أحكام الميت


 

سلسلة الفقه الموضوعي


 

المقدمة
الدرس الأول : أحكام المحتضر
الدرس الثاني : غسل مس الميت

الدرس الثالث : تجهيز الميت
الدرس الرابع : غسل الميت 1
الدرس الخامس : غسل الميت 2
الدرس السادس : الحنوط

الدرس السابع : تكفين الميت

الدرس الثامن : الصلاة على الميت
الدرس التاسع : الدفن
 

 

 





المقدمة

 

  بسم الله الرحمن الرحيم‏
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين‏
 

وبعد،
لقد اهتم الإسلام بتشريع ما يناسب الإنسان من أحكام في هذه الدنيا، وواكبه بتشريعاته حتى بعد ترك الروح لهذا الجسد، فكانت أحكام الميت التي اهتم الإسلام بها وأكد عليها حتى صار تجهيز الميت واجباً كفائياً على المكلفين، بالإضافة إلى الكثير من المستحبات والآداب التي ألفَت إليها.

وقد قمنا في هذا الكتاب الماثل بين يديك بتدوين أحكام الميت بأسلوب أقرب إلى الفهم العرفي وركزنا على ما هو محل ابتلاء غالباً، مستندين على فتاوى الإمام الخميني‏رحمهم الله مستفيدين من كتابه « تحرير الوسيلة» ومن كتاب «العروة الوثقى» مع ملاحظة تعليقة الإمام الخميني رحمهم الله عليه.

وقد ذكرنا مصدر كل فتوى من هذين الكتابين لتوثيقها وتسهيل مراجعتها من مصدرها.

وقد اهتمينا بذكر بعض الآداب والمستحباب في فقرة «مطالعة» نسأل اللَّه تعالى أن يوفقنا من خلال هذا الكتاب لتلبية حاجة المكلف العملية وتسهيل تناوله للأحكام الشرعية محل الابتلاء.


 

  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 

جمعية المعارف الإسلامية الثقافية 


 




 

الدرس الأول : أحكام المحتضر
 عن الإمام‏ الحسن المجتبى عليه السلام :«استعد لسفرك وحصّل زادك قبل حلول أجلك» بحار الأنوار، ج‏44، ص‏139

 مقدمة

لا يحرم كراهة الموت، نعم يستحب عند ظهور أماراته أن يحب لقاء الله تعالى، ويكره تمني الموت ولو كان في شدة وبلية، بل ينبغي أن يقول: (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).

ويكره طول الامل، وأن يحسب الموت بعيدا عنه، ويستحب ذكر الموت كثيراً.

 

واجبات المحتضر

يجب على من ظهرت عنده أمارات الموت أداء الحقوق الواجبة للخالق سبحانه كقضاء الصلاة والصوم والكفارات...

والحقوق الواجبة للناس من قبيل الديون، ويجب عليه رد الأمانات أو الإيصاء بها مع الاطمئنان بإنجازها، وكذلك يوصي بالصلاة والصوم والزكاة..[1].

عن إمامنا الحسن الزكي عليه السلام :«استعد لسفرك وحصّل زادك قبل حلول أجلك»[2].

توجيه المحتضر

يجب حال الاحتضار توجيه المحتضر المسلم إلى القبلة، ويحصل ذلك بأن يلقيه على ظهره ويجعل باطن قدميه ووجهه إلى القبلة.

والأحوط إبقاؤه مستقبلاً القبلة إلى أن ينقل[3].

مستحبات الاحتضار

 تلقينه الشهادتين والإقرار بالأئمة الإثني عشر عليهم السلام .

 تلقينه كلمات الفرج، وهي: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن وما فوقهن وما تحتهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله الطيبين».

 نقله إلى مصلاه إذا اشتد نزعه بشرط أن لا يوجب أذاه.

 قراءة سورتي «يس» و«الصافات» عنده لتعجيل راحته[4].

للمطالعة

عيادة المريض‏

وهي من المستحبات المؤكدة، وفي بعض الاخبار أن عيادته عيادة الله تعالى، فإنه حاضر عند المريض المؤمن...

ولها آداب :

أحدها: أن يجلس عنده، ولكن لا يطيل الجلوس إلا إذا كان المريض طالبا.

الثاني: أن يضع العائد إحدى يديه على الاخرى أو على جبهته حال الجلوس عند المريض[5].

الثالث: أن يضع يده على ذراع المريض عند الدعاء له أو مطلقاً.

الرابع: أن يدعو له بالشفاء والاولى أن يقول: ( اللهم اشفه بشفائك، وداوه بدوائك، وعافه من بلائك)[6].

الخامس: أن يستصحب هدية له من فاكهة أو نحوها مما يفرحه ويريحه[7].

السادس: أن يقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين، أو أربعين مرة، أو سبع مرات، أو واحدة[8].

فعن أبي عبد الله عليه السلام : «لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان عجباً»[9].

وفي الحديث: «ما قرئت الحمد على وجع سبعين مرة إلا سكن بإذن الله وإن شئتم فجربوا ولا تشكوا»[10].

وقال الصادق عليه السلام : «من نالته علة فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرات»[11].

وينبغي أن ينفض لباسه بعد قراءة الحمد عليه.

السابع: أن لا يأكل عنده ما يضره ويشتهيه.

الثامن: أن لا يفعل عنده ما يغيظه أو يضيق خلقه.

التاسع: أن يلتمس منه الدعاء فإنه ممن يستجاب دعاؤه.

فعن الصادق صلوات الله عليه: «ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج والغازي والمريض»[12].


 




 

الدرس الثاني : غسل مس الميت

عن الإمام‏ أبي عبد اللَّه الصادق‏عليه السلام : «غسل من مس ميتاً واجب» وسائل الشيعة، ج‏2، ص‏928

يجب الغسل بمس الميت بشرائط

1-  بعد برده وقبل تمام غسله، ويكفي الغسل الاضطراري أو التيمم بدل الغسل. وأما لو مسه قبل البرد أو بعد الغسل فلا يجب الغسل بمسه [13].

2-  أن يكون المس بغير الشعر فإذا مس شعر الميت لا يجب الغسل وكذلك إذا مس بدن الميت بشعره، ويجب الغسل إذا مسه بأي عضو غير الشعر حتى لو كان بالظفر [14].

3 - أن لا يكون سقطاً عمره أقل من أربعة أشهر، فيجب الغسل بمس الميت سواء كان كبيراً أو صغيراً أو حتى سقطاً بشرط أن يكون قد بلغ أربعة أشهر، وأما السقط الذي لم يبلغ أربعة اشهر فلا يجب الغسل بمسه [15].

 مس الميت ينقض الوضوء أيضاً ولا يكفي الغسل عن الوضوء بل لا بد من الوضوء معه [16].

 يحرم على من مس الميت ما يحرم على المحدث بالأصغر ولا يحرم عليه ما يحرم على المحدث بالأكبر [17].

مس القطعة المنفصلة

القطعة المنفصلة من الميت: يجب الغسل بمسها وحكمها حكم المتصلة بالميت باستثناء الشعر.

القطعة المنفصلة من الحي، فيها صورتان :

أ - إن اشتملت على عظم ولحم فيجب الغسل بمسها.

ب - إن اشتملت على عظم فقط أو لحم فقط فلا يجب الغسل بمسها [18].

نجاسة بدن الميت‏

 يصبح البدن نجساً في لحظة الموت، ويطهر عند تمام غسله.

 يختص حكم النجاسة بالأعضاء التي تحلها الحياة.

 الملاقي لبدن الميت قبل تمام غسله ينجس مع وجود رطوبة مسرية، ويطهر بغسله بالماء مرة واحدة، سواء كان الماء قليلاً أو كثيراً[19].

للمطالعة

المستحبات بعد الموت وهي امور

الاول: تغميض عينيه و تطبيق فمه.

الثاني: شد فكيه.

الثالث: مد يديه إلى جنبيه.

الرابع: مد رجليه.

الخامس: تغطيته بثوب.

السادس: الاسراج في المكان الذي مات فيه إن مات في الليل.

السابع: إعلام المؤمنين ليحضروا جنازته.

الثامن: التعجيل في دفنه فلا ينتظرون الليل إن مات في النهار، ولا النهار إن مات في الليل، إلا إذا شك في موته فينتظر حتى اليقين[20].

والمكروهات أمور

الاول: أن يمس في حال النزع فإنه يوجب أذاه.

الثاني: تثقيل بطنه بحديد أو غيره.

الثالث: إبقاؤه وحده، فإن الشيطان يعبث في جوفه.

الرابع: حضور الجنب والحائض عنده حالة الاحتضار.

الخامس: التكلم الزائد عنده.

السادس: البكاء عنده.

السابع: أن يحضره عملة الموتى.

الثامن: أن يخلي عنده النساء وحدهن خوفا من صراخهن عنده [21].


 




 

الدرس الثالث : تجهيز الميت

عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : «يا معشر الناس لا ألفين‏ رجلاً مات له ميت‏ فانتظر به الصبح،

ولا رجلاً مات له ميت نهاراً فانتظر به الليل، لا تنتظروا بموتاكم طلوع الشمس ولا غروبها، عجلوا بهم إلى مضاجعهم يرحمكم الله». الكافي، ج‏3، ص‏137

وجوب التجهيز

يجب تجهيز الميت المسلم، والتجهيز  إجمالاً  خمسة واجبات هي:

1-  التغسيل.      2-  التكفين.       3-  التحنيط.       4-  الصلاة.        5-  الدفن‏

أحكام السقط

إذا كان السقط دون الأشهر الأربعة لا يجب غسله ولا الصلاة عليه، بل يلف في خرقة ويدفن [22].

إذا تم له أربعة أشهر، فيجب تغسيله وتكفينه ودفنه ولا تجب الصلاة عليه [23].

إذا مات ولد الحامل بموتها فلا يجب إخراجه منها، بل لا يجوز، ولكن لو بقي الجنين حيا في بطن أمه الميتة وقد ولجته الروح، واحتمل بقاؤه حيا الى إخراجه، تجب المبادرة إلى إخراجه فورا، وما لم يحرز موت الجنين في بطن أمه الميتة لا يجوز دفنها مع جنينها، ولو دفن الجنين الحي مع أمه وبقي حيا حتى بعد الدفن  ولو إحتمالا  وجب المبادرة إلى نبش القبر وإخراج الجنين الحي من بطن أمه، كما أنه لو توقف حفظ حياة الجنين في بطن أمه الميتة على عدم المبادرة إلى دفنها فالظاهر وجوب تأخير دفن الأم للحفاظ على حياة جنينها [24].

القطعة المنفصلة من الميت والحي

ــ القطعة المنفصلة من الميت قبل غسله فيها صور أربعة:

إن كانت مشتملة على اللحم دون العظم لا يجب غسلها، بل تلف في خرقة وتدفن.

إن كانت عظماً مجرداً دون لحم، يجب دفنها ولا يجب غسلها.

إن كانت مشتملة على اللحم والعظم دون الصدر، يجب أن تغسل، وتلف في خرقة وتدفن.

إن كانت مشتملة على اللحم والعظم والصدر، أو كانت بعض الصدر الذي هو محل القلب ( وإن لم يكن القلب موجوداً)، فيجب تغسيلها وتكفينها والصلاة عليها ودفنها، ويراعى في الكفن ما تشتمل عليه القطعة، وإن كان معها بعض المساجد يجب التحنيط [25].

ــ القطعة المنفصلة من الحي تلحق بالميت في جميع ما تقدم على الأحوط وجوباً [26].

الولي على الميت‏

شرط إذن الولي‏

لا يجوز مزاحمة ولي الميت إذا أراد القيام بالتجهيز أو عين شخصاً لذلك ولا يجوز لغير الولي تجهيز الميت إلا بإذن الولي.

إذا امتنع الولي عن التجهيز والتوكيل وإعطاء الإذن، سقط إذنه عن الاعتبار ويجهز الميت بدون اذنه.

من هو الولي‏

أ - الولي هو كل من يرث الميت بنسب أو سبب، وتترتب الولاية بينهم، بحسب التالي:

الزوج إذا كانت المتوفية زوجته، فهو أولى بها من جميع أقاربها إلى أن يضعها في قبرها.

الأب.

الأم والأولاد.

الجد.

الأخوة.

أولاد الأخوة.

العم.

الخال.

أولاد العم والخال.

ب - لو أوصى الميت في تجهيزه إلى غير الولي فالأحوط وجوباً الاستئذان من الوصي والولي [27].

للمطالعة

زيارة قبور المؤمنين‏

يستحب زيارة قبور المؤمنين والسلام عليهم بقول: ( السلام عليكم يا أهل الديار).

وقراءة القرآن وطلب الرحمة والمغفرة لهم، ويتأكد في يوم الاثنين والخميس خصوصا عصره وصبيحة السبت للرجال والنساء بشرط الصبر وعدم الجزع.

ويستحب أن يقول: (السلام على أهل الديار من المؤمنين رحم الله المتقدمين منكم والمتأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).

ويستحب للزائر أن يضع يده على القبر، وأن يكون مستقبلاً، وأن يقرأ «إنا انزلناه» 7 مرات، ويستحب أيضاً قراءة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي كل منها ثلاث مرات، والاولى أن يكون جالساً مستقبل القبلة، ويجوز قائماً. ويستحب أيضاً قراءة يس.

ويستحب أيضاً أن يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على أهل لا إله إلا الله، من أهل لا إله إلا الله كيف وجدتم قول: لا إله إلا الله، من لا إله الا الله، بحق لا إله إلا الله، اغفر لمن قال: لا إله إلا الله، واحشرنا في زمرة من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله علي ولي الله).

ويستحب طلب الحاجة عند قبر الوالدين[28].


 




 

الدرس الرابع : غسل الميت 1

عن الإمام‏ أبي عبد اللَّه الصادق‏عليه السلام : «من غسل ميتاً فستر وكتم خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه». وسائل الشيعة، ج‏2، ص‏496.

من يجب تغسيله

يجب تغسيل كلّ ميّت مسلم، ولو كان مخالفاً على الأحوط وجوباً، حتى لو كان سقطاً إذا بلغ الأربعة اشهر كما مر. ولا يجوز تغسيل الكافر، ومن حكم بكفره من المسلمين كالنواصب [29].

شرائط المغسّل‏

يشترط في المغسّل أمور، وهي:

الأوّل: المماثلة بينه وبين الميّت في الذكورة والأنوثة، فلا يغسّل الذكرُ الأنثى، ولا تغسّل الأنثى الذكر، حتّى ولو كان من وراء الستر. ويستثنى من ذلك ثلاث صور:

الأولى: يجوز لكلّ‏ٍ من الزوج والزوجة تغسيل الآخر، ولو كان مجرداً من الثياب، ويجوز لكلّ‏ٍ منهما النظر إلى عورة الآخر على كراهة.

الثانية: الطفل الذي لا يزيد عمره عن ثلاث سنين، فيجوز لكلّ‏ٍ من الرجل والمرأة تغسيل مخالفه في الجنس ولو كان مجرداً من الثياب إذا لم يزد عمره عن ثلاث سنين.

الثالثة: يجوز للرجل أن يغسّل محارمه من النساء، والمرأة محارمها من الرجال مع عدم وجود المماثل ويجب ستر العورة [30].

الميت المشتبه بكونه ذكر أو أنثى يغسل مرتين، مرة يغسله ذكر ومرة أنثى، ويكون الغسل من وراء الثوب [31].

الثاني: الإسلام بل الإيمان، بمعنى أن يكون شيعياً إثني عشرياً. فإن لم يتوفّر المؤمن الإثنا عشريّ يغسله غيره من المسلمين.

إن لم يتوفّر المسلم، وانحصر المغسّل المماثل بالكتابيّ أو الكتابيّة، يغسل الكتابي الميت بشرط رعاية أمرين:

أ -  أن يغتسل هو أولاً قبل أن يغسل الميت.

ب - الأحوط وجوباً مع الإمكان أن لا يمسّ الكتابيّ الماء وبدن المسلم  أو يغسل في الكر أو الجاري[32].

 إذا لم يوجد المماثل حتى الكتابي سقط الغسل.

الثالث: العقل، فلا يصح الغسل من المجنون.

الرابع: الأحوط وجوباً أن يكون المغسّل بالغاً[33].

ما هو غسل الميت؟

يغسل الميت ثلاث مرات:

الأوّل: بماء السدر.

الثاني: بماء الكافور.

الثالث: بالماء القراح (الخالص).

ويشترط الترتيب بينها فيبدأ أولاً بماء السدر، ثم بماء الكافور ثم بالماء الخالص [34].

كيف نغسل الميت؟

هناك عدة خطوات علينا أن نقوم بها لتغسيل الميت:

أولاً - تأمين ماء الغسل:

نحضر في البداية الماء للغسل، ونقسمه إلى ثلاثة اقسام:

القسم الأول: نخلط به شيئاً من السدر.

والقسم الثاني: نخلط به شيئاً من الكافور.

ونترك القسم الثالث: ماءً خالصا ً[35].

وكل قسم من هذه الثلاثة يكون بمقدار يكفي لغسل الميت به بشكل كامل.

ويشترط في الماء أمور:

الطهارة: فلا يصح الغسل بالماء النجس.

الإباحة: فلا يصح الغسل بالماء المغصوب.

الإطلاق: يجب أن يبقى الماء بعد خلطه بالسدر أو الكافور مطلقاً ولا يتحول إلى ماء مضاف.

ثانياً  إزالة الحاجب :

يجب إزالة كل ما يمنع من وصول الماء إلى البشرة، كأدوات التجميل عند النساء (طلاء الأظافر، حمرة الشفاه،...) أو اللاصق (مخلفات الضمادات الطبية...)، وعلينا أن نطمئن من عدم وجود الحاجب مع احتمال وجوده، ولو من خلال تلييف البدن أو غيره من الأمور.

ثالثاً: إزالة النجاسة:

يجب إزالة النجاسة عن بدن الميت قبل غسله، ويكفي غسل كل عضو قبل تغسيله[36].

رابعاً: الشروع في التغسيل:

يجب أن يغسل الميت غسلاً ترتيبياً ولا يصح الارتماسي على الأحوط ، ويكون الغسل في البداية بماء السدر على الشكل التالي[37] :

1 - يبدأ بغسل الرأس والرقبة مع إيصال الماء إلى جلد الرأس تحت الشعر، وإلى ظاهر البشرة كلها، ولا يجب غسل باطن الفم والأنف والأذن.

ويجب التأكد من غسل الرقبة كلها.

2 - بعد الانتهاء من غسل الرأس والرقبة يغسل الجانب الايمن من البدن، مع التدقيق في غسله كله والتأكد من ذلك ولو من خلال غسل شي‏ء من الطرف الأيسر (مكان التقائه بالطرف الايمن) وشي‏ء من الرقبة (مكان التقائها بالبدن).

3-  بعد الانتهاء من غسل الجانب الأيمن يغسل الجانب الأيسر من البدن، بنفس أسلوب غسل الجانب الأيمن.

وعندما ينتهي من غسل الجانب الايسر يكون قد أتم الغسل الأول الذي كان بماء السدر، فيأخذ ماء الكافور ويغسل الميت به مرة ثانية بنفس الطريقة، وعندما ينتهي يأخذ الماء الخالص ويغسل البدن به مرة ثالثة كذلك.

ومع انتهاء الغسل الثالث يكون قد تم غسل الميت.

للمطالعة

آداب غسل الميت وهى أمور:

الاول: أن يجعل على مكان عال.

الثاني: أن يوضع مستقبل القبلة كحالة الاحتضار.

الثالث: أن ينزع قميصه من طرف رجليه، وان استلزم فتقه بشرط الاذن من الوارث البالغ الرشيد.

الرابع: أن يكون تحت الظلال من سقف أو خيمة.

الخامس: أن يحفر حفيرة لغسالته.

السادس: أن يكون عاريا مستور العورة.

السابع: تليين أصابعه برفق، بل وكذا جميع مفاصله.

الثامن: غسل يديه قبل التغسيل إلى نصف الذراع في كل غسل ثلاث مرات.

التاسع: غسل رأسه برغوة السدر أو الخطمى مع المحافظة على عدم دخوله في اذنه أو أنفه.

العاشر: غسل الغاسل يديه إلى المرفقين، بل إلى المنكبين ثلاث مرات في كل من الاغسال الثلاثة.

الحادي عشر: غسل فرجيه بالسدر أو الاشنان ثلاث مرات قبل التغسيل.

الثاني عشر: مسح بطنه برفق في الغسلين الاولين.

الثالث عشر: أن يبدأ في كل من الأغسال الثلاثة بالطرف الأيمن من رأسه.

الرابع عشر: أن يقف الغاسل إلى جانبه الأيمن.

الخامس عشر: أن يكون ماء غسله ست قرب.

السادس عشر: تنشيفه بعد الفراغ.

السابع عشر: أن يكون الغاسل مشغولا بذكر الله، والاستغفار عند التغسيل، والاولى أن يقول مكرراً:   (رب عفوك عفوك).

أو يقول: (اللهم هذا بدن عبدك المؤمن، وقد أخرجت روحه من بدنه، وفرقت بينهما فعفوك عفوك) [38].

خصوصا في وقت تقليبه.

الثامن عشر: أن لا يظهر عيبا في بدنه إذا رآه.


 




 

الدرس الخامس : غسل الميت 2

عن الإمام‏ علي الرضا عليه السلام : «علة غسل الميت... لأنه يلقى الملائكة ويباشر أهل الآخرة فيستحب إذا ورد على اللَّه عزَّ وجلّ‏َ ليطلب وجهه وليشفع له» وسائل الشيعة، ج‏2، ص‏478

أحكام خاصة بالغسل‏

غسل الميّت من العبادات التي لا يجوز أخذ الأجرة عليها ويجوز أخذ الأجرة في الأمور الزائدة على المقدار الواجب [39].

وهو عبادة فلا بد فيه من قصد القربة حتى يصح.

غسل الميت يجزئ عن غيره من الأغسال، فلو مات شخص عليه غسل جنابة أو حيض أوغيره من الأغسال، يكفي أن نغسله غسل الميت فقط ولا يجب تغسيله بغسل آخر [40].

إذا تم الغسل بشكل صحيح، فلا يوجد ما ينقضه بعد ذلك، فكل ما يخرج من الميت بعد تمام غسله لا يوجب إعادة الغسل، فإذا خرجت منه نجاسة يكفي تطهيره منها فقط.

والأحوط وجوباً إزالة الخبث ولو كان بعد وضعه في القبر، إلاّ مع التعذّر، ولو لاستلزامه هتك حرمته بسبب الإخراج [41].

 لو تنجّس بدن الميّت أثناء الغسل، لا يجب إعادة الغسل، حتى لو خرج منه بول أو غائط [42].

ويكفي تطهير موضع النجاسة.

بعض المشاكل التي يمكن أن تواجهنا في غسل الميت:

1-  مشكلة النقص في الأدوات اللازمة للغسل:

أ - إذا لم نجد السدر أو الكافور يغسله بالماء الخالص بدلاً عن الماء المخلوط بالسدر أو الكافور المفقود[43].

فإذا لم يجد سدراً يغسله في البداية بالماء الخالص بدل الماء المخلوط بالسدر ثم يغسله بالماء المخلوط بالكافور ثم بالماء الخالص.

وإذا لم يجد الكافور يغسله بالماء المخلوط بالسدر أولاً ثم بالماء الخالص بدل المخلوط بالكافور ثم بالماء الخالص.

وإذا لم يجد لا السدر ولا الكافور يغسله ثلاث مرات بالماء الخالص، المرة الأولى بدل الماء المخلوط بالسدر والثانية بدل الماء المخلوط بالكافور...

ب - لو فُقد الماء للغسل ييمّم ثلاثة تيممات بدلاً عن الأغسال بيديّ الميّت ، على الترتيب [44].

ج -  لو لم يوجد من الماء إلا بمقدار غسل واحد، فمع وجود السدر، يغسله بماء السدر، ثمّ ييمّم مرّتين، وإن وجد الكافور دون السدر، أو لم يوجد شي‏ء، يصرف الماء في الغسل الأوّل (بدلاً عن السدر)، ثمّ ييمّم تيمّمين عن الأخيرين [45].

2 -  مشكلة في بدن الميت

أ -  لو كان جسد الميّت محروقاً، أو مجروحاً، أو نحو ذلك، فإن أمكن تغسيله بدون تناثر أجزائه وجب، وإن لم يمكن للخوف من تناثر أجزائه ييمّم الميّت ثلاثة تيّممات بدلاً عن الأغسال على الترتيب، ويكون التيمّم بيديّ الميّت مع الإمكان . وإلاّ فبيديّ الحيّ. والأحوط الجمع [46].

ب -   لو كان الميّت محرماً (لحجّ أو عمرة)، لا يجوز تغسيله بالكافور؛ لكونه من الطيب، بل يغسل بماء السدر، ثمّ بالماء الخالص بدلاً عن الكافور، ثمّ بالماء الخالص [47].

ج - لو توفي في حادث اصطدام أو سقوط من ارتفاع شاهق، واستمر نزف الدم لدى المتوفى يجب مع الإمكان الإنتظار حتى يتوقف النزيف تلقائيا، أو بواسطة الوسائل الطبية لتطهير بدنه قبل الغسل.

3 -  مشكلة نسيان الغسل‏

لو دفن الميّت بلا غسل (ولو نسياناً ) وجب نبشه لتغسيله، إذا لم يكن فيه محذور، من هتك حرمة الميّت، لأجل فساد جثته، أو بسبب الحرج على الأحياء من رائحته أو تجهيزه [48].

للمطالعة

مكروهات الغسل أمور:

الاول: إقعاده حال الغسل.

الثاني: جعل الغاسل إياه بين رجليه.

الثالث: حلق رأسه أو عانته.

الرابع: نتف شعر ابطيه.

الخامس: قص شاربه.

السادس: قص أظفاره، بل الأحوط تركه وترك الثلاثة قبله.

السابع: ترجيل شعره (تسريحه).

الثامن: تخليل ظفره.

التاسع: غسله بالماء الحار بالنار أو مطلقا إلا مع الاضطرار.

العاشر: التخطي عليه حين التغسيل.

الحادي عشر: إرسال غسالته إلى بيت الخلاء بل إلى البالوعة، بل يستحب أن يحفر لها بالخصوص حفيرة كما مر.

الثاني عشر: مسح بطنه إذا كانت حاملا.


 




 

الدرس السادس : الحنوط

عن الإمام‏ أبي عبد اللّه الصادق‏عليه السلام : «إذا أردت أن تحنط الميت فاعمد إلى الكافور فامسح به آثار السجود منه، ومفاصله كلها ورأسه ولحيته وعلى صدره من الحنوط» وسائل الشيعة، ج‏3، ص‏32

أحكام الحنوط

يجب تحنيط الميّت، كبيراً كان أو صغيراً، ذكراً كان أو أنثى، ولا يجوز تحنيط المحرِم.

يكون الحنوط بعد الغسل، ويجوز قبل التكفين، وبعده، وفي الأثناء. وقبل التكفين أولى [49].

إذا كان الميت محرماً لا يجوز تحنيطه [50].

 كيفيّة الحنوط

يمسح الكافور على مساجد الميّت السبعة وهي: الجبهة، وباطن الكّفين، والركبتان، وإبهاما القدمين.

لا يقوم مقام الكافور أيّ طيب آخر ولو عند الضرورة [51].

شرائط كافور الحنوط

يشترط في الكافور أن يكون:

·        طاهراً.

·        جديداً فلا يجزي العتيق الذي زال ريحه.

·        أن يكون مسحوقاً [52].

مقدار كافور الحنوط

الواجب من الكافور في الحنوط المسمّى، ممّا يصدق معه المسح [53].

للمطالعة

آداب الحنوط

الأول: يكره إدخال الكافور في عين الميت أو أنفه أو اذنه.

الثاني: يكره وضع الكافور على النعش.

الثالث: يستحب سحق الكافور باليد لا بالهاون.

الرابع: يستحب وضع حنوط على طرف أنفه الأعلى وإبطيه ولبته ومفاصله.

خامساً: يستحب خلط الكافور بشئ من تربة قبر الحسين‏عليه السلام  لكن لا يمسح به المواضع المنافية للاحترام [54] ، وإذا زاد الكافور يوضع على صدره.


 




 

الدرس السابع : تكفين الميت

عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : «من كفّن مسلماً كساه الله من سندس‏ واستبرق وحرير» مستدرك الوسائل، ج‏2، ص‏227

كيفيّة التكفين‏

يجب تكفين الميّت بثلاثة أثواب: مئزر وقميص وإزار.

الأوّل: المئزر، ويجب أن يستر بين السرّة والركبة [55].

الثاني: القميص، والأحوط وجوباً أن يستر ما بين المنكبين إلى نصف الساق [56].

الثالث: الإزار، ويجب أن يغطّي تمام البدن، بل يجب أن يكون زائداً على طول الجسد، وعرضه بمقدار يمكن أن يوضع أحد جانبيه على الآخر، ويلفّ عليه بحيث يستر الجسد.

وعند تعذّر الجميع أتى بما تيسّر، مقدّماً للأشمل على غيره، ولو لم يمكن إلاّ ستر العورة وجب [57].

شرائط قطعة الكفن‏

إباحة الكفن، فلا يجوز التكفين بالمغصوب ولو في حال الاضطرار[58].

أن لا يكون بالحرير الخالص في حال الاختيار، ولو للطفل والمرأة، فلا يجوز التكفين لجميع الموتى بالحرير الخالص إلاّ مع الاضطرار[59].

أن لا يكون بجلد الميتة في حال الاختيار، ويجوز مع الاضطرار [60].

أن لا يكون بالنجس في حال الاختيار، ويجوز مع الاضطرار، وما عُفي عنه في الصلاة لا يُعفى عنه هنا [61].

أن لا يكون بجلد غير المأكول، ولا بشعره، ولا بوبره، ولا بأيّ جزء منه في حال الاختيار، ويجوز في حال الاضطرار [62].

أن لا يكون بجلد المأكول على الأحوط وجوباً في حال الاختيار، ويجوز مع الاضطرار [63].

ويجوز بصوفه وشعره ووبره، بل لو عمل جلد المأكول على نحو يصدق عليه الثوب يجوز في حال الاختيار أيضاً.

مع الدوران بين الممنوعات يقدّم النجس، ثمّ الحرير على الأحوط وجوباً، ثمّ المأكول، ثمّ غيره، ولا يكفن بالمغصوب بحال من الأحوال[64].

أحكام التكفين

أ - لا يشترط قصد القربة في التكفين[65].

ب -  يخرج الكفن من أصل التركة، مقدّماً على الديون والوصايا والميراث[66].

ج -  كفن الزوجة على زوجها، ولو مع يسارها، إلاّ إذا كان معسراً، فيكون من تركتها[67].

للمطالعة

آداب الكفن

الاول: إجادة الكفن، فإن الاموات يتباهون يوم القيامة بأكفانهم، ويحشرون بها، وقد كفن الإمام موسى بن جعفرعليه السلام  بكفن قيمته ألفا دينار، وكان تمام القرآن مكتوباً عليه.

الثاني: أن يكون من القطن.

الثالث: أن يكون أبيض.

الرابع: أن يكون من خالص المال وطهوره، لا من المشتبهات.

الخامس: أن يكون من الثوب الذي أحرم فيه أو صلى فيه.

السادس: أن يجعل طرف الايمن من اللفافة على ايسر الميت، والأيسر منها على أيمنه.

السابع: أن يخاط الكفن بخيوطه إذا احتاج إلى الخياطة.

الثامن: أن يكون المباشر للتكفين على طهارة من الحدث والاولى أن يغسل كل ما تنجس من بدنه، وأن يغتسل غسل المس قبل التكفين.

التاسع: أن يكتب على حاشية جميع قطع الكفن من الواجب والمستحب حتى العمامة اسمه واسم أبيه بأن يكتب: ( فلان بن فلان يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وأن علياً والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفراً وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحسن والحجة القائم أولياء الله وأوصياء رسول الله وأئمتي، وأن البعث والثواب والعقاب حق).

العاشر: أن يكتب على كفنه تمام القرآن ودعاء جوشن الصغير، والكبير و أن يكتب عليه البيتان اللذان كتبهما أمير المؤمنين عليه السلام  على كفن سلمان وهما:

وفدت على الكريم بغير زاد                   من الحسنات والقلب السليم‏

وحمل الزاد أقبح كل شئ                      إذا كان الوفود على الكريم‏

وإذا لم تكتب الأدعية المذكورة والقرآن على الكفن بل على وصلة أخرى وجعلت على صدره أو فوق رأسه للأمن من التلويث كان أحسن.

الحادي عشر: أن يجعل الميت حال التكفين مستقبل القبلة مثل حال الاحتضار أو بنحو حال الصلاة.

الثاني عشر: خرقة يعصب بها وسطه، و خرقة أخرى للفخذين تلف عليهما، تشد من الحقوين، ثم تلف على فخذيه لفا شديدا على وجه لا يظهر منهما شئ إلى الركبتين، ثم يخرج رأسها من تحت رجليه إلى جانب الايمن.

الثالث عشر: أن يجعل شئ من القطن أو نحوه بين رجليه، بحيث يستر العورتين ويوضع عليه شئ من الحنوط، وإن خيف خروج شئ من دبره يجعل فيه شئ من القطن، وكذا لو خيف خروج الدم من منخريه، وكذا بالنسبة إلى قبل المرأة وكذا ما أشبه ذلك.

الرابع عشر: العمامة للرجل، ويكفي فيها المسمى طولا وعرضا، والاولى أن تكون بمقدار يدار على رأسه، ويجعل طرفاها تحت حنكه على صدره، الايمن على الايسر، والايسر على الايمن من الصدر.

الخامس عشر: المقنعة للمرأة بدل العمامة، ويكفي فيها أيضا المسمى. و لفافة لثدييها يشدان بها إلى ظهرها [68].

 مكروهات الكفن امور:

أحدها: قطعه بالحديد.

الثاني: عمل الاكمام والزرور له إذا كان جديدا، ولو كفن في قميصه الملبوس له حال حياته قطع أزراره ولا بأس باكمامه.

الثالث : بلّ الخيوط التي يخاط بها بريقه.

الرابع : تبخيره بدخان الاشياء الطيبة الريح، بل تطييبه ولو بغير البخور، نعم يستحب تطييبه بالكافور والذريرة.

الخامس : كونه أسود.

السادس : أن يكتب عليه بالسواد.

السابع : كونه من الكتان ولو ممزوجا.

الثامن : جعل عمامته بلاحنك.

التاسع: كونه وسخا غير نظيف.

العاشر: كونه مخيطاً [69].


 




 

الدرس الثامن : الصلاة على الميت

عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : «من صلى على الميت‏ صلى عليه جبرائيل وسبعون ألف ألف ملك، وغفر له ما تقدم من ذنبه‏ وما تأخر» ثواب الأعمال، ص‏292.

وجوب الصلاة

تجب الصلاة على كلّ ميّت بشروط:

1-  أن يكون مسلماً.

ولا تجوز على الكافر، ولا تجوز على من حكم بكفره ممّن انتحل الإسلام.

وتجب على أطفال المسلمين حتّى ولد الزنا، ومن وجد ميتاً في بلاد المسلمين يلحق بهم، وكذا لقيط دار الإسلام.

2-  أن يكون قد أكمل ستّ سنين قمريّة، فلا تجب الصلاة على من لم يكمل ذلك[70].

محلّ الصلاة

محلّها بعد الغسل والتكفين، وقبل الدفن. لكن لو دفن قبل الصلاة لا يجوز نبشه لأجل الصلاة بل يصلى على قبره، ما لم تمض مدة تلاشى فيها بحيث خرج عن صدق اسم الميت[71].

شرائط صلاة الميّت‏

الأوّل: تعيين الميّت على وجه يرفع الإبهام.

الثاني: نيّة القربة.

الثالث: استقبال المصلّي للقبلة قائماً، وأن يوضع الميّت أمام المصلّي، مستلقياً على قفاه، محاذياً للمصلّي، وأن يكون رأس الميّت إلى يمين المصلّي، ورجل الميت إلى يسار المصلّي[72].

الرابع: عدم الحائل بين المصلّي وبين الميّت، ولا بأس بالنعش[73].

الخامس: أن لا يكون بينهما بُعد مفرط على وجه لا يصدق الوقوف عليه، إلاّ في المأموم مع اتّصال الصفوف [74].

السادس: أن لا يكون أحدهما أعلى من الآخر علوّاً مفرطاً [75].

لا يشترط فيها الطهارة من الحدث والخبث، ولا سائر شروط الصلاة ذات الركوع والسجود. ولا ترك موانعها، إلاّ مثل القهقهة والتكلّم فالأحوط وجوباً تركها بل الأحوط مراعاة جميع ما يعتبر فيها[76].

 شرائط المصلّي وهي أمور

الأوّل: الإيمان [77].

الثاني: لا تجزي صلاة الصبيّ المميّز (مع صحّتها)عن المكلّفين على الأحوط وجوباً [78].

لا يشترط الذكورة، فتصحّ صلاة المرأة ولو على الرجل [79].

كيفيّة صلاة الميّت‏

هي أن يأتي بخمس تكبيرات يأتي بالشهادتين بعد الأولى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله  بعد الثانية، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات بعد الثالثة. والدعاء للميت بعد الرابعة ثم يكبر الخامسة وتتم الصلاة بذلك [80].

وعليه فيجزي أن يقول بعد نية القربة وتعيين الميت ولو إجمالا:

الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،الله أكبر، اللهم صل على محمد وآل محمد،الله أكبر، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات،الله أكبر، اللهم اغفر لهذا الميت،الله أكبر.

والأفضل أن يقول بعد التكبيرة الاولى:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً صمداً فرداً حياً قيوما دائما أبدا لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون.

وبعد الثانية:

اللهم صل على محمد و آل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد، أفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد، وصل على جميع الانبياء والمرسلين.

وبعد الثالثة:

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والاموات، تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات، إنك على كل شئ قدير.

وبعد الرابعة:

اللهم إن هذا المسجى قدامنا عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، نزل بك، وأنت خير منزول به، اللهم إنك قبضت روحه إليك، وقد احتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا، وأنت أعلم به منا، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، واغفر لنا وله، اللهم احشره مع من يتولاه ويحبه، وابعده ممن يتبرء منه ويبغضه، اللهم ألحقه بنبيك وعرّف بينه وبينه وارحمنا إذا توفيتنا، يا إله العالمين، اللهم اكتبه عندك في أعلى عليين، واخلف على عقبه في الغابرين، واجعله من رفقاء محمد وآله الطاهرين، وارحمه وإيانا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم عفوك عفوك عفوك [81].

وإن كان الميت امرأة يقول بدل قوله: (هذا المسجى) إلى آخره:

هذه المسجات قدامنا أمتك، وابنة عبدك وابنة أمتك،وأتى بسائر الضمائر مؤنثاًَ.

ثم يكبر التكبيرة الخامسة، فتتم الصلاة بذلك.

صلاة الميت جماعة

 تصح صلاة الميت جماعة، ولكن لا يتحمل الإمام شيئاً عن المأموم[82].

 من أدرك الإمام في أثناء الصلاة جاز له الدخول معه، وتابعه في التكبير، لكن يأتي بوظيفته من الدعاء، لا بوظيفة الإمام، وعندما ينتهي الإمام ينفرد المأموم ويكمل الصلاة[83].

الصلاة على جنازات متعددة

إذا اجتمعت جنازات فالاولى الصلاة على كل واحد منفردا، وإن أراد التشريك فهو على وجهين:

الاول: أن يوضع الجميع قدام المصلي مع المحاذات والاولى مع اجتماع الرجل والمرأة جعل الرجل أقرب إلى المصلي.

الثاني: أن يجعل الجميع صفاً واحداً ويقوم المصلي وسط الصف بأن يجعل رأس كل ميت عند إلية الآخر شبه الدرج، ويراعي في الدعاء لهم بعد التكبير الرابع تثنية الضمير أو جمعه وتذكيره وتأنيثه، ويجوز التذكير في الجميع بلحاظ لفظ الميت، كما أنه يجوز التأنيث بلحاظ الجنازة[84].

للمطالعة

آداب الصلاة على الميت، وهي امور:

الاول: أن يكون المصلي على طهارة من الوضوء أو الغسل أو التيمم.

الثاني: أن يقف الامام والمنفرد عند وسط الرجل.

الثالث: أن يكون المصلي حافيا، بل يكره الصلاة بالحذاء دون مثل الخف والجورب.

الرابع: رفع اليدين عند التكبير.

الخامس: أن يقف قريبا من الجنازة بحيث لو هبت الريح وصل ثوبه إليها.

السادس: أن يرفع الامام صوته بالتكبيرات والادعية. وأن يسرّ المأموم.

السابع: اختيار المواضع المعتادة للصلاة التي هي مظان الاجتماع وكثرة المصلين.

الثامن: أن لا توقع في المساجد، فإنه مكروه عدا مسجد الحرام.

التاسع: أن تكون بالجماعة.

العاشر: أن يقف المأموم خلف الامام وإن كان واحداً.

الحادي عشر: الاجتهاد في الدعاء للميت والمؤمنين.

الثاني عشر: أن يقول قبل الصلاة (الصلاة) ثلاث مرات.

الثالث عشر: أن تقف الحائض إذا كانت مع الجماعة في صف وحدها [85].

تشييع الميت‏

إن تشييع الجنازة أمر مستحب وفضله كثير وثوابه عظيم حتى ورد في الخبر

«من شيع جنازة فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة، ويمحى عنه مائة ألف ألف سيئة، ويرفع له مائة ألف ألف درجة، فإن صلى عليها يشيعه مائة ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له، فإن شهد دفنها وكّل اللَّه به مائة ألف ألف ملك يستغفرون له حتى يبعث من قبره، ومن صلى على ميت صلى عليه جبرائيل وسبعون ألف ألف ملك، وغفر له ما تقدم من ذنبه، وإن أقام عليه حتى يدفنه وحثى عليه من التراب انقلب من الجنازة وله بكل قدم من حيث تبعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر، والقيراط مثل جبل أحد يلقى في ميزانه من الأجر».

وأما آدابه فهي كثيرة نذكر منها:

أن يقول حامل الجنازة حين حملها:« بسم اللَّه وباللَّه وصلى اللَّه على محمد وآل محمد، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ».

أن يحملوها على أكتافهم لا على الدابة ونحوها، إلا لعذر كبعد المسافة لئلا يحرموا من فضل حملها على الأكتاف، وأما كراهة حملها على الدابة فغير معلومة.

أن يكون المشيع خاشعاً متفكراً متصوراً أنه هو المحمول، وقد سأل الرجوع إلى الدنيا فأجيب.

المشي، والركوب مكروه إلا لعذر، نعم لا يكره في الرجوع.

المشي خلف الجنازة أو جانبيها، والأول أفضل.

التربيع بمعنى أن يحمل الشخص الواحد جوانبها الأربعة، والأفضل أن يبتدى‏ء بمقدم السرير من طرف يمين الميت فيضعه على عاتقه الأيمن ثم يحمل مؤخره الأيمن على عاتقه الأيمن ثم مؤخره الأيسر على عاتقه الأيسر ثم ينتقل إلى المقدم الأيسر ويضعه على عاتقه الأيسر.

أن يكون صاحب المصيبة حافياً واضعاً رداءه أو مغيراً زيه على وجه آخر مناسب للمعزى حتى يعرف.

ويكره الضحك واللعب واللهو، ووضع الرداء لغير صاحب المصيبة والاسراع في المشي على وجه ينافي الرفق بالميت سيما إذا كان بالعدو، بل ينبغي الوسط في المشي، واتباعها بالنار إلا المصباح، بل مطلق الضياء في الليل، والقيام عند مرورها إذا كان جالساً، إلا إذا كان الميت كافراً فيقوم، والأولى ترك النساء تشييع الجنازة، ولا يبعد الكراهة للشابة[86].


 




 

الدرس التاسع : الدفن

عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :« من احتفر لمسلم ‏قبراً محتسباً،حرّمه الله على النار وبوّأه بيتاً من الجنة» وسائل الشيعة، ج‏3. ص‏160

 وجوب الدفن‏

يجب دفن كلّ ميّت مسلم، حتّى لو كان سقطاً لم تلجه الروح.

 كيفيّة الدفن‏

يجب في الدفن أمور، وهي:

الأوّل: المواراة في حفيرة من الأرض، فلا يجزي الوضع على سطح الأرض والبناء عليه.

الثاني: كون الحفيرة بحيث تأمن جثته من السباع وتكتم رائحته عن الناس [87].

الثالث: يجب كون الميّت مستقبل القبلة، بأن يضجعه على جنبه الأيمن، وتكون مقاديم بدنه إلى القبلة، ويكون رأسه إلى يمين من يستقبل القبلة، ورجلاه إلى يساره [88].

بعض أحكام الدفن‏

أ - يجب دفن الأجزاء المنفصلة عن الميّت، حتّى الشعر والسنّ والظفر، ويجب دفنها مع بدن الميّت مع الإمكان [89].

ب - لا يجوز الدفن في الأرض المغصوبة، ومنها الأراضي الموقوفة لغير الدفن.

ج - لا يجوز نبش قبر الميّت قبل اندراس البدن. ولو نبش جاز دفن الغير معه، وإن كان الأحوط استحباباً ترك دفنه فيه [90].

د - لا يجوز الدفن في المساجد مطلقاً (ولو لم يؤدِّ إلى الإضرار).

ه - لا يجوز دفن الكفّار وأولادهم في مقبرة المسلمين، ولا دفن المسلم في مقبرة الكفار، ولو دفن عصياناً أو نسياناً يجوز نبشه ونقله، بل يجب ذلك إذا كان البقاء هتكاً له[91].

نبش القبر

يحرم نبش قبر المسلم، إلا مع العلم باندراسه وصيرورته رميما وترابا، إلا في حالات، منها:

إذا دفن في مكان مغصوب، ولا يجب على المالك الرضا ببقائه مجانا أو بالعوض، وإن كان الاولى بل الاحوط إبقاؤه ولو بالعوض، خصوصا فيما إذا كان وارثا أو رحما أو دفن فيه اشتباها، وكذلك الدفن مع الكفن المغصوب أو مال آخر مغصوب فيجوز النبش لاخذه.

إذا دفن بلا غسل أو كفن أو حنوط مع التمكن منها، كل ذلك مع عدم فساد البدن وعدم الهتك على الميت، ولا يجوز النبش لذلك إذا كان النقص لعذر كما إذا لم يوجد الماء أو الكفن أو الكافور ثم وجد بعد الدفن ، وأما إذا دفن بلا صلاة فلا ينبش لأجل تداركها قطعا، بل يصلى على قبره كما تقدم.

إذا توقف إثبات حق من الحقوق على مشاهدة جسده.

إذا دفن في مكان يوجب هتكه، كما إذا دفن في بالوعة أو مزبلة، وكذا إذا دفن في مقبرة الكفار.

لنقله إلى المشاهد المشرفة مع إيصاء الميت، ولو خولف فدفن نسياناً في مكان آخر، لو لم يتغير البدن ولا يتغير إلى وقت الدفن بما يوجب الهتك والايذاء، ومنها لو خيف عليه من سبع أو سيل أو عدو ونحو ذلك[92].

للمطالعة

آداب الدفن‏

الأول: أن يكون عمق القبر إلى الترقوة أو بقدر القامة.

الثاني: أن توضع الجنازة دون القبر بذراعين أو ثلاثة أو أزيد من ذلك، ثم ينقل قليلا ويوضع ثم ينقل قليلا ويوضع: ثم ينقل في الثالثة مترسلا ليأخذ الميت أهبته.

الثالث: أن يسل من نعشه سلا فيرسل إلى القبر برفق.

الرابع: أن تحل عقد الكفن بعد الوضع في القبر، ويبدأ من طرف الرأس.

الخامس: أن يحسر عن وجهه، و يجعل خده على الأرض، ويعمل له وسادة من تراب.

السادس: أن يكون من يضعه في القبر على طهارة مكشوف الرأس، نازعا عمامته ورداءه ونعليه، بل وخفيه إلا لضرورة.

السابع: أن يكون المباشر لوضع المرأة في القبر محارمها أو زوجها، ومع عدمهم فأرحامها، وإلا فالاجانب.

الثامن: تلقينه بعد الوضع في اللحد، بأن يضرب بيده على منكبه الأيمن، ويضع يده اليسرى على منكبه الأيسر بقوة، ويدني فمه إلى أذنه ويحركه تحريكا شديدا، ثم يقول: اسمع افهم يا فلان بن فلان (ثلاث مرات ذاكرا اسمه واسم أبيه).

ثم يقول:

(هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، وسيد النبيين، وخاتم المرسلين، وأن عليا أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام افترض الله طاعته على العالمين، وأن الحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والقائم الحجة المهدي صلوات الله عليهم أئمة المؤمنين، وحجج الله على الخلق أجمعين، وأئمتك أئمة هدى أبرار، يا فلان بن فلان إذا أتاك الملكان المقربان رسولين من عند الله تبارك وتعالى وسألاك عن ربك، وعن نبيك، وعن دينك، وعن كتابك، وعن قبلتك وعن أئمتك فلا تخف ولا تحزن وقل في جوابهما: الله ربي، ومحمد صلى الله عليه وآله نبيي، والاسلام ديني، والقرآن كتابي، والكعبة قبلتي، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب إمامي، والحسن بن علي المجتبى إمامي، والحسين بن علي الشهيد بكربلاء إمامي، وعلي زين العابدين إمامي و محمد الباقر إمامي، وجعفر الصادق إمامي، وموسى الكاظم إمامي، وعلي الرضا إمامي، ومحمد الجواد إمامي، وعلي الهادي إمامي، والحسن العسكري إمامي، والحجة المنتظر إمامي هؤلاء صلوات الله عليهم أجمعين أئمتي وسادتي وقادتي وشفعائي، بهم أتولى، ومن أعدائهم أتبرء في الدنيا والآخرة ثم اعلم يا فلان بن فلان أن الله تبارك وتعالى نعم الرب، وأن محمداً صلى الله عليه وآله نعم الرسول، وأن عليّاً بن أبي طالب وأولاده المعصومين الأئمة ألاثني عشر نعم الأئمة، وأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله حق، وأن الموت حق، وسؤال منكر ونكير في القبر حق، والبعث والنشور حق، والصراط حق، والميزان حق، وتطائر الكتب حق، وأن الجنة حق، والنار حق، وإن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور ).

ثم يقول:( أفهمت يا فلان ).

ثم يقول: ( ثبتك الله بالقول الثابت، وهداك الله إلى صراط مستقيم ، عرف الله بينك وبين أوليائك في مستقر من رحمته ).

ثم يقول:

( اللهم جاف الارض عن جنبيه، واصعد بروحه إليك، ولقه منك برهاناً، اللهم عفوك عفوك ).

والأَولى أن يلقن بما ذكر من العربي وبلغة الميت أيضا إن كان غير عربي.

التاسع: أن يرش الماء، والأَولى أن يستقبل القبلة ويبتدء بالرش من عند الرأس إلى الرجل. ثم يدور به على القبر حتى يرجع إلى الرأس، ثم يرش على الوسط ما يفضل من الماء[93].

من مكروهات الدفن:

الاول: دفن ميتين في قبر واحد.

الثاني: أن يهيل ذو الرحم على رحمه التراب [94].

الثالث: رفع القبر عن الأرض أزيد من أربع أصابع مفرجات [95].

 

المصادر:

تحرير الوسيلة طبعة مؤسسة النشر الإسلامي.

العروة الوثقى طبع مكتب وكلاء الإمام الخميني‏رحمهم الله.

بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة.

الكافي، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة.

ثواب الأعمال، منشورات الرضي، الطبعة الثانية.

وسائل الشيعة، طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، لاحياء التراث، الطبعة الثانية.

مستدرك الوسائل، مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، لاحياء التراث، الطبعة الأولى.

 


 

 




 

هامش

[1]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏57.

[2]    بحار الأنوار، ج‏44، ص‏139.

[3]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏58.

[4]    م.ن.

[5]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏265.

[6]    م.ن.

[7]   م.ن، ج‏1، ص‏266.

[8]    م.ن، ج‏1، ص‏266.

[9]   الكافي، ج‏2، ص‏623.

[10]    وسائل الشيعة، ج‏6، ص‏232.

[11]   م.ن.

[12]   م.ن، ج‏2، ص‏420.

[13]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏56.

[14]   م.ن.

[15]   م.ن.

[16]   م.ن، ج‏1، ص‏57.

[17]   م.ن.

[18]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏56.

[19]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏263.

[20]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏268  267.

[21]    العروة الوثقى، ج‏1، ص‏268.

[22]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏59.

[23]   م.ن.

[24]   م.ن، ج‏1، ص‏79.

[25]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏60  59.

[26]   م.ن، ج‏1، ص‏60.

[27]    تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏60.

[28]    العروة الوثقى، ج‏1، ص‏326  325.

[29]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏59

[30]   م.ن، ج‏1، ص‏61.

[31]   م.ن، ج‏1، ص‏61.

[32]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏61.

[33]   م.ن، ج‏1، ص‏62.

[34]   م.ن، ج‏1، ص‏62.

[35]   م.ن، ج‏1، ص‏62.

[36]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏62.

[37]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏62.

[38]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏287  286  285.

[39]   م.ن، ج‏1، ص‏63.

[40]   م.ن، ص‏64.

[41]   م.ن، ص‏64.

[42]   م.ن، ج‏1، ص‏62.

[43]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏62.

[44]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏63.

[45]    م.ن، ج‏1، ص‏62.

[46]   م.ن.

[47]   م.ن، ج‏1، ص‏64.

[48]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏287.

[49]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏68.

[50]   م.ن، ج‏1، ص‏68.

[51]   م.ن، ج‏1، ص‏69.

[52]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏298.

[53]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏69.

[54]    تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏69.

[55]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏65.

[56]   م.ن.

[57]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏66  65.

[58]   م.ن، ج‏1، ص‏66.

[59]   م.ن.

[60]   م.ن، ج‏1، ص‏66.

[61]   م.ن.

[62]   م.ن.

[63] م.ن.

[64]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏290.

[65]   م.ن، ج‏1، ص‏288.

[66]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏66.

[67]   م.ن، ج‏1، ص‏67.

[68]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏297  296  295  294  293.

[69]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏297.

[70]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏71.

[71]   م.ن، ج‏1، ص‏85.

[72]   م.ن، ج‏1، ص‏74.

[73]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏74.

[74]   م.ن.

[75]   م.ن.

[76]   م.ن، ج‏1، ص‏75.

[77]   م.ن، ج‏1، ص‏71.

[78]    م.ن.

[79]   م.ن.

[80]    م.ن، ج‏1، ص‏73  72.

[81]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏73.

[82]   م.ن، ج‏1، ص‏72.

[83]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏75.

[84]   م.ن، ج‏1، ص‏77  76.

[85]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏316  315.

[86]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏71.

[87]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏78.

[88]   م.ن، ج‏1 ص‏79.

[89]   م.ن.

[90]   م.ن، ج‏1، ص‏84.

[91]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏84.

[92]   تحرير الوسيلة، ج‏1، ص‏85  84.

[93]   العروة الوثقى، ج‏1، ص‏323  322  321  320.

[94]   م.ن، ج‏1، ص‏327.

[95]   م.ن، ج‏1، ص‏328.