الأحاديث الأربعون

من حفظ على أمَّتي أربعون حديثاً ينتفعون بها، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً...


الناشر: شبكة المعارف الإسلامية

تاريخ الإصدار: 2019-03

النسخة: 0


الكاتب

جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية

مراكز ثقافية تعنى بحفظ نهج الإمام الخميني قدس سره ونشره من خلال إنشاء مراكز متخصصة بإقامة الندوات الفكرية واللقاءات الحوارية للنخب الثقافية والجامعية، وإنشاء المكتبات العامة للمطالعة، وتكريم شخصيات ثقافية، وإقامة دورات فكرية، وتوقيع كتب أدبية وفكرية، وإصدار سلاسل فكرية متنوعة لكبار العلماء والمفكرين.


الأحاديث الأربعون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمَّد وآله الطاهرين.

 

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من حفظ على أمَّتي أربعون حديثاً ينتفعون بها، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً"[1].

 

وفي عدد (الأربعين) سرٌّ يعلمه الله؛ فقد ورد في القرآن الكريم في قصص بعض الأنبياء، وفي جملة من الأحاديث الشريفة، كاستحباب شهادة أربعين مؤمناً بالخير للمؤمن إذا مات،

 


[1]  الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، باب وجوب العمل بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ج27، ص99، ح72. وقد رواه المسلمون بمختلف فرقهم ومذاهبهم بطرق متعدِّدة.

 

5


1

الأحاديث الأربعون

واستحباب اجتماع أربعين شخصاً للدعاء، واستحباب دعاء المرء لأربعين مؤمناً... ومن تلك الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارة الأحاديث المشهورة بـ "حفظ أربعين حديثاً".

 

لذا، اهتمَّ علماؤنا - أعلى الله مقاماتهم- بعدد الأربعين في تصانيفهم القيِّمة، وألَّفوا كتباً أسموها بالأربعينيَّات، استقصَوا فيها أربعون حديثاً في مختلف الموضوعات الإسلاميّة.

 

وعلى نهجهم، سار الإمام الخمينيّ قدس سره، فألّف كتاباً في العرفان والأخلاق أسماه "الأربعون حديثاً"، جمع فيه أربعين حديثاً عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام. وزيادة على مماثله من الكتب، جاء الكتاب شاملاً

 

6

 


2

الأحاديث الأربعون

في أبحاثه وموضوعاته، فاشتمل إلى جانب التوحيد وأصول الدين، على الأخلاق والعرفان وبعض التفسير للآيات في شرحه ومعالجته لموضوعات الأحاديث الشريفة.

 

يقول الإمام الخمينيّ (قدس سره) في بيان الهدف من تأليفه للكتاب: "يقول هذا العبد الفقير الضعيف: كنت أحدِّث نفسي منذ فترة بأن أجمع أربعين حديثاً من أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، المدوَّنة في الكتب المعتبرة للأصحاب والعلماء -رضوان الله عليهم-... ولعلِّي بذلك أصبح ممَّن يشمله الحديث الشريف لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم..."[1].

 


[1] الإمام الخمينيّ، روح الله، الأربعون حديثاً، دار زين العابدين، لبنان، الطبعة الأولى، 2010م، ص19.

 

7


3

الأحاديث الأربعون

ونحن في مركز المعارف للتأليف والتحقيق، قمنا بجمع الأحاديث التي أوردها الإمام في كتابه القيِّم، وقد اختارها بعنايته البالغة ومعرفته الواسعة بمنهج أهل البيت عليهم السلام، ليسهل على الإخوة إحصاؤها وحفظها، لعلَّهم يوفقون لأن يشملهم الحديث الشريف لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، كما يرجو الإمام قدس سره.

 

 

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

 

8


4

الأحاديث الأربعون

1- جهَادُ النفسِ

عنْ أبي عبدِ اللهِ (الإمامِ جعفرٍ الصادقِ عليه السلام): "إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ سريَّةً، فَلمَّا رجِعُوا، قال: مَرْحَباً بِقَومٍ قَضَوا الجهادَ الأصْغرَ، وَبَقِيَ عَلَيهِمُ الجِهادُ الأكْبرُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الجهَادُ الأكْبرُ؟ قال: جِهادُ النفسِ"[1].

 

2- الرِّياءُ

قالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام: "كُلُّ رياء شِركٌ، إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِلنَّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى النَّاسِ، وَمَنْ عَمِلَ للهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللهِ"[2].

 


[1] فروع الكافي، المجلّد الخامس، كتاب الجهاد، باب وجوه الجهاد، ص3.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الرياء، ح3.

 

9


5

الأحاديث الأربعون

3- العُجْبُ

عنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (الإمام الكاظم عليه السلام)، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ، فَقَالَ: "الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ، مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ، فَيَرَاه حَسَناً فَيُعْجِبَه، ويَحْسَبَ أَنَّه يُحْسِنُ صُنْعاً، ومِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّه فَيَمُنَّ عَلَى اللَّه -عَزَّ وجَلَّ-، وللّهِ عَلَيْه فِيهِ الْمَنُّ"[1].

 

4- الكِبْرُ

عنْ حكيمٍ، قَالَ: سألْتُ أبا عبدِ اللهِ (عليه السلام) عَنْ أَدْنَى الإِلْحَادِ، فَقَاَل: "الكِبْرُ أَدْنَاهُ"[2].


 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب، ح3.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الكبر، ح1.

 

10


6

الأحاديث الأربعون

5- الحسَدُ

عنْ أبي عبدِ اللهِ (عليه السلام)، قالَ: "قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- لِمَوسَى بنِ عُمْراِن: يابْنَ عُمْرانَ، لَا تَحْسُدَنَّ النَّاسَ عَلَى مَا آتَيْتُهُمْ مِنْ فَضْلِي، ولَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى ذَلِكَ، ولَا تُتْبِعْه نَفْسَكَ؛ فَإِنَّ الْحَاسِدَ سَاخِطٌ لِنِعَمِي، صَادٌّ لِقَسْمِيَ الَّذِي قَسَمْتُ بَيْنَ عِبَادِي، ومَنْ يَكُ كَذَلِكَ، فَلَسْتُ مِنْه ولَيْسَ مِنِّي"[1].

 

6- مَنْ أصبحَ وَأمسى وَالدنيا أو الآخِرةُ أكبرُ همِّهِ

عنْ أبي عبدِ اللهِ (عليه السلام)، قالَ: "مَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى والدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّه، جَعَلَ اللهُ – تَعَالَى - الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْه، وشَتَّتَ أَمْرَه، ولَمْ يَنَلْ مِنَ

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الحسد، ح6.

 

11


7

الأحاديث الأربعون

الدُّنْيَا إِلَّا مَا قَسَمَ اللَّه لَه، ومَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى والآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّه، جَعَلَ اللَّه الْغِنَى فِي قَلْبِه، وجَمَعَ لَه أَمْرَه"[1].

 

7- الغضبُ

قالَ أبو عبدِ اللهِ عليه السلام: "الغَضبُ مِفْتاحُ كُلِّ شَرٍ"[2].

 

8- العصبيَّةُ

عَنْ أبي عبدِ اللهِ عليه السلام، قالَ: "قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ كانَ في قَلْبه حَبَّةٌ مِنْ خَرْدلٍ مِنْ عَصَبَيَّةٍ، بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ أَعْرابِ الجَاهِليَّةِ"[3].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب حبّ الدنيا، ح15.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الغضب، ح3.

[3] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب العصبيّة، ح3.

 

12


8

الأحاديث الأربعون

9- النفاق ُ

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصادقِ عليه السلام، قالَ: "مَنْ لَقِيَ المُسْلِمِين بِوَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ، جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ"[1].

 

10- اتِّباعُ الهوى وَطولُ الأملِ

قالَ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام): "إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ: اتِّبَاعَ الْهَوَى وطُولَ الأَمَلِ؛ أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَإِنَّه يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ"[2].


 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب ذي اللسانين، ح1.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب اتّباع الهوى، ح3.

 

13


9

الأحاديث الأربعون

11- الفطرةُ

عنْ زُرارةَ، قالَ: سألتُ أبَا عبدِ اللهِ (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اللهِ - عزَّ وجلَّ -: ﴿فِطرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيهَا﴾[1]، قالَ: "فَطَرَهُم جَمِيعاً على التوحِيدِ"[2].

 

12- التفكُّرُ

عنْ أبي عبدِ اللهِ (عليه السلام)، قالَ: "كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ: نَبِّهْ بِالتَّفَكُّرِ قَلْبَكَ، وجَافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ، واتَّقِ اللهَ رَبَّكَ"[3].


 


[1] سورة الروم، الآية 30.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب فطرة الخلق على التوحيد، ح3.

[3] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب التفكّر، ح1.

 

14


10

الأحاديث الأربعون

13- التوكُّلُ

عنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الأَوَّلِ[1] عليه السلام، قالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ - عزَّ وجلَّ - ﴿وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُۥ﴾[2]، فَقَاَل: "التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ دَرَجَاتٌ؛ مِنْهَا أَنْ تَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا، فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ عَنْه رَاضِياً، تَعْلَمُ أَنَّه لَا يَأْلُوكَ[3] خَيْراً وفَضْلاً، وتَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِي ذَلِكَ لَه، فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ بِتَفْوِيضِ ذَلِكَ إِلَيْه، وثِقْ بِه فِيهَا وفِي غَيْرِهَا"[4].

 


[1] هو الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.

[2] سورة الطلاق، الآية 3.

[3] يألو: مِن ألا، يألو، ألواً، ويعني التقصير.

[4] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب التفويض إلى الله والتوكّل عليه، ح5.

 

15


11

الأحاديث الأربعون

14- الخوفُ وَالرَّجاءُ

عَنِ الحَارِثِ بْنِ المُغَيرَةِ أَوْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ؟ قالَ: "كَانَ فِيهَا الأَعَاجِيبُ، وكَانَ أَعْجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لِابْنِه: خَفِ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - خِيفَةً، لَوْ جِئْتَه بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ، وارْجُ اللهَ رَجَاءً، لَوْ جِئْتَه بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ"، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام: "كَانَ أَبِي يَقُولُ: إِنَّه لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا (وَ) فِي قَلْبِه نُورَانِ, نُورُ خِيفَةٍ ونُورُ رَجَاءٍ، لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا، ولَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا"[1].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الخوف والرجاء، ح1.

 

16


12

الأحاديث الأربعون

15- البلاءُ

عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قالَ: "إنَّ في كِتابِ عَليٍّ (عليه السلام): إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً النَّبِيُّونَ، ثُمَّ الْوَصِيُّونَ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ. وإِنَّمَا يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِه الْحَسَنَةِ، فَمَنْ صَحَّ دِينُه وحَسُنَ عَمَلُه اشْتَدَّ بَلَاؤُه؛ وذَلِكَ أَنَّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- لَمْ يَجْعَلِ الدُّنْيَا ثَوَاباً لِمُؤْمِنٍ ولَا عُقُوبَةً لِكَافِرٍ، ومَنْ سَخُفَ دِينُه وضَعُفَ عَمَلُه، قَلَّ بَلَاؤُه. وإنَّ الْبَلَاءَ أَسْرَعُ إِلَى الْمُؤْمِنِ التَّقِيِّ مِنَ الْمَطَرِ إِلَى قَرَارِ الأَرْضِ"[1].

 

16- الصَّبرُ

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب شدّة ابتلاء المؤمن، ح29.

 

17


13

الأحاديث الأربعون

عليه السلام يَقُولُ: "إِنَّ الْحُرَّ حُرٌّ عَلَى جَمِيعِ أَحْوَالِه، إِنْ نَابَتْه نَائِبَةٌ[1] صَبَرَ لَهَا، وإِنْ تَدَاكَّتْ[2] عَلَيْه الْمَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْه، وإِنْ أُسِرَ وقُهِرَ واسْتُبْدِلَ بِالْيُسْرِ عُسْراً، كَمَا كَانَ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ الأَمِينُ، لَمْ يَضْرُرْ حُرِّيَّتَه أَنِ اسْتُعْبِدَ وقُهِرَ وأُسِرَ، ولَمْ تَضْرُرْه ظُلْمَةُ الْجُبِّ ووَحْشَتُه، ومَا نَالَه أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْه، فَجَعَلَ الْجَبَّارَ الْعَاتِيَ لَه عَبْداً، بَعْدَ إِذْ كَانَ لَه مَالِكاً، فَأَرْسَلَه ورَحِمَ بِه أُمَّةً، وكَذَلِكَ الصَّبْرُ يُعَقِّبُ خَيْراً, فَاصْبِرُوا ووَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الصَّبْرِ تُؤْجَرُوا"[3].

 


[1] "نائبة" مفرد، وجمعها: نوائب، وهي الحوادث والكوارث النازلة. وفي الصحاح أنّها المصيبة.

[2] "دكَّ" بمعنى "دقّ". وفي الصحاح: وقد دككَتَ الشيءَ، أدكَّهُ دكّاً، إذا ضربتَهُ وكسرتَه، حتّى سوَّيْتَه بالأرض.

[3] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الصبر، ح6.

 

18


14

الأحاديث الأربعون

17- التوبة

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّه اللهُ، فَسَتَرَ عَلَيْه فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ"، فَقُلْتُ: وكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْه؟ قَالَ: "يُنْسِي مَلَكَيْه مَا كَتَبَا عَلَيْه مِنَ الذُّنُوبِ، ويُوحِي إِلَى جَوَارِحِه: اكْتُمِي عَلَيْه ذُنُوبَه، ويُوحِي إِلَى بِقَاعِ الأَرْضِ: اكْتُمِي مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنُوبِ؛ فَيَلْقَى اللهَ حِينَ يَلْقَاه، ولَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْه بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ"[1].

 

18- الذِكرُ

عَنْ أَبي جَعْفَرٍ الإمام الباقر عليه السلام، قالَ: "مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُغَيَّرْ أَنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ رَبَّه، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أقَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَاجِيَكَ،


 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب التوبة، ح1.

 

19


15

الأحاديث الأربعون

أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ؟ فَأَوْحَى اللَّه - عَزَّ وجَلَّ- إِلَيْه: يَا مُوسَى، أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي، فَقَالَ مُوسَى: فَمَنْ فِي سِتْرِكَ يَوْمَ لَا سِتْرَ إِلَّا سِتْرُكَ؟ فَقَالَ: الَّذِينَ يَذْكُرُونَنِي فَأَذْكُرُهُمْ، ويَتَحَابُّونَ فِيَّ فَأُحِبُّهُمْ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصِيبَ أَهْلَ الأَرْضِ بِسُوءٍ ذَكَرْتُهُمْ، فَدَفَعْتُ عَنْهُمْ بِهِمْ"[1].

 

19- الغِيبةُ

عَنْ أَبي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قال: "قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: الغِيبَةُ أَسْرَعُ في دينِ الرَّجُلِ المُسْلِمِ مِنَ الأَكْلَةِ[2] فِي جَوْفِهِ".

 

قالَ "وَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: الجُلُوسُ فِي المَسْجِدِ اِنْتِظارَ الصَّلاةِ عِبادَةٌ، ما لَمْ يُحْدِثْ، قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، وَما يُحْدِثُ؟ قالَ: الاغتيابَ"[3].

 

20- النيَّةُ

عنْ سفيانَ بنِ عُيَيْنةَ، عَنْ أبي عبدِ اللهِ عليه السلام في قَوْلِ اللهِ – تعالى -: ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾[4]، قالَ: "لَيْسَ يَعْنِي أَكْثَرَ عَمَلاً، ولَكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً, وإِنَّمَا الإِصَابَةُ خَشْيَةُ اللهِ والنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ والْحَسَنَةُ"، ثُمَّ قَالَ: "الإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتَّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ، والْعَمَلُ


 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الدعاء، باب ما يجب من ذكر الله في كلّ مجلس، ح4.

[2]  داءٌ في العضوِ يأتكلُ منه.

[3] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الغِيبة والبهت، ح1.

[4] سورة هود، الآية 7.

 

20


16

الأحاديث الأربعون

الْخَالِصُ الَّذِي لَا تُرِيد أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْه أَحَدٌ إِلَّا اللهَ - عَزَّ وجَلَّ -، والنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ، أَلَا وإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ الْعَمَلُ"، ثُمَّ تَلَا قَوْلَه – عزَّ وجَلَّ -: "﴿قُل كُلّ يَعمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ﴾[1]، يَعْنِي عَلَى نِيَّتِهِ"[2].

 

21- الشكرُ

عنْ أبي جعفرٍ عليه السلام، قالَ: "كَانَ رَسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم عِنْدَ عَائِشَةَ لَيْلَتَها فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ تُتْعِبُ نَفْسَكَ، وقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ ومَا تَأَخَّرَ؟! فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، ألَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟!"، قَالَ: "وكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُومُ عَلَى

 


[1] سورة الإسراء، الآية 84.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الإخلاص، ح4.

 

21


17

الأحاديث الأربعون

أَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْه، فَأَنْزَلَ اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالى -: ﴿طه * مَا أَنزَلنَا عَلَيكَ ٱلقُرءَانَ لِتَشقَىٰ﴾[1]"[2].

 

22- الإنسانُ وَكراهتُهُ لِلموتِ

عنْ أبي عبدِ الله (عليه السلام)، قالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ فَقَالَ: لأَنَّكُمْ عَمَرْتُمُ الدُّنْيَا وأَخْرَبْتُمُ الآخِرَةَ، فَتَكْرَهُونَ أَنْ تُنْقَلُوا مِنْ عُمْرَانٍ إِلَى خَرَابٍ، فَقَالَ لَه: فَكَيْفَ تَرَى قُدُومَنَا عَلَى اللهِ؟ فَقَالَ: أَمَّا الْمُحْسِنُ مِنْكُمْ فَكَالْغَائِبِ يَقْدَمُ عَلَى أَهْلِه، وأَمَّا الْمُسِيءُ مِنْكُمْ فَكَالآبِقِ يَرِدُ عَلَى مَوْلَاه، قَالَ: فَكَيْفَ تَرَى حَالَنَا عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ: اعْرِضُوا أَعْمَالَكُمْ عَلَى الْكِتَابِ، إِنَّ

 


[1] سورة طه، الآيتان 1 - 2.

[2] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب الإيمان والكفر، باب الشكر، ح6.

 

22


18

الأحاديث الأربعون

اللهَ يَقُولُ: ﴿إِنَّ ٱلأَبرَارَ لَفِي نَعِيم * وَإِنَّ ٱلفُجَّارَ لَفِي جَحِيم﴾[1]"، قَالَ: "فَقَالَ الرَّجُلُ: فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللَّه؟ قَالَ: رَحْمَةُ اللَّه قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه (عليه السلام): "وكَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ (رَضِيَ اللَّه عَنْه): يَا أَبَا ذَرٍّ، أَطْرِفْنِي بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَكَتَبَ إِلَيْه أَنَّ الْعِلْمَ كَثِيرٌ، ولَكِنْ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُسِيءَ إِلَى مَنْ تُحِبُّه فَافْعَلْ"، قَالَ: "فَقَالَ لَه الرَّجُلُ: وهَلْ رَأَيْتَ أَحَداً يُسِيءُ إِلَى مَنْ يُحِبُّه؟! فَقَالَ لَه: نَعَمْ، نَفْسُكَ أَحَبُّ الأَنْفُسِ إِلَيْكَ، فَإِذَا أَنْتَ عَصَيْتَ اللهَ فَقَدْ أَسَأْتَ إِلَيْهَا"[2].

 

23- المراءُ وَالجدلُ

عنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام، قالَ: "طَلَبَةُ الْعِلْمِ ثَلَاثَةٌ، فَاعْرِفْهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ[3] وصِفَاتِهِمْ: صِنْفٌ يَطْلُبُه لِلْجَهْلِ والْمِرَاءِ[4]، وصِنْفٌ يَطْلُبُه لِلِاسْتِطَالَةِ[5] والْخَتْلِ[6]، وصِنْفٌ يَطْلُبُه لِلْفِقْه والْعَقْلِ؛ فَصَاحِبُ الْجَهْلِ والْمِرَاءِ مُؤْذٍ مُمَارٍ، مُتَعَرِّضٌ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ الْعِلْمِ وصِفَةِ الْحِلْمِ، قَدْ تَسَرْبَلَ بِالْخُشُوعِ[7]، وتَخَلَّى مِنَ الْوَرَعِ، فَدَقَّ اللهُ مِنْ هَذَا خَيْشُومَه[8] وقَطَعَ مِنْه حَيْزُومَه[9]، وصَاحِبُ الِاسْتِطَالَةِ والْخَتْلِ ذُو خِبٍّ[10] ومَلَقٍ[11]، يَسْتَطِيلُ عَلَى مِثْلِه مِنْ أَشْبَاهِه، ويَتَوَاضَعُ لِلأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِه، فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ[12] هَاضِمٌ ولِدِينِه حَاطِمٌ، فَأَعْمَى اللَّه عَلَى هَذَا خُبْرَه، وقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَه، وصَاحِبُ الْفِقْه والْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ وحَزَنٍ وسَهَرٍ، قَدْ تَحَنَّكَ فِي بُرْنُسِه[13]، وقَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِه[14]، يَعْمَلُ ويَخْشَى، وَجِلاً دَاعِياً مُشْفِقاً مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِه، عَارِفاً بِأَهْلِ زَمَانِه، مُسْتَوْحِشاً مِنْ أَوْثَقِ إِخْوَانِه، فَشَدَّ اللهُ مِنْ هَذَا أَرْكَانَه وأَعْطَاه يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَانَه"[15].


 


[1] سورة الانفطار، الآيتان 13 - 14.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب محاسبة العمل، ح20.

[3] أي بخواصِّهم وأفعالهم المخصوصة بهم.

[4] المراء: الجدال في الرأي والحديث.

[5] الاستطالة: طلب الرفعة.

[6] الختل: الخدعة والمكر.

[7] تسربل بالخشوع؛ أي ارتدى لباس الخضوع.

[8] الخيشوم أعلى الأنف، والمقصود من "دقّ خيشومه" كناية عن الذلّ.

[9] الحَيزوم: ما يُضمُّ عليه الحزام المَحْزَم.

[10] الخبّ: الخدعة والخبث والغشّ.

[11] مَلِق، بمعنى التملّق والتزلّف.

[12] الحوائل: ما يُدفع من قبيل الرشوة، والمقصود ما يدفع له الأغنياء مكافأة لأعماله التي أنجزها لهم، ولتنازله عن مواقفه الدينيّة.

[13] تحنّك في برنسه؛ أي جعل الحنك، وهو طرف العمامة، في برنسه. والبرنس قلنسوة طويلة، كان أهل العبادة في صدر الإسلام يضعونها على رؤوسهم.

[14] الحِندس: الليل الشديد الظلام.

[15] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب فضل العلم، باب النوادر، ح5.

 

23


19

الأحاديث الأربعون

24- العِلْم

عنْ أبي الحسنِ موسى عليه السلام)، قالَ: "دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: عَلَّامَةٌ، فَقَالَ: ومَا الْعَلَّامَةُ؟ فَقَالُوا لَه: أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ ووَقَائِعِهَا وأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ والأَشْعَارِ الْعَرَبِيَّةِ"، قَالَ: "فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَه ولَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَه، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ؛ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، ومَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ"[1].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب فضل العلم، باب صفة العلم وفضله، ح1.

 

24


20

الأحاديث الأربعون

25- الشكُّ وَالوسوسةُ

عنْ عبدِ اللهِ بنِ سِنانٍ، قالَ: ذَكَرْتُ لأَبِي عبدِ اللهِ (عليه السلام) رَجُلاً مُبْتَلًى بِالْوُضُوءِ والصَّلَاةِ، وقُلْتُ: هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: "وأَيُّ عَقْلٍ لَه وهُوَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ؟!"، فَقُلْتُ لَه: وكَيْفَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ؟!، فَقَالَ: "سَلْه هَذَا الَّذِي يَأْتِيه مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ، فَإِنَّه يَقُولُ لَكَ: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ"[1].

 

26- طالبُ العلمِ

عنْ أبي عبدِ اللهِ (عليه السلام)، قالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيه عِلْماً، سَلَكَ اللهُ بِه طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ، وإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا


 


[1] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب العقل والجهل، ح10.

 

25


21

الأحاديث الأربعون

لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِه، وإِنَّه يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ ومَنْ فِي الأَرْضِ، حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، وفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً ولَا دِرْهَماً، ولَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ؛ فَمَنْ أَخَذَ مِنْه أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ"[1].

 

27- حضورُ القلبِ

عنْ أبي عبدِ اللهِ عليه السلام، قالَ: "فِي التَّوراةِ مَكْتوبٌ: يَابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنًى، ولَا أَكِلْكَ إِلَى طَلَبِكَ، وعَلَيَّ أَنْ أَسُدَّ فَاقَتَكَ، وأَمْلأَ قَلْبَكَ خَوْفاً مِنِّي، وإِنْ لَا تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ


 


[1] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب فضل العلم، باب ثواب العالم والمتعلِّم، ح1.

 

26


22

الأحاديث الأربعون

قَلْبَكَ شُغُلاً بِالدُّنْيَا، ثُمَّ لَا أَسُدَّ فَاقَتَكَ، وأَكِلْكَ إِلَى طَلَبِكَ"[1].

 

28- لقاءُ اللهِ

عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِه، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قَالَ: قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّه! مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَه، ومَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اللهِ أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَه؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: فَوَاللهِ، إِنَّا لَنَكْرَه الْمَوْتَ! فَقَالَ: "لَيْسَ ذَلِكَ حَيْثُ تَذْهَبُ، إِنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ؛ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْه مِنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ، واللهُ – تَعَالَى - يُحِبُّ لِقَاءَه، وهُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اللهِ حِينَئِذٍ،

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب العبادة، ح1.

 

27


23

الأحاديث الأربعون

وإِذَا رَأَى مَا يَكْرَه فَلَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْه مِنْ لِقَاءِ اللهِ، واللهُ يُبْغِضُ لِقَاءَه"[1].

 

29- وصيَّةُ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لِعليٍّ (عليه السلام) بِخصالٍ

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام) يَقُولُ: "كَانَ فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لِعَلِيٍّ عليه السلام أَنْ قَالَ: يَا عَلِيُّ، أُوصِيكَ فِي نَفْسِكَ بِخِصَالٍ، فَاحْفَظْهَا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ، أَعِنْه؛ أَمَّا الأُولَى: فَالصِّدْقُ، ولَا تَخْرُجَنَّ مِنْ فِيكَ كَذِبَةٌ أَبَداً، والثَّانِيَةُ: الْوَرَعُ، ولَا تَجْتَرِئْ عَلَى خِيَانَةٍ أَبَداً، والثَّالِثَةُ: الْخَوْفُ مِنَ اللهِ -عَزَّ ذِكْرُه- كَأَنَّكَ تَرَاه، والرَّابِعَةُ: كَثْرَةُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، يُبْنَى

 


[1] فروع الكافي، المجلّد الثالث، كتاب الجنائز، باب ما يعاين المؤمن والكافر، ص 134.

 

28


24

الأحاديث الأربعون

لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ أَلْفُ بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ، والْخَامِسَةُ: بَذْلُكَ مَالَكَ ودَمَكَ دُونَ دِينِكَ، والسَّادِسَةُ: الأَخْذُ بِسُنَّتِي فِي صَلَاتِي وصَوْمِي وصَدَقَتِي؛ أَمَّا الصَّلَاةُ فَالْخَمْسُونَ رَكْعَةً، وأَمَّا الصِّيَامُ فَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ، الْخَمِيسُ فِي أَوَّلِه والأَرْبِعَاءُ فِي وَسَطِه والْخَمِيسُ فِي آخِرِه، وأَمَّا الصَّدَقَةُ فَجُهْدَكَ حَتَّى تَقُولَ قَدْ أَسْرَفْتُ ولَمْ تُسْرِفْ، وعَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ، وعَلَيْكَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ، وعَلَيْكَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ، وعَلَيْكَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ، وعَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وعَلَيْكَ بِرَفْعِ يَدَيْكَ فِي صَلَاتِكَ وتَقْلِيبِهِمَا، وعَلَيْكَ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ، وعَلَيْكَ بِمَحَاسِنِ الأَخْلَاقِ فَارْكَبْهَا، ومَسَاوِئِ الأَخْلَاقِ فَاجْتَنِبْهَا، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَا تَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَكَ!"[1].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب فضل العلم، باب النوادر، ح5.

 

29


25

الأحاديث الأربعون

30- أقسامُ القلوبِ

عنْ سعدٍ، عن أبي جعفرٍ عليه السلام، قالَ: "إِنَّ الْقُلُوبَ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ فِيه نِفَاقٌ وإِيمَانٌ، وقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وقَلْبٌ مَطْبُوعٌ، وقَلْبٌ أَزْهَرُ أَجْرَدُ"، فَقُلْتُ: مَا الأَزْهَرُ؟ قَالَ: "فِيه كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ، فَأَمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ، وأَمَّا الأَزْهَرُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ، إِنْ أَعْطَاه شَكَرَ وإِنِ ابْتَلَاه صَبَرَ، وأَمَّا الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُشْرِكِ"، ثُمَّ قَرَأَ هَذِه الآيَةَ: "﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾[1]، فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِيه إِيمَانٌ ونِفَاقٌ فَهُمْ قَوْمٌ كَانُوا بِالطَّائِفِ، فَإِنْ أَدْرَكَ أَحَدَهُمْ أَجَلُه عَلَى نِفَاقِه هَلَكَ، وإِنْ أَدْرَكَه عَلَى إِيمَانِه نَجَا"[2].


 


[1] سورة الملك، الآية 22.

[2] أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب في ظلمة قلب المنافق، ح2.

 

30


26

الأحاديث الأربعون

31- إنَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ - لا يُوصَفُ

عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - لَا يُوصَفُ، وكَيْفَ يُوصَفُ، وقَالَ فِي كِتَابِه: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدرِهِۦٓ﴾[1]، فَلَا يُوصَفُ بِقَدْرٍ إِلَّا كَانَ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ, وإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم لَا يُوصَفُ، وكَيْفَ يُوصَفُ عَبْدٌ احْتَجَبَ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - بِسَبْعٍ، وجَعَلَ طَاعَتَه فِي الأَرْضِ كَطَاعَتِه فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ: ﴿وَمَا ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُم عَنهُ فَٱنتَهُواْ﴾[2]، ومَنْ أَطَاعَ هَذَا فَقَدْ أَطَاعَنِي، ومَنْ عَصَاه فَقَدْ عَصَانِي، وفَوَّضَ إِلَيْه, وإِنَّا لَا نُوصَفُ، وكَيْفَ يُوصَفُ قَوْمٌ رَفَعَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وهُوَ الشَّكُّ, والْمُؤْمِنُ لَا يُوصَفُ، وإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَلْقَى أَخَاه فَيُصَافِحُه،

 


[1] سورة الأنعام، الآية 91.

[2] سورة الحشر، الآية 7.

 

31


27

الأحاديث الأربعون

فَلَا يَزَالُ اللهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا والذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا، كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ"[1].

 

32- الرزقُ

عنْ أبي عبدِ اللهِ عليه السلام، قال: "مِنْ صِحَّةِ يَقِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ لَا يُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ، ولَا يَلُومَهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِه اللهُ, فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُه حِرْصُ حَرِيصٍ ولَا يَرُدُّه كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ، ولَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنْ رِزْقِه كَمَا يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ لأَدْرَكَه رِزْقُه كَمَا يُدْرِكُه الْمَوْتُ"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ، بِعَدْلِه وقِسْطِه، جَعَلَ الرَّوْحَ والرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ والرِّضَا، وجَعَلَ الْهَمَّ والْحَزَنَ فِي الشَّكِّ والسَّخَطِ"[2].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب المصافحة، ح16.

[2] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب فضل اليقين، ح2.

 

32


28

الأحاديث الأربعون

33- ولايةُ أهلِ البيتِ

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَارِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): حَدِيثٌ رُوِيَ لَنَا، أَنَّكَ قُلْتَ: إِذَا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ، فَقَالَ: "قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ"، قَالَ: قُلْتُ: وإِنْ زَنَوْا أَوْ سَرَقُوا أَوْ شَرِبُوا الْخَمْرَ؟! فَقَالَ لِي: "إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْه رَاجِعُونَ! واللهِ مَا أَنْصَفُونَا أَنْ نَكُونَ أُخِذْنَا بِالْعَمَلِ ووُضِعَ عَنْهُمْ، إِنَّمَا قُلْتُ: إِذَا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنْ قَلِيلِ الْخَيْرِ وكَثِيرِه، فَإِنَّه يُقْبَلُ مِنْكَ"[1].

 

34- المؤمنُ

عَنْ أبي جعفرٍ (عليه السلام)، قالَ: "لَمّا أُسْرِيَ بِالنَبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قالَ: يَا رَبِّ، مَا حَالُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَكَ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وأَنَا أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَى نُصْرَةِ أَوْلِيَائِي، ومَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُه، كَتَرَدُّدِي عَنْ وَفَاةِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَه الْمَوْتَ، وأَكْرَه مَسَاءَتَه[2]، وإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَا يُصْلِحُه إِلَّا الْغِنَى، ولَوْ صَرَفْتُه إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَهَلَكَ، وإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَا يُصْلِحُه إِلَّا الْفَقْرُ، ولَوْ صَرَفْتُه إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَهَلَكَ، ومَا يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه، وإِنَّه لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّافِلَةِ حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذَا أَحْبَبْتُه كُنْتُ إِذاً سَمْعَه الَّذِي يَسْمَعُ بِه، وبَصَرَه الَّذِي يُبْصِرُ بِه، ولِسَانَه الَّذِي يَنْطِقُ بِه، ويَدَه الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُه، وإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُه"[3].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب أنّ الإيمان لا يضرُّ معه سيِّئة، ح5.

[2] مساءته: مصدر ميميّ من "ساءه", أي أكرهَه.

[3] أصول الكافي، المجلّد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب من آذى المسلمين، ح8.

 

33


29

الأحاديث الأربعون

35- الحسناتُ منَ اللهِ وَالسَّيئاتُ منَ الإنسانِ

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام): "قَالَ اللهُ: يَابْنَ آدَمَ، بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَشَاءُ لِنَفْسِكَ مَا تَشَاءُ، وبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ فَرَائِضِي، وبِنِعْمَتِي قَوِيتَ عَلَى مَعْصِيَتِي، جَعَلْتُكَ سَمِيعاً بَصِيراً قَوِيّاً، مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ، ومَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ, وذَاكَ أَنِّي أَوْلَى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَوْلَى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي, وذَاكَ أَنَّنِي لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وهُمْ يُسْأَلُونَ"[1].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب التوحيد، باب المشيئة والإرادة، ح6.

 

34


30

الأحاديث الأربعون

36- الصفاتُ الذاتيَّة للهِ سبحانَهُ

عنْ أبي بصيرٍ، قالَ: سَمِعْتُ أبا عبدِ اللهِ (عليه السلام) يَقولُ: "لَمْ يَزَلِ اللهُ - عزَّ وجلَّ - رَبَّنَا، والْعِلْمُ ذَاتُه ولَا مَعْلُومَ، والسَّمْعُ ذَاتُه ولَا مَسْمُوعَ، والْبَصَرُ ذَاتُه ولَا مُبْصَرَ، والْقُدْرَةُ ذَاتُه ولَا مَقْدُورَ، فَلَمَّا أَحْدَثَ الأَشْيَاءَ، وكَانَ الْمَعْلُومُ، وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْه عَلَى الْمَعْلُومِ، والسَّمْعُ عَلَى الْمَسْمُوعِ، والْبَصَرُ عَلَى الْمُبْصَرِ، والْقُدْرَةُ عَلَى الْمَقْدُورِ"، قَالَ: قُلْتُ: فَلَمْ يَزَلِ اللهُ مُتَحَرِّكاً؟ قَالَ: فَقَالَ: "تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ؛ إِنَّ الْحَرَكَةَ صِفَةٌ مُحْدَثَةٌ بِالْفِعْلِ"، قَالَ: قُلْتُ: فَلَمْ يَزَلِ اللهُ مُتَكَلِّماً؟ قَالَ: فَقَالَ: "إِنَّ الْكَلَامَ صِفَةٌ مُحْدَثَةٌ، لَيْسَتْ بِأَزَلِيَّةٍ، كَانَ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - ولَا مُتَكَلِّمَ"[1].

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب التوحيد، باب صفات الذات، ح1.

 

35


31

الأحاديث الأربعون

37- معرفةُ اللهِ بِاللهِ وَالرسولِ بِالرسالةِ

عنْ أبي عبدِ اللهِ (عليه السلام)، قالَ: "قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام: اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ، وَالرَّسُولَ بِالرِّسالَةِ، وَأُولي الأمْرِ بِالأَمْرِ بِالمَعْروفِ وَالعَدْلِ وَالإحْسَانِ"[1].

 

38- إنَّ اللهَ خلقَ آدمَ على صورتِهِ

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَمَّا يَرْوُونَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِه، فَقَالَ: "هِيَ صُورَةٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ، واصْطَفَاهَا اللهُ واخْتَارَهَا عَلَى سَائِرِ الصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَأَضَافَهَا إِلَى نَفْسِه كَمَا أَضَافَ الْكَعْبَةَ إِلَى نَفْسِه والرُّوحَ

 


[1] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب التوحيد، باب أنَّه لا يُعرف إلّا به، ح1.

 

36


32

الأحاديث الأربعون

إِلَى نَفْسِه، فَقَالَ ﴿بَيتِيَ﴾[1]،﴿وَنَفَختُ فِيهِ مِن رُّوِي﴾[2]"[3].

 

39- الخيرُ وَالشرُّ

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ: "إِنَّ مِمَّا أَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى عليه السلام وأَنْزَلَ عَلَيْه فِي التَّوْرَاةِ، أَنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا، خَلَقْتُ الْخَلْقَ وخَلَقْتُ الْخَيْرَ وأَجْرَيْتُه عَلَى يَدَيْ مَنْ أُحِبُّ، فَطُوبَى لِمَنْ أَجْرَيْتُه عَلَى يَدَيْه! وأَنَا اللهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا، خَلَقْتُ الْخَلْقَ وخَلَقْتُ الشَّرَّ وأَجْرَيْتُه عَلَى يَدَيْ مَنْ أُرِيدُه، فَوَيْلٌ لِمَنْ أَجْرَيْتُه عَلَى يَدَيْه!"[4].

 


[1] سورة البقرة، الآية 125.

[2] سورة الحجر، الآية 29.

[3] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب التوحيد، باب الروح، ح4.

[4] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب التوحيد، باب الخير والشرّ، ح1.

 

37


33

الأحاديث الأربعون

40- تفسِيرُ سورةِ التوحيدِ وَالآيَاتِ الأولى منْ سورةِ الحديدِ

عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَنِ التَّوْحِيدِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - عَلِمَ أَنَّه يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ مُتَعَمِّقُونَ، فَأَنْزَلَ اللهُ -تَعَالَى- ﴿قُل هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾[1]، والآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الْحَدِيدِ إِلَى قَوْلِه: ﴿وَهُوَ عَلِيمُ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾[2]، فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ"[3].

 


[1] سورة التوحيد، الآية 1.

[2] سورة الحديد، الآية 6.

[3] أصول الكافي، المجلّد الأوّل، كتاب التوحيد، باب النسبة، ح3.

 

38


34
الأحاديث الأربعون