الإستكبار الأمريكي في كلمات الإمام الخميني قدس سره


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-08

النسخة: 0


الكاتب

مركز المعارف للتأليف والتحقيق


مقدمة

 المقدمة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الميامين البررة حجج الله ومعادن الرشاد.

إن الصراع بين الحق والباطل قديم قدم الإنسان، فمنذ أن قامت الدنيا اقتسم الناس بين أهل حق وأهل باطل، وبين ظالم مهيمن مستكبر، وضعيف مظلوم متآمَرٍ عليه، ولم يخل زمان من عنجهية مستكبر، وصرخة مظلوم، وانتفاضة ثائر على مستبد.

وفي عصرنا هذا حيث يحكى عن سيطرة القطب الواحد على مقدرات الدول، والهجمة الأمريكية الشرسة على العالم الإسلامي، بشعارات براقة خداعة، كان لا بد من وقفة تأمل أمام هذا الإستكبار الأمريكي العدواني، لنعرف ما هو وما هي حقيقته، ولنتعرف على أساليبه وخططه.

وخير من يدلنا على ذلك من قارع ذلك الإستكبار الأمريكي في بلد كان معداً له أن يكون شرطي الخليج، في إيران الشاهنشاهية التي أصبحت بثورته المباركة إيران الإسلامية ودولة ترفع لواء نصرة المستضعفين في زمن كثر به الجبناء والمتخاذلون.
 
 
 
 
 
 
 
5

1

مقدمة

 إنه روح الله الموسوي الخميني محقق حلم الأنبياء والمقارع لاستكبار أمريكا مقارعة الند للند بل أكثر، حيث مرغ أنفها بفضح أكذوبتها الكبرى في رعاية مصالح الشعوب الفقيرة، وكشف زيف شعاراتها الخداعة في ادعاء حقوق الإنسان والديمقراطية.


من هنا كان هذا الكتاب الماثل بين يديك، وقد استفدنا فيه مما جمعه دار الولاية للثقافة والإعلام في كتابه «أمريكا في فكر الإمام الخميني».

فلنقف عند إرشادات هذا الرجل العظيم، لنرى ما قاله في الإستكبار الأمريكي، سائلين الله تعالى أن نستلهم منه تلك العزيمة التي مرغت أنف ذلك الإستكبار إنه سميع مجيب.
 
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
 
 
 
 
 
 
 
6

2

من سمات الروح الإستكبارية

 من سمات الروح الإستكبارية 

 
ينظر المستكبرون إلى العالم بنظرة استعلائية خاصة ومن خلال ما يستحوذ عليهم من مرض نفسي، هذا المرض الذي جعلهم لا يعيرون أية أهمية للشعوب ولا يحسبونها في عداد العالم، إن السيد كارتر1 نفسه ومن هم على شاكلته ممن لا يبلغ عددهم خمسين ألفاً من مجموع نفوس العالم البالغين ثلاثة مليارات نسمة تقريباً، والذين يملكون زمام السلطات، هم الذين يضطرون الآخرين إلى ارتكاب الظلم والاعتداء, فأمثاله لا يعتبرون شعوب العالم شيئاً مذكوراً، وهؤلاء الذين يسيطرون على الأمور في شتى البقاع، وللأسف، يعتبرون أنفسهم هم العالم بأسره مع ضآلة عددهم، وهذه هي نظرة المستكبرين إلى شعوب العالم، مع أن كارتر وأشباهه لا يساوون قطرة في بحار الجماهير والشعوب، ومع ذلك فهم لا يعيرون للشعوب أهمية بسبب الروح الإستكبارية التي أعمت بصيرتهم فأخذوا يستصغرون 
 
 
 

1- رئيس الأمريكي جيمي كارتر تولى السلطة في عام 1976 ولم ينتخب في المرة الثانية بسبب هزيمته في إطلاق سراح خمسين جاسوساً أمريكياً اعتقلوا في طهران أثناء احتلال وكر السفارة الأمريكية من قبل طلاب الجامعات.
 
 
 
 
 
 
 
7

3

من سمات الروح الإستكبارية

 الشعوب والجماهير، ومثالاً على ذلك مطالبة أمريكا بإطلاق الرهائن الذين كان لهم الدور الكبير في التجسس وحماية أعوان الشاه, ومع ذلك فهم يحسبونهم في عداد الدبلوماسيين، ولا ينظرون إلى العالم إلا بمنظارهم الخاص1.( 20/11/1979 )

 
1- السلطة العدائية 
 
لقد وقعت البلدان الإسلامية بالأمس في براثن انجلترا وعملائها، وها هي اليوم تقع في براثن أمريكا وعملائها، وإن أمريكا هي التي تدعم إسرائيل وأذنابها، وأمريكا هي التي تساعد إسرائيل على تشريد العرب والمسلمين وأمريكا هي التي تعتبر الإسلام والقرآن المجيد ضرراً عليها وتعمل على إبعاده عن طريقها، وأمريكا هي التي تحسب علماء الدين شوكة على طريقها الاستعماري فتعمد إلى اعتقالهم وتعذيبهم وإهانتهم، وأمريكا هي التي تتعامل مع الأمة الإسلامية معاملة وحشية لا هوادة فيها2.(26/10/1964)
 
2 - استغلال العالم الثالث 
 
لقد أعلنت عن موقفي تجاه أمريكا والقوى الاستكبارية الأخرى عدة مرات في منشوراتي وبياناتي خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، حيث إنهم يقومون باستغلال ثروات البلدان الفقيرة، ويفرضون عملاءهم عليها ويشجعونهم على ممارسة أعمال القهر والوحشية 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج 10، ص212.
2- صحيفة الإمام، ج1 ص411 .
 
 
 
 
 
 
 
8

4

من سمات الروح الإستكبارية

 على شعوب العالم الثالث1.(6/5/1978)

 
3- تأجيج نار الحرب 
 
لا تظنوا أن الغربيين قد تقدموا، إنهم تقدموا مادياً لكنهم متخلفون معنوياً، إن الإسلام وسائر أديان التوحيد تريد أن تصنع الإنسان، والغرب بعيد تماماً عن هذا المعنى، فمع أن الغرب اكتشف عناصر وطاقات الطبيعة إلا أنه استخدمها ضد الإنسان ولإبادة المدن، وكما ترون فإنه كلما تقدم بلد من هذه البلدان المسماة بالمتطورة كلما ازداد قهره وضغطه على البشر، لقد كنا نحن ضحية لإحدى هذه البلدان التي تسمى بالمتقدمة وهي أمريكا، وكذلك غيرنا الكثير من بلدان العالم الآن، إن الأشياء التي طورها هؤلاء يستخدمونها ضد الأهداف الإنسانية، وها هم يشيعون القضاء على الإنسان في العالم عن طريق تأجيج نار الحرب والصراعات، فجعلوا من التقدم وسيلة لتصاعد الحروب وازدياد القضاء على البشرية2. (11/6/1979) 
 
إن على العالم القضاء على أمريكا، وإلا فإن هذه المصائب ستظل تسحق العالم ما دامت أمريكا موجودة، فحيثما لم يتحقق لها ذلك بحثت عن مكان آخر. لقد أشعلت أمريكا نار الحرب في الكثير من مناطق العالم، وهي التي لا زالت تقف وراء الحروب القائمة في الكثير من البلدان. فأمريكا والقوى الكبرى هم الذين يهددون العالم بالخطر ويكذبون في ادعاءاتهم بالحد من الأسلحة. ولهذا فإن علينا أن نصرخ 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج3،ص375.
2- صحيفة الإمام، ج8،ص108.
 
 
 
 
 
 
 
9

5

من سمات الروح الإستكبارية

 بكل ما في وسعنا بوجه هؤلاء1. (4/11/1982)

 
4 - المجازر والإجرام 
 
إن شعبنا بل وشعوب العالم الإسلامي والمستضعفة يفتخرون بأنهم أعداء لأولئك الذين يكنون العداء لله المتعال وللقرآن الكريم والإسلام العزيز، أولئك المتوحشون الذين لا يتورعون عن ارتكاب أية جريمة وخيانة بغية الوصول إلى أطماعهم المشؤومة والمجرمة، والذين لا يعرفون صديقاً ولا عدواً في سبيل تسلطهم وتحقيق أهدافهم الدنيئة، وعلى رأسهم أمريكا، هذه الدولة الإرهابية التي أشعلت فتيل الحرب في شتى أصقاع العالم، وحليفتها الصهيونية العالمية التي ترتكب من الجرائم ما يندو له جبين الدهر، وما لا تجرؤ الأقلام على رسمه والألسن أن تتفوه به، من أجل التوصل إلى مطامعها2.(4/11/1982)
 
5 - المسلك الحيواني 
 
إن كل ما أنجزه الغرب من تقدم لا يعدو أن يكون تقدماً مادياً جعل العالم يبدو وكأنه غابة لصراع الوحوش. إن أسلوب التربية في الغرب جرد الإنسان من إنسانيته وحوله إلى حيوان مفترس، وحيثما سرحتم البصر في هذا العالم الآن والذي يبدو هادئاً وخالياً من الحروب الشاملة، فإن كل بلد يعمه القتل سببه التدخل الأمريكي أو 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج17،ص84.
2- صحيفة الإمام، ج21،ص398.
 
 
 
 
 
 
10

6

من سمات الروح الإستكبارية

 التدخل السوفياتي، وهذا هو لبنان1 كغيره من البلدان يعمه القتل بسبب التدخل الأمريكي، وهكذا يبدو حيواناً، ليته كان أليفاً، بل حيوان مفترس قاتل آكل للحوم البشر، فهذا ليس تقدماً إنسانياً2. (11/6/1979) 

 
6 - المنطق الذي يخدم الهيمنة والسيطرة
 
إن كيان أمريكا كله يدور حول محور هذه الأمور الحيوانية «الاصطياد»، فهذه البلدان لا بد وأن تبتلعها أمريكا، وكل من يتفوق في هذا المضمار يجوز قصب السبق من مجلس الشيوخ الأمريكي، بينما كل من يحول دون ذلك فهو مجرم في نظر هذا المجلس، وهذا هو أقصى ما يفهمونه3. (22/4/1979) إن أمريكا لو امتدحت مكاناً ما فهي لا تمتدح إلا نفسها ولأنها لا ترى إلا الإذعان المطلق، وما تشنه علينا كل يوم من كذب وافتراء مرده إلى أن هذا الشعب لا يطيعها، فهي لا تريد إلا الطاعة، واعلموا أن كافة الأوضاع ستتبدل لو صدرت عن هذا الشعب كلمة واحدة وفق الإرادة الأمريكية4 (10/2/1987) 
 
7 - التهويل الإعلامي
 
لقد استخدم هؤلاء الإعلام من أجل بث الهلع في النفوس حتى 
 
 
 

1- كان حين نشوب الحرب الأهليةفي لبنان
2- صحيفة الإمام،ج4،ص95.
3- صحيفة الإمام، ج7،ص361.
4- صحيفة الإمام. ج20،ص472.
 
 
 
 
 
 
11

7

من سمات الروح الإستكبارية

 يحققوا أطماعهم، ولقد شعر الكثيرون بالرهبة فتخلفوا عن الساحة وباتوا غير مبالين وجبناء. ومع أن قوتهم لم تكن إلى تلك الدرجة التي يبيدون بها شعباً، إلا أنهم استغلوا تلك الشعوب، غير أن الشعب الإيراني غير هذه المعادلة وقضى على ذلك النظام1. وهذا هو أمر القوى العظمى، التي يفوق إرعابها حقيقتها، فلو حدث شيء مثلاً في أي بلد صغير خلافاً لهوى الاتحاد السوفيتي2 أو أمريكا لكفى أن يغضب أحدهما لينتهي الأمر.

 
وكذلك الحال عندما كانت قوى انجلترا أكبر من الآخرين، إذ كان يكفيها مثلاً أن ترسل بارجة لترسو في المياه الأقليمية بالقرب من إيران، وبهذا يخرس البرلمان وتصمت الحكومة، فيملون عليهم ما يريدون.
 
وقد تغيرت هذه المعادلة أيضا في إيران، حيث كان ضرباً من الخيال في عهد النظام البائد3 أن يتعرض أحد للسفارة الأمريكية، فكيف يمكن أن يقوم شعب مستضعف أو شباب أعزل بالتعرض للسفارة الأمريكية أو يرمونها حتى بحجر واحد ! فلو حدث مثل ذلك لذهب شعب إيران وحكومته أدراج الرياح. ولقد كان هذا ناتجا عما كانوا يمارسونه من شيطنة ودعاية على أدمغة الناس، فجعلوهم غافلين عن قوتهم الوطنية والإنسانية والإسلامية.(3/2/1980)
 
 

1- نظام الشاه المخلوع.
2- عندما كانت جمهوريات آسيا الوسطى وروسيا متحدة تحت اسم الاتحاد السوفيتي.
3- نظام محمد رضا بهلوي.
 
 
 
 
 
 
12

8

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار 

 
دراسة وتحليل خصائص الشعوب 
 
لا تغفلوا عن هؤلاء الشياطين لأنهم قد تدبروا الأمور. لقد دخلنا نحن وأنتم هذه المجالات حديثاً، ولأنه لديكم مشاعر إنسانية فليس بإمكانكم سبر أغوارهم الشيطانية، إنهم درسوا طبيعة البلدان، لا لتسعة أعوام أو عشرة، بل على طول التاريخ، كما أنهم استغرقوا مدة طويلة للتعرف على هذه البلدان واكتشاف مواردها الطبيعية، وكانوا يرسلون خبراءهم قبل اختراع السيارة والطائرة وما إلى ذلك من وسائل المواصلات الحديثة، فكانوا يمشطون بلاد الشرق شبراً شبْراً ويسجلون كل ما يحصلون عليه ويرسمون له خريطة. إن كل ما يعرفونه عنا الآن ليس وليد اللحظة بل هو نتائج خبرات الماضي. ثم إن هناك شيئاً آخر ربما كانوا يولونه أهمية فائقة وهو دراسة المجتمع الإيراني والشعوب الشرقية1. (10/1/1980)
 
لقد رسمت الدول المقتدرة ولا سيما أمريكا خططها منذ سنوات 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج12، ص93-94.
 
 
 
 
 
 
13

9

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 طويلة، وكانت انجلترا هي السباقة للجميع في ذلك. لقد رسم هؤلاء خططاً دقيقة جداً، وأنجزوا العديد من الدراسات حول دول العالم، وخصوصاً تلك التي لديها أهمية خاصة من حيث المصادر الطبيعية والموقع الجغرافي، ومن ذلك بلادنا التي يعرفون عنها أكثر مما نعرف. فقد كانوا يبعثون بخبرائهم في ذلك الوقت وقبل اختراع السيارات، فكانوا يستخدمون الإبل ويجهزون القوافل ويذهبون إلى شتى المناطق، ويتعرفون بما لديهم من أدوات على الأماكن التي تحتوي على مصادر طبيعية من نفط وذهب وغير ذلك1. (9/9/1981) 

 
السيطرة السياسية الاقتصادية 
 
إن أمريكا تريد السيطرة على كافة بلدان العالم، غير أننا لا نستطيع أن نقبل بهكذا تصور، وقد تعب الشعب من ذلك. وإن الشعوب الأخرى ستحرر نفسها من المستثمرين اقتداءً بشعبنا2. (9/1/1979) 
إن إحدى المسؤوليات المهمة التي تقع على عاتق العلماء والفقهاء وطلبة العلوم الدينية هي التصدي الحازم لنوعين من الثقافات الظالمة والمنحطة الاقتصادية الشرقية والغربية، ومواجهة السياسات الاقتصادية في المجتمع رأسمالية كانت أو اشتراكية.
 
لقد ابتليت كافة شعوب العالم، وفرض عليها نوع جديد من العبودية عملياً، حيث فقدت قرارها الاقتصادي في حياتها اليومية بسبب تبعيتها لأرباب المال والقوة، كما أن شعوب العالم باتت تعاني المرض والفقر 
 
 

1- صحيفة النور، ج15، ص142.
2- صحيفة الإمام، ج5، ص414.
 
 
 
 
 
 
 
14

10

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 على رغم ما لديها من مصادر طبيعية غنية وأراضي زراعية ومياه وبحار وغابات وثروات. وها هم الشيوعيون والأثرياء والرأسماليون سلبوا الشعوب حقها في الحياة والعمل، متوسلين بعلاقاتهم الحميمة مع ناهبي العالم، فأخذوا بزمام الاقتصاد العالمي عن طريق إنشاء مراكز خاصة متعددة الجنسيات، واستأثروا لأنفسهم بكافة طرق التصدير والاستخراج والتسويق والعرض والطلب وحتى بتحديد الأسعار ووضع القوانين المصرفية، وراحوا يوحون للشعوب بأفكار وأبحاث مزيفة، ويحاولون إقناع الجماهير المحرومة بأنها ينبغي أن تظل تحت نفوذهم وإلا فلا حياة للحفاة سوى الفقر، وهذه هي سنة الخلق والمجتمع الإنساني التي تقتضي أن يعيش الأكثرية حياة الجوع والعوز والموت في سبيل لقمة العيش بينما تعيش القلة حياة التخمة والإسراف والبذخ. وعلى أية حال فإن هذه الكارثة أنزلها ناهبو العالم بالبشرية. وأصابوا بها البلدان الإسلامية المفتقرة إلى حسن التدبير والواقعة رهن التبعية، وهذا الوضع المؤسف يجب أن يتصدى لتغييره العلماء والباحثون والخبراء المسلمون حيث ينبغي عليهم أن يبدلوا النظام الاقتصادي الخاطئ والحاكم على العالم الإسلامي بمشاريع وخطط بناءة تراعى فيها مصالح المحرومين والحفاة، وأن ينقذوا عالم المستضعفين والمسلمين من معيشة الضنك والفقر1. (28/7/1987)

 

1- صحيفة الإمام، ج20، ص329-340.

 
 
 
 
 
 
15

11

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 الحفاظ على التفوق 

 
إن ناهبي العالم الذين استولوا على مقدرات الشعوب المظلومة تحت عناوين براقة وشعارات الدفاع عن حقوق الإنسان والسلام العالمي والأمن ومناصرة جماهير العمال والفلاحين ـ والذين انكبوا على نشر الفساد والإرهاب والقتل والسلب في شتى بقاع العالم، ويجدون أن صحوة مظلومي العالم تمثل خطراً عليهم على مدى التاريخ ـ هؤلاء، قد وقعت في روعهم الآن فكرة إغفال (المظلومين)، وما كانت المساعي التي يزعمون بذلها في سبيل نزع أسلحة الدمار الشامل سوى شعار لا غير. وأي عاقل يصدق أن هؤلاء قد تخلوا عن مثل هذه الأمور وامتلأت قلوبهم بالشفقة على البشرية؟!
 
وليس من المستبعد أن يكون لأمريكا هدفان من وراء هذه الاجتماعات والمباحثات : الأول : إغفال العالم وجذب اهتمام الشعوب وإطفاء نار الشعلة المتوقدة في قلوب المظلومين ضد مصالح هؤلاء المعتدين اللامشروعة والمتزايدة. والآخر : إغفال الاتحاد السوفيتي وحلفائه للحفاظ على تفوقها الذري1. (11/2/1985)
 
الانقلابات والغزو الثقافي 
 
إن ما يتفق عليه القوتان الكبريان2 في العالم ومن يتعبهما من القوى الأخرى ـ ولن يخلوا بهذا الاتفاق أبداً ـ هو الحيلولة دون تقدم دول العالم الثالث ولا سيما البلدان الإسلامية المنبسطة والغنية على 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج19، ص147-148.
2- أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقاً.
 
 
 
 
 
 
 
16

12

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وفرض النواحي الاستعمارية على العالم الثالث في شتى المجالات المذكورة. وللتوصل إلى هذا الهدف الذي يولونه أهمية قصوى فإنهم تحملوا الكثير من المشاق والجهد وبذلوا الكثير من الوقت والمال وما زالوا. لقد كانت بريطانيا وفرنسا على رأس هذه المؤامرة في السابق، ثم جاءت أمريكا والاتحاد السوفيتي، ولكي يحققوا أهدافهم المشؤومة فإنهم قاموا بالعديد من الانقلابات وأسقطوا العديد من الأنظمة وأقاموا محلها أنظمة تابعة لهم... وللتوصل إلى فرض السلطة الاستعمارية الجديدة، فإنهم وجدوا أن أفضل وسيلة لذلك تكمن في الغزو الثقافي للشعوب والتحكم في الجامعات، فشكلت من خريجيها البرلمانات الزائفة واصطنعت لنفسها الحكومات والأنظمة إما أن تكون شرقية أو غربية، وكانت البلدان الإسلامية في مقدمة الدول التي عانت من هذه الصراعات وما تزال 1. (16/8/1985) 

 
نهب الموارد الطبيعية 
 
إن أمريكا هي أكبر وأسوأ مشكلة تعاني منها الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، فأمريكا بصفتها أقوى دول العالم لم تترك وسيلة إلا وقد التجأت إليها للاستيلاء على المزيد من ثروات البلدان الخاضعة لها. إن أمريكا هي العدو الأول لشعوب العالم المحرومة والمستضعفة. وأمريكا لا تتورع عن ارتكاب أية جريمة من أجل فرض سلطانها 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج19, ص342-343.
 
 
 
 
 
 
 
17

13

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري على الدول التي تسيطر عليها. إنها تستثمر مقدرات شعوب العالم المظلومة عن طريق ما تبثه من دعايات واسعة تنظمها الصهيونية العالمية. وإنها تمص دماء الشعوب المستضعفة بواسطة أياديها الغامضة والخائنة بشكل رهيب، وكأنه لا حق للحياة في العالم إلا لها ولأزلامها1. (12/9/1980)

 
الحيلولة دون التقدم والتنمية 
 
إنني أعتقد أننا لو استطعنا إقامة جدار مثل جدار الصين بين الشرق والغرب وبين البلدان الإسلامية وغيرها، وحتى لو كان جداراً أرضياً أو هوائياً، لكي ننقذ بلادنا من شرهم وحتى من شر تقدمهم وما يصدرونه لنا باسم المدنية و التطور لكان ذلك أنفع لنا بكثير... لا تتصوروا أن هؤلاء يتخذون خطوة واحدة من أجلنا وفي صالحنا، وكل من يتصور هذا فهو جاهل، وكل من يتصور أنهم يقودون بلدان الشرق نحو التقدم فهو على خطأ، إنهم لا يريدون ذلك أبداً. فعلى بلدان الشرق أن تفكر في بناء نفسها وصنع حضارتها بعيداً عن الغرب. ولو كان بمقدورنا الانقطاع تماماً عنهم وعن كل ما يتعلق بهم لكان ذلك خيراً لنا 2. (26/10/1979)
 
إيجاد الحَجْر السياسي 
 
الحقيقة هي أن دول الشرق والغرب الاستكبارية، ولاسيما أمريكا والاتحاد السوفيتي، قد قسمت العالم فعلاً إلى قسمين : قسم حر، 
 
 

1- صحيفة الإمام. ج13, ص212.
2- صحيفة الإمام، ج10, ص359-360.
 
 
 
 
 
 
 
 
18

14

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 والآخر تحت الحجر السياسي. ففي القسم الحر توجد هذه القوى العظمى التي لا تعرف حدوداً، ولا تعترف بقانون، وترى أن الاعتداء على مصالح الآخرين واستعمار الشعوب واستثمارها واستعبادها أمر ضروري له أسبابه وأدلته المنطقية المطابقة لكل المبادئ والموازين الدولية التي ابتدعتها هي نفسها. وأما في الجزء الواقع تحت الحجر السياسي ـ والذي يقتصر وللأسف على أغلب شعوب العالم المستضعفة وخصوصاً الشعوب المسلمة ـ فإنه لا حق للحياة فيه أو لإبداء الرأي، حيث إن كافة القوانين والإجراءات، وحتى شكل هذه القوانين، هي أمور مصاغة لمقتضى رغبة الأنظمة العميلة للاستكبار ومصالحه. وللأسف فإن منفذي هذه السياسات في الغالب هم الحكام المفروضون أو المقتدون بالمنهج الاستكباري العام، حتى إنهم يعتبرون التأوه من الألم في هذا القسم المحاصر جريمة لا تغتفر، وأن مصالح ناهبي العالم تقتضي أن لا يتفوه أحد بكلمة يشم منها رائحة تضعيفهم أو تتسبب في سلب النوم من عيونهم، ولأنه ليس بمقدور مسلمي العالم التعبير عما جره عليهم حكامهم من مصائب وويلات بسبب ما يتعرضون له من ضغط واعتقال وإعدام، فإنه يجب عليهم التعبير عن نوائبهم وآلامهم هذه بحرية تامة في الحرم الإلهي الآمن حتى يفكر المسلمون جميعاً في التوصل إلى طريق للخلاص1. (20/7/1988) 

 
 

1- صحيفة الإمام. ج21، ص79.
 
 
 
 
 
 
19

15

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 خداع شعوب العالم الثالث 

 
لقد أعلن الرئيس الأمريكي1 عن جعل أسبوع للشعوب المستعبدة، ودعا هذه الشعوب إلى استرداد حريتها من غاصبيها، وأنه معهم ـ على الطريق ـ في هذا المسعى ! 
 
وإنني لا أدري لمن يوجه هذا الكلام ؟ أيوجهه للشعوب الواقعة تحت قبضته ؟! هو يعرف الحقيقة، فمن ذا يريد أن يخدع ؟! هل يريد أن يخادع الشعب الأمريكي ؟ إن الشعب الأمريكي يعلم ما ارتكبه سابقاً في حق العالم. فهل يريد أن يقول بأن المعسكر الشرقي هو فقط الذي يُخضع الشعوب ؟ الكل يعرف أن كلا المعسكرين في هذا الأمر سواء. أو يريد أن يقول للشعوب المستعبَدة والتي تخضع أكثريتها للنفوذ الأمريكي غالباً إنه لا ذنب له في السيطرة الأمريكية عليها ؟! ماذا يريد أن يقول هذا الإنسان ؟!(11/6/1983) 
 
مختبر طبي 
 
إن الغرب لم يعطنا ما يفيد ولن يفعل ذلك، فكل ما جاء به إلى هنا كان مفيداً له دون الاهتمام بما إذا كان ضاراً لنا أم نافعاً، لقد قلت ذلك مراراً، ولكن بسبب تأثري الشديد فإنني أقول مرة أخرى : إني قرأت منذ مدة في المجلات والصحف أن أمريكا ترسل إلى العالم الثالث الأدوية المحظورة الاستعمال عندها ! فانظروا كيف ينظرون إلينا، إنهم ربما لا يعتبروننا من الكائنات الحية ! والله إن الإنسان غير مستعد لعمل ذلك مع أي كائن حي حتى ولو كان حيواناً ! فانظروا مع أي مخلوقات قذرة في 
 
 
 

1- رونالد ريغن.
2- صحيفة الإمام، ج17، ص295.
 
 
 
 
 
 
 
20

16

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 أمريكا نتعامل، وكيف تتعامل معنا أمريكا (الحكومة لا الشعب) ودول القوى الكبرى، ومازلنا خاضعين لهم ! ومازلنا نعمل من أجلهم، فلتكسر تلك الأقلام التي تكتب لهم، ولتقطع تلك الألسن التي تتحدث لصالحهم وتريد تضليل الشعب وضياعه1. (29/10/1979)

 
انظروا كيف يرسلون إلى العالم الثالث أدوية محظورة الاستعمال في بلادهم، ثم يأخذون منا أثمانها مهما فعلت بنا! لقد كان الأمر دائماً هكذا, حيث لم يعطونا أبداً ما ينفعنا. إن كل مصائب الشرق جاءت من هؤلاء الأجانب, من الغرب, ومن أمريكا. وإن كل مصائبنا من أمريكا, وكل مصائب المسلمين من أمريكا2. (29/10/1979) 
 
إن هؤلاء السادة (المحبين للإنسان) يرسلون إلى الشرق بما يصنعونه من أدوية لتجربتها علينا ليروا ما إذا كانت ضارة أو نافعة كما يفعل الأطباء مع الأرانب والفئران! إنهم يفعلون هذا مع العالم الثالث, فهل يمكن أن نجلس للتباحث مع هؤلاء؟! وهل يمكن أن نتعامل مع هؤلاء الذين يعتبروننا كالأرانب أو أسوأ, ويجربون أدويتهم على شبابنا؟!3 (8/11/1979)
 
حقوق الإنسان في أمريكا 
 
هل كارتر مدافع حقيقة عن حقوق الإنسان، أم أنه شعار رفعه من أجل انتخابه للرئاسة الأمريكية؟ أو شعار ضد عدد من السجناء السوفيت؟ فهل هو مدافع عن حقوق الإنسان. الآن وقد أجرى عميله الخائن الشاه 
 
 
 

1- صحيفة الإمام ج10، ص391.
2- صحيفة الإمام ج10، ص391.
3- صحيفة الإمام ج10، ص13-14.
 
 
 
 
 
 
 
21

17

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 حماماً من الدم في إيران بدعم منه، فهل بات لا يرى أو لا يعلم شيئاً عن المذبحة الضارية التي قام بها الشاه في شتى أرجاء البلاد؟ ولا بد وأن السيد كارتر يرى مساندته لهؤلاء المجرمين التاريخيين – الذين بيضوا وجه جلادي التاريخ – دفاعاً عن حقوق الإنسان ! لقد قال كارتر في الفترة الأخيرة بأن مصالح أمريكا لها الأولوية على حقوق الإنسان، وها نحن نقول أوقفوا نزيف الدماء، وليذهب الشاه حتى يقرر الشعب مصيره بنفسه، فهل نكون بذلك قد استبحنا حماماً من الدماء ؟ إن الحكم في ذلك للرأي العام العالمي، فهل آن الأوان ليكف كارتر عن مساندته للشاه وألا يلطخ يده أكثر من ذلك بدماء أبناء الشعب الإيراني الأبرياء العزل ؟1. (28/12/1978) 

 
إغفال شعوب العالم 
 
لقد ابتلي المسلمون، بل وشتى البشر، منذ البداية بتوقيع بيان حقوق الإنسان هذا، وكانت أمريكا أحد الموقعين عليه حفاظاً على حقوق الإنسان، إن الحرية هي أحد حقوق الإنسان، ولكن انظروا ماذا فعلت أمريكا الموقعة على ما يسمى ببيان حقوق الإنسان وكم ارتكبت من جرائم في حق الإنسان، إن ما نتذكره خلال السنوات الماضية قياساً إلى عمري ونسبة إلى أعماركم لم يكن سوى مسح مما فعلته أمريكا الموقعة على بيان حقوق الإنسان من ويلات على العالم، لقد جعلت لها عميلاً في كل منطقة من بلدان المسلمين وغير المسلمين لسلب حريات الإنسان، إنهم يقولون: حر هو الإنسان! وذلك لتخدير
 
 

1- صحيفة الإمام، ج5، ص297-298.
 
 
 
 
 
 
 
22

18

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 الجماهير، ولكن ذلك لم يعد ممكنا الآن، إن إثارة مثل هذه القضايا ومنها بيان حقوق الإنسان لا يعدو أن يكون تجاهلاً وإغفالاً، وليس له نصيب من الواقع. إنهم يروجون أشياء جذابة وبراقة، فيكتبون ثلاثين مادة كلها من صالح حقوق الإنسان، ولكنهم لا يطبقون واحدة منها ! إنهم لا يعملون حتى بواحدة على صعيد الواقع. وهذا تجاهل وتخدير للشعوب والجماهير1. (19/1/1978) 

 
حقوق الإنسان والمجاعة 
 
إلى متى نقبع في سباتنا ؟ وإلى متى نبقى سذجاً ؟! لماذا أنتم بسطاء هكذا أيها السادة ؟ أخبروا الناس حيثما كنتم في بلادكم وفي شتى أنحاء العالم بما أنزلته هذه القوى الكبرى بالناس وبالضعفاء، إن بلداً مثل أثيوبيا يعاني أهله من الفقر ويموتون جوعاً، ولكنهم يبخلون عليهم بما لديهم من غلال فيلقونها في البحر أو يشترون بها أسلحة للفتك بالشعوب، هؤلاء هم المنادون بحقوق الإنسان ! إنهم يريدون القضاء علينا كافة بهذه الصور من حب الإنسان ! وإنهم يبغون انتهاك حقوق الإنسان بمثل هذه المنظمات التي تنادي بحقوق الإنسان!2. (3/2/1985) 
 
حقوق الإنسان والتمييز العنصري
 
بالأمس أو ما قبل الأمس، حيث كان يوم حقوق الإنسان، تحدثوا بالكثير، إن أولئك الذين يقضون على الإنسان، يتحدثون عن حقوق الإنسان ! أولئك الذين يجعلون من التفرقة العنصرية مبدأ أمرهم، لم 
 
 
 

1- الكوثر، ج1، ص341.
2- صحيفة الإمام، ج19، ص140.
 
 
 
 
 
 
23

19

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 يسلم منهم حتى الجنس الأبيض، سوى جنس واحد فقط هو جنسهم هم. هؤلاء هو الذين يتحدثون عن وحدة الأجناس وأنه لا فرق بينها! هذا هو وضع العالم، حيث يبدو الظالم الذي يقضي على الناس وكأنه أشد رفقاً بالمظلوم!1(11/12/1984) 

 
تبرير الجرائم تحت شعار حقوق الإنسان
 
إن قضية بيان حقوق الإنسان وما شاكلها كلها من أجل ابتلاع البلدان الضعيفة لتبرير ما يقومون به من ممارسات، ولا يظنن أحد أن بيان حقوق الإنسان هذا له حظ من الواقع، وأن القوى الكبرى تعير أدنى اهتمام لحقوق الإنسان ! هذا هو ما تدل عليه ممارساتهم، فإلى أي حد راعى هؤلاء الموقعون على بيان حقوق الإنسان والمناصرون له هذه الحقوق؟!2 (8/11/1978)
 
إننا في عصر لا يتلقى فيه المجرمون إلا التشجيع والتأييد بدلاً من التوبيخ والتأديب ! وإننا نعيش في زمن تحافظ فيه منظمات ما يسمى بحقوق الإنسان على مصالح الظلمة والمجرمين الكبار، وتدافع عن ظلمهم وظلم أتباعهم!3 (11/6/1983) 
 
انتهاك الحقوق بحجة حقوق الإنسان
 
إن هذه المنظمات التي تنادي بحقوق الإنسان كلها عميلة للاستعمار. وأكل حقوق الإنسان وتضييعها بحجة حقوق الإنسان نفسها!4 (15/5/1979)
 
 

1- صحيفة الإمام، ج19، ص117.
2- الكوثر، ج4، ص399.
3- صحيفة النور، ج18, ص22.
4- صحيفة الإمام، ج7، ص309.

 
 
 
 
 
24

20

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 إن الأمر يقتضي دعوة التنظيمات المختلفة من شتى بقاع العالم للوقوف على جرائم أمريكا في هجومها العسكري على إيران1, وذلك حتى يشاهدوا ما فعلته أمريكا المتوحشة ـ ومازالت ـ بشعب مستقل متحججة بادعاءاتها في مساندة حقوق الإنسان ومناصرة السلام وحب الإنسان، وحتى يروا ما خلفته جرائم هذا النظام الوحشي الذي تسانده وللأسف الحكومات الغربية وجمعيات حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وهذا ما قلته مراراً من أن كافة هذه المنظمات والمؤسسات قد شكلت للدفاع عن المستكبرين ومنحهم فرصة التسلط على المستضعفين ومص دماء المحرومين في العالم، ولكي ينظروا في ما فعلوه لشعبنا المظلوم بذريعة إنقاذ الجواسيس2, وحتى يشاهدوا ويصدقوا أن تلك المؤسسات قد تجاهلت حقوق المستضعفين لصالح المستكبرين وأصحاب رؤوس المال الدوليين وأنها لم تفعل شيئاً سوى تحقيق تسلط هؤلاء.

 
إن النظام العراقي الغاصب ما زال يمارس اعتداءاته على إيران منذ مدة طويلة، ولكننا لم نر هذه المنظمات قد اعترضت عليه ولو لمرة واحدة، غير أنهم يرفعون أصواتهم كل يوم مستكبرين على أن حقوق الإنسان قد انتهكت من أجل خمسين جاسوساً يعاملون معاملة إنسانية تامة! إننا لم نجد أن المنادين بحقوق الإنسان يدافعون عن حق حكومتنا المستضعفة وشعبنا المظلوم3. (62/4/1980)
 
 

1- المقصود بالهجوم هو الإيعاز للنظام العراقي عام 1980 بالهجوم على إيران.
2- الرهائن المحتجزون في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.
3- صحيفة الإمام، ج12، س358.
 
 
 
 
 
 
 
25

21

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 إن المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التي هي صنائع أمريكا والقوى العظمى تتجاهل كافة هذه الجرائم التي حلت بالبشرية... وإن اصطلاح المنظمات الدولية ما جيء به أساساً إلا لخدمة القوى العظمى، وليس لخدمة المظلومين والمحرومين الذين يتعين عليهم أن يقفوا بأنفسهم في مواجهة الجرائم1. (11/8/1983) 

 
تسييس حقوق الإنسان
 
إن خصمنا الآن في أمريكا مخالف لحقوق الإنسان كما هو مخالف لأصل العدالة، فهو يتحدث عن حقوق الإنسان بكثير من الادعاءات، ولكن عندما يتأمل المرء حالته وبرامجه يجد أن قضية منظمة حقوق الإنسان ومجلس الأمن وما إلى ذلك، كلها مؤسسات أقامها الأقوياء للتسلط على الضعفاء وكسر شوكتهم، ثم يأتي هؤلاء المعنيون بحقوق الإنسان ليدينوا الضعفاء ويمنحوا الحق للأقوياء2. (20/9/1979) 
 
لقد استولت إسرائيل على الجولان3 وضمتها إلى سائر أراضيها المغتصبة، ثم اجتمعت تلك المنظمات غير الشعبية التي أسستها بعض الدول الكبرى فأصدرت قراراً صوتوا فيه لصالح طرف دون آخر، بناءً على سيناريو معد سلفاً، وحينئذٍِ تأتي أمريكا لتعترض على كل شيء عن طريق استخدام "الفيتو" وهذا كشريعة الغاب، بل أسوأ 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج18، ص48.
2- صحيفة النور، ج11، ص29.
3- الجولان هضبة واسعة المساحة احتلها الكيان الصهيوني من سوريا عام 1967 وضمها رسمياً إلى الأراضي المغتصبة في أوائل الثمانينات.
 
 
 
 
 
 
 
26

22

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 تصرفاً منها، ثم يوحون إلى البلدان المستضعفة بأن هناك منظمة لحقوق الإنسان وأخرى للأمم المتحدة، إنه نفس ما يحدث في الغابة، بل إن أمريكا والاتحاد السوفياتي يفعلون ما هو أبشع، ثم تأتي الأمم المتحدة لتقوم بمناورة وتعقد اجتماعاً، فيصوت البعض سلباً، بل إن الجميع يصوتون سلباً، لكنهم يعلمون بأن أصواتهم هذه لا جدوى منها. ألا يعتبر كل هذا لغواً، حيث يصوتون وهم يعلمون أن أمريكا ستنسف كل ذلك بقولها: كلا! فبمن يريدون التلاعب؟ إنهم هم الذين وضعوا قواعد اللعبة وهم الذين أسسوا هذه المنظمات، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا يجب أن تكون هناك دولة أو عدة متجبرة متمتعة بحق "الفيتو"؟! هذا هو الذي أخذوه في حسبانهم منذ البداية للتلاعب بشعوب العالم الصغيرة المستضعفة، فليس ثمة في العالم أقبح من هذه الجريمة وأبشع من هذه الوحشية1. (22/1/1982) 

 
الكيل بمكيالين 
 
لقد رأينا كيف أن الرئيس الأمريكي كان يتعاطف مع ذلك الشاه السابق الظالم البائس ويسانده، لقد كان يدعم سفاحاً أضاع كل ما لدينا هباءً منثوراً، فلم ينكر مدعو حقوق الإنسان ذلك على الرئيس الأمريكي، ولكن عندما وقع هؤلاء السفاحون في قبضة الشعب وأراد الشعب الثأر منهم تعالت صرخة أولئك قائلين : وا إنساناه..!! إنني لا أستطيع أن أعرف سوى أن هؤلاء هم صنائع سفاكي الدماء. إنهم صنائع القوى الكبرى، لا أنهم يعملون من أجل حقوق الإنسان، لقد 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج5، ص520-521.
 
 
 
 
 
 
27

23

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

 كنت أتوقع أن تستنكر جمعيات حقوق الإنسان الإبقاء عليهم، هذا إذا كانوا صادقين حقاً في الدفاع عن حقوق الإنسان، لقد كان ينبغي أن يقتل هؤلاء السفاحون منذ اليوم الأول ولم يكن لنا أن نبقي عليهم1. (1/4/1979) 

 
إنكم تعلمون أن العالم اليوم يعيش وضعاً خاصاً وأن منظمة العفو الدولية سجلت قائمة بالدول التي تزعم هذه المنظمة بأنها انتهكت حقوق الإنسان وليس من بينها أمريكا ولا الاتحاد السوفياتي ولا فرنسا، في حين أن الاتحاد السوفياتي بسط نفوذه على أفغانستان2 كما بسطت أمريكا نفوذها على بيروت، معتبرين ذلك من أجل صلاح الشعوب، فما لكم وصلاح حال الشعوب؟! إننا عندما اقتصصنا من عدد من المفسدين في إيران في ذلك الوقت فإنهم أقاموا ضجةً وهاجموا كافة وسائل الإعلام الإيرانية3. (26/10/1983)
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج6، ص458-459.
2- غزا الاتحاد السوفياتي السابق أفغانستان عام 1979 وبقيت أفغانستان تحت الاحتلال حتى عام 1988 حيث بدأ الانسحاب منها. 
3- صحيفة الإمام، ج18، ص196.
 
 
 
 
 
 
28

24

التواجد الأمريكي في المنطقة

 التواجد الأمريكي في المنطقة 


سبب تواجد أمريكا في المنطقة

1- الرهبة من قوة الإسلام

على المسلمين أن يعلموا أن المؤامرات والخطط الأمريكية قد تكرست بعد الثورة الإسلامية وبروز قوة الإسلام الخارقة, لبث الفرقة بين الإخوة من أهل السنة والشيعة, ومهاجمة إيران بصفتها مركز ثقل للنهضة الإسلامية, الإعتداء الواسع على لبنان. وما كل تلك الجرائم إلا لضرب الإسلام وإضعاف هذه القوة الإلهية. وعلى المسلمين أن يعلموا بأن خطة أمريكا التي تنفذها يدها الخبيثة إسرائيل لا تنحصر في لبنان وبيروت فحسب, بل إنها تستهدف الإسلام حيث يوجد, وتستهدف البلدان الإسلامية ولا سيما منطقة الخليج الفارسي, والحجاز مركز الوحي الإلهي. والهدف الأول من ذلك هو أن ينصاع حكام المنطقة بلا قيد ولا شرط لأوامر أمريكا, بل والأسوء من ذلك لأوامر إسرائيل, وأن يستسلموا لكل أنواع الذل والعبودية. فعلى الشعوب الإسلامية أن لا تقف مكتوفة الأيدي إزاء مثل هذا الوضع وهذه الكارثة 
 
 
 
 
 
 
 
29

25

التواجد الأمريكي في المنطقة

 المستفحلة, وأن تبذل كل ما بوسعها من أجل الحفاظ على الإسلام والدول الإسلامية1. (20/9/1982)

 
إن اليوم غير الأمس, ففي الأمس لم يكونوا واقفين على قوة الإسلام, وأما اليوم فقد أدركوا كيف أن صوت الإسلام إذا علا في بلد صغير كإيران فإنه يعلو حتى في أمريكا. إننا على يقين بأن مصالحهم مهددة بالخطر اليوم, ولذلك فإنهم يريدون السيطرة على الخليج الفارسي والاستيلاء على النفط, ولكن الإسلام يحول بينهم وبين ذلك. إن أمريكا تريد بسط نفوذها على كل العالم2. (13/5/1984)
 
2- تساهل حكومات المنطقة
 
إننا نلاحظ اليوم أن أمريكا تمد يدها من بعيد للتحكم في المنطقة وذلك عن طريق هذه الحكومات الفاقدة لكل جدارة. وأما نحن فقد قطعنا يدها هنا وكتمنا أنفاسها, وها هو الخليج في أيدينا حتى إذا أرادت أمريكا التحرك فلن نبقي لها قطرة من النفط, لكن غفلة هذه الحكومات كانت سبباً في أن تمد أمريكا يدها من بعيد وتأخذ بزمام تلك الحكومات التي ليس بمقدورها تدبير أمور بلدانها لافتقارها إلى العقل والحكمة والقوة 3. (5/10/1983)
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج16، ص531-514.
2- صحيفة الإمام، ج18، ص-428.
3- صحيفة الإمام، ج14، ص-176. 
 
 
 
 
 
 
30

26

التواجد الأمريكي في المنطقة

 أساليب التواجد الأمريكي في المنطقة

 
1- المناورات العسكرية والإرعاب
 
على الشعوب أن تصحو وتوقظ حكوماتها لمواجهة هذا المشروع الكافر الفاجر. فهذه أمريكا قد كشرت عن أنيابها لدفع هؤلاء للخضوع والاستسلام, كما نشرت قوات الإنزال في المنطقة وجيشت جيوشها وأخذت في إجراء المناورات واستعراض العضلات لإرعاب سكان المنطقة. فلو خافت الحكومات فعلى الشعوب أن تتحلى باليقظة والشجاعة. إننا نفضل الموت جميعاً على أن نعيش أذلاء تتحكم بنا الصهيونية وأمريكا. وتلك خطوة متقدمة تقف خلفها أمريكا من أجل إذلال العرب والمسلمين. فالعار لذلك العربي الذي يستسلم للذل من أجل سلطة قصيرة المدى ومتاع قليل, والعار لنا جميعاً إن جلسنا صامتين, والعار لتلك الحكومات التي تخضع لمثل هذه المشاريع غفلةً منها أو تعمداً في خيانة الإسلام والأمة العربية والإسلامية1. (17/11/1981)
 
 

1- صحيفة الإمام، ج15، ص371-272.
 
 
 
 
 
 
 
31

27

التواجد الأمريكي في المنطقة

 2 - تشكيل حكومات التبعية

 
إن الحكومة الأمريكية تتصدر قائمة الظالمين والمجرمين في التاريخ بنظر المسلمين بسبب دعمها لمثل هذه العناصر, فحكومة أمريكا فرضت عدداً من العناصر القذرة واللاإنسانية على الملايين من أبناء الشعوب النبيلة بغية الإستثمار المجاني لمصادر المسلمين ومواردهم الغنية. وإذا لم يعد الرئيس الأمريكي الحالي نظره في سياسته ويكف عن السير على نهج سلفه الطالح فإنه سيتحمل تبعات كافة الجرائم التي ترتكبها حفنة من الجاحدين والذين لا يمتون للإنسانية بصلة1
 
 
 

1- صحيفة النور ج1، ص 243.
 
 
 
 
 
 
32

28

التواجد الأمريكي في المنطقة

 السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط

 
1 - إحياء نظام العبودية
 
إن أمريكا لن تتخلى أبداً عن ابتداع المشاريع, فهي تريد بث الخلاف بين المسلمين بكل ما لديها من قوة. وانظروا إلى ما أحدثته من خلاف بين طوائف المسلمين وحتى بين حكوماتها بمشروعها الذي تقدمت به مؤخرا1, وسيكون هذا الخلاف في تصاعد مستمر. وحتى لو فشل هذا المشروع, وهو قد فشل فعلاً, فإن أمريكا ستأتي بمشروع جديد. وعلى المسلمين أن يعلموا بأن المشاريع الأمريكية لن تجدي الشرق والشعوب والحكومات الإسلامية نفعاً. على المسلمين كافة أن يأخذوا حذرهم وأن يحذروا حكوماتهم من عاقبة الانصياع للمشاريع الأمريكية التي ستأتي تباعاً, واحداً بعد الآخر من الآن فصاعداً, وأن لا ينخدعوا بهؤلاء الشياطين. إنهم يريدون أن يجعلوا منكم وسيلة لاستلاب ثرواتكم. وإن أمريكا تنوي بكم شراً, فهي تريد استخدامكم, بل قد استخدمتكم, من أجل تحقيق مآربها. فلماذا 
 
 
 

1- لعله إشارة إلى الصلح بين العرب والكيان الصهيوني الغاصب.
 
 
 
 
 
 
 
33

29

التواجد الأمريكي في المنطقة

 تبعثرون ثرواتكم من أجل أهداف أمريكا السيئة والمشؤومة؟! ولماذا وقفتم في مواجهة الإسلام والمسلمين؟! إن أمريكا تنظر إليكم نظرة السيد للعبد وتتلاعب بكم كيفما تريد1. (2/12/1981)

 
إلى متى سنقول لدول المنطقة إننا لا شأن لنا بكم، فتعالوا وكونوا إخوة لنا لنواجه القوى العظمى ونخلص بلداننا من مخالبها، فهل تتصورون أن ألمانيا أو انجلترا وعلى رأس الجميع أمريكا تريد لكم الخير؟! 
 
... إنهم لا يريدون إلا تحقيق أطماعهم، وإنهم يجعلونكم رهن القيود حتى يتمكنوا من استخدامكم، فعندما يجدون أنهم لا يستطيعون استخدامكم فإنهم سيتخلون عنكم ويلقون بكم بعيداً2. (25/7/1982)
 
2- انتهاب ثروات المسلمين ودعم إسرائيل 
 
ماذا حدث للمسلمين ولحكام المسلمين لكي يبعثروا كرامتهم ويريقوا ماء وجههم من أجل أمريكا ؟! وماذا حدث لكي تقدم هؤلاء لأمريكا ثروات العالم الإسلامي الطائلة والتي تعود ملكيتها للشعوب الحافية المستضعفة ؟ بينما تدعم أمريكا إسرائيل في مقابل كل ذلك وتقول إننا لن نبيع إسرائيل لهم!3. (10/2/1982)
 
إن أمريكا تقول إنها لن تبيع إسرائيل لأحد، وها هي تستولي على 
 
 

1- صحيفة الإمام ج15- ص 405.
2- صحيفة الإمام، ج16، ص391-392.
3- صحيفة الإمام، ج16، ص36.
 
 
 
 
 
 
 
 
34

30

التواجد الأمريكي في المنطقة

 ثرواتكم وتقول إنني لن أبيع لكم إسرائيل، فهل تستحق أمريكا هذه أن تتنازلوا عن كرامتكم أمام شعوبكم وشعوب العالم والأجيال القادمة من أجل خدمتها..؟!1. (1/6/1982) 

 
إننا نأمل أن تستيقظ الحكومات التابعة لأمريكا من نومها الطويل، وأن تكف عن تقديم مدخرات الشعوب الغنية وثرواتها الطائلة في سبيل أمريكا الناهبة وتقرباً إليها، وأن لا تذهب بعيداً في شن الحرب العسكرية والإعلامية على الإسلام والجمهورية الإسلامية، وأن تتضامن مع شعوبها للإفلات من عار التبعية، ألم تسمع هذه الحكومات التابعة للبيت الأبيض وهو يصرح بلا مبالاة بأنه لن يتخلى عن إسرائيل في سبيلهم ومن أجل نفطهم ؟ ألم يعلموا بعد بأن أمريكا قد أثبتت لهم عدم الاهتمام بهم وذلك عن طريق استخدام الفيتو وتهديد المنظمات الدولية ؟!2. (10/2/1982) 
 
3 - الطمع في موارد المسلمين تحت عنوان المصالح
 
عندما يحدث ما يعارض مصالحهم فأنهم يعلنون أن لهم هنا أصدقاء ومصالح ! فما هي المصالح التي يمكن أن تكون لأمريكا هنا سوى مواردكم الغنية ؟! ومن هم الأصدقاء الذين يمكن أن يكونوا لأمريكا هنا سوى أولئك الذين يخدمونها باسم الأصدقاء ؟! إن أمريكا لا تريد أصدقاء، بل خدماً، خدماً يضحون في سبيلها بمصالح شعوبهم بلا مقابل سوى تحمل الذل والعار، إننا صامدون نحن وشعبنا 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج16, ص283.
2- صحيفة الإمام، ج16،ص27-28.
 
 
 
 
 
 
 
35

31

التواجد الأمريكي في المنطقة

 وحكومتنا وسوف نظل صامدين في مواجهة كافة المتسلطين وسوف نظل معارضين ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً 1. (30/5/1982) 

 
إن أمريكا تقول الآن بأن لها أصدقاء ومصالح في المنطقة، فلننظر ماذا تقول أمريكا، ومن هم أصدقاؤها الذين كانوا ومازالوا، وما هي مصالحها التي كانت ومازالت والتي ستكون في المنطقة، إن لها أصدقاء ويا لهم من أصدقاء ! أصدقاء عملاء يمنحونها كل شيء فضلاً عن أنهم عملاء بالمجان2. (30/5/1982)
 
4- استغلال حكومات المنطقة 
 
لقد استغلت أمريكا جهل وغرور صدام وخيالاته الخرقاء، فدفعته لمهاجمة إيران، وحسب تفكيرها فإن هزيمة العراق وإيران أو القضاء على كل منهما أو على إيران سيكون من صالحها، بينما ظن صدام البائس أنه بات شرطي المنطقة، وبطل القادسية المغوار وأخذ ينمي هذا التصور في عقله الأجوف، في حين أن الذي لم ولن يعرفه هو قوة الإسلام الهائلة وشجاعة جنود الإسلام المضحين، فما كان من جهله وحماقته إلا أن سقط في شباك ليس بمقدور أية قوة أن تخلصه منها.
 
وإننا نحذر حكومات المنطقة من جديد بأن لا تتحمل المشاق في سبيل نجاة وحش كاسر سيشعل المنطقة ناراً فيما لو أتيحت له الفرصة، وأن لا يزجوا بأنفسهم في مهاوي الفناء، وأن لا ينخدعوا بوعود أمريكا وسواها، وأن يخضعوا للإسلام ولأحكامه العظيمة 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج16، ص275.
2- صحيفة الإمام و ج16, ص273.
 
 
 
 
 
 
 
36

32

التواجد الأمريكي في المنطقة

 قبل فوات الأوان، وأن يخلصوا بلادهم من شر القوى الخادعة، وأن يعلموا بأن العمل بالإسلام ومصالحة الجمهورية والإسلامية سيكون في مصلحتهم. إنه لا بد وأنكم قد لمستم وشعرتم بأن قوة المنطقة بمجملها أقل من نصف قوة الشاه المعزول المقبور، وأن قوة إيران اليوم قد صارت أضعاف قوة ذلك النظام البائد، وذلك بفضل الإسلام والحضور الشعبي، وكما أن أمريكا لم تستطع أو لم ترغب في مساعدة الشاه المعزول عند الشدة فإنها لن تمد لكم أيضاً يد العون وهي التي تعتبركم أقل وأتفه من الشاه المعزول.

 
إن أمريكا وسواها من المستكبرين لا يعدونكم سوى وسيلة للحفاظ على مصالحهم في المنطقة، فإذا ما سقطتم في المهالك فإن أحداً لن يتعب نفسه لنجدتكم1. (11/2/1983) 
 
نموذج صارخ لهذا الإستغلال
 
لقد ظهر بوضوح أن أمريكا وغيرها من المستكبرين قد اكتفوا بمجرد التعبير عن الدعم اللفظي أو بيع الأسلحة البدائية الغالية الثمن للحكومات التابعة لهم في وقت الشدائد ـ أحياناً ـ ولم يحلوا لهذه الحكومات مشكلة أبداً، حيث إنهم لا يستطيعون، لأن تصادم القوى في العالم لا يسمح لهم بتجاوز هذا القدر من التدخل السافر. ومع كل هذا فقد مددنا يد الأخوة دائماً للبلدان الإسلامية سعياً للقضاء على نفوذ القوى العظمى. لقد رأت حكومات المنطقة كيف أن أمريكا وأشباهها أوقعوا صداماً في مأزق حرج، فبينما كانت إيران مشغولة 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج17، ص324-325.
 
 
 
 
 
 
 
37

33

التواجد الأمريكي في المنطقة

 بالثورة والتغيير، فإنهم أغروه بمهاجمتها براً وبحراً وجواً بصفته بطل القادسية، في حين أتاحت له خيانة بعض المسؤولين آنذاك المزيد من الفرصة1. (29/8/1984) 

 
ستترككم أمريكا حين تنتهي مصالحها
 
إنهم يتصورون أن أمريكا ستهب لنجدتهم إذا ما واجهوا مشكلة. إن أمريكا لا تريدكم إلا من أجل نفطكم ولكي تقيم سوقاً تحصل منها على النفط ثم تبيع لكم بضائعها غير المرغوبة بأعلى الأثمان. إنه لا دخل لأمريكا في أوضاعنا، فليكن ما يكون، ولتقاسِ شعوبكم من الجوع والعطش، فليس لها دخل في كل ذلك، إنها تريد أن تستغلكم فحسب، لا كمعاملة إنسان مع إنسان، بل معاملة السيد للعبد، وحتى إنها تعتبرنا أقل شأناً من الحيوانات فتعمل على استغلالنا!2. (10/4/1983)... إن المعيار عند أمريكا والقوى الكبرى هو المصلحة لا غير، وها هم يعلنون عن ذلك بصراحة في كل مكان3. (28/7/1987) 
 
 
 

1- صحيفة النور، ج19، ص47.
2- صحيفة الإمام، ج17،ص404.
3- صحيفة الإمام، ج20, ص328-329.
 
 
 
 
 
 
38

34

عملاء أمريكا

 عملاء أمريكا 

 
ضرورة معرفة عملاء أمريكا 
 
علينا أن نكون أذكياء، وعلى الشعب أن يكون متيقظاً، وليعرف أن يومنا هذا أصعب من ذلك اليوم الذي كنا نواجه فيه محمد رضا، ففي ذلك اليوم الذي كنا نواجه فيه محمد رضا كان الشعب بأجمعه يهتف ضد عدوه، حتى أولئك الذين كانوا أصدقاء له في ذلك الوقت لم يكن بإمكانهم إظهار ذلك. ولكننا اليوم نواجه أناساً في الداخل، أناساً يقولون بأننا من الشعب ولكنهم يسيرون ضد إرادة الشعب ويثيرون القلاقل1. ونحن على علم بتحركاتهم.
 
وإن وجه الصعوبة في مسيرتنا اليوم هو أننا نواجه أمريكا من ناحية ونريد أن نصفي حساباتنا معها وما ارتكبته بحق شعبن، غير أن أمريكا تتذرع ببعض الجماعات التي تستخدمها أداة للحيلولة دون 
 
 
 

1- إشارة إلى القلاقل التي كان يثيرها أعداء الإسلام في الداخل بمساعدة القوتين العظميين، ففي كردستان وخوزستان كانت مجموعات تثير النعرات القومية , مدعومة مباشرة من أمريكا ونظام صدام , وفي مازندران كان الدعم السوفيتي واضحا للمجموعات الشيوعية التي تبنت إثارة القلاقل بوجه الحكومة الإسلامية .
 
 
 
 
 
 
 
39

35

عملاء أمريكا

 إقامة محاكمة شعبية لها بهدف الكشف عن حقيقتها وما جرته علينا خلال سنوات عديدة1. (12/12/1979)

 
النشاطات السياسية والعسكرية لعملاء أمريكا 
 
1- المؤامرات الخفية:
 
إننا نواجه اليوم قوى شيطانية كبرى لا تكف عن التواطؤ وتدبير المؤامرات العديدة في الداخل، فالمهم عندهم هو المؤامرات الداخلية، أما ما يثار في الخارج حول الحصار الاقتصادي والتدخل العسكري، فليس على جانب كبير من الأهمية، وهذه هي أمريكا قد صرحت بهزيمتها في هذا الأمر. ولكن المؤامرات الداخلية التي تحيك خيوطها عناصر أجنبية هي أمريكية في الغالب، فإنها لم تفشل تماماً بعد، فمع أن الشعب ألحق بهم قدراً من الهزيمة فقطع دابر عملائهم الظاهرين وعلى رأسهم محمد رضا وطردهم من البلاد وقطع أيادي الخونة الأجانب، لكن هناك جذوراً خفية مازالت تدبر المؤامرات الواسعة النطاق على شتى الأبعاد بين كافة فئات الشعب، فلا يظن شعبنا أنه حقق النصر النهائي. إننا مازلنا على طريق الثورة، فما دام الشعب لم يقضِ تماماً على تلك الجذور الفاسدة فليس له أن يتنفس الصعداء، فكما وصل بهذه النهضة باقتدار ـ بحمد الله ـ إلى هذا الحد، فإن عليه أن يتقدم إلى الإمام بعزم وقوة2. (1/1/1980) 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج11، ص213.
2- صحيفة الإمام، ج11، ص514-515.
 
 
 
 
 
 
 
40

36

عملاء أمريكا

 2- التغلغل في المؤسسات الحكومية:

 
انتبهوا إلى أن العديد من هؤلاء الأشخاص المندسين بين الجماهير وهم يثيرون دعاياتهم المسمومة يطمعون في إلحاق الهزيمة بنهضتنا هذه، فكونوا حذرين وواعين أيها الأصدقاء وأيها الأخوة ولا تدعوا المغرضين يتغلغلون في صفوفكم. إنهم يريدون العودة بالأمور إلى ما كانت عليه، فهم عملاء للأجانب، وهم يبدون في نظري عملاء لأمريكا، ولا أرى سوى أنهم يبغون إعادة قضايا السلب والنهب واستلاب الحرية والاستقلال من إيران مرة أخرى. وإنكم أيها الأصدقاء لو لم تستيقظوا أنتم وكل فئات الشعب فإنني أخشى أن يؤول مصيرنا إلى الهزيمة ـ لا سمح الله ـ 1. (14/4/1979) 
 
3- معارضة الثورة الثقافية:
 
بعد الثورة، وجه الذين يحبون بلدهم ويعشقون الإسلام اهتمامهم إلى هذه النقطة الحساسة وطالبوا بثورة ثقافية وثورة جامعية، ولكنكم شاهدتم كيف أن الذين كانت قبلتهم موسكو أو أمريكا قد شرعوا في معارضة هذه الخطوة منذ اليوم الأول معتبرين ذلك مسلكاً رجعياً، ثم ما لبثوا أن بدأوا في كيل الاتهامات قائلين :"إنهم يريدون مقاطعة العلم والتخصص، ولعلهم يريدون أن يدرسوا التيمم والوضوء لطلبة الجامعات"، غافلين عن أن مثل هذه الدعايات لم تعد تجدي بعد انتصار الثورة وليس لها أدنى تأثير على الجماهير المليونية من 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج7، ص16-17.
 
 
 
 
 
 
41

37

عملاء أمريكا

 الشعب الإيراني المتيقظ. إنهم يعلمون بأنكم تعنون بالرجعية التسيب بحثاً عن المدنية والارتماء ببلادنا في أحضان الغرب الذي يعتبرونه متقدماً، أو في أحضان الشرق والمعسكر الشيوعي الذي بعتبرونه هو الآخر متحضراً. 

 
إنهم يقصدون بالرجعيين المسلمين وعشاق الإسلام والوطن، كما يقصدون بالمتحضرين الذين يريدون جر البلاد نحو الشرق والغرب، فلم يكن لهم سبيل سوى جعل الجامعات شرقية أو غربية، ولذلك فقد أخذوا بالمعارضة منذ اليوم الأول عندما ثار الحديث حول ثورة الجامعة1. (13/6/1981) 
 
4- استغلال الحرية:
 
إنهم لا يريدون أن نكون أحراراً، بل يريدون تطبيق الخطة المرسومة لهم، فالحرية عندهم تعني الخروج عن كل ما هو إسلامي، وأن نكون أحراراً في كتابة الشعارات المخالفة للقرآن على جدران الجامعات، وأحراراً في مخالفة الشعائر الإسلامية، وأن نقول كل ما يدور بخلدنا ضد الجيش وضد علماء الدين وضد المؤمنين والمتدينين، فيقيمون بذلك مجتمعاً من النوع الذي يريدونه ويبثون الفرقة بين الطوائف. إن خطتهم اليوم هي أن يتنحى علماء الدين ويجلسوا للدعاء فقط، وهو ما كانت تفعله أمريكا وانجلترا من قبل وتسعى إليه كافة حكومات القوى الكبرى التي تريد الغارة على إيران وعلى الشرق وهي تخشى الإسلام والمظاهر الإسلامية. وهذه هي نفس الخطة2. (16/11/1980) 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج14،ص427-428.
2- صحيفة الإمام، ج13، ص338.
 
 
 
 
 
 
 
42

38

عملاء أمريكا

 5- تنفيذ الخطط الأمريكية:

 
على الشعب أن يكون حذراً، وقد لا يكون هناك طائل من هذا الكلام، ومع ذلك فإن على الشعب أن يكون متيقظاً وأن لا يغفل عن كيد أمريكا. إنهم ليست لديهم قيمة إنسانية، وإلا لما كانوا على هذا الوضع، لقد كانوا مقطوعين عن الشعب، ولم يكونوا يدرون ماذا يفعلون، فولوا هاربين. أما أمريكا التي تلقت صفعة منكم، أمريكا هذه التي عقدت آمالها على نفط إيران وثرواتها، فقد طردتموها أنتم. واعلموا أن أمريكا تمثل قوة, فهناك بعض الخطط السرية, وقد تفكر في اتخاذ رد فعل أو ما إلى ذلك, ولكنها لن تستطيع عمل شيء مادمتم واعين ومتوثبين وصامدين. إنه لا يمكن لأمريكا أن تبعث جيشاً لتخريب إيران, ولكنها تريد أن تستغل هؤلاء لتنفيذ خططها. وإن خطتها هي الاستعانة بأولئك الذين تجمعوا في باريس وسواها لتنفيذ ما تريد. فعلى شعبنا توخي الحذر والصمود بما لديه من قوة الإيمان والإسلام, وقد نذر نفسه لله وفداءً للإسلام1 (18/8/1981).
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج15، ص-115.
 
 
 
 
 
 
43

39

عملاء أمريكا

 الحرب النفسية التي يقوم بها عملاء أمريكا

 
1- توجيه التهم إلى قادة النضال
 
إن الأيادي الخفية والظاهرة لأمريكا والشاه كانت تتوسل بترويج الشائعات والتهم, حتى إنهم اتهموا قادة النضال بترك الصلاة والشيوعية والعمالة للانجليز. بينما كان علماء الدين الشرفاء يبكون دماً في الوحدة والأسر لأن أمريكا وعميلها بهلوي يريدون اجتثاث جذور الإسلام, في حين أن شرذمة من رجال الدين الجهلاء المخدوعين والمتظاهرين بالقداسة وعدداً من المتصفين بالتبعية الذين كشف النقاب عن وجوههم بعد انتصار الثورة, كانوا يسيرون في ركب هذه الحركة الخيانية.إن ما لقيه الإسلام من هؤلاء المتظاهرين بالتدين والقداسة لم يلقه من أحد آخر1 (21/3/1989).
 
2- إضعاف معنويات الشعب 
 
إن هؤلاء غير المنصفين يكتبون بأن السجن الآن أسوأ من السجن 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج21، ص-280.
 
 
 
 
 
 
 
45

40

عملاء أمريكا

 في السابق. لقد قطعوا ساق أحد علمائنا بالمنشار في سجون النظام البائد – كما نقلوا – فهل السجن الآن أسوأ من السجن في السابق؟! إن هؤلاء هم الشياطين الذين التفوا حول كارتر, وكما أن ذلك الشيطان الأكبر كان يخشى القرآن والإسلام, فإنهم الآن أيضاً يرهبون هذه النهضة التي هي نهضة إسلامية, ويلفون لف الشيطان الأكبر ويتوسلون بالكيد الشيطاني لإضعاف معنويات شعبنا. فعلى شعبنا وشبابنا الأشداء أن ينطلقوا بقوة إلى الأمام وأن لا يخشوا هذه المؤامرات, فهؤلاء لا يرقون إلى منزلة البشر حتى يخشاهم المرء, وإن التغلب على الضوضاء التي يثيرها – أحياناً – هؤلاء الشياطين والسائرون على خطى الفاسدين ليس بالأمر العسير1. (5/11/1979)

 
إن يقظة الشعب في الوضع الحالي لمن عوامل انتصاره على الباطل, ولا يتصور أن أيادي نفوذ الإستكبار وأمريكا قد كفت عن تدبير المكائد الشيطانية, لأن احتمال تواجدهم للتخريب قائم في كل مقام ومقال. وإنه لمن الواجب توخي الحذر من الدعايات القائلة بأن الحرب قد وضعت أوزارها ولكن وضع البلاد لم يتغير. وهل تنتهي آثار الحرب خلال عام أو عامين؟ إنني أقبل أيدي وسواعد كل الذين يعملون وبإخلاص من أجل الاكتفاء الذاتي واستقلال البلاد. وأوصيكم مرة أخرى بالتوكل على الله, وأن لا تنحنوا أبداً أمام الشرق والغرب2. (10/1/1989)
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج10، ص-496.
2- صحيفة الإمام، ج21، ص-233.
 
 
 
 
 
 
46

41

عملاء أمريكا

 3 - بث الشائعات 

 
لقد ارتكب هؤلاء العديد من الجرائم والمفاسد في هذا البلد تحت عناوين خادعة. وللأسف فإن البعض قد صدق الدعايات الشاملة التي روجها هؤلاء, كما أن البعض من شركاء الجريمة مع هؤلاء مازالوا حتى الآن يمارسون نشاطهم. إنهم هم أولئك الشياطين الذين يعملون لصالح أمريكا تنفيذاً لأوامرها في القيام بالممارسات الشيطانية، وعلى شعبنا أن يتصف بالوعي واليقظة كي يفشل هذه المؤامرات1. (5/11/1979)
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج10، ص-490 - 491.
 
 
 
 
 
 
 
47

42

نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

 نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

 
1- التفرقة بين الشيعة والسنة
 
إنه لو وقع خلاف بين الشعب الإيراني وغيره من الشعوب، أو وقع خلاف بين إخواننا من أهل السنة وإخواننا من الشيعة، فإن ذلك لن يكون في صالحنا ولا في صالح المسلمين جميعاً. إن الذين يريدون بث الفرقة ليسوا من أهل السنة ولا هم من الشيعة، بل هم عملاء القوى الكبرى ويعملون تحت إمرتهم. إن أولئك الذين يحاولون بث الفرقة بين الإخوة من أهل السنة والإخوة من الشيعة هم أشخاص يقومون بتدبير المؤامرات خدمة لأعداء الإسلام ويطمعون في تغلب أعداء الإسلام على المسلمين، وهم أتباع لأمريكا1. (18/8/1980) 
 
إن علينا وعليكم جميعاً أن نكون حذرين، فإما أن نقضي على هذه المؤامرات، أو أن نمر عليها مرور الكرام، إن ثمة اجتماعات تعقد الآن باسم الشيعة والسنة ولكنها تهدف إلى إيجاد التفرقة، وذلك كما أثار هذه القضية أتباع أمريكا في مؤتمر الطائف، فدبروا مؤامرة إيجاد 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج13، ص133.
 
 
 
 
 
 
 
49

43

نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

 الخلاف بين الإخوة خدمةً لأمريكا ومن ثم خدمةً للاتحاد السوفياتي، وتبعاً لذلك فإن في بلادنا نحن من يقوم بتنفيذ نفس هذه المؤامرة، غافلين عن أنه لو عادت هذه القوى الكبرى إلى إيران مرة أخرى ـ لا سمح الله ـ فإنهم لن يبقوا على الإسلام ولا على أهل السنة ولا على الشيعة. إنهم لو عادوا ـ لا قدر الله ـ في هذه المرة، فاعلموا أنهم سيقضون على أصل الإسلام الذي هو منشأ اجتماعكم أيها الإخوة، وذلك بسبب ما تلقوه من صفعات من هؤلاء الإخوة السنة والشيعة، وبسبب ما فاتهم من فرص وغنائم جراء وحدتنا واجتماع كلمتنا1. (13/4/1981)

 
2- نشر الإسلام الأمريكي
 
إن الحكومات الحالية التي تخدم القوى الكبرى ولا سيما أمريكا ـ باسم الإسلام وكيانه ووجوده ـ والتي تقوم بتأمين مصالح تلك القوى في العالم، ووعاظ السلاطين الذين يساندونها ويعارضون النظام الإسلامي، ويسعون لتدمير الإسلام الرافض للظالمين، وتشويه سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... لا بد وأن يكونوا محل دعم ومساندة من الاتحاد السوفياتي وأمريكا وإسرائيل2. (14/7/1983) 
 
3- الثأر من حماة الإسلام الأصيل 
 
لقد صممت كافة الحكومات والقوى الكبرى اليوم على اقتلاع جذور إسلامنا المحمدي الأصيل، يا رب، لقد وضع صدام وأشباهه 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج14، ص287-288.
2- صحيفة الإمام، ج18، ص5.
 
 
 
 
 
 
 
50

44

نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

 أيديهم في أيدي جميع شياطين العالم بكل ما تنطوي عليه نفوسهم من بغضاء لدينك حتى يقضوا اليوم على صوت الإسلام المحمدي. وإننا نسألك المزيد من الصبر في سبيلك والمزيد من الصبر لعوائل الشهداء الأعزاء العظام والمعوقين والمفقودين والأسرى.إلهي ندعوك أن تمن على كافة الشعوب الإسلامية، ولا سيما شعب إيران الشجاع صانع الملاحم، بالمزيد من القوة على تحمل الضغوط العسكرية التي يمارسها الاستكبار براً وبحراً وجواً، وكذلك الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة التي تقوم بها بؤر الفساد. ربنا، واملأ قلوب المؤمنين بدين الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم برضاك وحدك، إنك مجيب الدعوات1. (22/9/1987)

 
نصيحة إلى أنصار أمريكا 
 
إنني أدرى بما فيه مصلحتكم، فلا تدعوا ما حل بالآخرين يحل بكم لا قدر الله. وإنني أحب أن تقفوا معا ملتفين حول راية الإسلام في مواجهة أمريكا والاتحاد السوفياتي، وليس في مواجهة أحدكم الآخر. لا تتجابهوا فيما بينكم، بل فليضع أحدكم يده في يد الآخر حتى تنقذوا هذا البلد. إن هذه الخلافات التي ترغبون في إثارتها في خطبكم وكتاباتكم ليس في صالح الإسلام ولا في صالح البلاد ولا في صالح الشعب. فإلى أين تريدون أن تجروا هذا البلد؟...
 
أتريدون أن تبيعوا كل هذا الشعب لأمريكا؟! إنني مازلت أوجه لكم النصيحة مع كل ما أشعر به من رغبة في اتحادكم، بأن تأخذوا العبرة 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج20، ص391-392.
 
 
 
 
 
 
51

45

نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

 والدرس من هذه التجربة1. (22/6/1981) 

 
لا.. للمساومة مع ناهبي العالم
 
لا يحسبن أحد أننا نجهل طريق المساومة مع ناهبي العالم، ولكن هيهات أن يخون خدام الإسلام شعبهم ! وبالطبع فإننا على ثقة بأن أولئك الذين يكنون الحقد العميق للعلماء الأصيلين ولا يستطيعون إخفاء حقدهم وحسدهم، لا ينفكون عن نصب العداء لهم في هذه الظروف أيضاً. وعلى كل حال فإن الذي يستحيل على العلماء الحقيقيين هو المساومة والاستسلام للكفر والشرك، فحتى لو قطعونا إرباً إرباً، ولو أقامونا على أعواد المشانق، ولو حرقونا في النيران المستعرة، ولو أسروا وأغاروا على نسائنا وأبنائنا ووجودنا أمام أعيننا، فإننا لن نوقع صك الأمان للكفر والشرك أبداً2. (20/7/1988) 
 
لا.. للاستسلام لأمريكا
إنه لا معنى لأن تبذل حكومات العالم الإسلامي مساعيها لتجعل من إيران على شاكلتها وأن تكون متعلقة بأمريكا ! فلا جدوى لهذه المحاولات، وإن إيران لن تمد يدها نحو أمريكا أبداً إن شاء الله، حتى لو تعرضت للفناء.
 
إنهم يتصورون أننا ـ فرضاً ـ سنستسلم لأمريكا في سبيل النفط أو أي شيء آخر، والحال أننا لن نستسلم لأحد أبداً حتى الفناء3. (11/2/1980)
 
 
 

1- صحيفة النور. ج15، ص 31.
2- صحيفة الإمام، ج21, ص98.
3- صحيفة النور، ج11،ص266.
 
 
 
 
 
 
 
52

46

نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

 مواجهة مشاريع أمريكا وتآمرها الدولي

 
الكفاح عالمي ضد أمريكا
 
إن يد أمريكا وسائر القوى العظمى ملطخة حتى المرفق بدماء شبابنا وبدماء كافة أبناء شعوب العالم المظلومة والمكافحة... 
 
...لن يتوقف النزال حتى ترفرف راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" على كافة أصقاع العالم، ولسوف نكون حيثما كان جهاد ضد المستكبرين في شتى أرجاء العالم. وإننا نساند أبناء لبنان وفلسطين العزل في مواجهة إسرائيل1. (11/2/1980) 
 
استمرار الجهاد حتى النصر 
 
انهضوا يا مسلمي العالم، ويا أيها المستضعفون تحت نير الظالمين، واتحدوا، وادفعوا عن الإسلام وعن مقدراتكم، ولا تخشوا جلبة المتجبرين، فإن هذا القرن هو قرن غلبة المستضعفين على المستكبرين والحق على الباطل بإذن الله القادر.
 
على العالم أن يعرف أن إيران استيقظت على سبيل الله، وأنها 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج12، ص147-148.
 
 
 
 
 
 
53

47

نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

 ستقاتل قتالاً ضارياً ضد أمريكا ناهبة العالم وعدوة المستضعفين حتى القضاء على مصالحها، ولن تثنينا أحداث إيران لحظة واحدة عن مواصلة النضال، بل إنها ستجعل من شعبنا أمضى عزماً على القضاء على مصالح أمريكا. لقد بدأنا جهادنا الشاق والمرير ضد أمريكا، ونرجو أن يرفع أبناؤنا راية التوحد على العالم انعتاقاً من ظلم الجائرين. وإننا على يقين بأن أبناءنا سيتذوقون رضاب النصر ما دمنا نؤدي واجبنا بدقة وهو الجهاد ضد أمريكا المجرمة1. (6/9/1981)

 
 

1- صحيفة الإمام، ج15, ص171.
 
 
 
 
 
 
 
 
54

48

المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة

 المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة


1- حرف الرأي العام عن نقطة الضرر الأصلية 

لا تشعروا بالقلق إزاء الأضرار القادمة من الخارج، فما دمتم متحدين فلن يستطيعوا إلحاق الضرر بكم، فلا التدخل العسكري ولا الحصار الاقتصادي وما إلى ذلك مما كانوا يشيعونه من تهديدات بإمكانها عمل أي شيء، بل ربما لم يكونوا جديين فيما يقولون، بل كان هدفهم الأصلي إغفالنا عن أشياء أخرى. إن الأضرار لا يمكن أن تنجم إلا عن المشاكل الداخلية، وهكذا هي المؤامرات، حيث يروجون لبعض الأمور حتى يجذبوا الانتباه صوب الخارج، وذلك كموضوع الحصار الاقتصادي والتدخل العسكري الذي تهدد أمريكا شعبنا به. ويبدو أنها مؤامرة للفت الأنظار نحو الخارج بعيداً عن شيطان الداخل. وليس بعيداً أن يكون ما يهتم به الأجانب ويصرون عليه هو مؤامرة تحاك في الداخل، فلو لم يستطيعوا التأثير علينا من الخارج وظل اهتمام شعبنا منصباً على داخل البلاد والمؤامرات الداخلية فإن بإمكاننا إفشال هذه المؤامرات إن شاء الله.
 
 
 
 
 
 
 
55

49

المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة

 ولكن نظراً لأنهم لا يريدون أبداً أن يركز الشعب جهوده على الداخل ويفشل هذه المؤامرات التي تعتبر أساسية بالنسبة لهم، فإنهم يقدمون بعض المشاريع الخارجية ويفتعلون بعض المشاكل من الخارج، كأن يثيروا انتباه بعض الفئات بأن ثمة مؤامرة في انجلترا، أو هناك مؤامرة في فرنسا، وأنهم يريدون نقل ساحة الصراع والتآمر إلى إيران. وهذا هو ما لا أساس له، فمن الممكن أن تطلق الإدارة الأمريكية مثل هذه المتناقضات، كأن يقولوا بأنهم يريدون القيام بتدخل عسكري، فيأتي الآخر ليقول : هذا لا يمكن، وهكذا يقول البعض نعم للتدخل العسكري، ويقول البعض الآخر لا، وهكذا دواليك، ثم يقولون سنفرض الحصار الاقتصادي، ولكن صبراً حتى يعرض الأمر على الأمم المتحدة، ثم صبراً لعرضه على مجلس الأمن، وهكذا. ويبدو أن مثل هذا الكلام لا يشاع إلا من أجل هدفٍ آخر، فلا هم يفرضون الحصار الاقتصادي ولا يستطيعون ذلك، ولا هم يقومون بالتدخل العسكري ولا يستطيعون ذلك، ولكن بوسعهم أن يصرفوا أذهاننا عن الداخل بمثل هذه الألاعيب فنغفل عن أنفسنا1. (31/12/1979) 

 
2- بث الخلافات بين علماء الدين 
 
إنهم يسعون إلى بث الخلاف بين علماء البلاد وتقسيمهم إلى فريقين متناحرين. إن اختلاف العلماء يعني اختلاف الشعب لا الأفراد. فهم يسعون لإيجاد الخلاف بين عالم له نفوذ في إحدى المدن ويتمتع بحب الجماهير واحترامهم وعالم آخر مثله، ثم يحولون الاختلاف 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج11،ص506-507.
 
 
 
 
 
 
 
56

50

المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة

 في الأذواق إلى خلاف في صلاة الجمعة والجماعة والأماكن العامة حتى لا يكون خلافاً بين زيد وعمرو، بل خلافاً يشطر كل مدينة إلى شطرين متضادين أحدهما مع هذا الآخر مع ذاك، ثم يصعدون من حدة الصراع ! إن أعداءنا يتمتعون بطول البال فيرسمون خطة اليوم من أجل السنوات الخمسين القادمة. وهكذا تستمر الأمور. ويشيع الفساد حتى تصبح البلاد على شفا الانفجار الداخلي. فلا يجدر بنا أن نغفل عن هذا1. (30/5/1984) 

 
3- صناعة الشخصيات 
 
من الممكن لهذه القوى الكبرى أن ترعى أحد المسؤولين على وجه ما لمدة 20 أو 30 عاماً ليكون عميلاً لها ولكن تحت قناع الوطنية، وذلك مثل بختيار الذي يدعي بأنه على نهج الدكتور مصدق وأنه وطني. وبعد مرور الزمان، يحين ذلك اليوم الذي ينتفعون فيه بهذا الشخص، ولو بعد عشرين عاماً2. (10/11/1979) 
 
... لا تحسبوه بعيداً أن يرعوا شخصاً لمدة عشر أو خمسة عشر أو عشرين سنة تحت قناع وطني كاذب ومزيف حتى يأتي ذلك اليوم الذي ينتفعون به. فمن الممكن أن يظل شخص مقيماً للصلاة في المسجد على مدى عشرين عاماً حتى يستخدمونه ليوم واحد، فهذا ممكن، ومن الممكن أيضاً أن يدعي شخص الإخلاص والوطنية ويسب الأجانب ويكتب ضدهم ولمدة عشرين عاماً إلى أن يحتل منزلة في 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج18، ص478.
2- صحيفة الإمام، ج10، ص38.
 
 
 
 
 
 
 
57

51

المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة

 قلوب الناس، وذلك للانتفاع به ليومٍ ما1. (8/9/1979) 

 
4- تعدد الأحزاب 
 
إن أولئك الخبراء الذين درسوا أحوال الشعوب وعرفوها قد عرفوا أيضا سبل هزيمتها وخططوا لذلك. فماذا يريدون أفضل من ذلك ؟ إن ذلك أفضل لهم من إرسال القوى والمعدات، ووسيلتهم إلى ذلك إيجاد الخلاف بين فئات الشعب الواحد, وذلك عن طريق تشكيل الأحزاب التي تنشط بالقلم والكلمة ليضعف أحدها الآخر، وإنني أعتقد أن بداية الإحزاب في بلد مثل إيران جاءت بناءً على خطة أجنبية. إنهم يشكلون أحزاباً في بلادهم بصورة لا تضر بهذه البلاد، ولكنهم عندما يصدرون هذه الصيغ الحزبية للبلدان الأخرى فإنها تضر بهذه البلاد نظراً لعدم إدراك أصل الأمور وعمقها. فهم يفعلون شيئاً متصورين أنه لا بد أن تكون لدينا أحزاب. ولم يدركوا جيداً طبيعة الأحزاب هناك وما فيها من نقاط ضعف وما هي الصيغة الحزبية التي ينبغي أن تكون عليها الأحزاب هنا، فقد أقاموا هنا أحزاباً يتصارع أحدها مع الآخر. وفي الوقت الذي يحتاج فيه بلد إلى الأحزاب سعياً نحو التقدم والتطور، قامت أحزاب متناحرة يواجه أحدها الآخر. ومع الأسف فإن بلدنا كان كذلك، مع أن تعاليمنا إلهية، ومن الواجب أن نرى ماذا تقول هذه التعاليم وأن نهتدي بهديها2. (30/12/1979)
 
 

1- صحيفة الإمام، ج9، ص467.
2- صحيفة الإمام، ج11، ص491.
 
 
 
 
 
 
 
58

52

المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة

 ولكن الخوف من ذلك العدو الذي يهددنا من الداخل ويريد الإيقاع بيننا، فيلعن أحدنا الآخر، وتتحول البلاد ـ لا سمح الله ـ إلى أحزاب وتجمعات وتنظيمات شتى ـ حيث يقولون بأن نحو مائتي تجمع قد نشأت في الشهور الأخيرة ـ فلو كانت هذه التجمعات متوحدة الأهداف والاتجاه، وتعمل كلها من أجل الله لكان ذلك جيداً، كأن يتوجه البقال أو عالم الدين إلى الله، ولكن هذه الأحزاب والتجمعات التي قامت في إيران كل يلعن صاحبه، وكل يعارض الآخر، وأعداؤنا يريدون إيجاد الشقاق بيننا عن طريق ازدياد الأحزاب وتعددها. وما يقال عن قضية الأحزاب يأتي أيضاً عن طريق ما شاكلها من الأمور.إن هذه خطة وكل هذه المشاكل المتتابعة جاءت نتيجة ما رسموه من خطط قمنا نحن بتنفيذها، وهم يوقعون بيننا بهذه الوسيلة، وكل ذلك يصب في صالحهم1 . (31/12/1979) 

 
إنهم مازالوا يريدون افتعال نفس الأحداث، ومازالوا يريدون فصل الجامعة عن الحوزة، ويأتون بالأحزاب والتجمعات المختلفة ليواجه أحدها الأخر، وللأسف فإننا لا ننتبه إلى ذلك، ولا نستطيع سبر أغوار الأمور. 
 
لقد ابتدعوا لعبة الأحزاب للحيلولة دون التصالح الوطني، فيتحزب بعض ضد بعض حيث لا تخرج الأحزاب عن هذا الشكل. فلو قاموا بمسرحية مخادعة فإنهم يمثلونها لخداعنا نحن وإيجاد الخلاف بيننا، وكأنهم يعتبروننا صبية فيلقون كرة بيننا في الساحة حتى
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج11، ص504-505.
 
 
 
 
 
 
59

53

المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة

  يتسلى الناس!1 . (4/1/1980)

 
5- توجيه ضربة للوحدة والأخوة الإسلامية
 
إن هؤلاء الذين يريدون التفرقة بين الأخوة يستخدمون أساليبهم المتعددة في هذا الصدد، فيستغلون عقول الشباب الصافية والفطرة السليمة للقرويين ويملأونها بالدعايات المغرضة ويحرضونهم ضد إخوانهم. وهذه أيادي أولئك الذين أفقدوا هذا البلد عزته وكرامته على مدى التاريخ، ولا سيما في الخمسين عاماً الأخيرة، واستولوا على ثرواته، ولما تبددت آمالهم الآن في ذلك، راحوا يدبرون مثل هذه المؤامرات لتوجيه ضربة للأخوة الإسلامية.
إنهم تلقوا الصفعة حينما تحققت الأخوة الإسلامية وبات الجميع يداً واحدةً رافعين شعار "الله أكبر" ومتوكلين على الله وهم ينادون بالجمهورية الإسلامية. وقد مثلت هذه الوحدة وهذا الوفاق على الجمهورية الإسلامية ضربةً عنيفةً لأمريكا ورفاقها. وبعد أن فهم أذنابهم من أين أتتهم هذه الضربة فإنهم استهدفوا نفس هذا المصدر الذي كان سبباً في هزيمتهم وشددوا عليه هجماتهم. لقد كانت وحدة الكلمة هي مصدر الانتصار، فالوحدة بين آذربيجان وكردستان وبلوجستان وكافة أنحاء إيران جسدت وحدة الكلمة في مشروع الثورة الذي سما عن التعدد الطائفي والمذهبي والقومي2. (22/12/1979)
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج11، ص24-25.
2- صحيفة الإمام، ج11،ص367-368.
 
 
 
 
 
 
 
60

54

أساليب الدعاية الأمريكية

 أساليب الدعاية الأمريكية 

 
1– تجنيد الكتاب المرتزقة 
 
على شبابنا أن يعلم أن أمريكا لن تدخل الميدان بالسلاح, بل بالقلم. إنها لن تأتي بالقوى العسكرية, بل عن طريق عملائها هنا والذين تدير الأمر عن طريقهم. فعليكم بالحذر من هؤلاء ولا تكونوا لعبة في أيديهم1. (7/11/1979)
 
على شبابنا أن لا ينخدعوا بهذه الدعايات الفاسدة, فهذا هو أسلوب أمريكا في الدعاية لأنها لن تأتي بالجنود بل بالكتاب. إن أمريكا ستأتي بأصحاب الكلمة الذين ربتهم لسنوات طويلة, وهؤلاء هم الذين يزعزعون أوضاعنا2. (7/11/1979) 
 
2– التغلغل في الدعايات الإنتخابية
 
إن أمريكا وعملاءها الإرهابيين يسعون لحرف شعب إيران وجيشها الوفي للإسلام عن هدفه الإسلامي العظيم, وذلك عن طريق 
 
 

1- صحيفة النور، ج10،ص156.
2- صحيفة النور، ج10،ص156.
 
 
 
 
 
 
 
61

55

أساليب الدعاية الأمريكية

 ما يبثونه من دعايات. ولقد سولت وسائل الإعلام الغربية ولاسيما الأمريكية والصهيونية لناهبي العالم ومرتزقة البيت الأبيض الهجوم على إيران، مهد الأسود والشجاعات، أملاً في محو الإسلام وهزيمة إيران في الإنتخابات وإقامة حكومة ملكية أو جمهورية ديمقراطية, حتى يجعلوا البلاد لقمة سائغة للأبد في فم الغزاة والمستكبرين ولا سيما أمريكا1. (9/10/1981)

 
إنهم يعملون منذ الآن على جعلكم بعيدين تماماً عن الساحة, ويمنعون شعبنا من دخول الميدان. فلا تترددوا أبداً في دخول الساحة, لأن الأمر يتعلق بالإسلام والحفاظ عليه, ولا خيار لكم في ذلك وعلينا أن نفتح أعيننا حتى لا نقع في أحابيل أمريكا التي صنعتها في كل أنحاء إيران, فلا تنخدعوا بهذه الدعايات التي تروجها هذه التجمعات, ولا تنصتوا إلا إلى ما يقوله المتدينون والملتزمون والمطلعون على الأمور2. (1/7/1979)
 
3– إستغلال العناوين في الصحافة
 
عليكم بالصحافة الإسلامية إذا أردتم أن يكون البلد إسلامياً. واعلموا أنهم إذا أخذوا كلمة واحدة قالتها إذاعة لندن أو أمريكا أو الإذاعات الأخرى ثم فخموها وجعلوها في صدارة الصحف, فإن هدفهم من ذلك مثلاً الإشارة إلى سوء الأوضاع وضعفها في إيران, وهذا لأن الصحافة إحدى وسائلهم لترويج الفساد3 (2/6/1981)
 
 
 

1- صحيفة الإمام, ج10, ص287 – 279.
2- صحيفة الإمام, ج15, ص19.
3- صحيفة الإمام, ج14, ص400.
 
 
 
 
 
 
 
62

56

أساليب الدعاية الأمريكية

 4– حرب توجيه التهم والإفتراءات

 
إنهم يريدون وضع سد أمام هذا المد العارم المتدفق حتى لا يصل صوتُ إيران إلى مسامِعِ العالم. وهذا واحد من أخطائهم, فكلما علت أبواقهم صارت إيران أكثر قوة, وكلما اتهموا إيران بالفساد والإستبداد والفاشية (وما إلى ذلك), وكلما اتهموا إيران بالضلوع في كل عملية إرهاب تحدث في العالم, فإنهم بذلك يجعلون إيران أشد قوة, فعندما تشاهد الشعوب أن أمريكا حصنت البيت الأبيض وأقامت حوله الأسوار حتى لا تفجره إيران, فإنهم سيقفون بذلك على قوتها وقوة الإسلام العظيمة. إنهم يروجون الأكاذيب طمعاً في إضعافنا, والحال أن إيران مخالفة لكل هذه الأمور لأن لإيران حجتها وبرهانها, وإننا نمضي قدماً انطلاقاً من القرآن ونهج البلاغة. ولهذا فإننا لا نحتاج إلى الإرهاب, بل إن الذين يعارضوننا هم الذين يمارسون الآن الأرهاب1. (3/2/1985)
 
إن الاتهام بالإرهاب ودعم الإرهاب الذي يروجه حكام البيت الأبيض وأياديهم ووسائلهم الإعلامية العميلة لقوى الإرهاب بشكل ملحوظ وعلى نطاق واسع بهدف إضعاف الجمهورية الإسلامية, سيرتد إلى نحورهم بمشيئة الله, مما سيكون سبباً في خفض الروح المعنوية لأعداء الإسلام والجمهورية الإسلامية, ورفع معنويات شعبنا ولا سيما المقاتلين وسائر الشعوب المظلومة والمستضعفة, ﴿وَمَكَرُواْ 
 
 
 

1- صحيفة النور، ج19،ص94.
 
 
 
 
 
 
 
63

57

أساليب الدعاية الأمريكية

 وَمَكَرَ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ1. ومن مظاهر دفاع الحق تعالى وارتداد مكر البيت الأبيض إلى نحره أن الألسنة – وحتى مثقفي أمريكا – أخذت تتناقل الحديث عن دعم حكام "البيت الأسود" للإرهاب. وإن البيت الأسود قد أثبت بشكل سافر دعمه للإرهاب وذلك بحذفه للنظام العراقي من قائمة الإرهابيين2. (16/8/1985)

 
إن كل ما تبثه أبواقهم ضدكم دليل على قوتكم وعلى عظمة الإسلام وعظمة الجمهورية الإسلامية. وهذا ما يوجب تقويتكم. إنهم يستغلون هذه الأبواق لإضعافنا، وهو ما يقوينا في الواقع لأننا على علم بأصل الموضوع3. (11/12/1984) 
 
إن كافة الحكومات الجائرة وشتى الدعايات وجميع وسائل الإعلام العالمية المغرضة لا بد لها من معارضتنا والوقوف ضدنا، فلو لم يفعلوا ذلك لاعتبرناهم مخطئين، نعم مخطئين، لقد قلت سابقاً إنهم لو أرادوا ذمي فليثنوا علي ـ إن سبابكم هذا سيجعل الناس أكثر اطلاعاً على الحقيقة، لأنكم لو غمستم أيديكم في البحر لتنجس، إنكم لو أثنيتم علي لعارضني الشعب جميعاً ولكن الله تبارك وتعالى شاء أن يعاديني هؤلاء حتى يكون الشعب على أهبة الاستعداد4. (14/8/1987)
 
 
 

1- آل عمران5499- صحيفة الإمام, ج19, ص335.
2- صحيفة الإمام, ج19, ص335..
3- صحيفة الإمام، ج19، ص118.
4- صحيفة الإمام، ج20، ص363-364.
 
 
 
 
 
 
64

58

أساليب الدعاية الأمريكية

 المشاريع الأمريكية في المنطقة

 
1- مشروع الاعتراف بإسرائيل 
 
لقد باتت إسرائيل اليوم تتحكم في البلدان الإسلامية، ولو استمرت هذه اللامبالاة وهذه المساعدات وهذا التهرب سعياً للاعتراف رسمياً بإسرائيل، فسوف تتحكم إسرائيل في تلك البلدان كافة. وإن هذه الإهانة والإذلال الذي تعاملهم به ـ بأمر من أمريكا ـ سوف يزداد وتتسع رقعته ويتعمق في كل مكان. وإننا نؤكد مرة أخرى أن إسرائيل لن تكتفي بما احتلته من أراضي، بل إنها تتقدم خطوة فخطوة1. (31/8/1982)
 
إننا لا نستطيع الفصل بيننا وبين العرب والمقدرات العربية، فنحن نعتبر مقدرات سائر البلدان جزءاً من مقدراتنا، إن الإسلام في كل مكان، وعلى كافة المسلمين ـ ونحن منهم ـ أن يحافظوا على الإسلام في كل مكان. وإن واجبنا يحتم علينا بقدر ما نستطيع الأخذ بيد هذه البلدان الإسلامية التي تفكر الآن في التصديق على هذا 
 
 

1- صحيفة النور، ج16، ص273.
 
 
 
 
 
 
 
65

59

أساليب الدعاية الأمريكية

 المشروع الأبلغ ضرراً وخطورة. وينبغي علينا تحذير الشعوب والبلدان الإسلامية من مغبة هذا الإجراء. إنني أعلن الخطر على الإسلام جراء هذه القضية وهذا المشروع 1

 
وإن الذين أعدوا هذا المشروع إما أن يكونوا جهلاء أو واقعين تحت تأثير أمريكا والصهونية. وكذلك هم الذين يعتبرون أن ثمة نقطة إيجابية في هذا المشروع؛ فلو لم يكن فيه شيء سوى الاعتراف بإسرائيل رسمياً، طبقاً لبعض بنوده. وكانت باقي النقاط إيجابية. فإن كافة هذه النقاط المثبتة على خلاف ما يعتقدون، لأنها لا تعني سوى توفير الأمن والاستقرار لإسرائيل2. (17/11/1981) 
 
إنني أخشى أن يأتي ذلك اليوم الذي تتنازل فيه الشعوب والحكومات الإسلامية وتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها الظالمة والإجرامية بمساعدة من أمريكا المجرمة، وعندئذٍ لا يستطيع المسلمون عمل أي شيء. إنني أعتبر دعم مشروع استقلال إسرائيل والاعتراف بها كارثة للمسلمين وانفجاراً للحكومات الإسلامية، كما وأنني أعد معارضة ذلك فريضة إسلامية كبرى3. (5/6/1982) 
 
2- الدفاع عن جرائم إسرائيل 
 
كم هو مؤلم لمسلمي العالم في عصرنا الحاضر أن يحدث هذا المساس بالساحة الإلهية المقدسة ورسل الله العظام على مرأى 
 
 
 

1- مشروع قدمه ولي العهد السعودي آنذاك فهد بن عبد العزيز إلى اجتماع جامعة الدول العربية في مدينة فاس المغربية، وينص على الاعتراف الرسمي العربي بدويلة إسرائيل- ! 
2- صحيفة الإمام، ج15، ص370.
3- صحيفة الإمام، ج16، ص293.

 
 
 
 
66

60

أساليب الدعاية الأمريكية

 ومسمع منهم مع كل ما يملكونه من طاقات مادية ومعنوية، وذلك على أيدي حفنة من الأوباش والمجرمين ! ويا له من عار على الحكومات الإسلامية التي تسيطر على الشريان الحيوي للقوى العظمى في العالم أن تجلس مكتوفة الأيدي مكتفية بدور المتفرج على أمريكا سيدة الإجرام في التاريخ وهي تضع في مواجهتهم عنصراً فاسداً لا قيمة له، وتذهب بفئةٍ قليلةٍ وتغتصب منهم مكان عبادتهم المقدس وقبلتهم الأولى، ثم تقوم باستعراض قوتها أمامهم جميعاً بكل وقاحة!11. (14/4/1982) 

 
ألا تعتبر حكومات المنطقة بأن قضية لبنان تمثل كارثة؟! ألم يعلموا بأنها كارثة على الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء العالم؟! أليس الهجوم الإسرائيلي على لبنان وتلك المذابح الدموية كارثة؟! ألا يعتبر ذلك كارثة للإسلام والمسلمين؟! ثم ألم تصل إلى مسامعهم أن هذا العمل وقع بأمر ودعم من أمريكا؟!2. (13/6/1982) 
 
هل كان يمكن لإسرائيل أن تغتصب فلسطين بدون مساندة أمريكا؟! وهل كان بإمكانها احتلال الجولان وضمها إلى أراضيها؟! وهل كان سيقع كل هذا الفساد في بلاد المسلمين بدون وجود أمريكا وهذه القوة الشيطانية؟! إن كل هذه الدماء التي تراق في البلدان الإسلامية بتأثير من أمريكا ومن هم على شاكلتها3. (20/6/1982) 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج16، ص190.
2- صحيفة النور، ج16، ص197.
3- صحيفة النور، ج16، ص210.
 
 
 
 
 
 
 
67

61

أساليب الدعاية الأمريكية

 إن أمريكا التي تكشر عن أنيابها في المنطقة تقدم كامل دعمها لإسرائيل التي تمثل ذراع بطشها في المنطقة، ولا ينبغي تجاهل ألاعيبهم السياسية. وعلى الذين يدافعون عن إسرائيل أن يعلموا بأنهم يقومون بتقوية أفعى سامة في ظل حمايتهم، وأنها لن تتورع عن القضاء على الحرث والنسل في المنطقة ـ لا سمح الله ـ إذا سنحت لها الفرصة بذلك، ولا ينبغي إمهال هذه الأفعى السامة الخطيرة1.(3/9/1983) 

 
3- استغلال التفرقة بين الحكومات 
 
لو لم تكن هذه الفرقة بين المسلمين، فهل كان بوسع إسرائيل بهذا العدد الضئيل أن تتجرأ على سحق كرامة المسلمين؟!ولو لم يكن هذا الخلاف بين البلدان الإسلامية والحكومات الإسلامية، فهل كان باستطاعة أمريكا السيطرة على كافة هذه البلدان واستلاب ثرواتها؟!2. (12/1/1981) 
 
4- استعمال وعاظ السلاطين لبث الفرقة
 
ونحن نقف على مشارف التقارب بين كافة مسلمي العالم والتفاهم بين كافة المذاهب الإسلامية لتحرير بلدانهم من براثن القوى الكبرى، وعشية قطع أيادي ظلمة الشرق والغرب من إيران رمز وحدة الكلمة والتوكل على الله العظيم والتجمع تحت لواء الإسلام والتوحيد، فإن الشيطان الأكبر قد استدعى أفراخه متوسلاً بما لديه 
 
 
 

1- صحيفة النور، ج18، ص93.
2- صحيفة الإمام، ج15، ص474.
 
 
 
 
 
 
68

62

أساليب الدعاية الأمريكية

 من كل ما يتصور ـ بكل قوة ـ من حيل لإيقاع التفرقة بين المسلمين وجر أمة التوحيد وإخوة الإيمان إلى هوة الخلاف، وفتح باب السيطرة والاستلاب أمامه على مصراعيه.

 
إن الشيطان الأكبر ـ الذي يخشى تصدير الثورة الإسلامية في إيران لشتى البلدان المسلمة وغير المسلمة وقطع أياديه القذرة من البلدان الخاضعة لسيطرته، وبعدما فشل في الحظر الاقتصادي والهجوم العسكري ـ راح يتوسل بحيلة أخرى للإساءة إلى ثورتنا الإسلامية في أنظار مسلمي العالم وإشعال نار الخصومة بين المسلمين حتى يستمر هو في ظلمه ونهبه للبلدان الإسلامية. وبينما تبذل إيران جهودها المكثفة لنشر وحدة الكلمة والتمسك بالإسلام العظيم والاتحاد بين جميع المسلمين في العالم، فإن الشيطان الأكبر يوعز إلى واحد من أقبح الوجوه الأمريكية وأخبثها وأحد أصدقاء الشاه المخلوع والمقبور ليأخذ فتوى من الفقهاء وأصحاب الفتيا من أهل السنة تقول بكفر الإيرانيين الأعزاء! حتى لقد أفتى بعض هؤلاء الأذناب قائلا:"إن الإسلام الذي يدين به الإيرانيون غير ما ندين به من إسلام"! أجل. إن إسلام إيران غير الإسلام الذي يدين به أولئك الذين يدعمون عملاء أمريكا...1. (12/9/1980)
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج13، ص207-208.
 
 
 
 
 
 
 
 
69

63

سبل المواجهة

 سبل المواجهة


1- الوعي واليقظة 

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء دافعوا عن كرامتكم الإسلامية والوطنية حيثما كنتم، وهبوا بلا هوادة في مواجهة أعدائكم، أي أمريكا والصهيونية العالمية والقوى الكبرى في الشرق والغرب، ولا تأخذكم لومة لائم في الدفاع عن الشعوب والبلدان الإسلامية، وأعلنوا أمام الملأ مظالم أعداء الإسلام.

إخوتي وأخواتي المسلمين، إنكم تعلمون بأن القوى الكبرى في الشرق والغرب تقوم باستلاب كافة ثرواتنا المادية والمعنوية وتتركنا نعاني الفقر والتبعية السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية. فثوبوا إلى رشدكم بحثاً عن شخصيتكم الإسلامية، لا تستكينوا للظلم، وافضحوا بوعيٍ تلك الخطط المشؤومة التي يرسمها الطامعون الدوليون وعلى رأسهم أمريكا. 

إن إسرائيل تلك الغدة السرطانية في الشرق الأوسط قد استولت على القبلة الأولى للمسلمين، وإنها لا تكف اليوم عن قمع وقتل إخواننا 
 
 
 
 
 
 
 
71

64

سبل المواجهة

 الأعزاء في فلسطين ولبنان وتزرع الفرقة بكل ما أوتيت من أساليب شيطانية؛ فيجب على كل مسلم أن يعد نفسه لمواجهة إسرائيل. وإن بلداننا الإسلامية في أفريقيا اليوم تقاسي العناء الشديد من نير أمريكا والأجانب وعملائهم1. (29/9/1979) 

 
على الشعوب أن تنهض للتغلب على كل هذه المشاكل، وذلك لأن الحكومات ـ إلا ما ندر فيما لو كان ـ تشارك تلك القوى الكبرى في تعدياتها، ولهذا فإننا لا نرى أي رد فعل يصدر من حكومات البلدان الإسلامية إزاء جرائم أمريكا، وحتى إذا صدر ذلك من أحد فإنه لا يعدو أن يكون مجرد كلام2. (6/8/1980) 
 
إن الشعوب إذا لم تتمتع بمثل هذه اليقظة وهذا الانسجام فلتعلم أنها محكومة بتسلط الحكومات الفاسدة وأمريكا المجرمة وشتى القوى الكبرى3.(13/6/1982) 
 
2- وحدة الكلمة 
 
إن العالم الإسلامي اليوم يقاسي العناء من أمريكا، فانقلوا إلى المسلمين في قارات العالم المختلفة رسالة من الله وهي رفض العبودية إلا الله تعالى.
 
فيا مسلمي العالم! ويا أتباع دين التوحيد، إن اختلاف الكلمة وعدم التآلف هو السبب في كافة مشاكل العالم الإسلامي. كما أن سر النصر هو وحدة الكلمة وتحقيق التضامن، لقد قال الله 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج10، ص159-160.
2- صحيفة الإمام، ج13، ص72-73.
3- صحيفة النور. ج16، ص198.
 
 
 
 
 
 
 
72

65

سبل المواجهة

 تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرقُواْ)1؛ فالاعتصام بحبل الله هو بيان تكاتف جميع المسلمين، على الجميع أن يعملوا من أجل الإسلام وفي سبيل الإسلام ومن أجل مصالح المسلمين، والابتعاد عن التفرقة والشقاق والتحزب الذي هو أساس كافة المصائب وسبب التخلف. وأسأل الله تعالى أن يمن على الإسلام والمسلمين بالعظمة وعلى مسلمي العالم بوحدة الكلمة2. (29/9/1979) 

 
3- التغلب على الخوف 
 
على الشعوب أن لا تخشى أمريكا، فهي لا تعدو أن تكون طبلاً فارغاً يقرع ولا يعمل شيئاً، وكل تهويلاتها مدحورة ولا أثر لها. فعلى الشعوب أن تترك الخوف جانباً وتواصل طريقها؛ فالإسلام معهم والله في عونهم3. (5/7/1985)
 
4- استغلال الطاقات 
 
إن أطماع أمريكا لا تنحصر ببلد أو بلدين، فهي تريد السيطرة على كل مكان، وإننا نعتقد بأن اليوم هو يوم وحدة المسلمين وتوجيه ضربة قاضية لأمريكا. وليعلم المسلمون أن ذلك بإمكانهم، فلديهم العدد الكافي وهم يتمتعون بمساندة جميع الشعوب، كما أن لديهم الكثير من الإمكانات، وإن مصير حياة أمريكا والغرب منوط بنفط هذه المنطقة4.(7/9/1982) 
 
 

1- آل عمران: 103
2- صحيفة النور، ج19، ص224.
3- صحيفة الإمام، ج19، ص320.
4- صحيفة النور. ج17، ص7.
 
 
 
 
 
 
 
73

66

سبل المواجهة

 5- التعبئة العالمية للمسلمين 

 
إننا نرجو أن تنضم إلينا كافة الشعوب الإسلامية...,على جميع المسلمين أن يعلموا أنه ليست مقدراتنا نحن الآن ـ فحسب ـ بين الوجود والعدم، بل إنها مقدرات الإسلام وكل المسلمين؛ فعلى المسلمين جميعاً أن يشاطرونا هذا الأمر، لأن هذه النهضة لو ضعفت أو زالت ـ لا سمح الله ـ فسيكون مصير الشرق ولاسيما المسلمين إلى الضياع. إنني أناشد كافة الشعوب الإسلامية وجميع المسلمين وجيوش الدول الإسلامية وقوات الشرطة الإسلامية وكافة رؤساء البلدان الإسلامية التضامن مع ثورتنا. إن هذه المواجهة بين الكفر والإسلام ليست مواجهة بين إيران وأمريكا، بل إنها مواجهة بين الكفر كله والإسلام كله، فاستيقظوا أيها المسلمون، وانهضوا، وانتصروا في هذه المواجهة، وإن شاء الله سيكون النصر حليفكم، فلا تخشوا هذه الطبول الفارغة. على المسلمين أن لا يخافوا من أن أمريكا قوة عظمى، بل إنها قوى شيطانية، وإنها مجرد دعاية أن تقول أمريكا إنه بإمكانها أن تقلب كل شيء رأساً على عقب في يوم واحد، كلا فهي عاجزة عن ذلك أمام المسلمين ولا يعدو كون ذلك تظاهراً منها. إن العالم بأجمعه يوجه أنظاره إلى هذه المواجهة اليوم ليرى ماذا يحدث، حتى أن أمريكا نفسها وقع فيها الخلاف...1. (24/11/1979)
 
لقد هاجمنا الاستكبار من كافة كمائنه السياسية والعسكرية 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج11، ص105-106.
 
 
 
 
 
 
 
74

67

سبل المواجهة

 والثقافية والاقتصادية، ولقد كشفت ثورتنا الإسلامية للشعوب حتى الآن عن مكمن الشيطان وأحابيل الصيادين. إن ناهبي العالم والرأسماليين يتوقعون منا أن نكتفي بمشاهدة تحطم البراعم وسقوط المظلومين دون تحذيرهم، غير أن واجبنا الأول اليوم وواجب ثورتنا الإسلامية هو أن نرفع صوتنا في شتى آفاق العالم قائلين: استيقظوا أيها النائمون ! واصحوا أيها الغافلون ! وانظروا حولكم حيث اتخذتم لكم منزلاً بجوار جحور الذئاب. فانهضوا، فلا وقت للنوم، ولنصرخ قائلين أيضاً: عجلوا بالنهوض، فلا أمان للعالم من مكر الصائدين، لقد كمنت لكم أمريكا والاتحاد السوفياتي ولن يدعوكم دون القضاء عليكم قضاءً مبرماً، فلو كانت قوات التعبئة الإسلامية العالمية قد تشكلت، هل كان يجرؤ أحد على إلحاق هذه الشرور بالأبناء المعنويين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!1. (20/7/1988) 

 
فيا أيتها الشعوب المسلمة، ويا أيتها الشعوب المظلومة في كافة أقطار العالم الإسلامي، أيتها الشعوب العزيزة الواقعة تحت سيطرة من يقدمون ثرواتها لأمريكا بينما أنتم تعيشون في عناء ومذلة، استيقظوا وانهضوا، أيها المستضعفون في العالم، انهضوا وواجهوا القوى الكبرى. لقد جاءت أمريكا من أقصى العالم وتريد أن تتحكم فينا وتخضعنا نحن وأنتم جميعاً لسيطرتها وتنهب ثرواتنا، وللأسف فإن الحكومات تؤازرها على ذلك2. (8/2/1983) 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج21، ص89.
2- صحيفة النور، ج16، ص39.
 
 
 
 
 
 
75

68

سبل المواجهة

 6- الاستفادة من الشباب العاشقين للشهادة 

 
أيها المسلمون في شتى أقطار العالم، بما أنكم تعانون الموت التدريجي تحت سلطة الأجانب فعليكم أن تغالبوا الخوف من الموت وأن تستفيدوا من الشباب المتحمسين والعاشقين للشهادة الذين هم على استعداد لاختراق خطوط جبهة الكفر. لا تفكروا في الإبقاء على الوضع الحالي، بل عليكم بالتفكير في الفرار من الأسر، والتحرر من العبودية، والانقضاض على أعداء الإسلام، لأن الحياة والعزة لا تكون إلا في ظل الكفاح، والإرادة هي الخطوة الأولى على طريق النضال، ومن ثم العزم على أن تحرموا سيادة الكفر والشرك العالمي عليكم، ولاسيما أمريكا1. (20/7/1988)
 
7- إحياء مجد وعظمة الإسلام 
 
على المسلمين والشعوب أن يستيقظوا في مثل هذا الزمن الذي رسمت فيه القوى الكبرى سياساتها على أساس ابتلاع كل شيء. لقد فقدت الأمل في أكثر الحكومات، ولكن على الشعوب أن تنهض وتلتف حول لواء الإسلام في ظل حكومة القرآن. إن عدد المسلمين ـ والحمد الله ـ يبلغ نحو مليار نسمة، كما أن بلادهم غنية وزاخرة بالثروات وهم يتمتعون بالكفاءة، إلا أن حكام بلادهم جعلوهم يفقدون الأمل والثقة في أنفسهم عن طريق الدعايات المغرضة طوال مئات السنين وبواسطة ما لديهم من نفوذ في الجامعات ومؤسسات التربية والتعليم التي 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج21، ص82.
 
 
 
 
 
 
76

69

سبل المواجهة

 ينشأ فيها أبناء المسلمين، وبذلك ساقوهم نحو افتقاد الذات. فعلى المسلمين أن يجدوا في العثور على مجدهم1. (21/5/1979) 

 
8- السعي من أجل تعادل القوى السياسية في العالم 
 
على المسلمين أن يعلموا أنه مادام ميزان القوى لم يمل نحوهم في العالم، فستظل مصالح الأجانب مقدمة دائماً على مصالحهم. وأن الشيطان الأكبر أو الاتحاد السوفياتي يفتعلان الأحداث في العالم كل يوم بذريعة الحفاظ على مصالحهم، فلو لم يقدم المسلمون على تصفية حساباتهم بصورة جدية مع ناهبي العالم أو على الأقل إيصال أنفسهم إلى حد قوة عالمية كبرى، فهل سيتنفسون الصعداء ؟ ومن الذي سيردع أمريكا إذا ما نسفت اليوم بلداً إسلامياً بحجة الحفاظ على مصالحها؟! إذن، فلم يعد هناك سبيل سوى الجهاد ولا بد من تحطيم مخالب وأسنان القوى العظمى وخصوصاً أمريكا، ولا خيار سوى اختيار الطريقين: إما الشهادة وإما النصر، وكلاهما نصرٌ حسب تعاليم ديننا، وإن شاء الله سيمن المولى سبحانه وتعالى على المسلمين كافة بقوة تحطيم أطر سياسات ناهبي العالم الحاكمة والجائرة ويمنحهم الشجاعة أيضاً على تأمين محور العزة والإنسانية، ونسأله أن يعيننا جميعاً على الصعود من أفول الذل إلى قمة العزة والقوة2. (20/7/1988)
 
 

1- صحيفة النور، ج6، ص218.
2- صحيفة الإمام، ج21، ص83.
 
 
 
 
 
 
 
77

70

سبل المواجهة

 8 - دور علماء الإسلام في العالم

 
إن بإمكان علماء وخطباء أئمة الجمعة في البلاد والمثقفين الإسلاميين، وبالتمسك بالوحدة والانسجام بالمسؤولية، وأداءً لواجبهم المهم المتمثل بهداية وقيادة الناس، أن يجمعوا العالم تحت لواء وحاكمية القرآن، والحيلولة بينه وبين كل هذا الفساد واستثمار واستصغار المسلمين وتمركز الشياطين الصغيرة والكبيرة ولاسيما أمريكا في البلدان الإسلامية، وأن يجدوا في دراسة ونشر أحكام الإسلام المضيئة بدلاً من الكتابات والمقالات التي لا طائل من ورائها والكلمات التي تتسبب في التفرقة وكيل المديح والثناء لسلاطين الجور وتنفير المستضعفين من قضايا الإسلام وبذر النفاق بين صفوف المسلمين، وأن يستعيدوا عزتهم وكرامة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق تفعيل الشعوب الإسلامية التي تعتبر بحراً ممتداً بلا حدود....
 
إن على علماء البلاد والدول الإسلامية أن يتبادلوا البحث والمشورة ووجهات النظر بغية التوصل إلى حل لمشاكل ومعضلات المسلمين وإنقاذهم من سيطرة الحكومات الجائرة، وأن يلبسوا الدروع للحفاظ على مصالح المسلمين ويصدوا حملات الغزو الثقافي الآتي من الشرق والغرب، والذي أدى إلى هلاك حرث ونسل الشعوب، ويبينوا لشعوب بلدانهم الآثار السيئة والعواقب الوخيمة الناجمة عن فقدان الذات إزاء بهرجة الغرب والشرق، ويوقفوا الشعوب والحكومات على أخطار الاستعمار الجديد وشيطنة القوى العظمى التي أججت نيران الحرب وانهالت قتلاً على المسلمين في شتى بقاع العالم1. (20/7/1987)
 
 
 

1- صحيفة الإمام: ج20، ص337.
 
 
 
 
 
 
 
78

71

سبل المواجهة

 قاموس المصطلحات الأمريكية والإستكبار

 
الحرية:
 
إن ذلك الشخص1 يقول بأن الشعب قد ثار بسبب ما يتمتع به من حريات واسعة ! لقد فقدت الكلمات معناها. فالكلمات هي الكلمات، ولكن المعنى مختلف ! إنها تحمل معنى آخر 2 3. (20/10/1978) 
 
الشعب:
 
إن الشعب ليس سوى ذلك الذي تعترف به أمريكا، والشعب الذي تعترف به أمريكا هو الذي يحافظ على مصالحها... والشعب الإيراني ليس كذلك في نظر أمريكا وعملائها، وهم لا يريدون إلا شعباً يتنازل عن كل شيء لأمريكا4.(9/2/1978)
 
 
 

1- جيمي كارتر.
2- صحيفة الإمام.ج4، ص66.
3- مذ بدأ الشعب الإيراني يتحرك جماهيري خلف علماء الدين لنيل استقلاله وحريته , أقدم الشاه محمد رضا بهلوي على استخدام شتى الوسائل من أجل إفشال حركة الشعب , وكان من ضمن تلك الوسائل وأشدها إجراما تنفيذ المجازر الوحشية ضد المتظاهرين وقتل أكبر عدد منهم و قد اشتهرت من بينهما مجزرة 15 خردان 3 حزيران- 1963 التي ذهب ضحيتها خمسة عشر ألف شهيد ومجزرة أخرى في 8/9/1967 والتي راح ضحيتها أربعة آلاف شهيد.
4- الكوثر ج6، ص118.
 
 
 
 
 
 
79

72

سبل المواجهة

 الإرهاب:

 
إن البيت الأبيض يرى ميزان الإرهاب انطلاقاً من الاعتراض على جرائمه أو الموافقة عليها في شتى أنحاء العالم1. (16/8/1985)
 
لقد افتعلوا الكثير من الضجات للحيلولة دون الإرهاب، وبثوا الكثير من الدعايات التي تقول بأن إيران مهد الإرهابيين، إن العراق2 خرج من دائرة الإرهاب لأنه سجد لأمريكا، بينما دخلتها إيران لأنها لم تعر لهم أهمية ! وهذا هو مقياس الإرهاب عندهم3. (30/11/1985) 
 
الوحشية
 
إنهم يعتقدون بأن كل من حافظ على مصالحهم وبات له بقرة حلوباً ليس وحشياً، وأما من شذ عن هذه القاعدة فهو وحشي ! وهذا هو منطق أمثال ريغان4 5. (29/5/1987) 
 
لقد سمعتم أخيراً الرئيس الأمريكي وهو يقول بأن إيران وحكومتها متوحشون،فلو كان يعني بالوحشية أننا لسنا متآلفين معهم ولسنا بقرة حلوباً فليقولوا ما يريدون... فالمتوحش في نظر هؤلاء هو الذي لا يكون أليفاً لهم6. (29/5/1978) 
 
السلام:
 
إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم يعملون على إقرار السلام في العالم 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج19،ص335.
2- النظام العراقي أثناء حربه ضد الجمهورية الإسلامية.
3- صحيفة الإمام، ج19، ص43-435.
4- الرئيس الأمريكي رونالد ريغن 1980-1988-.
5- صحيفة الإمام، ج20،ص271.
6- صحيفة الإمام، ج20، ص270.
 
 
 
 
 
 
 
 
80

73

سبل المواجهة

 هو الذين يؤججون نيران الحروب، ومثالاً على ذلك هذه الحرب1 التي ابتلينا الآن بها، فهم الذين أشعلوا فتيلها، لكن هؤلاء السادة يدعون بأنهم أقاموا هذه الحروب من أجل السلام العالمي، فهم يشعلون الحرب في كل مكان حتى يتحقق السلام!2. (22/4/1982)

 
حقوق الإنسان:
 
لقد قال (كارتر) بصراحة: إنه لا مكان لحقوق الإنسان حيث توجد القواعد العسكرية الأمريكية ! فعليه إذن ألا يتحدث عن حقوق الإنسان مرة أخرى... إن احترام حقوق الإنسان في نظرهم لا يكون إلا حيث لا توجد لهم قواعد عسكرية، وهكذا يتحدث هؤلاء الأمريكيون عن حقوق الإنسان، بينما هو يعرفون جيداً ما يفعلونه حتى في أمريكا نفسها وكذلك في أمريكا اللاتينية3. (8/2/1977) 
 
المصالح:
 
إنهم يقصدون بالمصالح تلك الثروات وأموال المظلومين التي يضعها العملاء تحت أقدام المستكبرين لتوفير مصالحهم التي ينقطع شريان حياتهم بانقطاعها. كذا أصدقاؤهم تنقطع حياتهم 
 
 
 

1- في 22 أيلول 1980 شن حزب البعث الحاكم في العراق هجوماً واسعاً ضد الأراضي والمنشآت الإيرانية، وكان الدافع العلني له هو استرجاع بعض الأراضي التي أصبحت ضمن الدولة الإيرانية بموجب اتفاقية الجزائر عام 1975 بين البلدين، إلا أن الإمام رحمه الله نظر إلى هذا الهجوم بأنه موجه ضد الثورة الإسلامية وأن الحكومة العراقية ليست إلا أداة تنفيذ للمشاريع الغربية، وقد اتحد المعسكران الشرقي والغربي في هذه الحرب ليقفوا إلى جانب العراق وأمدوه بكل أنواع الأسلحة حتى الكيماوية والبيولوجية، وقد استفاد الجيش العراقي من تلك الأسلحة في عدة أماكن من الجبهة، كان آخرها الهجوم على مدينة حلبجة العراقية وقتل أكثر من خمسة آلاف إنسان مسلم خلال دقائق معدودة بالسلاح الكيميائي، وقد استمرت هذه الحرب حتى 20/7/1988، وكان نتائجها رجوع العراق إلى نفس الحدود المعترف بها في اتفاقية الجزائر.
2- صحيفة الإمام، ج16، ص434.
3- الكوثر ج3، ص345.
 
 
 
 
 
 
81

74

سبل المواجهة

 بابتعادهم عنهم. وإننا نقول لكافة الدول الجارة والبلدان الإسلامية وحكامها الذين يتصورون أنهم إسلاميون بأن أمريكا تعني بأصدقائها ومصالحها تلك المصالح التي ترى عليها خطراً من الإسلام وإيران الإسلامية، وهذه المصالح ليست سوى موارد الدول الإسلامية الغنية والثروات المخزونة في باطن الدول الإسلامية والمناطق المهمة، كما أن هؤلاء الأصدقاء ليسوا إلا أنتم الذين يقوم بعضكم بخدمة أمريكا باذلين في سبيل ذلك ما لديهم من ثروات1. (30/5/1982)

 
الإسلام الأمريكي
 
مزاعم أمريكا ومزايدتها في معرفة الإسلام
 
لقد سمعت أنهم يريدون إقامة مصرف إسلامي في أمريكا، وبالطبع فإن ذلك الإسلام الذي يتحدثون عنه يختلف عن الإسلام الذي عندنا ! ولكنني سمعت بأنهم يريدون إقامة مصرف إسلامي2.(30/8/1985)
 
لقد شاهدنا في حياتنا أثناء الثورة الإسلامية، وقبلها، أموراً كثيرةً مدهشةً لا تصدق؛ فمن ذهاب رضا خان إلى (المجالس الحسينية) وإشعال الشموع إلى طبع محمد رضا للقرآن وارتداء ملابس الإحرام، ومن تمثل صدام للعبادة والزهد والإسلام إلى معرفة كارتر بالإسلام، وإلى تهديد أبواق بيغن وريغان بإعلان حكم الجهاد للمسلمين ضد إيران ! وربما لو امتد بنا العمر لرأينا هؤلاء قد اصطفوا أمام محراب 
 
 
 

1- صحيفة الإمام و ج16, ص273.
2- صحيفة الأمام، ج19، ص329.
 
 
 
 
 
 
 
82

75

سبل المواجهة

 العبادة في صلاة الجماعة!1. (5/6/1982) 

 
لقد قال كارتر كثيراً ـ لو تتذكرون ـ بأن إيران لا تعرف الإسلام ! ثم أخذ الجميع الآن يرددون نفس هذا الزعم ! وها هم المسئولون الأمريكيون يقولون بأننا لا نعرف الإسلام جيداً ! وكان بيغن قد ادعى ذلك سابقاً! وأما الآن فقد بات الجميع في الداخل والخارج يرددون نفس هذا الادعاء ! وإنني لا أدري متى يريد هؤلاء وضع حاشية ل"العروة الوثقى"2 3. (18/4/1985) 
 
عناصر نشر الإسلام الأمريكي 
 
إن في الحوزات العلمية من يقومون بنشاطات ضد الثورة والإسلام المحمدي الأصيل، واليوم فإن بعض المتظاهرين بالقداسة يطعنون بحرابهم صدر الدين والثورة والنظام وكأنه لا عمل لهم سوى ذلك! إن خطر المتحجرين والمتظاهرين بالقداسة الحمقى ليس بالقليل في الحوزات العلمية. على الطلاب الأعزاء أن لا يغفلوا لحظة واحدة عن هذه الثعابين الرقطاء والملساء، فهؤلاء هم مروجو الإسلام الأمريكي وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أفلا ينبغي أن يحافظ الطلاب الأعزاء على وحدتهم في مواجهة هذه الأفاعي؟!4. (22/2/1989)
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج16، ص292.
2- كتاب فقهي من تأليف المرحوم أية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي المتوفى سنة 1337 هـ.
3- صحيفة الإمام، ج19، ص226-227.
4- صحيفة الإمام، ج21، ص278.
 
 
 
 
 
 
 
83

76

سبل المواجهة

 مظاهر الإسلام الأمريكي في المنطقة 

 
إنه لمن دواعي الأسف أن يكون الإسلام بهذا الوضع، ويكون مدعو الإسلام على هذه الحالة. إن الإسلام يقف موقفاً متشدداً من المتخلفين والمعتدين، في حين يقوم مدعو الإسلام بتشجيع هؤلاء ! إن أمريكا تأتي في مقدمة كافة المجرمين، وهي التي تقف وراء هذه الجرائم النكراء التي يرتكبها الصهاينة في بيروت بأيديها الخفية. ولقد اعترف هؤلاء بأن هذه الخطة خطة أمريكية. فلو لم تكن أمريكا لامتنعت إسرائيل عن مثل هذه الممارسات. ومع كل هذه الضربات التي يتلقاها المسلمون من أمريكا، فإن السادة الذين مازالوا يدعون الإسلام، يقدمون لأمريكا كل ما يملكون، بل إنهم يسألونها المعذرة ! أليس هذا مدعاة للأسف من أجل شعوب الإسلام والإنسانية كافة؟! ألا تدري الشعوب بما يفعله هؤلاء؟! لقد اجتاحوا بيروت وشردوا النساء والأطفال والشعب الفقير المسكين وأزموا كل الأوضاع، فجلس الجميع يتفرجون على هذا المشهد، بل إن البعض ساندهم في ذلك، وحتى لو قالوا كلمة واحدة فإنها لا تعدو أن تكون قولاً فحسب، وبسبب تجاهلهم ولا مبالاتهم فقد وقعت كل هذه الجرائم فهل تتصورون أن إسرائيل ستكتفي بذلك؟!1. (22/8/1982)
 
لكم تغيرت أوضاع العالم؟! إن المسلمين يزعمون بأنهم أتباع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأتباع القرآن. حسناً.. فهذا هو القرآن، 
 
 
 

1- صحيفة الإمام، ج16 ص432-433.
 
 
 
 
 
 
 
 
84

77

سبل المواجهة

 فانظروا ماذا يقول هو وماذا تفعلون أنتم. لقد تسببوا في كل ما نعانيه من مصائب من أجل أمريكا، ثم يقولون إننا مسلمون، فهل هذا هو إسلامكم الذي تزعمون ثم تقومون بكل ذلك إرضاءً لأمريكا؟ إنهم يعطون نفطهم لأمريكا، ويقدمون لها كل ثروات شعوبهم. لقد سحقوا بظلمهم شعوبهم الضعيفة البائسة، ومازالوا يزعمون بأنهم مسلمون. فهل يمكن أن يصبح المرء مسلماً لمجرد الادعاء؟! إنهم يقولون إننا مسلمون وننادي بالوحدة، فتقيم إيران أسبوع الوحدة، ثم يعودون ليقولوا بأن إيران تبث الفرقة !1. (22/12/1983) 

 
 

1- صحيفة الأمام، ج18،ص266-267.
 
 
 
 
 
 
 
85

78

الفهرس

 

المقدمة

5

من سمات الروح الإستكبارية

7

1- السلطة العدائية

8

2 - استغلال العالم الثالث

8

3- تأجيج نار الحرب

9

4 - المجازر والإجرام

10

5 - المسلك الحيواني

10

6 - المنطق الذي يخدم الهيمنة والسيطرة

11

7 - التهويل الإعلامي

11

من الوسائل الشيطانية لأمريكا والاستكبار

13

دراسة وتحليل خصائص الشعوب

13

السيطرة السياسية الاقتصادية

14

الحفاظ على التفوق

16

الانقلابات والغزو الثقافي

16

نهب الموارد الطبيعية

17

الحيلولة دون التقدم والتنمية

18

إيجاد الحَجْر السياسي

19

 

 

 

 

 

 

88


79

الفهرس

 

خداع شعوب العالم الثالث

20

مختبر طبي

20

حقوق الإنسان في أمريكا

22

إغفال شعوب العالم

22

حقوق الإنسان والمجاعة

23

حقوق الإنسان والتمييز العنصري

24

تبرير الجرائم تحت شعار حقوق الإنسان

24

انتهاك الحقوق بحجة حقوق الإنسان

25

تسييس حقوق الإنسان

26

الكيل بمكيالين

28

التواجد الأمريكي في المنطقة

29

 سبب تواجد أمريكا في المنطقة

29

1 - الرهبة من قوة الإسلام

29

2 - تساهل حكومات المنطقة

30

أساليب التواجد الأمريكي في المنطقة

31

1 - المناورات العسكرية والإرعاب

31

2 - تشكيل حكومات التبعية

32

 

 

 

 

 

89


80

الفهرس

 

السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط

33

1 - إحياء نظام العبودية

33

2- انتهاب ثروات المسلمين ودعم إسرائيل

34

3- الطمع في موارد المسلمين تحت عنوان المصالح

35

4- استغلال حكومات المنطقة

36

نموذج صارخ لهذا الإستغلال

37

ستترككم أمريكا حين تنتهي مصالحها

38

عملاء أمريكا

39

النشاطات السياسية والعسكرية لعملاء أمريكا

40

1- المؤامرات الخفية

40

2- التغلغل في المؤسسات الحكومية

41

3- معارضة الثورة الثقافية

41

4- استغلال الحرية

42

5- تنفيذ الخطط الأمريكية

43

الحرب النفسية التي يقوم بها عملاء أمريكا

45

1 - توجيه التهم إلى قادة النضال

45

2 - إضعاف معنويات الشعب

45

 

 

 

 

 

90


81

الفهرس

 

3 - بث الشائعات

47

نشاطات الأيادي الأمريكية في المنطقة

49

1 - التفرقة بين الشيعة والسنة

49

2 - نشر الإسلام الأمريكي

50

3 - الثأر من حماة الإسلام الأصيل

50

نصيحة إلى أنصار أمريكا

51

لا.. للمساومة مع ناهبي العالم

52

لا.. للاستسلام لأمريكا

52

مواجهة مشاريع أمريكا وتآمرها الدولي

53

الكفاح عالمي ضد أمريكا

53

استمرار الجهاد حتى النصر

53

المؤامرات الأمريكية العميقة والمعقدة

55

1- حرف الرأي العام عن نقطة الضرر الأصلية

55

2 - بث الخلافات بين علماء الدين

56

3 - صناعة الشخصيات

57

4- تعدد الأحزاب

58

5- توجيه ضربة للوحدة والأخوة الإسلامية

60

 

 

 

 

 

91


82

الفهرس

 

أساليب الدعاية الأمريكية

61

1 – تجنيد الكتاب المرتزقة

61

2 – التغلغل في الدعايات الإنتخابية

61

3 – إستغلال العناوين في الصحافة

62

4 – حرب توجيه التهم والإفتراءات

63

المشاريع الأمريكية في المنطقة

65

1- مشروع الاعتراف بإسرائيل

65

2 - الدفاع عن جرائم إسرائيل

66

3 - استغلال التفرقة بين الحكومات

68

4- استعمال وعاظ السلاطين لبث الفرقة

68

سبل المواجهة

71

1- الوعي واليقظة

71

2- وحدة الكلمة

72

3 - التغلب على الخوف

73

4 - استغلال الطاقات

73

5 - التعبئة العالمية للمسلمين

74

6- الاستفادة من الشباب العاشقين للشهادة

76


 

 

 

 

92


83

الفهرس

 

7- إحياء مجد وعظمة الإسلام

76

8- السعي من أجل تعادل القوى السياسية في العالم

77

8 - دور علماء الإسلام في العالم

78

قاموس المصطلحات الأمريكية والإستكبار

79

 الحرية

79

الشعب

79

الإرهاب

80

الوحشية

80

 السلام

80

حقوق الإنسان

81

المصالح

81

الإسلام الأمريكي

82

مزاعم أمريكا ومزايدتها في معرفة الإسلام

82

عناصر نشر الإسلام الأمريكي

83

مظاهر الإسلام الأمريكي في المنطقة

84

الفهرس

87

 

 

 

 

 

93


84
الإستكبار الأمريكي في كلمات الإمام الخميني قدس سره