا...الحديث.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا، ولا تعرفون حتى تصدقوا، ولا تصدقون حتى تسلموا أبواباً أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها...الحديث.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقوراً عند الهزاهز، صبوراً عند البلاء، شكوراً عند


1- وفي نسخة: الوقار
 
 
 
21
 

15

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الرخاء، قانعاً بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل أمير جنوده، والرفق أخوه، والبر والده.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الإسلام له أركان أربعة: التوكل على الله، وتفويض الامر إلى الله والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله عزَّ وجلّ.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن الإيمان فقال: إن الله عزَّ وجلّ جعل الإيمان على أربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل والجهاد، فالصبر من ذلك على أربع شعب على: الشوق، والإشفاق، والزهد، والترقب إلى أن قال: واليقين على أربع شعب: تبصرة الفطنة، وتأويل الحكمة، ومعرفة العبرة، وسنة الأولين، والعدل على أربع شعب: على غامض الفهم، وغمر العلم، وزهرة الحكم، وروضة الحلم إلى أن قال والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين...الحديث.

- الكافي: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: المؤمن ينصت ليسلم، وينطق ليغنم، لا يحدث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته من البعداء، ولا يعمل شيئاً من الخير رياء، ولا يتركه حياء، إن زكي خاف ما يقولون، ويستغفر الله لما لا يعملون، لا يغره قول من جهله،
 
 
 
22

 

16

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

ويخاف إحصاء ما عمله.

- الكافي: عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام - في حديث طويل- قال: يا هشام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما عبد الله بشيء أفضل من العقل، وما تم عقل امرىء حتى تكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف. نصيبه من الدنيا القوت، لا يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره، والتواضع أحب إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقل كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلهم خيراً منه، وإنه شرهم في نفسه، وهو تمام الأمر.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن له قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدى، وبر في استقامة، وعلم في حلم، وكيس 1 في رفق، وسخاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة، وعفو في قدرة، وطاعة لله في نصيحة، وانتهاء في شهوة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدة، وفي الهزاهز وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، ولا يغتاب ولا يتكبر، ولا يقطع الرحم، وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ، ولا يسبقه بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه،


1- في صفات الشيعة: وشكر
 
 
 
 
 
23
 

 

17

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

ولا يحسد الناس، يعير ولا يعير ولا يسرف، ينصر المظلوم، ويرحم المسكين، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا ولا يجزع من ذلها، للناس همّ قد أقبلوا عليه، وله همّ قد شغله، لا يرى في حلمه نقص ولا في رأيه وهن، ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره، ويساعد من ساعده، ويكيع1 عن الخنا والجهل.

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام - في حديث- أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صفة المؤمن، فقال: عشرون خصلة في المؤمن، فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه. إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة، والمطعمون للمسكين، الماسحون لرأس اليتيم، المطهرون أطمارهم، المتّزرون على أوساطهم، الذين إن حدثوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا، وإن ائتمنوا لم يخونوا، وإن تكلموا صدقوا، رهبان الليل، أسد بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جاراً، ولا يتأذى بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هون، وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز، جعلنا الله وإياكم من المتقين.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن شيعة علي عليه السلام كانوا خمص البطون، ذبل الشفاه، أهل رأفة وعلم وحلم يعرفون بالرهبانية، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن حليم لا


1- كاع عن الأمر: هابه وجبن عنه ورجع الصحاح.
 
 
 
24
 
 

18

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

يجهل، وإن جهل عليه يحلم، ولا يظلم وإن ظلم غفر، ولا يبخل وإن بخل عليه صبر.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وانفق الفضل من ماله، وامسك الفضل من كلامه، وكفى الناس شره، وأنصف الناس من نفسه.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا.

- الكافي: عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث خصال من كن فيهاستكمل خصال الإيمان: إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه الغضب، من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء العهد، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المراقبة للنساء، - أو قال وقلة المواتاة للنساء -، وبذل المعروف،
 
 
 
 
 
25

 
 

19

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

وحسن الجوار وسعة الخلق، واتباع العلم، وما يقرب إلى الله- إلى أن قال:- إن المؤمن نفسه منه في شغل والناس منه في راحة إذا جنّ عليه الليل إفترش وجهه، وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا فكونوا.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن خيار العباد، فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا.

- الكافي: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن خياركم أولو النهى، قيل: يا رسول الله من أولو النهى؟ قال: هم أولو الأخلاق الحسنة، والأحلام الرزينة، وصلة الأرحام، والبررة بالأمهات والآباء، والمتعاهدون للجيران واليتامى ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلّون والناس نيام غافلون.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام في ما لا يعنيه، وقلة مرائه، وحلمه، وصبره، وحسن خلقه.

- الكافي: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار، والتوسع على قدر التوسع، وإنصاف الناس، وإبتداؤه إياهم بالسلام عليهم.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما المؤمن الذي إذا
 
 
 
 
 
26

 
 

20

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإن سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، والذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق.

ـ الكافي: عن مهزم الأسدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مهزم، شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه يديه، ولا يمتدح بنا معلناً، ولا يجالس لنا عائباً، ولا يخاصم لنا قالياً، وان لقي مؤمناً أكرمه، وإن لقي جاهلاً هجره ...الحديث.

ـ الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله ألا أخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقاً وألينكم كنفاً، وأبركم بقرابته، وأشدكم حباً لإخوانه في دينه، وأصبركم على الحق، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفواً، وأشدكم من نفسه إنصافاً في الرضا والغضب.

ـ الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيد التدبير لمعيشته، ولا يلسع من جحر مرتين.

ـ الكافي: عن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال - الحديث وذكر فيه- كتمان سره، ومداراة الناس, والصبر في البأساء والضراء.

ـ معاني الأخبار: في حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله - قال: جاء
 
 
 
 
 
27
 
 

21

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

جبرئيل فقال: يا رسول الله إن الله أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحداً قبلك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما هي؟ قال: الصبر وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الرضا وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الزهد وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الإخلاص وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: اليقين وأحسن منه، قلت: وما هو يا جبرئيل؟ قال: إن مدرجة ذلك التوكل على الله عزَّ وجلّ، فقلت: وما التوكل على الله؟ قال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لا يعمل لأحد سوى الله ولم يرجُ ولم يخَفْ سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا هو التوكل, قلت: يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغنى، وفي البلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء، قلت: فما تفسير القناعة؟ قال: يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل، ويشكر اليسير، قلت: فما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا (أم لا يصيب) منها، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟ قال: يحب من يحب خالقه، ويبغض من يبغض خالقه، ويتحرج من حلال الدنيا، ولا يلتفت إلى حرامها، فإن حلالها حساب، وحرامها عقاب، ويرحم جميع المسلمين كما
 
 
 
 
 
28

 

22

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن يغشاها، وأن يقصر أمله، وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئاً حتى يجد وإذا وجد رضي، وإذا بقي عنده شيئ أعطاه في الله، فإن لم يسأل المخلوق فقد أقر لله بالعبودية، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض، والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى لله عز وجل فهو على حد الثقة بربه، قلت: فما تفسير اليقين؟ قال: المؤمن يعمل لله كأنه يراه، فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه، وأن يعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة الزهد.

التخلق بمكارم الأخلاق 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا لنحب من كان عاقلاً فهما فقيهاً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفياً. إن الله عزَّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرع إلى الله عزَّ وجلّ وليسأله إياها، قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟ قال: هنَّ الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة.
 
 
 
 
 
29
 

23

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبركم بخير رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إن خير رجالكم التقي النقي السمح الكفين، النقي الطرفين، البر بوالديه، ولا يلجىء عياله إلى غيره.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل ارتضى لكم الاسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الإيمان أربعة أركان: الرضا بقضاء الله، والتوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والتسليم لأمر الله.

- الكافي: عن عبد الله بن سنان، عن رجل من بني هاشم: قال أربع من كنّ فيه كمل إسلامه وإن كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم ينقصه: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر.

- معاني الأخبار: عن حماد بن عثمان قال: جاء رجل إلى الصادق عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله أخبرني عن مكارم الأخلاق فقال: العفو عمن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحق ولو على نفسك.

- معاني الأخبار: عن جراح المدائني قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام ألا أحدثك بمكارم الأخلاق، الصفح عن الناس، ومواساة الرجل أخاه في ماله، وذكر الله كثيراً.

- أمالي الصدوق: عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه
 
 
 
 
30

 
 

24

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

قال: عليكم بمكارم الأخلاق فإن الله عزَّ وجلّ يحبها، وإياكم ومذامّ الأفعال فإن الله عزَّ وجلّ يبغضها، وعليكم بتلاوة القرآن-إلى أن قال:- وعليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وعليكم بحسن الجوار، فإن الله جلَّ جلاله أمر بذلك، وعليكم بالسواك، فإنه مطهرة وسنة حسنة، وعليكم بفرائض الله فأدوها، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها.

- أمالي الطوسي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عزَّ وجلّ وجوهاً خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجداً، والله سبحانه يحب مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، إنك لعلى خلق عظيم قال: السخاء وحسن الخلق.

استحباب التفكر والإعتبار 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نبّه بالفكر قلبك، وجافِ عن الليل جنبك، واتق الله ربك.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته.

- الكافي: عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عزَّ وجلّ.

- الكافي: قال أبو عبد الله عليه السلام: التفكر يدعو إلى البر
 
 
 
 
 
31

 
 

25

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

والعمل به.

- أمالي الصدوق: عن إسماعيل بن بشير قال: كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام عظني وأوجز، قال: فكتب إليه: ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة. 

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكر والإعتبار.
لا سمعته يقول: ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنما العبادة الفكر في الله تعالى.

- المحاسن: عن الحسين الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟ فقال نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف يتفكر؟ قال: يمر بالدار والخربة فيقول: أين بانوكِ؟ أين ساكنوكِ؟ ما لكِ لا تتكلمين؟

اليقين بالله في جميع الأحوال 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الضار النافع هو الله عزَّ وجلّ.
 
 
 
 
32

 
 

26

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلّ: وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما فقال: أما إنه ما كان ذهباً ولا فضةً، وإنما كان أربع كلمات: لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم يضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخشَ إلا الله.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام :أن أمير المؤمنين عليه السلام جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط فإنه معور، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: حرس امرءاً أجله، فلما قام سقط الحائط، وكان أمير المؤمنين عليه السلام مما يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين.

- الكافي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس شيء إلا وله حد، قلت: جعلت فداك فما حدُّ التكل؟ قال: اليقين، قلت: فما حدُّ اليقين؟ قال: أن لا تخاف مع الله شيئاً.
لا من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فرَّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إن الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط.
 
 
 
 
 
 
33

 
 


27

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العمل القليل الدائم على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين.

- الكافي: عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوماً في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟ فقال: نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلا وله من الله عزَّ وجل حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل، أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه وبين كل شيء.

- الكافي: عن علي بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان في الكنز الذي قال الله: "وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا" كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن...الحديث.

- الكافي: عن يونس، عمن ذكره قال: قيل للرضا عليه السلام: إنك تتكلم بهذا الكلام، والسيف يقطر دماً، فقال: إن لله وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامه البخاتي لم تصل إليه.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: كفى بالأجل حارساً.

الاعتصام بالله
 
 
 
 
 
34

 
 

28

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيّما عبدٍ أقبل قِبَل ما يحب الله عزَّ وجلّ أقبل الله قِبَل ما يحب. ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بلية كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية، أليس الله يقول: إن المتقين في مقام أمين.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عزَّ وجلّ إلى داود: ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم يكيده السماوات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يديه، وأسخت الأرض من تحته ولم أبالِ بأي وادٍ يهلك.

التوكل على الله 
- الكافي: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيباً حزيناً- إلى أن قال- ثم قال: يا علي بن الحسين عليه السلام هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال فهل رأيت أحداً توكل على الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطه؟
 
 
 
 
35

 
 

29

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

قلت: لا، ثم غاب عني.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الغنى والعز يجولان فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا.

- الكافي: عن علي بن سويد، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" فقال: التوكل على الله درجات منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضياً تعلم أنه لا يألوك خيراً وفضلاً، وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعطي ثلاثاً لم يمنع ثلاثاً: من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية، ثم قال: أتلوت كتاب الله عزَّ وجلّ "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" وقال: "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" وقال: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".

عدم تعّلق الأمل بغير الله
- الكافي: عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قرأ في بعض الكتب: إن الله تبارك وتعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعن أمل كل مؤمّل من الناس غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المذلة عند الناس، ولأنحّينه من قربي
 
 
 
 
 
36

 

30

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

ولأبعدنه من فضلي، أيؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي؟ ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعان ؟ فمن ذا الذي أمّّلني لنائبة فقطعته دونها؟ ومن الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري إلا من بعد إذني، فما لي أراه لاهياً عني؟ أعطيته بجودي ما لم يسألني، ثم انتزعته عنه فلم يسألني رده، وسأل غيري، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة، ثم اسأل فلا أجيب سائلي أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟ أوليس الجود والكرم لي؟ أوليس العفو والرحمة بيدي؟ أوليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعاً ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمّه؟ فيا بؤساً للقانطين من رحمتي، ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني.

- عدة الداعي: قال: روي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزَّ وجلّ "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ" قال: هو قول الرجل: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا، ولولا
 
 
 
 
 
37

 
 

31

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

فلان لضاع عيالي، ألا ترى أنه قد جعل لله شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه قلت: فيقول ماذا؟ يقول: لولا أن منَّ الله عليَّ بفلان لهلكت، قال: نعم لا بأس بهذا أو نحوه.

الخوف من الله
- الكافي: عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن مما حفظ من خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه؟ فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشبيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلا الجنة أو النار.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فلا يصبح إلا خائفاً، ولا يصلحه إلا الخوف.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزَّ وجلّ: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" قال: من علم أن الله يراه ويسمع ما 
 
 
 
 
 
 
38


 
 

32

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.

- الكافي: عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام مثله وزاد يا علي ثلاث منجيات: خوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.

- الكافي: عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا إسحاق خف الله كأنك تراه، وإن كنت لا تراه فإنه يراك، وإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك1.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: إن من العبادة شدة الخوف من الله عز وجل: يقول الله عز وجل: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء"، وقال جل ثناؤه: "فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ"، وقال تبارك وتعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا". 

قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: إن حب الشرف والذكر لا يكونان


1- في نسخة: إليك.
 
 
 
40
 

33

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

محسناً لأنه بين أمرين، بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات، ألا وقولوا خيراً تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، صلوا أرحامكم وإن قطعوكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم، وأوفوا بعهد من عاهدتم، وإذا حكمتم فاعدلوا.

كثرة البكاء من خشية الله
- الفقيه: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث المناهي قال: ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة قطرت من دموعه، قصر في الجنة مكلل بالدر والجوهر، فيه ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

- عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: كان فيما وعظ الله به عيسى بن مريم عليه السلام أن قال: يا عيسى أنا ربك ورب آبائك الأولين- إلى أن قال-: يا عيسى ابن البكر البتول إبكِ على نفسك بكاء من قد ودع الأهل، قلى الدنيا، وتركها لأهلها، وصارت رغبته في ما عند الله.

- علل الشرائع: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان اسم نوح عليه السلام عبد الغفار، وإنما سمي نوحاً لأنه كان ينوح على نفسه.

- علل الشرائع: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اسم نوح عبد الملك وإنما سمي نوحاً لأنه بكى خمسمائة سنة.
 
 
 
 
 
 
41

 
 

34

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- علل الشرائع: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان اسم نوح عبد الأعلى، وإنما سمي نوحاً لأنه بكى خمسمائة عام.

- قال الصدوق: هذه الأخبار متفقة تثبت له التسمية بالعبودية وهو عبد الغفار والملك والأعلى.

- ثواب الأعمال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيء إلا وله شيء يعدله إلا الله فإنه لا يعدله شيء، ولا إله إلا الله لا يعدله شيء، ودمعة من خوف الله فإنه ليس لها مثقال، فإن سالت على وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلة بعدها أبداً.

- ثواب الأعمال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطلع على ذلك الذنب غيره.

- ثواب الأعمال: وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

- ثواب الأعمال: عن الرضا عليه السلام قال: كان فيما ناجى الله به موسى عليه السلام أنه ما تقرب إليّ المتقربون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبّد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي، ولا تزين لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عما يهم الغنى عنه فقال موسى: يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك؟ فقال: يا موسى أما
 
 
 
42

 
 

35

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

 المتقربون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد، وأما المتعبدون لي بالورع عن محارمي فإني أفتش الناس عن أعمالهم ولا أفتشهم حياء منهم، وأما المتزينون لي بالزهد في الدنيا فإني أبيحهم الجنة بحذافيرها يتبوؤون منها حيث يشاؤون.

- عيون الأخبار: عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه عليه السلام قال: قال الصادق عليه السلام إن الرجل ليكون بينه وبين الجنة أكثر مما بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما هو إلا أن يبكي من خشية الله عز وجل ندماً عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع، فإن القطرة تطفىء بحاراً من نار، فإذا إغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، فإذا فاضت حرمها الله على النار، ولو أن باكياً بكى في أمة لرحموا.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه، وزاد في أوله: ما من عين إلا وهي باكية يوم القيامة إلا عيناً بكت من خوف الله، وما إغرورقت عين بمائها من خشية الله عز وجل إلا حرم الله سائر جسده على النار.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرة دموع في سواد الليل مخافة من الله لا يراد
 
 
 
 
 
43

 

36

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

بها غيره.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث: عين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في طاعة الله، وعين بكت في جوف الليل من خشية الله.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: أوحى الله إلى موسى عليه السلام إن عبادي لم يتقربوا إلي بشيء أحب إليّ من ثلاث خصال، قال موسى: يا رب وما هي؟ قال: يا موسى الزهد في الدنيا، والورع عن معاصيّ، والبكاء من خشيتي، قال موسى: يا رب فما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله إليه: يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة، واما البكاؤون من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم فيه أحد، وأما الورعون عن معاصيّ فإني أفتش الناس ولا أفتشهم.

بين الخوف والرجاء 
- الكافي: عن الحارث بن المغيرة أو أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذبك، وارجُ الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي يقول: ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور خيفة، ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.
 
 
 
 
 
44

 
 

37

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن ابن أبي نجران، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون: نرجو، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت، فقال: هؤلاء قوم يترجحون في الأماني كذبوا، ليسوا براجين، من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف من شيء هرب منه.

وعن أبي عبد الله عليه السلام نحوه إلا أنه قال: ليسوا لنا بموال. 

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران، نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

- الكافي: عن الحسين بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو.

- أمالي الصدوق: عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: أرجُ الله رجاءً لا يجرّئك على معصيته، وخفِ الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: في خطبة له: يدّعي بزعمه أنه يرجو الله، كذب والعظيم ماله لا يتبين رجاؤه في عمله؟! وكل راجٍ عُرف رجاؤه في عمله إلا رجاء الله فإنه مدخول، وكل خوف محقق إلا خوف الله فإنه معلول، يرجو الله في الكبير،
 
 
 
 
 
 
45

 
 

38

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب، فما بال الله جلَّ ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده؟! أتخاف أن تكون في رجائك له كاذباً، أو يكون لا يراه للرجاء موضعا؟! وكذلك إن هو خاف عبداً من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه فجعل خوفه من العباد نقداً وخوفه من خالقه ضماراً1 ووعداً !.

حسن الظن بالله
- الكافي: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أحسن الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.

- الكافي: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام - في حديث- قال: فأحسن الظن بالله، فإن أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال على منبره: والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله، ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن إغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والإستغفار إلا بسوء ظنه بالله
 
 
 

 1- الضمار: ما لا يرجى من الدين، والوعد: كل ما لا تكون منه على ثقة.
 
 
46

 
 

39

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

وتقصير من رجائه له، وسوء خلقه، وإغتياب المؤمنين. والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه.

- الكافي: عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: حسن الظن بالله أن لا ترجو إلا الله ولا تخاف إلا ذنبك.

- الكافي: عن سنان بن طريف قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنه مشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى عند ظن عبده به إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.

- الفقيه: في وصية علي عليه السلام لمحمد بن الحنفية قال: ولا يغلبن عليك سوء الظن بالله عز وجل فإنه لن يدع بينك وبين خليلك صلحاً.

- ثواب الأعمال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت فيقول الله جل
 
 
 
 
 
47

40

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

جلاله اعجلوه، فإذا أتي به قال له: عبدي لِمَ التفتّ؟ فيقول: يا رب ما كان ظني بك هذا، فيقول الله جل جلاله: عبدي ما كان ظنك بي؟ فيقول: يا رب كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي وتدخلني جنتك قال: فيقول الله جل جلاله: ملائكتي، وعزتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ما ظن بي هذا ساعة من حياته خيراً قط ولو ظن بي ساعة من حياته خيراً ما روّعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما ظن عبد بالله خيراً إلا كان له عند ظنه، وما ظن به سوءاً إلا كان الله عند ظنه به، وذلك قول الله عز وجل: "وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ".

- عيون الأخبار: عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لي: أحسن الظن بالله فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي بي فلا يظن بي إلا خيراً.

- المحاسن: عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يؤتى بعبدٍ يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن غلبت عليّ شهوتي فإن تعذبني فبذنبي لم تظلمني فيأمر الله به إلى النار فيقول: ما كان هذا ظني بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أحسن الظن، فيأمر الله به إلى الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة.

تقوى الله
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا يقلّ عمل مع تقوى، وكيف يقلّ ما يتقبّل.
 
 
 
 
48
 

41

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكرنا الأعمال، فقلت أنا: ما أضعف عملي، فقال: مه إستغفر الله، ثم قال لي: إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى، قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال عليه السلام: نعم مثل الرجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطىء رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه فهذا العمل بلا تقوى. ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه.
- الكافي: عن يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما نقل الله عبداً من ذل المعاصي إلى عزّ التقوى إلا أغناه من غير مال، وأعزه من غير عشيرة، وآنسه من غير بشر.

- الفقيه: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير الزاد التقوى.

- الفقيه: عن الهيثم بن واقد قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول: من أخرجه الله عزّ وجلّ من ذل المعاصي إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يَخَف الله أخافه الله من كل شيء، ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي منه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب المعاش خفت مؤونته ونعم أهله، ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا
 
 
 
 
 
 
49

 



 

42

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

سالماً إلى دار السلام.

- معاني الأخبار: عن الوليد بن عباس قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحسب الفِعَال، والشرف المال، والكرم التقوى.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة له عليه السلام: ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها، وخلعت لجمها، فتقحمت بهم في النار، ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها، وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة.

- وقال عليه السلام: إتقِ الله بعض التقى وإن قلّ، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رقّ.

وجوب الورع
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إناّ لا نعدّ الرجل مؤمناً حتى يكون لجميع أمرنا متبعاً مريداً، ألا وإن من إتباع أمرنا وإرادته الورع فتزينوا به يرحمكم الله وكيدوا أعداءنا به ينعشكم الله.

- الكافي: عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.

- الكافي: عن حفص بن غياث قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الورع فقال: الذي يتورع عن محارم الله عز وجل.
 
 
 
 
 
 
 
50


 
 

43

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن يزيد بن خليفة قال: وعظنا أبو عبد الله عليه السلام فأمر زهّد ثم قال: عليكم بالورع فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالورع.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام: إن أشد العبادة الورع.

- الكافي: عن حديد بن حكيم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث-: إنما أصحابي من اشتد ورعه، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، هؤلاء أصحابي.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله عز وجل: ابن آدم، إجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس.

- الكافي: عن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليك بتقوى الله، والورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، وعليكم بطول الركوع والسجود، فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله أطاع وعصيت، وسجد وأبيت.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: أعينونا بالورع فإنه من لقي
 
 
 
51
 

44

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الله عز وجل منكم بالورع كان له عند الله عز وجل فرجاً... الحديث.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع والإجتهاد والصلاة والخير فإن ذلك داعية.

- الكافي: عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: كثيراً ما كنت أسمع أبي يقول: ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن، وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق الله أورع منه.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي ثلاثة من لقي الله عز وجل بهن فهو من أفضل الناس: من أتى الله عز وجل ما افترض عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس، ثم قال: يا علي ثلاث من لم يكنّ فيه لم يتم عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل- إلى أن قال:- يا علي الإسلام عريان ولباسه الحياء، وزينته العفاف، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع.

- ثواب الأعمال: عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا يجمع الله لمؤمن الورع والزهد في الدنيا إلا رجوت له الجنة... الحديث.
 
 
 
 
 
 
52

 

 
 

45

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- صفات الشيعة: عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث- قال: لا تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع.

- مستطرفات السرائر: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ليس من شيعتنا من يكون في مصر يكون فيه مائة ألف ويكون في المصر أورع منه.

- مستطرفات السرائر: عن أبي عبد الله عليه السلام: ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا أولئك شيعتنا.

- أمالي الطوسي: عن كليب بن معاوية الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أما والله إنكم لعلى دين الله وملائكته فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، عليكم بالصلاة والعبادة، عليكم بالورع.

- أمالي الطوسي: عن الصادق عليه السلام أنه قال: عليكم بالورع فإنه الدين الذي نلازمه وندين الله تعالى به ونريده ممن يوالينا لا تتعبونا بالشفاعة. أمالي الطوسي: دخل سماعة بن مهران على الصادق عليه السلام فقال له: يا سماعة وذكر الحديث إلى أن قال: والله لا يدخل النار منكم أحد، فتنافسوا في الدرجات، وأكمدوا عدوكم بالورع.

العفة
 
 
 
53

 
 

46

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما عبادة أفضل عند الله من عفة بطن وفرج.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان: البطن والفرج.

- الكافي: وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث أخافهن بعدي على أمتي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج.

- الكافي: عن أبي بصير قال: قال رجل لأبي جعفر عليه السلام: إني ضعيف العمل، قليل الصيام، ولكني أرجو أن لا آكل إلا حلالاً، قال: فقال له: أي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أفضل العبادة العفاف.

- الفقيه: عن أمير المؤمنين عليه السلام - في وصيته لمحمد بن الحنفية- قال: ومن لم يعطِ نفسه شهوتها أصاب رشده.

- معاني الأخبار: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ضمن لي إثنتين ضمنت له على الله الجنة، من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له على الله الجنة- يعني: ضمن لي لسانه وفرجه-.

- أمالي الصدوق: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: من كف أذاه عن جاره أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكاً محبوراً، ومن
 
 
 
54

 
 

47

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

أعتق نسمة مؤمنة بني له بيت في الجنة.

- عقاب الأعمال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة له: ومن قدر على امرأة أو جارية حراماً فتركها مخافة الله حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأدخله الجنة، فإن أصابها حراماً حرم الله عليه الجنة وأدخله النار.

- صفات الشيعة: عن أبي عبد الله عليه السلام: إنما شيعة جعفر من عفّ بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: قدر الرجل على قدر نعمته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته.

الصبر في جميع الأمور
- الكافي: عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يا حفص إن من صبر صبر قليلاً، وان من جزع جزع قليلاً ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بالصبر والرفق، فقال: "وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا * وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ" وقال: "إدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ - السيئة - فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو
 
 
 
55

 
 

48

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

حَظٍّ عَظِيمٍ" فصبر حتى نالوه بالعظائم، ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله عليه: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ" ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله: "قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا" فألزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى فكذبوه فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكر إلهي فأنزل الله عز وجل: فاصبر على ما يقولون فصبر في جميع أحواله، ثم بشر في عترته بالأئمة عليه السلام ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه: "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ" فعند ذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، فشكر الله ذلك له فأنزل الله: "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ" فقال: إنه بشرى وانتقام، فأباح الله له قتال المشركين فأنزل الله: "اقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ"، "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ" فقتلهم الله على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحبائه وجعل له ثواب صبره مع ما ادخر له
 
 
 
 
 
56
 

49

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

في الآخرة، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقرّ الله له عينه في أعدائه مع ما يدخر له في الآخرة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيأتي على الناس زمان لا ينال فيه الملك إلا بالقتل- إلى أن قال: - فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، آتاه الله ثواب خمسين صدّيقاً ممن صدَّق بي. - الفقيه: عن أمير المؤمنين عليه السلام - في وصيته لمحمد بن الحنفية - قال: ألقِ عنك واردات الهموم بعزائم الصبر، عوّد نفسك الصبر فنعم الخلق الصبر، واحملها على ما أصابك من أهوال الدنيا وهمومها.

- الفقيه: عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام قال: قال الفضل بن عباس - في حديث - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، "فَإِنَّ مَعَ لْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".

- ثواب الأعمال: عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
 
 
 
57
 

50

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إني لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي على ما هو أمرّ من الحنظل. إنه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم، ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدام محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان.

- وقال عليه السلام: من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع.

- وقال عليه السلام: الصبر يناضل 6 الحدثان 7، والجزع من أعوان الزمان.

- إرشاد القلوب: عن الصادق عليه السلام أنه جاءت إليه امرأة فقالت: إن ابني سافر عني وقد طالت غيبته عني واشتد شوقي إليه فادع الله لي، فقال لها: عليك بالصبر، فاستعملته، ثم جاءت بعد ذلك فشكت إليه طول غيبة إبنها فقال لها: ألم أقل لك عليك بالصبر؟! فقالت: يا ابن رسول الله كم الصبر؟ فوالله لقد فني الصبر، فقال: إرجعي إلى منزلك تجدي ولدك قد قدم من سفره، فنهضت فوجدته قد قدم، فأتت به إليه فقالت: أَوحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال: لا، ولكن عند فناء الصبر يأتي الفرج، فلما قلت
 
 

1- المناضلة: المدافعة.
2- الحدثان: نوائب الدهر.
 
 
 
 
58

 

51

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

فني الصبر عرفت إن الله قد فرّج عنك بقدوم ولدك.

الصبر على الطاعة
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عز وجل: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عز وجل: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ".

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عليك، والذكر ذكران: ذكر الله عز وجل عند المصيبة، وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عليك فيكون حاجزاً.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام لما حضرت علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ضمني إلى صدره وقال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به: يا بني إصبر على الحق وإن كان مراً.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: الصبر صبران صبر على البلاء حسن جميل، وأفضل الصابرين الورِع عن المحارم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إصبروا على الدنيا
 
 
 
 
 
59
 

 


52

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

فإنما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألماً ولا سروراً، وما لم يجئ فلا تدري ما هو، وإنما هي ساعتك التي أنت فيها، فاصبر فيها على طاعة الله، واصبر فيها عن معصية الله.
- الكافي: عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر عند الطاعة، وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش.

- الفقيه: عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال لبعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها... الحديث.

- الفقيه: عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: لما حضرت أبي الوفاة ضمني إلى صدره وقال: يا بني اصبر على الحق وإن كان مراً توفَّ أجرك بغير حساب.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: الصبر صبران: صبر على ما تحب، وصبر على ما تكره، ثم قال عليه السلام:
 
 
 
 
 
 
60

 


 

53

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

إن وليّ محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته.

- وقال عليه السلام: شتان بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره.

- وقال عليه السلام: إتقوا معاصي الله في الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم.

- وقال عليه السلام: إن الله وضع الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته ذيادة لعباده من نقمته وحياشة لهم إلى جنته.

- وقال عليه السلام: إحذر أن يراك الله عند معصيته، أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين، فإذا قويت فاقو على طاعة الله، فإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله.

- مستطرفات السرائر: أتى رجل أبا عبد الله عليه السلام فقال له: يا ابن رسول الله أوصني فقال: لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك، قال: زدني قال: لا أجد.

- أمالي الطوسي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ عن الله يقول أين أهل الصبر؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ما كان صبركم هذا الذي صبرتم، فيقولون: صبّرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبّرناها عن معصية الله، قال: فينادي منادٍ من عند الله صدق عبادي خلّوا
 
 
 
 
61

 
 

54

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب.

إستحباب الحلم
- الكافي: عن محمد بن عبد الله قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يكون الرجل عابداً حتى يكون حليماً، وإن الرجل كان إذا تعبّد في بني إسرائيل لم يعدّ عابداً حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يحب الحييَّ الحليم العفيف المتعفف.

- الكافي: بعث أبو عبد الله عليه السلام غلاماً له في حاجة فأبطأ فخرج على أثره لما أبطأه، فوجده نائماً فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان والله ما ذلك لك تنام الليل والنهار، لك الليل، ولنا منك النهار.

- الكافي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أعز الله بجهل قط ولا أذل بحلم قط.

- الكافي: قال أبو عبد الله عليه السلام: كفى بالحلم ناصراً، وقال: إذا لم تكن حليماً فتحلّم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا وقع بين رجلين منازعة
 
 
 
 
 
62

 

55

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

 نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت وأنت أهل لما قلت، وستجزى بما قلت، ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر لك إن أتممت ذلك، وإن رد الحليم عليه ارتفع الملكان.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقاً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال أحسنكم خلقاً، وأعظمكم حلماً، وأبركم بقرابته، وأشدكم من نفسه انصافاً.

- الفقيه: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلمتان غريبتان فاحتملوهما: كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها.

- الخصال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل.

- وقال عليه السلام: إن لم تكن حليماً فتحلم فإنه قل من تشبه بقوم إلا وأوشك أن يكون منهم.

استحباب الرفق في الأمور
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الرفق يمن، والخرق شؤم.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله رفيق يحب الرفق،
 
 
 
 
 
63

 
 

 


56

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لكل شيء قفلاً، وقفل الإيمان الرفق.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام: من قسم له الرفق قسم له الإيمان.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق، والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال، والرفق لا يعجز عنه شيء والتبذير لا يبقى معه شيء، إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو كان الرفق خلقاً يرى ما كان مما خلق الله شيء أحسن منه.

- الكافي: عن أبي الحسن عليه السلام قال: الرفق نصف العيش.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله رفيق يحب الرفق.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه.

- الكافي: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن في الرفق الزيادة، والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير.
 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما زوي الرفق عن
 
 
 
 
 
64
 
 

57

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

أهل بيت إلا زوي عنهم الخير.

- الكافي: عن هشام الأحمر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال لي- وجرى بيني وبين رجل من القوم كلام- فقال لي: إرفق بهم فإنّ كفر أحدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق ويعين عليه...الحديث.

- الكافي: قال: ما اصطحب إثنان الا كان أعظمهما أجراً وأحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه.

- الكافي: عن الفضيل بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس.

إستحباب التواضع
- الكافي: عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فيما أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام يا داود كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون، كذلك أبعد الناس من الله المتكبّرون.

- الكافي: عن أبي بصير، عن أبي الحسن موسى عليه السلام - في حديث- قال: فأوحى الله إلى الجبال إني واضع سفينة نوح عبدي
 
 
 
 
 
65

 
 

58

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

على جبل منكن فتطاولت وشمخت وتواضع الجودي- وهو جبل عندكم- فضربت السفينة بجؤجئها الجبل.

- الكافي: عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يذكر أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ملك فقال: إن الله يخيرك أن تكون عبداً رسولاً متواضعاً، أو ملكاً رسولاً، قال: فنظر إلى جبرئيل وأومأ بيده أن تواضع، فقال: عبداً متواضعاً رسولاً، فقال الرسول مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئاً، قال: ومعه مفاتيح خزائن الأرض.

- الكافي: عن أبي الحسن عليه السلام قال: التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه.

- الكافي: وفي حديث آخر قال: التواضع درجات منها: أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه، إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ، عافٍ عن الناس، والله يحب المحسنين.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي والله لو أن الوضيع في قعر بئر لبعث الله عز وجل إليه ريحاً ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار.

- عيون الأخبار: عن الحسن بن الجهم قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ما حد التوكل؟ فقال لي: أن لا تخاف مع الله أحداً، قال: قلت: جعلت فداك فما حد التواضع؟ فقال لي:
 
 
 
 
66

 
 

59

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله، قلت: جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك، فقال: انظر كيف أنا عندك.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليه السلام قال: إن من التواضع أن يرضى بالمجلس دون المجلس، وأن يسلّم على من يلقى، وأن يترك المراء وإن كان محقّاً، ولا تحبّ أن تحمد على التقوى.

التواضع عند تجدد النعمة
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة- أن النجاشي قال: إنّا نجد في ما أنزل الله على عيسى عليه السلام أن من حق الله على عباده أن يحدثوا لله تواضعاً عندما يحدث لهم من نعمه، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزاً فاعفوا يعزكم الله.

التواضع للعالم والمتعلم
- الكافي: عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء
 
 
 
67

 

60

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

جبارين فيذهب باطلكم بحقكم.

- الكافي: قال عيسى بن مريم عليه السلام للحواريين: لي إليكم حاجة أقضوها لي، فقالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم، فقالوا: كنا أحق بهذا منك، فقال: إن أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم، ثم قال عيسى عليه السلام: بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.

التواضع في المأكل والمشرب 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أفطر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية خميس في مسجد قبا، فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعسّ مخيض بعسل، فلما وضعه على فيه نحّاه ثم قال: شرابان يُكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرّمه، ولكن أتواضع لله فإنه من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، وقال: من أكثر ذكر الموت أظله الله في جنته.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مرّ علي بن الحسين عليه السلام على المجذمين وهو راكب حماره وهم يتغدون فدعوه إلى
 
 
 
 
 
68


 
 

61

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الغداء فقال: أما لولا أني صائم لفعلت، فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع وأمر أن يتنوقوا فيه، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدى معهم.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: القناعة مال لا ينفد.

إنصاف الناس
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكماً لغيره.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله وذكر الله على كل حال.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له: ألا إنه من يُنصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزّاً.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه أن يحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين إثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال بالحق في ما له وعليه.
 
 
 
 
 
 
69

 
 

62

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

ان في الله عز وجل، وذكر الله عز وجل على كل حال، فإن عرضت له طاعة عمل بها، وإن عرضت له معصية تركها.

- أمالي الطوسي: عن علي بن ميمون الصائغ قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: من أراد أن يسكنه جنته فليحسّن خلقه، وليعط النَّصَفة من نفسه، وليرحم اليتيم ولْيُعِن الضعيف، وليتواضع لله الذي خلقه.

- المحاسن: عن معاوية، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما ناصح الله عبد في نفسه فأعطى الحق منها وأخذ الحق لها إلا أعطي خصلتين: 
 
رزقاً من الله يسعه، ورضىً عن الله يغنيه.

- الخصال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من واسى الفقير وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقاً.

الإتيان بحقوق الإخوان
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يثنِ الناس عليك، وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت عند الله محموداً - إلى أن قال -: إن قدرت على أن لا تخرج من بيتك فافعل، فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن، ثم قال: نِعْمَ صومعة المسلم بيته يكفّ فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه...الحديث.

 

1- الإدالة: الغلبة
 
 
 
71
 
 
 
 

63

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الغداء فقال: أما لولا أني صائم لفعلت، فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع وأمر أن يتنوقوا فيه، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدى معهم.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: القناعة مال لا ينفد.

إنصاف الناس
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكماً لغيره.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله وذكر الله على كل حال.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له: ألا إنه من يُنصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزّاً.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه أن يحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين إثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال بالحق في ما له وعليه.
 
 
 
 
 
 
 
69

 
 

64

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من واسى الفقير من ماله وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقاً.

- الكافي: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، وأنصف الناس من نفسه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة: أنفق ولا تخف فقراً، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقاً، وأنصف الناس من نفسك.

- الكافي: عن يوسف البزاز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما تدارأ اثنان في أمر قط فأعطى أحدهما النَّصَفَ صاحبه فلم يقبل منه إلا أديل1  منه.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة أحدهم من حكم في نفسه بالحق.

- أمالي الطوسي: عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: ألا أخبرك بأشد مافترض الله على خلقه: إنصاف الناس من أنفسهم، ومواساة الإخوان في الله عز وجل، وذكر الله عز وجل على كل حال، فإن عرضت له طاعة عمل
 
 

1- الإدالة: الغلبة. 
 
 
 
 
71

 
 

65

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه، قال: كيف يتفقه هذا في دينه؟!

- الكافي: عن هشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام - في حديث طويل- أنه قال: يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله إعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب في ما عند الله، وكان الله أنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة وغناه في العيلة، ومعزّه من غير عشيرة.

- تفسير القمي: عن أمير المؤمنين عليه السلام - في حديث- قال: طوبى لمن لزم بيته، وأكل كسرته وبكى على خطيئته، وكان من نفسه في تعب، والناس منه في راحة.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك.

يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه
- الكافي: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله علمني عملاً أدخل به الجنة فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم، وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله إلى آدم
 
 
 
 
 
72

 
 

66

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

عليه السلام إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات- إلى أن قال: - وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك.

الإشتغال بعيب نفسه عن عيب الناس
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث خصال من كنّ فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم، ورجل لم يقدم رجلاً ولم يؤخر رجلاً حتى يعلم أن ذلك لله رضى، ورجل لم يُعِب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه فإنه لا ينفي منها عيباً إلا بدا له عيب، وكفى بالمرء شغلاً بنفسه عن الناس.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بنا فوقف وسلم ثم قال: ما لي أرى حبَّ الدنيا قد غلب على كثير من الناس- إلى أن قال:- طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه....الحديث.

- معاني الأخبار: عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث- قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله قلت: زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيراً،
 
 
 
 
 
73

 

67

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

 قلت: زدني، قال: عليك بطول الصمت، قلت: زدني قال: إياك وكثرة الضحك، قلت: زدني، قال: عليك بحب المساكين ومجالستهم، قلت: زدني، قال: قل الحق وإن كان مراً، قلت: زدني، قال: لا تخف في الله لومة لائم، قلت: زدني، قال: ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم في ما تأتي مثله، ثم قال: كفى بالمرء عيباً أن يكون فيه ثلاث خصال: يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه في ما لا يعنيه، ثم قال: يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكَفّ، ولا حسب كحسن الخلق.
- أمالي الصدوق: عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: إن موسى عليه السلام لما أراد ان يفارق الخضر قال: أوصني، فكان في ما أوصاه أن قال له: إياك واللجاجة وأن تمشي في غير حاجة، وأن تضحك من غير عجب، واذكر خطيئتك، وإياك وخطايا الناس.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في النهي عن عيب الناس: وإنما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه وعيّره ببلواه، أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه ما هو أعظم من الذنب الذي عاب به، فكيف يذمه بذنب قد ركب مثله، فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله في ما سواه مما
 
 
 
 
 
74

 
 

68

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

هو أعظم منه، وأيْمُ الله لو لم يكن عصاه في الكبير لقد عصاه في الصغير، ولجرأته على عيب الناس أكبر. يا عبد الله لا تعجل في عيب عبد بذنبه، فلعله مغفور له، ولا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلك تعذب عليه، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه، وليكن الشكر شاغلاً له على معافاته مما إبتلى به غيره.

- وقال عليه السلام: من نظر في عيب نفسه إشتغل عن عيب غيره، ومن رضي رزق الله لم يحزن على ما فاته - إلى أن قال: - ومن نظر في عيوب الناس ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه.

- وقال عليه السلام: أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله.

- مستطرفات السرائر: عن محمد بن إسماعيل، عن بعض رجاله قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا رأيتم العبد متفقداً لذنوب الناس ناسياً لذنوبه فاعلموا أنه قد مُكر به.

- أمالي الطوسي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كان بالمدينة أقوام لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فأسكت الله عن عيوبهم الناس فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم فتكلموا في عيوب الناس فأظهر الله لهم عيوباً لم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا.

- أمالي الطوسي: عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر
 
 
 
 
 
 
75

 
 

69

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أسرع الخير ثواباً البِرّ، وإن أسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وأن يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

العدل
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتقوا الله واعدلوا فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه وإن قلّ.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العدل أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحاً من المسك.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله جعل لمن جعل له سلطاناً أجلاً ومدة من ليال وأيام وسنين وشهور، فإن عدلوا في الناس أمر الله صاحب الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيامهم ولياليهم وسنينهم وشهورهم، وإن جاروا في الناس فلم يعدلوا أمر الله صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت لياليهم وأيامهم وسنينهم وشهورهم، وقد وفى الله عز وجل بعدد الليالي والشهور.

- أمالي الصدوق: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة حتى يفرغ من
 
 
 
 
76
 
 

70

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين إثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال الحق فيما عليه.

طاعة الله هي السبيل إليه 
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تذهب بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته.

- الكافي: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه،وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة، والبر بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء- إلى أن قال-: أحب العباد إلى الله عز وجل أتقاهم وأعملهم بطاعته. يا جابر والله ما نتقرب إلى الله عز وجل إلا بالطاعة، وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل
 
 
 
 
 
77

 
 

71

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

والورع.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال - في حديث -: والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا، ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغترّوا، ويحكم لا تغترّوا.

- أمالي الصدوق: عن الصادق، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله جل جلاله: يا ابن آدم أطعني في ما أمرتك، ولا تعلمني ما يصلحك.

- أمالي الصدوق: عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال الله عز وجل: أيّما عبد أطاعني لم أكِله إلى غيري، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه، ثم لم أبالِ في أي واد هلك. 

- كتاب الزهد: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "إتقوا الله حق تقاته" قال: يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن الله جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة.

الإشتغال بصالح الأعمال 
 
 
 
78

 
 

72

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام: إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنت عليك حريصاً شحيحاً، فمالي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محباً وإني كنت عليكم محامياً فماذا عندكم؟ فيقولون: نوديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهداً، وإن كنت لثقيلاً، فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك"...الحديث.

- معاني الأخبار: عن علي عليه السلام: إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء: فخليل يقول له: أنا معك حياً وميتاً وهو عمله، وخليل يقول له: أنا معك حتى تموت وهو ماله فإذا مات صار للوارث، وخليل يقول له: أنا معك إلى باب قبرك ثم أخلّيك وهو ولده. 

عرض الأعمال
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعمال العباد كل صباح، أبرارها وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله عز وجل: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" وسكت.

- الكافي: عن الوشا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن
 
 
 
 
 
79
 

73

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبرارها وفجارها.

- الكافي: عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" قال: هم الأئمة عليه السلام.

- الكافي: عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال له رجل: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسرّوه

- الكافي: عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكيناً عند الرضا عليه السلام قال: قلت للرضا عليه السلام: أدع الله لي ولأهل بيتي، فقال: أو لست أفعل إن أعمالكم لتعرض عليّ في كل يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ كتاب الله عز وجل: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، قال: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام. 

- الفقيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم- إلى أن قال-: وأما مفارقتي إياكم فإن أعمالكم تعرض عليّ كل يوم، فما كان من حسن إستزدت الله لكم، وما كان من قبيح إستغفرت الله لكم"...الحديث.

- معاني الأخبار: عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله 
 
 
 
 
 
80

 
 

74

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

عليه السلام: إن أبا الخطاب كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرض عليه أعمال أمته كل خميس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس هكذا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها، فاحذروا، وهو قول الله عز وجل: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، وسكت. قال أبو بصير: إنما عنى الأئمة عليه السلام.

- معاني الأخبار: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، أما حياتي فتحدثوني وأحدثكم، وأما موتي فتعرض علي أعمالكم عشية الإثنين والخميس، فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه، وما كان من عمل سيئ إستغفرت الله لكم.

- معاني الأخبار: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة.

- عيون الأخبار: عن الرضا عن آبائه، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إن أعمال هذه الأمة ما من صباح إلا وتعرض على الله تعالى.

- أمالي الطوسي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في نفر من أصحابه: إن مقامي بين أظهركم خير لكم، وإن مفارقتي إياكم خير لكم إلى أن قال: أما مقامي بين أظهركم خير لكم فإن الله يقول: "وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ 
 
 
 
 
 
81

 
 

75

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" يعني يعذبهم بالسيف، وأما مفارقتي إياكم خير لكم فإن أعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيئ إستغفرت لكم. 

- أمالي الطوسي: عن إبن أذينة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: قول الله عز وجل: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" قال: إيانا عنى.

- أمالي الطوسي: عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالساً عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال مبتدئاً من قِبَل نفسه: يا داود لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس فرأيت في ما عرض عليّ من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك، إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله...

- بصائر الدرجات: عن أبي الحسن عليه السلام قال: سئل عن قول الله عز وجل: "اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، قال: إن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا. 

- بصائر الدرجات: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كل عشية خميس، فليستحي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح.
 
 
 
 
 
82

 
 

76

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- بصائر الدرجات: عن حفص بن البختري وغير واحد قال: تعرض الأعمال يوم الخميس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الأئمة عليه السلام .

- بصائر الدرجات: عن بريد العجلي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسألته عن قول الله عز وجل: "اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" قال: إيانا عنى.

- بصائر الدرجات: عن أبي عبد الله عليه السلام قال في قوله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" قال: هم الأئمة عليه السلام.

- بصائر الدرجات: عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر فتوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عليّ وهلمَّ جرّاً إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد

- بصائر الدرجات: عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله عز و"وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" جل: ما المؤمنون؟ قال: من عسى أن يكون إلا صاحبك.

- بصائر الدرجات: عن عبد الله بن أبان قال: قلت للرضا
 
 
 
 
83 

 
 

77

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

عليه السلام أدع الله لي ولمواليك، فقال: والله إني لأعرض أعمالهم على الله في كل خميس.

- بصائر الدرجات: عن عبد الله بن أبان قال: قلت للرضا عليه السلام إن قوماً من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم، فقال: والله إني لأعرض أعمالهم على الله في كل يوم.

فروض الجوارح 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث طويل- قال: إن الله فرض الإيمان على جوارح ابن آدم وقسَّمه عليها وفرَّقه فيها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكّلت من الإيمان بغير ما وكّلت به أختها- إلى أن قال:- فأما ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عز وجل: "إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ" وقال: "أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" وقال: "الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ" وقال: "وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء" فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله، 
 
 
 
 
84

 
 

 


78

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

وهو رأس الإيمان. وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقرَّ به قال الله تبارك وتعالى اسمه: "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً" وقال: "وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله. وفرض على السمع أن يتنزه عن الإستماع إلى ما حرَّم الله، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه، والإصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل فقال عزَّ وجلّ في ذلك: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ" ثم استثنى موضع النسيان فقال: "وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" وقال: "فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ" وقال تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ" وقال: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ" وقال: "وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" فهذا ما فرض الله على السمع من الإيمان أن لا يصغي إلى ما لا يحل له وهو 

 

85


79

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

عمله وهو من الإيمان. وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عليه، وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الإيمان، فقال تبارك وتعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ" أن ينظروا إلى عوراتهم، وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه ويحفظ فرجه أن يُنظر إليه وقال: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ" من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليه، وقال: كل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية فإنها من النظر، ثم نظم ما فرض على القلب والبصر واللسان في آية أخرى فقال: "وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ" يعني بالجلود الفروج والأفخاذ وقال: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" فهذا ما فرض الله على العينين من غضّ البصر وهو عملهما، وهو من الإيمان. وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله، وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عز وجل، وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوات، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ" وقال: "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" فهذا ما فرض
 
 
 
 
 
86

80

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الله على اليدين لأن الضرب من علاجهما، وفرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شيء من معاصي الله، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عز وجل فقال: "وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً" وقال: "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" وقال: فيما شهدت به الأيدي والأرجل على أنفسهما وعلى أربابها من تضييعها لما أمر الله به وفرضه عليها "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" فهذا أيضاً مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملها وهو من الإيمان. وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين. وقال في موضع آخر "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" - إلى أن قال-: فمن لقي الله حافظا لجوارحه، موفياً كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها، لقي الله عزَّ وجلّ مستكملاً لإيمانه وهو من أهل الجنة، ومن خان في شيئ منها أو تعدى مما أمر الله عزّ وجلّ فيها لقي الله ناقص الإيمان- إلى أن قال-: وبتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالنقصان دخل المفرطون النار.
 
 
 
 
87
 

81

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

- الكافي: عن الحسن بن هارون قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا" قال: يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر إليه، والفؤاد عما عقد عليه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: الإيمان لا يكون الا بعمل، والعمل منه ولا يثبت الإيمان الا بعمل.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: من أقرّ بدين الله فهو مسلم، ومن عمل بما أمر الله فهو مؤمن.

- الكافي: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث- أنه قال له: إن خيثمة أخبرنا أنه سألك عن الإيمان، فقلتَ: الإيمان بالله، والتصديق بكتاب الله، وأن لا يعصى الله، فقال: صدق خيثمة.

- الكافي: عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الإيمان فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قلت: أليس هذا عمل؟ قال: بلى، قلت: فالعمل من الإيمان؟ قال: لا يثبت له الإيمان الا بالعمل والعمل منه.

- الفقيه: وصية أمير المؤمنين عليه السلام لولده محمد بن الحنفية أنه قال: يا بني لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كل ما تعلم، فإن الله قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة،
 
 
 
 
88
 

82

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

ويسألك عنها وذكرها ووعظها وحذرها وأدبها ولم يتركها سدى، فقال الله عزَّ وجلّ: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" وقال عزَّ وجلّ: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ" ثم استعبدها بطاعته فقال عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح، وقال: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" يعني بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والإبهامين، وقال عزَّ وجلّ: "وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ" يعني بالجلود الفروج. ثم خصّ كل جارحة من جوارحك بفرض ونصّ عليها، ففرض على السمع أن لا يصغى إلى المعاصي فقال عزَّ وجلّ: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ" وقال عز وجل: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ" ثم استثنى عزَّ وجلّ موضع النسيان فقال: "وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" وقال عزَّ وجلّ"فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ
 
 
89

83

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ" وقال عزَّ وجلّ: "وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" وقال عزَّ وجلّ:{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ" فهذا ما فرض الله عز وجل على السمع وهو عمله، وفرض على البصر أن لا ينظر به إلى ما حرم الله عليه، فقال عزَّ وجلّ: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ" فحرَّم أن ينظر أحد إلى فرج غيره. 

وفرض على اللسان الإقرار والتعبير عن القلب ما عقد عليه، فقال عزَّ وجلّ: "وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا" الآية، وقال عزَّ وجلّ: "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً" وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم ويصدر عن أمره ورأيه فقال عزَّ وجلّ: "إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ" الآية، وقال عزَّ وجلّ حين أخبر عن قوم أعطوا الإيمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم فقال: "الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ" وقال عزَّ وجلّ: "أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" وقال عزَّ وجلّ: "وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء" وفرض على اليدين أن لا تمدهما إلى ما حرَّم الله عزَّ وجلّ عليك، وأن تستعملهما بطاعته، فقال عزَّ وجلّ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ" وقال عزَّ وجلّ: "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ" وفرض علىالْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
 
 
 
90
 

84

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

الرجلين أن تنقلهما في طاعته وأن لا تمشي بهما مشية عاص، فقال عز وجل: "وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا"  فأخبر الله عنها أنها تشهد على صاحبها يوم القيامة، فهذا ما فرض الله على جوارحك فاتقِ الله يا بني واستعملها بطاعته ورضوانه، وإياك أن يراك الله تعالى ذكره عند معصيته، أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين. وعليك بقراءة القرآن والعمل بما فيه ولزوم فرائضه وشرايعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك، فإنه عهد من الله تبارك وتعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده ولو خمسين آية. واعلم أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ وارقَ فلا يكون في الجنة بعد النبيين والصدّيقين أرفع درجة منه. والوصية طويلة أخذنا منها موضع الحاجة.

- علل الشرائع: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: ليس لك أن تتكلم بما شئت لأن الله يقول: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ" وليس لك أن تسمع ما شئت، لأن الله عزَّ وجلّ يقول: "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً".
 
 
 
 
 
91

 
 

85

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

وجوب أداء الفرائض
- الكافي: عن علي بن الحسين عليه السلام: من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: "اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ" قال: اصبروا على الفرائض، وصابروا على المصائب، ورابطوا على الأئمة عليه السلام. 

-قال الكليني: وفي رواية ابن محبوب، عن أبي السفاتج: واتقوا الله ربكم في ما افترض عليكم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: ما تحبّب إليّ عبدي بأحب مما إفترضت عليه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس.

- الكافي: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: من عمل بما إفترض الله عليه فهو من أعبد الناس.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن الله فرض عليكم فرائض فلا تضيّعوها، وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلفوها.

- أمالي الطوسي: عن الصادق، عن آبائه عليه السلام قال: قال
 
 
 
92

 

86

الفصل الثاني: الصفات الحميدة

 رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إعمل بفرائض الله تكن من أتقى الناس، وارضَ بقَسَم الله تكن من أغنى الناس، وكفّ عن محارم الله تكن من أورع الناس، وأحسن مجاورة من يجاورك تكن مؤمناً، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلماً.


 93
 
 
 
 

87

الفصل الثالث: تهذيب النفس

تحريم إساءة الخلق
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أبى الله لصاحب الخلق السيّئ بالتوبة، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن سوء الخلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ساء خلقه عذب نفسه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى
 
 
 
95
 

88

الفصل الثالث: تهذيب النفس

بعض أنبيائه الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق، فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب.

- عيون الأخبار: عن الرضا، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة.

- قرب الإسناد: عن جعفر، عن أبيه عليه السلام قال: قال علي عليه السلام: ما من ذنب إلا وله توبة، وما من تائب إلا وقد تسلم له توبته ما خلا السيئ الخلق لأنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في غيره أشر منه.

قسوة القلب
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لمّتان: لمّة من الشيطان ولمّة من الملك، فلمة الملك الرقة والفهم، ولمّة الشيطان السهو والقسوة.

- الكافي: في ما ناجى الله به موسى: يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسي القلب مني بعيد.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب
 
 
 
 
96
 

89

الفصل الثالث: تهذيب النفس

البقاء.

- علل الشرائع: عن أمير المؤمنين عليه السلام: ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.

- الخصال: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من الشقاء جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار على الذنب.

حب الدنيا

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رأس كل خطيئة حبُّ الدنيا.

- الكافي: عن محمد بن مسلم قال: سئل علي بن الحسين عليه السلام أي الأعمال أفضل؟ قال: ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من بغض الدنيا فإن لذلك شُعباً كثيرة وللمعاصي شُعب، فأول ما عصي الله به الكبرـ إلى أن قال- ثم الحرص، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة فصرن سبع خصال، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنياوان: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.
 
 
 
 
 
97

 
 

90

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال في مناجاة موسى عليه السلام: يا موسى إن الدنيا دار عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته، وجعلتها ملعونة ملعونة، ما فيها إلا ما كان فيها لي. يا موسى إن عبادي الصالحين زهدوا في الدنيا بقدر علمهم وسائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم، وما من أحد عظمها فقرّت عينه بها، ولم يحقرها أحد إلا إنتفع بها.
- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حبُّ الدنيا رأس كل خطيئة.

- كنز الفوائد: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحبَّ دنياه أضر بآخرته.

- كتاب الزهد: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن الزهد في الدنيا، فقال: ويحك حرامها فتنكّبه.

الزهد في الدنيا

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا دائها ودوائها، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام.

- الكافي: عن أبي حمزة قال: ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين عليه السلام إلا ما بلغني عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: وكان علي بن الحسين عليه السلام إذا تكلم في
 
 
 
 
 
98

 
 

91

الفصل الثالث: تهذيب النفس

الزهد ووعظ أبكى من بحضرته، قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين عليه السلام فكتبت ما فيها ثم أتيت علي بن الحسين عليه السلام فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصححه وكان ما فيها: بسم الله الرحمن الرحيم: كفانا الله وإياكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين، وبطش الجبارين. أيها المؤمنون لا يفتننكّم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا، واحذروا ما حذركم الله منها، وازهدوا في ما زهدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان- إلى أن قال:- وليس يعرف تصرف أيامها، وتقلّب حالاتها، وعاقبة ضرر فتنها إلا من عصمه الله، ونهج سبيل الرشد، وسلك طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد، فكرر الفكر، وإتعظ بالصبر، وزهد في عاجل بهجة الدنيا، وتجافى عن لذتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة، وسعى لها سعيها...الحديث.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن علامة الراغب في ثواب الآخرة زهد في عاجل زهرة الدنيا، أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه مما قسم الله له فيها وإن زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من غبن حظه من الآخرة.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين

 
 
99
 
 

92

الفصل الثالث: تهذيب النفس

عليه السلام: إن من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا.

- الكافي: عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يجد الرجل حلاوة الإيمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتى تزهد في الدنيا.

- الكافي: عن هاشم بن البريد: أن رجلاً سأل علي بن الحسين عليه السلام عن الزهد فقال: عشرة أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا، ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله: "لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ".

- الكافي: عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط، وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهّده في الدنيا، وفقّهه في الدين، وبصّره عيوبها، ومن أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة. وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق، قلت: جعلت فداك مماذا؟ قال: من الرغبة فيها. وقال: ألا من صبّار كريم، فإنما هي
 
 
 
100

 
 

93

الفصل الثالث: تهذيب النفس

أيام قلائل، ألا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا، قال: وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حبِّ الله فلم يشتغلوا بغيره.

قال: وسمعته يقول: إن القلب إذا صفا ضاقت به الأرض حتى يسمو.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث- إن علي بن الحسين عليه السلام قال: ألا وكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ألا إن الزاهدين في الدنيا قد اتخذوا الأرض بساطاً، والتراب فراشاً، والماء طيباً، وقرضوا من الدنيا تقريضاً...الحديث.

- كتاب الزهد: عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني لا ألقاك إلا في السنين، فأوصني بشيء حتى آخذ به، قال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، وإياك أن تطمح إلى من فوقك، وكفى بما قال الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى" وقال: "ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم"، فإن خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنما كان قوته من الشعير، وحلواه من التمر، ووقوده من السعف إذا وجده، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط.
 
 
 
101
 
 

94

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما الزهد في الدنيا؟ قال: تنكب حرامها.

- معاني الأخبار: عن أبي الطفيل قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: الزهد في الدنيا قصر الأمل وشكر كل نعمة، والورع عما حرم الله عليك.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل.

- معاني الأخبار: عن حفص بن غياث قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام عند قبر وهو يقول: إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يُزهد في أوّله، وإن شيئاً هذا أوّله لحقيق أن يُخاف من آخره.

- أمالي الصدوق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشح والأمل.

- عيون الأخبار: عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن الزاهد في الدنيا، قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عقابه.

إستحباب ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مالي وللدنيا إنما مثلي كراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال
 
 
 
 
102

 
 

95

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما الزهد في الدنيا؟ قال: تنكب حرامها.

- معاني الأخبار: عن أبي الطفيل قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: الزهد في الدنيا قصر الأمل وشكر كل نعمة، والورع عما حرم الله عليك.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل.

- معاني الأخبار: عن حفص بن غياث قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام عند قبر وهو يقول: إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يُزهد في أوّله، وإن شيئاً هذا أوّله لحقيق أن يُخاف من آخره.

- أمالي الصدوق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشح والأمل.

- عيون الأخبار: عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن الزاهد في الدنيا، قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عقابه.

إستحباب ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مالي وللدنيا إنما مثلي كراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال
 
 
 
 
 
 
102

 
 

96

الفصل الثالث: تهذيب النفس

تحتها ثم راح وتركها.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في طلب الدنيا إضرار بالآخرة، وفي طلب الآخرة إضرار بالدنيا، فأضروا بالدنيا فإنها أحق بالإضرار.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام إن في كتاب علي عليه السلام: إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها، وفي جوفها السم الناقع يحذرها الرجل العاقل ويهوي إليها الصبي الجاهل.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. يا علي أوحى الله إلى الدنيا أخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك. يا علي إن الدنيا لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء، يا علي ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتاً.
- الفقيه: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى.

- الفقيه: عن أمير المؤمنين عليه السلام - في وصيته لمحمد بن الحنفية- قال: ولا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوأ خفض الدعة، الحرص داعٍ إلى التقحم في الذنوب.

- أمالي الصدوق: عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 
 
 
 
 
103

 
 

97

الفصل الثالث: تهذيب النفس

من أصبح معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما خيّرت1 له الدنيا، يا ابن جعشم يكفيك منها ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن يكن بيت يكنك فذاك، وإن يكن دابة تركبها فبخ بخ، وإلا فالخبز وماء الجرة، وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك.

- وقال عليه السلام: كل مقتصر عليه كاف.

- وقال عليه السلام: الزهد بين كلمتين من القرآن، قال الله تعالى: "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم"، ومن لم يأسَ على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد استكمل الزهد بطرفيه.

الحرص على الدنيا
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفاً كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غماً، قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيراً، وقال: لا تشعروا قلوبكم الإشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الإستعداد لما لم يأتِ.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله عز وجل إذا لم يهمّه إلا بطنه وفرجه.


1- في الخصال: حيزت.
 
 
 
104
 

98

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كثر إشتباكه في الدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها.

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حرم الحريص خصلتين ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد اليقين.

تحريم إختتال1 الدنيا بالدين
- الكافي: عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يقول: ويل للذين يختلون الدنيا بالدين، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية، أبي يغترون؟ أم عليّ يجترئون؟ فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم منهم حيراناً.

- عقاب الأعمال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في آخر خطبة خطبها: ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا وترك الآخرة لقي الله وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض.

- قرب الإسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أنزل كتاباً من كتبه على نبي من أنبيائه وفيه أنه سيكون خلق من خلقي يلحسون الدنيا بالدين يلبسون مسوك

 
 

1- ختل وخاتل: خدع.
 
 
 
105

99

الفصل الثالث: تهذيب النفس

الضأن على قلوبٍ كقلوب الذئاب أشد مرارة من الصبر، وألسنتهم أحلى من العسل، وأعمالهم الباطنة أنتن من الجيف، أفبي يغترون؟ 

أم إياي يخادعون؟ أم عليّ يجترئون؟ فبعزتي حلفت لأتيحن لهم فتنة تطأ في خطامها حتى تبلغ أطراف الأرض تترك الحليم منهم حيراناً.

طلب الرئاسة
- الكافي: عن أبي الحسن عليه السلام أنه ذكر رجلاً فقال: إنه يحب الرئاسة، فقال: ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضر في دين المسلم من الرئاسة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من طلب الرئاسة هلك.

- الكافي: عن عبد الله بن مسكان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف الرجل إلا هلك وأهلك.

- الكافي: عن جويرية بن مسهر قال: اشتددت خلف أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا جويرية إنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال خلفهم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: ملعون من ترأس، ملعون من همّ بها، ملعون من حدّث نفسه بها.

- الكافي: عن أبي مياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله
 
 
 
 
 
 
106

 

 
 

100

الفصل الثالث: تهذيب النفس

عليه السلام يقول: من أراد الرئاسة هلك.

- الكافي: عن أبي الربيع الشامي، عن أبي جعفر عليه السلام قال لي: يا أبا الربيع لا تطلبن الرياسة ولا تكن ذنباً، ولا تأكل الناس بنا فيفقرك الله...الحديث.

- الكافي: عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أترى لا أعرف خياركم من شراركم؟ بلى والله إن شراركم من أحب أن يوطأ عقبه، إنه لا بد من كذاب أو عاجز الرأي.

- رجال الكشي: عن عقبة بن بشير، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث- قال: وأما قولك إن قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرفوني عليهم، فإن كنت تكره الجنة وتبغضها فتعرف عليهم، يأخذ سلطان جائر بامرىء مسلم فيسفك دمه فتشرك في دمه ولعلك لا تنال من دنياهم شيئاً.

- رجال الكشي: عن علي بن الحسين عليه السلام - في حديث- أنه قال له: إياك أن تترأس فيضعك الله، وإياك أن تستأكل فيزيدك الله فقراً، واعلم أنك إن تكن ذَنَباً في الخير خير لك من أن تكون رأساً في الشر.

- رجال الكشي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: ما لكم وللرئاسات؟ إنما المسلمون رأس واحد، إياكم والرجال فإن الرجال للرجال مهلكة.
 
 
 
107

 
 

101

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- أمالي الطوسي: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يؤمّر أحد على عشرة فما فوقهم إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه فإن كان محسناً فك عنه، وإن كان مسيئاً يزيد غلّاً على غلّه.

- الفقيه: عن الصادق عليه السلام، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث المناهي- قال ألا ومن تولى عرافة قوم أتى يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله، أطلقه الله وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير.

حب المال والشرف

- الكافي: عن حماد بن بشير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها، أحدهما في أولها، والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الشيطان يدير ابن آدم في كل شيء، فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته.

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم.

الغضب مساوئه وعلاجه
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في
 
 
 
 
 
108
 
 

102

الفصل الثالث: تهذيب النفس

باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر مما له.

- الكافي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر.

- الكافي: عن ميسر قال: ذُكر الغضب عند أبي جعفر عليه السلام قال: إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار، فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليدنُ منه فليمسّه فإن الرحم إذا مست سكنت.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله علمني فقال: اذهب فلا تغضب...الحديث.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كفّ نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة، ومن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: سمعت أبي يقول: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل بدوي فقال: إني أسكن البادية فعلّمني جوامع الكلم، فقال: آمرك أن لا تغضب، فأعاد عليه الأعرابي المسألة ثلاث مرات حتى رجع الرجل إلى نفسه، فقال: لا أسأل عن شيء بعد هذا ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بالخير. قال: 
 
 
 
 
109

 
 

103

الفصل الثالث: تهذيب النفس

وكان أبي يقول: أي شيء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله، ويقذف المحصنة.

- الكافي: عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: من كف غضبه ستر الله عورته.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: مكتوب في التوراة- فيما ناجي الله به موسى عليه السلام -: يا موسى أمسك غضبك عمن ملّكتك عليه أكفّ عنك غضبي.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: الغضب ممحقة لقلب الحكيم، وقال: من لم يملك غضبه لم يملك عقله.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب إحمرت عيناه، وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض، فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: من كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه عذاب يوم القيامة.

- الفقيه: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوم يتشايلون1 حجراً، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نختبر أشدنا وأقوانا، فقال: ألا أخبركم بأشدكم وأقواكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أشدكم وأقواكم الذي إذا


1- يتشايلون: يتسابقون في حمله.
 
 
 
 
110
 

104

الفصل الثالث: تهذيب النفس

رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا ملك لم يتعاطَ ما ليس له بحق.

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الحواريون لعيسى عليه السلام: أي الأشياء أشد؟ قال: أشد الأشياء غضب الله عز وجل، قالوا: بما نتقي غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبر ومحقرة الناس.

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر.

- ثواب الأعمال: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: من كفّ نفسه عن أعراض الناس كفّ الله عنه عذاب يوم القيامة، ومن كفّ غضبه عن الناس أقال الله نفسه يوم القيامة.

- ثواب الأعمال: عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: من كف غضبه ستر الله عورته.

- المحاسن: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث من كنّ فيه يستكمل خصال الإيمان: الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له.

ذكر الله عند الغضب
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه: يا ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق، وارضَ بي منتصراً، فإن انتصاري لك خيرٌ
 
 
 
 
111

 
 

105

الفصل الثالث: تهذيب النفس

من انتصارك لنفسك.

- الكافي: عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في التوراة مكتوباً: يا ابن آدم أذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارضَ بانتصاري لك فان انتصاري لك خيرٌ من انتصارك لنفسك.

تحريم الحسد
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام: إن الرجل ليأتي بأدنى بادرةٍ فيكفر، وإن الحسد ليأكلُ الإيمان كما تأكل النار الحطب.

- الكافي: عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اتقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضاً...الحديث.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كاد الفقر أن يكون كفراً، وكاد الحسد أن يغلب القدر.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: آفة الدين الحسد والعجب والفخر.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل لموسى بن عمران: يا ابن عمران لا تحسدنّ الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدن عينيك إلى ذلك، ولا تتبعه نفسك فإن الحاسد ساخط لنعمتي، صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني.
 
 
 
 
 
112

 
 

106

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لم ينجُ منها نبي فمن دونه: التفكر في الوسوسة في الخلق، والطيرة، والحسد إلا أن المؤمن لا يستعمل حسده.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد والحرص والكبر.

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أصول الكفر ثلاثة: الحرص والإستكبار والحسد...الحديث.

- عيون الأخبار: عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دب إليكم داء الأمم قبلكم: البغضاء والحسد.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: حسد الصديق من سقم المودة.

- وقال عليه السلام: صحة الجسد من قلة الحسد.

- أمالي الطوسي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال ذات يوم لأصحابه: ألا إنه قد دب إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد ليس بحالق الشعر لكنه حالق الدين وينجى فيه أن يكف الانسان يده،
 
 
 
 
 
113

 
 

107

الفصل الثالث: تهذيب النفس

ويخزن لسانه، ولا يكون ذا غمر1 على أخيه المؤمن.

التعصب على غير الحق
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تَعصّب أو تُعصّب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه.

- الكافي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تعصّب عصبه الله بعصابة من نار.

- الكافي: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب، وذلك حين أسلم غضباً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث السلا 2 الذي ألقي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم، وكان في علم الله أنه ليس منهم، فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب وقال: خلقتني من نار وخلقته من طين.

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله يعذب الستة بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والأمراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل.


1- الغمر: الحقد والنيل الصحاح - غمر - 2: 773 
2- السلا: الجلدة الرقيقة التي تغشي الولد في بطن أمه.
 
 
 
 
114

108

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن الزهري قال: سئل علي بن الحسين عليه السلام عن العصبية، فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم.

تحريم التكبر
- الكافي: عن حكيم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى الإلحاد قال: إن الكبر أدناه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: العز رداء الله، والكبر إزاره، فمن تناول شيئاً منه أكبه الله في جهنم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكبر رداء الله، فمن نازع الله شيئاً من ذلك أكبه الله في النار.

- الكافي: عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام قالا: لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: الكبر رداء الله، والمتكبر ينازع الله رداءه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له: سقر شكى إلى الله عز وجل شدة حره وسأله عز وجل أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم.

- الكافي: عن داود بن فرقد، عن أخيه قال: سمعت أبا عبد
 
 
 
 
115

 

109

الفصل الثالث: تهذيب النفس

الله عليه السلام يقول: إن المتكبرين يجعلون في صور الذر تتوطأهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عبد إلا وفي رأسه حَكَمة 1 وملك يمسكها فإذا تكبر قال له: إتضع وضعك الله فلا يزال أعظم الناس في نفسه وأصغر الناس في أعين الناس وإذا تواضع رفعه الله عز وجل ثم قال له: إنتعش نعشك الله فلا يزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في وصيته لأصحابه قال: وإياكم والعظمة والكبر فإن الكبر رداء الله عز وجل، فمن نازع الله رداءه قصمه الله وأذله يوم القيامة.

- ثواب الأعمال: عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام أن علياً عليه السلام قال: ما أحد من ولد آدم إلا وناصيته بيد ملك، فإن تكبر جذبه بناصيته إلى الأرض، ثم قال له: تواضع وضعك الله، وإن تواضع جذبه بناصيته، ثم قال له: إرفع رأسك رفعك الله، ولا وضعك بتواضعك لله.

- معاني الأخبار: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لإبليس كحلاً ولعوقاً وسعوطاً، فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر.

- عقاب الأعمال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لا
 
 
 

 
1- الحَكَمة: ما أحاط بالحنك من اللجام.
 
 
116
 
 

110

الفصل الثالث: تهذيب النفس

 ينظر الله إليهم: ثاني عطفه، ومسبل إزاره خيلاء، والمنفق سلعته بالأَيْمان والكبر، إن الكبرياء لله رب العالمين.

- عقاب الأعمال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: الكبر مطايا النار.

- عقاب الأعمال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يحشر المتكبرون يوم القيامة في خلق الذر في صور الناس يوطؤون حتى يفرغ الله من حساب خلقه، ثم يسلك بهم إلى النار يسقون من طينة خبال من عصارة أهل النار.

- عقاب الأعمال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثر أهل جهنم المتكبّرون.

- قرب الإسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً، وأشدكم تواضعاً، وإن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون، وهم المستكبرون.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقة لا تسبق، فسابق أعرابياً بناقته فسبقها فاكتأب لذلك المسلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنها ترفعت، وحق على الله أن لا يرتفع شيء الا وضعه الله.

التجبر والتيه والإختيال
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 
 
 
 
117

 
 

111

الفصل الثالث: تهذيب النفس

ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: ما من أحد يتيه إلا من ذلّة يجدها في نفسه.

- الكافي: قال: وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام: ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة يجدها في نفسه.

- الكافي: عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الكبر قد يكون في شرار الناس من كل جنس، والكبر رداء الله فمن نازع الله رداءه لم يزده إلا سفالاً، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرَّ في بعض طرق المدينة وسوداء تلقط السرقين1، فقيل لها: تنحي عن طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: إن الطريق لمعرض، فهمّ بها بعض القوم أن يتناولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوها فإنها جبارة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في وصيته لأصحابه- أنه قال: وإياكم والتجبر على الله، واعلموا أن عبداً لم يبتلِ بالتجبر على الله إلا تجبر على دين الله، فاستقيموا لله ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين، أجارنا الله وإياكم من التجبر على الله.

- عيون الأخبار: عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن


1- السرقين الروث.
 
 
 
 
118
 
 

112

الفصل الثالث: تهذيب النفس

جعفر بن محمد عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم، واللحم السمين، فقال له بعض أصحابنا: يا ابن رسول الله إنا لنحب اللحم وما تخلو بيوتنا عنه فكيف ذلك؟ فقال: ليسحيث تذهب إنما البيت اللحم الذي تؤكل لحوم الناس فيه بالغيبة، وأما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر المختال في مشيته.

- عقاب الأعمال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الجبارون أبعد الناس من الله عز وجل يوم القيامة.

- عقاب الأعمال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن في جهنم لجبلاً يُقال له: الصعدا، إن في الصعدا لوادياً يُقال له: سقر، وإن في سقر لجُبّاً يقال له: هبهب، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره، ذلك منازل الجبارين.

- عقاب الأعمال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من مشى في الأرض إختيالاً لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها.

- عقاب الأعمال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ويل لمن يختال في الأرض يعاند جبار السماوات والأرض.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله 
 
 
 
 
 
 
 
119

 

 
 

113

الفصل الثالث: تهذيب النفس

صلى الله عليه وآله وسلم: إن في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تجبر وضعاه.

- المحاسن: عن بشير النبال قال: كنا مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد إذ مر علينا أسود 1 وهو ينزع في مشيه فقال أبو جعفر عليه السلام: إنه لجبار قلت: إنه سائل، قال: إنه جبار. وقال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام يمشي مشية كأن على رأسه الطير لا يسبق يمينه شماله.

- المحاسن: عن أبي جعفر عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى رجلاً من بني تميم فقال له: إياك وإسبال الإزار والقميص فإن ذلك من المخيلة، والله لا يحب المخيلة.

- المحاسن: وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما حاذى الكعبين من الثوب ففي النار.

- المحاسن: وقال عليه السلام: ثلاث إذا كنّ في الرجل فلا تتحرج أن تقول إنها في جهنم: البذاء والخيلاء والفخر.

حدّ التكبر والتجبر المحرّمين
- الكافي: عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليه السلام قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر، قال: فاسترجعت، فقال: ما لك تسترجع؟ فقلت: لما سمعت منك، فقال: ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود.


1- الأسود: العظيم من الحيات صحاح الجوهري، ج2، ص490
 
 
 
120
 

114

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكبر أن تغمص الناس وتسفّه الحق.

- الكافي: عن عبد الأعلى بن أعين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق، قلت: وما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله، فمن فعل ذلك فقد نازع الله عز وجل رداءه.

- الكافي: عن محمد بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنني آكل الطعام الطيب وأشم الرائحة الطيبة، وأركب الدابة الفارهة، ويتبعني الغلام فترى في هذا شيئاً من التجبر فلا أفعله؟ فأطرق أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: إنما الجبار الملعون من غمص الناس وجهل الحق، قال عمر فقلت: أما الحق فلا أجهله، والغمص لا أدري ما هو؟، قال: من حقّر الناس وتجبر عليهم فذلك الجبار.

- معاني الأخبار: عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، قلت: جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر، فقال: ليس بذلك إنما الكبر إنكار الحق، والإيمان الإقرار بالحق.
 
 
 
 
 
121

 
 

115

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- معاني الأخبار: عن محمد بن مسلم، عن أحدهما- يعني أبا جعفر وأبا عبد الله عليه السلام - قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، قال: قلت: إنّا نلبس الثوب الحسن فيدخلنا العجب،فقال: إنما ذلك في ما بينه وبين الله عز وجل.

الضجر والكسل
- الفقيه: عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام إنه قال في وصيته لبعض ولده: وإياك والكسل والضجر فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي لا تمزح فيذهب بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإياك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤدِّ حقاً، يا علي من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة.

- علل الشرائع: عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: علامة الصابر في ثلاث: أولها أن لا يكسل، والثانية أن لا يضجر، والثالثة أن لا يشكو من ربه عز وجل، لأنه إذا كسل فقد ضيّع الحقوق، وإذا ضجر لم يؤدِّ الشكر، وإذا شكا من ربه عز وجل فقد عصاه.

- مستطرفات السرائر: عن أبي الحسن موسى عليه السلام - في حديث- أنه قال لبعض ولده: إياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك،
 
 
 
 
 
 
122

 
 

116

الفصل الثالث: تهذيب النفس

ويستخف مروتك، وإياك والضجر والكسل فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.
الطمع

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.

- الكافي: عن ابن خالد، عن أبيه، عمن ذكره بلغ به أبا جعفر عليه السلام قال: بئس العبد عبد يكون له طمع يقوده، وبئس العبد عبد له رغبة تذله.

- الكافي: عن الزهري قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس.

- الكافي: عن سعدان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: الذي يثبت الإيمان في العبد؟ قال: الورع، والذي يخرجه منه الطمع.

- الفقيه: عن أمير المؤمنين عليه السلام - في وصيته لمحمد ابن الحنفية- قال: إذا أحببت أن تجمع خير الدنيا والآخرة فاقطع طمعك مما في أيدي الناس.

- الفقيه: عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: علمني يا رسول الله شيئاً، فقال: عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر...الحديث.
 
 
 
 
 
 
123

 
 

117

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- أمالي الصدوق: عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام ما ثبات الإيمان؟ قال: الورع، فقيل: ما زواله؟ قال: الطمع. 

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع.

- أمالي الطوسي: عن علي عليه السلام قال: جاء خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أوصني وأقلّه لعلي أحفظ، فقال: أوصيك بخمس: باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصلّ صلاة مودّع، وإياك وما تعتذر منه، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك.

الخرق
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قسم له الخرق حجب عنه الإيمان.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو كان الخرق خلقاً يرى ما كان في شيء من خلق الله أقبح منه.

السفه والشر 
- الكافي: عن أبي الحسن موسى عليه السلام في رجلين يتسابان، فقال: البادئ منهما أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يتعدّ المظلوم.
 
 
 
124

 
 

118

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تسفهوا، فإن أئمتكم ليسوا بسفهاء.

وقال أبو عبد الله عليه السلام: من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بمثل ما أتى إليه حيث احتذى مثاله.

- الكافي: وعن أمير المؤمنين عليه السلام: لا يكون السفه والغرة 1 في قلب العالم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن السفه خلق لئيم يستطيل على من دونه، ويخضع لمن فوقه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه. 

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبغض خلق الله عبد إتّقى الناس لسانه.

- الكافي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شر الناس يوم القيامة الذين يكرمون إتقاء شرهم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: من خاف الناس لسانه فهو في النار.

وجوب حفظ اللسان
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من علامات شرك


1- الغرة: الغفلة.
 
 
 
125
 
 

119

الفصل الثالث: تهذيب النفس

الشيطان الذي لا يشك فيه أن يكون فحّاشاً لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله يبغض الفاحش المتفحّش.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: إن الفحش والبذاء والسلاطة 1 من النفاق. 

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة: يا عائشة إن الفحش لو كان مثالاً لكان مثال سوء.

- الكافي: عن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي مبتدئاً: يا سماعة ما هذا الذي كان بينك وبين جمّالك؟ إياك أن تكون فحاشاً أو سخاباً أو لعاناً، فقلت: والله لقد كان ذلك إنه ظلمني، فقال: إن كان ظلمك لقد أربيت عليه، إن هذا ليس من فعالي ولا آمر به شيعتي، إستغفر ربك ولا تعد، قلت: أستغفر الله ولا أعود.

- كتاب الزهد: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من أشر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه.

- كتاب الزهد: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يحب الحييّ الحليم الغني المتعفف، ألا وإن الله يبغض الفاحش البذيء



1- السلاطة: حدة اللسان.
 
 
 
126
 

120

الفصل الثالث: تهذيب النفس

السائل الملحف.

- كتاب الزهد: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: إن الحياء والعفاف والعي: عي اللسان لا عيّ القلب من الإيمان، والفحش والبذاء والسلاطة من النفاق.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد، يا علي من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار. يا علي شر الناس من أكرمه الناس إتقاء فحشه وأذى شره. يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره.

تحريم البذاء وعدم المبالاة بالقول
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فهو شرك الشيطان.

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله حرّم الجنة على كل فحاش بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له، فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان، قيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما تقرأ قول الله عز وجل: "وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ"...الحديث. 
 
 
 
127

 
 

121

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البذاء من الجفاء، والجفاء في النار. 

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي حرَّم الله الجنة على كل فاحش بذيء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له، يا علي طوبى لمن طال عمره وحسن عمله.

- كتاب الزهد: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار. 

تحريم القذف
- الكافي: عن عمرو بن نعمان الجعفي قال: كان لأبي عبد الله عليه السلام صديق لا يكاد يفارقه" إلى أن قال "فقال يوماً لغلامه: يا ابن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده فصك بها جبهة نفسه ثم قال: سبحان الله تقذف أمه؟ قد كنت أرى أن لك ورعاً، فإذا ليس لك ورع، فقال: جعلت فداك إن أمه سندية مشركة، فقال: أما علمت أن لكل أمة نكاحاً؟ تنحَّ عني، فما رأيته يمشي معه حتى فرق بينهما الموت.

- الكافي: قال: وفي رواية أخرى: إن لكل أمة نكاحاً يحتجزون به عن الزنا.

- علل الشرائع: عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله
 
 
 
 
 
 
 
128


 
 

122

الفصل الثالث: تهذيب النفس

عليه السلام قال: سألته عن الرجل يفتري على الرجل من جاهلية العرب، فقال: يضرب حداً، قلت: يضرب حداً! قال: نعم إن ذلك يدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 

تحريم البغي
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس، إن البغي يقود أصحابه إلى النار، وإن أول من بغى على الله عناق بنت آدم، فأول قتيل قتله الله عناق، وكان مجلسها جريباً في جريب، وكان لها عشرون أصبعاً في كل أصبع ظفران مثل المنجلين، فسلط الله عليها أسداً كالفيل، وذئباً كالبعير، ونسراً مثل البغل، وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا. 

- الكافي: عن مسمع أبي سيار أن أبا عبد الله عليه السلام كتب إليه في كتاب: أنظر أن لا تكلّمن بكلمة بغي أبداً وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقول إبليس لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي فإنهما يعدلان عند الله الشرك.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أسرع الخير ثواباً البِرّ، وإن أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، أو يعير الناس بما لا يستطيع تركه،
 
 
 
 
 
 
129

 
 

123

الفصل الثالث: تهذيب النفس

أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في وصيته لأصحابه قال: وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين، فإنه من بغى صيّر الله بغيه على نفسه، وصارت نصرة الله لمن بُغي عليه، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي أربعة أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه.

- الفقيه: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو بغى جبل على جبل لجعله الله دكاً، أعجل الشر عقوبة البغي، وأسرع الخير ثواباً البِرّ.

- عقاب الأعمال: دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز فأبى أن يبارزه، فقال له علي عليه السلام: ما منعك أن تبارزه؟ فقال: كان فارس العرب وخشيت أن يغلبني، فقال: إنه بغى عليك، ولو بارزته لقتلته، ولو بغى جبل على جبل لهلك الباغي.

الإفتخار
- الكافي:عن علي بن الحسين عليه السلام: عجباً للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة، ثم هو غداً جيفة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 
 
 
 
130

 
 

124

الفصل الثالث: تهذيب النفس

آفة الحسب الإفتخار والعجب.

- الكافي: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال: يا رسول الله أنا فلان ابن فلان حتى عد تسعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنك عاشرهم في النار.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام: عجباً للمختال الفخور، وإنما خلق من نطفة، ثم يعود جيفة، وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي آفة الحسب الإفتخار، ثم قال: يا علي إن الله قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم.

- معاني الأخبار: عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالأنساب، والطعن بالأحساب، والإستسقاء بالأنواء.

- علل الشرائع: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: افتخر رجلان عند أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: أتفتخران بأجساد بالية، وأرواح في النار، إن يكن لك عقل فإن لك خلقاً، وإن يكن لك تقوى فإن لك كرماً، وإلا فالحمار خير منك، ولست بخيرٍ من أحد.

- عقاب الأعمال: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من وضع شيئاً للمفاخرة حشره الله يوم القيامة أسود.
 
 
 
131

 
 

125

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما لإبن آدم والفخر، وأوله نطفة، وآخره جيفة، ولا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه.

تحريم الظلم
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عوناً إلا الله.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من أحد يظلم مظلمة إلا أخذه الله بها في نفسه وماله، فأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر له.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ظلم مظلمة أُخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" قال: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله.
 
 
 
 
 
132

 
 

 


126

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من خاف القصاص كفّ عن ظلم الناس.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دماً أو يأكل مال يتيم حراماً.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: أما إنه ما ظفر بخير من ظفر بالظلم، أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم، ثم قال: من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به...الحديث.

- عقاب الأعمال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم في الدنيا هو الظلمات في الآخرة.

- عقاب الأعمال: عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها ولأحد عنده مثل تلك المظلمة.

- عقاب الأعمال: عن زيد بن علي بن الحسين، عن آبائه عليه السلام قال: يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم.

- عقاب الأعمال: عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: من ارتكب أحداً بظلم بعث الله من ظلمه مثله أو على ولده أو على عقبه من
 
 
 
 
 
133

 
 

127

الفصل الثالث: تهذيب النفس

بعده.

- عقاب الأعمال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أعظم الخطايا إقتطاع مال امرئٍ مسلمٍ بغير حق.

- عقاب الأعمال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل يبغض الغني الظلوم.

- أمالي الطوسي: عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: إشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لعنت سبعاً لعنهم الله وكل نبي مجاب، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمخالف لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمسلط بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم منتحلاً له، والمحرم ما أحل الله عز وجل. 

وجوب رد المظالم إلى أهلها 
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله. فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه في ما
 
 
 
 
 
134

 

128

الفصل الثالث: تهذيب النفس

بينه وبين الله، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد.

- الكافي: عن شيخ من النخع قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إني لم أزل والياً منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا، فهل لي من توبة؟ قال: فسكت، ثم أعدت عليه، فقال: لا حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه. 

- الكافي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أكل من مال أخيه ظلماً ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ظلم أحداً وفاته فليستغفر الله له فإنه كفارة له. 

- عقاب الأعمال: عن أبي جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من إقتطع مال مؤمن غصباً بغير حقه لم يزل الله معرضاً عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته حتى يرد المال الذي أخذه إلى صاحبه.

الرضا بالظلم والمعونة للظالم 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه من يظلمه، فإن دعا لم يستجب له، ولم يؤجره الله
 
 
 
135
 

129

الفصل الثالث: تهذيب النفس

على ظلامته. 

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في وصيته لأصحابه- قال: وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو عليكم فيستجاب له فيكم، فإن أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة، وليُعِن بعضكم بعضاً فإن أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن معونة المسلم خير وأعظم أجراً من صيام شهر وإعتكافه في المسجد الحرام.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه، وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره. 

- عقاب الأعمال: عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أعان ظالماً على مظلوم لم يزل الله عليه ساخطاً حتى ينزع من معونته.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة. 

من الخصال المحرمة والمكروهة
- الكافي: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أصول الكفر ثلاثة: الحرص والإستكبار والحسد...الحديث.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أركان
 
 
 
 
 
 
136


 
 

130

الفصل الثالث: تهذيب النفس

الكفر أربعة: الرغبة والرهبة والسخط والغضب.
 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أول ما عصي الله به ستة: حب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النوم، وحب الراحة، وحب النساء.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث من كُنّ فيه كان منافقاً وإن صام وصلَّى وزعم أنه مسلم: من إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، إن الله عز وجل قال في كتابه: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ" وقال: "أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" وفي قوله: "واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا".

- الكافي: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبركم بشرار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: شرار رجالكم البهّات الجريء الفحاش الآكل وحده، والمانع رفده، والضارب عبده، والملجىء عياله إلى غيره.

- الكافي: عن يزيد الصائغ، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: رجل على هذا الأمر إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان، ما منزلته؟ قال: هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس فقال: ألا أخبركم بشراركم قالوا: بلى يا رسول الله، فقال:
 
 
 
137

 

131

الفصل الثالث: تهذيب النفس

الذي يمنع رفده، ويضرب عبده، ويتزود وحده، فظنوا أن الله لم يخلق خلقاً هو شر من هذا، ثم قال: ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره، فظنوا أن الله لم يخلق خلقاً هو شر من هذا، ثم قال: ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك؟ قالوا: بلى، قال: المتفحش اللعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم، وإذا ذكروه لعنوه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبركم بأبعدكم مني شبهاً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: الفاحش المتفحش البذيء البخيل المختال الحقود الحسود القاسي القلب البعيد من كل خير يرجى، غير المأمون من كل شر يتقى.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خمسة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والتارك لسُنّتي، والمكذب بقدر الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمستأثر بالفيء المستحل له.

- الكافي: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق، والغلو، والشك، والشبهة. والفسق على أربع شعب: على الجفاء، والعمى، والغفلة، والعتو. والغلو على أربع شعب: على التعمق بالرأي، والتنازع فيه، والزيغ، والشقاق. والشك على أربع شعب: على المِرْية، والهوى، والتردد، والإستسلام. والشبهة على
 
 
 
 
 
 
138

 
 

 


132

الفصل الثالث: تهذيب النفس

 أربع شعب: إعجاب بالزينة، وتسويل النفس، وتأوّل العوج، ولبس الحق بالباطل. والنفاق على أربع دعائم: على الهوى، والهوينا، والحفيظة، والطمع. والهوى على أربع شعب، على البغي، والعدوان، والشهوة، والطغيان. والهوينا على أربع شعب: على الغرة، والأمل، والهينة، والمماطلة. والحفيظة على أربع شعب: على الكبر، والفخر، والحمية، والعصبية، والطمع على أربع شعب: الفرح، والمرح، واللجاجة، والتكاثر...الحديث.
 
- الكافي: عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إن المنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، إذا قام إلى الصلاة اعترض، قلت: يا ابن رسول الله وما الإعتراض؟ قال: الإلتفات، وإذا ركع ربض، يمسي وهمه العشاء وهو مفطر، ويصبح وهمه النوم ولم يسهر، إن حدّثك كذبك، وإن ائتمنته خانك، وإن غبت إغتابك، وإن وعدك أخلفك.
- مكارم الأخلاق: عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصية طويلة قال: سيأتي أقوام يأكلون طيب الطعام وألوانها، ويركبون الدواب ويتزينون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرّجون تبرّج النساء وزينتهن مثل زي الملوك الجبابرة، هم منافقو هذه الأمة في آخر الزمان، شاربون بالقهوات1، لاعبون بالكعاب، راكبون الشهوات، تاركون الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرطون في الغدوات،


1- فيه ذم شرب القهوة إلا أنّ القهوة من أسماء الخمر. فتدبر منه قده. 
 
 
 
 
139
 

133

الفصل الثالث: تهذيب النفس

يقول الله تعالى: "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا".

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي خلق الله عز وجل الجنة لبِنَتَيْن: لبِنَة من ذهب، ولبنة من فضة- إلى أن قال:- فقال الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر، ولا نمّام، ولا ديوث، ولا شرطي، ولا مخنث، ولا نباش، ولا عشّار، ولا قاطع رحم، ولا قدري. يا علي، كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة: القتّات، والساحر، والديوث، والناكح المرأة حراماً في دبرها، وناكح البهيمة، ومن نكح ذات محرم، والساعي في الفتنة، وبائع السلاح من أهل الحرب، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة فمات ولم يحج- إلى أن قال-: يا علي تسعة أشياء تورث النسيان: أكل التفاح الحامض، وأكل الكزبرة، والجبن، وسؤر الفأر، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة، والحجامة في النقرة، والبول في الماء الراكد.

- الفقيه: وقال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: من لم يبالِ ما قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان، ومن لم يبالِ أن يراه الناس نسياً1 فهو شرك شيطان، ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان... الحديث 


1- في نسخة: منسيئاً.
 
 
 
140

134

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- الفقيه: وخطب أمير المؤمنين عليه السلام في عيد الفطر- إلى أن قال: أطيعوا الله في ما نهاكم عنه من قذف المحصنة، وإتيان الفاحشة، وشرب الخمر، وبخس المكيال، وشهادة الزور، والفرار من الزحف.

- الفقيه: عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة، ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة، وكره المنّ في الصدقة، وكره الضحك بين القبور، وكره التطلع في الدور، وكره النظر إلى فروج النساء، وقال: يورث العمى. وكره الكلام عند الجماع وقال: يورث الخرس، وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر، وقال: في الأنهار عُمّار وسكان من الملائكة. وكره دخول الحمام إلا بمئزر، وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة حتى تنقضي الصلاة، وكره ركوب البحر في هيجانه، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر، وقال: من نام على سطح ليس بمحجر فقد برئت منه الذمة. وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره للرجل أن يغشى امرأته
 
 
 
141

135

الفصل الثالث: تهذيب النفس

وهي حائض، فإن غشيها وخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه. وكره أن يغشى الرجل امرأته وقد احتلم حتى يغتسل من إحتلامه الذي رأى، فإن فعل وخرج الرجل مجنوناً فلا يلومن إلا نفسه. وكره أن يكلم الرجل مجذوماً إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع. وقال: فُرّ من المجذوم فرارك من الأسد. وكره البول على شط نهر جار، وكره أن يُحْدِث الرجل تحت شجرة مثمرة قد أينعت، أو نخلة قد أينعت - يعني أثمرت - وكره أن ينتعل الرجل وهو قائم، وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار، وكره النفخ في الصلاة.

- معاني الأخبار: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم...

- معاني الأخبار: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أخبرني جبرئيل أن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام، وما يجدها عاق، ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جارّ إزاره خيلاء، ولا فتان، ولا منان، ولا جعظري، قلت: وما الجعظري؟ قال: الذي لا يشبع من الدنيا.

وفي حديث آخر: ولا حيوف وهو النباش، ولا زنوق وهو المخنث، ولا جراض1 ولا جعظري، وهو الذي لا يشبع من الدنيا.

- الخصال: عن سعيد بن علاقة، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر، والبول في الحمام يورث الفقر، والأكل على الجنابة يورث الفقر، والتخلل
 
 
 

 
1- في نسخة: جواض. 
 
 
 
 
 
 
142
 
 

136

الفصل الثالث: تهذيب النفس

بالطرفاء يورث الفقر، والتمشط من قيام يورث الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر، واليمين الفاجرة تورث الفقر، والزنا يورث الفقر، وإظهار الحرص يورث الفقر، والنوم بين العشاءين يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر، وإعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الإستماع إلى الغناء يورث الفقر، وردّ السائل الذكر بالليل يورث الفقر، وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر، وقطيعة الرحم تورث الفقر، ثم قال عليه السلام: ألا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق، والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق، وصلة الرحم تزيد في الرزق، وكسح الفناء يزيد في الرزق، ومواساة الأخ في الله عز وجل يزيد في الرزق، والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق، والإستغفار يزيد في الرزق، وإستعمال الأمانة يزيد في الرزق وقول الحق يزيد في الرزق، وإجابة المؤذن تزيد في الرزق، وترك الكلام على الخلاء يزيد في الرزق، وترك الحرص يزيد في الرزق، وشكر المنعم يزيد في الرزق، وإجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق، والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق، وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق، ومن سبّح الله كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عنه سبعين نوعاً من البلاء أيسرها الفقر.
 
 
 
 
 
 
 
143
 

 

 

137

الفصل الثالث: تهذيب النفس

- تفسير القمي: عن إبن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في حجة الوداع: إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة، وإتباع الشهوات، والميل مع الأهواء وتعظيم المال، وبيع الدنيا بالدين، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره. ثم قال: إن عندها يكون المنكر معروفاً، والمعروف منكراً، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويصدَّق الكاذب، ويكذّب الصادق. ثم قال: فعندها إمارة النساء ومشاورة الإماء، وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب ظرفاً، والزكاة مغرماً، والفيء مغنماً، ويجفو الرجل والديه ويبرّ صديقه. ثم قال: فعندها يكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، ويشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ويركبن ذوات الفروج السروج فعليهم من أمتي لعنة الله، ثم قال: إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البِيَع والكنائس، وتحلّى المصاحف، وتطول المنارات، وتكثر الصفوف والقلوب متباغضة، والألسن مختلفة، ثم قال: فعند ذلك تحلّى ذكور أمتي بالذهب، ويلبسون الحرير والديباج، ويتخذون جلود النمر صفافاً. ثم قال: فعندها يظهر الربا، ويتعاملون بالغيبة والرشا، ويوضع الدين وترفع الدنيا. ثم قال: وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضر الله شيئاً. ثم
 
 
 
 
 
144
 
 

 

138

الفصل الثالث: تهذيب النفس

قال: وعندها تظهر القينات والمعازف، وتليهم شرار أمتي. ثم قال: وعندها حج أغنياء أمتي للنزهة، ويحج أوساطها للتجارة ويحج فقراؤهم للرياء، والسمعة، فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله فيتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله، ويكثر أولاد الزنا، يتغنّون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا. ثم قال: وذلك إذا انتهكت المحارم، وإكتسب المآثم، وتسلط الأشرار على الأخيار، ويفشو الكذب، وتظهر الحاجة، وتفشو الفاقة، ويتباهون في الناس، ويستحسنون الكوبة والمعازف، وينكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- إلى أن قال-: فأولئك يدعون في ملكوت السماء الأرجاس الأنجاس...الحديث.

- مستطرفات السرائر: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ستة لا تكون في المؤمن: العسر، والنكد، واللجاجة، والكذب، والحسد، والبغي.

أقول: المراد المؤمن الكامل الإيمان أو هو نفي بمعنى النهي.

وجوب إجتناب المحارم
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث: عين سهرت في سبيل الله، وعين فاضت من خشية الله، وعين غضّت عن محارم الله.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أشد ما فرض الله
 
 
 
 
 
 
145

 
 

139

الفصل الثالث: تهذيب النفس

على خلقه ذكر الله كثيراً. ثم قال: لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن كان منه، ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرّم، فإن كان طاعة عمل لها وإن كان معصية تركها.

- الكافي: عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا" قال: أما والله إن كانت أعمالهم أشد بياضاً من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ترك معصية لله مخافة الله تبارك وتعالى أرضاه يوم القيامة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى أصحابه قال: وإياكم ان تشره أنفسكم إلى شيء حرم الله عليكم، فإن من إنتهك ما حرم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين- إلى أن قال-: وإياكم والإصرار على شيء مما حرم الله في القرآن ظهره وبطنه وقد قال: "ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون".

- الكافي: عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تبارك وتعالى لإبن آدم إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تنظر، وإن نازعك لسانك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تتكلم،
 
 
 
 
 
 
146

 
 

 


140

الفصل الثالث: تهذيب النفس

وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فاطبق ولا تأت حراماً.

- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي ثلاث لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر الله على كل حال، وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف الله عز وجل عنده وتركه.

- عيون الأخبار: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تزال أمتي بخير ما تحابّوا وتهادوا وأدوا الأمانة وإجتنبوا الحرام، وقروا الضيف، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، فإذا لم يفعلوا ذلك إبتلوا بالقحط والسنين.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام: ما إبتلُي المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها قيل: وما هي؟ قال: المواساة في ذات يده، والإنصاف من نفسه، وذكر الله كثيراً، أما إني لا أقول لكم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولكن ذكر الله عند ما أحل له وعند ما حرم عليه.

- معاني الأخبار: عن حسين البزاز قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: الا أحدثك بأشد ما فرض الله عز وجل على خلقه؟ قلت: بلى، قال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساتك لأخيك، وذكر الله 
 
 
 
 
 
147

 

141

الفصل الثالث: تهذيب النفس

في كل موطن، أما إني لا أقول: سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى لها منهم بشيء إلا رضيت لهم منها بمثله، ومواساتك الأخ في المال، وذكر الله على كل حال، ليس سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقط، ولكن إذا ورد عليك شيء أمر الله به أخذت به، وإذا ورد عليك شيء نهى عنه تركته.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال: "لا إله إلا الله" مخلصاً دخل الجنة، وإخلاصه أن يحجزه "لا إله إلا الله" عما حرم الله.

- معاني الأخبار: عن الصادق عن آبائه عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أشد ما عمل العباد إنصاف المرء من نفسه، ومواساة المرء أخاه، وذكر الله على كل حال، قال: قلت: أصلحك الله وما وجه ذكر الله على
 
 
 
148

 
 

142

الفصل الثالث: تهذيب النفس

كل حال؟ قال: يذكر الله عند المعصية يهمّ بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية، وهو قول الله: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ".

- أمالي الصدوق: عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: من أقام فرائض الله، واجتنب محارم الله، وأحسن الولاية لأهل بيتي وتبرأ من أعداء الله فليدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء.

- كتاب الزهد: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: من عمل بما إفترض الله عليه فهو من خير الناس، ومن إجتنب ما حرم الله عليه فهو من أعبد الناس، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.

- كتاب الزهد: عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إحذروا سطوات الله بالليل والنهار، فقلت وما سطوات الله؟ قال: أخذه على المعاصي.

إجتناب الخطايا والذنوب
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب، وذلك قول الله عز وجل في كتابه: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" قال: ثم قال: وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: 
 
 
 
 
 
 
 
149

 
 
 

143

الفصل الثالث: تهذيب النفس

"فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ" فقال: ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيّرهم إلى النار.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: الذنوب كلها شديدة، وأشدها ما نبت عليه اللحم والدم لأنه إما مرحوم، وإما معذب، والجنة لا يدخلها إلا طيب.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام، وإنه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن.

- الكافي: عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تبدين عن واضحة وقد عملت الأعمال الفاضحة، ولا تأمن البيات وقد عملت السيئات.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق.

- الكافي: عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: 
 
 
 
 
 
 
150


 
 

 


144

الفصل الثالث: تهذيب النفس

سمعته يقول: إن الذنب يحرم العبد الرزق.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الآية: "إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ".

- الكافي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب إنمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تقضِ حاجته واحرمه فإنه تعرض لسخطي، واستوجب الحرمان مني.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من همّ بالسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك وتعالى فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبداً.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من عبد إلا وفي قلبه
 
 
 
151

 
 

145

الفصل الثالث: تهذيب النفس

نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرٍ أبداً، وهو قول الله عز وجل: "بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ".

- الكافي: عن أبي عمرو المدايني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: كان أبي يقول: إن الله قضى قضاء حتماً لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة.

- الكافي: عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فسلبها إياه حتى يذنب ذنباً يستحق بذلك السلب.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن أحدكم ليكثر الخوف من السلطان، وما ذلك إلا بالذنوب فتوقّوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها.

- الكافي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب، ولا خوف أشد من الموت، وكفى بما سلف تفكراً، وكفى بالموت واعظاً.

- الكافي: عن العباس بن هلال الشامي قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كل ما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون،
 
 
 
 
 
 
152

 
 

146

الفصل الثالث: تهذيب النفس

أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.

- عقاب الأعمال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار وهو باكٍ.

- علل الشرائع: عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا مفضل إياك والذنوب وحذّرها شيعتنا، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم، إن أحدكم لتصيبه المعرَّة من السلطان وما ذاك إلا بذنوبه، وإنه ليصيبه السقم وما ذلك إلا بذنوبه وإنه ليحبس عنه الرزق وما هو إلا بذنوبه، وإنه ليشدد عليه عند الموت وما ذاك إلا بذنوبه حتى يقول من حضره: لقد غم بالموت، فلما رأى ما قد دخلني قال: أتدري لِمَ ذاك؟ قلت: لا، قال: ذاك والله إنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة، وعجلت لكم في الدنيا.

وجوب إجتناب المعاصي
- الكافي: عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل والنهار، قلت: وما سطوات الله؟ قال: الأخذ على المعاصي.

- الكافي: عن أبي الحسن عليه السلام قال: حق على الله أن لا يعصى في دار إلا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

- الكافي: عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل بعث نبياً من أنبيائه إلى قومه وأوحى
 
 
 
 
 
153

 
 

147

الفصل الثالث: تهذيب النفس

إليه أن: قل لقومك إنه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، وقل لهم: إن رحمتي سبقت غضبي، فلا تقنطوا من رحمتي فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره. وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي، ولا يستخفوا بأوليائي فإن لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي.

- الكافي: عن الرضا عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الورى.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقول الله عز وجل: إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني.

- الكافي: عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن لله عز وجل في كل يوم وليلة مناد ينادي مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتع، وصبية رضع، وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب صباً ترضون به رضاً.

- الفقيه: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله جل جلاله: أيما عبد
 
 
 
154

 

148

الفصل الثالث: تهذيب النفس

أطاعني لم أكِلْه إلى غيري، وأيما عبد عصاني وَكَلته إلى نفسه ثم لم أبالِ في أي واد هلك.

- الفقيه: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من خلقي من لا يعرفني.

- أمالي الصدوق: عن ابن أبي عمير، عمن سمع أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: ما أحب الله من عصاه ثم تمثل:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه    هذا محال في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته     إن المحب لمن يحب مطيع

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لو لم يتوعّد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكراً لنعمه.

- نهج البلاغة: وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من العصمة تعذّر المعاصي.

- نهج البلاغة: وقال عليه السلام في بعض الأعياد: إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد.

إجتناب اللذات المحرمة
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين
 
 
 
 
 
155

 
 

149

الفصل الثالث: تهذيب النفس

عليه السلام: ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة، وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً، والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً.

- الخصال: عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعدٍ لم يره.

إجتناب صغائر الذنوب
- الكافي: عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر، قلت: وما المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك.

- الكافي: عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلوا قليل الذنوب فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً، وخافوا الله في السر حتى تعطوا من أنفسكم النَصَف.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: إيتوا بحطب فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فليأتِ كل إنسان بما قدر عليه فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات
 
 
 
 
 
156

 


 
 

150

الفصل الثالث: تهذيب النفس

من الذنوب، فإن لكل شيء طالباً، ألا وإن طالبها يكتب "مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ".

- الكافي: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالباً، يقول أحدكم: أذنب وأستغفر، إن الله عز وجل يقول: "وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ" وقال عز وجل: "إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ".

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يصغر ما ينفع يوم القيامة، ولا يصغر ما يضر يوم القيامة، فكونوا في ما أخبركم الله عز وجل كمن عاين.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أشد الذنوب ما استهان به صاحبه.

- وقال عليه السلام أشد الذنوب ما استخف به صاحبه.

- الفقيه: عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليه السلام - في حديث المناهي- إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تحقروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم، ولا تستكثروا شيئاً من الخير وإن كثر في أعينكم، فإنه لا كبير مع الإستغفار ولا صغير مع الإصرار.

- علل الشرائع: عن محمد بن علي عليه السلام أنه قال لمحمد
 
 
 
157

 

151

الفصل الثالث: تهذيب النفس

 بن مسلم - في حديث: - لا تستصغرنّ حسنة ان تعملها، فإنك تراها حيث يسرك، ولا تستصغرن سيئة تعملها فإنك تراها حيث تسؤوك...الحديث.

- الخصال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا.

- إرشاد القلوب قال: قال عليه السلام: إياكم ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً، وإنها لتجتمع على المرء حتى تهلكه.

- كنز الفوائد قال: روي عن أحد الأئمة عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله كتم ثلاثة في ثلاثة: كتم رضاه في طاعته، وكتم سخطه في معصيته، وكتم وليه في خلقه، فلا يستخفن أحدكم شيئاً من الطاعات، فإنه لا يدري في أيها رضى الله، ولا يستقلن أحدكم شيئاً من المعاصي فإنه لا يدري في أيها سخط الله، ولا يزريَنّ أحدكم بأحد من خلق الله فإنه لا يدري أيهم ولي الله.

- قال: ومن كلامه صلى الله عليه وآله وسلم: لا تنظروا إلى صغير الذنب ولكن انظروا إلى ما اجترأتم.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من همّ بالسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك أبداً.

مما عفي عنه
 
 
 
158
 
 

152

الفصل الثالث: تهذيب النفس

– التوحيد: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلوة ما لم ينطقوا بشفة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رفع عن أمتي أربع خصال: خطاؤها ونسيانها وما أكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك قول الله عز وجل: "رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ" وقوله: "إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ".

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وضع عن أمتي تسع خصال: الخطأ، والنسيان، وما لا يعلمون وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، وما استكرهوا عليه، والطيرة، والوسوسة في التفكر في الخلق، والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد.
 
 
 
 
 
 
159



 
 
 
 
 
 

153

الفصل الرابع: التوبة

مخالفة القول للعمل
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن من أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره.

- الكافي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في قول الله عز وجل:"فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ" فقال: يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.

- الكافي: عن خيثمة قال: قال لي جعفر عليه السلام: أبلغ شيعتنا أنه لن ينال ما عند الله إلا بعمل، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم يخالفه إلى غيره.

تحريم كفران نعمة الله
- الكافي: عن سدير قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن
 
 
 
 
 
161
 

154

الفصل الرابع: التوبة

قول الله عز وجل: "قَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ" الآية، فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضها إلى بعض، وأنهار جارية، وأموال ظاهرة، فكفروا نِعَم الله وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغيرّ الله ما بهم من نعمة الله، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم، وذهب بأموالهم، وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل، ثم قال: "ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ".

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مكتوب في التوراة: أشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك، فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، الشكر زيادة في النِعَم، وأمان من الغير.

وجوب إجتناب الكبائر
- الكافي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" قال: معرفة الإمام، وإجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا" قال: الكبائر التي أوجب الله عز وجل عليها النار.
 
 
 
 
 
 
162

 
 

155

الفصل الرابع: التوبة

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما من عبد إلا وعليه أربعون جُنّة حتى يعمل أربعين كبيرة، فإذا عمل أربعين كبيرة إنكشفت عنه الجنن...الحديث.

- الفقيه: عن الصادق عليه السلام: من اجتنب الكبائر يغفر الله جميع ذنوبه، وذلك قول الله عز وجل: "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا".

- ثواب الأعمال: عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل: "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُم" قال: من اجتنب الكبائر ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمناً كفّر الله عنه سيئاته.

- عقاب الأعمال: عن عباد بن كثير النوا قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الكبائر، فقال: كل ما أوعد الله عليه النار.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: قد سمّى الله المؤمنين بالعمل الصالح مؤمنين، ولم يسمّ من ركب الكبائر وما وعد الله عز وجل عليه النار مؤمنين في قرآن ولا أثر، ولا نسمهم بالإيمان بعد ذلك الفعل.

- صفات الشيعة: عن الرضا عليه السلام قال: من أقر بالتوحيد ونفى التشبيه - إلى أن قال -: وأقر بالرجعة باليقين واجتنب الكبائر فهو مؤمن حقاً وهو من شيعتنا أهل البيت.
 
 
 
163

 

156

الفصل الرابع: التوبة

- مستطرفات السرائر: عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أرأيت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزني الزاني وهو مؤمن، قال ينزع منه روح الإيمان... الحديث.

الكبائر التي يجب إجتنابها
- الكافي: عن ابن محبوب قال: كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الكبائر كم هي؟ وما هي؟ فكتب: الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفّر عنه سيئاته إذا كان مؤمناً، والسبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.

- الكافي: عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: حدثني أبو جعفر الثاني عليه السلام قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر عليه السلام يقول: دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد الله عليه السلام فلما سلم وجلس تلا هذه الآية: "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ" ثم أمسك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام ما أسكتك؟ قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل، فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك بالله يقول الله: "مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ" وبعده الإياس من روح الله لأن الله عز وجل يقول: "إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ
 
 
 
 
 
164

 
 


157

الفصل الرابع: التوبة

 الْكَافِرُونَ" ثم الأمن من مكر الله لأن الله عز وجل يقول: "فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون" ومنها عقوق الوالدين لأن الله سبحانه جعل العاق جباراً شقياً، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق لأن الله عز وجل يقول: "فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا" إلى آخر الآية، وقذف المحصنة لأن الله عز وجل يقول: "لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" وأكل مال اليتيم لأن الله عز وجل يقول: "إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" والفرار من الزحف لأن الله عز وجل يقول: " وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" وأكل الربا لأن الله عز وجل يقول: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" والسحر لأن الله عز وجل يقول: "وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ" والزنا لأن الله عز وجل يقول: "وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا" واليمين الغموس الفاجرة لأن الله عز وجل يقول: "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ" والغلول لأن الله عز وجل يقول: "وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" ومنع الزكاة المفروضة لأن الله عز وجل يقول: "فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ"
 
 
 
 
 
 
165
 
 
 
 
 

 


158

الفصل الرابع: التوبة

وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأن الله عز وجل يقول: "وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ" وشرب الخمر لأن الله عز وجل نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان، وترك الصلاة متعمداً أو شيئاً مما فرض الله عز وجل لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من ترك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ونقض العهد، وقطيعة الرحم لأن الله عز وجل يقول: "لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه، ونازعكم في الفضل والعلم.

- الكافي: عن الأصبغ بن نباته قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إن ناساً زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن، فقال أمير المؤمنين عليه السلام صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: والدليل كتاب الله- وذكر الحديث إلى أن قال:- وقد تأتي عليه حالات فيهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة ويزين له روح الشهوة، وتقوده روح البدن حتى يواقع الخطيئة فإذا لامسها نقص من الإيمان وتفصّى منه فليس يعود فيه حتى يتوب، فإذا تاب تاب الله عليه، وإن عاد أدخله نار جهنم.

- الكافي: عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
 
 
 
 
 
166

 
 

159

الفصل الرابع: التوبة

عن الكبائر؟ فقال: هنّ في كتاب علي عليه السلام سبع: الكفر بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة، وأكل مال اليتيم ظلماً، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، قال: فقلت: هذا أكبر المعاصي؟ فقال: نعم، قلت: فأكل الدرهم من مال اليتيم ظلماً أكبر أم ترك الصلاة؟ قال: ترك الصلاة، قلت: فما عددت ترك الصلاة في الكبائر، قال: أي شيء أول ما قلت لك؟ قلت: الكفر، قال: فإن تارك الصلاة كافر- يعني من غير علة -.
 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في القنوت في الوتر- إلى أن قال: - واستغفر لذنبك العظيم ثم قال: كل ذنب عظيم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكبائر سبع: قتل المؤمن متعمداً، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، وأكل مال اليتيم ظلماً، وأكل الربا بعد البينة، وكل ما أوجب الله عليه النار.

- الكافي: عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن من الكبائر عقوق الوالدين، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله.

- الكافي قال: وقد روي: أكبر الكبائر الشرك بالله.

- الكافي: عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من زنى خرج من الإيمان، ومن شرب الخمر خرج من الإيمان،
 
 
 
167

 

160

الفصل الرابع: التوبة

ومن أفطر يوماً من شهر رمضان متعمداً خرج من الإيمان.

- الكافي: عن محمد بن عبدة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لا يزني الزاني وهو مؤمن؟ قال: لا إذا كان على بطنها سلب الإيمان، فإذا قام رُدَّ إليه، فإذا عاد سلب، قلت: فإنه يريد أن يعود، فقال: ما أكثر من يريد أن يعود فلا يعود إليه أبداً.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ" فقال: الفواحش الزنا والسرقة، واللمم الرجل يلمّ بالذنب فيستغفر الله منه...الحديث.

- الكافي: عن داود قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا زنى الرجل فارقه روح الإيمان، قال: فقال هو مثل قول الله عز وجل:"وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ" ثم قال: غير هذا أبين منه، ذلك قول الله عز وجل: "أَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ" هو الذي فارقه.

- الكافي: عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الكبائر القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، وقتل النفس التي حرَّم الله، وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم ظلماً، وأكل الربا بعد البينة، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار بعد الزحف...الحديث.
 
 
 
 
 
168

 
 

161

الفصل الرابع: التوبة

- الكافي: عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله: إذا زنى الرجل فارقه روح الإيمان، قال: هو قوله: "وأيدهم بروح منه" ذاك الذي يفارقه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها، فإذا نزل عاد الإيمان، قال قلت: أرأيت إن همّ، قال: لا، أرأيت إن همّ أن يسرق أتقطع يده؟!.

- الكافي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الكبائر سبعة، منها قتل النفس متعمداً، والشرك بالله العظيم، وقذف المحصنة، وأكل الربا بعد البيّنة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم ظلماً، قال: والتعرّب والشرك واحد.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: والذي إذا دعاه أبوه لعن أباه، والذي إذا أجابه ابنه يضربه.

- الكافي: محمد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: الكبائر تُخرج من الإيمان؟ فقال: نعم وما دون الكبائر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن.

- التهذيب: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أكبر الكبائر سبع: الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل
 
 
 
 
 
169

 
 

162

الفصل الرابع: التوبة

أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وإنكار ما أنزل الله عز وجل...الحديث.

- مسائل علي بن جعفر: عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: سألته عن الكبائر التي قال الله عز وجل: "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ"؟ قال: التي أوجب الله عليها النار.

- الفقيه: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الكبائر سبع فينا أنزلت، ومنا استحلّت، فأولها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرّم الله، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، وإنكار حقنا...الحديث.

- الفقيه قال: وروي: أن الحيف في الوصية من الكبائر.

- الفقيه: عن عباد بن كثير النوا قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الكبائر، فقال: كل ما أوعد الله عليه النار.

- الفقيه: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياء عليه السلام من الكبائر.

- الفقيه: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوء مقعده من النار.

- علل الشرائع: عن أبي عبد الله عليه السلام قال وجدنا في كتاب علي عليه السلام الكبائر خمسة: الشرك، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البيّنة، والفرار من الزحف، والتعرّب بعد الهجرة.
 
 
 
 
170
 
 
 
 

163

الفصل الرابع: التوبة

- عقاب الأعمال: عن عبيد بن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الكبائر، فقال: هنّ خمس، وهنّ مما أوجب الله عليهنّ النار، قال الله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ" وقال: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ" إلى آخر الآية وقال عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا" إلى آخر الآية، ورمي المحصنات الغافلات المؤمنات، وقتل مؤمن متعمداً على دينه.
- علل الشرائع: عن محمد بن علي عن آبائه، عن الصادق عليه السلام قال: عقوق الوالدين من الكبائر لأن الله جعل العاق عصياً شقياً.

- علل الشرائع: قال: وقتل النفس من الكبائر، لأن الله يقول: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

- علل الشرائع: قال: وقذف المحصنات من الكبائر، لأن الله يقول: "لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

- ثواب الأعمال: عن أحمد بن عمر الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا
 
 
 
 
171
 

 
 

164

الفصل الرابع: التوبة

تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ" قال: من إجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمناً كفّر عنه سيئاته وأدخله مدخلاً كريماً، والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.

- عيون الأخبار: عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون قال: الإيمان هو أداء الأمانة، وإجتناب جميع الكبائر، وهو معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان- إلى أن قال:- وإجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله تعالى، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلماً، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة، وأكل الربا بعد البينة، والسحت، والميسر وهو القمار، والبخس في المكيال والميزان، وقذف المحصنات، والزنا، واللواط، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، ومعونة الظالمين، والركون إليهم، واليمين الغموس، وحبس الحقوق من غير عسر، والكذب والكبر، والإسراف والتبذير، والخيانة، والإستخفاف بالحج، والمحاربة لأولياء الله، والإشتغال بالملاهي، والإصرار على الذنوب.

- الخصال: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إجتنبوا
 
 
 
 
 
172
 
 
 
 
 
172

 
 

165

الفصل الرابع: التوبة

السبع الموبقات، قيل: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

- الخصال: عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما لنا نشهد على من خالفنا بالكفر؟ وما لنا لا نشهد لأنفسنا ولأصحابنا أنهم في الجنة؟ فقال: من ضعفكم إن لم يكن فيكم شيء من الكبائر فاشهدوا أنكم في الجنة، قلت: فأي شيء الكبائر؟ قال: أكبر الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلماً، والربا بعد البينة، وقتل المؤمن، فقلت له: الزنا والسرقة فقال: ليسا من ذلك.

قال الصدوق: الأخبار في الكبائر ليست مختلفة، لأن كل ذنب بعد الشرك كبير بالنسبة إلى ما هو أصغر منه، وكل كبير صغير بالنسبة إلى الشرك بالله.

- الخصال: عن جعفر بن محمد عليه السلام - في حديث شرائع الدين- قال: والكبائر محرمة، وهي الشرك بالله، وقتل النفس التي حرَّم الله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلماً، وأكل الربا بعد البينة، وقذف المحصنات، وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ 
 
 
 
 
173
 

166

الفصل الرابع: التوبة

لغير الله به من غير ضرورة، وأكل السحت، والبخس في الميزان والمكيال والميسر، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، وترك معاونة المظلومين، والركون إلى الظالمين، واليمين الغموس، وحبس الحقوق من غير عسر، وإستعمال التكبّر، والتجبر، والكذب، والإسراف والتبذير، والخيانة، والإستخفاف بالحج، والمحاربة لأولياء الله، والملاهي التي تصد عن ذكر الله عز وجل مكروهة1 كالغناء وضرب الأوتار، والإصرار على صغائر الذنوب.

- كنز الفوائد: قال صلى الله عليه وآله وسلم: الكبائر تسع أعظمهن الإشراك بالله عز وجل، وقتل النفس المؤمنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وعقوق الوالدين، وإستحلال البيت الحرام، والسحر، فمن لقي الله عز وجل وهو بريء منهن كان معي في جنة مصاريعها الذهب.

وقد نقل الطبرسي في مجمع البيان عن أصحابنا أنهم يقولون بأن: "المعاصي كلها كبائر لكن بعضها أكبر من بعض، وليس في الذنوب صغيرة، وإنما يكون صغيراً بالإضافة إلى ما هو أكبر، ويستحق عليه العقاب أكثر" انتهى، وهذه الأحاديث لا تنافي ذلك وهو ظاهر، وقد تقدم النهي عن إحتقار الذنوب وإن كانت صغيرة.



1- الكراهة في آخره محمولة على التحريم أو على التقية لما يأتي من المؤلف.
 
 
 
 
 
174
 

167

الفصل الرابع: التوبة

التوبة عن فعل الكبائر
- الكافي: عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، الكبائر فما سواها، قال: قلت: دخلت الكبائر في الإستثناء؟ قال: نعم.

- الكافي: عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الكبائر فيها إستثناء أن تغفر لمن يشاء؟ قال: نعم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام، وأسأله أن يصلي على محمد وآله، وأن يتوب عليّ" إلا غفرها الله له، ولا خير فيمن يقارف في يومه أكثر من أربعين كبيرة.

- الفقيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.

- الفقيه: وقال الصادق عليه السلام: شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا، فأما التائبون فإن الله يقول: "مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ".

- الفقيه: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا شفيع أنجح من التوبة.

- الفقيه: وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: "إِنَّ 
 
 
 
 
175
 

168

الفصل الرابع: التوبة

اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء" دخلت الكبائر في مشيئة الله؟ قال: نعم إن شاء عذب عليها، وإن شاء عفا.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا" قال: جزاؤه جهنم إن جازاه.

- معاني الأخبار: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث الإسلام والإيمان - قال: والإيمان من شهد أن لا إله إلا الله - إلى أن قال: - ولم يلقَ الله بذنب أوعد عليه بالنار. قال أبو بصير: جعلت فداك وأيّنا لم يلقَ الله إليه بذنب أوعد الله عليه النار؟ فقال: ليس هو حيث تذهب إنما هو من لم يلقَ الله بذنب أوعد الله عليه النار ولم يتب منه.

- عيون الأخبار: عن سهل بن اليسع قال: سمع الرضا عليه السلام بعض أصحابه يقول: لعن الله من حارب علياً عليه السلام، فقال له: قل إلا من تاب وأصلح، ثم قال: ذنب من تخلف عنه ولم يتب، أعظم من ذنب من قاتله ثم تاب.

- التوحيد: عن محمد بن أبي عمير قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: من إجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر قال الله تعالى: "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ
 
 
 
 
 
 
176

 
 

169

الفصل الرابع: التوبة

عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا" قال: قلت: فالشفاعة لمن تجب؟ فقال، حدثني أبي عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من سبيل، قال ابن أبي عمير: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول: "وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى" ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى؟ فقال: يا أبا أحمد ما من مؤمن يذنب ذنباً إلا ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كفى بالندم توبة، وقال: من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة- إلى أن قال: - قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا كبير مع الإستغفار، ولا صغير مع الإصرار...الحديث.
 
- التوحيد: عن إبراهيم بن العباس قال: كنت في مجلس الرضا عليه السلام فتذاكرنا الكبائر وقول المعتزلة فيها: إنها لا تغفر، فقال الرضا عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام: قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة، قال الله عز وجل: "وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ"...الحديث.

- أمالي الطوسي: عن جندب الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن رجلاً قال يوماً: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي تألّى على أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان،
 
 
 
 
 
177

 

 
 

170

الفصل الرابع: التوبة

وأحبطت عمل الثاني بقوله: لا يغفر الله لفلان.

- تفسير القمي: عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: "وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء" دخلت الكبائر في الإستثناء؟ قال: نعم. 

الإصرار على الذنب 
- الكافي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا والله لا يقبل الله شيئاً من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من علامات الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار على الذنب.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الإستغفار.

- الكافي: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: "وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون" قال: الإصرار أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله ولا يحدث نفسه بالتوبة فذلك الإصرار.

- عقاب الأعمال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار وهو باك.
 
 
 
178
 

171

الفصل الرابع: التوبة

إصلاح النفس عند ميلها إلى الشر
- الكافي: عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال لي: إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه يحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه، تسبح في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً، وتربحوا نفيساً ثميناً، رحم الله امرءاً همَّ بخيرٍ فعمله، أو همَّ بشرٍ فارتدع عنه، ثم قال: نحن نريد الروح بالطاعة لله والعمل له.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: أقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك، واسعَ في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك، فإن نفسك رهينة بعملك.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كانت الفقهاء والعلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت همته آخرته كفاه الله همه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له دنياه.
 
 
 
 
 
 
179

 

 

172

الفصل الرابع: التوبة

- وقال عليه السلام: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لدينه كفاه الله دنياه، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس.

- المحاسن: عن علي عليه السلام قال: من أصلح في ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

إعتراف المذنب لله بالذنوب 
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: والله ما ينجو من الذنب إلا من أقرّ به قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: كفى بالندم توبة.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا والله ما أراد الله من الناس إلا خصلتين: أن يقروا له بالنعم فيزيدهم، وبالذنوب فيغفرها لهم.

- الكافي: عن معاوية بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنه والله ما خرج عبد من ذنب بإصرار، وما خرج عبد من ذنب إلا بإقرار.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أذنب ذنباً فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، غفر له وإن لم يستغفر.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم، ويبغض العبد أن يستخف بالجرم
 
 
 
 
 
 
180

 

173

الفصل الرابع: التوبة

اليسير.

- أمالي الصدوق:، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عليه السلام قال: قال الله عز وجل: من أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً وهو لا يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبداً، ومن أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً وهو يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه عفوت عنه. 

- أمالي الصدوق: عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: لقد غفر الله لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال: اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا، وأن تغفر لي فأهل ذلك أنت، فغفر الله له. 

- المحاسن: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال الله عز وجل: من أذنب ذنباً فعلم أنّ لي أن أُعذبه وأنّ لي أن أعفو عنه عفوت عنه. 

الندم على الذنوب
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.

- الكافي: عن عمرو بن عثمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الرجل ليذنب الذنب فيدخله الله به الجنة، قلت: يدخله الله بالذنب الجنة؟ قال: نعم إنه يذنب فلا يزال خائفاً ماقتاً لنفسه فيرحمه الله فيدخله الجنة.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين
 
 
 
 
 
181

 
 

174

الفصل الرابع: التوبة

عليه السلام: إن الندم على الشر يدعو إلى تركه.

- الكافي: عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من عبد أذنب ذنباً فندم عليه، إلا غفر الله له قبل أن يستغفر، وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن يحمده.

- الفقيه: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الندامة توبة.

- الخصال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: كفى بالندم توبة.

- المحاسن عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: أربع من كن فيه كمل إيمانه، ومحصت عنه ذنوبه: من وفى لله بما جعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيح عند الله وعند الناس، ويحسن خلقه مع أهله.

- أمالي الطوسي: عن الحسين بن سليمان الزاهدي قال: سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول: سمعت وهب بن منبه يقول: قرأت في زبور داود أسطراً منها ما حفظت، ومنها نسيت، فما حفظت قوله: يا داود، إسمع مني ما أقول والحق أقول: من أتاني وهو مستحيي عن المعاصي التي عصاني بها غفرتها له وأنسيتها حافظيه الحديث.

ستر الذنوب 
- الكافي: عن العباس مولى الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول:
 
 
 
 
 
182
 

175

الفصل الرابع: التوبة

المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له.

المبادرة بالإستغفار 
- الكافي: عن فضيل بن عثمان المرادي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربع من كنّ فيه لم يهلك على الله بعدهن إلا هالك: يهمّ العبد بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته، وإن هو عملها كتب الله له عشراً، ويهمّ بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء، وإن هو عملها أُجّل سبع ساعات، وقال: صاحب الحسنات لصاحب السيئات، وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها فإن الله عز وجل يقول: "إن الحسنات يذهبن السيئات"، أو الإستغفار فإن قال: "أستغفر الله الذي لا إله الا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والإكرام وأتوب إليه" لم يكتب عليه شيء، وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة وإستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: أكتب على الشقي المحروم.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عمل سيئة أُجّل فيها سبع ساعات من النهار فإن قال "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" ثلاث مرات لم تكتب عليه. 
 
 
 
 
183

 
 

176

الفصل الرابع: التوبة

- الكافي: عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد إذا أذنب ذنباً أجّل من غدوة إلى الليل، فإن استغفر الله لم تكتب عليه.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجَّله الله سبع ساعات، فإن إستغفر الله لم يكتب عليه شيء، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتب عليه سيئة...الحديث.

- الكافي: عن حفص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من مؤمن يذنب ذنباً إلا أجّله الله سبع ساعات من النهار، فإن هو تاب لم يكتب عليه شيء، وإن هو لم يفعل كتب عليه سيئة، فأتاه عباد البصري فقال له: بلغنا أنك قلت: ما من عبد يذنب ذنباً الا أجّله الله سبع ساعات من النهار، فقال: ليس هكذا قلت، ولكني قلت ما من مؤمن وكذلك كان قولي. 

- أمالي الصدوق: عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم" صعد إبليس جبلاً بمكة يقال له: ثور فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، فقال: لست لها، ثم قام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخناس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنّيهم حتى
 
 
 
 
 
184

 
 

177

الفصل الرابع: التوبة

يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الإستغفار، فقال: أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة.

- أمالي الصدوق: عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن خيار العباد فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوااستغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا إبتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا.

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يقترف في يوم وليلة أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: "أستغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاكرام وأسأله أن يتوب عليّ" إلا غفرها الله له، ثم قال: ولا خير في من يقارف كل يوم وليلة أربعين كبيرة. 

- علل الشرائع: عن أبي عبد الله عليه السلام: إذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً فأذنب ذنباً أتبعه بنقمة ويذكره الإستغفار، وإذا أراد الله عز وجل بعبدٍ شراً فأذنب ذنباً أتبعه بنعمة فينسيه الإستغفار ويتمادى به، وهو قول الله عز وجل: "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" بالنِعَم عند المعاصي. 

- ثواب الأعمال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لكل داء دواء ودواء الذنوب الإستغفار. 

- ثواب الأعمال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: كان 
 
 
 
 
185
 
 

178

الفصل الرابع: التوبة

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإستغفار لكم حصنين حصينين من العذاب، فمضى أكبر الحصنين وبقي الإستغفار فأكثروا منه فإنه ممحاة للذنوب، قال الله عز وجل: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون". 

- ثواب الأعمال: عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام: علمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة، فقال فكتب بخطه أعرفه: أكثر من تلاوة إنا أنزلناه، ورطّب شفتيك بالإستغفار.

- ثواب الأعمال: عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب أستغفر الله. 

- أمالي الطوسي: عن الشعبي قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: العجب ممن يقنط ومعه الممحاة، قيل: وما الممحاة؟ قال: الإستغفار.

- أمالي الطوسي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال: فإذا عمل العبد سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: لا تعجل وأنظره سبع ساعات، فإن مضت سبع ساعات ولم يستغفر، قال: اكتب فما أقل حياء هذا العبد.

- أمالي الطوسي: عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليه السلام 
 
 
 
 
 
186

 
 

179

الفصل الرابع: التوبة

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: تعطروا بالإستغفار لا تفضحنّكم روايح الذنوب.

- المحاسن: عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربع من كنّ فيه كان في نور الله الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله الا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ومن إذا أصابه خيراً قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه. 

التوبة والعزم على ترك العود 
- الكافي: عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحاً أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة، قلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه أكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض أكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب. 

- الكافي: عن أحدهما عليه السلام في قول الله عز وجل: "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف"، قال: الموعظة التوبة.

- الكافي: عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً" قال: هو الذنب الذي لا
 
 
 
187

 
 

180

الفصل الرابع: التوبة

يعود فيه أبداً، قلت: وأيّنا لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب.
 
- الكافي: عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا" قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه، قال محمد بن فضيل: سألت عنها أبا الحسن عليه السلام فقال: يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون.

- الكافي: عن بعض أصحابنا رفعه قال: إن الله أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها: قوله عز وجل "إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" فمن أحبه الله لم يعذبه، وقوله: "فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" وذكر الآيات، وقوله: "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ" الآية.

- الكافي: عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجلٍ أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها. 

أقول: الفرح هنا مجاز وهو ظاهر.
 
 
 
 
188

 
 

181

الفصل الرابع: التوبة

- الكافي: عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها.

- الكافي: عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ.

- ثواب الأعمال: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أوحى الله إلى داود النبي عليه السلام يا داود إن عبدي المؤمن إذا أذنب ذنباً ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيى مني عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين.

- ثواب الأعمال: عن أمير المؤمنين عليه السلام: من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، ونسيت الحفظة ما كانت كتبت عليه.

- ثواب الأعمال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله فضولاً من رزقه ينحله من شاء من خلقه، والله باسط يده عند كل فجر لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له، ويبسط يده عند مغيب الشمس لمذنب النهار هل يتوب فيغفر له. 
 
 
 
189

 
 

182

الفصل الرابع: التوبة

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل "ثم تاب عليهم" قال: هي الإقالة.

- عيون الأخبار: عن الرضا عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مثل المؤمن عند الله تعالى كمثل ملك مقرب وإن المؤمن عند الله لأعظم من ذلك، وليس شيء أحب إلى الله تعالى، من مؤمن تائب ومؤمنة تائبة.

- عيون الأخبار: عن الرضا عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. 

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام: لا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل يزداد في كل يوم إحساناً، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة وأنّى له بالتوبة، والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت.

- مهج الدعوات: عن الرضا، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إعترفوا بنِعَم الله ربكم وتوبوا إلى الله من جميع ذنوبكم، فإن الله يحب الشاكرين من عباده.

التوبة وشروطها
- معاني الأخبار: عن محمد بن أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الأخير عليه السلام عن التوبة النصوح ما هي؟ فكتب عليه السلام: أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك. 
 
 
 
 
 
190

 
 

183

الفصل الرابع: التوبة

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: التوبة النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل.

- معاني الأخبار: قال الصدوق: وقد روي أن التوبة النصوح هو أن يتوب الرجل من ذنب وينوي أن لا يعود إليه أبداً.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام، أن قائلاً قال بحضرته: أستغفر الله، فقال: ثكلتك أمك أتدري ما الإستغفار؟ الإستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبداً، والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر الله.

- تحف العقول: عن كميل بن زياد أنه قال لأمير المؤمنين عليه السلام: العبد يصيب الذنب فيستغفر الله فقال: يا ابن زياد التوبة، قلت: ليس؟ قال: لا، قلت: كيف؟ قال: إن العبد إذا أصاب ذنباً قال: أستغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك ؟ قال: الشفتان واللسان يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة؟
 
 
 
191

 
 

184

الفصل الرابع: التوبة

قال: تصديق القلب وإضمار أن لا تعود إلى الذنب الذي استغفر منه، قلت: فإذا فعلت ذلك فأنا من المستغفرين؟ قال: لا لأنك لم تبلغ إلى الأصل بعد، قلت: فأصل الاستغفار ما هو؟ قال: الرجوع إلى التوبة عن الذنب الذي استغفرت منه وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب. والإستغفار اسم واقع لستة معان، ثم ذكر الحديث نحوه. 

إستحباب الصوم والغسل والصلاة للتوبة 
- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: "توبوا إلى الله توبة نصوحاً" قال: هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما أهمني ذنب أُمهلت بعده حتى أصلي ركعتين.

- إرشاد القلوب: قال عليه السلام ما من عبد أذنب ذنباً فقام فتطهر وصلى ركعتين واستغفر الله إلا غفر له وكان حقاً على الله أن يقبله لأنه سبحانه قال: ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً.

تجديد التوبة بشرائطها 
- الكافي: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
 
 
 
 
 
192
 

185

الفصل الرابع: التوبة

يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما والله إنها ليست إلا لأهل الإيمان، قلت: فإن عاد بعد التوبة والإستغفار من الذنوب وعاد في التوبة، قال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟! قلت: فإنه فعل ذلك مراراً يذنب ثم يتوب ويستغفر، فقال: كلما عاد المؤمن بالإستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة، وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فإياك أن تقنّط المؤمنين من رحمة الله.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: إن الله يحب العبد المفتن التواب ومن لا يكون ذلك منه كان أفضل.

- الكافي: عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من مؤمن إلا وله ذنب يهجره زماناً ثم يلمّ به وذلك قول الله عز وجل: "إلا اللمم". وسألته عن قول الله عز وجل: "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَم"؟ قال: الفواحش: الزنا والسرقة، واللمم: الرجل يلمّ بالذنب فيستغفر الله منه.

- كتاب الزهد: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: "توبوا إلى الله توبة نصوحاً" قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبداً، قلت: وأينا لم يتب ويعد؟ فقال: يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب.
 
 
 
 
 
193

 
 

186

الفصل الرابع: التوبة

- إرشاد القلوب: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله في كل يوم سبعين مرة يقول: أستغفر الله ربي وأتوب إليه وكذلك أهل بيته عليه السلام وصالح أصحابه، يقول الله تعالى: "وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْه". 

قال: وقال رجل يا رسول الله إني أذنب فما أقول إذا تبت؟ قال: أستغفر الله، فقال: إنى أتوب ثم أعود فقال: كلما أذنبت استغفر الله، فقال: إذن تكثر ذنوبي فقال: عفو الله أكثر فلا تزال تتوب حتى يكون الشيطان هو المدحور. 

تذكّر الذنب والاستغفار منه 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن المؤمن ليذنب الذنب فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر منه فيغفر له وإنما يذكره ليغفر له، وإن الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد خيراً فأذنب ذنباً أتبعه بنقمة ويذكره الإستغفار....الحديث.

- الكافي: عن ابن رئاب، عن بعض أصحابه قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الإستدراج؟ فقال: هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عندها النعم فيلهيه عن الإستغفار فهو مستدرج من حيث لا يعلم.
 
 
 
194
 
 

187

الفصل الرابع: التوبة

 المبادرة إلى الخير
- الفقيه: في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك. 

- معاني الأخبار: عن علي عليه السلام في قول الله عز وجل: "ولا تنس نصيبك من الدنيا" قال: لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان، والفرصة تمرّ مرَّ السحاب فانتهزوا فرص الخير.

- وقال عليه السلام: إضاعة الفرصة غصة.

- وقال عليه السلام: من الخرق المعاجلة قبل الإمكان، والأناة بعد الفرصة.

تكرار التوبة كل يوم 

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: من قال: "أستغفر الله" مائة مرة في يوم غفر الله له سبعمائة ذنب، ولا خير في عبدٍ يذنب في يوم سبعمائة ذنب. 

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث- قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من 
 
 
 
 
 
195
 
 

188

الفصل الرابع: التوبة

غير ذنب، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليؤجرهم عليها من غير ذنب. 

- قرب الإسناد: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.

- كتاب الزهد: عن أبي جعفر عليه السلام: إنه كان يقال: من أحب عباد الله إلى الله المحسن التواب.

- كتاب الزهد: وعن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: إني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة، ثم قال لي: خمسة آلاف كثير.

التوبة عند بلوغ النفس الحلقوم 

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام أو عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث -: إنّ الله عزّ وجل قال لآدم عليه السلام: جعلت لك أن من عمل من ذريتك سيئة ثم استغفر غفرت له، قال: يا رب زدني، قال: جعلت لهم التوبة أو بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه، قال: يا رب حسبي. 

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا بلغت النفس هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة، وكانت للجاهل توبة. 

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 
 
 
 
 
196

 

189

الفصل الرابع: التوبة

من تاب قبل موته بسنة قَبِل الله توبته، ثم قال: إن السنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر قَبِل الله توبته، ثم قال: إن الشهر لكثير، ثم قال: من تاب قبل موته بجمعة قَبِل الله توبته، ثم قال: وإن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قَبِل الله توبته، ثم قال: إن يوماً لكثير، من تاب قبل أن يعاين قَبِل الله توبته.

- الكافي: عن معاوية بن وهب - في حديث - أن رجلاً شيخاً كان من المخالفين عرض عليه ابن أخيه الولاية عند موته فأقرّ بها وشهق ومات، قال: فدخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فعرض عليُّ ابن السرى هذا الكلام على أبي عبد الله عليه السلام فقال: هو رجل من أهل الجنة، قال له عليُّ ابن السرى: إنه لم يعرف شيئاً من هذا غير ساعته تلك، قال: فتريدون منه ماذا؟ قد والله دخل الجنة.

- تفسير القمي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أعطى الله إبليس ما أعطاه من القوة، قال آدم: يا رب سلطت إبليس على ولدي، وأجريته منهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته، فما لي ولولدي؟ قال: لك ولولدك السيئة بواحدة، والحسنة بعشر أمثالها، قال: يا رب زدني، قال: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم، قال: يا رب زدني، قال: أغفر ولا أبالي، قال: حسبي...الحديث.

- الفقيه: قال الصدوق: وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله 
 
 
 
 
 
197
 

190

الفصل الرابع: التوبة

عز وجل: "وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن"، قال: ذاك إذا عاين أمر الآخرة.

- أمالي الصدوق: عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا رجلاً من اليهود وهو في السياق إلى الإقرار بالشهادتين فأقرّ بهما ومات، فأمر الصحابة أن يغسّلوه ويكفّنوه ثم صلّى عليه، وقال: الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار. 

- علل الشرائع: عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام: لأي علة غرَّق الله عز وجل فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده؟ قال: لأنه آمن عند رؤية البأس والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف قال الله تعالى: "فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ"، "فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا"، وقال عزّ وجلّ: "يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا"...الحديث. 

- علل الشرائع: عن محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ لموسى عليه السلام: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى" فقال عليه السلام: أما
 
 
 
 
198
 
 

191

الفصل الرابع: التوبة

قوله: "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا" - إلى أن قال -: وقد علم الله أن فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله يقول: "حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، فلم يقبل الله إيمانه، وقال: "آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ".

الإستغفار في السحر
- علل الشرائع: علي عليه السلام قال: إن الله عز وجل إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابّون بجلالي ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار لأنزلت عذابي.

- علل الشرائع: عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قال أبي عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله جلَّ جلاله إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله يا أهل معصيتي لولا من فيكم من المؤمنين المتحابّين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي والمستغفرين بالأسحار خوفاً مني لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي.

تدبّر العاقبة قبل العمل
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا رسول الله أوصني، فقال له: فهل أنت مستوصٍ إن أنا أوصيتك؟ حتى قال له ذلك ثلاثاً، وفي كلها يقول الرجل: نعم يا
 
 
 
 
 
199

 
 

192

الفصل الرابع: التوبة

رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فإني أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك رشداً فامضه وإن يك غيّاً فانتهِ عنه.

- الفقيه: عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية قال: من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطاء، ومن تورط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفظعات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، والعاقل من وعظه التجارب، وفي التجارب علم مستأنف، وفي تقلّب الأحوال علم جواهر الرجال.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.

- وعنه عليه السلام أنه قال: قلب الأحمق في لسانه، ولسان العاقل في قلبه.

- وقال عليه السلام: من إستقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ.

- أمالي الطوسي: عن أبي عبد الله عليه السلام: ليس لحاقن رأي، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لا ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح للقلوب.

- المحاسن: عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: علمني يا رسول الله، قال: عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال:
 
 
 
 
200

193

الفصل الرابع: التوبة

إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فان يك خيراً ورشداً فاتبعه، وإن يك غياً فاجتنبه.

تلافي ما فات 
- الكافي: عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن، مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبداً، فإن كنت عملت فيه خيراً لم تحزن لذهابه وفرحت بما استقبلته منه، وإن كنت فرَّطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه، وأنت من غد في غرة، لا تدري لعلك لا تبلغه، وإن بلغته لعل حظك فيه التفريط مثل حظك في الأمس- إلى أن قال-: وإنما هو يومك الذي أصبحت فيه، وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت في ما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها ومن سيئات أن لا تكون أقصرت عنها- إلى أن قال-: "فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته، فاعمل أو دع والله المعين على ذلك.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن النهار إذا جاء قال: يا ابن آدم إعمل في يومك هذا خيراً أشهد لك به عند ربك يوم القيامة، فإني لم آتك في ما مضى ولا آتيك في ما بقي، فإذا
 
 
 
 
 
201
 

 


194

الفصل الرابع: التوبة

جاء الليل قال مثل ذلك.

- الكافي: عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قدرت أن لا تُعرَف فافعل، وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت محموداً عند الله، ثم قال: قال أبي علي بن أبي طالب عليه السلام: لا خير في العيش إلا لرجلين: رجل يزداد في كل يوم خيراً، ورجل يتدارك منيته بالتوبة"...الحديث. 

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة.

- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يرَ الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة. 

محاسبة النفس كل يوم 

- الكافي: عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: ليس منَّا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسناً إستزاد الله، وإن عمل سيئاً إستغفر الله منه وتاب إليه. 

- الكافي: عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله جل ذكره، فإذا علم الله
 
 
 
202

 

195

الفصل الرابع: التوبة

عز وجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإن للقيامة خمسين موقفاً كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا قوله تعالى: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون".

- مستطرفات السرائر: عن أبي حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: إبن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك، وما كان الخوف لك شعاراً، والحزن لك دثاراً، إبن آدم إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله فأعدَّ جواباً. 

- معاني الأخبار: عن أبي ذر- في حديث - قال: قلت: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالاً كلها: أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات، وإستجمام للقلوب، وتفريغ لها الحديث...

- معاني الأخبار: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لَذكر الله بالغدو والآصال خير من حطم السيوف في سبيل الله عز وجل - يعني: من
 
 
 
 
203

196

الفصل الرابع: التوبة

ذكر الله بالغدو - وتذكّر ما كان منه في ليله من سوء عمله واستغفر الله وتاب إليه إنتشر 1 وقد حطت سيئاته، وغفرت ذنوبه، ومن ذكر الله بالآصال وهي العشيات وراجع نفسه في ما كان منه يومه ذلك من سرفه على نفسه وإضاعته لأمر ربه فذكر الله واستغفر الله تعالى وأناب راح إلى أهله وقد غفرت له ذنوبه.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم.

- أمالي الطوسي: عن أبي ذر رض في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب فإنه أهون لحسابك غداً، وزِن نفسك قبل أن توزن، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية - إلى أن قال -: يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمن حلال أو من حرام. يا أبا ذر من لم يبالِ من أين اكتسب المال لم يبالِ الله من أين أدخله النار.

- تفسير الإمام العسكري عليه السلام عن آبائه، عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أكيس الكيّسين من حاسب نفسه، وعمل لما 


1- في المصدر: فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم الله له. 
 
 
 
 
204
 

197

الفصل الرابع: التوبة

بعد الموت، فقال رجل: يا أمير المؤمنين كيف يحاسب نفسه؟ قال: إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه، وقال: يا نفسي إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبداً، والله يسألك عنه بما أفنيته، فما الذي عملت فيه أذكرت الله أم حمدته؟ أقضيت حوائج مؤمن فيه، أنفّست عنه كربه؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلفيه؟ أكففتِ عن غيبة أخ مؤمن أعنت مسلماً؟ ما الذي صنعتِ فيه؟ فيذكر ما كان منه، فإن ذكر أنه جرى منه خير حمد الله وكبّره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيراً إستغفر الله وعزم على ترك معاودته.

- محاسبة النفس: قال: جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال: ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم: يا ابن آدم أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد فافعل في خيراً، واعمل فيَّ خيراً، أشهد لك يوم القيامة، فإنك لن تراني بعدها أبداً.

- محاسبة النفس قال: ورأيت في كتاب مسعدة بن زياد من أصول الشيعة في ما رواه عن الصادق عن أبيه عليه السلام قال: الليل إذا أقبل نادى منادٍ بصوتٍ يسمعه الخلائق إلا الثقلين: يا ابن آدم إني خلق جديد، إنى على ما فيّ شهيد فخذ مني فإني لو طلعت الشمس لم أرجع إلى الدنيا، ولم تزدد فيّ من حسنة، ولم تستعتب
 
 
 
205

 

 

198

الفصل الرابع: التوبة

فيّ من سيئة، وكذلك يقول النهار إذا أدبر الليل.

- محاسبة النفس: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إن الملك الحافظ على العبد يكتب في صحيفة أعماله فأملوا في أولها خيراً، وفي آخرها خيراً، يغفر لكم ما بين ذلك.

زيادة التحفظ عند زيادة العمر 
- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملكيه قد عمّرت عبدي هذا عمراً فغلِّظا وشدِّدا وتحفّظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره.

- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا أتت على الرجل أربعون سنة قيل له: خذ حذرك فإنك غير معذور، وليس ابن الأربعين أحق بالحذر من ابن العشرين، فإن الذي يطلبهما واحد وليس براقد، فاعمل لما أمامك من الهول، ودع عنك فضول القول.

- الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام: خذ لنفسك، خذ منها في الصحة قبل السقم، وفي القوة قبل الضعف، وفي الحياة قبل الممات.

- نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة.

- الفقيه: سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل "أَوَلَمْ 
 
 
 
206

 

199

الفصل الرابع: التوبة

نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ"، فقال: توبيخ لابن ثماني عشرة سنة.

- أمالي الصدوق: عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: ثلاث من لم تكن فيه فلا يرجى خيره أبداً: من لم يخش الله في الغيب، ولم يرع في الشيب، ولم يستح من العيب.

- الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام: إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه، فإذا طعن في واحد وأربعين فهو في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع.

عمل الحسنة بعد السيئة
- معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث -: من أحب أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده، ومن خلا بعمل فلينظر فيه، فإن كان حسناً جميلاً فليمضِ عليه، وإن كان سيئاً قبيحاً فليجتنبه، فإن الله أولى بالوفاء والزيادة، ومن عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر، ومن عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية.

- معاني الأخبار: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ويل لمن غلبت آحاده أعشاره، فقلت له: وكيف هذا؟ قال: أما سمعت الله عز وجل
 
 
 
207

 

200

الفصل الرابع: التوبة

يقول: "مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا" فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشراً، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة، فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات، ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.

- أمالي الصدوق: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى عليه السلام: ما أكرمت خليقة بمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي، إغسل بالماء منك ما ظهر، وداوِ بالحسنات ما بطن، فإنك إليّ راجع، شمر فكلما هو آت قريب، وأسمعني منك صوتاً حزيناً.

- أمالي الصدوق: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: سمعته يقول: ما أحسن الحسنات بعد السيئات، وما أقبح السيئات بعد الحسنات.

- أمالي الطوسي: عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إتقِ الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن، وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها.

التوبة من المرتد 
- الكافي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: من كان مؤمناً فعمل خيراً في إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له
 
 
 
 
208
 

 

201

الفصل الرابع: التوبة

وحسب له كل شيء كان عمله في إيمانه، ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره. 

إشتراط توبة من أضل الناس
- الفقيه: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رجل في الزمن الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها، فأتاه الشيطان فقال له: ألا أدلك على شيء تكثر به دنياك وتكثر به تبعك؟ فقال: بلى، قال: تبتدع ديناً وتدعو الناس إليه، ففعل فاستجاب له الناس وأطاعوه، فأصاب من الدنيا، ثم إنه فكَّر فقال: ما صنعت ابتدعت ديناً ودعوت الناس إليه، ما أرى لي من توبة إلا أن آتي من دعوته إليه فأرده عنه، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه، فيقول: إن الذي دعوتكم إليه باطل، وإنما ابتدعته، فجعلوا يقولون: كذبت هو الحق، ولكنك شككت في دينك، فرجعت عنه، فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتداً ثم جعلها في عنقه، قال: لا أحلّها حتى يتوب الله عز وجل عليّ، فأوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء: قل لفلان: وعزتي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه. 

- عيون الأخبار: عن الرضا عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله غافر كل ذنب إلا من أحدث ديناً، ومن اغتصب
 
 
 
 
209
 
 

202

الفصل الرابع: التوبة

أجيراً أجره أو رجل باع حراً. أقول: هذا محمول على الإصرار وعدم التوبة.
 
 
 
 
 
210
 

203
جهاد النّفس