مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبيّنا محمد المصطفى وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

يعتبر السيد القائد الخامنئي (دام ظله) بأن القصيدة المنشدة قد يكون حجم تأثيرها أقوى من حجم تأثير المبلغّين لأنها ظاهرة إنسانية، إيمانية، فنية واسعة الانتشار، وهي مؤثرة في رفع مستوى ثقافة المجتمع، وتستحق الدراسة والبحث العلمي.

وقد أثبتت قصيدة الندب الحسينية تأثيرها في تعبئة النفوس منذ انطلاقة المقاومة الاسلامية في لبنان، وفي هذا السياق وبعدما توجه الفن المقاوم في لبنان على أثر الانتصارات المتتالية الى التقدّم والرقيّ في إنتاج الأناشيد الحماسية كان لا بد من إعادة ترتيب الإطار الفني والشعري لمجتمع المقاومة من خلال دعم القصيدة الحسينية وتطوير الإنتاج الفني الحسيني الكربلائي المتأصل بالعقيدة الولائية والجهادية والتي نتلمّس عبقها من عطر أريج الشهداء في سوح الجهاد.

5

لطالما تميزت قصيدة الندب في لبنان بانعكاس الثورة الحسينية فيها على الميدان والجبهات وهذا ما يشير إليه
السيّد الخامنئي (دام ظله) حيث يقول بأننا يجب من خلال قصائدنا أن نعرّف الناس على عقائدنا ونعرّفهم بأعداء الحق وطواغيت العصر والقضايا السياسية، وهذا التوجه الفذ كان وسيكون الهوية التي تميز المنبر الحسيني في لبنان المقاومة.

وها نحن اليوم بين صفحات هذا الديوان نضع بين أيديكم مجموعة كبيرة من قصائد الندب لمصائب آل بيت رسول الله  (صلى الله عليه وآله) بأقلام مجموعة من الشعراء اللبنانيين المقاومين لتكون ذخيرةً للمنبر الحسيني وخطوةً أولى نحو إعادة بناء ثقافة الندب الحسيني في لبنان، سائلين المولى القدير أن يوفّقنا وإياكم لنكون من خدمة سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).

يحتوي هذا الكتاب على 80 قصيدة متنوعة المواضيع والمناسبات مقسّمة على فصول عدّة، ومعظم هذه القصائد جديدة وهي جميعها في خدمة النادب الحسيني على منبر الولاء لسيّد الشهداء(عليه السلام).

وقد شارك في إنتاج محتوى هذا الكتاب مجموعة من الشعراء والشاعرات اللبنانيين.

6

الإخوة الشعراء

أحمد زراقط، أحمد غالب سرحان، أحمد محيدلي، حسين عبد الساتر، محمد جهجاه، محمد طالب، محمد نايف، مهدي بو حمدان، مهدي فقيه، منير الخنسا، نجيب منذر.

الأخوات الشاعرات

إسراء شبلي، آية عواضة، بنت الهدى الصغرى، حوراء خليفة، حوراء نصر الله، ريحانة العاملية ،زينب فياض، فاطمة رزق، كوثر حجازي، مريم عبيد، ناديا الحاقاني.

مع الشكر الجزيل لكل من ساهم بانجاح هذا العمل المتواضع آملين من المولى القدير أن يوفقنا لتقديم المزيد من الابداع في خدمة المنبر الحسيني المقاوم.

ملتقى سيد الشهداء(عليه السلام) للندب الحسيني

بيروت 1442هـ - 2021 مـ

7

مهلاً يا طه (صلى الله عليه وآله)

مهلاً يا طه.. نادت أباها نادت أباها.. مهلاً يا طه

***

أبتاهُ إنْ.. تمضي فلن.. أؤتى بعينِ المكرمة

إنْ أضرموا.. لن يرحموا.. صوتاً ينادي فاطمة

وليدفعوا.. لا يُمْنَعوا.. حفظاً لدينٍ ودما

يهوي الجنين.. يبكي الحسين.. والضلعُ تنعاهُ السما

مهلاً يا طه.. حقدٌ أتاها مهلاً يا طه.. نادت أباها

***

إن تمضي لـ.. الله فلي.. دمعٌ وآهٌ وشجن

من يبقى لي.. بعدَ علي.. إن ما خذوهُ مرتهن

لزينبٍ.. نَوْحٌ وإن.. لا يعتلي صوتُ الشجن

11

سِقطٌ ٌهوى.. يتماً روى.. دمعُ حسينٍ والحسن

مهلا يا طه.. يعفى ثراها مهلا يا طه.. نادت أباها

***

إنْ ما قضى.. نورُ الهدى.. فانعى عليَّ المرتضى

غدرُ الشقا.. سُمٌ سَقى.. سيفاً أتاهُ ساجدا

سَمّوا البدن.. ثمَّ الحسن.. لهفي بغدرٍ قد مضى

كبدٌ، سهامْ.. نعشُ الإمام.. قبرٌ وحيدٌ في المدى

مهلاً يا طه.. صَكوا الجباهَ مهلاً يا طه.. نادت أباها

***

يا روحُ لا.. تمضي الى.. رضوانِ ربّي عاجلا

ان ما علا..نَحْوَ العُلى.. نُفْرَى بوادي كربلا

نحرُ الكسا.. ضربُ النسا.. دمعُ السماءِ تَنَزَّلا

نصلٌ، سيوفْ.. رأسٌ، كفوفْ.. طفلٌ وسهمُ وحرملة

مهلاً يا طه .. شمرٌ سباها مهلاً يا طه.. نادت أباها

الشاعر محمد نايف

12

قمرٌ هوى

شـمـسٌ أطـلّـتْ أم نـجومٌ تـوقـَدُ

أم نــورُه وجـهَ الـظــلامِ مـعانــدُ

ورضـابُ مـسـكٍ أم عـبـير ُنجـيعهِ

وبـريـقُ نـورِه أم شعاعٌ عسـجد

قـمرٌ هـوى نـحوَ الـثرى

أم ذا عليُّ المرتضى هو ساجدُ

***

ألأنّه لم يحنِ رأسًا للوثن

ألأنّه قد قالها لأسالمَنْ

ألأنّه زوج الزكيّة فاطمٍ

وأبو الحسين وزينب وأبو الحسن

أمرٌ جلي فهو العلي وهو

الوصيّ هو الولي الأوحدُ

قـمرٌ هـوى نـحوَ الـثرى

أم ذا عليُّ المرتضى هو ساجدُ

***

15

لمّا دنا من جيده سيف اللعين

هزّ السماءَ صليل حقد الخارجين

بكت الجنانُ جرت دموع الخالدين

الله أكبر يا أمير المؤمنين

وتهدّمت سبل الهدى والبيت يندب عابدا

من غيره هو ساجدٌ مستشهدُ

***

لم يكتفوا بالمرتضى ما أفجعوا

وبسُمّهم للمجتبى قد جرّعوا

رأس الحسين تجرّأوا أن يرفعوا

نسلَ الرسول تعمّدوا أن يقطعوا

خابت ظنون الحاقدين

هذا أمير المؤمنين

نهجًا غدا به يُقتدى

لا ما انتهى طول المدى يتجددُ

الشاعر حسين عبد الساتر

16

وداعًا علي (عليه السلام)

مصابُ المُوالي مصابٌ جلي

وصوتُ اليتامى وداعا علي

وداعاً علي وداعاً علي

***

مضى للصلاةِ إمامُ الأباة

وأشعلَ آخرَ ضوءِ الحياة

فكم في خشوعٍ بكى في السجود

هو الآن تبكي عليهِ الصلاة

فقل لابن ملجمَ شلّت يداك

قتلتَ الصيامَ قتلتَ الزكاة

حبيبُ اليتامى شهيداً قضى

فلا تأتِ يا عيدُ فالعيدُ ماتْ!!!

17

تمهّل أيا ليلُ لا تنجلي

وصوتُ اليتامى وداعاً علي

وداعاً علي....وداعاً علي

***

مصابيحَ في الليلِ لا تُشعِلوا

بسيفِ الدجى أطفيءَ المشعلُ

عجيبٌ لقاتِلَ مرحبَ كيف

بضربةِ سيفٍ هنا يُقتلُ

وأعجبُ من حامِلٍ للواء

إلى القبرِ في نعشِهِ يُحمَلُ!

فقل لليتامى أبوكُم مضى

وفي الدارِ عنهُ فلا تسألوا

جرى الدمعُ في العينِ كالجدولِ

وصوتُ اليتامى وداعاً علي

وداعاً علي....وداعاً علي

***

عليٌ جريحٌ بحِجْرِ الحسن

وبالبابِ جَمعٌ وصوتُ شَجَنْ

وللدارِ كلُّ يتيمٍ أتى

وفي الكفِّ يحملُ كوبَ اللَبَنْ!

يخافون مولايَ فقدَ الحنان

ويخشونَ بعدكَ غدرَ الزمن

لقد كنت مأواهمُ في الضياع

أباهُم وأمَاً لهم في المِحَن

نداءُ المحبين غابَ الولي

وصوتُ اليتامى وداعاً علي

وداعاً علي....وداعاً علي

***

18

أطيرَ الأوزِّ إلامَ الصياحْ

كسرتَ فؤادي بهذا النواحْ

أمسمارُ أمسِكْ رداءَ الولي

ويا ليلُ أخِّرْ طلوعَ الصباحْ

وفي الفجرِ لا ترفعنَّ الأذان

عليٌّ سيقضي خضيبَ الجراحْ

إلى المصطفى والبتول مضى

وأتعبَ أحبابَهُ واستراح

تنوحُ العقيلةُ في المنزلِ

وصوتُ اليتامى وداعاً علي

وداعاً علي....وداعاً علي

الشاعر محمد طالب

19

آه يا مهدي (عجل الله تعالى فرجه)

آه آهٍ للخدِّ المسطور

آه آهٍ للضلعِ المكسور

آه آه آه يا مهدي

***

أينَ تُراكَ اليومَ إمامي أينَ تُراكَ

أبقيعًا أم عرشَ سماءٍ كانَ عزاكَ

من يندبُها من يبكيها الآنَ هُناكَ

ويعزُّ عليَّ أيا مهدي عظمُ بلاكَ

آآه مولاي بقلبي التنور

آاآه قد فارَ لقرطٍ منثور

آه آآه آه يا مهدي

***

23

ببقيعِ الأحزانِ وحيدًا تسكبُ نجواكْ

وعليٌّ مولايَ ينادي يا ولدي ثاراكْ

زينبُ تبكي شبَّرُ يشكي وشبيرٌ ناداكْ

لا زالَ الحافِرُ يؤذيني والصوتُ الضحّاكْ

آآه أمّي عصروها بالبابْ

آآه أختي هتكوها الأعرابْ

آه آآه آه يا مهدي

***

فضَّةُ صاحتْ فاطمُ طاحَتْ وعليٌّ قد سِيقْ

محسنُ سِقطٌ نُوثرَ قِرطٌ والبابُ حريقْ

أسمعُ أنّه دمعَ الجنة  بزفيرٍ وشهيقْ

والسُّبحةُ وقعتْ يا ولَدي فالكونُ عقيقْ

آآه وأحسَّ حسينٌ باليُتمِ

آآه والحسنُ تهيَّأَ للسُّمِ

آه آآه آه يا مهدي

***

24

رحتُ أغسِّلُها بحنانٍ فمررتُ الضِّلعَا

أثرُ المسمارِ بخافِقِها قد فجَّرَ نبعَا

حنَّتْ أنّتْ فتَحتْ باعًا وملائكُ تنعى

وتقولُ الجنةُ قد صارتْ للدمعةِ ريعَا

آآه الكعبةُ شقّتْ حيطانَا

آآه والدمعةُ حفَرتْ أجفانَا

آه آآه آه يا مهدي

الشاعر أحمد زراقط

25

بين فاطمة (عليها السلام) والمسيح(عليه السلام)

هُزّي إليكِ بجذع آلامِ الهوى...يتساقطُ الدّمعُ الشّغوفُ جَرِيّا...

وخذي القلوبَ فقد كواها حُزنها...وغدا الشّجى من بعَدِك أبدِيّا

فبكِ الميسحُ شفى سقيمَ زمانِه...بغرامكِ من ماتَ عاد فتيّا...

نسيًا منسيّا...يا ليتني قد متّ قالتْ مريمُ

فأتى خفيّا...من ربّها ذاكَ النّداء الأعظمُ

نادِ عليّا...لتجيبَ في ألمٍ وآهٍ فاطمٌ

يغدو نبيّا...عيسى بحبّي والجموعَ يكلّمُ

تعالى القبرُ للعلياء...ليحميَ طهرَه الشّهداء...يُ

وارى حيثُ شاء الله...ويحلو في السّماءِ نداء...

أيا زهراءُ يا زهراء...أيا زهراءُ يا زهراء

***

26

صلبَ الظلامُ جمالها القدسيّا...وأنا الّذي فيها قُبِلتُ نبيّا

وبرحمةٍ منها رُفِعتُ إلى السماء...وسُقيتُ منها عزّةً علويّة

لهفي فكيفَ نجوْتُ من أحقادهم...والحقدُ أدمى وردةً إنسيّة...

عجَبي ولو تدعو عليهم ما بقى...في الأرضِ حيٌّ بعد ذلك حيّا

أتُقتلُ نعمةُ الأرجاء....أيا زهراء يا زهراء

وسمعْتُ من ثغرِ البتولِ كلاما...وقرأتُ منها رحمةً وسلاما

وأتيتُ من ذرّي إليها عاشقًا...أحييتُ فيها أضلعًا وعظاما

وإذا بدمعي قد تساقط مرهفا...وإلى علاها بالغرام تسامى

وسما معي من ثوبها لون الدما...فرأيتُ هذا الكونَ صار حطاما

وما في الأرض من أضواء...أيا زهراء يا زهراء

***

وهناك في العلياء تسبيحٌ علا...زهراءُ زينبُ والحسين وكربلا

طوِي الزّمان براحتيّ فزرتُهم...وعرفتُهم سرّ النجاةِ من البلا

وسألت عن قبر الحبيبة فاطمٍ...فأتى نداءٌ للفؤادِ تسلّلا

بقلوبِ كلّ العاشقين مزارُها...والنّعشُ في الأرواح صار مُحمّلا

بنفوسِ كلّ الأتقياء...أيا زهراء يا زهراء

27

جبريلُ حدّث عن تفاصيلِ المِحَن...عن كسرها وانقلْ لنا دمعَ الحسنْ

نوحَ الحسينِ وزينبٍ وعليّها...وتآمر الأحقاد مع كيد الزّمن

فأجاب هذا الضّلع أحيا أمّةً...ويضيءُ كونٌ من سنا طهر الكفَن

وغدًا سيُظهِر قائمُ ابن محمّدٍ...قبرًا حوى في التّرب جنات العدن

من المهديّ طاب نداء...باسم البضعة الزّهراء...

الشاعرة إسراء شبلي

28

رحماكِ أغيثينا

جعلنا الحبّ للزهراءِ دينا

ألا فاقرأ حديث العاشقينَ

وقم رتّل حروف الوجدِ منّا

جعلنا الشوّقَ قرآنًا مُبينا

نصوّرُ في الخيالِ جمال وجهٍ

نخرُّ لهُ بعشقٍ ساجدينا

أيا زهراءُ داوينا...فداءُ البُعدِ يؤذينا

فدلّينا على قبرٍ...ورحماكِ أغيثينا

***

أتينا مع دموعِ العينِ...مع آياتِ قرآنِ

رأينا سورةَ الرّحمَنِ عزّت آل عمرانِ

فأينَ اللؤلؤ المكنونُ...من أصدافِ عدنانِ

29

فجاءَ الصوتُ من جبريلَ...أدمتها يدُ الجاني

أيا زهراءُ داوينا...فداءُ البُعدِ يؤذينا

فدلّينا على قبرٍ...ورحماكِ أغيثينا

***

خُذي يا أمُّ أرواحا...خُذي ألما وآمالا

نحورًا مع دما الشّهداءِ...أبطالا وأشبالا

كمحسِنِك نمدُّ هنا...فداءَ الطّفل أطفالا

فكم ضلعٍ لنا كسِرا...وكم دمٍّ لنا سالا

أيا زهراءُ داوينا...فداءُ البُعدِ يؤذينا

فدلّينا على قبرٍ...ورحماكِ أغيثينا

***

لكِ يا نعمةَ الأكوانِ...نُهدي الجُهدَ والعملا

جهادًا ضدّ طاغوتٍ...علومًا ترفضُ الفشلا

وسترًا مع عباءاتٍ...حياءً عفّةً خجلا

وصوتًا دائما يعلو...أيا مهديّنا عجلا

أيا زهراءُ داوينا...فداءُ البُعدِ يؤذينا

فدلّينا على قبرٍ...ورحماكِ أغيثينا

الشاعرة إسراء شبلي

30

قم ونادِ

قُمْ ونَادِ في اللَّيالي الفَاطميَّةْ، للزَكِيَّةْ

***

فاطمُ الزهراءِ نادَتْ

يا حبيبيْ يا محمَّدْ

خلفَ بابِ الدَّارِ صَاحَتْ

يا رسولَ اللَّهِ أحمَدْ

آهِ أحمَدْ

إنَّ صَدرِي قد تهشَّمّ محسنٌ منِّي تألَّمْ

قد قَضَى واللَّهُ يَشّهَدْ

31

لَنْ يكونَ القبرُ مرقَدْ

يا مُحمَّدْ

فاسألِ القبرَ الخفيَّ

فاسألِ القبرَ الخفيَّ...للزَكِيَّةْ

قُمْ ونَادِ في اللَّيالي الفَاطميَّةْ،للزَكِيَّةْ

***

صاحَتِ الزَّهراءُ حيدرْ

أسقَطوا مِنِّي جَنيني

إنَّ ضِلعي قد تَكَسَّرْ

سَنِّدونِي سَنِّدونِي

سَنِّدونِي

صوتُهَا يَبكي وَيَنحَبْ عينُهَا في عَينِ زينبْ

يا عزيزةْ ألَّمُوني

ثمَّ نادَتْ يا عيوني

ما رَعَوني

32

قد دَنَتْ منِّي المَنِيَةْ

قد دَنَتْ منها المَنِيَةْ...للزَكِيَّةْ

قُمْ ونَادِ في اللَّيالي الفَاطميَّةْ،للزَكِيَّةْ

***

زينبُ الحَوراءِ تَنعَى

عندَ جسمٍ للحُسينِ

نحَوَها الأيتامُ تسعَى

تَنحني بينَ اليَدينِ

أليَدينِ

تَرقُبُ المَولَى صَريعَا تنظرُ الرَّأسَ القَطيعَ

قد عَلَا رأسُ الحُسَينِ

يعتلي صوتُ الأَنينِ

بالحَنينِ

مِنْ فَلَاةِ الغَاضِرِيَّةْ

مِنْ فَلَاةِ الغَاضِرِيَّةْ... للزَكِيَّةْ

قُمْ ونَادِ في اللَّيالي الفَاطميَّةْ،للزَكِيَّةْ

33

زينبٌ تنعَى أخيهَا

يا وَريثَ الأنبياءِ

تَرتَجي تَدعُو أبيهَا

ذَا حسينٌ بالعَرَاءِ

بالعَرَاءِ

قد دَنَتْ منهُ الخيولُ وَاعْتَلَتْ صَدْرَاً تَجولُ

فَلْتُنادي بالعَزاءِ

قد عَلَا صوتُ البُكاءِ

في السَّمَاءِ

إرجِعي نَفسَاً رَضِيَّةْ

إرجِعي نَفسَاً رَضِيَّةْ... للزَكِيَّةْ

قُمْ ونَادِ في اللَّيالي الفَاطميَّةْ،للزَكِيَّةْ

الشاعرة زينب فياض

34

يا زهراءُ(عليها السلام) يا مظلومة

يا زهراءُ يا مظلومَةْ

على بابِ الإمامةْ والغدير

مصابٌ هلَّ من دمعِ الأمير

ومسمارٌ علا صدرَ البتول

فنادتْ يا أبي هَلْ منْ مُجير

صوتُ آهاتِ فاطمْ

يُبدي كلَّ المَعَالِمْ

عن جدارٍ وبابٍ

عن حَقودٍ ولاطمْ

تهوي أنجمُ الدينِ

بينَ الكسرِ والعينِ

35

صدرٌ فيه مسمارٌ

ضاقتْ أدمُعاً عيني

***

تنادي يا علي طاحَ الجَنينْ

أغثني يا أميرَ المؤمنينْ

وصبراً قد بدا بدرُ الغِيَابْ

وحُزناً قد عَلا صوتُ الأنينْ

يا علي سَنِّدوني

إنَّهم رَوَّعوني

إنَّ ضلعي تكَسَّرْ

ويلَهم مَا رَعَوني

حقداً أوقدوا النَّارَ

ظلماً حاصروا الدَّارَ

تَبَّتْ منهمُ الأيدي

عدلاً تصطلي النَّارَ

***

36

عجيبٌ كيفَ ذا النورُ اختفى

بقبرٍ في غَيَابَاتِ الخَفَا

عجيبٌ كيفَ ضمَّتها الثَّرى

لَعَمري روحَهَا اللهُ اصطفى

قبرُهَا في العَلَاءِ

مَقْصَدُ الشُّهدَاءِ

واللِّقَاءُ استَطَابَ

هَاكَ أجْرُ الوَلَاءِ

قبرٌ مأمَنُ الرُّوحِ

فيهِ قد حَوَى روحي

حيثُ اللهُ سوَّاهَا

جرحٌ خُطَّ باللَّوحِ

***

مَتَى يا فاطمةْ نلقى الحَرَمْ

وفي أعلى السَّمَا يسمو العَلَمْ

مَتَى تزهو جنانٌ في البقيع

ويُمحى في لقاكِ كلُّ غَمّ

37

قد لَجَأنَا إلَيها

وانتَحَبنَا عَلَيها

فالدُّعاءُ بِفَاطِمْ

قَد غَدا في يديها

صوتُ الرُّوح ناداها

ترجو العَينُ رُؤياها

أمي فاطمةْ الزهراء

إنَّ القلبَ يهواها

الشاعرة زينب فياض

38

صلاةُ العشاءين

هيَ فاطمٌ والدمعُ بعدَ المصطفى مِدرارُ

هيَ فاطمٌ وقسا عليها البابُ والمسمارُ

هيَ فاطمٌ والقبرُ فيهِ السرُّ والأسرارُ

يا حاملاً للنعشِ

تشييعُها في العرشِ

***

يا إسمَها المحفورَ في

رُكنِ البداياتِ

يا ختمَها المنقوشَ في

كلِّ الرواياتِ

يا دمعَها المسكوبَ في

نهرِ الكراماتِ

يا ضِلعَها المكسورَ في

ليلِ المُلِمّاتِ

بعدَ العشاءينِ

39

يا مَيتَمَ الأطفالِ يا

مأوى المساكينِ

يا بيتَها المرفوعَ من

ماءٍ ومِن طِينِ

يا ذِكرَها الساقي دماً

مَجرى الشرايينِ

يا قبرَها المحجوبَ عن

عينِ الملايينِ

عن نظرةِ العينِ

***

صلّت صلاةَ وداعِها

بالأسودِ المتغَبِّرِ

في مغربٍ مِن ضلعِها

يُطلى بلونٍ أحمرِ

في الركعةِ الأولى بنى

جبريلُ صحنَ المرمرِ

في الركعةِ الأخرى جرى

للهِ حَوضُ الكوثرِ

في ثالثِ الركعاتِ لم

تهدأ دماءُ المَنحَرِ

فاضت من الأضلاع، ما

مِن أضلعٍ لم تُكسَرِ

يا ساعةَ التسبيحِ ما

بينَ العشاءينِ

يا أنّةً في صوتِها

تُبكي الإمامَين

صلّت صلاةَ رحيلِها

بمدامعٍ في المَحجَرِ

40

صلّت صلاةَ عِشائها

بمواجعٍ لم تظهرِ

في الركعةِ الأولى رأت

في الطفّ مَن لم يُنصَرِ

في الركعةِ الأخرى بكت

جمراً لهولِ المنظرِ

الآهُ ثالثُ ركعةٍ

نبأُ الزمانِ الأخطرِ ؟

مسمارُها في ضلعِها

في ضلعِها المتكسِّرِ

الآهُ رابعُ ركعةٍ

الآهُ غصّةُ حيدرِ

***

في ضلعِها المسمارُ، نادت زينبا

يا بُحّةً، وتقولُ صبراً في السبا

نادت على الحسنِ الإمامِ المجتبى

يا صاحبَ الكبدِ المُراق

نادت على السبطِ الذبيحِ بنينوى

يا جمرةَ الدمعاتِ تسقطُ في النوى

وكأنّما نجمٌ مُشِعٌ قد هوى

ليلاً على أرضِ العراق

بعدَ العشاءينِ

41

وتقولُ يا أبتاهُ راحَ جنيني

للقاكِ تحملني أكُفُّ حنيني

ودَّعتُ تَوّاً زينباً وبنيني

القلبُ جمرٌ واحتراق

وتقولُ يا سندي، بوخزةِ أضلُعِ

في الليلِ وحدَكَ حاملي ومُشَيِّعي

لأبي سأشكو في السماءِ وأدّعي

والآنَ قد وجبَ الفراق

بعدَ العشاءينِ

الشاعر نجيب منذر

42

ركنٌ من الثقلين

لاذتْ وراء الباب.. من قِلّةِ الأصحاب..

حتّى وإن! بالنّار جاء مهدّدا.. لم يحفظوا فيها وصيّة أحمد.

***

في دارها الجِدرانُ تَروي ما جرَى

بالأمسِ حينَ أتى الرّسولُ وكبَّرا

في زفرةِ النيران حِقدٌ أُظهِرا

كم مرةً هذا الحريقُ تكرّرا..!

أقسى من النّيرانْ.. هو ذلكَ الخذلانْ

لولا السكوتُ لمَا اللّعين تمرّدا..

لم يحفظوا فيها وصيّة أحمد

***

43

أشتمُّ رائحة المكيدة تُبعثُ

أولى شرارتها وعودٌ تنكثُ

عن ذلكَ الخذلانِ جئتُ أحدّثُ

فلتسألوا عمّا جرى ولتبحثوا..

في غصّةِ المِسمار.. صوتٌ يُنادي الثار..

لمّا أتوا.. وجهُ السَّماءِ تلبَّدا..

لم يحفظوا فيها وصيّة أحمد

***

ليّصدّهم لمّا أتوهُ تهجّما

ضمَّ الضلوع عسى يكون لها الحمى

ما لي أرى المِسمار يُصبغُ بالدّما..!

وندائهُ يا فاطما.. يا فاطما..

هي صرخةٌ الآذانْ.. ركنٌ كما القرآنْ

هي بضعتي وهي الدليلُ إلى الهدى

لم يحفظوا فيها وصيّة أحمد

***

44

ثِقلٌ من الثقلين.. لا! بل أكثرٌ

هي حجةٌ في كلِّ فعلٍ يصدرُ

في كلِّ مفترقٍ تراها تحضرٌ

صوتٌ بوجه الظالمين يُكبّرُ

في قبرها أسرارُ.. عن ظلمها إقرارُ

كم فتنةً هم أشعلوا.. هو أخمدا..

لم يحفظوا فيها وصيّة أحمد

***

في قبرها المخفيّ سرٌ يُدفَنُ

لِمَ في الظلامِ جنازةٌ لا تُعلنُ

أولى الفدائيّينَ كان المحسنُ

حسبي بحيدرةٍ دماءً يحقنُ

فلتكتبِ الأقلام.. جرحٌ مدى الأيام

جرحٌ توّرثَ بالطفوفِ تجدّدا..

لم يحفظوا فيها وصيّة أحمد

***

45

وجه الحقيقة لا يريدُ تأوّلا

لا لن يهادن أو يساومَ باطلاً

يحتاجُ قلبًا عاشقًا لن يخذلا

من قلّة الإصحاب كانت كربلا

ولذا الجميع بكربلاء استشهدا..

لم يحفظوا فيها وصيّة أحمد

الشاعرة كوثر حجازي

46

نفسي لكِ الفِدا

يا أمَّ الحسنْ

يا أمًّا للعدنانِ

يا قلبَ علي

يا ذاتَ الظهرِ الحاني

هوَ الظلمُ ابتدا.. مُذ توارى الهُدى

للأبدْ يا زهرا.. نفسي لكِ الفدا

يا زهرا.. يا زهرا..

يا زهرا.. يا زهرا..

***

ضاعَتْ مِن يَديْ.. في دَياجي الأحزانِ

مهلًا لا ترحلي.. يا سورةَ الإنسانِ

47

يا عمرَ الوردِ أحلى قدَرِ

قد كنتِ النورَ يجلو بصَري

يا زهرا الموتُ غيَّبَ قمري

و اليومَ سكنتِ بينَ الحُفَرِ

يا زهرا.. يا زهرا..

يا زهرا.. يا زهرا..

***

قومي فاطِمه

وانظري للأيتامِ

غبتِ للأبَدْ

في بحرِ الجرحِ الدّامي

إنَّ دهري غدَا .. كالمسا أسودا

للأبدْ يا زهرا.. نفسي لكِ الفِدا

يا زهرا.. يا زهرا..

يا زهرا.. يا زهرا..

***

48

يا روحَ الوَلي.. ليْ مهديٌّ مِن أقماري

صبرًا فالمنتَظَرْ.. يبكي قصّةَ الدارِ

قلْ للمسمارِ فؤادي انفطرَا

لم يمحُ الموتُ بعيني صُوَرا

يا ثارَ الضلعِ و موتَ الفجَره

سَيفي في الغيبِ لِقاكَ انتظرا

يا زهرا.. يا زهرا..

يا زهرا.. يا زهرا..

الشاعرة ناديا الحاقاني

49

أنا الزهراء(عليها السلام)

رسولَ اللهِ قمْ وانظرْ معاناتي

أنا الزهراءُ هل وصلتَكَ أنَّاتي

من بعدِكَ الأعرابْ...قد أحرقوا لي بابْ

أنا الزهراءُ هل وصلتكَ أنَّاتي؟

***

أبَتي تعالَ فإنَّ قومكَ أنكروا

ما جئتَ فيه وخالفوك وزوَّروا

وتآمروا وتجبَّروا وتكبَّروا

وتجاهلوا أنَّ الحقيقةَ حيدرُ

وَثَبوا إلى دارِ الغديرِ لِيَثأروا

وعليَّ شدَّوا البابَ كي ما أُعصرُ

50

حفظتُ الحقَّ في عيني وأضلاعي

فدا الكرار طابتْ كلُّ أوجاعي

بغضًا لداحي البابْ...قد أحرقوا لي بابْ

أنا الزهراءُ هل وصلتك أنَّاتي؟!

***

من صدريَ السورُ الكريمةُ تَصعدُ

والنارُ في آياتها تتمددُ

فإذا التقَتْ ثغري أراها تسجدُ

وتقولُ فاطمةُ اقلبيني أشهَدُ:

عينٌ،ضلوعٌ،محسنٌ،خدٌّ،يدُ

صرَخوا أمام الجبتِ عاشَ محمَّدُ

فيا أبتاهُ يومَ الدينِ كن خصما

لِمن قد كسَّروا من جسميَ العظْما

منْ إسمهم أصحابْ...قد أحرقوا لي بابْ

***

51

الشمسُ من إسمي ينيرُ ضياؤها

وعلى الورى طرًّا يُمَدُّ غذاؤها

وطبيعةُ الأحياءِ إنِّي ماؤها

بل صيغَ منِّي سترُها وحياؤها

باللطمِ خَضّبتِ العيونَ دماؤها

من عصبةٍ لا يستقيمُ وفاؤها

بداري عصبةٌ قد جاوَزَتْ حدِّي

ولطمُ أكفِّهم تهوي على خدِّي

ذي عصبةُ الإرهابْ...قد أحرقوا لي بابْ

***

يا والدي من بعدكَ الزمنُ اجترا

وقسى علينا بالمصائب وافترى

الضلعُ خلفَ البابِ منِّي كُسِّرا

والسيفُ في المحرابِ أردى حيدرا

سمٌّ بأحشاءِ الزكيِّ توجَّرا

وحَسينُنا في كربلاءَ تعفَّرا

52

وهذي زينبٌ بالسوطِ قد ضُرِبَت

لها خيَمٌ بها الأطفالُ قد حُرِقَت

من أحرقوا الأطنابْ...قد أحرقوا لي بابْ

أنا الزهراءُ هل وصلتكَ أنَّاتي

الشاعر مهدي أبو حمدان

53

في سَما المآتم

في سَما المآتم

صوتُ كلِّ خادم

من أسى سنيني

هل سترتَضيني

اتيتُ مجلسَ الزهراءِ مولاتي

وقدمّتُ فقيراً بعضَ أبياتي

كتبتُ النعيَ مع تَسبيحةِ الحبِّ

عسى يَمحو عزاها الحُجبَ عن قلبي

خاليَ الكفوفِ

إلا مِن حروفي

حبرُها حنيني

هل سترتضيني

54

انا مَن كي أواسي حَضرةَ الزهرا

وفوقَ المنبرِ نَعياً لها اقرا

انا مَن كي بِحُزني الطُمَ الصدرَ

لِهذا الرزقِ يا مولاتَنا شُكرا

عبدُكِ الموالي

أسالُ الليالي

هل ستشتريني

هل سترتضيني

فاطمه..فاطمه

***

إذا بالدمعِ عيني لم تفِ حِينا

ولو قصَّرتُ مع كلِّ المعزِّينَ

وفاتَتني حسيراً هذهِ الذكرى

فعذراً مِن عُبَيدٍ تائبٍ عُذرا

رفعَت لي شاني

أصلحَت زماني

55

ونِدا الحزينِ

هل سترتضيني

***

ومع خَتمِ الليالي الفاطميّاتِ

رفعتُ اليومَ بالزهراءِ حاجاتي

اَعيدينا لنُحيي هذهِ الأرجاء

فما عمري بلا ليلاتِ عاشوراء

هل تُرايَ أُحرَم

خدمةَ المُحرَّم

لِعزا الحسينِ

هل سترتضيني

بنت الهدى الصغرى

56

يا فاطمة

ناجى بدمعٍ هُمَّلِ

يا فاطمٌ إنّي علي

يا فاطمة يا فاطمة

***

يا بنتَ طه كلّمي إن تسمعي

فالكسرُ أشعرُ أنّه في أضلُعي

من وقتها والخدُّ رافقَ أدمُعي

والحُزنُ بيتي والكآبَةُ مهجعي

عن حالتي لا تسألي

قد ذُقتُ مُرَّ الحنظلِ

يا فاطمة يا فاطمة

***

57

هذا الّذي بصلابةِ الجفنِ اتَّصَفْ

أرخى الجفونَ ودمعهُ منها انْذرَفْ

ويودّعُ الزّهراءَ يحكي للأسَفْ

سهمُ المنيَّةِ منكَ يا عمري ازْدلَفْ

رُغمَ الفراقِ المُقبلِ

ما مِلتُ عن توسّلي

يا فاطمة يا فاطمة

***

لا تُسكني الصّوتَ الّذي أحيى بِهِ

أقتاتُ منهُ وأرتوي من حُبِّهِ

فلترأفي بالمستجيرِ وخَطْبِهِ

نارُ الفُراقِ تأجَّجَتْ في قلبِهِ

ما انْفكَّ كُلُّ المنزلِ

يرجو سماحًا فاقْبلي

يا فاطمة يا فاطمة

***

58

ألموتُ باسْتحْيائِهِ ها قد دَنا

فتساءَلتْ بِتعجُّبٍ هذي الدُّنا

أتموتُ مَن مِن أجلها خَلقي أنا؟!

والقبرُ يغدو للبتولَةِ مسكَنَ

آهٍ لقلبٍ يصطلي

من نارِ فقدٍ مُثكلِ

يا فاطمة يا فاطمة

***

يا موتُ منكَ مرارتي وتعجُّبي

تُردي القريبَ وتبتدي بالأقرَبِ

للدّمعِ حرفٌ يرتجي بنتَ النّبي

هوَ ذاكَ حرفُ تمهّلي لا تذهَبِي

للفجرِ ذا تمهّلي

كالنّجمِ صُبحًا إئفُلي

يا فاطمة يا فاطمة

الشاعر محمد جهجاه

59

أيا زهراء(عليها السلام)

كجمرِ البابِ والمسمارِ في الضلعِ

غدا شوقي للطم الصدرِ والدمعِ

أيا زهراء.. أيا زهراء.. أيا زهراء.. يا زهراء

***

أنا مذ كنتُ يا زهراءُ بالمهدِ

رويتُ القلبَ من دمعي كما الوردِ

ورحتُ أصولُ بين الآه والوجدِ

رأيتُكِ درّةً ملطومةَ الخدِّ

بكيتُ بكيتُ.. ثمّ أتيتُ بابَ الدارِ بالحسرة

هويتُ هويتُ.. ثم سُقِيتُ كأسَ العصرةِ المرّة

رأيتُ النار والمسمارَ أوقَدَ في الحشى جمرة

60

خيالي كم يؤاذيني

أموتُ وثمَّ يحييني

يُباعدني ويُدنيني

ويتركني بلا مأوى

أيا زهراء.. أيا زهراء.. أيا زهراء.. يا زهراء

***

أَخَذٌ من نبيٍّ كان ملثوما

غدا في القبرِ يا زهراءُ ملطوما

وطفلٌ فوقَ متنِ الأمِّ هل يغفو؟

ويدري الضلعَ إثرَ الدفعِ مهشوما

أيا أماهُ.. قد أعياهُ.. لفحُ النارِ والكسرِ

وصوتُ نداه.. يا أبتاهُ.. إنّي قد قضى عمري

غَفَت عيناهُ.. بين الآهِ.. بين البابِ والجمرِ

جنينٌ قد رأى عَجَبا

رحيقُ الكوثرِ انسكبا

بقلبٍ صارَ ملتهبا

بحسرةِ فاقدٍ لأبِ

أيا زهراء.. أيا زهراء.. أيا زهراء.. يا زهراء

***

61

أنا المحتاجُ للدمعات كي أحيا

جفوني مثلَ نجرٍ فاض من يحيى

نزيفُ الدمعٍ إلا أن أرى ثأراً

فعجّل يا إمام العصر للقيا

دَعَوتُ دَعَوتُ.. في الأسحار في الأصباح بالندبة

غفوتُ رأيتُ.. جمعَ الناسِ والمهديَّ في الكعبة

ويرفعُ سقطَ فاطمةٍ ينادي الطفلَ ما ذنبه

سعير البابِ والعصرة

وضرب الخدّ والكسرة

تمورُ بأضلعي جمرة

وتشعلُ حزننا ثورة

أيا زهراء.. أيا زهراء.. أيا زهراء.. يا زهراء

الشاعر محمد نايف

62

يا لخطبي من فجيع

إِبنُ طهَ

وَابْنُ حيدرْ

قالَ إنّي مثلُ فاطِمْ..

مثلُ أُمّي

رُضَّ ضلعي

ربِّ فَالْعن كلَّ ظالمْ..

ذبحوا ظُلمًا رضيعي..

يا لخطبِي من فجيعِ..

***

ضِلعَها المسمارُ آذى.. يا بتولُ

فوقَ صدري لِلعدى.. خيلٌ تجولُ

قلتُ جدّي المصطفى طه الرّسولُ

خصمُكُم يومَ التّلاقي ما تقولوا؟!

63

قلتُ جدّي

حُزَّ نحري

وأنا سبطُ محمّد..

ما رعَوْا لي

حقَّ أهلي

متنُ أختي صارَ أسود..

ذبحوا ظلمًا رضيعي..

يا لخطبِي من فجيعِ..

***

لَطموها عينَ أمّي فاطمة

وَهِيَ اليومَ حسينًا لاطِمة

دارَتِ (أخفتِ) الأمُّ الضلوعَ المؤلِمة

أين قد أُخفي دمائي السّاجمة ؟!

سامحيني

يا أُخيّةْ

عنكِ لم أخفِ المُصابَ..

صحتِ رُدَّ

يا حسينا

64

غصَّ نحري ما اسْتَجابَ..

ذبحوا ظلمًا رضيعي..

يا لخطبِي من فجيعِ..

***

مُحسنٌ ما كان عطشانًا ظمِيَّا

كلُّ أطفالي عطاشى.. وا بَنِيَّ

ودمُ النّحر روى طفلي رَوِيَّا

مَن يُعيدُ الآنَ أَبنائي إليَّ ؟!

ثمَّ قلتُ

يا محمّد

كَأخي سمُّوا حشايَ..

كالخليلِ

قَد قَبِلتُ

كونَ أهلي كالضحايا..

ذبحوا ظلمًا رضيعي..

يا لخطبِي من فجيعِ..

***

65

قالَ جدّي في قلوبِ المؤمنينَ

حرُّ دمعٍ زادَهم حزنًا دفينا

وأنينًا لِابنِ خيرِ العالمينَ

فلِمثلي فليَضِجَّ النّادبونَ

أيّ خَطبٍ

مثلُ خَطبي

دونَ ذنبٍ قدْ قُتِلتُ..

فوقَ رمحٍ

دارَ رأسي

وثلاثًا قد تُرِكتُ..

ذبحوا ظلمًا رضيعي..

يا لخطبي من فجيعِ..

الشاعرة آية عواضة

66

مولانا الحسن(عليه السلام)

كمِثلِ غريبِ كربلاءَ وَالوَطَنِ

تَسيرُ قلوبُنَا لجَنَّةِ الحَسَنِ

إلى البقيعِ سارَتْ روحي

يُقِلُّهَا لَهُ فُلْكُ النَوْحِ

حَنينُها يَهفوْ لِلِقَا الحَسنِ

لِقَبرِهِ ذَا شَوقُ الزَّائِرْ

بتُربِهِ أنَاْ طَيفٌ طَائِرْ

وقلبِيَ قَد تُيِّمَ بالحسنِ

69

حسنْ ريحانَةْ

حسنْ قرآنَا

حبيبُ الزهراء

حسنْ مولانا.. حسن مولانا.. حسن مولانا

***

وَصَلتُ إلى ضَريحِهِ إلى الغُربَةْ

فسَالَتْ دمعتي لهُ على التُّربَةْ

فأينَ تِلكَ القُبَّةُ أينَ

مُوَاسِيَاً في تلكَ حُسَينَا

يا لهفَ نفسي لضَريحِ الحسنِ

منارةً لم تَنظُرْ عَيني

كَمِثلِهَا في دارِ حُسَينِ

فَقَبرُهُ ما زادَ عَنِ الكَفَنِ

كريماً كانَ

عظيماً شَانَا

70

عزيزُ الآلِ

حسنْ مولانا.. حسن مولانا.. حسن مولانا

***

بِنَصِّ روايَةِ الحَديثِ للبَاقِرْ

بليلةِ جُمعَةٍ حُسَينُهُ حَاضِرْ

يزورُهُ في كلِّ عَشِيَّةْ

لِجُمعةٍ يأتيهِ مَسِيَّا

طابَ لقاءُ حُسَينِ معَ الحسنِ

زيارةً لمْ يُحرَمْ أَبَدَا

حسينُهُ قد خَطَّ العهدَ

يأتيهِ ليلاً مَع أمِّ الحَسَنِ

لقاءٌ بانَ

يفيضُ حنانَ

بعطرِ الجنَّةْ

حسنْ مولانا.. حسن مولانا.. حسن مولانا

***

71

دَعَوتُ على تُرابِهِ أرَى المهدي

لهُ أقسمْتُ أنْ يأتي إلى اللَّحدِ

مُشَيِّدَاً للحَسَنِ مَقَامَا

مُلَبيَاً للقبرِ إمَامَا

ورافعاً ثاراً بلِوَا الحَسَنِ

مُنادياً بسلامِ القَلبِ

ورافِعَاً سَيفاً للحربِ

وآخذاً ثاراً لثَرَى الحَسَنِ

نداءٌ آنَ

لثَارٍ حانَ

شهيدُ اللهِ

حسنْ مولانا.. حسن مولانا.. حسن مولانا

الشاعرة زينب فيّاض

72

حسن (عليه السلام) ضريحك أين؟!

مِن شُبّرٍ لشُبير ْ

راحت تجيد السير ْ

من كربلا تسعى

لبقيعِها سبعا

تسبيحُها لطمٌ

أولادَها تنعى

هذا ضريحُ حسينْ

حسنٌ ضريحك أينْ؟؟

***

شممتُ ضريحَكَ المُبعَدْ

حملتُ الضلعَ والكَسرا

سعيتُ لِجنّة الغرقَد ْ

بُنَيْ لم أستطعْ صبرا

بَرَتْني قسوةُ المشهد ْ

ترابٌ أضمرَ القبرا

كأمِّكَ في الثرى تُلحَد

ضريحُك قد غدا سِرا

73

ضمّت ثراكَ رمال ْ

تمّت بكَ الأوصال ْ

والنعشُ حين يُشال ْ

يُرمى أسىً ونبال ْ

والشمرُ ما وافاكْ

إنْ دمُّ نحرِكَ سال

يا قُرّةً للعينْ

حسنٌ ضريحك أين؟؟

***

بقربِكَ يا ضيا بصري

أقيمُ اللطمَ والنُدبة

فلا أثرٌ إلى القبرِ

ولا حرمٌ ولا قبّة

فرغم القربِ يا ولدي

رجوتُ لقبرك القربَ

أصبُّ الدمعَ نادبةً

قبورًا في أسى الغربة

مَثَلُ الحسينِ صريعْ

كأخٍ بأرضِ بقيعْ

لا فرقَ بل صنوانْ

ياءُ الحروفِ تُدان ْ

هذا الحسينُ ذبيحْ

74

وأخوه دون ضريحْ

أبكي على القبرينْ

حسنٌ ضريحك أين؟

***

بعينِ الله مأساتي

ومنكِ أتتْ مواساتي

كفى دمعًا كفى أسفا

كفى ندبَ القبورِ كفى

دموعُكِ قد روتْ قبرينْ

روت قبري وقبرَ حسينْ

وأمّا الحزن يا أمي

ذوى قلبي على الضلعينْ

دمعي يسيل على

نعشٍ ثوى في الليل ْ

وتلاه في كربلا

ضلعٌ رحاهُ الخيل ْ

سِرُّ الثرى إرثي

ولهُ الخفاءُ حجاب

أنعاكِ إذ أرثي

ذكرى لذاكَ الباب ْ

اماه يا زهراء..اماه يا زهراء

اماه يا زهراء..اماه يا زهراء

***

75

بعين الله يا أمي مصابي قلّ أن يُذكَرْ

أمام مصائب اللطمِ..ونارِ الدارِ إذ تُسعَرْ

فبين الباب والخِدرِ..لهيبُ الثأرِ في الصدرِ

وبين الكسرِ والعصرِ..ذحولُ خليفةِ العصرِ

وضريحيَ المخفي

في جنّة الطفِّ

قبري لدى المذبوح

ولدى ابي الفضلِ

عطري هناك يفوح

في كربلا كلي

في مصرع العباس

في ذلك التلِّ

أماه يا زهراء...أماه يا زهراء

أماه يا زهراء...أماه يا زهراء

الشاعرة حوراء نصر الله

76

الدمع جار للحسن(عليه السلام)

قبرٌ غريبٌ في الوطن

والدمع جارٍ للحسن

نهفو ليوم الملتقى

مهديُّ يا نجل الحسن

***

فمتى سنرفع قبة

ونشيّد الأسوار نور

يا صاحب الامر العجل

أرضَ البقيعِ متى نزور

ونطوف حيث يطوف جبريلٌ هناك

فمتى ترانا عندهم ومتى نراك

77

يشكو الظلامةَ والمحن

الدمعُ جارٍ للحسن

***

سلطانَ قلبي والفؤاد

يا ابن الرسالة هل ترى

هل نحن قصرنا العزاء

مولاي نرجو المعذرة

اولست نفس حسيننا دوماً تقول

لا خطب مثل مصابه يا ابن البتول

نرثي حسينا في الزمن

والدمع جارٍ للحسن

***

تصطفُّ للقيا الجنود

والعزمُ ظامٍ للنزال

جيش من الشهدا يعود

ويقود عباسُ الرجال

78

يلتم شمل الآل اصحابُ العبا

يبني الضريحَ القاسمُ ابن المجتبى

ينعى وينعاه الشجن

والدمع جارٍ للحسن

***

عهدا سنبقى بالولاء

وسلاحنا باق هنا

سنعيدُ وقعةَ كربلاء

نسقي البقيعَ نجيعَنا

يفديكَ حزبُ الله شيباً والشباب

ونساؤنا تفدي سكينةَ والرباب

فلنا السواتر ذي وطن

والدمع جارٍ للحسن

الشاعر محمد نايف

79

سرُّ الأنبياء

صرختي في الخافقيْنْ

عظّموا ذكرَ الحسينْ

مات سرُّ الأنبياء

في بوادي كربلاءْ

***

اندبوا اليومَ علــى من قلبُهُ كُـنْـهُ البصـائرْ

واذكروا سِرّاً مضـى لله في ضرْبِ البواتِرْ

مهجةُ المختـــار طـه قَتْلُه أورى المشـاعـرْ

فاستعينوا بالبكاءِ اليومَ كي تُجلى السرائرْ

قد دَجى نورُ اليقينْ

غابَ مقطوعَ الوتينْ

واختفى بدرُ السماءْ

في بوادي كربلاءْ

***

83

كيف لا أبـكــي إمــامــاً قـد بـكـتْـهُ الأنبـيــاءُ

ليس دمعي بل على الوجْناتِ قد سالتْ دماءُ

قد هوى فـــي الطفِّ سرُّ الله و اشتدَّ العزاءُ

غالَـهُ سـهـمٌ و فــي أطباقهـا تنعـى السمــاءُ

سال من عيني النجيعْ

دونَه لا أستطيعْ

وبكاه الأولياء

في بوادي كربلاءْ

***

اذكُــروا بـدراً تـوارى فـي دَيـاجـيـرِ المغيبِ

فجِّروا نبعاً من الدمعِ على الشيبِ الخضيبِ

حــرَّ قلبي هشّموا صـدْراً و ضلعــاً للغريبِ

بأبي جثمانهُ مُلقىً على حـــرِّ الكـثـيـبِ

أغمَدوا فيه النُّصولْ

واستباحَتْهُ الخيولْ

كيف يُلقى بالعراءْ؟

في بوادي كربلاءْ

***

84

عادةُ الظمآنِ يُروى مـن عـيـونٍ جارياتِ

والحسينُ قـد سَقَوْهُ من كـؤوسِ النائباتِ

ألهبـوا أحـشـاءَهُ فــي نينوى قـوْمُ البُغـاةِ

ثمَّ حزّوا الرأس منه واستوى فوق القَناةِ

بعد طعْناتِ الصِفاحْ

رأسُه فوق الرماحْ

فارتضى هذا البلاء

في بوادي كربلاءْ

***

هـكـذا جـسـمُ الحسينِ خــذَّمــوه بـالصِّـفــاحِ

قد مضى جسماً تريباً في ميـاديـنِ الكـفـــاحِ

جرحُه المفتوحُ زاد النوحَ في غمْرِ الصِّياحِ

سوف أبكـيـهِ غِـــزاراً بالعـشـيِّ و الصبــاحِ

مزَّقوا عينَ الحياةْ

بالسُّيوف المُرهَفاتْ

فانحَبوا صُبحاً مساءْ

في بوادي كربلاءْ

***

85

مات نبراسُ الضيـاءِ فارتَـدى الكونُ الظلاما

كيف لي أن أشرحَ الحالَ الذي أردى الكلاما

ليلةُ الأرزاءِ فيـهـا أضــرمَ الـقـومُ الـخـيــاما

زينبٌ في الليلِ تهفو تجمعُ شملَ اليتـامــى

يا لأرزاء العِيالْ

قيّدوها بالحبالْ

أحرَقوا ذاك الخباءْ

في بوادي كربلاءْ

***

سرُّه في العرشِ مكنوزٌ و في اللَّوْحِ سَناهُ

نالَ في الفردوْسِ مجداً بعدما أوفـى دِمــاهُ

فلْنُعـزّي اليوم فـي مـن لا يُضاهى مُحتواهُ

عـلّـمَ الإنـســانَ فـكـراً يُـسـتـمـدُّ من إبـــاهُ

عظّموا ذكرَ الشهيدْ

طودُه لا لن يَميدْ

أضحى رُكناً للإباءْ

في بوادي كربلاءْ

الشاعر مهدي فقيه

86

علّة الأشواق

سقانا الدهرُ آلاما

وصارَ الكأسُ أيّاما

تزيلُ العقلَ تُبْكيهِ

وتُملي العمرَ أوهاما

وَلي في القلبِ أنغامُ

ذابَتْ فيهِ أحلامُ

أشعلَ حاءَهُ دهري

لتبقى فيّ آلامُ

أنا المحرومُ والمُغرَم...أريدُ اللطمَ والمأتمْ

ولكنْ علّةٌ جاءتْ...فلم تُشفِقْ ولم ترحمْ

حسينُ هواكَ يُحييني...جراحُ الطّفّ لي بلسم

***

87

أنا والقلبُ يا عمري

وجمرُ النّارِ في صدري

وتسهرُ حولنا الآهاتْ

فيشكو النّجم للبدرِ

«حرامٌ ما يعانيهِ

وما في قلبهِ يجري

مِنَ الأحزانِ يكفيهِ

وثِقْلِ الهمّ والقهرِ»

أنا المحرومُ والمُغرَم...أريدُ اللطم والمأتم

ولكنْ علّةٌ جارت...فلم تشفق ولم ترحم

حسينُ هواكَ يُحييني...جراحُ الطّفّ لي بلسم

***

ما أحلاهُ من مرِّ

طعمُ العشقِ والصّبرِ

فيا نجماتِ أكواني

مُرّي في الدّجى مُرّي

ألقي نورَ محبوبي

ذوبي في دمي ذوبي

88

ومن أضواءِ عالمهِ

داوي كلّ مكروبِ

أنا المحرومُ والمُغرَم...أريدُ اللطم والمأتم

ولكنْ علّةٌ جارت...فلم تشفق ولم ترحم

حسينُ هواكَ يُحييني...جراحُ الطّفّ لي بلسم

***

وعودي واحملي شوقا

إلى معشوقيَ الأنقى

وقولي ذابَ بالهجرِ

فرفقًا سيّدي رفقا

إذا شاهدتِ قبر حسين

خذي عينيَّ والكفّين

وبالحرمينِ فارميني

أسعى بين خير اثنين

أنا المحرومُ والمُغرَم...أريدُ اللطم والمأتم

ولكنْ علّةٌ جارت...فلم تشفق ولم ترحم

حسينُ هواكَ يُحييني...جراحُ الطّفّ لي بلسم

الشاعرة إسراء شبلي

89

مضى بروحِ اللهفةِ

بمائِهِ للخيمةِ

يتلو لغدرِ الأسهُمِ

لا لا تُسيلي قِربتي

يالسّهام

عودي لصَدري

عانِقي

عَيني ونحري

أُترُكي

الماءَ لطفلٍ

ثغرُهُ

يكسِرُ ظهري

أخشى.. إنْ ظلَّ ظامي

يَذوي.. بيَدِ الإمامِ

يا ساقيَ.. الارواحِ

نادى الكفيلُ وا اخاه

حسينُ مفجوعاً أتاه

وإنّما لهفي عليه

بأيِّ حالٍ قد رآه

91

فارساً

دونَ يدَينِ

قمَراً

من دون عينِ

آهِ يا

روحَ الحسينِ

أينكَ

أنتَ وأَيني

قم يا بدرَ العشيره

لو لحظاتٍ أخيره

يا ساقيَ.. الارواحِ

ظلٌّ أتى قبلَ المغيب

إليهِ مُذ عزَّ المجيب

مفجوعةٌ بين النخيل

تمضي الى وجه الحبيب

اه يا بيت دعائي

يا كفيل كربلاء

اين عينك الجميله

تحرس باب خبائي

92

قُم يا كهفَ العقيله

هوى قلبي وكفيلَه

يا ساقيَ.. الارواحِ

بنت الهدى الصغرى

93

من لي غيرُك.. من لي غيرُك

يا مولايَ... أنا صرخةُ كلِّ يتيمٍ أتاكَ ونادى يا أبي.. آهٍ يا أبي

يا مولايَ... أنا حَرقةُ كلِّ مُحِبٍّ حكاكَ بقلبٍ مُتعَبِ

يا مولايَ.. أنا ذاكَ الظميُّ سقَتهُ مدامعُ يومِ العاشِر

يا مولايَ.. انا ذاكَ الحَيِيُّ قُتلتُ بصرخةِ هل من ناصِر

يا مولايَ.. أنا ذاك الفراشُ الذي تاهَ فيكَ وأنتَ النّورُ

يا مولايَ... وكَموسى أضعتُ طريقَ الوِصالِ وأنتَ الطّورُ

***

في أرجائِك.. في احيائِك

لا زلت هناك.. انا طيرٌ أُحلِّقُ كلَّ صباحٍ بين الحَرمين.. بين الحرمين

لا زلتُ هناك.. انا دمعةُ كلّ مُوالٍ ينادي حبيبي يا حسين

94

أنا اشتاق.. كي ابقى جارَ ضريحِكَ في كلّ الأيامِ

انا اشتاق.. كي أنحني حينَ أرى قبّتكَ وأتلو سلامي

انا اشتاق.. لأبوحَ همومي وسرَّ فؤاديَ والآهاتِ

انا اشتاق.. كي تُدفِءَ قلبي بأُنسِ وجودِكَ في الليلاتِ

اه مولاي..

***

مرَّ العامُ.. والأيامُ

في أحلامي.. لم تزَل ذكرياتُ الوصالِ الجميلِ تلوحُ إلَيّ.. وتدمعُ في عينَيّ

وبآلامي.. لم يزَل عطرُ بابِ الضريحِ يفوحُ شذى  بيدَي

في خُطواتي.. لم يزَل رَملُ دربِ المشي لوِصالِكَ يَعلو ثَوبي

وبآهاتي.. لم يزَل ذِكرُ آهٍ حُسيناً بحُزنيَ يُحيي قلبي

هل تذكُرُني.. أنا في الأربعينِ نثَرتُ فؤادِيَ فوقَ العَتْبه

هل تذكُرُني.. وتركتُ عيوني هناكَ لتنظُرَ نحو القِبّه

بنت الهدى الصغرى

95

واحسيناً واحسيناه

يمدّ العشقُ جنحينِ...فأرقى دونَ كفّينِ

يساعدُني لكي أدنو...يُدَلّي النّور ما بيني

فقاب الجرحِ ها إنّي...كلانا بين قوسينِ

وها قد لاح لي وجهٌ...جميلٌ بين رِمحينِ

وماءٌ دونما قربة...وبدرٌ دونما عينِ

***

هان جرحٌ ما وهنتِ»... فامسحي الآلام عنكِ

واجمعينا تحتَ ظلٍّ...هاتي صبرا من لدنك

واجمعي كفّا بكفّ...وامضي فينا نحو طفِّ

واجعلي الآلامَ درعًا...والمآقي حدّ سيفِ

وانثرينا...عاشقينا...من طفوفٍ للمدينة...

وانظرينا...ما حيينا...نملأ الدّنيا أنينا

واحسينا واحسينا واحسينا واحسينا...

***

96

من سوادٍ في العباءة...عتمُ كوني قد أضاءَ

كي نرى أبهى بدورٍ...تأخذُ التّربَ سماءَ

فامدُدي يا أمّ كفّا...وامنحي للسّين حاء

كي يحسَّ الكونُ فيهِ...يجعلُ الدّمعاتِ ماء

من ظماهم فاصنعينا...واحسينا واحسينا

***

يوسفيُّ الوجه...أنقى...كم لصدرٍ فيهِ شُقّا

كم يدٍ قُطِعتْ وكفٍّ...كم لقلبٍ هام عشقا

فاسألي عبّاسَ عنهُ....كي تجيبَ الأختُ صِدقا

صارَ قطعُ الكفّ بوحًا...صارَ جُرح العين نطقا

والصّدى يُعلي حنينا...واحسينا واحسينا

***

لملمي شكوى الحيارى...كفكفي دمعا تجارى

وانظري وجه العقيلة...خلف كفّيها توارى

لا تريدُ بأن يراها...ظالمٌ تبدي انكسارا

فاحضنيها زادَ شوقٌ...أطفئي في القلب نارا

هدّموا الحصنَ الحصينا...واحسينا واحسينا

***

97

محسنٌ هل لي أراهُ....يبكي في حزنٍ أخاهُ

أين عبد اللهِ نادى...جئتُ أرويهِ ظماهُ

مدّديني قربَ جسمٍ...ضاقَ في الكونِ مداهُ

صار طفلًا ليس ينمو...مهدهُ دمعٌ وآهُ

نادي يا أمّي الحزينة...واحسينا واحسينا

***

وازرعي في التّرب راية...أعلني بدء الحكاية

كان...ما زال سيبقى...دائمٌ خطّ الولاية

كلّ محبوبٍ شهيدٌ...يفتدي هذي السّبايا

كلّ أرضِ كربلاءٌ...والشّهادةُ خيرُ غاية

سوف نبقى عاشقينا...واحسينا واحسينا

الشاعرة إسراء شبلي

98

أين الحسين(عليه السلام)؟

من غبرة الصحراء

بشرٌ أتى برِثاء 

سألته قال بكربلا قَتلوا لكِ الأبناء

نادت بأسى الحنينِ

لم أسأل عن بنيني

أخبرني عن إمامي

عن قرآني وديني 

اين الحسين...

عن أيِّها أنعى

أو أذرِفُ الدمعَ

ونجومُ آل البيتِ كلّهمُ غدَوا صرعى

99

ونساءٌ للإمامِ

مَرّوا بهِم للشآمِ

لكن عزّت عليَّ

كانوا دونَ المحامي

اين الحسين..

جسدٌ دميُّ الراس

ويدانِ للعبّاس

وحسينُ محنيًّا يراهُ فيكتمُ الأنفاس

قالت عد للطفوفِ

واعبر بينَ الحتوفِ

إن قطَعوا كفَّ إبني

خذ لحسينٍ كفوفي

اين الحسين..

يا بشرُ هل سيعود

معنا لديه وعود

واللهِ  كي يأتي بروحي والعيالِ أجود  

100

فجثا الناعي ينوحُ

كيفَ بذاكَ أبوحُ

يا أمي لن يعودَ

إنّ المولى ذبيحُ

بنت الهدى الصغرى

101

دماهُ تعلّمُ الثوارَ درسا

وصار لمركبِ الأحرارِ مرسى

تراوِدُ قبرَهُ الأملاكُ أُنسا

بلا رأسٍ غدا للدين رأسا

يا شفيعَ الثقليْن...يا حسين يا حسين

قد بكتكَ كلّ عين...يا حسين يا حسين

***

مليكٌ حُكْمَهُ العليا أقرَّتْ

لهُ عينايَ قدْ سجدتْ وخرّتْ

عجيبٌ إن رأتكَ العينُ سُرَّتْ

بذاتِ الوقتِ فيضَ الدمعِ درّتْ

يا مليكَ المقلتيْن...يا حسين يا حسين

قد بكتكَ كلّ عين...يا حسين يا حسين

***

103

بمعنى السبطِ يغرَقُ ألفُ سالكْ

وإنْ مَدَداً لهمْ جمْعُ الملائك

كوجهِ اللهِ نورٌ في المحالكْ

هو الباقي وكلُّ الكونِ هالك

يا بنَ دُرٍّ ولُجَيْنْ...يا حسين يا حسين

قد بكتكَ كلُّ عين... يا حسين يا حسينْ

***

عليكَ بكى دمَاً طه محمّد

وقبّلَ نحرَكَ الهادي محمّدْ

لكَ الصلواتُ تُبعَثُ مِنْ محمد

كما صلّى الإلهُ على محمّد

فوقَ طيبِ الريحِ زيْنْ...يا حسين يا حسين

قد بكتكَ كل عين...يا حسين يا حسين

الشاعر منير الخنسا

104

ما عوَّدتني

يابنَ امي...يا بنَ امي

ما هكذا عوَّدْتني ألا تُجيبْ

من ذا الذي أرداكَ مَنحوراً خضيبْ

مُلقىً على وجهِ الثرى عارٍ سليبْ

بالخيلِ أضلعُكَ الزكيةُ تستباحْ

***

يا جدَّنا....يا جدنا

يا جدَّنا هذا الحسينُ مُضرَّجُ

والنارُ في خيماتنا تتأجَّجُ

ما ظلَّنا بعدَ الأطايبِ هودجُ

وأنا الأسيرةُ بينَ أصواتِ النياحْ

***

105

يا حيدرُ....يا حيدرُ

يا والدي هُتِكَ الخباءُ قدِ احترَقْ

سُلِبَتْ حُلينا مَنْ يُجازي مَنْ سَرَقْ

وتآزَرَ القومُ البغاةُ ومَنْ مَرَقْ

للسبيِ قُوموا يعتلي صوتُ الصِّياحْ

***

يا فاطمة....يا فاطمة

أماهُ قومي وانظري أرضَ الطفوفْ

فالخيلُ حولَ السبطِ بالبيدا تطوفْ

الجسمُ منهُ مبدَّدٌ طُعْمُ السيوفْ

والرأسُ مرفوعٌ تُناقلُهُ الرماحْ

***

يا مجتبى.... يا مجتبى

آهٍ أخي يا حرقةَ الكبِدِ الوديعْ

لم يرحموا شيخًا ولا حتّى الرضيعْ

106

يا حيدرُ....يا حيدرُ

يا والدي هُتِكَ الخباءُ قدِ احترَقْ

سُلِبَتْ حُلينا مَنْ يُجازي مَنْ سَرَقْ

وتآزَرَ القومُ البغاةُ ومَنْ مَرَقْ

للسبيِ قُوموا يعتلي صوتُ الصِّياحْ

***

يا فاطمة....يا فاطمة

أماهُ قومي وانظري أرضَ الطفوفْ

فالخيلُ حولَ السبطِ بالبيدا تطوفْ

الجسمُ منهُ مبدَّدٌ طُعْمُ السيوفْ

والرأسُ مرفوعٌ تُناقلُهُ الرماحْ

***

يا مجتبى.... يا مجتبى

آهٍ أخي يا حرقةَ الكبِدِ الوديعْ

لم يرحموا شيخًا ولا حتّى الرضيعْ

106

بالأمسِ كنتَ يتيمَ آهاتِ البقيعْ

واليومَ واساك الحسينُ بما يُطاحْ

***

يا ربَّنا....يا ربنا

هذا نصال أميَّةٍ فينا مضى

لكنّهُ برضاك قد حَسُنَ القضا

خذ من دمانا ما تشا حتى الرضا

ولأنت حسبيَ في اصطباريَ للجراحْ

الشاعر منير الخنسا

107

النُور البهيُّ

إعتلى الصوتُ الجليُّ...طلَّ للبيدا عليُّ

كاشفاً ظُلْماتِ كُفرٍ...نورهُ النورُ البَهِيُّ

***

«آهِ» يَشكو سبطُ طه

قلَّ في رُزْئي مُعيني

مُستجيباً قامَ ليثٌ

وجهُهُ وَجهُ الأمينِ

شرعِيَ الإسلامُ عِزِّي

دينُ آبائي وديني

إنني فادٍ حُسيْني...نَصْرُهُ أَمْرٌ سَمِيُّ

للوخى أرخى بعزمٍ...نورهُ النورُ البهيُّ

***

108

سيفُهُ المسلولُ ذاقَتْ

منهُ في الهيجا أسودُ

يقْطَعُ الطفَّ ذهاباً

حاملاً نصراً يعودُ

وَيْكَأَنَّ البطشَ أهوى

أنْ تَلَقَّيْ يا ثمودُ

فابنُ حمرانٍ قضى -مِنْ...سيفِهِ- ذاكَ القويُّ

يحصُدُ الشركَ بفخرٍ...نورُهُ النورُ البهيُّ

***

عادَ يرجو قدحَ ماءٍ

والدي جفَّ لساني

قالَ يا ذخري تصبَّرْ

واعتلي سرجَ الحصانِ

جدُّكَ المختارُ هيَّا

كأسَ خُلْدٍ،.. لنْ تعاني

109

بعدَها يا نورَ عيني...سوفَ يلقاكَ الوصيُّ

فامتَطى ركبَ المنايا...نوره النور البهيُّ

***

منقِذٌ غارَ عليهِ

ملقياً بالظَهرِ رُمْحا

مثلَ نجمٍ إذْ تهاوى

شعَّ في الأرجاءِ صبحا

صارَ يشكو يا إلهي

كُنتُ بدراً ماتَ ذبحا

كنتُ للسبطِ حصاداً...غالَهُ الموتُ الرديُّ

جاءَ من صلبٍ طهورٍ...نوره النور البهيّ

***

مثلما لبّى عليٌّ

لبَّتِ الشُّبَّانُ بيْنا

سمعوا قولَ حُسَيْنٍ

قالوا لبيكَ حُسيْنا

110

سنصونُ العرضَ صوناً

سنُقِرُّ اليوْمَ عيْنا

سطَّروا جبْهاتِ حربٍ...خُذْ تلقَّى يا دعيُّ

سيفَ ثأرٍ من عليٍّ...نورهُ النور البهي

***

ذَبُلوا كالوردِ لكن

فاحَ منهمُ عِطْرُ نَصْرِ

أرَّخوا ساحاتِ حربٍ

مثلَ «بدرٍ» ألفُ بدرِ

بَذَلوا الروحَ رخيصاً

ثمَّ نالَوْا خيرَ أجرِ

سلَّموا «يا بنَ حُسينٍ»..قدْ وفَيْنا فالحرِيُّ

أنْ نَنالَ اليومَ وَسْماً...نورهُ نُورٌ بهيُّ

***

111

إسلكوا دربَ عليٍّ

كلَّ عصرٍ واستقيموا

جاهدوا الطغيانَ واسعوْا

دولةَ الحقِّ أقيموا

زلزلوا في الكفرِ أرضاً

حانَ وقتُ الجدِّ قوموا

إنزلوا للحربِ هبّوا...يعتلي منكمْ دويُّ

رمزنا السامي عليٌّ...نوره النور البهي

الشاعر منير الخنسا

112

نجمٌ هوى

أعدَدْتُ ثوبَ الحُزنِ والعزاءِ

نَظَرْتُ للنجماتِ في السماءِ

نجمٌ هوى كانَ بهِ اقْتدائي

حسيناً وا حسيناً واحسينا

***

قلبي سماءٌ تحتوي أزهى النجومْ

شعَّتْ على مرعى فؤادِيَ بالعلومْ

لهفي لها قدْ غالَها الدهرُ السقيمْ

بعضٌ قضَتْ بالسيفِ أُخرى بالسمومْ

لكنّ منها نجمةً غريبهْ

حمراءَ تتلو قِصّةً عجيبهْ

113

وسرُّها في الشيبَةِ الخضيبهْ

حسيناً واحسيناً واحسينا

***

من فوقِ عرشِ اللهِ أهوى للثرى

نجماً مدَمّى بالترابِ تعَفَّرا

بالرُمحِ يُرفَعُ رأسُهُ بينَ الورى

والجسمُ تحتَ الشمسِ يبقى في العرا

بكَتْ لهُ السماءُ بالدماءِ

والأرضُ ألقَتْ شِعرَها الرثائي

ويْلاهُ يا مظلومَ كربلاءِ

حسينا واحسينا واحسينا

***

أحيا الوجودُ بفعلِ سيلٍ من دِما

والدينَ أنقَذَهُ بِضلْعٍ هُشِّما

الماءُ يُحيي كلَّ ما تحتَ السما

والسبطُ أحيا الماءَ وهْوَ ذو ظمى

114

مجرى دماهُ قدْ سقى الترابَ

فاخضَرَّ عودُ الدينِ لو أجابَ

عن سِرِّهِ أعطاكُمُ جوابا

حسينا واحسينا واحسينا

***

ما ضرَّ لو أجريْتُ دمعَ العينِ لَهْ

وبكيتُ في صبحي وليلي مقتَلَهْ

فمصابُهُ خَطْلٌ غدا ما أثقَلَهْ

لوْ مسّهُ جبَلٌ لِقاعٍ أنزَلَهْ

يبقى مصابُ السبطِ للمعادِ

نوراً يُشِعُّ الخيرَ للعبادِ

في كُلِّ آنٍ يُرعِبُ الأعادي

حسينا واحسينا واحسينا

الشاعر منير الخنسا

115

يقول عليّ(عليه السلام)

يدٌ مِن خلفِ بابِ العرشِ تلطمُ صدرَ مَن كَبّرْ

على مَن قابلَ المولى ذبيحَ القلبِ والمنحرْ

ودمعُ الحورِ دفّاقٌ بعطرِ المسكِ والعنبرْ

أمامَ العينِ يا أشتَرْ

يقول علي.. يقول علي..

أمامَ العينِ يا أشتَر

***

سبايا الطفّ نحوَ القصرِ سِرنَ وفي النوى جمرُ

وتحتَ عيونهنّ دموعهنّ كأنها النهرُ

بكى غسقٌ وقدّ قميصهُ الفجرُ

أمام العينِ يا أشتر

يقول علي.. يقول علي..

أمامَ العينِ يا أشتَر

***

116

بكاءُ صغارِ آلِ اللهِ في الأسماعِ ترتيلُ

هُمُ القرآنُ، وحيُ اللهِ، آياتٌ وتنزيلُ

دموعُ الطفلِ قنديلُ

أمام العينِ يا أشتر

يقول علي.. يقول علي..

أمام العينِ يا أشتر

***

تدوسُ الخيلُ صدرَ الطهرِ يكسرُ ثقلُها الضلعا

وتذرفُ في بيوتِ العرشِ عينٌ حَرّةٌ دمعا

على مَن غادروا جمعا

أمام العينِ يا أشتر

يقول علي.. يقول علي..

أمام العينِ يا أشتر

***

تقولُ صغيرةٌ أبتاهُ وَهْيَ تكفكفُ المدمعْ

تُرى جدّي رسولَ اللهِ في عليائهِ يَسمَعْ

أنيناً ضجّ في المطلعْ

117

أمام العينِ يا أشتر

يقول علي.. يقول علي..

أمام العينِ يا أشتر

الشاعر نجيب منذر

118

في الخافقينِ دِماه

أمامَ هَولِ المصيبة

على رؤوسٍ تريبة

سمعتُ صوتَ الغريبة

تقولُ يا جَدّاه

فوقَ الرماحِ الرؤوسُ

وألفُ خَيلٍ تدوسُ

أصحابَنا، والنفوسُ

قد سُلِّمَت لله

بينَ الخيامِ الأعادي

وطفلةٌ بالسوادِ

أمامَ عيني تنادي

حسينُ يا أبتاهْ

***

119

ما بينَ تلكَ الجموعِ

سمعتُ صوتَ الضلوعِ

تهشَّمَت، ودموعي

لا تشتكي لِسِواهْ

مَن للقلوبِ الكسيرهْ

في العادياتِ المغيرهْ

والشمسُ عندَ الظهيرهْ

تذوبُ منها الشفاهْ

على الرمالِ الدماءُ

ومأتمٌ وعزاءُ

سكينةٌ والبكاءُ

وقولُها أُمّاهْ

***

عباسُ عندَ الفراتِ

يشقّ صفَّ الطغاةِ

مدجَّجاً بالثبات

سلاحُهُ كفّاهْ

مضى وحيداً إليهِ

والنهرُ في ناظريهِ

وعادَ دونَ يديهِ

ظلّت هناكَ يداهْ

120

لو صدرُهُ كانَ صدري

لو نحرُهُ كانَ نحري

لو قبرُهُ كانَ قبري

عباس وا شوقاهْ

***

على رمالِ الطفوفِ

وتحتَ ظِلِّ السيوفِ

ورغمَ وقعَ الحتوفِ

تعلو إليهِ الجِباهْ

وموكبٌ للسبايا

يمرّ بينَ الضحايا

على طريقِ المنايا

مُظَلَّلاً برضاهْ

وخطبةٌ في يزيدِ

وجمرةٌ في الوريدِ

على الحسينِ الشهيدِ

في الخافقينِ دماهْ

الشاعر نجيب منذر

121

وتقول لي تبكي الحسين(عليه السلام)؟

يمّمت وجهي أحمد

والحزن يغمره المدى

يرنو إليه بكربلا

والرأس رمحًا قد علا

فيعـود دامي المقلـتين

وتقول لي تبكي الحسين؟

***

يممّت وجهي فاطمه

حول الكواكب واجمة

ترنو إليه مقطّعا

وثراه أضحى المضجع

فتُهِلُّ دمع الخافقين

وتقول لي تبكي الحسين؟

***

122

يممّت وجهي حيدر

يرنو إليه فلا يرى

أين الّذي صرع الرّدى

أين الشبيه بأحمد

بل أين عباس الحسين

وتقول لي تبكي الحسين؟

***

يممّت وجهي المنتظر

وله الفؤاد قد انفطر

يرنو إليه على العراء

فتثور أوردة الوفاء

إنا لثارات الحسين

وتقول لي تبكي الحسين؟

الشاعرحسين عبد الساتر

123

سلطانٌ خضيب

أبياتُ آياتُ سورةٌ وحروف

صلواتُ آهات والسجودُ طفوف

فمضارج ومعارج ملتقى الأوليا

ومصارع ومدامع قِبلةُ الأنبيا

نوحُ ظلَّ ألف عام بالخيام

يصنعُ الفلكَ في أرضِ الفلاة

هاكَ طوفانُ الدماء كربلاء

صبغةُ الحزنِ في وجه الحياة

يا سما لا تقلعي وادمَعي

واستوى الفلكُ بشطّ الفرات

نوحُ حينما رآه خطّت يداه الحسينُ سفينةُ النجاة

124

هل صار الطفوفُ طوفانَ الدموعِ

فالفلكُ استقرَّ مكسورَ الضّلوعِ

***

إحرامُ ومقامُ تلُّهُ عرفات

لا زرعُ بل دمعُ زمزمٌ وفرات

زوّارُ قد ساروا والهوى خطوات  

قد حجّوا لهُ عجّوا بصنوفِ اللّغات

هاكَ كعبةُ الولا بكربلا أصبحت للعاشقين موئلا

عتبةُ البابِ بُراق من العراق تسري فيهِمُ لجنّةِ العُلا

هاكَ محرابُ الخِضاب والتراب

تحتَ خدِّه سجدةُ الصلا

والملائكُ هوت سبّحت استغفرت حولَ ثراهُ للملا

للّاجين كهفُ قبّتهُ رقيمُ

محفورٌ عليهِ الذّبحُ العظيمُ

***

125

اللهُ سمّاهُ في السماء حسين

قد هلَّ وتجلّى نورهُ بحسين

ومحمّد يتشهّد بيديه حسين

هذا ابني هوَ منّي وانا من حسين

جبرئيلُ قد تلّاه لمّا اتاه هذا الذي ربُّ السماءِ قد روى 

إقرا نَعياً فوقَ لَوح و بعضَ نَوح وآيةً جليّةً عن الهوى

حلّ أولُ العزاء عند الحراء وأحمدٌ بظلِّهِ قد اكتوى 

عينهُ لمّا تزَل من الأزل تفيضُ كي تسقي ورودَ نينوى

قُم غسِّل حسينا

بدموعِ الحنانِ  

قم كفِّن حسينا

بكساءٍ يماني 

بنت الهدى الصغرى

126

سبيلُ الكونِ

في كربلا

ألعشقُ كبَّر

حيَّ على

مشيٍ مُظفَّر

آهِ لـٰكن ما بكـفِّـي أيُّ حيـلَـه

فسبيلُ الكونِ لا ألقى سبيلَه

***

حائرٌ أنتَ وذا الرّجـسُ سـعيدُ

فالـقضـا نادى ألا إفرَح يزيدُ

إرفعِ الكأسَ فذا السّبطُ وحيدُ

صُنِعَ اليومَ لـكم طفٌّ جـديدُ

لـٰكنّما

تبقى ويـفنى

أمرُ السّما

بهِ عرفنا

127

جلَّ من أن يخذُلَ اللّٰهُ وكيلَه

فسبيلُ الكونِ لا ألـقى سبيلَه

***

للدّنى من عالمي أبكي أتيتُ

فوجودي مُثبتٌ حينَ بكيتُ

أنـظرُ الدّنـيا سـواكم ما رأيتُ

قلتُ يا عطشانُ مذ أنّي حكيتُ

من أجلكُم

ألعبدُ يُخلَقْ

من فضلكُم

في الدهرِ يُرزق

كيفَ بي مُذ غابَ من كانَ الوسيلَه

فسبيلُ الكونِ لا ألقى سبيلَه

***

سوفَ يعدو الوقتُ فوقي كالحوافر

بينَ «ليتَ» و «عسى» والقلبُ حائر

لـيتني عـندَ المـقامِ اليـومَ زائــر

وعسى المولى بحالي الآن ناظر

128

عد بي إلى

تلكَ الليالي

في كربلا

عندَ الغوالي

كلُّ دمعاتي على هذا قليلَه

فسبيلُ الكونِ لا ألقى سبيلَه

***

ها أنا تيّهتُ قلبي في الأماني

هاربًا أبحثُ عن تِبرِ المعاني

قاصدًا للطّفِّ نحوَ السّبطِ راني

سيّدي أشكو لكم جورَ الزّمانِ

يا سيّدي

جاروا علينا

كالموقدِ

قلبٌ لدينا

يرفعُ الميمونُ في أذني صهيلَه

فسبيلُ الكونِ لا ألقى سبيلَه

الشاعر محمد جهجاه

129

أمُّهُ البتولُ (عليه السلام)

العرشُ والأفلاكُ في الطفِّ

قامتْ تصبُّ الدّمعَ كالنّزفِ

دمعٌ لهُ منَ السّما هطولْ

أمْ تلكَ جاءتْ أمّهُ البتولْ

***

لأرضِ نينوى

ألعرشُ قد هوى

مسافةً طوى

يرنو إلى الغريبْ

130

من البقيعِ جاءْ

أم هل منَ السّماءْ

لأرضِ كربلاءْ

يحنو على السّليبْ

جاءت لهُ يا ويلتي ركضَ

منَ السّماءِ تقصدُ الأرضَ

عرشٌ أتى في حالةِ الذُّهولْ

أم تلكَ جاءتْ أمّهُ البتولْ

***

ذابت منَ اشْتياقْ

إذ إنّهُ الفُراقْ

صعبٌ ولا يُطاقْ

ركضًا إلى الطّفوفْ

131

ليسَ بها رُكوعْ

بل كسرةُ الضُّلوعْ

بدمعها الجزوعْ

بجسمهِ تطوفْ

تُبدي الأسى مفجوعةً ثكلى

من صدرهِ قد نزعت نبلَا

والطّفُّ قد تساءلتْ تقولْ

أم تلكَ جاءتْ أمّهُ البتولْ

***

بقلبها الرّؤوفْ

ترى الأذى المَخوف

كيف ترى السّيوفْ؟

تبري لهُ الوتينْ

مذ شمرهم جلسْ

132

في أذنها همسْ

سأخطفُ النّفسْ

فودّعي الحسينْ

ذي فاطمٌ تبكي على النّحرِ

ما ميّزتْ ظهرًا منَ الصّدرِ

هل صوتُ ضلعٍ فوقه الخيولْ

أم تلكَ جاءتْ أمّهُ البتولْ

***

يا حاميَ الدّخيلْ

هذي النّسا تقولْ

صرنا بِلا كفيلْ

والسّوطُ أجنبي

وفاطمٌ ترى

ما حلَّ ما جرى

133

الباكياتُ الصّالِحاتُ

باكياتٌ صالِحاتُ.. قد جرت منها الصَّلاةُ

بها المَعبودُ يُعبَدْ.. لا سِواها

بها دينٌ تَشيَّدْ.. دينُ طَهَ

***

ألا إنَّ العيونَ الباكياتِ

بيومِ الحشرِ كانت آمناتِ

فقد صانَت حروفَ المُحكماتِ

بدمعٍ ثبَّتَت فرضَ الصَّلاةِ

و عندَ الله فازت بالنجاةِ

135

إنه دمعٌ عظيمُ.. صاغهُ ربٌّ رحيمُ

و هذي العينُ مَعبَدْ.. لا سواها

بها دينٌ تشيّدْ.. دينُ طه

***

دموعي فوق خدي حين تَنزلْ

تُناجي الجفن «أكمِل ثمَّ أكمِلْ»

«أيا بكّاءُ إجزَع ثمَّ إعقِلْ»

«تذَكَّر بعضَ أبياتٍ لِدِعبِلْ»

«جبالًا من ذُنوبِ العُمرِ زَلزِلْ»

تندُبُ الخد العفيرا.. تمسحُ الذّنبَ الكبيرا

هي الحقُّ المُؤَيَّدْ.. لا سواها

بها دينٌ تشيّدْ.. دينُ طه

***

136

عليها اللهُ صلّى و الرّسولُ

بها الكرارُ أدرى و البتولُ

عظيمٌ قدرُها إمّا تسيلُ

ومولايَ الرِّضا أيضًا يقولُ

بأنَّ الحُزنَ لِلْمَولى قليلُ

قالها لِابنِ شَبيبِ.. بالبكاءِ اندُب حَبيبي

وهذي العينُ تَشهَدْ.. لا سواها

بها دينٌ تَشَيَّدْ.. دينُ طه

***

ألا نُحْ للجسومِ العارياتِ

و أكثِر من دُموعٍ جارياتِ

على تلكَ النحورِ الدّامياتِ

و لا تنسَ الشِّفاهَ الذّابلاتِ

بها حلَّ الظّما عندَ الفُراتِ

فابكِ للجسمِ العفيرِ.. و ابكِ للصَّدرِ الكسيرِ

137

فذي الدمعاتُ تُحمَدْ.. لا سواها

بها دينٌ تَشَيّدْ.. دينُ طه

الشاعرة فاطمة رزق

138

سل صدري

سل صدري .. عن اللطم.. وسل عيني عن الحسرة

وسل روحي.. لمن روحي.. تذوب ونبضها جمرة

حسين حسين.. حسين يا حسين

***

ليتني كنت غديراً

من دم العباس أسقى

ليتني كنت تراباً

تحت نعل السبط ألقى

ليته السهمُ بعيني

ليت لي نحرَ الحسين

يا الهَ العرشِ فاشهد.. منْهُمُ فاضِلُ طيني

سل نحري.. وسل قبري.. وسل جمري عن الدمعة

وسل عمري.. لمن عمري.. نذرت ومن له أسعى

حسين حسين.. حسين يا حسين

***

139

لست أخشى في حياتي

غيرَ موتي وفنائي

دون عطرٍ من حنينٍ

منك يا زهر السماء

أحيِني ربي شهيداً

رد للعطشان ديني

خولط القلب جنوناً

جُنَّ في حُبّ الحسين

سل ثغري.. بما يجري.. عليه من لظى العبرة

وسل قهري.. لمن قهري.. يجوب القلب بالحسرة

حسين حسين.. حسين يا حسين

***

من عيوني هاك دمعي

فيه واسيتُ الوديعة

كيف أهنا في حياتي

وابنةُ الهادي وجيعة

كيف تغفو لي عيونٌ

والبتولُ في بكاء

لا وربي لست انسى

حزنها في كربلاء

خبا صبري.. وبالعشر .. اجوب الليل في الحضرة

ومن يدري.. بما يجري.. عساها تحضر الزهرا

حسين حسين.. حسين يا حسين

***

140

من ترى غيرَ حبيبي

ارتجي ان صرت وحدي

من أناجي في ظلامي

ضاق يا مولاي لحدي

يا أمامي هاك دمعي

هاك يا روحي عزائي

ليتني كنتُ سليباً

يا سليباً في العراء

سل نثري.. وسل بحري.. لمن خط الهوى شعرا

من القدر.. من النحر.. الى المسموم والعصرة

حسين حسين.. حسين يا حسين

***

مبحِرٌ في فُلكِ نوحٍ

حاملاً للطف همي

ذابَ قلبي من نداها

حين صاحت يا بن أمي

إنني الحوراء نادت

خذ من العمر البقايا

عد إلينا يا حبيبي

بعدك صرنا سبايا

وذا خدري.. هوى خدري.. وسوط الطاغي يدميني

ومن صدري.. دم يجري.. وذا شمر يؤاذيني

حسين حسين.. حسين يا حسين

***

141

يا لخيلِ الحقدِ تعدو

فوقَ صدرِ المكرماتْ

يا لرمحٍ يعتليهِ

من به تسمو الحياةْ

آية التطهير تشكو

حزنها حزنُ العليل

سورة التكوير غامت

من أذى سهم الكفيل

يد الوتر.. على النهر.. وكف الشفع كم عانى

وللعصر.. دم يسري.. فروا بالطف قرآنا

حسين حسين.. حسين يا حسين

الشاعر محمد نايف

142

قرآنُ الدماء

في كربلا وحيُ السماء

حقداً رماهُ الجاهلون

وحسينُ قرآنُ الدماء

(إنا لهُ لحافظون)

ونداء الملكوت

الحسينُ لا يَموت....

***

في الوجهِ سورةُ (والضحى )

و(النجمِ) تُتلى و(القمرْ)

في القلبِ (ياسينٌ) لها

ناحت أسىً كلُّ السُوَرْ

في صدره نبأٌ لمن

143

يتساءلون لِمَا انكسَرْ؟

في نحرهِ أثرُ الدما

في( قل هو اللهُ ) ظَهَرْ

في كربلاءَ الأنبياء

في جُرْدِ خيلٍ يُسحَقون

وحسينُ قرآنُ الدماء

(إنا لهُ لحافظون)

ونداءُ الملكوت

الحسينُ لا يموت....

***

هذا جَمالُ محمدٍ

يَبكي عليهِ يوسفُ

يعقوبُ يُعمي عينَهُ

حزناً عليهِ ويأسَف ُ

توراةُ موسى خُضِّبَت

إنجيلُ عيس يَنزِف ُ

وحيُ السما فوق القنا

هذا الحسينُ (المُصحَفُ)

144

قَتلوا بهِ أهلَ الكِساء

فبأيِّ ذنبٍ يُقتَلون

وحسينُ قرآنُ الدماء

(إنا لهُ لحافظون)

ونداءُ الملكوت

الحسينُ لا يموت.....

***

في الأرضِ أشرفُ بُقعةٍ

ربُّ السماءِ اختارها

هي مُلتقى أهلِ الوفا

هي سِدرةٌ للمنتهى

زارَ الإلهَ بعرشِهِ

في كربلا مَن زارها

يا تربةً كوني الدوا

اللهُ قد أوحى لها

للناسِ داراً للِشفاء

يسعى إليها المؤمنون

وحسينُ قرآنُ الدماء

145

(إنا لهُ لحافظون)

ونداءُ الملكوت

الحسين ُلا يموت...

***

نبكي..نَئِنُّ..ونلطمُ

أمِنَ الزيارةِ نُحرَمُ؟!!

فمتى الوباء سينجلي

رُحماكَ جاءَ مُحرمُ

«ياشيعتي لا تحزنوا

لليأسِ لا تستسلموا

أنا قادمٌ مع حيدرٍ

ومعي الرسولُ وفاطمُ

يا زائرينَ لكربلاء

اليومَ نحن الزائرون

وحسينُ قرآنُ الدماء

(إنا لهُ لحافظون)

ونداء الملكوت

الحسينُ لا يموت

الشاعر محمد طالب

146

بين القلبِ والعبّاس(عليه السلام)

ألمحُ ركبًا مع راية

وهذت حبّا عينايَا

عطشى روحي هل ألقى

ماءً هل لي بسقاية؟

لمحت عيني عينيهِ

مدّ بعطفٍ كفّيهِ

يرويني ماءَ حياةٍ

فرميتُ القلبَ إليهِ

خذْ عمري خذ أنفاسي...واروِ حبّا إحساسي

يظمأ قلبي من شوقي...ويُروّى من عبّاسِ

***

150

بعدُك في قلبي يلهَب...جئتُ وعيناكَ المطلَب

هبني رؤياكَ ودعني...من جودِك عطفا أشرب

أشربُ من ظمأ الثغرِ....عذبَ وريّانَ الصَبرِ

أطفئ في عينكَ جرحي...أنسى أحزانَ العمرِ

خذْ عمري خذ أنفاسي...واروِ حبّا إحساسي

يظمأ قلبي من شوقي...ويُروّى من عبّاسِ

***

ألثم كفّيكَ فأسلَم...من جُرحك أصنعُ بلسم

ينسيني كلّ جراحي...يجعلُ دنيايَ مُحرَّمْ

دعني بالحبّ أُعذّب...للطّفّ بفخرٍ أُنسَب

وامنحني عذبَ لقاءٍ...أقسمتُ عليكَ بزينب

خذْ عمري خذ أنفاسي...واروِ حبّا إحساسي

يظمأ قلبي من شوقي...ويُروّى من عبّاسِ

***

151

علّمني كيفَ أكونُ...معطاءً لستُ أخونُ

واجعلني طوعَ إمامي...واجعلْ دنيايَ تهونُ

ألهمني القلب الثّائر...فألبّي «هل من ناصر»

يبقى في قلبي طفٌّ...وزماني يومُ العاشرْ

خذْ عمري خذ أنفاسي...واروِ حبّا إحساسي

يظمأ قلبي من شوقي...ويُروّى من عبّاسِ

***

وامنحني ظلّ عباءة...طهرًا حبّا وحياءَ

ونساءَ زماني فامنح...عزّا من زينبَ جاءَ

أمٌّ تصنع أمجادا...تبذل حبّا أولادا

وتقول إلهي فاقبل... قرباني خير شهادة...

خذْ عمري خذ أنفاسي...واروِ حبّا إحساسي

يظمأ قلبي من شوقي...ويُروّى من عبّاسِ

***

152

بلسمْ مولايَ شقائي...واصنعْ باللطم دوائي

إن لمست كفّي صدري... تشفي قلبي زهرائي

واروِ من حبّكَ طيني...ثبّت بالعشقِ يقيني

فحسينُ عقيدةُ حبّي...عبّاس ركنُ حنيني

خذْ عمري خذ أنفاسي...واروِ حبّا إحساسي

يظمأ قلبي من شوقي...ويُروّى من عبّاسِ

الشاعرة إسراء شبلي

153

نفسُ أخيه

لمَّا رآهُ على الثَّرى.. مُلْقى صريعًا لا يَرى

نادى عليهِ أيا أخِي «عبَّاس يا خيرَ الورى»

***

لكَ يا أخي منِّي السَّلامَ سَأرحلُ

هذا قضَاءُ اللَّه فينا يَنزِلُ

أوصِيك من بعدي بزينبَ قلْ لها

أنـا من لقـائـِك يا أخيّةَ أخجلُ

بكتِ السَّماءُ لمَا جرى.. والموتُ فيهِ تحيَّرا

نادى عليه تحسّرا.. «عبَّاس يا خيرَ الورى»

***

154

عنْ قِصَّةِ الإيثَارِ تحْكِي الأنْجُمُ

دعْنِي أمُوتُ هُنَا لَعَلَّكَ تَسْلَمُ

قدْ قَطَّعُوا كِلْتَا اليَدَيْنِ بِبَغْيِهِم

عَظُمَ المُصَابُ وكَانَ قتلكَ أعْظَمُ

في الماءِ سِّرٌ أُضْمِرا... وجْهُ الفُرَاتِ تغيَّرا

الكونُ صَاحَ مُكَبِّرا...«عبَّاس يا خيرَ الورى»

***

تَسْبِيحةٌ لِلمَاءِ أمْ صَوتُ اعْتِذَارْ

يَبْدُو عَلى وَجْهِ الفُرَاتِ الإنكِسَارْ

جَاؤوا إليْكَ مُطَالبِينَ بثأرِهِمْ

هم نفْسُهُم بالأَمْسِ مَنْ حَرَقوا الدِّيَارْ

سهمٌ أتاه ليثأرا.. والقلبُ منْه تفطَّرا

ظهرُ الزمانِ تكَسَّرا..«عبَّاسُ يا خيرَ الورى»

***

155

سَهمٌ أتَـاهُ أمِ الزَّمَانُ تعطَّلا

هلْ كَانَ يَدرِي أيَّ قَلْبٍ أشْعَلَا

هو ما أراقَ المَاءَ بل دمُهُ جرى

كلُّ البَلاءِ بكربَلاَءَ تَنَزَّلا

شاءَ الإلهُ وقدَّرا.. لمشِيئَةٍ أنْ تَظْهَرَا

فيكَ الجمال تصوّرا.. «عَبَّاسُ يا خيرَ الورى».

***

لمَّا هويتُ على الثَرى والشِّمرُ جاءْ

ضحكَ اللّعين وقال قد قُطع الرّجاءْ

لو كنتَ جنبي يا أخي لم يشمتوا

لم يهجموا كي يُحرقوا خيمَ النِساءْ

ليتَ الممات تأخَّرا.... حتى أجيء وأنصرا

إنّي بكيتك بالدِّما... وغدًا أقوم لأثأرا

..عباس يا خير الورى..

الشاعرة كوثر حجازي

156

جئتُ اليكَ

جئتُ إليكَ اليومَ من أسري

عدتُ بلا متنٍ أهل تدري؟!

بقربكم فلتحفروا قبري

***

رُبّما لم تعرفِ الوجهَ الغريبَ:

أخذَ السّطرُ مِنَ الوجهِ نصيبَ!

بعدكم شمرٌ غدا عنّا رقيبَ

إن شكونا كانَ بالسّوطِ مُجيبَ

كفّاكَ لو مرّرتَ في متني

أدركتَ ماذا أنّتي تعني

تدري لماذا دمعتي تجري

***

157

مُذ مضينا يومَ أسرٍ للمدينة

قد تركتُ الرّوحَ في كفٍّ أمينَه

جئتُ أسترجعها روحي الحزينَه

عجَبًا لِمْ لم تقُل: «أهلًا سكينَه؟!»

قلتُ لهُ والدّمعُ قد شدَّ:

«عمّاهُ قُل هل تذكُرُ الوعدَ؟»

لا تعتذر بل هاك ذا عُذري

***

بعدُ أحكي حالتي بعدَ المسيرِ

في خرابٍ نمتُ والرّملُ سريري

كُلُّنا ما بينَ ميتٍ وأسيرِ

بعدَ يُسرٍ صرتُ في حالٍ عسيرِ

هذا وثاقي شدّهُ الحبلُ

قد كنتُ بنتَ العزِّ من قبلُ

قد سلّبوا من بعدكم خدري

***

158

كُنتَ دومًا تندَهُ:« بنتي الحبيبَه»

عمُّ قُلّي الآنَ «يا بنتي الغريبَه!»

شئتُ لو أبقى هُنا منكَ قريبَه

قمري فالجفنُ لم ينسَ المُصيبَه

ذرني بقربِ كافلي أبقى

قبّلتُ منهُ الكفَّ كي أُسقى

كما وعَدتني أيا ذُخري

الشاعر محمد جهجاه

159

قل أعوذ برب الناس

قل أعوذُ برب الناس ما أجملَ عينِ العباس

من شرِّ سهمِ الحاسدين ناديتُ مع أمِ البنين

قل أعوذ برب الناس

***

عينٌ وباءٌ بعدها ألفٌ وسينُ

يا أحرُفاً في حُبِها هامَ الحسينُ

جودٌ وفاءٌ عزةٌ ماءٌ وطينُ

أعجوبةٌ في خَلقِهِ هذا العجينُ!!

موجودٌ شرَّفَهُ اللهْ مرآةُ جمالٍ عيناهْ

والسهمُ شيطانٌ لعينْ ناديتُ مع أمِّ البنين

قل أعوذُ برب الناس

***

160

جبريلُ ,ريشُ جناحِهِ كان الوسادهْ

وعليُّ قبَّلَ كفّهُ عند الولادهْ

أتُرى رأى في الغيبِ ما أدمى فؤادَهْ

عباسُ تُقطَعُ كفُّهُ عند الشهادهْ

ذوّبهُ حديدَكَ يا داوود فالرأسُ تهشَّمَ بالعامود

لمّا هوى أسدُ العرينْ ناديتُ مع أمِّ البنينْ

قل أعوذ برب الناس

***

بين البدورِ كنجمةِ الليلِ الجميله

بوَقارِ فاطمةٍ مَشَتْ فهي الجليله

بعد الكفيلِ وحيدةً تبقى العقيله

للأهلِ والأطفالِ قد صارت كفيله

نظراتُ عيونِ الأرجاس أقسى أم سهمُ العباس

161

في عينِ كلِّ الناظِرين ناديتُ مع أم البنين

قل أعوذ برب الناس

***

لو شاهدَ العباسَ يعقوبٌ لَقالا

قبل المماتِ تشَوُّقاً هَبني وِصالا

وبيوسفٍ كان افتدى هذا الجمالا

عجباً عليهِ يُزاحِمُ السيفُ النِصالا

يعقوبُ يُجَنُّ بعينيهِ ويُقبِّلُ يوسفُ كفّيهِ

مع صوتِ كلِّ العاشقين ناديتُ مع أم البنين

قل أعوذ برب الناس

***

هنا كربلا يا سائلي مااسمُ المكانِ

هنا مصرعُ الساداتِ من أهلِ الجنانِ

هنا مَجمعُ الثاراتِ في هذا الزمانِ

ثاراتُ بدرَ وخيبرٍ والنهروانِ

162

وأميّةُ جاءَت كي تثأرْ قصدَتكَ بشِبلِكَ يا حيدر

في وجهِ كلِّ المجرمين ناديتُ مع أمِّ البنين

قل أعوذ برب الناس

***

لوكنتُ قِربَةَ مائهِ قبَّلتُ كفَّهْ

لوكنتُ رملاً في الثرى عانقتُ سيفَه

يا ليتني ماءُ الفراتِ يَبُلُّ جوفَه

يا ليتني طفلٌ هناك ينالُ عَطفَه

نادَتْهُ إرجعْ يا غالي لن تطلُبَ ماءً أطفالي

عيناكَ ماءُ الظامئين ناديتُ مع أم البنين

قل أعوذ برب الناس

الشاعر محمد طالب

163

عَبَّاسُ ما هَوَى

والنجمِ إذ هوى عباسُ ما هوى

بُراقُهُ الدماء مِعراجُهُ السماء

عباسُ ما هوى

***

هل ذاكَ فيضُ الدمّ ِ أم فيضُ الدماءِ

قمرٌ تخضبَ نورُهُ في كربلاءِ

في الكونِ سَبَّحَ باسمِهِ خَفْقُ اللواءِ

عباسُ طهرُ حروفِهِ (ذِكرُ) الهواءِ

ويقهَرُ الفنا حضورُهُ بنا

ويصنعُ الحياة قد شُبِّهَ الممات

عباسُ ما هوى

***

164

تلك البصيرةُ أم ترى عينُ اليقينِ

فيها يرى معشوقَهُ من دونِ عينِ!

عند الوداعِ أجنَّهُ حبُّ الحسينِ

للصدرِ قامَ يَضمُّهُ دون يدينِ!

وقلبُهُ اكتوى بجمرةِ النوى

أسطورةُ الفداء أقسمتُ بالوفاء

عباسُ ما هوى

***

صُبحاً عشياً خاشعاً أتلو سلامي

أنا خادمُ العباسِ ما أسمى مقامي!

حاجاتُنا بالبابِ والمفتاحُ (شامي)!

فأذَنْ لها مولايَ يا بابَ الإمامِ

سلطانُهُ الهوى في قلبِنا استوى

فلتخسأ الرماح في ساحةِ الكفاح

عباسُ ما هوى

***

165

في كربلا أفجَعتَ يا عباسُ(نُوحا)

حزناً يُحطِّمُ فُلْكَهُ لَوحاً فلَوحا!

كنتَ الكفيلَ لزينبٍ بل كنتَ روحا

جاءت إليكَ بحسرةٍ تُحصي الجروحا

روحاً تُشاهدُ....للهِ تصعَدُ

ويشهدُ النخيل لم يسقطِ الكفيل

عباسُ ما هوى

***

جاءَ الحسينُ إليهِ في قلبٍ كسيرِ

ناداهُ رزؤكَ هَدّني ياابنَ الأميرِ

متعثراً بكفوفِهِ عند المسيرِ

بالسيفِ يخبطُ في الثرى مثلَ الضريرِ!!

عَزاهُ يقرأ ُ للعينِ أطفأوا

نادى لما السكوت عباسُ لن تموت

عباسُ ما هوى

***

166

صوتُ العطاشى خلفَهُ في الطفِ رَنَّ

ارجع أيا عماهُ لا لا تَجْفُ عَنّا

بقداسةِ الزهراءِ عُدْ فالقلبُ حَنَّ

فبكلِّ ماءِ الأرضِ لن نبيعَ جنّه!!

فؤادُنا ارتوى بالحبِ والهوى

عباسُنا الحبيب كالشمسِ لا يغيب

عباسُ ما هوى

***

صوتٌ أتى من كربلا يا كونُ فاخرسْ

نادى بنا العباسُ للحشدِ المقدس

بالدينِ إرهابُ العدا زوراً تَلَبَّس

طهِّرْ بجرحكَ للثرى رملاً تنجَّس

الأرضُ والسما سياجُها الدما

مَن قالَ لن يعود عباسُ في الحدود

عباسُ ما هوى

الشاعر محمد طالب

167

لثاراتِ الغريبة

لثاراتِ الغريبة... يا صاحبَ الزمانِ

لثاراتِ الحبيبة...ننادي بالأمانِ

***

قد أقبلَ الشهرُ الحرامُ محرمُ

فاظهرْ لأخْذِ الثَّارِ في أرضِ الإبَا

وانظرْ بناتَ محمدٍ في نينوى

قد صِحْنَ يسألْنَ الحِمى من زينبَ

هي شمعةٌ وضياؤُها في عشقِها

حبُّ الحسينِ بقلبِها لنْ يغرُبَ

170

قربانَها عشقَ الأخُوَّةِ قدَّمَتْ

فغدَتْ كيعقوبَ النبيِّ تحبُّبَا

لثاراتِ الغريبة... يا صاحبَ الزمانِ

لثاراتِ الحبيبة...ننادي بالأمانِ

***

أوَمَا تراهَا في الطَّوافِ كأنَّمَا

حولَ الحسينِ تطوفُ حولَ هواهَا.

وتراهُ في عطشٍ يجودُ بنفسِهِ

فتهيمُ في حرِّ الهجيرِ تراهَا

تسعى إلى التَّلِّ الحزينِ فمَا ترَى

ماءً فتذرفُ ماءَها عينَاها

وتوجِّهُ الوجهَ الرَّحِيمَ لقِبلةٍ

اليومَ قد ماتَ الحسينُ وطَهَ

171

لثاراتِ الغريبة... يا صاحبَ الزمانِ

لثاراتِ الحبيبة...ننادي بالأمانِ

***

ماذا أقُصُّ عن العقيلةِ إذ ترَى

فوقَ القناةِ رؤوسَ أحبابٍ علَتْ

تحني الضُّلوعَ كسيرةً في سيرِها

كضلوعِ فاطمةَ التي قد كُسِّرتْ

وعلى الرِّمالِ تخُطُّ سيرةَ سبيها

تروي عن الأيتامِ إذْ فيها احتمَتْ

وعن العليلِ مُكبلاً ومقيَّداً

وتخافُ أن يلقى الحتوفَ إذا انحنَتْ

لثاراتِ الغريبة... يا صاحبَ الزمانِ

لثاراتِ الحبيبة...ننادي بالأمانِ

***

172

عزَّتْ علينا يا حبيبُ وحيدةً

في الشَّامِ تدخلُ مجلسَ الفجَّارِ

وبعينِها قد شاهدَتْ ثغراً بهِ

أيدي الجريمةِ تصطلي بالنَّارِ

وضعَتْ على كلِّ الجراحِ سكينةً

وتحدَّثَتْ عن خِيرةِ الأنصارِ

وتوعَّدَتْ كلَّ اللئامِ وأطلقَتْ

سهمَ الخِطابِ كضربةِ الكَرَّارِ

لثاراتِ الغريبة... يا صاحبَ الزمانِ

لثاراتِ الحبيبة...ننادي بالأمانِ

***

يا قلبَكَ المفجوعَ وَسْطَ خرابَةٍ

إذ أقبلَتْ نحو العقيلةِ باكيَةْ

173

بنتُ الحسينِ رقيَّةٌ قد شاهَدَتْ

ظِلَّ الحسينِ بنومِهَا في ناحِيَةْ

فأتوا إليها بالذبيح يزورُها

حنَّتْ عليه، فإذْ بزينبَ ناعيَةْ

فلها تفطَّرَتِ القلوبُ حواسراً

ولها قد انهمرتْ دموعٌ جايَةْ

لثاراتِ الغريبة... يا صاحبَ الزمانِ

لثاراتِ الحبيبة...ننادي بالأمانِ

الشاعرة زينب فيّاض

174

صرخة زينب(عليها السلام)

صرخةٌ هزّت عروشَ الظالمينَ

أرعبتْ في القصرِ كلّ الحاضرينَ

إنني زينبْ...لتِسْمَعْ يا يزيدُ

كلّكم يذهبْ..وللسبطِ الخلودُ

***

إمتلا قصرُ يزيدِ... جَمعوا أيَّ حشودِ

أَدْخَلوا آلَ النبي الله أكبرْ

إبنَةُ الكرّارِ زينبْ...خطَبَتْ والقلبُ يلهبْ

خطبةً في مهجةِ الأحرارِ تُحفَرْ

أرهبَتْ جمعَ العساكِرْ... بلغَ القلبُ الحناجِرْ

وكأنّ اللهَ أحيا اليومَ حيدَرْ

175

حُكمُ فرعَونَ عليهِ سوفَ يُقلَبْ

بالعصا والكفِّ قدْ جاءتْهُ زينبْ

بمقالِ الرّبْ...بآياتٍ تجودُ

كلّكم يذهب...وللسبطِ الخلودُ

***

صلبةٌ مثلَ الجبَل...واجهتْ عبدَ هُبَلْ

ورثتْ عن أمّها هذا الثبوتَ

رمَقَتهُمْ من طَرَفْ...صنَعتْ في الشامِ طَفْ

لا ترى إلّا ذهولاً وسكوتا

كِدْ بكَيْدٍ يا يزيدْ... واسعَ سعياً والأكيدْ

أنتَ تفنى وحسينٌ لنْ يموتَ

خاطَبَ اللهُ حسيناً خُذْ جزائي

قبّةً من ذهبٍ في كربلاءِ

بالدما تُكتَبْ...وبالصبرِ العهودُ

كلّكم يذهب...وللسبطِ الخلودُ

***

176

حاربَتْ إبنَ اللئامْ...لا بسيفٍ أو سهامْ

إنَّما زينَبُ بالكِلْماتِ تَذْبَحْ

أنتَ إنْ نلتَ العراقْ...نحنُ بالدَّمِ المراقْ

نهجُنا باقٍ ودينُ الحقِّ يَرْبَحْ

ليسَ يُمحى ذِكرُنا...شاهِدٌ ذا دَهرُنا

«لا ولي إلا علي» للحشرِ تَصْدَحْ

سوفَ تبقى وعليها لا تُراهنْ:

«حجَّةُ اللهِ علي» فوقَ المآذنْ

آيةُ المذهبْ...وللنصرِ الوُقودُ

كلّكم يذهب...وللسبطِ الخلودُ

***

ضاقَ صدرُ الكفرِ ضاقْ...وأحسَّ الإختناقْ

أسكتوها أو علينا القصرُ يهوي

أحضَروا الرأسَ الخضيبْ..وعليهِ بالقضيبْ

أنزَلَ الأحقادَ في أفظَعِ نحوِ

نزَلتْ عَبْراتها...واعتَلَتْ أنّاتُها

أينَ عبّاسٌ فنشكوهُ ونروي

177

من سياطٍ وانتهارٍ ومآسي

لم أعد أستشعِرُ اليومَ حواسي

زينبٌ تُسلَبْ...لقولٍ «يا يزيدُ»

كلّكم يذهب...وللسبطِ الخلودُ

الشاعر منير الخنسا

178

بين رمال الصحرا

بين رمال الصحرا

تاهت تجولُ الحورا

تبحثُ وجهَ حسينٍ ما التفتت لبنيها 

تمسحُ دمَّ الرأسِ

تقيهِ حرَّ الشمسِ

هل قد غدَت كالزهرا زينبُ أمَّ أخيها

وتلا اللهُ

وفديناهُ

فتَلَت زينب

اللهمَّ تقبّل

تدعوه بالآه

فأجابها الله

إنَّ الحسينَ

كأسَ عليٍّ يَنهَل

***

179

من كربلا للشامِ

مَن قال دونَ محامي

بل كانتِ الحوراءُ كافلةَ الأيتامِ

قد نذرَت دمعَ العين

و خلّدت إسمَ حُسين

في خدرها قد حفِظت  تاريخَ الإسلامِ 

أمُّ السبايا

أمُّ الضحايا

رغم البلايا

لمّا تُسند ظهرا 

هل فوقَ تلِّ

قامت تُصلّي

أم فيهِ أحيَت

عاشوراءً دهرا

***

180

تمشي على استحياءِ

كأمّها الزهراءِ

تسقي الدروبَ هدايه وولايه وكرامه

قولُها خيرُ العمَلِ

تُحيي بخطبتِها علي

من خلفِها الأملاك تجمعُ ثوبَ إمامه   

فخرُ النّساءِ

سرُّ الكساءِ

ومدى الزمانِ

يُنهلُ منها العفافُ

قرآنُ ذكرِ

وحجابُ فخرِ  

كعبةُ صبرِ

ولها الكونُ طَوافُ

***

أيُّ حجابٍ هُتِكَ

181

أم أيُّ دمٍّ سُفكَ

إنّما كان القتلُ عادةَ أهلِ الإيمان

ما جمعُكم إلا بدَد

أيامُكم إلا عدد

وصوتُنا يبقى صداهُ على كلِّ الأزمان

أفَكِد كيدَك

وانصَب جهدَك

فاللهُ يأبى

إلا إظهارَ نورِه

لن تمحو ذِكرَه

لن تُخفي أمرَه

سيعودُ للثار

ولدي يومَ ظهورِه

بنت الهدى الصغرى

182

من يُحامي؟

إنّي العقيلةُ قُمْ إلَينا..مَن يُحامي

تلْكَ العدا غارتْ عَلَينا..من يحامي

فالشَّملُ فرِّقَ مُذ أتينا

من يحامي

***

اخي بالعَزِّ كُنّا..وَ لمّا غبتَ عَنّا

رأينا الهوانَ و كلَّ البلاءِ

سبايا قد اُسِرْنا..لأرضِ الشام سِرنا

و عُدنا ثكالى إلى كربلاءِ

عباسْ.عباسْ: يا بدرَ العشيرةْ

عباسْ.عباسْ:قد كنتُ الأميرةْ

عباسْ.عباسْ:أصبحتُ الأسيرةْ

183

جبرائيلُ ينعى بآنتحابِ.. لِعَباسْ

و الإسلامُ يرثي في المصابِ.. لِعبّاسْ

ليتَ الشمسَ تهوي للترابِ.. لِعبّاسْ

من يحامي

***

أيا عباسُ جئناكْ..لِنُحيي اليومَ ذكراكْ

وَ مُذ غبتَ عَنّا المصابُ دهانا

أتغفو دونَ يُمناكْ..أتغفو دونَ يُسراكْ

و لمّا مضيتَ فقدْنا الأمانا

دهري دهري: فيه الظنُّ خابا

دهري دهري: مِنهُ القلبُ ذابا

دهري دهري: للقلبِ اصابا

قلبي يشتكي هجرَ الأقاربْ. بِشَكوايْ

دهري قد أراني للمصائبْ. بِِشَكوايْ

لا ادري أأبكي ام اُعاتِبْ. بِشَكوايْ

من يحامي

***

184

غَدَونا دونَ عبّاسْ...إلينا تنظرُ الناسْ

و كلُّ بناتِ النَّبيِّ تُسَاقُ

فَمِنْ دهرٍ تَجنّى...يسيلُ الدمعُ مِنَّا

كما عَزَّ هذا يعِزُّ الفِراقُ

عباسْ. عباسْ: يا راعي القبيلةْ

عباسْ. عباسْ: سَمّوني عقيلةْ

عباسْ. عباسْ: مِنْ حزني نحيلةُ

دهري يأخذُ العباسَ مِنّي لأبكيهْ

بَلْ أنّ المُحامي غاب عنّي لأبكيهْ

ظَلّتْ ذكرياتي وَ التَّمني لأبكيهْ

من يحامي

***

هنا ذبَحوا الرضيعا...هنا ماتوا جميعا

فَتَهْوي سجوداً جميعُ الضحايا

و تهوي للفلاةِ..على شطِّ الفرات

وَ مِن ها هُنا قد مَضَينا سبايا

185

قُرْبي قُرْبي:كان الرزءُ أكبرْ

قُرْبي قُرْبي:سَلَّ الشمْرُ خنجرْ

قُرْبي قُرْبي: حزُّوا خيرَ منحرْ

قلبي قد غدا بالرزءِ ذابلْ بما صارْ

قد هدَّ اليتامى و الثواكلْ بما صارْ

خُذني يا أخي فالرزْءُ قاتلْ بما صار

من يحامي

الشاعر احمد محيدلي

186

قرآن الحزن

يا قرآنَ الحزنِ..حسين

يا ترتيلَ العينِ.. حسين

إذا السّماءُ انفطرت

فعمْدُها على الثرى

والشمسُ حُزناً كوِّرت

فنورُها تعفَّرا

اذا السهامُ انتثَرت

وصوّبت للبدرِ عين

إذا الوحوشُ حُشِرت

وقطَّعت منهُ اليدين

187

إذا النجومُ انكدرت

نَوحاً على البدرِ الدمي

إذا البحارُ فجِّرت

لكي تُجازي العلقمي

إذا الجُسومُ بُعثِرت

الخيلُ تعدو فوقها

إذا الخيامُ أحرِقت

فرَّ اليتامى بينها

الليلُ لمّا عسعسَ

ثَكلى نِسا آلِ النبي

والصبحُ لو تنفّسَ

يَحدو بِهِنَّ الأجنبي

آهٍ مِن المُصيبةِ

إذا الرُؤوسُ سُيِّرَت

وطِفلةٌ في خِربةِ

بأيِّ ذنبٍ قُتِلت

فوقَ النّياقِ زينبُ

188

أسيرةً قد حمِّلت

يا ليتَها قَبلَ السِّبا

تلكَ العِشارُ عُطِّلت

بِزينبِ الأبيّةِ

فأينَ أينَ تذهبون

ذكرُ السَّما وإنّنا

لزينبٍ لحافظون

أُسري بِها سبيّةً

وظلُّها سِترُ الورى

صبرٌ جميلٌ حسبُها

إلا جميلاً لن ترى

صوتٌ مِن الغيبِ تلا

وجبرئيلُ أذَّنَ

يا زينبُ لا تحزني

فإنَّكِ بِعَينِنا

بنت الهدى الصغرى

189

حسين(عليه السلام)مولاي...

قُل لأهلِ الحبِّ قوموا

واجمعوا زاد السنينِ

من عزاءٍ فيه ذكرُ

الطاهره أمِّ البنينِ

أمُّ أربعٍ شبابٍ

علَّمَت عَينًا بعَينِ

كلَّ هذه الغيارى

أن يذوبوا بالحسينِ

***

أن تواسي المولى يعني

بينَهُ عهدٌ وبيني

192

لا تنادِني بفاطم

كي لا يؤذي الحَسنينِ

ان تُواسي المولى يعني

قد نذرتُ ما في بطني

اربعًا يومَ الطفوفِ

لِفدا وجهِ الحسينِ

***

ان تُوالي المولى يعني

مُت فدا عينيه يابني

ظامئاً وقُل يا نفسُ

هوني من بعدِ الحسينِ

ان تُوالي المولى يعني

لم تَسل عن اليدينِ

ولا عن عينٍ وسهمٍ

إنّما عنِ الحسينِ

***

193

ان تحبَّ المولى يعني

بشرُ باللهِ أجِبني

ما سالتُ عن بنيني

اخبرَنّي عن حسينِ

أن تحبَّ المولى يعني

هل وفى العباسُ دَيني؟

هاكَ لو هوَت يداهُ

خُذ كفوفي للحسينِ

***

ولنا في ذاك آية

نحنُ عشاقُ الحسينِ

قد حفِظناها ولاءً

في مدارس الخميني

194

نحنُ ابناءُ الإمامِ

بالهوى والانتماءِ

وهتفنا بالولاءِ

لعليِّ الخامنائي

بنت الهدى الصغرى

195

شهيدةُ الغرام

رقية رقية رقية

رقية رقية رقية

دنَتْ مِن جموعِ اليتامى

بكتْ والفؤادُ كئيبُ

وألقتْ بعيداً سلاما

لعلً الحبيبَ يجيبُ

بِطيْفِ الليالي..حسينٌ أتاها

بِحِجرِ الدلالِ.. حناناً سقاها

بِنفسي..كريمةُ الإمامِ

بِنفسي..يتيمةُ الإمامِ..

***

196

حبيبي أَطلْتَ الغيابَ

فرَشْتُ لكَ القلبَ وردا

وذُقتُ بِأسري العذابَ

المريرَ وقد متُّ وَجْدا

وضربٌ على المتنِ مؤلمْ

بِلَونِ السماءِ كساني

تمنّيْتُ كالبرقِ تُقدمْ

تداوي جُروحَ الزّمانِ

أيا والدي كمْ..تطاولَ اللِئامُ

فلمْ يرحموني..قلوبُهمْ ظلامُ

بِنفسي..كريمةُ الإمامِ

بِنفسي..يتيمةُ الإمامِ..

***

197

بُنيّةْ ضياءُ العيونِ

تعالي إليَّ تعالي

ونامي بِوَسْطِ الجفونِ

بِلَيلِ النوى لا تبالي

قريباً سألقاكِ جَنبي

ويُشفى بعينيكِ همّي

رقيةُ يا كلَ حُبّي

وبلسمُ أمسي ويوْمي

صلاةُ الدموع..لأجلي ارحميها

بِدمِّ الوريدِ...أبوكِ يفتديها

بِنفسي..كريمةُ الإمامِ

بِنفسي..يتيمةُ الإمامِ..

***

198

أفاقتْ منَ النومِ صاحتْ

رأيتُ أبي الآنَ قُربي

أيا عمتي الطُهرُ ذابتْ

حنايايَ شوقاً بقلبي

فجاءَ عِداها بِطشتٍ

رَموهُ بِحقدٍ عجيبِ

تعالى نداءٌ فجيعٌ

أهذا حسينٌ حبيبي؟

بكته طويلاً..بِلوعةٍ شديدةْ

تجلّى الوصالُ..رقيّةٌ شهيدةْ

بِنفسي..شهيدةُ الغرامِ

بنفسي..يتيمة الامامِ

رقية..رقية..رقية

رقية..رقية..رقية

الشاعرة ريحانة العاملية

199

حُسينْ، آتوني بالحَبيبِ

حُسينْ، هلْ تدري عَن نَحيبي

حُسينْ، لا ألقَى مِن مُجيبِ

***

جاؤوا بالرَّأسِ لَيْلاً، ظُلْمَاً سارُوا إليها

دَمْعاً روَّتهُ سَيلَاً، آهٌ لَهْفِي عَليها

لَمْ يُبقِي فيها حَيْلَاً، حَنَّى كِلتَى يَدَيها

مسحَتْ دِمَاهْ، رَوَّتْ ظَمَاهْ

دَمْعَاً يَهْمي يروي شَيبَ أبيها

أبي، مَنْ للأيتامِ مَأْوَى

أبي، في الرُّوحِ ألفُ شَكوَى

أبي، ما عادَ القلبُ يَقْوَى

***

هَلْ أروي عَن عذابي، أمْ أروي عن قُيودي

هلْ أُبدِي عَن عِتابي، أمْ أُبدي عَن زُنودي

يا شمساً في الغِيابِ، أَرْدَتْنِي في اللُّحودِ

201

زَجْرَاً بِنَا، ضَرْباً لنا

مَتني يحكي عَنِ أسياطِ الجُنودِ

أبَاهْ، قُمْ واحمِ الأيتامَ هنا

أبَاهْ، مِن بعدِ غيابِكَ مَنْ لنا

أبَاهْ، إرْحمنا وارحمْ ضَعْفَنا

***

في شيباتِ الخَضِيبِ،أَحْنَتْ ضِلعَاً وذَابَتْ

نادتهُ يا حبيبي، ضَمَّتهُ حتَّى ماتَتْ

يا للحُزنِ العَجيبِ، في دمِّ النَّحرِ غَابَتْ

في ذا المَقَامْ، بنتُ الكرامْ

قامَتْ هامَتْ منها الآهاتُ نادَتْ

رُقَيَّةْ، يا ألَمَاً هَدَّ الحوراءْ

رُقَيَّةْ، يا جُرحَاً ما فيه شفاءْ

رُقَيَّةْ، صَبراً لِعظيمِ الأَرزاءْ

***

202

لفَّتهابالرِّدَاءِ، آوَتْهَا للرُّقَادِ

ضَجَّتْ كلُّ النِّساءِ، أبْكَتْ زَينَ العِبادِ

دامٍ صَوتُ البُكاءِ، ظامٍ جُرحُ الفُؤادِ

هذا المُصابْ، زادَ العذابْ

مَن لي قُلْ لي يا ظِلِّي يا عِمادي

أخي، يا ظامٍ مَا شرِبَ الماءْ

أخي، سامحني يا ابنَ الزَّهراءْ

أخي، فَرُقَيَّةُ بينَ الشُّهداءْ

الشاعرة زينب فيّاض

203

ساعة التوديع

صوتٌ من العليلهْ... للشيبةِ الجليلهْ

قل لي لمَ التسريع...في

ساعة التوديع... في ساعة التوديع

***

بالعللْ... عاشَ مَنْ يفقدُ في بعدٍ خليلا

والخلل...ليسَ يَلقى عن أحباءٍ بديلا

والجلل...والدي إذْ قالَ قدْ رُمتُ رحيلا

في وَجَلْ...قالَ لي فلتصبري صبراً جميلا

إن ترحلِ العشية...تورِثُني الرزية

حتى الفنا آهاتْ...فالضرُّ حتماً آتْ... في ساعةِ التوديعْ

***

204

مُهجَتي...فُطِّرَتْ لمّا رأيتُ الظعنَ ساري

صَرْخَتي..فَزَّزَتْ أهلَ البوادي والبحارِ

دمعتي...أصبحت لي جارةً والكربُ جاري

دعوَتي... أن يُلَفَّ اليومَ للموتِ إزاري

إني أرى مماتي...أولى من الحياةِ

أدعو بعالي الصوْت...كيما

يجيءَ الموت...في ساعة التوديع.

***

قلتُ لا...ترحلو عنّي فإنَّ البُعدَ قاسي

مُثكلاً.. صاحَ سبطُ المصطفى يا كُلَّ ناسي

كربلا... موطنٌ يا نورَ عيني للمآسي

في الفلا...سوفَ يُعلي الرمحُ بينَ القومِ راسي

قَدْ زِدْتَ -إي وربّي-... يا والدِي لِكربي

حزناً غدا كالنارْ...في القلبِ

أو مسمارْ...في ساعةِ التوديع.

***

205

لنْ وَلَنْ...يُقفَلَ الجُرْحُ الذي أحدثتموهُ

والحَزَنْ...صارَ ثوبَ القلبِ مُذْ يتَّمتُموهُ

هَلْ يُجَنْ... كيفَ لا، بالهجْرِ قدْ بادلْتموهُ

في الزمن...وَصْلَكُمْ يا جيرتي عوَّدتُموهُ

مِنْ بعدِكُمْ فؤادي...يبقى على الحدادِ

والنوْمُ منّي راحْ...للموتِ لا أرتاحْ...في ساعةِ التوديعْ

***

هلْ أصيحْ...بالنبيِّ المصطفى لا تتركوني

والمسيحْ...وجميعِ الأنبيا فلترحموني

لا يُريحْ...أَنْ يواسيكم فقط دمعُ عيوني

يا ذبيحْ...وأنا لمْ يَضْرِبوا ظُلْما مُتوني

ألقاكَ يا حبيبي...في العاجِلِ القريبِ

آهٍ من الأقدار...لا تَقبلُ الأعذار...في ساعة التوديع

الشاعر منير الخنسا

206

بَعْدَكَ نبقى سبايا

ظلمةُ الليالي دمعةُ الوداعِ

إن مضى حبيبي.. أبقى دون راعي

آه يا فجر المنايا

بعدك نبقى سبايا

الوداع الوداع... الوداع الوداع

***

والدي نم جنب قلبي واسقني كأسَ الحنانِ

إحكِ لي بعض الحكايا كي أنامَ في أمان

إمسح الراسَ بكفٍ شهدَ حُبٍّ قد سقاني

رحمةً قَبِّل جبيني إنني طيرٌ يعاني

207

إرو لي بعض الحكايا

بعدك نبقى سبايا

الوداع الوداع... الوداع الوداع

***

يا أبي مَن لي إذا ما شامتٌ جاءَ خيامي

أين عباسٌ ينادي أين يا (بنتُ) المحامي

كلُّ مَن حولي أراهُ عافراً والجسمُ دامي

لا تدعني مع خيالي، أثقَلَ القلبَ كلامي

إن هوى كفٌ لراية

بعده نبقى سبايا

الوداع الوداع... الوداع الوداع

***

هذه الأقراطُ ضعها فوق درع الظهر تلمع

لا لنلقاك، كفاك الوجهُ منهُ النورُ يسطع

بل إذا جاءت ضباع السلب دعها القرطَ تقلَع

هكذا لا الأذنُ تُدْمى لا البَنانُ منكَ يُقطَع

208

خذها يا خير البرايا

بعدك نبقى سبايا

الوداع الوداع.. الوداع الوداع

***

قبل أن تمضي أجبني والدي، إن يسألوني

(بنتُ مَن أنتِ بُنيَّة) ما أقول يا عيوني

إن أنا قلتُ الحسين يشتموني يضربوني

مَن على الطفلةِ يحنو إن مضيتم للمنون

لا أرى إلا رزايا

بعدك نبقى سبايا

الوداع الوداع.. الوداع الوداع

الشاعر محمد نايف

209

سلاماتٌ سلاماتُ

ألا يا ناعِيَ الأحزا

نِ نحنُ الهاشمِيّاتُ

إذا صادَفتَ ظمآنًا

وهَبَّت فيكَ «هيهاتُ»

فَقُلْ: يا أيُّها الظّامي

سَلاماتٌ سَلاماتُ

***

سَلاماتٌ على المَذبوحِ

يَنحَرُ رأسَهُ الحَدُّ

على خدّينِ مُنعفِرَينِ

يَحلُمُ فيهـما الوَردُ

ووَجهٍ باسِمٍ حَسَنٍ

وجُرحٍ فوقهُ يبدو

جمالٌ وابتِساماتُ

سلاماتٌ سلاماتُ

210

ألا يا أيّها النّاعي

لقد أيقَظتَ أوجاعي

وأنَّت منكَ أسماعي

وللأسماعِ أنّاتُ

سلاماتٌ سلاماتُ

ألا يا ناعِيَ الأحزا

نِ نحنُ الهاشمِيّاتُ

إذا صادَفتَ ظمآنًا

وهَبَّت فيكَ «هيهاتُ»

فَقُلْ: يا أيُّها الظّامي

سَلاماتٌ سَلاماتُ

***

سلاماتٌ لأرضِ الطّفِّ

حيثُ الحادِثُ الجَلَلُ

وحيثُ لأجلِ لُقيا الله

يَلقى حتفَهُ الرَّجُلُ

كأصحاب الحسينِ متى

بطينَةِ عِشقِهِ انْجَبَلوا

هُمُ الأحياءُ ما ماتوا

سلاماتٌ سَلاماتُ

ويومٌ ضجَّ فيه دَمُ

نعاهُ الِحلُّ والحَرَمُ

هنالكَ كان لي عَلَمُ

وكانَ هُناكَ راياتُ

سلاماتٌ سلاماتُ

211

ألا يا ناعِيَ الأحزا

نِ نحنُ الهاشمِيّاتُ

إذا صادَفتَ ظمآنًا

وهَبَّت فيكَ «هيهاتُ»

فَقُلْ: يا أيُّها الظّامي

سَلاماتٌ سَلاماتُ

***

‎جهادُكَ مُلهمُ الشُّعَراءِ

ينسجُ وحدَهُ شِعرا

‎هي الهيجاءُ قد رَفَعَت

شعارَكَ في الوغى ثأرا

‎إذا كان الهوى عَبدًا

فعندكَ قد غَدا حُرا

‎كذاكَ تُحَرَّرُ الذاتُ

سلاماتٌ سلاماتُ

بِدَمعةِ فاطمَ الزَّهرا

وخُطبَةِ زَينبَ الحورا

سَنَجعَلُ ثأرَها نَصرا

تُزَكّيهِ السّماواتُ سلاماتٌ سلاماتُ

ألا يا ناعِيَ الأحزا

نِ نحنُ الهاشمِيّاتُ

إذا صادَفتَ ظمآنًا

وهَبَّت فيكَ «هيهاتُ»

فَقُلْ: يا أيُّها الظّامي

سَلاماتٌ سَلاماتُ

الشاعر أحمد غالب سرحان

212

رقية

رقيّة... رياضٌ تفوح اقحوانا

رقية... واِسمٌ يُضاهي الحنانا

رقيّة... هنيئًا لقاءُ الغريبِ

رقيّة... بدمعٍ لخدٍّ تريبِ

عبَقُ المشاعر...

لكمُ الخواطر...

أهلُ بيت اللّٰه قبلةُ الشّعورِ

كربلاء الحبّ نورُ كلّ نورِ

***

رقيّة... عتابٌ يهزّ الصّميما

رقيّة... وبوحٌ يناجي سقيما

رقيّة... مسير بآه و جرحِ

213

رقيّة.. فداءٌ لسبيٍ ونوْحِ...

ألمُ القلوبِ

أثر النّدوبِ

أشعلت نار الفداء في الضمائر

قد غدت قربان شعلة الشّعائر

***

رقيّة... نشيجٌ ليوم القيامَة

رقية...وجرحٌ بقلب اليتامى

رقية... هضيمٌ لمأواه يسعى

رقية... ونهجٌ بشوقٍ يُلبّى...

مدَدُ الدّماءِ

أثرُ الولاءِ

اقصدوها واذكروا أسى الفجيعة

طفلةٌ من جرحها فدَت شريعة

الشاعرة حوراء خليفة

214

سريرُ الدماء

حانَ وقتُ النومِ.... يا طِفليْ الصغير

فاغفُ يا حَبيبي..... مِن دونِ سَرير

***

ولن يعودَ الظّما

و قَريبًا لن تألَما

و لن يطولَ الفِراقْ

فسنمضي مَعَ فاطمهْ

و في المَسا سَنطير

هذا الرحيلُ جميلْ

ففي السماءِ سَرير

مِنهُ الدِماءُ تسيلْ

218

يا طفلي الرقيق..... مذبوحَ نحرِ

لا لن تستفيقْ.... إلّا بقَبري

***

يعلو فوقَ الرمحِ... وجهُكَ الجميلْ

و الربابُ ترنو.... لطِفلَها القتيلْ

و المهدُ يا زهرتي

يكبيكَ أيا سَلوَتي

و لقد بدا لِلّئامْ

إبريقًا مِن فِضّةِ

يا سَلوَتي ذبحوكْ

يا خاطري المكسور

فوقَ الرّماحِ أبوكْ

مِدَّ الحنانَ جسور

عبد اللهْ الرّضيع.... قد ضاق صَدري

يا حُلُمي الوديع.... يا زهرَ عُمري

***

219

قد أباحوا الماءَ.. لكن لن تعودْ

يا وَلدي المدللْ.. يا أحلى الورود

و ربابُ وسطَ العِدا

بالماءِ تمدُّ اليدا

و تصيحُ بُنيَّ لا تنمْ

و الماءُ يعيدُ الصدى

يا طفليَ المذبوح

تمضي إلى الباري

فوقَ السِنانِ تنوح

أرواحُ أطيارِ

في ليلِ الأسى.....إغمضتُ جَفني

في كهفِ المسا.... تغفو بحضني

الشاعرة ناديا الحاقاني

220

صلاة مسلم

شمسٌ هنا...جاءت تلاقي أنجما....

وضياؤهم...نزفٌ جراحاتٌ دما...

من حبّهم...أرضُ البلا صارت سما

والكوكبُ الدرّيّ ما أحلاهُ ما...أدناه ما أبهاهُ ذا حامي الحمى

وتناثر الرأسُ الجميلُ كنجمةٍ...بشعاعها وصلت لأعتاب السما

وشهادةٌ فُتحت به أبوابُها...وامسلما وامسلما وامسلما...

***

أحسينُ هاتِ الإذن يا مولاي لي...دعني أسافرُ حيثُ ألقى مقتلي

فأراهُ محرابَ الشهادةِ باكيًا...متحسّرًا لرحيل مولانا علي

فأقولُ للكوفةِ مهلا إنّنب...قد جئتُ أسرعُ للّقاءِ تعجّلي

والغدرَ زيدي واستعيدي ذنبَكِ...لكن بقلب حسيننا فتمهّلي

قد جاءَ مشتاقًا مُحبا مغرما...وامسلما وامسلما وامسلما

***

224

قالوا إلينا يا حفيد المصطفى...أسرعْ سنصرخُ بالظلام ألا كفى

سنقاتلُ الأعداء دون مخافةٍ...أقدم إلينا كم يؤذّينا الجفى

مولاي لا تذهب فداك جوارحي...حارَ الفؤادُ بغدرهم وتخوّفا

دعني ألاقيهم فأدرك من بهم...قلبٌ لحبّ الآل طهرا قد صفا

من غدرهم قد كاد يقتلني الظما....وامسلما وامسلما وامسلما

***

صلّى وخلفَ جمالهِ صلّت ألوف...والمجدُ في محرابه عشقا يطوف

وإذا بأشباهِ الرّجالِ تفرّقوا...وتفرّقت بالغدرِ هاتيكَ الصفوف

فسلامُ ربّي للنّبيّ وآلهِ...خُتِمت صلاةُ العشقِ مع وقع السّيوف

بالآل آمنَ بالوصيّ وحبّه...ولأجله أهلا وسهلا يا حتوف

صلّى وبعد صلاتهِ قد سلّما...وامسلما وامسلما وامسلما

الشاعرة إسراء شبلي

225

الدَمُ الأوَّلْ

زاجِلٌ مِن

فوقِ غَيمٍ

جاءَ مِن ناحِ المدينهْ

يابنَ عمّي

سوفَ أمضي

سابقاً تلكَ السَفِينَهْ

قِيلَ أقدِمْ

نحنُ طوعُ

السِبطِ إنْ ما

حَلّ فينا!

يابنَ عمي

في صلاتي

لو غُلاماً!

ما لَقِينا

يابنَ عمي

يَحمِلُ الطلابُ أحقاداً دفينهْ

لم يُراعوا أنّ فينا

دُرّةَ اللهِ الثمينهْ

ما الأمرُ يا مُسلِمُ؟.... مكيدةٌ تُضرَمُ

والجَمعُ في أُفولْ، والجَمعُ في أُفولْ

نَكَثُوا تلكَ العهود ْجَهّزوا جيشاً حقودْ

ثمّ يا سِرَّ الوجود شِمرُهُم يَطلِبُ رأسا

226

خبّأتني خلفَ بابٍ

تَسكبُ الدمعَ الحزِينَهْ

تلكَ طَوعه يا إمامي

إنّها الأيدي الأمينهْ

أنصَتَ الملعونُ لَمّا

أطلقَ القلبُ أنِينَهْ

طَوّقَ الظُلّامُ داراً

(إنّها الأرضُ اللعينهْ)

عُد إمامي إنّ نفسي

في أياديهِم رَهِينَهْ

حُزَّ رأسي فوقَ قصرٍ

كنتُ بالأمسِ سَجِينَهْ

لم أُبايِع(مَن أُبايِع!)

أنتَ للعهدِ يَقِينهْ

يا إمامي قالَ طهَٰ

فيكَ آياتٍ مَتِينَهْ

هل سَمِعتَ الصوتَ لَمّا

خاطَبَ العُمرُ سِنِينَهْ

لا أبالي طالما قد

أظهَروا تلكَ الضَغِينَهْ

ما الأمرُ يا مُسلِمُ؟ ربُّ السَّما أعلمُ

الروحُ مَن تقولْ، الروحُ مَن تقولْ

227

أدمَعَ السِبطُ وألقَى

فوقَ جِفنَيهِ حَنِينَهْ

مُسلِمٌ راحَ وحيداً

لم أكُنْ حتّى أُعِينَهْ

قَطَعوا رأساً زكيّاً

قَبَّلَ المَوتُ جَبِينَهْ

قَبَّلَ المَوتُ جَبِينَهْ

قَبَّلَ المَوتُ جَبِينَهْ

الشاعر نجيب منذر

228

مسلمٌ إبنُ عقيلِ

مثلَ حيدر.. حين باتَ.. دون طه في الظلامٍ

لبّى طوعاً.. للحسينِ.. ثائراً والثغر ظامي

يفتدي ذبح الخليلِ

مسلمٌ إبنُ عقيلِ

***

مسلمٌ هزَّ العروشَ السامرية

يفلِقُ الجمعَ بكفٍ حيدرية

لم يهن رغم حصارات أمية

قد شرى بالنحر عزاً للقضية

كالكليم.. للطغاةِ.. يلقفُ السحرَ عصاهُ

صار رمزاً.. ضاءَ نجماً.. يهتدي الحرُّ سناهُ

229

يفتدي ذبح الخليلِ

مسلمٌ إبنُ عقيلِ

***

أيُّ خطبٍ شجَّ وجهاً يوسفيا

ما أنتَ والٍ لا ولا كنتَ نبيا

كنتَ عشقاً منذ يوم الذرِّ حيا

كنت يعقوبَ الذي يهوى عليّا

للحسينِ.. كنتَ ضلعاً.. أوّلُ الأضلاع كَسْرا

للغيارى.. في الزمان.. صرت نحو الطفِّ جسرا

يفتدي ذبح الخليلِ

مسلمٌ إبنُ عقيلِ

***

كان يدري أنَّ في الأفْقِ شهادة

نازَلَ الموتَ ببشرٍ وسعادة

جيشُه سيفٌ وأمرٌ للقيادة

230

طاعةُ التكليفِ عينٌ للعبادة

لم يكن حرُّ.. الصحاري.. حائلاً دونَ الولاء

مثلَ قنبر.. لا يبالي.. شَهدُهُ بذلُ الدماءِ

يفتدي ذبح الخليلِ

مسلمٌ إبنُ عقيلِ

***

خذ أيا مسلمُ من شبلِ الكرامِ

درسَ بذلِ النفسِ آياتِ الهُيامِ

ما ارادا الله أجراً من أنامِ

غيرَ حبِّ الآلِ مِشكاةُ الظلامِ

ليس يكفي.. قولُ حبٍّ.. دونَ رايات الجهادٍ

خذ علوماً.. من فداءِ.. مسلمٍ بابِ المرادِ

يفتدي ذبح الخليل

مسلمٌ ابنُ عقيلِ

الشاعر محمد نايف

231

يا مسلم!!

مسلمُ في الكوفةِ محتارْ

تبكيهِ عيونُ الأطهارْ

نادى الثائرْ هل من ناصرْ

يا مسلمُ نحنُ الأنصارْ!!

***

يبكيكَ دماً مجرى عيني

يا خيرَ سفيرٍ لحسينِ

تركوكَ غريباً محتاراً

والدمعةَ فوق الخدّينِ

الغدرُ بِحِبرِ رسائلِهم

وسيوفُهُمُ دون يدينِ

أحسيناً والدنيا عشقوا

232

لا يَجمَعُ قلبٌ حُبّينِ!!

هجروا السيفا قتلوا الضيفا

هل هذا فعْلُ الأخيارْ!!!

***

صلّيتَ وخلفَكَ قد صلّوا

والأرضُ بدمعِكَ تَبتَلُّ

صلّوا لهواهم لا اللهِ

ووضوءُ صلاتِهُمُ الذلُّ!!

ووحيداً تبقى أتراهم

من طُولِ خشوعِكَ قد مَلّوا!

أم خوفَ السيفِ ورَنّتِهِ

في جُبنٍ قد هربَ الكلّ ُ!

أهلُ الغدرِ طولَ الدهرِ

عبدوا الدرهمَ والدينارْ!!!!

***

233

مولايَ حسينٌ هل تدري

ما لاقى مسلمُ من غدرِ!

ظمآناً يُقتَلُ...والهفي

ورمَوهُ من أعلى القصرِ

ويُجَرُّ مُهاناً مع (هاني)

جسداً ما شُيِّعَ للقبرِ

أفديهِ يذرفُ دمعَتَهُ

همساً ناجى آلَ الطهرِ

نورَ عيوني لا تأتوني

لا يُؤمَنُ عهدُ الفُجّارْ !!

***

مسلمُ يا رمزَ الإيثارِ

يا قدوةَ كلِّ الأحرارِ

هو جرحُكَ زيتُ بنادِقِنا

هو مشعلُ دربِ الثوارِ

والسيفُ يضجُّ بأيدينا

للثأرِ كسيفِ المختارِ

234

إرهابُ يزيدٍ حطّمَهُ

أبناءُ عليِّ الكرارِ

نارُ سعيري للتكفيري

ودواءُ الطاعونِ النارْ

الشاعر محمد طالب

235

إنتهى الكلام

إنتهى وقتُ الكلامْ...قد رمونا بالسهام

فلتقوموا للمنايا...أيها الصَّحْبُ الكرامْ

***

قدْ رمانا الجيشُ عَمداً بالنبالِ

هذه دعوتُهُمْ لي للقتالِ

أسَفَاً لمْ يفقهوا منّي مقالي

فلتقوموا فلتهبّوا يا رجالي

حانَ وقتُ الموتِ حانْ...سَهمُهُمْ هذا أذانْ

قلبهم بالكفرِ رانْ...أيها الصحبُ الكرامْ

***

238

يا زهيرٌ يا بُرَيْرٌ يا حبيبُ

صارَ جيشُ الكفرِ مِنْ خَيْمي قريبُ

أنتُمُ للجُنْدِ في الحربِ مجيبُ

سيفُكُمْ في الصدرِ للبغيِ طبيبُ

فلتنادوا يا يزيدْ...نحنُ لسنا كالعبيدْ

أنتَ شيطانٌ مَريدْ...أيها الصحبُ الكرامْ

***

إنَّهُمْ قومٌ يريدوني صريعا

فلتكونوا بيننا سدّاً منيعا

فيكُمُ الميزانُ قدْ لانَ خضوعا

رِجْلُ فرْدٍ منكُمُ فيهمْ جميعا

طيْفُكُمْ رُعبٌ عظيمْ...سيفُكُمْ بابْ الجحيمْ

رايكم رأيٌ سليم...أيها الصحبُ الكرامْ

***

239

في جنانِ الخُلْدِ تَلقَوْنَ مُحمَّدْ

ذكْرُكُمْ يا إخوَتي سوفَ يُخلَّدْ

أنتمُ الأوفى وهذا اللهُ يشْهَدْ

مثلكم يا أوفيا ليسَ يُوَلَّدْ

شعلةً تبقى منارْ...للوفا أنتم شعارْ

ولكُمْ جنبي مزارْ...ايها الصحبُ الكرامْ

الشاعر منير الخنسا

240

أقسمتُ بالسماء

أقسمتُ بالسماءْ

شهداءُ كربلاءْ

هم سورةُ الوفاءْ

في مصحفِ الحسين

***

هم آيةٌ في كهفِهم للعالمينا

زادوا هدىً من ربهم، ناموا سنينا

أهلُ الوفا في كربلا عرفوا الحسينا

كُشِفَ الغطاءُ لهم وما زادوا يقينا!

بالسبطِ يأنسون للموتِ يضحكون

هم فتيةُ الجنون في مصحفِ الحسين

***

241

لبّوا نداءَ حسينِهم يومَ الكفاحِ

قد أحرموا للحجِّ ما بين الرماحِ

جونٌ جُوينُ زهيرُ والحرُّ الرياحي

بالنحرِ يومَ النحرِ قد كانوا الأضاحي

مِناهُمُ الطفوف أرواحُهم تطوف

دماؤهم حروف في مصحفِ الحسين

***

يتسابقونَ لنصرِهِ عبدٌ وحُرُّ

شهدٌ مصفّى موتُهم والعيشُ مُرُّ

وهبٌ سعيدُ وواضحٌ زيدٌ وعمرو

كتبوا سطورَ وفائهم والدمُّ حِبرُ

لا الوصفُ والخيالْ يرقى لهم محال

هم يوسفُ الجمالْ في مصحفِ الحسين

***

242

أنَسُ ابنُ كاهلَ كي يرى شَدَّ العصابه

وبريرُ من أوداجِهِ يتلو الكتابا

جاؤوا شيوخاً للوغى والرأسُ شابا

حَنّوا اللِحى بدمائهم عادوا شبابا

حبيبُ في إباءْ خطيبُ كربلاءْ

بلاغةُ الدماءْ في مصحفِ الحسين

***

من دون درعٍ عابسٌ للموتِ جاءَ

والموتُ فرَّ أمامَهُ يخشى اللقاءَ

حُبُّ الحسينِ أجَنَّهُ ؛شقَّ الرداءَ

هو إسمُهُ العباسُ إن قرَّبتَ باءَ

في الطفِ عابسُ بالموتِ يأنَسُ

آيٌ مُقدسُ في مصحفِ الحسين

***

243

«أمُّ وهبْ» هي نجمةُ الطفِ الوحيدة

في إثرِ زوجٍ قد مضى تمضي شهيدة

كفرادَةِ الأصحابِ قد صارت فريدة

خَطّت بحبرِ دمائها أحلى قصيدة

زهراءُ والنداءْ تبارَكَ الوفاءْ

يا سورةَ النساءْ في مصحفِ الحسين

***

يهتزُّ من أسمائهم عرشُ الطغاةِ

والأرضُ تتلو تحتَهم: والعادياتِ

قد جَسّدوا التوحيدَ في أبهى الصفاتِ

صاروا حسيناً كلُّهم عند المماتِ

وفاؤهم فريدْ وبأسُهم شديدْ

هم سورةُ الحديدْ في مصحفِ الحسين

***

244

رغم الغيابِ لكربلا كنا شهودا

نطوي الزمانَ بعشقِنا نطوي الحدودا

جُندُ الولايةِ بالدما خطّوا العهودا

لحسينِنا في عصرِنا كنا جنودا

بالوعد صادقون

للقدسِ قادمون

الحزبُ غالبون

في مصحفِ الحسين

***

حبُّ الحسينِ أجنَّنا منذ الولادة

وشعارنا بذلُ الدما جنداً وقادة

حزبُ الحسينِ ودربُنا دربُ السعادة

أغلى الأماني عندنا موتُ الشهادة

لا نرهبُ المنون إن قلتَ من نكون

نحن الحواريون في مصحف الحسين

الشاعر محمد طالب

245

في مسير الأربعين

هل تراني.. كم أُعاني

أُجري دمعاتَ الحنين

قلبي حاسر.. لستُ حاضر

في مَسير الأربعين

***

سالت لكم يا آل أحمَدَ أدمُعي

هلّا رحَمتُم حالَ قلبي الموجَعِ

فلقد طَوى سَوْطُ الصَّبابةِ أضلُعي

ذكرُ المصائب لا يُفارق مَسْمَعي

ذابَ قلبي .. مَن لكَرْبي؟

مَن لقلبِ الشائقين

قلبي حاسر.. لستُ حاضر

في مسير الأربعين

***

248

قضَّ النَّوى سورَ الأناةِ بمُهجتي

والدمْعُ هامٍ ليسَ يبرَحُ وَجْنَتي

غيرَ حسينٍ مَن يُكفكِفُ عَبرتي

والآن مَن أرجو بفَقْدِ زيارتي؟

للأطاهِر ... خُذني زائر

هكذا كلَّ السنين

قلبي حاسر.. لستُ حاضر

في مسير الأربعين

***

يا نيِّراً قد شعَّ في صدر السما

أبصِر عُبَيداً دمعه شوقاً هَما

وكأنّه بحرٌ زُلالٌ قد طَما

يبكي إماماً خضّبوه من الدما

كيف أنسى... قلبي مَرسى

والجِراحاتُ سَفين

جفني هامِر... لست حاضر

في مسير الاربعين

***

249

إنْ ما حُرمت من الزيارةِ للعراق

ومَضَتْ تُسَجِّرُ ضامِري نارُ الفراق

زحفاً لخولةَ سوفَ نقصدُ باشتياق

ولعطرِ مَرقدها كذا يحلو السِّباق

سوف يُجلى... عند خولة

حزنُ قلبي والأنين

قلبي شاعر.. أنّي حاضر

في مسير الأربعين

الشاعر مهدي فقيه

واشوقاه..

واحزناه واحزناه... على الحسين

واشوقاه واشوقاه.. للأربعين

سفينةُ النجاةِ، وعينٌ للحياةِ، وذخرٌ في المماتِ

يا حسينُ يا حسينْ

***

دروبُ الزَّائرينْ..غدتْ دياراً خاليةْ

قلوبُ العاشقينْ..الى الحبيبِ ساعيةْ

بأشواقِ الحنينْ...تُسيلُ دمعاً جاريَا

وابُعداه وابعداه.. عن الدروبْ

واحُرقاه واحُرقاه.. بذي القلوبْ

حرارةُ الفؤادِ، وغربةُ البِعادِ، كساحةِ الجهادِ.

يا حسينُ يا حسينْ.

***

251

على جنبِ الطريقْ.. تركتُ قلباً حائِرَا

بنارٍ كالحريقْ.. وشوقاً أُمسِي زائرَا

وأنفاساً تضيقْ.. سقيمٌ إنِّي يا تُرى؟!

واسُقماه واسقماه.. أيا طبيبْ

واهَجرَاه واهَجرَاه.. أيا حبيبْ

فعِلَّتي الحنينُ، وعُدَّتي الأنينُ، شفائيَ الحسينُ.

يا حسينُ يا حسينْ

***

دموعُ في الهوى.. لأجلِ قلبِ فاطمة(الحسين)

وسهمٌ للنَّوى.. رمَى الفؤادَ ظالمَا

فرِفْقَاً نينوى.. على القلوبِ الهائِمَةْ

واقلبَاه واقلبَاه.. بكَ اختلى

واحُبَّاه واحُبَّاه.. بكربلا

حبيبُ الأولياءِ، ورَوحُ الأتقياءِ،ودَمعُ الأنبياء.

يا حسينُ يا حسين

الشاعرة زينب فياض

252

خذني إليكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني كَـ نوحٍ واصطَحِبني في سفينةِ مُقلتَيك

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

***

يا ليتَ للأرواحِ شُبّاكاً بهِ تتمسَّكُ

تجثو ومِن قفصِ ابنِ بنتِ المصطفى تَتَبَرَّكُ

إنظُر ففي أرضِ العراقِ مقامُهُ يتحرّكُ

يأتي إليكَ يقولُ قَر عيناً ويسمعُ ما لديكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

***

253

قُم شَرِّعِ الأبوابَ ها هُم قُربَ بابِكَ أوشكوا

أنْ يدركوكَ، فمن يَنالُ مَقامَ عبدٍ يُدرَكُ!

قصدوهُ في رَدِّ الزيارةِ، مِثلهُ لا يُترَكُ

قف عندَ بابِ الدارِ واحمِلْ كوبَ ماءٍ في يديكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

***

العاشقونَ لهم طريقٌ بالشـ ـهادةِ تُسلَكُ

فازوا وخابَ التائهونَ ومَن بِحُبِّكَ شَكَّكوا

وجدوا هواكَ مذاقَ شهدٍ دونَ سترٍ يُهتَكُ

قصدوا المقامَ ليحرسوهُ وسلَّموا منهُ عليكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

***

254

قد أفلَحَ المَكلومُ بالشوقِ الذي يَتَملَّكُ

قلباً لهُ، ويكادُ مِن فَرطِ التَشَوُّقِ يَهلَكُ

يَضَعُ الوريدَ على حوافِ السيفِ ثمّ ويضحكُ

ويقولُ يكفي أن تنالَ العينُ طَرفةَ ناظِرَيكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

***

الأرضُ سِجنٌ كاظِمِيٌ والسلاسلُ تُنهِكُ

وهواكَ يابنَ المرتضى عِقَدَ الحديدِ يُفَكِّكُ

ويضيقُ فينا الخافقانِ، فما يقولُ المُربَكُ؟

سلواهُ أنْ يمضي كطيرٍ هائمٍ في خافقيكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

***

255

وجعي بيومِ الأربعينِ بكلِّ ضِلعٍ يَفتِكُ

يا ليتني مِمَّن مَضَواْ بدمٍ لأجلِكَ يُسفَكُ

عرَفوا مَقامَ العُروَةِ الوُثقى ولمّا استَمسَكوا

سَجَدوا على نورِ اليقينِ ووهجِ عُقدَةِ حاجِبَيكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني غريقاً رافعَ الكفّينِ منتظِراً يديكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني كَـ نوحٍ واصطَحِبني في سفينةِ مُقلتَيكْ

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

خذني إليكْ... خُذني إليكْ...

الشاعر نجيب منذر

256

يا كافلي

يا كافلي.. جئناك من بعد السبا

يا كافلي... أعد السبايا للخبا

يا كافلي... انهَضْ لتحمي زينبا

يا كافلي

***

كربلا ارزاؤُها القلبُ منها شابا

غاب عَنا عزُّنا مُذ حمانا غابا

فالرزايا سهمُها صاب قلباً ذابا

لوعةٌ صلَّت به و غدا المحرابا

حزني عليكْ..يبقى طويلاً عمْرُهُ

حزني عليكْ... مثل المخيّم جمرُهُ

258

حزني عليكْ... سيظل دَوماً لاهبا

يا كافلي... انهَضْ لتحمي زينبا

***

جئتُ أشكو يا اخي هولَ ما أدماني

و رأيتُ الهمَّ في الأسرِ و الخذلانِ

كلّما في ضربهِ الشمرُ قد أدماني

صحتُ يا عبّاسُ مَن بعدكَ يرعاني

نورَ العيونْ..قمَرَ العشيرةِ قم لنا

نور العيون..أوَلَسْتَ تعرفُ مَن انا

نورَ العيونْ..ستظلُّ عنوانَ الإبا

يا كافلي..انهَضْ لتحمي زينبا

***

كيفَ ظلّيتَ بلا الغسلِ و التكفينِ

فدُموعُ الكونِ بالحزنِ لا تكفيني

دونَ عبّاسٍ فَلا عزَّ بالتكوينِ

يا شهيداً بٌعدُهُ جمرةٌ تكويني

259

في الاربعين...جئناك يا راعي العلَمْ

في الأربَعين..جئناكَ نشكوكَ الألمْ

في الأربعين...آليتُ ألاَّ أشربا

يا كافلي..انهَضْ لتحمي زينبا

الشاعر أحمد محيدلي

260

مناظرة

يا صادق الأقوال

يا وارث الأفضال

يا ساكنا في البال

يا روح أيامي

هذا الإمام الصّادقُ

هذا الكتابُ النّاطقُ

هذا ابنُ من جعلَ البريّةَ للعلى تتسامقُ

هذا اللّبيبُ العارفُ

هذا المِدادُ الوارفُ

هذا المطّهَر و المؤزَّر و الشّهابُ الخاطفُ

264

قوموا إلى التشييع

قوموا إلى التوديع

في غربةٍ لبقيع

مرآه أحلامي

هذا الدّليل البيّنُ

هذا الشّديدُ اللّيّنُ

هذا و حقِّ السّابحاتِ به السَّماءُ تزَيَّنُ

هذا الصّراطُ الأقوَمُ

هذا المُحالُ المُبهَم

هذا المُناظِرُ والمُحاوِرُ و الفقيهُ الأعلمُ.

يا دوحةَ الإيمان

ومفسّر القرآن

أرثيك يا سلطان ؟

واهٍ لأقلامي

الشاعرة مريم عبيد

265

مولانا الرضا(عليه السلام)

عليٌّ يا ابن اعلام الهداية

ومن طوسٍ بدا اصل الحكاية

غدت ايران في ظل الفقيه

على الاشهاد تزهو بالولاية

مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. يا ابن المرتضى

***

قضى المأمونُ من سمٍ وتبقى

سخيُّ النفسِ بالإنفاقِ يرقى

بنو العباسِ في التاريخِ غرقى

وانت الشمس نجم للبرايا

على الاشهاد تزهو بالولاية

مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. يا ابن المرتضى

***

268

له في طوسِ غربتهِ مزارُ

وزرع الثامن الحرِّ الثمارُ

بروح الله أهلُ الحبِّ ثاروا

خمينيٌّ علا للآل راية

على الاشهاد تزهو بالولاية

مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. يا ابن المرتضى

***

بكيتم زينباً دهراّ طويلا

فثار الدمع جيلا قد تلى جيلا

حمى أبناؤكم قبر العقيلة

دمُ الحراسِ يُفدَى للسبايا

على الاشهاد تزهو بالولاية

مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. يا ابن المرتضى

***

للقياكم هدينا كلَّ عينِ

سليماني مضى بعد الخميني

بنهج الخامنائي الحسيني

نقيمُ العهدَ والمهديُّ آية

على الاشهادِ تزهو بالولاية

مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. مولانا الرضا.. يا ابن المرتضى

الشاعر محمد نايف

269

رحل الرضا(عليه السلام)

أمرُ القضى

رحلَ الرّضا

جبريلُ ينعى في السّماءِ

ولطوسَ حُزنٌ كربلائي

رحلَ الرّضا...

***

أفلَت شُموسُ الكونِ من خجلٍ لِما

سُكِبَت عليهِ دموعُ سُكّانِ السّما

هل ذاكَ جبريلٌ نعاهُ تألُّمَا

أم يا تُرى عيني تراهُ القائمَ

270

سكَبَ الدّموعْ

وَرِعًا جزوعْ

دمعُ السّما والأنبياءِ

ولطوسَ حُزنٌ كربلائي

رحلَ الرّضا...

***

يا ليتَ يا صَفَرٌ علمنا مُسبَقَا

حتّى نلُمَّ منَ المُحرَّمِ ما بقى

ونزيد خدًّا في محرّم أُغرِقَا

دمعًا ولائيًّا هتونًا مُحرِقَا

أبكى الأنامْ

فقدُ الإمامْ

فلِكربلا كُلُّ العزاءِ

ولطوسَ حُزنٌ كربلائي

رحلَ الرّضا...

***

271

أمرُ الإلهِ بهِ البيانُ المُبتغى

«إذهب إلى المأمونِ إنّهُ قد طغى»

لبِسَ الدّروعَ عُلومَ جدّهِ أسبغَ

فالعلمُ سيفٌ والسُّؤالُ كما الوغى

عِلمٌ شَمولْ

أعيى العقولْ

أبكي لعلمِ الأوصياءِ

ولطوسَ حُزنٌ كربلائي

رحلَ الرّضا...

***

صَفَرٌ تغيَّرَ إسمُهُ بعدَ الإمامْ

فكما مُحرَّمُ قد غدى صَفَرٌ حرامْ

شَرُفَ التّرابُ بمشهدٍ من ذا المقامْ

سُلطانُها هذا الغَنيُّ عنِ الكلامْ

272

وكما السّليبْ

يقضي غريبْ

فعلى الرّضا أُرخي بُكائي

ولطوسَ حُزنٌ كربلائي

رحلَ الرّضا...

الشاعر محمد جهجاه

273

سلامٌ على سيدي المرتضى

سلامٌ على سيدي المرتضى

عليِّ ابنِ موسى الامامِ الرضا

سلامٌ من القلبِ كلُّ السَّلام

على أرضِ طوسٍ بها إذْ قضى

أيا ضامِنَ الرُّوحِ عندَ الغزالْ

ويا مُنقذاً طفلها باشتمالْ

تفضَّلْ عليَّ برِفقِ العطوف

وجُدْ بالعطايا وردِّ السُّؤال

فهل لي بطوسٍ بِكُم من لقاء

أزورُ المقامَ العظيمَ المنال

274

أُسَكِّنُ رَوْعَ الفؤادِ الحزين

وأدنو إليكم بكُلِّي ارتحال

***

يميناً شِمالاً يفيضُ الحنين

لوَصلِ الحبيبِ ويعلو الأنين

لقد ضاقَ قلبي بغصنِ النَّوى

وأضحى بآلامهِ يستكين

كجمرِ الغَضَا يكتويني الغياب

ويُحرقُ داراً بها إذْ أقيم

فأطفِئْ لهيباً بطيبِ الوِصال

وأَبرِئْ جروحَ الفؤادِ السَّقيم

***

غدَا خاطري في ثراكُم يجولْ

يريدُ الجوابَ وإذنَ القَبول

يخُطُّ حروفاً بِسَاحِ الهوى

ويبكي فِرَاقاً وشوقاً يطول

لقد هامَ قلبي بحُبِّ الرِّضا

275

ودمعي حنينٌ، وصبراً يقول

لقد حانَ للرُّوحِ أن ترتقي

ويزهو اللِّقاءُ بوِلْدِ الرَّسول

الشاعرة زينب فيّاض

276

مولاي الرضا(عليه السلام)

لبقعةِ طهرٍ بطوسٍ سلامْ

لصرحٍ غدَا ملجأً للأنامْ

بذكرِ الرّضا كم يطيب الكلامْ

بذلتُ له مهجتي والجَنانْ

سلامٌ لكَ يا إمامي الكريمْ

غياثٌ لقلبي فأنت الحليمْ

عظيمٌ أيا بلسمًا للسّقيمْ

مولاي الرّضا...

***

قصدتُ بشوقٍ حبيبي أزورْ

ويأسرُ قلبي أريجُ العطور

277

وحرت بأي ممرٍّ أسيرْ

ومن كلّ ناحية شعّ نورْ

هنيئا لترتيلةِ العاشقين

بمرقدِ خير الورى أجمعين

شبيهُ رسولِ الإلـٰه الأمين

مولاي الرّضا...

***

وعدتُ وما زال قلبي هناك

وروحي تهيم بسحر نداك

ففي كلّ غمضةِ عينٍ أراك

كأنيَ بتّ أسيرَ شذاك

فحمدًا إلـٰهي على المكرُماتْ

أفضتَ علينا بخيرِ الوُلاةْ

أنيسُ النّفوسِ عظيمُ الهِباتْ

مولاي الرّضا...

الشاعرة حوراء خليفة

278

أينَ مولانا؟؟

يا داعِيَ الخلق للدعاءِ

أظهِرْ الينا كهفَ الرجاءِ

وهذي دَعْوانا

فأين مولانا؟

***

إلهَ الكونِ مولانا عظيمَ الذات

مجيرَ الخلقِ في الضرّاء والمأساة

أقِلنا من مآسي القومِ والنكبات

و أظهِر في المهادِ مَظْهَرَ الآيات

فقد جفَّت مآقينا من العبرات

و ها جئنا إليكم نُطلِقُ الدعوات

282

الله يا مُنجدَ البرايا

أقِلنا يا واسعَ العطايا

من المآسي، من البلايا

وهذا رَجْوانا

فأين مولانا؟

***

ضميرُ الكونِ يرجو طلعةَ المولى

بصمصامٍ رهيفٍ يطمسُ الجهلا

وفي الأنحاءِ يفشي القسطَ و العدلا

فيزهو في عُلاهُ العالمُ الأعلى

متى هذا النعيمُ بنوره يَجْلى

متى آياتُه عند الورى تُتلى

متى ينادي الروحُ الأمينُ

أتى الكميُّ الفذُّ القَمينُ

فيطمأنَّ الصَّبُّ الحزينُ

ويغدو فرحانا

فأين مولانا؟

***

283

إمامُ الناس هذا الكوكبُ الأزهر

هو الإصباحُ إن ما وجهه أسفر

وريثٌ للرسولِ السيد الاكبر

و أوصافٌ لهُ كالمرتضى حيدر

إذا نال الصقيلَ بكفِّه الأطهر

سيُفني من طغى في الأرض و استكبر

هذا وعيدٌ بالحقُّ قائم

سيأتي بالنَّصل والصوارم

لكلِّ باغٍ عتا و ظالم

و يُردي أعدانا

فأين مولانا؟

***

إلهَ العرش أمسى قلبنا ينعى

وفي الأقطار باتَ حائراً يسعى

أحاطَ الشرُّ و الضيْمُ بنا جمعا

وهذي أرضُنا ضاقت بنا ذرعا

توسَّلنا بمن كسروا لها ضلعا

أقمِ يا ربنا في ارضك الشرعا

284

يأبى الفؤادُ بأن يُشافى

فقدُ الإمامِ أوْرى الشِّعافا

وكُلّنا يجرعُ الذعافا

والبُعدُ أشجانا

فأين مولانا؟

***

لنا عينٌ مع المهديِّ للثأرِ

لمن غالته أيدي الشركِ و الكفرِ

أغاروا السهمَ في القلبِ و في النحرِ

بجُرد الخيلِ قد داسوا على الصدرِ

و لن ننساه من ذاد عن السترِ

ولن ننسى لهيبَ النارِ في الخدرِ

آهٍ على من في الطفِّ غابا

ما لذّ عيشٌ لنا و طابا

له فؤادُ المهديِّ ذابا

قد مات عطشانا

فأين مولانا؟

الشاعر مهدي فقيه

285

أنا فلّاحُ حقلِ عليْ(عليه السلام)

أنا فلّاحُ حقلِ عليْ

وناطورُ البساتينِ

أسيرُ على خُطى المهديْ

وروحي في القرابينِ

نجيعي الأحمرُ الوردِيْ

فداءٌ للملايِينِ

***

أنا كبشُ الفداءِ بداخلي اسماعيلْ

أنا طيرُ اليمامِ بمدخلِ الغارِ

286

أنا جنديّ صاحبِ آيةِ التنزيلْ

وثأرُ الضلعِ عندي أولُ الثارِ

رويدَكَ أيها النجوى

عليَّ فلم أعُد أقوى

على شوقي لمن تُطوى

لهُ أرضٌ، لهُ صُحُفُ

إمامَ العصرِ يا مهديّ خُذ جُرحي وضمِّدهُ

وخُذ قلباً بنارِ العشقِ لم يهدأ، وأخمِدهُ

فؤاداً شائقاً يُكوى

رَمَتهُ أسهُمُ البلوى

وأنتَ المَنُّ والسلوى

لهُ، ولكلّ مَن نزفوا

أنا بغبارِ نعلِكَ لي خرائطُ رحلةِ الممشى

أُزَيِّنُ بالولاءِ بـ وردِ حبِّكَ سيدي النعشا

بفجري حينَ يَحضرني وفي ليلي متى يغشى

287

أسيرُ إليكَ أُمسِكُ طفلَ قلبيَ أعبُرُ النهرا

أُلَقِّنُ أخيُلي السِرّا

وأهتفُ في الملا جهرا

فؤادي الموتَ لا يخشى

***

أنا فلّاحُ حقلِ عليْ

وناطورُ البساتينِ

أسيرُ على خُطى المهديْ

وروحي في القرابينِ

نجيعي الأحمرُ الوردِيْ

فداءٌ للملايِينِ

الشاعر نجيب منذر

288

طفُّ الجلال

يا أبا صالح..يا أبا صالح..

يا أبا صالح..يا أبا صالح

حفيدَ الحسينِ تشدُّ الرّحالْ

بِدَمعٍ سَخيٍّ لِطفِّ الجلالْ

تُنادي بِرَكبٍ لِأهلِ الهوى

طوافُ الولاءِ لَفي نَينوى

سلامٌ عليكَ..

وأنتَ السلامْ

ربيعَ القلوبِ..

عزيزَ الأنامْ

289

يا أبا صالح..يا أبا صالح..

يا أبا صالح..يا أبا صالح

***

معَ الأربعينِ تضيئُ الشّموعْ

وَعيْنُ السماءِ تهُلُّ الدّموعْ

تُعزّي الأميرَ بِذَبحٍ عظيمْ

وخيرَ النساءِ وطهَ الكريمْ

سلامٌ عليكَ..

إذا ما  دَعوْتْ

ولِلفرقدَينِ..

عزاءً تلَوْتْ..

يا أبا صالح..يا أبا صالح..

يا أبا صالح..يا أبا صالح

***

290

صدى التّلبياتِ منَ الزائرينْ

تراتيلُ لطمٍ ونعيٍ حزينْ

منَ الأربعينِ إلى الأربعينْ

تَضِجُّ الصدورُ بِآهِ الحنينْ

سلامٌ عليكَ..

بدوراً تزورْ..

تواسيكَ إنسٌ..

وجِنٌّ..وحُورْ

يا أبا صالح..يا أبا صالح..

يا أبا صالح..يا أبا صالح

***

نِداكَ الشّجيُّ عَلا يا إمامْ

ألا فاذكروني بكلِّ مَقامْ

هنا سدرةُ المنتهى كربلاء

وفيها تَقدّسَ سرُّ الدعاءْ

291

سلامٌ عليكَ..مليكَ الزمانْ

فأنتَ إقامةُ كلِّ أَذانْ

يا أبا صالح..يا أبا صالح..

يا أبا صالح..يا أبا صالح

***

طفوفٌ تحنّتْ بِأزكى دِماءْ

فَأضْحتْ جِناناً وبابَ العَلاءْ

وفيها سِباقٌ لِنَيْلِ الوِسامْ

وسامِ الشّهيدِ فَخارِ الكِرامْ

سلامٌ أبانا...منَ الوالِهينْ

فداكَ دِمانا..فِدا الأطيبينْ

يا أبا صالح..يا أبا صالح..

يا أبا صالح..يا أبا صالح

الشاعرة ريحانة العامليّة

292

إنني المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

اسمعوا اهل الدنى

صاحب الامر انا

موعدُ العدلِ دنى

إنّني المهدي..

***

أذّنَ البيتُ.. فيكُمُ حباً

أشهد أنَّ علياً حجة الله

ظهرَ العدلُ يا شيعة

طالباً ثأرَ الوديعة

نادى بين الحرمين

يا لثاراتِ الحسينِ

هاكُمُ جاءَ الفرج

إبذلو فينا المهج

أعبروا دوني اللجج

أينكم اهل الكرامة

293

قال يا اهلَ الكرامة

هو عدلٌ لا قيامة

نطلبُ الثأرَ لهامة

ولنحرٍ قد تفرَّى

إملؤوا كلَّ بحارِ الارضِ جمرا

هذه الارضُ كساها الظلمُ جورا

اعلنوا اليومَ قيامَ العدلِ جهرا

واحسينا واصرخوا آهٍ يا زهرا

جيشُهُ القادمُ من أرضِ الولاءِ

يلتقي الجمعُ بجيشِ الشهداءِ

معهم من نادى في عهدِ الفداءِ

ربي ابعثني بسيفي وردائي

مؤتزرا اكفاني والسيف يميني

إنَّني العاشقُ والمهدي يقيني

يا حلاةَ الموتِ في دربِ الأمينِ

إنّني عشتُ ومتُّ كربلائي

أخبروا كلَّ الورى

أن دماً قد جرى

وأتيتُ ثائرا.. إنني المهدي

***

294

يكشفُ القبرَ

يَهمِلُ العبرة

آه يا قلبي

إنها الزهرا

يا الهي ربَّ فاطم

اشفِ بي ضلعاً لفاطم

يا الهي بالحسين

اشفِ بي صدرَ الحسين

يحملُ طفلاً وجيعاً

يرفعُ الجثة صريعة

إنهُ سقطُ الوديعة

إنهُ جرحُ السماءِ

ما هو ذنبُ الجنينِ

ما جَنَتْ بنتُ الأمينِ

حزني يا أمُّ أسيري

ينعى للضلعِ الكسيرِ

صوتُ كسرِ الضلعِ ما زالَ بِسَمْعي

يَمخَرُ الأصلابَ حياً جاءَ ينعي

ينعى صوتاً للبتولِ صاحَ ضلعي

يا محّمد ما رعَوْا نَوحي ودمعي

إنهُ اليومَ سآتيكم بثاري

يا لثارِ الضلعِ والسِقْطِ شعاري

أينَ من جاءَ بنارٍ قربَ داري

انه يوم حسابي وقراري

ها هو الجيشُ جحافلْ قدْ أتاني

رايةُ الحبِّ حباها الخرساني

295

وبأسْدِ الله قد جاءَ اليماني

انهم جُندُ أبي ذرِ الغفاري

مخبراً كلَّ الملا... كلُ ارضٍ كربلا

رايُهُ اليومَ علا.. أنه المهدي

الشاعر محمد نايف

296

هل من مناصر؟

لو صِحْتَ في البيداء

هل مِن مُناصِر

زحفاً إلى الهيجاء

تأتي العساكر

في مِلّةِ الأنصار

يا كعبة الأحرار

***

رنينُ البيضِ يدوي والورى يسمع

وكُلٌّ عند محرابِ الوغى يركع

إذا ما صحتَ هل من ناصرٍ يفزَع

أذانُ الحربِ في أعماقنا يُرفع

300

لا نعرفُ الإحجام

في المُعضِلاتِ

نسقي عُرى الإسلام

ماءَ الحياةِ

نأبى رُكوبَ العار

يا كعبة الأحرار

***

بَرِحنا زينةَ الدُّنيا وجئناكا

نتوقُ إلى المَنونِ بسيفِ أعداكا

فكيفَ لنا يطيبُ العيشُ لولاكا

مِن الأصْلابِ يا مظلومُ نَهواكا

لا أسفَرَتْ أقمار

في الخافقينِ

لا أشرقتْ أنوار

بعد الحُسينِ

ريحانةَ المُختار

يا كعبةَ الأحرار

***

301

لنا في صحبكم يا سيدي أُسوه

هَوَتْ أجسادهم كالنجم إذ يهوى

وكم من عاشقٍ فينا إذا دوّى

نداكَ اليومَ لبّى تلكمُ الدَّعوه

ذي شُعلَةُ الأنصار

يذكو ضياها

لمْ تَخْبُ تلك النار

فينا لظاها

سرٌّ من الأسرار

يا كعبة الأحرار

***

لنا أرضُ الجنوبِ الطاهرِ تشهد

توارى كم لنا في طيّها فرقد

بأرضِ الشامِ ذُدنا عن ثرى المرقد

ودَعوانا فِداكُم يا بني أحمد

302

تعلو هنا الأصوات

لبيك زينب

للقبر لا هيهات

أعداك تَقرَب

نفديها بالأعمار

يا كعبة الأحرار

***

أيا بدراً قضى في الطفِّ منحورا

وحولكَ أنجمُ الأصحابِ مَحْبورا

بهم لا زال بيتُ الحقِّ معمورا

ويبعثُ ذكرُهم في قلبنا النورا

أسماؤهم في الكون

صارت مدارس

سعدٌ حبيبٌ جَوْن

حُرٌّ وعابِس

قد أسعَدوا الكرّار

يا قبلة الأحرار

الشاعر مهدي فقيه

303

أتباعُ سليماني

يا هُدهدَ قلبي أمهلني...هُدّ العرشُ من الآلام

والنبأ القاسي أفجعَني...والفجرُ غدا بحر ظلام

وأرى الدنيا بحرَ دموعٍ...والكونَ سليبَ الأحلام

فارحم شكوانا وارحمنا....أيتامٌ إنا أيتام

غابَ حبيب القلبِ...غابَ أنيسُ الدربِ

غابَ الأشترُ عنا...فارحمنا يا ربي

***

باسم علي باسم الزهرا...بالقرآنِ بستر الحورا

بالعبّاس بنحرِ حسينٍ...بخمينيْ وبإرثِ الثورة

نقسمُ بعليٍ مولانا...لوليٍّ سنطيعُ الأمرَا

عُشاقُ فقيهٍ نهواهُ...والربُّ بمعشوقٍ أدرى

نُردى نُفنى نُقطَع إرَبًا...نُحرقُ نُقتلُ نُسقى مرا

304

أتباعُ سليماني نبقى...وبه شعبي يبقى حرا

غابَ حبيب القلبِ...غابَ أنيسُ الدربِ

غابَ الأشترُ عنا...فارحمنا يا ربي

***

يا قاسمُ شعبي ناداك...والكونُ بحبّ حياك

يا حبّا يبقى أبديا...نهواكَ نردّدُ نهواك

أخبرنا عن نحر حسينٍ...أخبرنا عن طيبِ لقاك

عن عبّاسَ وعن كفّيه...أأتاك وماءً أسقاك

هل أحييت ليالي الحزنِ...بدموعٍ وبطهرِ دماك

مع فاطمةٍ تبكي ضلعا...وتفيض بعشقٍ عيناك

غابَ حبيب القلبِ...غابَ أنيسُ الدربِ

غابَ الأشترُ عنا...فارحمنا يا ربي

***

يا أشترُ لبّيتَ عليا...ميدانُكَ يبقى أبديا

قاتلت بعزمٍ عبّاسي...وستبقى في بعدكَ حيا

لن ننساكَ ولن نتركها...أرضي للمحتلّ سبيّة

عمّارٌ عامرُ وصلاحٌ...وحشودٌ تغلي شعبيّة

305

أحمدُ وألوف الشبّانِ...جاءت بقلوبٍ ثورية

وبنصر اللهِ لنا نصرٌ...سيُحقّقُ حتمًا مقضيا

الشاعرة إسراء شبلي

306

حكاياتُ الولاء

يا تربةَ الشهداءِ يا رمزَ الفداءْ

قُصِّي علينا منْ حكاياتِ الولاءْ

فيكِ توزَّعَتِ الجسومُ أضاحياً

ورمالُكِ قد أُوْدِعَتْ أزكى الدِّماءْ

فلْتخبري.. قلبَ الحسينِ سلامنا

ولْتنثري..عندَ الحبيبِ هيامنا

***

نزفَتْ دماءُ الأوفياءِ على الثَّرى

وتكلَّمتْ أجسادُهمْ حُباً جرى

نصروا الحسينَ بقلبهم وبسيفهم

ركبوا سفينةَ عشقهِ مُذْ أبحرَ

307

رفعوا الشراع.. أنْ يا لثارات الحسين

طلبوا الوداع.. حتَّى غَدَوا في الخالدين

***

قد رُوِّيَتْ منِّي الرِّمالُ بقربةٍ

سقطتْ على الأرضِ المياهُ كعَبرةٍ

نبتَ الوفاءُ بمائها أعجوبةً

ايثارُ عباسِ الأبيِّ لشُربةٍ

وقعَ اللِّواءْ.. وجرتْ عليهِ دماؤهُ

كتبَ الولاءْ.. حبُّ الحسينِ ولاؤُهُ

***

وقفتْ تخاطبُ عشقها وتيمِّمُ

بوصيةٍ من أمِّها تتكلَّمُ

قد قبَّلتْ نحرَ الحسينِ بدمعها

وبحسرةٍ في صدرهِ تتلثَّمُ

دمعاتُها..سقَتِ الرِّمالَ كزمزمِ

كلماتُها..لبَّيكَ عشقاً في دمي

الشاعرة زينب فيّاض

308

يا فاطمة(عليها السلام)

يا فاطمة

على سُلَّمِ النورِ نحو السما

منَ الأرضِ مستبشراً أصعدُ

وأهمسُ بالسرِّ يا فاطمهْ

ونارٌ بقلبيَ لا تخمدُ

فيا ليتَ ضلعيَ ما حُطِّما

ويا ليتَ شُلّت لذاكَ يدُ

بعصبةِ رأسي وعزمي وبأسي

وتسليمِ نفسيَ أستشـ ـهدُ

309

تهونُ المنايا وهولُ الرزايا

لأجلِ السبايا ومَن قيّدوا

تُخَطُّ الوصايا بِخَطِّ الولايه

ويمضي لفاطمةَ السُجَّدُ

لبضعةِ طهَ بركنِ علاها

كواكبُ ربِّ السما توقدُ

رأيتُ الجباها بنورٍ تماهى

بها، تحتَ عرشِ التقى تسجدُ

وعيناً مداها إلى منتهاها

تحدّقُ والمنتهى مقصدُ

وقد قيلَ فاطمةُ السرمدُ

الشاعر نجيب منذر

310

دعواتٌ فاطميّه

دعواتٌ فاطميّهْ للطريقِ المهدويهْ

لرجالٍ مِن حديدٍ حملوا هَمّ القضيّهْ

ما القضيّه؟ «زينبُ الطهرِ سَبِيّهْ»

***

مِن قسوةِ الأصفادِ حولَ المعصَمِ

وتدفّقِ الجَمَراتِ في مجرى الدمِ

خرجوا إلى أرضِ اللحاقِ بسبطِهِم

وشعارُهُمْ «إنّا لزينبَ ننتمي»

مِن حزنِها، مِن دمعِها مِن جُرحِها

خرجوا بِنَذرٍ «حقَّ عندكِ مأتمي»

311

سمعوا نداءً في السماءِ لفاطمٍ

قالت «بحقِّ اللهِ لا تتألمي»

***

يا عينُ هل يوماً رأيتِ كزينبٍ

مسبيةً فيها الخلائقُ تحتمي

مسبيةً ويزيدُ يخشى قولَها

تسقيهِ بالبرهانِ كأسَ العلقمِ

يا عينُ هل يوماً رأيتِ بواسلاً

كبواسلٍ هُم والمقامِ كتوأمِ

فكبيرُهُم أهدى لحيدرَ شيبةً

وصغيرُهُم عن حُبِّهِ لم يُفطَمِ

***

مِن كربلاءَ «الطيرُ جاءَ مبشِّراً»

بالنصرِ مِن خلفِ الحجابِ الأبعدِ

312

وأمامَهُ يطوي المسافةَ عارفٌ

«بِيَدِ السُليٰمانِيِّ بيتُ الهدهدِ»

فحسينُ مدرسةُ الأباةِ، وجرحُهُ

بنحورِهِم، عذراً لِهَولِ المشهدِ

ذُبِحَ الحسينُ على الفراتِ منَ القفا

يا ليتَ نحري دونَ نحرِكَ سيدي

***

نحروهُ ظامٍ والسبايا عترةٌ

وكفيلُهُنّ على الفراتِ بلا يدِ

يا طائرَ العرفانِ نبّئ زينباً

جندُ الإمامِ هناكَ قربَ المرقدَ

مِن عاملٍ جاءوا ومِن نجفٍ ومِن

حلَبٍ وأصقاعِ البلادِ ومَشهَدِ

قالوا يتيمةُ فاطمٍ، وتمسكوا

بالعروةِ الوثقى، بآلِ محمدِ

الشاعر نجيب منذر

313