الإعلام


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-07

النسخة: 0


الكاتب

جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية

مراكز ثقافية تعنى بحفظ نهج الإمام الخميني قدس سره ونشره من خلال إنشاء مراكز متخصصة بإقامة الندوات الفكرية واللقاءات الحوارية للنخب الثقافية والجامعية، وإنشاء المكتبات العامة للمطالعة، وتكريم شخصيات ثقافية، وإقامة دورات فكرية، وتوقيع كتب أدبية وفكرية، وإصدار سلاسل فكرية متنوعة لكبار العلماء والمفكرين.


مقدمة

  المقدمة


 يعتبر العصر الراهن من أهم العصور على صعيد التقدم التقني والعلمي الهائل، ومن الأمور التي استطاع العلم بها أن يحرز التقدم الأبرز بحيث يشمل المساحة الإنسانية بشكل شبه كامل هو مسألة الإعلام.

حيث كان الإعلام في السابق، مقتصراً على الخطابة والرسائل والكتب التي تنشر عبر النسخ، أما في هذا العصر فإن الجرائد والإذاعات والتلفزيونات وشبكة الإنترنت العالمية، تدخل إلى منازل أغلب سكان الأرض بحيث يتابع الإنسان من أمام شاشة التلفاز أو الحاسوب كل ما يجري في العالم من أحداث. هذا التطور الذي حظي به العالم من خلال هذه التقنيات أسيء استخدامه لأغراض الدول والأشخاص المنحرفين عن خط الإنسانية بما يخدم استعبادهم للشعوب، فما هي نظرة الإمام الخامنئي دام ظله الوارف إلى وسائل الإعلام، وأساليبها وأهدافها، وكيفية توجيهها بالشكل السليم لخدمة الإنسانية والدين.

هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها في هذا الكتيب الإعلام الذي يضاف إلى سلسلة في رحاب الولي الخامنئي دام ظله.
 
جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
 
 
 
 
 
 
5

1

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 الفصل الأول 


 وسائل الإعلام 

 
- أهمية وسائل الإعلام 
- الهدف من وسائل الإعلام 
- الإعلام المغرض:
- التكامل بين الإعلام والتبليغ 
 
 
 
 
 
 
7

2

الفصل الأول : وسائل الإعلام

  أهمية وسائل الإعلام 

 
يتحدث الإمام الخامنئي دام ظله عن وسائل الإعلام في هذا العصر وأهميتها التي تفوقت بأشواط كثيرة على الوسائل التي سبقت عصر الإعلام فيقول دام ظله:
 " إن أكثر الوسائل فعالية وكفاءة في عصرنا هذا هي الوسائل الإعلامية؛ فالصحف والتلفزيونات والإذاعات أشد تأثيراً في العالم اليوم من الكتب لأنها تبث ما تريد على موجات الأثير"1
 
ومن الطبيعي أم موجات الأثير أكثر تناولا وأيسر وأقل كلفة على الإنسان، وهذا هو عمق الإشكالية التي يتحدث عنها المثقفون اليوم في قضية بُعْدِ الناس عن الكتاب والقراءة، إذ أن الاستماع إلى جهاز الراديو مثلا ممكن في السيارة وفي العمل، وخلال الإنشغال بأي أمر آخر بينما مسألة المطالعة في الكتاب في تحتاج إلى ظروف معينة، ووقت مستقل وخاص بها وهذا بغض النظر عن الجانب الإقتصادي من الأمر، حيث ليس من قدرة الكثير من الناس شراء الكتب، فضلا عن عدم توافر المكتبات العامة بحيث تغطي كامل الحاجة الفعلية.
 
إضافة إلى هذا كله يستبطن كلام الإمام الخامنئي دام ظله الإشارة
 
 
 

1- المناسبة: ختام أعمال الدورة الرابعة لمجلس الخبراء الزمان والمكان: 29 جمادى الأولى 1421هـ طهران الحضور: أعضاء مجلس خبراء القيادة. 
 
 
 
 
 
 
9

3

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 إلى النقطة الأبرز وهي أن الإنسان بطبعه يأنس بالمرئيات والمسموعات أكثر من الأنس بالقراءة، وبما أن وسائل المرئي والمسموع هي المسيطرة في الغالب، فمن الطبيعي أن تغلب في هيمنتها على الناس. 

 
الهدف من وسائل الإعلام
 
إن الهدف الأبرز من وسائل الإعلام والذي يشير إليه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله ، هوالرقي بالمستوى الثقافي للناس ونقل الفكر الإسلامي الصحيح، بما يتضمن من توعية أخلاقية واجتماعية، تسير بالمجتمع الإسلامي عامة إلى الخير والصلاح يقول دام ظله:
" يجب أن يكون عموم توجّه الصحافة نحو إصلاح الثقافة العامة، وعلى المؤسسات المختصة بشؤون التبليغ والإعلام، أن تبذل جهودها في اتجاه إصلاح الثقافة العامة. "1
 
فحينما ينتج الفيلم الذي يحكي في مضمونه سنة أخلاقية، أو إرشاداً وتوجيهاً بشكل غير مباشر فإن الهدف المراد من وسائل الإعلام في جانبها الثقافي والإرشادي قد تحقق، يقول دام ظله. 
" يجب أن تنتج الأفلام لإصلاح الثقافة الإسلامية العامة. وعلى الإذاعة والتلفزيون أن تعمل دوماً من أجل الثقافة العامة.2
 
الاعلام المغرض: 
 
أشرنا في المقدمة إلى استثمار المنحرفين للإعلام ووسائله، وتسخيرها في خدمة أغراضه الدنية وأهواءه، وابرز مثال على
 
 
 

1- الزمان: 11 صفر 1416هـ. 
2- الزمان: 11 صفر 1416هـ. 
 
 
 
 
 
10

4

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 ذلك قوى الإستكبار العالمي، الأمريكي والصهيوني، والذين يسيطران على الكثير من الشبكات الإعلامية حول العالم، لممارسة التضليل والأساليب القذرة في التوجيه الغير المباشر، والتهجم على الدول التي يخشى منها على هيمنتهم، وقلب الحقائق، وسائر الأساليب الأخرى.

 
 يحذر الإمام الخامنئي دام ظله من هذه الوسائل، وينبهنا جميعاً إلى الأدوار الخبيثة التي تحاول أن تلعبها في مجتمعاتنا ودولنا، ويركز على ثلاثة من أساليبهم المغرضة: 
 
1- التشكيك:
 
 والمقصود بالتشكيك، هو إثارة الأسئلة والمغالطات حول مراكز القوة والصدق في البلاد الإسلامية ولا سيما في مكامن القوة في نظام الحكم الإسلامي التي من أبرزها مسألة ولاية الفقيه، كما لا يقتصر التشكيك على هذه المسألة فقط بل يتعدى ذلك ليطال كل ما يوحد الأمة، ويجعلها يداً واحدة، ويشكك الناس في صدقية المسؤولين عن خدمتهم، كما يقلب الحقائق، وإلى هذه الحقيقة يشير الإمام الخامنئي دام ظله بقوله: 
" اعلموا يا أعزائي أن أول عمل يمارسه الإعلام ضد الدول هو التشكيك في مصداقية المراكز الحقيقية للصدق والصفاء فيها؛ فيشكك في طبيعية عمل أجهزة الإعلام الصادقة، ويثير الشكوك حول شخصيات الناس المؤمنين، ويكيل التهم لهذا وذاك، ويخلق التردد في قلوب الناس، ويحرف العقول ويقلب الحقائق".1
 
 
 

1- المناسبة: ولادة الإمام الحسين ( ع) ويوم حرس الثورة الإسلامية وأسبوع التعبئة الزمان والمكان: 3 شعبان 1419هـ. ق. طهران. 
 
 
 
 
 
 
11

5

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 ومن الأمثلة التي يستعملها الإعلام المعادي والمغرض في مسألة قلب الحقائق، هي استعمال المعايير المزدوجة في تقييم الديمقراطيات في البلدان المختلفة ففي البلاد التي تميل سياسياً مع الهوى الأمريكي يعتر الإعدام من الفضائل حتى لو كان لأقل الأمور ولأجل مسائل لا تستحق هذه العقوبة، بل يعتبر المجازر التي ترتكب بحق الأبرياء دفاعاً عن النفس، وتصور الدول التي تمتلك الأسلحة النووية وتقام جوراً على أرض أمة أخرى دولاً مظلومة، ومن يحاول أن يحصل ولو جزءً من حقه وينتزعه منها، ولو بالدفاع عن حقه برمي الحجر، إرهابيا من الدرجة الأولى، أما في البلدان الممانعة للهيمنة الأمريكية، فإن الإعلام الأمريكي يسلط الضوء على قضايا الإعدام بطريقة تبين أن في ذلك انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان في هذه البلاد، حتى لو كانت أحكام الإعدام لأجل قضايا محقة، يقول دام ظله. 

 
" في منطق الإعلام الأميركي وشبكة الإعلام الصهيوني، فإن إعدام مهربي الهيروين في إيران نقض لحقوق الإنسان، ولكن اختطاف الناس في لبنان وقصف القرى وإطلاق النار على المشردين الفارين من قراهم لا يسيء أصلاً إلى حقوق الإنسان".1
 
2- التلوث الثقافي: 
 
الأسلوب الخطير الآخر الذي تركز عليه وسائل الإعلام المغرضة والتي ترعاها الدول التي تحاول الهيمنة على العالم، هي مسألة تلويث الثقافات الأصيلة لهذه البلدان، لأن من يترك ثقافته ليتبع ثقافة أخرى فإن ذلك يعني أنه ترك أهم ما يرفع أمته إلى مواقع القوة، ولا أدل على
 
 
 

1- المناسبة: موسم الحج 1419هـ الزمان والمكان: 1 ذو الحجة 1419هـ، مكة المكرمة. 
 
 
 
 
 
 
 
12

6

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 هذا التلوث الثقافي الذي يبثه الإعلام المغرض في عقول الناس، من ظهور الكثير ممن يتشدقون ليل نهار في التشكيك بالقضايا الدينية والاجتماعية التي تتناسب و فطرة الإنسان، والتقاليد المحافظة، لدرجة أنهم لا يتورعون عن وصفها بالتحجر أو التخلف، ومن أسوأ الأمثلة التي تدل على محاولات التلويث الثقافي للأمة، هي أن تقدم الصورة عن البلدان الغربية بمثاليات لا واقعية لها سوى في الأفلام، وبذلك تبتعد شرائح الشباب عن النموذج الإسلامي الذي يؤمن السعادة للإنسان، وإلى هذه المعاني يشير الإمام الخامنئي دام ظله: 

" الكثير من الضجيج الإعلامي والسياسي لوسائل الإعلام الأجنبية يتم لتعكير صفو البلاد وإيجاد تلوث ثقافي، من أجل عدم معرفة الظروف، وجعل احتياجات الزمان والوطن في طي النسيان، إنّ هدف العدو من هذا الضجيج هو شغل ذهن الناس."1
 
التكامل بين الإعلام والتبليغ :
 
مهما بلغ الإعلام في ميدان التوجيه والإرشاد، فإن ذلك لا يعني إطلاقاً أنه سيكون بديلاً عن دور التبليغ الذي ينطلق من المسجد والعالم، فإن الإعلام على تأثيره الكبير في النفوس البشرية، لا يستطيع أن يكون بنفس القدسية التي يتضمنها التبليغ من خلال المنبر ألعلمائي في المساجد والحسينيات، وفي هذا المضمار يشر الإمام الخامنئي دام ظله الوارف إلى نقطتين أساسيتين تتعلق بالعلاقة بين الإعلام والتبليغ: 
 
 
 

1- خطاب الإمام الخامنئي ( دام ظله) لدى استقباله قادة ومنتسبي القوة الجوية للجيش.
 
 
 
 
 
 
13

7

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 1- الحاجة للأمرين :

 
حيث يقول دام ظله الوارف: 
" إن أيّاً من الأساليب الإعلامية والفنية وما تقدّمه الأجهزة الخبرية لا يسدُّ مَسَدَّ التبليغ.لا أريد القول أن التبليغ يغني عنها، إلاّ أنها أيضاً لا تغني عن التبليغ بأسلوبه وطريقته. "1
 
 
فلا التبليغ في العصر الإعلامي بنفسه قادر على أداء الدور الكامل في بناء المجتمعات على الأسس الدينية و ولا الإعلام لوحده بدون المبلغين والعلماء والمساجد والمنابر قادر على القيام بالوظيفة الكاملة، فالعلاقة بينهما علاقة تكامل بالدرجة الأولى.
 
 
يقول دام ظله.
" للتبليغ اليوم نفس ذلك الدور الخطير. فلا يتوهم أحد إن وجود المذياع والتلفاز والفيديو وغيرها من الأجهزة الحديثة يلغي دور المنبر، أو يقول قائل: ليس لتبليغ الدين بالشكل المعهود دور في العصر الحديث. فالتأثير الذي يتركه كلام إنسان في مجلس يقف فيه المتكلم وجهاً لوجه أمام مخاطبيه ويحدثهم بموضوع مناسب، يكون تأثيراً كبيراً بلا شك، ويختلف عن تأثير أي أسلوب آخر من الأساليب الإعلامية. وهذا النمط من التبليغ الذي يتصف بالبركة الإلهية ويكون وجهاً لوجه، له أهمية فائقة."2
 
 
2- التبليغ وتطوير الإعلام: 
 
فالتبليغ يمكن له أن يكون الداعم للإعلام والمرشد في التوجيه 
 
 
 

1- المناسبة: حلول شهر رمضان المبارك الزمان والمكان: 23 شعبان 1418هـ. طهران. 
2- المناسبة: على أعتاب شهر محرم الحرام الزمان والمكان: 24 ذي الحجة 1418هـ. طهران. 
 
 
 
 
 
 
 
14

8

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 الإعلامي، وبذلك يستفيد التبليغ من وسائل الإعلام، ويستفيد الإعلام من التوجيه الثقافي للمبلغين في المناسبات التي ينبغي أن يتم فيها التوجيه الثقافي بالشكل اللازم، يقول سماحة الإمام دام ظله. 

" ليكن أحد أهداف التبليغ عبارة عن تطوير الإعلام الإسلامي لأجل إرشاد الناس."1
 
حرية الإعلام: 
 
يكثر الحديث في هذه الأيام عن حرية الإعلام وحدودها، وكثيراً ما يتمسك الإعلام الغربي بهذه القضية للتهجم على الدول الإسلامية متهما إياها بالتضييق على وسائل الإعلام، ولا سيما في الجمهورية الإسلامية، وحول هذه المسألة يقول الإمام الخامنئي دام ظله الوارف. 
" بإمكان الصحافة إثارة وعي الجماهير إزاء مسؤولياتها، وتنبيه المسؤولين إلى مهامهم الخطيرة. أما إذا حصل العكس فإن الصحافة تؤدّي هنا إلى إثارة الصخب والتوتّر والغموض والفرقة وتضليل كلا الجانبين عن واجباتهما الأساسية. "2
 
فالحرية التي يعطيها الإمام الخامنئي دام ظله للإعلام، هي الحرية التي تؤدي إلى التكامل في البناء الحضاري للبلد حيث تقوم الصحافة والإعلام بنقل الصورة الإلى المسؤول والشعب على حد سواء بما يؤدي إلى تبيان الأخطاء والسعي لصلاحها. 
 
إلا أن منح الحرية بهذا المقدار للإعلام لا يعني أبداً، أن تستخدم
 
 
 

1- المناسبة: بدء العام الدراسي في الحوزة العلمية المكان والزمان: 22 ربيع الأول 1413هـ. 
2- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ. الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي. 
 
 
 
 
 
 
15

9

الفصل الأول : وسائل الإعلام

  الحرية وشعاراتها لبث الأمور التي تفسد المجتمع، أو تتعرض للمقدسات أن تمس بكرامة الآخرين، فشتان ما بين الأمرين، وإلى هذا يشير سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الوارف بقوله: 

" إن مهمة الصحافة غاية تتطلب وسيلة لبلوغها، وتلك الوسيلة هي الحرية. فحرية الصحافة يجب أن تكون وسيلة لأداء مهمة الصحافة، لا أن تصبح مهمّة الصحافة ضحية لحرية مطلقة متحللة."1
 
الإعلام الغربي والحرية المزعومة:
 
يتباهى الإعلام الغربي بالكثير من الشعارات الوهمية التي يحملها، ومنها شعار الحرية، والذي استفاد منه بأسوأ أنواع الإستفادة، ووصل بهم الأمر للجرأة على إهانة الرسول الأعظم محمد ص ، وفي المقابل يقيمون الدنيا ولا يقعدونا إذا شكك أحد ما بقضية المحرقة النازية المزعومة، يقول دام ظله.:
"وفقاً لحرية التعبير هذه لا يمكن إظهار أي تشكيك في أسطورة محرقة اليهود أو نفيها ولكن تجوز الإساءة إلى مقدسات أكثر من 5،1 مليار مسلم. "2
 
وكدليل على هذه العقلية المتحيزة للجانب الصهيوني، والتي يسيطر عليها المستكبرون يذكر سماحة الإمام الخامنئي دام ظله قضية حصلت معه في بدايات الثورة الإسلامية في إيران فيقول: 
" في إحدى المرات أرسل أحد بيانات الإمام الخميني قده إلى أمريكا من أجل نشره في الصحف الأمريكية لأنها واسعة
 
 
 

1- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي. 
2- خطابه عند لقائه بجمعٍ من قادة ومنتسبي سلاح الجوّ 7-2-2006
 
 
 
 
 
 
 
16

10

الفصل الأول : وسائل الإعلام

 الانتشار كما قالوا إلا أن الصحف الأمريكية التي تتبجَح بالحرية لم تكن مستعدة لنشر ذلك البيان على صفحاتها، في حين أن الذين كانوا يريدون نشر ذلك البيان كانوا على استعداد لتقديم مبلغ كبير من المال عدة آلاف من الدولارات من أجل نشره. إلا أن جميع الصحف هناك رفضت بإصرار نشر ذلك البيان على صفحاتها. هذه هي الحرية التي تدعيها صحافة الأعداء..".1

 
 

1- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي. 
 
 
 
 
 
 
17

11

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

 الفصل الثاني 


 الإعلام المرئي والمسموع 

- السياسة العامة للمرئي والمسموع 
- المرئي والمسموع والأخلاق العامة
- الإعلام وتدين الناس
- الإعلام وبرامج الترفيه
- الرقابة
- التأثير غير المباشر 
 
 
 
 
 
 
19

12

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

  الإعلام المرئي والمسموع

 
 تمهيد
 
الإعلام المرئي هو أكثر الوسائل تأثيرا في الناس، لأن النفوس تنجذب إلى ما تراه وتسمعه أكثر مما تقرأه، ولا يكاد يخلو منه منزل من تلفاز أو جهاز راديو، ولهذا فلا بد وأن نجعل هذا التلفاز والإذاعة وسيلة للوصول إلى عقول الناس بطريقة نحافظ بها على قيمهم ومبادئهم من خلال خطط إعلامية مدروسة وهادفة بعيدة عن الابتذال والتفاهة، أو اللهو والعبث.
 
 فكيف ينظر الإمام الخامنئي دام ظله إلى هذا النوع من الإعلام، وكيف يراه بصورة عامة؟ 
 
يقول دام ظله الوارف:
 "بشكلٍ عام يجب أن تكون الإذاعة والتلفزيون وكما قال الإمام الراحل قده جامعة عامّة يُعلَّم فيها الدِّين والأخلاق والقيم الإسلامية وأسلوب العيش الأفضل والجديد في مجال العلم والسياسة والأفكار الجديدة بلغة بليغة ومفهومة, حتى يستطيع الجميع سواء من عامة الناس، أو من أصحاب العقول المفكِّرة الإرتواء من هذا المعين الفيّاض كلٌّ حسب استعداده وقابليته"1
 
 
 

1- المناسبة: تعيين علي لاريجاني رئيساً لمؤسسة للإذاعة والتلفزيون
 
 
 
 
 
 
21

13

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

السياسة العامة للمرئي والمسموع


 من الصفات الرائعة التي يتحلى بها الإمام الخامنئي دام ظله اطلاعه الدقيق على الكثير من التفاصيل التي تختص بأمور الناس والدولة، والإعلام، ولهذا نراه يركز في أحاديثه مع الإعلاميين على مسائل دقيقة قد لا يلتفت لها في بعض الأحيان أهل الإعلام أنفسهم، ومن الإرشادات الهامة التي أولاها في مسألة توجيه الإعلام، والخطوط والسياسات العامة التي ينبغي السير وفقا لها، حيث يقول دام ظله:
 
" إن أهم النقاط التي يجب أخذها بنظر الاعتبار في رسم السياسة الجديدة لإدارة الإذاعة والتلفزيون هي ما يلي: 
 
1 ـ يجب أن ينصبَّ مسار التحرّك في هذا الجهاز باتّجاه الوصول إلى التفوّق الكيفي لبرامجه على التوسع الكمي الذي يأتي بالدرجة الثانية من الأهمّية. ولكن التغطية الفنّية لجميع أنحاء البلاد بما فيها القرى والأرياف مُقَدَّمة على كلّ شيء في الوقت الحاضر. 

2 ـ إعادة النظر في تشكيلات هذا الجهاز وإحداث التغييرات المطلوبة من أجل تحسين نوعية الأعمال وأساليبها. 

3ـ الاستفادة من آراء ونظريات الجامعيين والمراكز الجامعية من أجل طرح البحوث العلمية والاجتماعية والنظريات والأبحاث الجديدة لعامّة أبناء الشعب، ولابدّ من التأكيد في طرح الأبحاث الإسلامية على نوعيّة وعمق تلك الأبحاث والاجتناب عن طرح الآراء الضعيفة والممزوجة بالخرافات والأوهام والتي تتحكم فيها الأذواق الشخصية. 
ومن أجل تحقيق هذا الهدف لا بدّ من إقامة التعاون الجادّ
 
 
 
 
 
 
22

14

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

 والمدروس مع الحوزات العلمية وعلماء الدين الكرام. 

 
4 ـ تطوير وتسريع نظام إيصال المعلومات الذي يعتبر من أهمّ مسؤوليات هذا الجهاز الإعلامي بلغة واضحة وبليغة. 
 
5 ـ إضفاء الجاذبية والجمال على البرامج الفنّية للإذاعة والتلفزيون وعرض أفضل المشاهد الفنّية بمحتويات اجتماعية وأخلاقية وسياسية هادفة وعدم عرض وبث المشاهد المبتذلة والمضلّلة والفاقدة للقيم الفنّية. 
 
6 ـ الاجتناب عن بثّ الموسيقى المبتذلة واللهوية، والموسيقى وسيلة يمكن أن تكون محلّلة ويمكن أن تكون محرَّمة، فيجب معرفة وانتقاء المحلّل منها والاستفادة منه في الإذاعة والتلفزيون. 
 
7 ـ يجب أن يكون المسار العام لبرامج الإذاعة والتلفزيون هو مواجهة الهجمة الإعلامية والثقافية والخبرية للاستكبار العالمي، ولا يجب العمل بهذا الأمر في مجال الأخبار فحسب، بل يجب أن يتعدّاه إلى التقارير والبرامج العلمية والإجتماعية والسياسية أيضاً؛ وبالأخص البرامج الثقافية والمسلِّية كالتمثيليات والمسلسلات. 
 
8 ـ توضيح هذا الأمر المهم لجميع العاملين في الجهاز الإعلامي: وهو أنَّ الثقافة الأجنبية المهاجِمة تستطيع التأثير على الأذهان عن طريق العروض الفنّية والبرامج المسلّية أكثر من التأثير عن طريق الحوار، فلذا يجب التصدّي لهذا التأثير القهري بطريقة ذكيّة وعقلائية"1
 
 
 

1- المناسبة: تعيين علي لاريجاني رئيساً لمؤسسة للإذاعة والتلفزيون 
 
 
 
 
 
 
23

15

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

 المرئي والمسموع والأخلاق العامة

 
إن مسألة الأخلاق الإنسانية، هي لبُّ الدين، ولا بد بحسب رأي الإمام الخامنئي دام ظله أن تحتل المركز الأول في الترويج الإعلامي الهادف، وعن هذا يقول سماحته دام ظله:
"إن الهوية الأخلاقية هي الهوية الحقيقية للمجتمع، أي أن مركز الثقل في المجتمع هو القطب الأخلاقي، وجميع الأمور الأخرى إنما تدور حول محورها.
 فعلينا أن نولي الأخلاق أهمية كبيرة، وعلى الإذاعة والتلفاز التخطيط في مجال نشر الفضائل الأخلاقية وتفهيمها وبيانها، كالأخلاق السلوكية لأفراد المجتمع، والانضباط الاجتماعي، والنظم والتخطيط، والأدب الاجتماعي، والاهتمام بالأسرة، ورعاية حقوق الآخرين، وحفظ كرامة الإنسان، والإحساس بالمسؤولية والاعتماد على النفس، والتحلّي بالشجاعة الذاتية والوطنية، والقناعة التي هي من أهم الفضائل الأخلاقية في المجتمع.
ولو أننا قد تعرضنا حالياً في بعض المجالات إلى المصائب، فمرد ذلك إلى غفلتنا عن السجية الحسنة، وكذلك الأمانة والصلاح ومساندة الحق وابتغاء الجمال بمعنى اختيار الحياة الجميلة من الناحيتين الظاهرية والباطنية، وتجنب الإستهلاك، واختيار 
العفة، واحترام الأبوين والأستاذ. 
هذه هي فضائلنا الأخلاقية، وعلى الإذاعة والتلفاز أن تتكفل بنشرها، وعليكم أن تدعموا هذه الفضائل في كافة البرامج التي تعدونها وفي كل مسلسل وحوار واجتماع ومكالمة هاتفية أو تقرير حتى لا يتم نقضها أو تضييعها."1
 
 
 

1- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون. 
 
 
 
 
 
 
24

16

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

  الإعلام وتدين الناس


 ومن الأمور التي يؤكد عليها سماحة الإمام الخامنئي دام ظله ، مسألة العلاقة بين الإعلام المرئي والمسموع وتدين الناس، وأن يكون ارتقاء المعرفة الدينية والإيمان الديني من جملة مهام هذا النوع من الإعلام، ومن أهم الأمور التي ينبغي الإلتفات إليها في هذا الإطار، عدم نشر الشبهات بين الناس، من دون حلول مقنعة، ففي الكثير من الأحيان تطرح شبهة ما بنية حلها، فتعلق الشبهة في العقول، لأن الحل لم يكن بالمستوى المطلوب، ومن هنا يقول سماحته دام ظله:
"ما هو دور الإذاعة والتلفاز بشأن ديانة الناس، وما هو موقفها ومسؤوليتها بهذا الصدد؟ 
طبيعي أن ارتقاء المعرفة الدينية والإيمان الديني من جملة مهام الإعلام، وهناك فرق بين المعرفة والإيمان، ولابد من تقوية كلا الأمرين، ولابد من التحرز عن جعل إيمان الناس واهياً أو سطحياً أو قشرياً، وينبغي أيضاً عدم الاكتفاء بالتركيز على مجرد المشاعر الإفراطية ؛ لعدم جدوى ذلك في تبليغ الدين، فاجعلوا هذا أساساً لنشاطكم. ولنعد الآن إلى برامج الإذاعة والتلفاز لتروا ماذا ينبغي عليكم فعله أو تركه، فيجب أن تهدف البرامج الدينية إلى إزاحة الشبهات عن الدين، لا أن تقوم على إثارة الشبهات وتوسيع دائرتها، حيث تعرض أمور تؤدي أو تساعد على إثارة الشبهات! ربما أمكن لها إذا عرضت في جمع من المؤمنين المخلصين أن تعمل على زيادة إيمانهم، إلا أن عرضها على الملايين لا تكون نتيجته سوى زعزعة إيمان بعضهم، إذن لا بد من تجنب ذلك.
 
 
 
 
 
 
 
25

17

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

 وأن يكون الخطاب الديني مبنياً على دفع الشبهات، وإن يكون واضحاً ومتقناً وفنياً، وأن يكون صحيحاً على جميع المستويات، فإننا برغم تبويب الخطاب الديني وتصنيفه إلى مستوى النخب، ومتوسطي الثقافة، ومستوى الشباب، ثم الصغار، إلا أن الخطاب الديني حتى بالنسبة لمستوى الصغار ينبغي أن يكون صحيحاً، فالطفل في الصف الأول الابتدائي يتعلم حاصل جمع الاثنين والاثنين هو أربعة، وتبقى هذا النتيجة صحيحة عنده حتى إذا بلغ أعلى القمم في علم الرياضيات. 

وهكذا ينبغي أن يكون الأمر بالنسبة إلى تعليم الدين للطفل والعامي، فلا ينبغي أن يكون خاطئاً، فيدرك الخطأ إذا ارتقى عملياً وعندها يشكك في مصداقية الدين."1 
 
الإعلام وبرامج الترفيه
 
لا بد من التوجيه الثقافي والأخلاقي في الإعلام، حتى في البرامج التي تعد للترفيه كالمسابقات، هذا ما يؤكد عليه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله.
 
ومما يؤكد عليه في هذا الإطار، هو أن مسألة الترفيه أمر لازم، ولا بد منه، إلا أن ذلك لا يعني أن نقع في محذورين خطيرين:
 
الأول: أن يتحول الترفيه إلى تهتك وتهريج فارغ من المحتوى التوجيهي. 
 
الثاني: أن لا تكون الجوائز التي تعطى للمشاهد على أمور تافهة، ولا تستحق قيمة الجوائز.
 
 
 

1- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.
 
 
 
 
 
 
26

18

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

  يقول دام ظله:

"إن البسمة من المقولات المهمة والضرورية جداً، فالحياة بلا ابتسامة حياة لا تطاق، قال الإمام علي ع المؤمن بشره في وجهه ، فإذا أمكنكم إدخال السرور على المجتمع ببشركم، فعليكم المبادرة إلى ذلك، ولكن بأسلوب مدروس ومتقن. 
وهذا لا يعني أن أسلوبكم لم يكن مدروساً، فقد قمتم بأعمال ايجابية كثيرة، وإنما يأتي كلامي تأكيداً على الإستمرار في ذلك، فعليكم أن تحذروا امتزاج إضحاك الناس بالابتذال والتهتك، فعليكم أن تلجأوا إلى إضحاك الناس من الطريق الصحيح، فأحياناً تؤثر الطرفة أو التعبير الجاري على سرعة البديهة أثرها في إضحاك السامع، في حين يبذل المتهتك قصارى جهوده المتكلفة دون أن يفلح بانتزاع ضحكة المشاهد. 
إن القدرة على إضحاك الناس تعدّ من الفنون البارزة التي تقوم على استعراض المسائل الجادة بأسلوب ساخر. 
كما أن المسابقات من جملة التسليات، وهي من الأمور الجيدة، ولكن ينبغي الالتفات إلى التبعات السيئة من الناحية القولية والعملية فيها، وأحياناً في الضحكات غير المبررة، ومن بين المسابقات المسابقة الهاتفية، حيث يتصل شخص ويُعطى جائرة لا لشيء، فقد شاهدت يوماً في واحدة من هذه المسابقات أن أعطي شخص خمسة ملايين توماناً، لأنه أجاب على بضعة أسئلة! وهذا المبلغ عبارة عن مجموع ما يتقاضاه الموظف على مدى ثلاث سنوات. 
قد يقال: إن في هذا النوع من المسابقات والجوائز ترويجاً
 
 
 
 
 
 
27

19

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

  للعلم، إلا أن الأفضل أن يتم ترويج العلم بطريقة أخرى، لأن هذه الطريقة مضرة وغير منطقية ويساء الاستفادة منها؛ إذ ليس من المنطقي أو الضروري معرفة ماذا إذا كان الإنجيل عربياً أو يونانياً أو لاتينياً، حتى استحق على هذه المعرفة مليون تومان. 

وعليه فإن مقولة التسلية وضرورتها شيء آخر، والتخطيط لها شي ء ثالث، وكونها مفيدة شيء، وتجنب ما فيها من السلبيات شيء رابع".1
 
الرقابة
 
 
من الأمور التي تحتل مركزاً في صدارة المهمات التي تقع على عاتق الإعلام المرئي والمسموع الإسلامي، هي مسألة الرقابة.
 
فالرقابة هي حجر العثرة الذي يوقف تسيب الأخلاق في الإعلام، كما وأنه يضبط الحدود الشرعية في ممارسة المهنة. 
 
ويؤكد سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في هذا الإطار على مسائل مهمة:
 
الأولى: أن لا يقتصر دور الرقابة على الإرشاد للحدود الشرعية في العمل الإعلامي. 
 
الثانية: أن تكون الرقابة شاملة للأفكار التي يمكن أن تمرر في الأعمال الإعلامي والتي تدخل عقول الناس بطرق غير مباشرة. 
 
الثالثة: أن تكون الرقابة منذ المراحل الأولى من الإنتاج، ليتفادى الوصول إلى مرحلة لا يمكن التراجع فيها.
 
 يقول دام ظله:
 
 
 
 

1- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.
 
 
 
 
 
 
28

20

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

 "من بين وظائفكم التنفيذية هي الإشراف على المحتوى الكيفي للبرامج، ولكن لا ينبغي حصر هذه الرقابة وهذا الإشراف بالملاحظات الفقهية والشرعية، كأن لا يحدث تماس بين الفتى والفتاة أثناء التمثيل أو أن يكون بينهما فاصل إذا جلسا على الأريكة، فهذا وإن كان ضرورياً وينبغي أن يتم بأسلوب ذكي، إلا أنه لا ينبغي الاقتصار عليه، فلابد بالإضافة إلى ذلك من رقابة المحتوى من الناحية الكيفية أيضاً، فالفيلم الذي تدفعوه للمنتج كي يعدهّ لكم لابد من مراقبة محتواه. ومن جملة الأعمال الايجابية أن يتم تفقّد العمل أثناء الإنتاج للحيلولة دون هدر الأموال في الأمور التافهة، ليأتي دور التدارك بعد فوات الأوان، وعلى كل حال لابد من السعي الحثيث وراء الرقابة الكيفية للحيلولة دون الخطابات السلبية وغير الإيجابية."1

 
 الخطاب المنسجم
 
من المسائل التي ينبه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الإعلاميين إليها، هي عدم تقديم الخطاب المتناقض، لأن ذلك يؤثر في عدم استقرار المفاهيم الإيجابية التي يراد إيصالها إلى عقل السامع أو المشاهد، فمن الخطأ الكبير أن يكون التركيز الإعلامي في فترة معينة على مسألة العفو والتسامح وثم نأتي لنبث فيلما يحكي عن الثأر والانتقام، إن الخطاب المتناقض بهذه الطريق سيجعلنا نراوح في مكاننا منون أن نقدم للناس أي شيء يذكر يقول سماحته في هذا الصدد:
لا بد من التنسيق في بيان الخطاب وأن يتم بأسلوب متتابع،
 
 
 

1- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.
 
 
 
 
 
 
29

21

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

  فالاكتفاء بمقطع ومورد واحد لا يجدي شيئاً، فمن الضروري أن يتم أعداد كافة البرامج بشكل يعضد بعضها بعضاً حتى يتجذر فحوى الخطاب في المجتمع، إذ من الممكن أن نذكر أحياناً خطابات متناقضة، فنتحدث مثلاً حول العدالة الاجتماعية من جهة، وفي برنامج آخر نقوم بنقض العدالة الاجتماعية عملاً، حيث نشاهد أغلب المسلسلات تدور أحداثها في قصور فارهة! فهل حقاً يعيش غالب الناس في مثل هذه القصور؟ إذن، فما هي ضرورة ذلك؟ 

إن المسلسلات القديمة وإن لم تكن بالمستوى الكيفي الذي عليه المسلسلات الجديدة، إلا أنها كانت أقرب إلى الواقع حيث تعكس حياة الناس على واقعها وفي البيوت المتواضعة، وهذا هو الصحيح، فلا ضرورة إلى تعريف الحياة بأنها حياة ترف وبذخ. 
إن بث الدعايات التي تدعو الناس إلى الاستهلاك تتناقض والبرنامج الذي انتخبتموه في نقد الاستهلاك وشجبه".1
 
الخلاصة: المحتوى الهادف
 
يخلص كل ما ذكرناه ـ من وظائف الإعلام المرئي والمسموع، كعلاقته بالأخلاق، والتدين، وكيفية استثمار البرامج الترفيهية، ومسألة الرقابة، وغيرها من الأمور ـ إلى أمرٍ أساسيٍّ واحد ألا وهو أن يكون المحتوى الذي يقدم من خلال الصوت والصورة محتوىً هادفاً.
 
وقد يظن بعض الناس أن توجيه البرامج في وسائل الإعلام يجعله مملاً، وبالتالي لن تشاهده الناس فكيف نوفق بين هاتين المسألتين؟
 
 
 

1- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون. 
 
 
 
 
 
 
30

22

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

  ومن هنا تأتي إرشادات الإمام الخامنئي الحكيمة والتي تضع الأصبع على موضع الجرح، حيث يقول دام ظله في هذا الإطار:

"عليكم أن تجعلوا دراسة المحتوى في كافة البرامج أمراً إلزامياً، فلابد أن تنطوي جميع البرامج التي تبثونها على رسالة وخطاب، وهذا لا يعني بالضرورة أن تكون البرامج مملّة ومضجرة، إذ بالإمكان إدراج الخطاب ضمن برنامج ممتع أو مسلً. 
فليس ينبغي أن تخلو برامجنا من الخطابات السلبية فحسب، بل يجب عدم خلوها من الخطاب الايجابي، فلا تكون عقيمة، فلا بد من إدراج الهدف الذي تتعقبونه في المسلسل الذي تنتخبونه، والفيلم الذي تبثونه، واللقاء الذي تقيمونه، والمسابقة التي تعدونها، وفي الحوار الذي ينفع المجتمع، وأحياناً ينبغي دراسة موضوع بشكل حوار عام، فلا بد من توفير الأرضية لذلك".1
 
وكمثال على هذا الهدف يشير دام ظله إلى نماذج من ذلك حيث يقول:
"إن مشهداً لصلاة جماعة مهجورة يحضرها أفراد معدودون من العجزة الخاملين ليس من شأنه الترويج لصلاة الجماعة؛ وليس بكافٍ بثّ الأذان من قبل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. شبابنا يشكّلون الآلاف من الصفوف العامرة بالحماس والتوجه وهم يقفون لأداء صلاة الجماعة على امتداد ربوع وطننا، والكثير ممن تتناقل الأفلام السينمائية تفاصيل حياتهم هم من المصلين المتضرعين المتهجدين، ولَكثيرة هي الحناجر التي يحركها
 
 
 

1- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون
 
 
 
 
 
 
31

23

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

  الإيمان والتعبد فتترنم بالأذان حينما يحل أوان هذا النشيد المعنوي، وكثيرة هي الحشود التي تكفّ عن الأعمال اليومية وتتوجه صوب المساجد؛ هذه المشاهد جميعاً بوسعها أن تضفي صورة زاهرة من شأنها الترغيب في هذه الفريضة المنجية عبر النتاج الفنِّي ."1

 
التأثير غير المباشر
 
كما أن التأثير من خلال المحتوى الهادف ليس من الضروري أن يكون بطريقة مباشرة، كأن نأتي ونقول للناس افعلوا هذا الأمر ودعوا ذاك، فهذا التوجيه لا يكون نافعاً في الكثير من الأحيان. 
 
إن الطرق الحديثة تستطيع أن تحقق لنا أن نوصل الفكرة بطريقة غير مباشرة، وإلى هذا يشير سماحته بقوله:
"تلقين الخطابات والمفاهيم بأسلوب غير مباشر، وقد تحدثنا في هذا المجال مراراً وتكراراً، فأشاهد أحياناً في الأفلام الأجنبية خطابات ثقافية، وأحياناً دينية عجيبة لا يشعر الإنسان بها أبداً، فالفن هو أن ينقل الإنسان مراده بأروع أسلوب وأبلغه تأثيراً، دون أن يوجد أي امتعاض وتمنّع في المستمع أو المشاهد ".2
 
تسليط الضوء على الأشخاص
 
وفي هذا الإطار أيضاً لا بد من الانتباه إلى مسألة الشخصيات التي نقدمها للناس من خلال الوسائل الإعلام والمرئي والمسموع، فتسليط الضوء 
 
 
 

1- المناسبة: الملتقى السنوي الثاني عشر لإقامة الصلاة الزمان والمكان: 29 جمادى الثانية 1423هـ كرمان
2- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون. 
 
 
 
 
 
 
32

24

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

 على الأشخاص لا بد وأن يكون بطريقة مدروسة، لما في ذلك من تقديم للقدوة لجيل الشباب خاصة والناس عامة، ومن الأمور التي أكد عليها الإمام الخامنئي دام ظله ، عدم تسليط الأضواء على التافهين من الناس يقول سماحته:

"ينبغي الالتفات بشدة إلى ضرورة عدم تسليط أضواء الشهرة على الشخصيات غير الصالحة، فقد شاهدت أحياناً تسليط الضوء في الإذاعة والتلفاز ومن أموال الناس على أشخاص يفتقرون إلى القيم العلمية والفنية، فما هو سبب ذلك؟ 
إنني أشاهد أشخاصاً غير أكفاء في مجال اختصاصهم، أو أنهم متوسطون فيه، ومع ذلك يتم تخصيص ساعة أو ساعتين من وقت التلفاز لبيان سيرتهم وسيرة أسرهم وماضيهم التافه! فلماذا؟
ومضافاً إلى هذا التساؤل، نقول إنه يترك تأثيراً سلبياً، لأنه يخلق من هذه الشخصيات أسوة تحتذى، فهل نريد أن نخلق من هذه النماذج أسوة ليحتذي بها الشباب؟"1.
 
 
 

1- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون. 
 
 
 
 
 
33

25

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

 الفصل الثالث 


 الصحافة المكتوبة 

- دور الصحافة في المجتمع
- المهام الأساسية للصحافة
- الصحافة والتحليلات المعادية 
 
 
 
 
 
 
35

26

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

  الصحافة المكتوبة


 تمهيد

لا بد في بداية الحديث عن الصحافة المكتوبة من الإشارة إلى مدى الأهمية التي تحتلها بين وسائل الإعلام الأخرى، فمن خلال التواصل الدائم واليومي بينها وبين قراءها، حيث يتيح لها هذا الأمر أن تقدم لهم بشكل متواصل مادة تأثيرية، ومن هنا تكمن الأهمية في عمل الصحافة، يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله :
" لو افترضنا أن هناك صحيفة سواء كانت يومية أو أسبوعية أو غير ذلك تُنشر بعدد قليل جداً من النسخ
خمسة آلاف نسخة مثلاً وكان لتلك الصحيفة قراؤها الثابتون الذين يتابعون مواضيعها باستمرار ويتأثرون بها، فنفس ذلك التأثير المتواصل على مجموعة من الناس ـ وإن كانت قليلة.

سوف يؤدي إلى خلق تيار مستمر في أذهان أبناء المجتمع. 

وإذا ما أراد المسؤولون عن إدارة صحيفة من الصحف أن يفكِروا بمخاطبيهم بشكل دقيق ومستمر ويهدفون حقاً أن يوجهوهم الوجهة التي يشاءون، فان الطريقة المثلى لتحقيق هذا الهدف هو إيجاد مثل هذا التيار المتواصل في أذهان أبناء الأمة. 

ومن هنا تُعرف أهمية وقيمة الصحف التي لها عدد كبير من القراء الذين يتابعون مواضيعها ومقالاتها بشكل دائم ومستمر.
 
 
 
 
 
 
37

27

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

  وإذا ما أردنا قياس عمل الصحافة بعمل أي معلم أو استاذ أو خطيب فسنرى ان نطاق عمل الصحافة أفضل وأوسع وأهم من مجموع تلك الأعمال، وهذا الأمر في حدِ ذاته يكفي في أن نفتح للصحافة حساباً خاصاً في أذهاننا وأفكارنا وأن نتوقع منها القيام بأعمال كبيرة ومهمة. 

 
وعلى هذا الأساس يجب على أرباب الصحافة أن يشعروا بأهمية عملهم ومدى تأثيره في أوساط المجتمع".1
 
 ولأجل أهمية هذه الصحافة أولاها سماحة الإمام أهمية خاصة من خلال إرشاداته المتواصلة وتنبيه العاملين في هذا الحقل إلى الأمور التي من شأنها أن تعزز دور هذه الوسيلة بين سائر الوسائل لتستكمل الدور في بناء المجتمع المنتظم والسليم، وسنسلط الضوء في هذا الفصل على أهم ما أرشد إليه سماحة الإمام دام ظله في هذا المجال.
 
دور الصحافة في المجتمع 
 
ينبه سماحة الإمام دام ظله الوارف إلى أن مسألة الصحافة ليست مجرد حرفة يستدر بها المال لتأمين مستلزمات الحياة، كما أي حرفة أخرى، فإن الصحافة لها دور كبير في بناء ثقافة المجتمع، وعليها أن تؤدي هذا الدور لكي يصدق عليها اسم الصحافة يقول دام ظله : 
" إنه وبسبب التأثير العميق الذي تتركه الصحافة على الأذهان وبالتالي على سلوك وأخلاق شرائح كبيرة من أبناء المجتمع، فلا يمكن اعتبار الصحافة مجرد حرفة الغاية منها الحصول على لقمة العيش فقط. 
 
فالصحافة لها أهداف . تتناسب مع مسؤولياتها . إذا ما تخلت
 
 
 

1- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي. 
 
 
 
 
 
 
38

28

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

 عنها فستكون كالطبيب الذي يتخلى عن معالجة مرضاه. 

 
فلا يقولنَ أحد بأن الطبيب لا يجب أن يحصل على لقمة العيش من خلال ممارسة مهنة الطبابة . فالأطباء كانوا يحصلون دوماً على لقمة العيش من خلال ممارسة حرفتهم . بل يقال: يجب عليه أن يقوم بأداء مسؤوليته أولاً حتى يمكنه أن يحصل على لقمة العيش. 
 
فمن غير المقبول إطلاقاً أن يحاول الطبيب الحصول على الامتيازات المادية لمهنته بالرغم من تخليه عن مسؤوليته في معالجة المرضي. 
 
فلا يقبل أي عاقل أن يحصل الطبيب على المال والشهرة والمكانة الاجتماعية بالرغم من تخليه عن مسؤولياته الطبية. بل إن إطلاق لقب الطبيب على مثل هذا الإنسان غير مقبول عند العقلاء أيضاً. ونفس هذا الأمر ينطبق على الصحافة تماماً، فلو تخلت الصحافة في أي مجتمع عن أداء مسؤولياتها الأساسية والتي من أجلها وُجدت الصحافة فلا تستحق حتى إطلاق إسم الصحافة عليها، ولا يمكن تحمُل وجودها الناقص بأي شكلٍ من الأشكال" .1
 
المهام الأساسية للصحافة
 
تتلخص المهمات الأساسية للصحافة المكتوبة إلى ثلاث مهمات أساسية، فالمهمة الأولى هي توعية أبناء المجتمع، والمهمة الثانية هو الارتقاء بمعلومات أبناء الشعب إلى مستوى أعلى مما هي عليه، والمهمة الثالثة فهي تسييس الجماهير، ويتحدث القائد بشكل مفصل 
 
 


1- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي
 
 
 
 
 
 
39

29

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

 عن هذه النقاط الثلاث حيث يقول دام ظله : 

"المهمة الأولى: 
هي توعية أبناء المجتمع، أما ما هي نوعية تلك التوعية وأساليبها فتأتي في المراحل الأخرى. 
لكن ضرورة أن تقوم الصحافة بتوعية الجماهير ونشر الوعي الفكري ونفاذ البصيرة في أوساط الجماهير هو أمر لا اختلاف فيه ولا يستطيع أحد إنكاره. 
فالمفروض بالعاملين في الحقل الصحافي . مقارنة بالآخرين . إحاطتهم الواسعة بقضايا الحياة وقضايا مجتمعهم وامتلاكهم رؤية واضحة ودراية أعمق؛ حتى يستطيعوا القيام بهذا الأمر على أحسن وجه. 

والمهمة الثانية: 
هو الارتقاء بمعلومات أبناء الشعب إلى مستوى أعلى مما هي عليه، وهذه غير مسألة الوعي التي سبقت الإشارة إليها. وطبعاً هناك بعض الصحف والمجلات المختصة، كالصحف والمجالات الفنية والعلمية، أو السياسية أو الأدبية، وكل منها يمارس دوره في هذا المجال. 
لكنها يجب عليها أن تسعى إلى الارتقاء بالمستوى الفكري للجماهير كل حسب اختصاصها. فالصحافة يجب أن تكون كالصف المدرسي الذي تتعلم فيه الجماهير، وهذا غير نشر الوعي في أوساط الجماهير كما قلت. فالتلاميذ الذين يأتون إلى المدرسة يبدؤون ومنذ اليوم الأول من السنة الدراسية بالحصول على معلومات ومعارف جديدة حسب الدروس التي يحضرونها، فالذي يحضر درس الدين يكتسب
 
 
 
 
 
 
40

30

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

 معلومات دينية جديدة، والذي يحضر درس الاقتصاد يكتسب معلومات اقتصادية جديدة، هكذا في باقي الفروع. 

إذن، خاصية الصف المدرسي هي إعطاء المعلومات الجديدة للطالب بشكل منتظم ومستمر. ومسؤولية الصحافة في هذا المجال شبيهة بمسؤولية الصف المدرسي في إيصال المعلومات الجديدة للناس. 
فلا يمكن أن يقال للناس، إذهبوا واكتسبوا المعلومات والمعارف الجديدة من مصدر آخر؛ لأن هذه مسؤولية الصحافة التي يجب أن تقوم بها، وإن إحدى الغايات التي من أجلها وجدت الصحافة هي توسيع ونشر المعارف والعلوم البشرية في مختلف المجالات. 

أما المهمة الثالثة: 
فهي تسييس الجماهير وغرس الروح السياسية والاهتمام بالأمور السياسية في نفوس أبناء الشعب.
فكلما كان المجتمع سياسياً ويتمتع بالروح السياسية بشكل أكبر، كان أكثر استقلالاً وأقل تعرضاً للمخاطر من قبل الأعداء.
وبالعكس: كلما كان الشعب بعيداً عن السياسة، وليس له القدرة على الفهم والتحليل والإدراك السياسي فسيتعرض لنفس البلاء الذي تتعرض له بعض الشعوب من قبل المراكز الخبرية الكبرى في العالم. وسيكون ذلك الشعب غير قادر على اتخاذ القرار بنفسه، بل سيكون منفذاً لما يُلقن من أفكار ونظريات من قبل الأعداء. وإن إعطاء القدرة لأبناء الشعب على التحليل السياسي ومعرفة الاتجاهات والتيارات السياسية تعتبر من المهام
 
 
 
 
 
 
41

31

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

 الرئيسية لعمل الصحافة. فيجب على الصحافة أن يكون لها تحليلها السياسي، وأن تعلم أبناء الشعب طريقة التحليل السياسي ولا بأس من نشر التحاليل السياسية المتناقضة لأنها ستعطي القارئ بمجموعها القدرة على التحليل السياسي والفهم السياسي الدقيق للأحداث."

 
الصحافة والتحليلات المعادية
 
يحذر الإمام الخامنئي دام ظله الصحافة من الأخبار والتحليلات الجاهزة التي تروج لها وسائل الإعلام ولا سيما التحليلات التي تجريها الوسائل المعادية بأسلوب ماكر لتروج لسياساتها من خلاله، فمن الخطأ التعاطي مع هذه التحليلات ببراءة، ونقلها كما تصل إلينا بل علينا أن نمعن النظر في ما ترمي إليه، وملاحظة المناسب منها وغيره، يقول مد ظله العالي: 
" من الأعمال التي تقوم بها وكالات الأنباء التابعة للمراكز الصهيونية هي صياغة تحاليلها وآراءها بقوالب خبرية خاصة ونشرها في جميع أنحاء العالم. وللأسف فإن صحفنا ومجلاتنا تقوم بنشر تلك الأخبار والتحاليل كما هي. فتصبح ـ من حيث لا تشعر ـ أداة بيد أولئك الذين يخططون لنشر تلك الأخبار من أجل تحقيق أهداف شيطانية معيَنة. بينما المتوقع من صحافتنا معرفة الأخبار الصحيحة وانتقاؤها وتمييزها عن الأخبار والتحاليل الكاذبة الممزوجة معها ومن ثم نشرها على صورتها الواقعية".1
 
 
 

1- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي
 
 
 
 
 
 
42

32

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

 خاتمة

 
إن للإعلام دوراً أساسياً في توجيه الشعوب وتوعيتها وبث الثقافة الإسلامية ، والعقائدية الدينية ، والاهتمام الذي أولاه الإسلام بالإنسان ، وهذا هو خط الأساسي الذي يتفرع منه كل الأدوار والوظائف التي يقوم بها الإعلام بكل أشكاله سواء كان صحافة مكتوبة أم مسموعة ، أم مرئية ، ولهذا نرى أم الإمام الخامنئي دام ظله يقول : 
" إن العامل العام في حفظ سلامة الشعوب المسلمة وسداد فكرها هو ما ينهض به العلماء والمثقفون والكتَّاب والفنانون والشباب العامل والواعي من نشاط في حقل التوعية ".1
 
يقول أيضاً : 
" عليكم أن تبينوا للناس محاسن الإسلام وحقائقه ، والتوحيد الذي يقول به الإسلام ، والمعنى السامي للنبوة والعدل في الإسلام ، والحكومة في رأي الشريعة الإسلامية ، وكذلك أهمية الإنسان في رأي الإسلام " .2
 
إن هذه التوجيهات الرشيدة ، لو التزم بها المسلمون وساروا على نهجها لاستطعنا تحقيق إعلام صادق وصافٍ وقويٍ ، يكون نموذجاً مختلفاً عن إعلام الأعداء الذي ينفك عن ممارسة أنواع الكذب والتضليل والتحليلات الملفقة والمفبركة. 
 
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاهتداء بهدي أهل الأمر وأهل الولاية، والثبات على الطريق في مسيرة الهداية إنه سميع الدعاء. 
 
 
 

1- المناسبة : إقامة مراسم الحج الزمان والمكان : 7 ذي الحجة 1413 هـ مكة المكرمة .
2- المناسبة : اجتماع تنسيق النشاطات الإعلام المشتركة الإسلامية الزمان والمكان : 28 محرم 1419 هـ. ق
 
 
 
 
 
 
43

33

الفهرس

 

مقدمة

5

الفصل الأول : وسائل الإعلام

7

أهمية وسائل الإعلام

9

الهدف من وسائل الإعلام

10

الإعلام المغرض:

10

التكامل بين الإعلام والتبليغ

13

حرية الإعلام:

15

الإعلام الغربي والحرية المزعومة:

16

الفصل الثاني الإعلام المرئي والمسموع

19

الإعلام المرئي والمسموع

21

تمهيد:

22

السياسة العامة للمرئي والمسموع

24

المرئي والمسموع والأخلاق العامة:

25

الإعلام وتدين الناس

26

الإعلام وبرامج الترفيه

28

الرقابة

28

 

 

 

 

45


34

الفهرس

 

الخطاب المنسجم

29

الخلاصة المحتوى الهادف

30

التأثير غير المباشر

35

تسليط الضوء على الأشخاص:

37

الفصل الثالث : الصحافة المكتوبة

17

الصحافة المكتوبة

38

تمهيد:

39

دور الصحافة في المجتمع

42

المهام الأساسية للصحافة

43

الصحافة والتحليلات المعادية

43

خاتمة

45

الفهرس

45

 

 

 

 

46


35
الإعلام