المقدمة

 الأهداف

 المرسِل الله سبحانه وتعالى:

  بالرعب اتجاه كوارث الطبيعة، ولو كان كذلك لأصبح أكثر النّاس تديّناً على مرّ التأريخ هم أشدّهم خوفاً وأسرعهم هلعاً.

 الأخرى: مرحلة عقليّة، حيث يتمّ فيها الاستنتاج والتنسيق بين تلك المعطيات، للخروج بتفسير عامّ مقبول.

 الكون وقوانينه، كما رفضهم روّاد الفلسفة المادّيّة الحديثة بزعامة (المادّيّين الجدليّين)، والّذين أعطوا لأنفسهم الحقّ في تجاوز حتّى نطاق الحسّ والتجربة، فقدّموا من خلال مقارنتهم للمعطيات العلميّة المختلفة تفسيراً شاملاً للكون ضمن إطار ديالكتيكيّ.

 أنْ يكون مقنعاً ما لم يشتمل على الإقرار بوجود صانع حكيم.

  ذلك نُقيّمه، لنتعرّف إلى مدى إمكان الوثوق به، والاعتماد عليه في اكتشاف الحقائق والتعرُّف إلى الأشياء.

 دليلنا على صدقها، وجود تلك الظواهر الّتي أحسسنا بوجودها في الخطوة الأولى.

 ب - تقييم المنهج الاستقرائيّ:

 بدليل استقرائيّ وفقاً للمنهج المتقدّم. وهذا ما سيتبّين لنا من تطبيق الخطوات الخمس التّالية للمنهج الاستقرائيّ:

 الخطوة الثالثة: نطرح السؤال التّالي: إذا لم تكن هذه الرسالة من أخي، بل كانت من شخص آخر، فما هي فرصة أنْ توجد فيها كلّ تلك المعطيات والخصائص الّتي لاحظتها في الخطوة الأولى؟

 كبيرة، بحكم وجود هذه الظواهر فعلاً، أنْ تكون الرسالة من أخيك.

 حياتنا اليوميّة أو في مجال البحث العلميّ، إلّا أنّ السؤال الّذي يطرح نفسه هنا هو التّالي:

 ولو كانت نصف ما عليها الآن، تضاعفت الحرارة إلى الدرجة الّتي لا تُطيقها الحياة.

 لذا قال تعالى: "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾¹.

 من الصدف، وإذا كان احتمال أنْ تكون الرسالة المقدّمة إليك - في المثال السابق - من شخص آخر غير أخيك، ولكنّه يُشابهه في كلّ الصفات بعيداً جدّاً, لأنّ افتراض المشابهة في ألف صفة ضئيل، بدرجة كبيرة في حساب الاحتمالات، فما ظنّك باحتمال أنْ تكون هذه الأرض الّتي نعيش عليها، بكلِّ ما تتضمّنه، من صنع مادّة غير هادفة ولكنّها تُشابه الفاعل الهادف الحكيم في ملايين ملايين الصفات؟

 الخطوة الثالثة في الاستدلال على أيّ قانون علميّ, لأنّ عدد الصدف الّتي لا بُدّ من افتراضها في احتمال الخطوة الثالثة هنا أكثر من عددها في أيّ احتمال مناظر، وكلّ احتمال من هذا القبيل فمن الضروريّ أنْ يزول.

 النمط الثاني: الاستدلال الفلسفيّ لإثبات اللّه تعالى:

 ولكنّ السؤال الّذي يطرح نفسه: هل بالإمكان الاعتماد على المعلومات العقليّة بدون حاجة إلى إحساس وتجربة أو استقراء علميّ؟

 القضايا الثلاث المكوّنة للدليل الفلسفيّ:

 في درجة تطوّرها، فالجزئيّ من المادّة الّذي لا حياة فيه ولا إحساس يُمثِّل شكلاً من أشكال الوجود للمادّة، بينما نطفة الحياة الّتي تُساهم في تكوين النبات والحيوان تُمثِّل شكلاً أرفع لوجود المادّة، هذا في حين أنّ (الإنسان) الكائن الحيّ والحسّاس، يُعتبر الشكل الأعلى من أشكال الوجود في هذا الكون.

 عامّة, أي أنّ عملها يقتصر على التأثير بتحريك بعضها لبعض من مكان إلى مكان، وبهذا الجذب والطرد تتجمّع أجزاء وتتفرّق أجزاء وتتنوّع أشكال المادّة، بالتّالي لا يحصل تطوّر جديد في المادّة، فالمادّة لا تنمو في وجودها، ولا تترقّى في تطوّرها، وإنّما تتجمّع وتتوزّع بطرق وأشكال مختلفة.

 هي عبارة عن درجات ومراحل من التكامل. فالحياة درجة أعلى من الوجود للمادّة، وهذه الدرجة نفسها ليست حدّيّة وإنّما هي أيضاً درجات، وكلّما اكتسبت الحياة مضموناً جديداً عبّرت عن درجة أكبر، ومن هنا كانت حياة الكائن الحسّاس المفكّر أغنى وأكبر درجة من حياة النبات وهكذا.

 الشي‏ء يحتوي على نقيضه أو ضدّه؟ وبالتحديد أيّ المعاني التّالية هو المقصود؟

 أو نقيضين مستقلّين، لكلٍّ منهما وجوده الخاص، فأحدهما: يتمثّل في النطفة الّتي سببها في داخل البيضة اللقاح، والآخر: سائر ما تحتويه البيضة من موادّ؟

  خارجيّ يتمتّع بكلِّ ما تحتويه تلك الزيادة الجديدة من حياة، وإحساس، وفكر، وهو الله ربّ العالمين. وليس نموّ المادّة إلا تربية وتنمية يُمارسها ربّ العالمين بحكمته، وتدبيره، وربوبيّته: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾¹.

 العدل الإلهيّ:

 وعلى ضوء ذلك، فإنّنا ما دمنا نؤمن بأنّ الله تعالى عادل مستقيم في سلوكه، بالتّالي فهو حتماً قادر على الجزاء المناسب ثواباً وعقاباً، أي يُجازي المحسن على إحسانه، وينتصف للمظلوم من ظالمه. ولكنْ ما نُلاحظه أنّ هذا الجزاء الإلهيّ كثيراً ما لا يتحقّق في هذه الحياة الدنيّا، مع أنّ الله تعالى قادرٌ على ذلك، إلا أنّ هذا ـ في الواقع ـ ما يُبرهن لنا حقيقة على وجود يوم مقبل للجزاء، يجد فيه كلّ من العادل الأمين والظالم الخاسر جزاءهما على أعمالهما في هذه الدنيا، وهذا هو يوم القيامة الّذي يُجسِّد كلّ تلك القيم المطلقة للسلوك، وبدونه لا يكون لتلك القيم معنى.

 والإلهيّ، على تجاوز المعطيات الحسّيّة والتجريبيّة، إلّا أنّ التفسير العقليّ لها عند المادّيّين يذهب إلى نفي وجود صانع حكيم، بينما يثبت ذلك عند الإسلاميّين.

 5- كلّما زاد احتمال ضآلة فرضية الصدف غير الهادفة، زاد في المقابل احتمال صحّة فرضيّة وجود الصانع الحكيم الهادف.

 مساومة أو ما شابه ذلك ليظلم.