الله أكبر:
أول كلام يجب على حجّاج
بيت الله الحرام افتتاح
مناسك الحج به هو قولهم
"لبّيك اللهم لبّيك"،
وبذاك يدخلون في دائرة
الحج، فتحرم عليهم مجموعة
من الأمور التي كانت
محلّلة قبل التلبية، وهذا
ما يُسمّى بالإحرام في
الحجّ. والصلاة تبدأ كذلك
بكلمة "الله أكبر"،
وبها يدخل المصلّي في
صلاته، فيحرم عليه كلّ ما
يبطل الصلاة ممّا كان
جائزًا قبل الصلاة،
كالشرب والأكل والكلام،
ويطلق على هذه التكبيرة
(التكبيرة الأولى) تكبيرة
الإحرام.
يُكرّر حجاج بيت الله
الحرام عبارة "لبّيك
اللهم لبّيك" أثناء
مسيرهم باتجاه الحرم، عند
كلّ وادٍ وجبلٍ ومنحدرٍ
ومرتفعٍ، وهذا التكرار من
الأمور المستحبّة،
والمصلّي أيضاً يُستحبّ
له أن يُكرّر عبارة
"الله أكبر" عند
القعود والقيام، وفي
الوقوف والانحناء.
الله أكبر
- أوّل كلمة واجبة نفتتح
بها نهارنا عند صلاة
الصبح.
- أوّل كلمة يسمعها
المولود الذي يأتي إلى
هذه الدنيا في الأذان
والإقامة (يستحب الأذان
في أذن المولود اليمنى
والإقامة في أذنه
اليسرى)، وآخر كلمة
يسمعها الإنسان عندما
يتوفّاه الله تعالى (في
صلاة الميت) ثمّ يُدفن في
قبره.
- الذكر الأوّل والأهمّ
في الصلاة بين الأذكار
الواجبة، ويُعدّ ركنًا من
أركان الصلاة.
- الجملة الأولى في نشيد
المسلمين في (الأذان).
الله أكبر أكثر ذكر يُقال
في مقدّمات الصلاة،
وأثناءها، وفي التعقيبات،
بحيث إنّ المسلم ينطق هذه
العبارة في الصلوات الخمس
الواجبة فقط (وليس
المستحبّة) ما يقارب 360
مرّة يُكرّرها في صلواته،
وهي على الشكل التالي:
(30) مرّة في الأذان،
الأذان خمس مرّات في
اليوم وفي كلّ أذان يذكر
(الله أكبر) 6 مرّات.
(20 مرّة) في الإقامة،
الإقامة خمس مرّات في كلّ
مرّة يذكر (الله أكبر) 4
مرّات.
يُستحبّ قبل البدء
بالصلاة التكبير 6 مرّات،
والتكبيرة السابعة تكون
تكبيرة الإحرام، فيكون
المجموع في الصلوات الخمس
(30 مرّة) ما عدا تكبيرة
الإحرام.
تكبيرة الإحرام في
الصلوات الخمس وذلك في
بداية كلّ صلاة، المجموع
(5 مرّات).
التكبير قبل كلّ ركوع،
عدد الركعات 17 ركعة،
فيكون عدد
التكبيرات
أيضًا (17 مرّة).
في كلّ ركعة سجدتان،
ويُستحبّ التكبير مرّتين
عند كلّ سجدة، واحدة قبل
السجود وواحدة بعد
السجود، فيكون المجموع
(68 مرّة).
في كلّ صلاة قنوت، وقبل
كلّ قنوت تكبيرة، المجموع
(5 مرّات).
في نهاية كلّ صلاة من
الصلوات الخمس- بعد
التسليم- ثلاث تكبيرات،
فيكون المجموع (15 مرّة).
يُستحبّ التعقيب بتسبيح
الزهراء عليه السلام بعد
كلّ صلاة، ويتكرّر
التكبير 34 مرّة (الله
أكبر) فيكون المجموع (170
مرّة).
من هنا، علينا أن نكون
صادقين في تكبيرنا الله
عزّ وجلّ، ومن الظلم
للنفس أن لا يصدر التكبير
الصادق منّا ولو لمرّة
واحدة في حياتنا أو عددٍ
قليلٍ من المرّات. ولو
أنّنا حين نُكبّر نلتفت
إلى ما نقول ونستشعر كبر
الله وعظمته في نفوسنا
لما خشينا شيئًا على وجه
الأرض، ولما خفنا مخلوقًا
من مخلوقات الله تعالى.
التكبير في غير الصلاة
اليوميّة:
- التكبير في صلاة عيدي
الفطر والأضحى المباركين،
ليس فقط أثناء الصلاة، بل
قبل الصلاة وبعدها، فشعار
هذه الصلاة هو التكبير،
أو فقل هو أذانها.
- التكبير في صلاة
الآيات، وهي خمس ركعات،
في كلّ ركعة تكبيرة
واحدة.
- التكبير في الصلاة على
الميت، وهي في الأصل خمس
تكبيرات، وهي ركن الصلاة.
التكبير في الثقافة
والتاريخ الإسلامي:
ليس محلّ التكبير هو
الصلاة فقط، بل دخلت هذه
الشعيرة في موارد ومواضع
حسّاسة وكثيرة، لذلك نرى
أنّ المسلمين في صدر
الإسلام كانوا يُكبّرون
في الأفراح والأتراح، وفي
عسر الأمور ويسيرها، وهذه
بعض النماذج نُشير إليها
في ما يأتي:
بينما كان المسلمون
يحفرون الخندق الذي أشار
عليهم به سلمان المحمّدي،
صادفوا صخرة بيضاء قاسية
كسرت المعول ولم تنكسر،
فجاء رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فأخذ
المعول من يد سلمان،
فضربها به ضربة صدعها
وبرق منها برق أضاء ما
بين لابّيتها حتّى لكأنّ
ضوءها ضوء مصباحٍ في جوف
بيت مظلم، فكبّر رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم تكبيرة فتح وكبّر
المسلمون، ثم ضربها رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم ثانية فبرق منها برق
أضاء ما بين لابّيتها
وأنارت الدنيا كسابقتها،
فكبّر رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم تكبيرة
فتح وكبّر المسلمون، ثم
ضرب بها رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
ثالثة فحصل ما حصل في
الضربتين السابقتين وكبّر
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم والمسلمون معه1.
في معركة صفّين، كان
الإمام عليّ عليه السلام
كلّما قتل واحدًا من
الأعداء كبّر بصوت عالٍ،
فكان المسلمون يعدّون
تكبيرات أمير المؤمنين،
وبذلك يحسبون عدد القتلى
الذين قتلهم بنفسه بعدد
التكبيرات2.
في ليلة زفاف الزهراء
عليه السلام إلى بيت عليّ
عليه السلام نزل سبعون
ألفاً من الملائكة، كلّهم
يُكبّرون الله تعالى3.
عندما تُوفّيت فاطمة بنت
أسد كبّر الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم على
جنازتها 40 تكبيرة،
وعندما استشهد عمّه
الحمزة فعل ذلك 70 مرّة4.
في مراسم الحجّ يُكبّر
الحجّاج في كلّ مرّة
يرجمون فيها الشيطان
(الرجم بالحصى)، في كلّ
رمية تكبيرة.
التكبير في تسبيحات
الزهراء عليه السلام 34
مرّة، فقد ورد أنّ هذه
التسبيحات تعدل ألف ركعة
مستحبّة5.
أوّل كلمة نطق بها رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم عند ولادته كانت
(الله أكبر).
عندما فتح المسلمون مكّة
ودخلوها، جاء رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
فدخل المسجد الحرام وأشار
إلى الحجر الأسود، وكبّر
فكبّر خلفه المسلمون،
بحيث دخل الرعب إلى قلوب
المشركين والمنافقين6.
ورد في الحديث: "من
أعجبه شيء من أخيه المؤمن
فليُكبّر عليه فإنّ العين
حقّ"7.
قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يوم بدر:
"اللهم اكفني نوفل بن
العدوية" وهو نوفل بن
خويلد من بني أسد، وأقبل
نوفل يومئذ يصيح وهو
مرعوب قد رأى قتل أصحابه،
وكان يصيح: يا معشر قريش
إنّ هذا اليوم يوم العلا
والرفعة، ورأى عليًّا
عليه السلام مقبلًا نحوه،
فقال نوفل: تالله ما رأيت
كاليوم رجلًا أسرع في
قومه، فصمد له عليّ عليه
السلام فضربه، فقُتِل،
فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من له
علم بنوفل ابن خويلد؟ قال
عليّ عليه السلام: أنا
قتلته، فكبّر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
وقال: الحمد لله الذي
أجاب دعوتي فيه8.
عن النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم أنّه قال لعليّ
عليه السلام: يا عليّ إذا
رأيت أسدًا أو اشتدّ بك
أمر فكبِّر ثلاثًا وقل
"الله أكبر وأجلّ وأعزّ
وأعظم من كلّ شيء، وأكبر
وأعزّ من خلقه وأقدر9...
وفي الخبر إذا نظرت إلى
هلال الشهر وإلى الماء
أيضاً فكبّر ثلاثاً.
كان شعار ثورة زيد ابن
الإمام السجاد عليه
السلام ضدّ حكم بني أمية
"الله أكبر".
عندما طلب الإمام عليّ
عليه السلام الزهراء من
والدها الرسول محمد صلى
الله عليه وآله وسلم من
أجل الزواج، استمهله
الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم لكي يطرح الأمر
عليها، فسكتت ولم تُجب،
فقال الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم: "الله
أكبر سكوتها إقرارها"10.
تقدَّم أحد الكفّار في
معركة أحد، وكان بطلًا
صنديدًا، فراح يصيح ويطلب
المبارزة، فتقدّم إليه
عليّ عليه السلام فقتله،
فكبّر رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وكبّر
المسلمون معه11.
في حرب الإمام عليّ عليه
السلام مع الخوارج قُتِل
منهم أربعة آلاف، فلمّا
قُتل قائدهم، ويُسمّى
المخدج، كبّر عليّ عليه
السلام بأعلى صوته ثم سجد
فكبّر الناس كلّهم12.
أسلم رهطٌ من اليهود،
ومنهم عبد الله بن سلام
وأسد وثعلبة وابن يامين
وابن صوريا، فأتوا النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
فقالوا: يا نبيّ الله إنّ
موسى أوصى إلى يوشع بن
نون فمن وصيّك يا رسول
الله؟ ومن وليّنا بعدك؟
فنزلت هذه الآية:
﴿