المؤمن


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-10

النسخة: 0


الكاتب

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.


المقدمة

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد
فهذا هو الكتاب الثاني الذي تصدره جمعية المعارف الإسلامية الثقافية ضمن إطار سلسلة الكتب الثقافية الأصيلة، وهو كتاب "المؤمن" من تأليف الحسين بن سعيد الأهوازي الذي عاش في القرن الثاني والثالث الهجريين وعاصر الأئمة الرضا والجواد والهادي عليهم السلام فكان من أصحابهم الذين عملوا على نشر أحاديثهم وعلومهم ومعارفهم.

وقد استعرض المؤلف في هذا الكتاب أكثر من مائتي حديث مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت المعصومين عليهم السلام تدور حول صفات الإنسان المؤمن وخصائصه وسلوكه الإنساني والأخلاقي الرفيع، ودرجات الايمان، وروح التعاون والتكافل والشعور بالمسؤولية التي ينبغي أن تسود في مجتمع المؤمنين.
 
 
 
 
5

1

المقدمة

ولأهمية الكتاب وما تضمنه من توجيهات قيّمة على مستوى العلاقات الأخوية ومفردات السلوك الأخلاقي الاسلامي فقد رأت جمعية المعارف الإسلامية الثقافية نشر هذا الكتاب وإعادة طبعه تعميماً لفائدته خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخنا الذي تعيش فيه الأمة تحديات استثنائية تستهدف أساساً هويتها وأخلاقها وروحيتها المتعلقة بالله سبحانه وتعالى.

لذا فإننا نأمل أن يكون نشر هذا الكتاب مساهمة مهمة في تقوية روح الطاعة لله سبحانه وروح الأخوّة والتعاون والتكافل بين المؤمنين،وفي بعث العزيمة في قلوبهم،ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم وثباتاً في ميادين الجهاد والمواجهة،سائلين المولى سبحانه أن ينفعنا به يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم.

وأخيراً يجب أن لا ننسى الجهد الكبير الذي بذلَتهُ مدرس الإمام المهدي في قم المشرفة في تحقيق هذا الكتاب وتخريج أحاديثه إستناداً إلى المصادر والمراجع الإسلامية سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم عملهم وجهدهم وإنجازهم وأن يجزيهم خير الجزاء وعظيم الأجر والثواب وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين

 
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
 
 
6
 

2

المقدمة

حياة المؤلّف
هو الحسين بن سعيد بن حمّاد بن مهران الأهوازيّ1.

كنيته أبو محمّد2, الكوفيّ الأصل3, انتقل مع أخيه الحسن بن سعيد إلى الأهواز4 فاشتهرا بهذا اللقب, وكان الحسن يعرف ب‍ "دندان"5, والأخوان من موالي علي بن الحسين عليهما السلام6.

عاصر الحسين بن سعيد كلا من الإمام الرضا والجواد والهادي سلام الله عليهم أجمعين, وروى عنهم, ولذا عدّ من أصحابهم, كما في أغلب كتب التراجم والرجال7.

مدحه وأطراه جميع الأصحاب والمشايخ الّذين كتبوا عنه, وأثنوا عليه, ووصفوه بأنه ثقة, مثل الشيخ في كتابيه الرجال والفهرست, والعلامة في الخلاصة نعته بأنه: ثقة عين, جليل القدر, وقال أبو داود في حقه: ثقة, عظيم الشأن8.

وقال ابن النديم9: الحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيّان من أهل 
  

1- النجاشيّ ص 46, إلا أن الشيخ في الفهرست ص 58 ح 220 والكشي ص 551 ح 1041 ذكرا بعد " حمّاد " " سعيداً ", فيكون: الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران.
2- النجاشيّ ص 46.
3- البرقيّ ص 54, الفهرست ص 104, رجال أبي داود رقم 743.
4- الفهرست ص 104.
5- رجال الكشيّ ص 551.
6- الشيخ في رجاله والفهرست, الكشيّ, النجاشيّ, نفس الصفحات السابقة, والظاهر أنّهما من ذراري موالي الإمام السّجاد 7 للفرق الشاسع بين وفاة الإمام السّجاد 7 سنة 95 ه‍ وبين وفاة الإمام الرضا عليه السلام سنة 203 ه‍ وحتى وفاة الإمام الهادي 7 سنة 254 ه‍, فلاحظ.
7- ذكره الشيخ في رجاله ص 372, 399, 412.
8- المصادر السابقة.
9- الفهرست ص 277.
 
 
 
 
7
 
 

3

المقدمة

الكوفة ... أوسع أهل زمانهما علما بالفقه والآثار والمناقب وغير ذلك من علوم الشيعة.

وذكر أحد كتبه المجلسي1 بقوله: وأصل من اصول عمدة المحدّثين الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الأهوازيّ, وكتاب الزهد وكتاب المؤمن له أيضاً.

انتقل الأخوان من الكوفة إلى الأهواز فترة من الزمن لنشر علوم ومعارف أهل البيت عليهم السلام الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

وللأخوين مؤلّفات كثيرة في الحلال والحرام وفي مختلف العلوم والمعارف, بلغت خمسين تصنيفاً للحسن فقط كما عن الكشيّ, أو ثلاثين لكليهما كما نقل النجاشيّ قائلا: كُتب بني سعيد كتب حسنة معمول عليها, وهي ثلاثون كتاباً.

وعرف لهذا البيت إيمانهم العميق بالله تبارك وتعالى والإخلاص له, وولاوهم الصادق للرسول وآل بيته الأطهار سلام الله عليهم أجمعين, وجهادهم الطويل بالعمل الصالح, والدفاع عن الحقّ خلال حقبة حكم العبّاسيّين, الّذين كانوا يطاردون المؤمنين من شيعة أهل البيت عليهم السلام.

ومع كلّ ذلك كان الأخوان يتحركان في كلّ جانب, لا تأخذهما في الله لومة لائم من أجل إظهار الحق بأوضح صورة وأجلى بيان. فالحسين بن سعيد كان يدافع عن أهل البيت عليهم السلام بأساليب مختلفة, وينشر أخبارهم وعلومهم ووصاياهم ومآثرهم, انطلاقاً مما ورد عنهم عليهم السلام: "أحيوا أمرنا رحم الله عبداً أحيا أمرنا", واستطاع بفعل جهاده المتواصل أن يكون سبباً في هداية بعض الشخصيات إلى خط أهل البيت عليهم السلام أمثال:  إسحاق بن إبراهيم الحضيني, وعلي بن الرسان, وعلي بن مهزيار وغيرهم.

 وأخيراً انتقل الحسين بن سعيد, هذا المحدّث العظيم, إلى "قم" فنزل على الحسن بن أبان, وتوفي فيها, فرحمة الله عليه يوم ولد, ويوم مات, ويوم يبعث حيّاً, والحمد لله رب العالمين.
  

 
1- البحار ج 1 / 16.
 
 
 
 
8
 
 

4

باب شدة ابتلاء المؤمن

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله ربّ العالمين, والصلاة على سيد المرسلين محمّد وآله الطاهرين.
 
1- باب شدة ابتلاء المؤمن
1ـ عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: "في قضاء الله عزّ وجلّ كلّ خير للمؤمن"1.
 
2ـ وعن الصادق عليه السلام: إن المسلم لا يقضي الله عزّ وجلّ قضاء إلا كان خيراً له, (وان ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له)2.
 
ثم تلا هذه الآية: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾3, ثم قال: إمّا 4 والله لقد تسلطوا عليه وقتلوه, فأما ما وقاه الله فوقاه الله أن يعتو 5 في دينه 6.
  

1- عنه في البحار: 71 / 159 ح 76, والمستدرك: 1 / 137 ح 1.
2- سقطت هذه العبارة من النسخة ـ ب ـ.
3- غافر / 45.
4- في الأصل ( أم ).
5- في النسخة ـ أ ـ والبحار ( يفتنوه ).
6- عنه في البحار: 71 / 160 ذ ح 76, والمستدرك: 1 / 137 ح 2.
 
 
 
 
9
 

5

باب شدة ابتلاء المؤمن

3 ـ وعن الصادق عليه السلام قال: "لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر, لتمنى أن يقرض بالمقاريض"1.

4 ـ عن سعد2 بن طريف قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجاء جميل الازرق, فدخل عليه, قال: فذكروا بلايا الشيعة وما يصيبهم, فقال أبو جعفر عليه السلام: إنّ اُناساً أتوا علي بن الحسين عليهما السلام وعبد الله بن عباس فذكروا لهما نحوا ممّا ذكرتم, قال: فأتيا الحسين بن علي عليهما السلام فذكرا له ذلك.

فقال الحسين عليه السلام: "والله البلاء, والفقر والقتل أسرع إلى من أحبّنا من ركض البراذين3, ومن السيل إلى صمره, قلت: وما الصمرة4 ؟ قال: منتهاه, ولولا أن تكونوا كذلك لرأينا أنكم لستم منّا"5.

5 ـ وعن الأصبغ بن نباتة قال: كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام قال قاعدا, فجاء رجل فقال: يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك (في الله)6.
  

 
1- عنه في البحار: 71 / 160 ذ ح 76, وأخرج في البحار: 67 / 212 ح 17 والوسائل: 2 / 908 ح 13 عن الكافي: 2 / 255 ح 15 بإسناده عن عبد الله بن أبي يعفور عنه عليه السلام نحوه, وروي في تنبيه الخواطر: 2 / 204 نحوه, والتمحيص: ح 13 عن ابن أبي يعفور مثله وفي مشكاة الأنوار: ص 292 مرسلاً مثله.
2- في النسخة ـ ب ـ سعيد.
3- البراذين: جمع برذون, وهو نوع من الخيول.
4- هكذا في الأصل, والاصوب الصمر بإسقاط التاء وفي المعاجم اللغوية هكذا ضبطت, وزيادة التاء لها تعطي معنى آخر, ولعلّ هذه التاء زيدت من قبل النساخ أو كانت ضميرا متصلا ( هاء ) وزيد لها " أل " التعريف.
5- عنه في البحار: 67 / 246 ح 85, والمستدرك: 1 / 141 ح 1.
6- ليس في النسخة ـ ب ـ.
 
 
 
 
10
 
 

6

باب شدة ابتلاء المؤمن

فقال: "صدقت, إن طينتنا مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فاتخذ للفقر جلباباً, فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: والله يا عليّ إنّ الفقر لأسرع (أسرع ـ خ) ) إلى محبّيك من السيل إلى بطن الوادي"1.

6ـ عن الفضيل بن يسار قال: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنّ الشياطين أكثر على المؤمن الزنابير على اللحم"2.

7ـ وعن أحدهما عليهما السلام قال: "ما من عبد مسلم ابتلاه الله عزّ وجلّ بمكروه وصبر إلا كتب الله له أجر ألف شهيد"3.

8ـ وعن أبي الحسن عليه السلام قال: "ما أحد من شيعتنا يبتليه الله عزّ وجل ببليّة فيصبر عليها إلا كان له أجر ألف شهيد"4.

9- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: فيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن: "يا موسى ما خلقت خلقا أحبّ إليّ من عبدي المؤمن, وانّي انما أبتليه لما هو خير له, (وأعطيه لما هو خير له)5, وأزوي عنه لما هو
  

 
1- عنه في البحار: 72 / 3 ح 1.
2- عنه في البحار: 67 / 246 ح 86 وص 239 ح 57 عن الإختصاص: 24 عن ربعي, عن الفضيل بن يسار مثله.
3- عنه في البحار: 71 / 97 ح 65 والمستدرك: 1 / 140 ح 34.
4- عنه في البحار: 71 / 97 ذ ح 65 والمستدرك: 1 / 140 ح 35, وأخرج نحوه في البحار: 71 / 78 ح 14 والوسائل: 2 / 902 ح 1 عن الكافي: 2 / 92 ح 17 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام والبحار: 49 / 51 ح 54 عن الخرائج: 190 ح 14 عن الرضا عليه السلام ونحوه في التمحيص: ح 125.
5- ليس في النسخة ـ أ ـ وفي الكافي: اُعافيه بدل أعطيه.
 
 
11
 

7

باب شدة ابتلاء المؤمن

خير له, وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي, فليصبر على بلائي, وليرض بقضائي, وليشكر نعمائي, أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري"1.

10ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان لموسى بن عمران أخ في الله, وكان موسى يكرمه ويحبه ويعظمه, فأتاه رجل فقال: إنّي أحبّ أن تكلم لي هذا الجبّار, وكان الجبّار ملكاً من ملوك بني إسرائيل, فقال: والله ما أعرفه ولا سألته حاجة قطّ, قال: وما عليك من هذا! لعل الله عزّ وجلّ يقضي حاجتي على يدك, فرق له, وذهب معه من غير علم موسى, فأتاه ودخل عليه.

فلما رآه الجبّار أدناه وعظمه, فسأله حاجة الرجل فقضاها له, فلم يلبث ذلك الجبّار أن طعن فمات, فحشد في جنازته أهل مملكته, وغلقت لموته أبواب الأسواق لحضور جنازته.

وقضي من القضاء أن الشاب المؤمن أخا موسى مات يوم مات ذلك الجبّار وكان أخو موسى إذا دخل منزله أغلق عليه بابه فلا يصل إليه أحد, وكان موسى إذا أراده فتح الباب عنه ودخل عليه, وان موسى نسيه2 ثلاثاً, فلما كان اليوم الرابع ذكره موسى, فقال: قد تركت 
 
 

 
1- عنه في المستدرك: 1 / 137 ح 3 والبحار: 71 / 160 ح 77 وفي ص 139 ح 30 والبحار: 13 / 348 ح 36 عن أمالي ابن الشيخ: 160 ح 77 وفي البحار: 72 / 331 ح 14 والوسائل: 2 / 900 ح 9 عن الكافي: 2 / 61 ح 7 بإسنادهما عن داود بن فرقد مثله, وفي البحار: 67 / 235 ح 52 عن مجالس المفيد: ص 63 بإسناده عن داود بن فرقد مثله: ورواه في التمحيص: ح 108 عن داود بن فرقد مثله.
2- في النسخة ـ ب ـ أتاه ثلاثاً والظاهر أنّه وقع سهوا في النسخ.
 
 
 
 
12
 

8

باب شدة ابتلاء المؤمن

أخي منذ ثلاث "فلم آته" ففتح عنه الباب ودخل عليه, فإذا الرجل ميّت! وإذا دوابّ الأرض دبت عليه فتناولت من محاسن وجهه, فلما رآه موسى عند ذلك.

قال: يا ربّ عدوك حشرت له الناس, ووليّك أمته فسلطت عليه دوابّ الأرض تناولت من محاسن وجهه !؟ فقال الله عزّ وجلّ: يا موسى إن وليي سأل هذا الجبّار حاجة فقضاها له, فحشدت له أهل مملكته للصلاة عليه لاُكافئه عن المؤمن بقضاء حاجته, ليخرج من الدنيا وليس له عندي حسنة اُكافئه عليها, وانّ هذا المؤمن سلّطت عليه دوابّ الأرض لتتناول من محاسن وجهه لسؤاله ذلك الجبّار, وكان لي غير رضى ليخرج من الدنيا وماله عندي ذنب1.

11ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: "إن الله تبارك وتعالى إذا كان من أمره ان يكرم عبداً وله عنده ذنب ابتلاه بالسقم, فان لم يفعل ابتلاه بالحاجة, فان هو لم يفعل شدد عليه (عند/خ) الموت, وإذا كان من أمره أن يهين عبداً وله عنده حسنة أصح بدنه, فان هو لم يفعل وسع في معيشته, فان هو لم يفعل هون عليه الموت"2.

12ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: "وعزّتي لا اُخرج لي عبداً من الدنيا اُريد رحمته إلا استوفيت كلّ سيئة هي له, إمّا
  

 
1- أخرجه في البحار: 13 / 350 ح 40 وج 74 / 306 ح 55 عن قصص الأنبياء ( مخطوط ): ص 111 ح 66 مختصراً بإسناده عن مقرن إمام بني فتيان, عمن روى عن أبي عبد الله عليه السلام. 
2- صدره في المستدرك: 2 / 311 ح 7,ورواه في الكافي: 2 / 444 ح 1 بإسناده عن حمزة بن حمران عن أبيه باختلاف يسير وزيادة في الألفاظ, وروى في التمحيص: ح 35 مثله.
 
 
 
13
 
 

9

باب شدة ابتلاء المؤمن

بالضيق في رزقه, أو ببلاء في جسده, وأمّا خوف اُدخله عليه, فان بقي عليه شيء شدّدت عليه الموت".

ـ وقال عليه السلام ـ "وقال الله: وعزّتي لا اُخرج لي عبداً من الدنيا واُريد عذابه إلا استوفيته كلّ حسنة له إمّا بالسعة في رزقه, أو بالصحة في جسده وامّا بأمن أدخله عليه فان بقي عليه شيء هوّنت عليه الموت"1.

13ـ وعن أبي جعفرعليه السلام قال: مرنبي من أنبياء بني اسرائيل برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج منه, فما كان خارجا منه قد نقبته الطير ومزقته الكلاب, ثم مضى ووقعت ( (رفعت ـ خ) له مدينة فدخلها, فإذا هو بعظيم من عظمائها ميّت على سرير مسجّى بالديباج حوله المجامر2, فقال: "يا ربّ انّك حكم عدل لا تجور, (ذاك ظ) عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمتّه بتلك الميتة, وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمتّه بهذه الميتة".

فقال (الله) عزّ وجلّ: "عبدي أنا كما قلت حكم عدل لا أجور, ذاك عبدي كانت له عندي سيئة وذنب فأمتّه بتلك الميتة لكي يلقاني ولم يبق عليه شيء,وهذا عبدي كانت له عندي حسنة فأمتّه بهذه الميتة لكي يلقاني وليس له عندي شيء"3.
 
 

1- روى في الكافي: 2 / 444 ح 3 بإسناده عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله 9: قال الله تعالى ... ـ نحوه ـ.
2- المجامر: جمع مجمر, وهو مجتمع الناس.
3- روي في الكافي: 2 / 246 ح 11 باسناده عن ابن مسكان عن بعض أصحابنا عنه عليه السلام نحوه.
 
 
 
14

10

باب شدة ابتلاء المؤمن

14ـ عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه رفعه1 قال: بينما موسى يمشي على ساحل البحر, اذ جاء صياد فخر للشمس ساجدا, وتكلم بالشرك, ثم ألقى شبكته فأخرجها مملوءة, فاعادها فاخرجها مملوءة ثم أعادها فأخرج مثل ذلك حتّى اكتفى ثم مضى, ثم جاء آخر فتوضأ ثم قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه, ثم ألقى شبكته فلم تخرج شيئاً, ثم أعاد فلم تخرج شيئاً, ثم أعاد فخرجت سمكة صغيرة, فحمد الله وأثنى عليه وانصرف.

فقال موسى: "يا ربّ عبدك جاء فكفر بك وصلى للشمس وتكلم بالشرك, ثم ألقى شبكته, فأخرجها مملوءة, ثم أعادها فأخرجها مملوءة, ثم أعادها فأخرجها مثل ذلك حتّى اكتفى وانصرف, وجاء عبدك المؤمن فتوضأ وأسبغ الوضوء ثم صلّى وحمد ودعا وأثنى, ثم ألقى شبكته فلم يخرج شيئاً, ثم أعاد فلم يخرج شيئاً, ثم أعاد فأخرج سمكة صغيرة فحمدك وانصرف"!؟

فأوحى الله إليه: "يا موسى انظر عن يمينك فنظر موسى فكشف له عمّا أعده الله لعبده المؤمن فنظر, ثم قيل له: يا موسى انظر عن يسارك فكشف له عمّا أعده الله لعبده الكافر فنظر, ثم قال الله (تعالى): يا موسى ما نفع هذا ما أعطيته, ولا ضرّ هذا ما منعته. فقال موسى, يا ربّ حقّ لمن عرفك أن يرضى بما صنعت"2.
  

1- في البحار عن أبي جعفر عليه السلام.
2- أخرجه في البحار: 13 / 349 ح 38 عن أعلام الدين ( مخطوط: 267 ) نقلاً عن المؤمن وفيه اختلاف يسير في الألفاظ.
 
 
 
 
15
 

11

باب شدة ابتلاء المؤمن

15 ـ عن اسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: رأس طاعة الله (عزّ وجلّ) الرضا بما صنع الله إلى العبد فيما أحبّ وفيما أكره, (ولم يصنع الله بعبد شيئاً)1 الا وهو خير2.

16- عن يونس بن رباط قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنّ أهل الحقّ منذ ما كانوا في شدة, إمّا إن ذلك إلى مدّة قريبة3 وعافية طويلة4.

17 ـ عن سماعة قال: سمعته5 يقول: ان الله عزّ وجلّ جعل وليه غرضاً لعدوّه في الدنيا6.

18ـ عن المفضّل بن عمر, قال: قال رجل لأبي عبد الله الصادق عليه السلام وأنا عنده: إنّ من قبلنا يقولون: إنّ الله إذا أحبّ عبداً نوّه منوّه من السماء: إن الله يحبّ فلاناً فأحبّوه, فيلقي الله المحبّة (له ظ) في قلوب العباد, وإذا أبغضه نوه منوه من السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه, فيلقي الله له البغضاء في قلوب العباد.

قال: وكان عليه السلام متّكئا فاستوى جالسا, ثم نفض كمه, ثم قال:
  

1- ليس في الأصل, وأثبتناه من البحار.
2- أخرجه في البحار: 71 / 139 ح 28 والوسائل: 12 / 901 عن أمالي الطوسي: 200 ح 37 بإسناده عن اسحاق بن عمّار باختلاف يسير في ألفاظه.
3- في الكافي وتنبيه الخواطر: ( قليلة ).
4- أخرج في البحار: 67 / 213 ح 18 والوسائل: 2 / 906 ح 3 عن الكافي: 2 / 255 ح 16 بإسناده عن يونس بن رباط مثله, ورواه في تنبيه الخواطر 2 / 204 مرسلاً.
5- يعني: أبا عبد الله عليه السلام. 
6- أخرج في البحار: 68 / 221 ح 10 عن الكافي: 2 / 250 ح 5 بإسناده عن سماعة مثله.
 
 
 
16
 

12

باب شدة ابتلاء المؤمن

"ليس هكذا, ولكن إذا أحبّ الله عزّ وجلّ عبد أغرى به الناس ليقولوا ما ليس فيه يؤجره ويؤثمهم (وإذا أبغض عبداً ألقى الله عزّ وجلّ له المحبّة في قلوب العباد ليقولوا ما ليس فيه ليؤثمهم (و/ ظ) ايّاه"1.

ثم قال: من كان أحبّ إلى الله تعالى من يحيى بن زكريا ؟ ثم أغرى جميع من رأيت, حتّى صنعوا به ما صنعوا, ومن كان أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من الحسين بن علي عليهما السلام ؟ أغرى به حتّى قتلوه ! ومن كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان؟ ليس كما قالوا2.

19ـ عن زيد الشحام قال: قال الصادق عليه السلام: "ان الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً أغرى به الناس"3.

20ـ عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع (الاولى), أيسرها عليه: مؤمن مثله يحسده, والثانية: منافق يقفو أثره, والثالثة, شيطان يعرض له يفتنه ويضله, والرابعة: كافر بالذي آمن به يرى جهاده جهادا, فما بقاء المؤمن بعد هذا4؟!

21 ـ عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام: ان العبد المؤمن ليكرم 
  

1- سقط من النسخة ـ أ ـ.
2- رواه في مشكاة الأنوار ص 286 عن المفضّل بن عمر باختلاف يسير في ألفاظه وأسقط منه آخره ( من كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان ).
3- روى في مشكاة الأنوار: ص 286 مرسلاً نحوه.
4- عنه في المستدرك: 2 / 88 ح 1 وأخرج في البحار: 68 / 216 ح 6 والوسائل: 8 / 526 ح 2 عن الكافي: 2 / 249 ح 2 بإسناده عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام عن رسول الله 9 نحوه.
 
 
 
 
17
 

13

باب شدة ابتلاء المؤمن

على الله عزّ وجل, حتّى لو سأله الجنّة وما فيها أعطاها ايّاه, ولم ينقص ذلك من ملكه شيء ولو سأله موضع قدمه من الدنيا حرمه, وان العبد الكافر ليهون على الله عزّ وجلّ لو سأله الدنيا وما فيها, أعطاها ايّاه, ولم ينقص ذلك من ملكه شيء, ولو سأله موضع قدمه من الجنّة حرمه.

وانّ الله عزّ وجلّ ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء, كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ويحميه كما يحمي الطبيب المريض1.

22 ـ عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان لله عزّ وجلّ ضنائن2 من خلقه, يضن بهم عن البلاء, يحييهم في عافية ويرزقهم في عافية ويميتهم في عافية, (ويبعثهم في عافية, ويدخلهم3 الجنّة في عافية)4.

23 ـ عن محمّد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان لله عزّ وجلّ من خلقه عباداً, ما من بلية تنزل من السماء, أو تقتير في الرزق الاساق إليهم, ولا عافية أو سعة في الرزق إلاصرف عنهم
  

1- أخرج نحوه في البحار: 67 / 221 ح 28 والوسائل: 2 / 909 ح 18 عن الكافي: 2 / 258 ح 28 بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام, وذيله في الوسائل: 2 / 908 ح 9 عن الكافي: 2 / 255 ح 17 بإسناده عن حمران مثله, وروى ذيله أيضاً في تحف العقول: ص 300 مرسلاً عن علي عليه السلام والتمحيص: ح 5 بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء نحوه.
2- الضنائن: الاشياء التي يبخل بها لنفاستها.
3- في الكافي: يسكنهم.
4- روى في الكافي: 2 / 462 ح 1 بإسناده عن أبي حمزة مثله, وما بين المعقوفين سقط من النسخة ـ ب ـ.
 
 
 
18
 

14

باب شدة ابتلاء المؤمن

ولو أنّ نور أحد هم قسّم بين أهل الأرض جميعاً لاكتفوا به1.

24 ـ عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما قضى الله تبارك وتعالى لمؤمن (من) قضاء الا جعل له الخيرة فيما قضى2.

25 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله يذود3 المؤمن عمّا يكره ممّا يشتهي, كما يذود الرجل البعير عن إبله4 ليس منها5.

26 ـ وعنه عليه السلام قال: إنّ الربّ ليتعاهد المؤمن, فما يمرّ به أربعون صباحاً إلا تعاهده إمّا بمرض في جسده, وإما بمصيبة في أهله وماله أو بمصيبة من مصائب الدنيا ليأجره الله عليه6.

27 ـ عن ابن حمران 7 قال: سمعته يقول: ما من مؤمن يمرّ به أربعون ليلة إلا وقد يذكر بشيء يؤجر عليه, أدناه هم لا يدري من أين هو؟8.
 

1- عنه في المستدرك: 1 / 141 ج 2, وروى مثله في التمحيص: ح 27 باختلاف يسير.
2- أخرج في البحار: 71 / 158 ذ ح 75 عن مشكاة الأنوار: ص 33 مرسلاً مثله, وفي ص 152 ح 58 عن التمحيص ح 123 عن أبي خليفة مع اختلاف يسير.
3- يذود: يدفع أو يمنع.
4- في النسخة ـ أ ـ أهله.
5- أخرجه في البحار: 67 / 243 ح 80 عن التمحيص: ح 110 بإسناده عن عيسى بن أبي منصور باختلاف يسير, متحد مع ح 77 باختلاف يسير فراجع.
6- أخرج في البحار: 67 / 236 عن جامع الأخبار: ص 133 مرسلاً مثله وأورد في مشكاة الأنوار: ص 293 نحوه. وفي هذه المصادر: ليأجره عليها وهو أنسب.
7- في النسخة ـ أ ـ ابن مهران. 
8- أخرج في البحار: 67 / 237 عن جامع الأخبار: ص 133 مرسلاً نحوه, وروى نحوه في مشكاة الأنوار: ص 293 مرسلاً وفي التمحيص ح 16 نحوه.
 
 
 
 
19
 
 
 

15

باب شدة ابتلاء المؤمن

28ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام: لا يصير على المؤمن أربعون صباحاً إلا تعاهده الربّ تبارك وتعالى بوجع في جسده, أو ذهاب ماله, أو مصيبة يأجره الله عليها1.

29ـ وعنه عليه السلام قال: ما فلت المؤمن من واحدة من ثلاث, أو جمعت عليه الثلاثة2: أن يكون معه من يغلق عليه بابه في داره, أو جار يؤذيه أو من في طريقه إلى حوائجه (يؤذيه ظ),ولو أنّ مؤمناً على قلّة3 جبل لبعث الله شيطاناً يؤذيه, ويجعل الله له من إيمانه اُنساً4.

30ـ عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه, ويذكره به 6.5

31 ـ عن أبي الصباح 7 قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام, فشكى
  

 
1- رواه في التمحيص: ح 11 عن أبي بصير نحوه.
2- في المصادر: ثلاث وهو أنسب.
3- قلّة الجبل: أعلاه, قمته.
4- عنه في المستدرك: 2 / 78 ح 7 وعن التمحيص ح 28 وأخرج في البحار 67 / 241 ح 70 عن التمحيص عن زراره عنه عليه السلام وفي البحار: 68 / 218 ح 7 والوسائل: 8 / 485 ح 3 عن الكافي: 2 / 249 ح 3 نحوه.
5- أخرجه في البحار: 67 / 211 ح 14 والوسائل: 2 / 907 ح 7 عن الكافي: 2 / 254 ح 11 بإسناده عن محمّد بن مسلم, وفي البحار 67 ص 242 ذ ح 74 عن التمحيص ح 54 مرسلاً مثله وروى في تنبيه الخواطر: 2 / 204 عن محمّد بن مسلم مثله.
6- في المصادر: يذكر به, وفي التمحيص: يذكّره ربّه.
7- في الأصل: أبو الصباح.
 
 
 
20
 

16

باب شدة ابتلاء المؤمن

إليه رجل, فقال: عقني ولدي واخوتي1 وجفاني اخواني, فقال أبو عبد الله عليه السلام: "ان للحق دولة, وللباطل دولة, وكل واحد منهما ذليل في دولة صاحبه وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده واخوته, ويجفوه إخوانه, وما من مؤمن يصيب رفاهية في دولة الباطل الا ابتلي في بدنه أو ماله أو أهله, حتّى يخلصه الله تعالى من السعة التي كان أصابها في دولة الباطل, ليؤخر به حظه في دولة الحقّ, فاصبروا وابشروا"2.

32 ـ عن علي بن الحسين وأبي جعفر عليهما السلام قالا: "إن المؤمن ليقال لروحه ـ وهو يغسل ـ: أيسرّك أن تردي إلى الجسد الذي كنت فيه ؟ فتقول: ما أصنع بالبلاء, والخسران, والغمّ ؟!"3.

33 ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله عزّ وجلّ: يا دنيا مرّي على عبدي المؤمن بأنواع البلايا, وما هو فيه من أمر دنياه, وضيّقي عليه في معيشته, ولا تحلولي له فيسكن اليك"4.

34 ـ عن الصباح بن سيابة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما أصاب المؤمن من بلاء فبذنب ؟ قال: لا ولكن ليسمع أنينه


1- في الأصل: والدي وما أثبتناه هو الارجح والظاهر أن السهو والتداخل بين مفردات الحديث وقع من النساخ والفعل عق لا يستعمل في اللغة والتعابير القرآنية إلا مع الوالدين.
2- روى في الكافي: 2 / 447 ح 12 بإسناده عن أبي الصباح الكناني نحوه.
3- أخرجه في البحار: 6 / 243 ح 67 عن كتاب الشقاء والجلاء. 
4- عنه في المستدرك: 1 / 141 ح 3 وأخرج في البحار: 72 / 52 خ 73 عن التمحيص: ص 22 ح 81 عن جابر عنه عليه السلام نحوه.
 
 
 
 
21
 
 

17

باب شدة ابتلاء المؤمن

وشكواه, ودعاؤه الذي يكتب له بالحسنات, وتحط عنه السيئاتُ وتدخّر له يوم القيامة1.
 
35 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "إنّ الله عزّ وجلّ ليعتذر إلى عبده المحوج (الذي ظ) كان في الدنيا ـ كما يعتذر الاخ إلى أخيه ـ فيقول: لا وعزّتي وجلالي ما أفقرتك لهوان كان بك علي, فارفع هذا الغطاء, فانظر ما عوضتك من الدنيا, فيكشف له, فينظر ما عوضه الله عزّ وجلّ من الدنيا, فيقول: ما ضرني يا ربّ مع ما عوّضتني"2.

36 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "نعم الجرعة الغيظ لن صبر عليها, فإنّ عظيم الأجر لمع3 عظيم البلاء, وما أحبّ الله قوماً إلا ابتلاهم"4.

37ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عزجل: "إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى, والسعة, والصحّة في البدن, فأبلوهم بالغنى والسعة والصحة في البدن, فيصلح لهم أمر دينهم".

وقال: انّ من العباد لعباداً لا يصلح لهم أمر دينهم, الا بالفاقة, و المسكنة, والسقم في أبدانهم, (فأبلوهم بالفقر والفاقة, والمسكنة, 
  

 
1- عنه في المستدرك: 1 / 80 ح 39 ب 1 وص 365 ح 3 ب 19 وفي النسخة ـ أ ـ تذخر.
2- أخرجه في البحار: 72 / 25 ح 20 عن الكافي: 2 / 264 ح 18 بإسناده عن مفضل بن عمر نحوه.
3- في الكافي: ( لمن ).
4- عنه في المستدرك: 1 / 140 ح 36, وأخرج في الوسائل: 2 / 908 ح 10 وج 8 / 523 ح 1 والبحار: 71 / 408 ح 21 عن الكافي: 2 / 109 ح 2 بإسناده عن زيد الشحام عنه عليه السلام مثله, وأورده في تنبيه الخواطر: 2 / 189 مرسلاً والتمحيص: ح 6 عن زيد الشحام عنه عليه السلام مثله.
 
 
 
22
 

18

باب شدة ابتلاء المؤمن

والسقم في أبدانهم)1, فيصلح لهم ( عليه ـ خ ) أمر دينهم2.

38ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أخذ (الله)3 ميثاق المؤمن على ألا يصدق في مقالته, ولا ينتصف من عدوه4.

39ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً غثّه5 بالبلاء غثّاً, وثجّه6 بالبلاء ثجّاً, فإذا دعاه قال: لبّيك عبدي, لبّيك عبدي, لئن عجلت لك ما سألت إنّي على ذلك لقادر, ولئن ذخرت لك فما ادّخرت لك خير لك7.

40ـ عن أبي حمزة قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ثابت8 إن الله إذا أحبّ عبداً غثّه بالبلاء غثّاً, وثجّه به ثجّاً, وانّا وايّاكم لنصبح به9 ونمسي10.
  

 
 
1- سقط من النسخة ـ ب ـ.
2- أخرج في البحار: 72 / 327 ح 12 صدره عن الكافي: 2 / 60 ح 4 بإسناده عن داود الرقي عن أبي جعفر عليه السلام مثله وكلمة الفقر ليست في الكافي وهو أظهر.
3- ليست في الأصل, وأثبتناها من الكافي.
4- أخرجه في البحار: 68 / 215 ح 5 عن الكافي: 2 / 249 ح 1 بإسناده عن داود بن فرقد مع زيادة في آخر الحديث.
5- في الكافي: غته, بمعنى غمسه في البلاء, وغثه: بمعنى أهزله.
6- ثجّه أسال عليه البلاء سيلاً.
7- عنه في المستدرك: 1 / 365 ح 4 وصدره في ص 141 ح 4 وأخرجه في الوسائل. 2 / 908 ح 15 والبحار: 67 / 208 ح 10 عن الكافي: 2 / 253 ح 7 باسناده عن حمّاد عن أبيه عنه عليه السلام وفي التمحيص: ح 25 بإسناده عن سدير مثله.
8- في النجاشيّ: ثابت بن أبي صفية دينار: أبو حمزة الثمالي.
9- في النسخة ـ أ ـ ( أو ).
10- عنه في المستدرك: 1 / 141 ح 5, وأخرجه في الوسائل: 2 / 908 ح 11 والبحار: 67 / 208 ح 9 عن الكافي: 2 / 253 ح 6 بإسناده عن الحسين بن علوان مثله.
 
 
23
 

19

باب شدة ابتلاء المؤمن

41 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحواريين شكوا إلى عيسى ما يلقون من الناس وشدّتهم عليهم, فقال: إن المؤمنين لم يزالوا مبغضين, وإيمانهم كحبة القمح ما أحلى مذاقها, وأكثر عذابها1.

42ـ عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن أردتم أن تكونوا إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس, وإلا فلستم لي بأصحاب2.

43 ـ عن محمّد بن عجلان قال: كنت عند سيدي أبي عبد الله عليه السلام: فشكى إليه رجل (الحاجة)3, فقال: اصبر فإن الله عزّ وجلّ يجعل لك فرجا, ثم سكت ساعة, ثم أقبل على الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو ؟ قال: أصلحك الله ضيق منتن, وأهله بأسوء حالة, فقال عليه السلام: إنما أنت في السجن, تريد أن تكون في سعة؟ إمّا علمت أنّ الدنيا سجن المؤمن4.

44ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله إذا أحبّ عبداً بعث إليه ملكاً فيقول: اسقمه وشدّد البلاء عليه فإذا برأ من شيء فابتله لما هو أشد منه وقوي عليه, حتّى يذكرني, فإني أشتهي أن أسمع دعاءه (نداءه ـ خ), وإذا 
  

1- رواه في مشكاة الأنوار: ص 286 مرسلاً وأسقط منه ( وشدتهم عليهم ) وفيه: أعداء ها بدل عذابها.
2- روى في مشكاة الأنوار: ص 285 مرسلاً مثله.
3- ليست في الأصل وأثبتناها من الكافي.
4- أخرجه في البحار: 68 / 219 ح 9 عن الكافي: 2 / 250 ح 6 بإسناده عن محمّد بن عجلان, ورواه في تنبيه الخواطر: 2 / 203 مرسلاً, والتمحيص: ح 77, وآخر السرائر: ص 185 مثله.   
 
 
24
 

20

باب شدة ابتلاء المؤمن

أبغض عبداً وكل به ملكاً فقال: صحّحه, وأعطه كي لا يذكرني, فإني لا أشتهي أن أسمع صوته1.

45ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد يكون له عند ربّه درجة لا يبلغها بعمله فيبتلى في جسده (أو يصاب في ماله)2, أو يصاب في ولده, فان هو صبر بلّغه الله إيّاها3.

46ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: عجباً للمؤمن, إنّ الله لا يقضي قضاء إلا كان خيراً له, فان ابتلي صبر, وان اُعطي شكر4.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: (جاء ـ خ) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وذكر مثله سواء5.

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزّ وجلّ يعطي الدنيا من يحبّ ويبغض, ولا يعطي الآخرة الا من أحبّ, وإن المؤمن ليسأل الربّ موضع سوط في الدنيا فلا يعطيه ايّاه, ويسألة الآخرة فيعطيه ما شاء, ويعطي الكافر في الدنيا ما شاء ويسأل في الآخرة موضع سوط فلا يعطيه ايّاه6.
  

1- أخرجه في البحار: 93 / 371 ح 13 عن التمحيص: ح 111 عن سفيان بن السمط مفصلاً
2- سقط من النسخة ـ ب ـ.
3- رواه في مشكاة الأنوار: ص 127 مرسلاً, وفيه ظفره بدل بلغه.
4- أخرجه في البحار: 70 / 184 عن مشكاة الأنوار: ص 22 مرسلاً.
5- نفس المصدر السابق
6- رواه في مشكاة الأنوار: ص 29 مرسلاً وأخرجه في البحار: 72 / 52 ح 79 والتمحيص: ح 92 بإسناده عن جميل باختلاف يسير.
 
 
 
25
 

21

باب شدة ابتلاء المؤمن

48ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله عزّ وجلّ: عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء الا جعلت ذلك خيراً له, فليرض بقضائي, وليصبر على بلائي. وليشكر على نعمائي, أكتبه1 في الصديقين عندي2.

49ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وحتّى بدت نواجذه, ثم قال: ألا تسألوني عمّا ضحكت؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: عجبت للمرء المسلم أنّه ليس من قضاء يقضيه الله له الا كان خيراً له في عاقبة أمره3.

50 ـ وقال أبو عبد الله عليه السلام: إنّه ليكون للعبد منزلة عند الله عزّ وجلّ, لا يبلغها إلا بإحدى الخصلتين, إمّا ببلية في جسمه, أو بذهاب ماله4.


1- في الكافي: ليشكر نعمائي اكتبه يا محمد.
2- أخرج في الوسائل: 2 / 899 ح 2 والبحار: 72 / 330 ح 13 عن الكافي: 2 / 61 ح 6 بإسناده عن عمرو بن نهيك بياع الهروي, مثله وعنه في المستدرك: 1 / 137 ح 5.
3- عنه في المستدرك: 1 / 137 ح 6 وفي البحار: 71 / 141 ح 32 عن أمالي الصدوق: ص 439
ح 15 مثله رواه في تنبيه الخواطر: 2 / 86 عن سليمان بن خالد عنه عليه السلام, مثله.
4- عنه في المستدرك: 1 / 141 ح 6 وأخرجه في الوسائل: 2 / 907 ح 4 والبحار: 67 / 215 ح 23 عن الكافي: 2 / 257 ح 23 بإسناده عن سليمان بن خالد باختلاف يسير في متنه.
 
 
 
26


 

22

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

51ـ عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا جالس (عنده) عن قول الله تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾1 أيجرى لهؤلاء ممن (لا)2 يعرف منهم هذا الأمر ؟ قال: إنما هي للمؤمنين خاصة 3.
 
52ـ عن يعقوب بن شعيب قال: سمعته4 يقول: ليس لأحد على الله ثواب على عمل إلا للمؤمنين5.

53 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله, لكلّ عمل سبعمائة ضعف وذلك قول الله عزّ وجلّ ﴿يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء67.
  

 
1- الأنعام / 160.
2- في الأصل رسم الكلمة: ( لها ولا ).
3- عنه في البحار: 67 / 64 ح 8.
4- أحدهما  عليهما السلام.
5- عنه في البحار: 67 / 64 ح 9.
6- البقرة / 261.
7- عنه في البحار: 67 / 64 ح 10 وأخرجه في البحار: 68 / 24 ح 42 والوسائل: 1 / 90 ح 11 عن أمالي ابن الطوسي: ص 140 وفي البحار: 74 / 412 ح 23 عن الثواب: ص 201 بإسناده عن أبي محمّد الوابشي مثله, والبحار: 71 / 248 ح 8 عن تفسير العياشي: 1 / 147 عن محمّد الوابشي مثله.
 
 
27
 

 


23

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

54ـ وعن أبي عبد الله1 عليه السلام قال: إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض.
 
وقال: إن المؤمن وليّ الله يعينه ويصنع له, ولا يقول على الله إلا الحقّ, ولا يخاف غيره.

وقال: إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان, فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه, والذنوب تتحات عن وجوههما2 حتّى يفترقا ( يتفرقا ـ خ )3.

55ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزّ وجلّ لا يوصف, وكيف يوصف! وقد قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾4 فلا يوصف بقدر5 إلا كان أعظم من ذلك, وإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يوصف وكيف يوصف عبد رفعه الله عزّ وجلّ إليه وقربه منه, وجعل طاعته في الأرض كطاعته فقال عزّ وجل: ﴿مَا آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا﴾6 ومن أطاع هذا فقد أطاعني, ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه ؟!

وإنّا لا نوصف, وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس؟! ـ وهو 
  

 
1- في النسخة ـ أ ـ والبحار عن أحدهما عليه السلام.
2- هكذا في الأصل.
3- عنه في البحار: 67 / 64 ح 11 وح 12, وذيله في المستدرك: 2 / 96 ح 10.
4- الأنعام / 91.
5- في الأصل, بقدره, وهو تصحيف.
6- الحشر / 7.
 
 
 
28
 

24

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

الشرك ـ1 والمؤمن لا يوصف, وان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه, فلا يزال الله عزّ وجلّ ينظر إليهما, والذنوب تتحات عن وجوههما (جسميهما ـ خ) كما يتحات الورق عن الشجرة 2.

56ـ عن مالك الجهني قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام, وقد حدّثت نفسي بأشياء, فقال لي: يا مالك أحسن الظنّ بالله ولا تظنّ انّك مفرط في أمرك, يا مالك: أنّه لا تقدر على صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وكذلك لا تقدر على صفتنا)3, وكذلك لا تقدر على صفة المؤمن, يا مالك: إنّ المؤمن يلقى أخاه فيصافحه, فلا يزال الله عزّ وجلّ ينظر اليهما, والذنوب تتحات عن وجوههما حتّى يفترقا وليس عليهما من الذنوب شيء فكيف تقدر على صفة من هو هكذا ؟4.

57ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا التقى المؤمنان كان بينهما مائة رحمة, تسع وتسعون لاشد هما حبّاً لصاحبه5.

58ـ عن أبي عبيدة6 قال: زاملت أبا جعفر عليه السلام إلى مكة,
  

 
1- في الكافي: الشك.
2- ذيله في المستدرك: 2 / 96 ح 11.
وأخرجه في البحار: 76 / 30 ح 26, وذيله في الوسائل: 8 / 554 ح 3 عن الكافي: 2 / 182 ح 16 بإسناده عن زرارة باختلاف يسير في متنه.
3- سقط من النسخة ـ ب ـ.
4- عنه في المستدرك: 2 / 96 ح 12 وصدره في ص 296 ح 15 وأخرجه في البحار: 76 / 26 ح 16 و ذيله في الوسائل: 8 / 554 ح 3 عن الكافي: 2 / 180 ح 6 بإسناده عن مالك الجهني نحوه.
5- روى نحوه في تنبيه الخواطر: 2 / 198 عن إسحاق بن عمّار, وفي عدّة الداعي: ص 173 مرسلاً نحوه أيضاً.
6- في الأصل, أبو عبيدة.
 
 
29
 

 


25

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

(فكان إذا نزل صافحني)1, وإذا ركب صافحني, فقلت: جعلت فداك, كأنك ترى في هذا شيئاً ؟ فقال: نعم, إنّ المؤمن إذا لقى أخاه فصافحه تفرّقا من غير ذنب2.

59 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (فكما)3 لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله عزّ وجلّ فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وكما لا تقدر على كنه صفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كذلك لا تقدر على كنه صفة الإمام, وكما لا تقدر على كنه صفة الإمام كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن4.

60ـ عن صفوان الجمّال قال: سمعته5 يقول: ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا إلا كان أفضلهما إيماناً أشدهما حبّاً لصاحبه. وما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا, وذكر الله فيفترقا6 حتّى يغفر الله لهما, إن شاء الله7.
  

1- سقط من النسخة ـ ب ـ.
2- عنه في المستدرك: 2 / 97 ح 4 وأخرجه في الوسائل: 8 / 558 ح 2 والبحار: 76 / 23 ح 11 عن الكافي: 2 / 179 ح 1 بإسناده عن أبي عبيدة نحوه مفصلاً.
3- أثبتناه من البحار.
4- عنه في البحار: 67 / 65 ح 13 وفي نسخة ـ أ ـ تقدرون, ولعلّ الأنسب, لا تقدر.
5- يعني: أبا عبد الله عليه السلام كما في الكافي.
6- في المستدرك: فتفرقا وهو أظهر.
7- عنه في المستدرك: 2 / 96 ح 13 وأخرج صدره مختصراً في البحار: 69 / 250 ح 26 عنالكافي: 2 / 127 ح 15 وفيه لأخيه بدل لصاحبه وفي البحار: 74 / 398 ح 32 عن المحاسن: 1 / 263 ح 333 بإسنادهما عن صفوان الجمّال, وفي الوسائل: 11 / 439 ح 2 عن الكافي والمحاسن مثله.
 
 
 
 
 
30
 







 

26

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

61 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا محمّد, إنّ ربّك يقول: من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة1.

وما تقرّب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء الفرائض, وإنه ليتنفل لي حتّى أحبّه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها2.

وما تردّدت في شيء أنا فاعله, كترددي في موت عبدي المؤمن, يكره الموت وأنا أكره مساءته3.

وإنّ من المؤمنين من لا يسعه إلا الفقر, ولو حولته إلى الغنى كان شرّاً له, و منهم من لا يسعه إلا الغنى ولو حولته إلى الفقر لكان شرّاً له4. وإن عبدي ليسألني قضاء الحاجة, فأمنعه إيّاها لما هو خير له5.

62ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله عزّ وجلّ: من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي.
  

1- عنه في المستدرك: 1 / 177 ح 8 وج 2 / 302 ح 1 وروى نحوه في مشكاة الأنوار ص 322 مرسلاً, متحد مع ح 186.
2- عنه في المستدرك: 1 / 177 ح 8 وصدره في المستدرك: 2 / 302 ح 1.
3- عنه في المستدرك: 1 / 86 ح 1.
4- روى نحوه من أوله إلى آخره في الكافي: 2 / 352 ح 8 مع تقديم وتأخير مسندا عن أبي جعفر عليه السلام وأخرج قطعتيه في الوسائل: 2 / 644 ح 1 وقطعة منه في الوسائل: 3 / 53 ح 6 عن الكافي. 
5- ذكر نحوه في الجواهر السنية: ص 122.
 
 
32

27

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

وما تقرّب إليّ عبد بمثل ما افترضت عليه, وإنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتّى أحبّه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشى بها, إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته.
 
وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في موت المؤمن, يكره الموت(وأنا أكره مساءته)2.

63 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقول الله عزّ وجلّ: "من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي, وأنا أسرع شيء في نصرة أوليائي, وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن إنّي لاُحبّ لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه, وإنه ليسألني فاعطيه, وإنه ليدعوني فأجيبه, ولو لم يكن في الدنيا إلا عبد مؤمن لا ستغنيت به عن جميع خلقي, ولجعلت له من إيمانه انسا لا يستوحش إلى أحد"3.

64 ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لو كانت ذنوب المؤمن مثل رمل عالج, ومثل زبد البحر لغفرها الله له فلا تجتروا4.
  

1- سقط من النسخة ـ أ ـ من ذيل هذا الحديث, كما سقط من صدر حديث 63, والظاهر أنّه زاغ عن بصر الناسخ, لأجل التشابه بين جزئي الحديث.
2- صدره وذيله في المستدرك: 1 / 86 ح 2 وصدره في ج 2 / 302 ح 2 وأخرجه في البحار: 75 / 155 ح 25 وصدره في الوسائل: 8 / 588 ح 3 وقطعة منه في الوسائل: 3 / 53 ح 6 عن الكافي: 2 / 352 ح 7 بإسناده عن حمّاد بن بشير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله 9 ..., صدره مع ح 184.
3- عنه في البحار: 67 / 65 ح 14, وصدره في المستدرك: 1 / 86 ح 3 صدره متحد مع ح 185.
4- عنه في البحار: 67 / 65 ح 15, وقوله لا تجتروا: أي لا تتركوا أنفسكم تفعل ما تشاء ( انظر البحار: 27 / 54 ح 7 و 10 ).
 
 
 
 
32

28

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

65ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه (ثم قال: إنا)1 والله جميعاً2.
 
66ـ وعن أبي الصامت قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام, فقال: يا أبا الصامت, ابشر, ثم ابشر, ثم ابشر, ثم قال لي: يا أبا الصامت إن الله عزّ وجلّ يغفر للمؤمن وإن جاء بمثل ذا ومثل ذا وأومى إلى القباب قلت: وإن جاء بمثل تلك القباب, فقال: إي والله, ولو كان بمثل تلك القباب إي والله "مرتين" .

67ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت بمكّة3 له: إن لي حاجة, فقال: تلقاني بمكّة, فلقيته, فقلت: يا بن رسول الله إن لي حاجة؟ فقال: تلقاني بمنى, فلقيته بمنى, فقلت: يابن رسول الله إن لي حاجة, فقال: (هات)4 حاجتك فقلت: يا بن رسول الله إنّي كنت أذنبت ذنبا فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ, لم يطلع عليه أحد, و اجلّك5 أن أستقبلك به, فقال: إذا كان يوم القيامة تجلّى6 الله عزّ وجلّ لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً, ثم يغفرها له, لا يطّلع على ذلك ملك مقرّب, ولا نبيّ مرسل.

وفي حديث آخر: ويستر عليه من ذنوبه ما يكره أن يوقفه عليه, ثم
  

 
1- ما بين المعقوفين غير مذكور في نسخة البحار, ومعناه غير واضح.
2- عنه في البحار: 67 / 65 ح 16.
3- الظاهر زيادة لفظ ( بمكة ) فإنّه قال: تلقاني بمكة.
4- ما بين المعقوفين من البحار, والظاهر أنّه ساقط والحديث دالّ عليه.
5- في الأصل: وأجلك أن أجلك. 
6- في الأصل: ( يحل ) وهو تصحيف.
 
 
 
 
33
 
 

29

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

 
يقول لسيئاته كوني حسنات, وذلك قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَاولئكَ الّذينَ يُبَدِّلُ الله سَيّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾2.1

68 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام: إن الكافر ليدعو (في حاجته)3 فيقول الله عزّ وجلّ: عجّلوا حاجته بغضا لصوته.

وإنّ المؤمن ليدعو في حاجته, فيقول الله عزّ وجلّ: أخّروا حاجته شوقاً إلى صوته, فإذا كان يوم القيامة قال الله عزّ وجلّ: دعوتني في كذا وكذا فأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا, قال: فيتمنى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا فيما يرى من حسن الثواب4.

69 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن إذا دعا الله عزّ وجلّ أجابه ـ فشخص بصري نحوه إعجابابها ـ قال, فقال: إن الله واسع لخلقه5.

70 ـ وعن ابن أبي البلاد, عن أبيه, عن بعض أهل العلم قال: إذا مات المؤمن صعد ملكاه, فقالا: يا ربّ مات فلان, فيقول: انزلا,
  

1- الفرقان / 70, ( والذين, ليست من أصل الآية ).
2- أخرجه في البحار: 7 / 259 ح 5 عن كتاب الزهد: ص 91 ح 245 بإسناده عن حجر بن زائدة, عن رجل, عنه عليه السلام باختلاف يسير, ونحو ذيله في ص 287 ح 2 عن العيون: 2 / 32 ح 57 بأسانيده. الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن رسول الله 9 وصحيفة الرضا: ص 31 مرسلاً.
3- سقطت من النسخة ـ ب ـ.
4- أخرجه في البحار: 93 / 374 عن عدّة الداعي: ص 188 مرسلاً من قوله ( إن المؤمن ليدعو ... )
5- عنه في البحار: 67 / 65 ح 17 وفيه بما بدل بها وهو أنسب.
 
 
34
 

30

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

فصليا عليه عند قبره وهلّلاني وكبّراني إلى يوم القيامة, واكتبا ما تعملان له1.

71ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن رؤياه جزء من سبعين جزء من النبوّة ومنهم من يعطى على الثلاث2.

72ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله إذا أحبّ عبداً عصمه, (وجعل غناه في نفسه)3, وجعل ثوابه بين عينيه.

(وإذا أبغضه وكله إلى نفسه, وجعل فقره بين عينيه)5.4

73 ـ (ابن أبي البلاد)6, وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد ليدعو, فيقول الربّ عزّ وجلّ: يا جبرئيل احبسه بحاجته, فأوقفها بين السماء والأرض شوقاً إلى صوته7.

74ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عزّ وجلّ خلق طينة المؤمن من طينة الأنبياء, فلن تخبث8 أبداً9.
  

1- عنه في البحار: 67 / 66 ح 18.
2- عنه في البحار: 61 / 191 ح 59 وفيه الثلث بدل الثلاث, وأخرجه في ج 61 / 177 ح 40 عن الكافي: 8 / 90 ح 58 بإسناده عن هشام بن سالم, وفيه رأي المؤمن ورؤياه وذكر نحوه ( سقط هذا الحديث من ب ).
3- سقط من النسخة ـ ب ـ.
4- عنه في اعلام الدين: ص 229.
5- عنه في اعلام الدين: ص 229.
6-  هكذا في ـ أ ـ وما بين المعقوفين ليس في النسخة ـ ب ـ.
7-  أخرج في الوسائل: 4 / 1113 ح 7 عن عدّة الداعي: ص 25 عن جابر عن النبي 9 نحوه.
8-  في النسخة ـ أ ـ ( تنجس ).
9- عنه في المستدرك: 1 / 168 ح 1 وأخرج نحوه في البحار: 5 / 225 ح 1 عن المحاسن 1 / 133 ح 7 وفى البحار: 67 / 93 ح 12 عن الكافي: 2 / 3 ح 3 مسنداً.
 
 
35

31

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

75ـ عن صفوان الجمّال, قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن هلاك الرجل لَمِنْ ثلم الدين1.

76ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عمل المؤمن يذهب فيمهد له في الجنّة كما يرسل الرجل بغلامه فيفرش له, ثم تلا: ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالحاً فَلاَنْفُسِهِمْ يمهَدُونَ3.2

77ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يذود المؤمن عمّا يكره كما يذود الرجل البعير الغريب, ليس من إبله4.

78ـ وعن أبي جعفرعليه السلام قال: إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا (أدخل الله يده فصافح)5 أشدهما حبّاً لصاحبه6.

79 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: كما لا ينفع مع الشرك شيء, فلا يضر مع الايمان شيء7.

80ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يقول الله عزّ وجلّ: ما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي على (قبض روح عبدي)8 المؤمن لأنني أحبّ
  

1- عنه في اعلام الدين: ص 270 وفيه: ان موت المؤمن.
2- الروم: 44. 
3- عنه في البحار: 67 / 66 ح 20.
4-  عنه في البحار: 67 / 66 ح 21 متحد مع ح 25 وله تخريجات ذكرناها هناك.
5- ليس في النسخة ـ ب ـ.
6- عنه في المستدرك: 2 / 96 ح 14, وأخرجه في الوسائل: 8 / 554 ح 6 والبحار: 76 / 24 ح 12 عن الكافي: 2 / 179 ح 2 بإسناده عن أبي خالد القماط, وفيه: ( أدخل الله يده بين أيديهما ).
7- عنه في البحار: 67 / 66 ح 22.
8- ليس في النسخة ـ ب ـ.
 
 
 
36
 
 

32

باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

لقاءه وهو يكره الموت, فأزويه عنه, ولو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي, وجعلت له من إيمانه اُنساً لا يحتاج فيه إلى أحد1.

81ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يموت في غربة (من)2 الأرض فيغيب عنه بواكيه إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وبكته أثوابه, وبكته أبواب السماء التي كان يصعد بها عمله, وبكاه الملكان الموكلان به3.

82- وعن أحدهما عليهما السلام قال: إن ذنوب المؤمن مغفورة, فيعمل المؤمن لما يستأنف, إمّا إنها ليست إلا لأهل الايمان4.

83ـ عن إسحاق بن عمّار قال: سمعته5 يقول: إن الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضنّ بهم عن البلاء, خلقهم في عافية, وأحياهم في عافية, وأماتهم في عافية, وأدخلهم الجنّة في عافية6.
 
 

1- عنه في البحار: 67 / 66 ح 23 وأخرجه في البحار: 6 / 160 ح 34 عن المحاسن: 1 / 159 ح 99 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله 7, وذيله في البحار: 67 / 154 ح 13 عن الكافي: 2 / 245 ح 2 بإسناده عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عن رسول الله 9 مثله.
2-ليس في النسخة ـ ب ـ.
3- عنه في البحار: 67 / 66 ح 24, وأخرجه في الوسائل: 8 / 250 ح 3 عن المحاسن: 2 / 370 ح 124 والفقيه: 2 / 299 ح 2510 وثواب الأعمال: ص 202 بأسانيدهم عن أبي محمّد الوابشي باختلاف يسير.
4- عنه في البحار: 67 / 67 ح 25.
5- يعني: أبا عبد الله عليه السلام كما في الكافي.
6- رواه في الكافي: 2 / 462 ح 2 بإسناده عن إسحاق بن عمّار مثله.
 
 
37
 

33

باب ما جعل الله بين المؤمنين من الاخاء

84ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمنون إخوة بنو أب وام, فإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر الآخرون1.
 
85ـ وعن أحدهما عليهما السلام أنّه قال: المؤمن (أخو المؤمن)2 كالجسد الواحد, إذا سقط منه شيء تداعى سائر الجسد3.

86ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد, إذا اشتكى شيئاً منه وجد (ألم)4 ذلك في سائر جسده لأنّ أرواحهم من روح الله تعالى, وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح الله من اتّصال (شعاع)5 الشمس بها6.

87 ـ عن جابر عن أبي جعفرعليه السلام, قال: تنفست بين يديه, ثم 
  

1- عنه في البحار: 74 / 264 ح 4 وعن الكافي: 2 / 165 ح 1 بإسناده عن المفضّل بن عمر.
2- ليس في الأصل, وأثبتناه من البحار.
3- عنه في البحار: 74 / 273 ح 15, وقد سقط هذا الحديث من النسخة ـ ب ـ.
4- ما بين المعقوفين موجود في غير هذا الكتاب من المصادر.
5- سقط من النسخة ـ ب ـ.
6- عنه في البحار: 74 / 268 ح 8 وعن الكافي: 2 / 166 ح 4 بإسناده عن أبي بصير مع اختلاف يسير وفيه: أرواحهما من روح واحدة بدل لأنّ أرواحهم من روح الله, وفي ص 277 ح 9 عن الإختصاص: ص 26 مرسلاً مثله وفي البحار: 61 / 148 ح 25 عن الكافي والإختصاص, ورواه في مصادقة الأخوان: ص 30 ح 2 مثله.
 
 
 
 
39
 

34

باب ما جعل الله بين المؤمنين من الاخاء

قلت: يا ابن رسول الله هم يصيبني من غير مصيبة تصيبني, أو أمر ينزل بي, حتّى تعرف ذلك أهلي في وجهي, ويعرفه صديقي, فقال: نعم, يا جابر, قلت: ما ذلك يا ابن رسول الله؟
 
قال: وما تصنع به؟ قلت: أحبّ أن أعلمه, فقال: يا جابر إن الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان, وأجرى بهم من ريح1 الجنّة روحه, فكذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه, فإذا أصاب روحاً من تلك الأرواح في بلدة من البلدان شيء حزنت (حزبت ـ خ) هذه الأرواح لأنّها منها2.

88ـ وعن أبي جعفرعليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه لأنّ الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان, وأجرى في صورهم من ريح الجنان, فلذلك هم إخوة لأب واُمّ3.

89ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: الأرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام كما تتشام الخيل, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف, ولو أن مؤمناً جاء إلى مسجد فيه اناس كثير ليس فيهم إلا 


1- في النسخة ـ ب ـ ( روح ).
2- عنه في البحار: 74 / 266 ح 6 وفي ص 265 ح 5 وج 67 / 75 ح 11 عن الكافي: 2 / 166 ح 2 و أخرجه في البحار: 61 / 147 ح 23 والبحار: 74 / 276 عن المحاسن: 1 / 133 ح 10 بإسنادهما عن جابر الجعفي نحوه.
3- أخرجه عنه وعن الكافي: 2 / 166 ح 7 بإسناده عن أبي حمزة باختلاف يسير في البحار: 74 / 271 ح 11 وفي: ص 276 ح 8 عن المحاسن: 1 / 134 ح 12 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي نحوه.
 
 
40
 

35

باب ما جعل الله بين المؤمنين من الاخاء

مؤمن واحد لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتّى يجلس إليه1.
 
90ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا والله لا يكون (المؤمن)2 مؤمناً أبداً حتّى يكون لأخيه مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائرعروقه3.

91- وعنه عليه السلام قال: لكلّ شيء شيء يستريح إليه, وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله4.

92ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمنون في تبارهم, وتراحمهم, وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى5.
  

1- عنه في البحار: 74 / 273 ح 16.
2- ليس في النسخة ـ ب ـ.
3- عنه في المستدرك: 2 / 93 ح 10 والبحار: 74 / 274 ح 17 وفي ص 233 ح 30 عن خط محمّد ابن علي الجباعي نقلاً عن خط الشهيد عن كتاب المؤمن وكذا: ح 91 و 92 و 93.
4- عنه في البحار: 74 / 274 ح 18.
5- عنه في البحار: 74 / 274 ح 19 والمستدرك: 2 / 410.
 
 
 
 
41
 
 

36

باب حقّ المؤمن على أخيه

93ـ عن المعلّى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما حقّ المؤمن على المؤمن؟ قال: إنّي عليك شفيق, إنّي أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع ولا تحفظ قال: فقلت: لاحول ولا قوة إلا بالله.
 
قال "للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة, وليس منها حقّ إلا وهو واجب على أخيه إن ضيع منها حقّاً خرج من ولاية الله, وترك طاعته, ولم يكن له فيها نصيب.

أيسر حقّ منها: أن تحب له ما تحب لنفسك, وأن تكره له ما تكرهه لنفسك.
والثاني: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويديك ورجليك.
والثالث: أن تتّبع رضاه, وتجتنب سخطه, وتطيع أمره.
والرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته.
والخامس: أن لا تشبع ويجوع, وتروى ويظمأ, وتكتسي ويعرى.
والسادس: أن يكون لك خادم (وليس له خادم)1 ولك امرأة تقوم عليك وليس له امرأة تقوم عليه, أن تبعث خادمك يغسل ثيابه, ويصنع طعامه ويهيء فراشه.
  

1- سقط من النسخة ـ ب ـ.
 
 
 
 
 
43
 

 

37

باب حقّ المؤمن على أخيه

والسابع: أن تبر قسمه, وتجيب دعوته, وتعود مرضته, وتشهد جنازته, وإن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها, ولا تكلفه أن يسألكها, فإذا فعلت ذلك, وصلت ولايتك لولايته, وولايته بولايتك.
 
وعن المعلّى مثله, وقال في حديثه: فإذا جعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته"1 وولايته بولاية الله عزّ وجلّ2.

94 ـ عن عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أنا وعبد الله بن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة, فقال عليه السلام إبتداء:

يا ابن أبي يعفور, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عزّ وجلّ, وعن يمين الله عزّ وجلّ.

قال ابن أبي يعفور: وما هي؟ جعلت فداك, قال: يحبّ المرء المسلم لأخيه ما يحبّ لاعز أهله, ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله, ويناصحه الولاية, فبكى ابن أبي يعفور وقال: كيف يناصحه الولاية؟

قال: يا ابن أبي يعفور (إذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه)3 يهم
  

1- ما بين المعقوفين سقط من النسخة ـ أ ـ.
2- عنه في المستدرك: 2 / 93 ح 11 وعن الإختصاص: ص 23 مرسلاً وقطعتين منه في ج 3 / 85 ح 7 وأخرج نحوه في البحار: 74 / 224 ح 12 عن الخصال: ص 350 ح 26 وأمالي ابن الشيخ: ج 1 / 95 ح 3 بإسنادهما عن المعلّى بن خنيس والإختصاص وفي ص 238 ح 40 عن الكافي: 2 / 169 ح 2 نحوه,
وفي الوسائل: 8 / 544 عن الخصال وأمالي ابي الشيخ والكافي ومصادقة الأخوان: ص 18 ح 4 مرسلاً وفي ص 546 ح 11 عن الكافي: 4 / 174 ح 14 نحوه مختصراً وأورده ابن زهرة في أربعينه ح 20 بإسناده عن المعلّى بن خنيس نحوه, وفيه: وتلبس ويعرى, ويمهد فراشه.
3- ليس في الأصل, وأثبتناه من الكافي.
 
4
44
 

38

باب حقّ المؤمن على أخيه

لهمه, وفرح لفرحه إن هو فرح, وحزن لحزنه إن هو حزن, فان كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه, والا دعا الله له".
 
قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلاث لكم وثلاث لنا: أن تعرفوا فضلنا, وأن تطأوا أعقابنا, وتنظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي الله (فيستضيء بنورهم من هو أسفل منهم)1 فأما الّذين عن يمين الله فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش ممّا يرون من فضلهم.

فقال ابن أبي يعفور, مالهم فما يرونهم وهم عن يمين الله! قال, يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور الله, إمّا بلغك حديث, أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن المؤمنين عن يمين الله وبين يدي الله, وجوههم أبيض من الثلج وأضوء من الشمس الضاحية, فيسأل السائل: من هؤلاء ؟ (فيقال: هؤلاء)2 الّذين تحابوا في جلال الله3.

95ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: والله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن4, فقال: إنّ المؤمن أفضل حقّاً من الكعبة5.

وقال: إنّ المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله, فلا يخونه, ولا 
  

1- ليس في الأصل وأثبتناه من الكافي.
2- سقط من النسخة ـ ب ـ.
3- عنه في المستدرك: 2 / 93 ح 12 وأخرجه في الوسائل: 8 / 542 ح 3 والبحار: 74 / 251 ح 47 عن الكافي: 2 / 172 ح 9 بإسناده عن عيسى بن أبي منصور مع اختلاف يسير في المتن.
4- مكرر مع ح 97.
5- أخرجه في البحار: 74 / 222 عن الإختصاص: ص 23 مرسلاً.
 
 
45
 

39

باب حقّ المؤمن على أخيه

يخذله1, ومن حقّ المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه, ولا يروى ويعطش أخوه, ولا يلبس و يعرى أخوه, وما أعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم2!
 
وقال: أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك, وإذا احتجت فسله, وإذا سألك فأعطه, ولا تمله خيراً ولا يمله لك, كن له ظهيرا فإنّه لك ظهير, إذا غاب فاحفظه في غيبته, وإن شهد زره وأجلله وأكرمه, فإنّه منك وأنت منه, وإن كان عاتباً فلا تفارقه حتّى تسل سخيمته, وإن أصابه خير فاحمد الله عزّ وجلّ, وإن ابتلي فأعطه, وتحمل عنه وأعنه3.

96ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن يحق عليه نصيحته ومواساته, ومنع عدوه منه4.

97ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام (قال): ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن5.
  

1- أخرجه في البحار: 74 / 311 صدر ح 67 عن الإختصاص: ص 21.
2- أخرج نحوه في البحار: 74 / 221 ح 2 عن الإختصاص: ص 22 مرسلاً.
3- في النسخة ـ أ ـ ( راغبة ـ خ ).عنه في البحار: 74 / 234 عن خط الجباعي نقلاً من خط الشهيد,وفي ص 243 ح 43 والوسائل: 8 / 545 ح 8 من قوله عليه السلام: حقّ المسلم على المسلم, عن الكافي: 2 / 170 ح 5 بإسناده عن إبراهيم بن عمر اليماني عنه عليه السلام وأخرج نحوه في ص 222 ح 5 عن أمالي الصدوق: ص 194 بإسناده عن عبد الله بن مسكان عن الباقر عليه السلام, وتمامه عنه وعن الإختصاص: ص 42 في المستدرك: 2 / 92 ح 3.
4- عنه في المستدرك: 2 / 92 ح 4 وصدره في ص 412 ح 3.
5- عنه في المستدرك: 2 / 92 ح 1 وعن الغايات: ص 72 عن ابن مسلم عن أحدهما عليه السلام وفيه عند الله بدل عبد الله, وأخرجه في الوسائل: 8 / 542 ح 1 والبحار: 74 / 243 ح 42 عن الكافي: 2 / 170 ح 4 بإسناده عن مرازم, مكرر مع صدر ح 95.
 
 
 
46

 
 

40

باب حقّ المؤمن على أخيه

98ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يخذله, ولا يعيبه, ولا يحرمه, ولا يغتابه1.
 
99ـ وعنه عليه السلام قال: إن من حقّ المسلم إن عطس أن يسمّته, و إن أولم أتاه, وإن مرض عاده, وإن مات شهد جنازته2.

100ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ نفراً من المسلمين خرجوا في سفر لهم, فأضلّوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتيمّموا3 ولزموا اُصول الشجر, فجاءهم شيخ عليه ثياب بيض, فقال: قوموا, لا بأس عليكم, هذا الماء قال: فقاموا و شربوا فأرووا4 فقالوا له: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا من الجن الّذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, إنّي سمعته يقول: "المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله" فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي5.

101ـ عن سماعة قال: سألته عن قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة شديدة (وليس) تسعهم الزكاة, وما يسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم, فان الزمان شديد, فقال: "المسلم أخو المسلم, لا يظلمه, ولا يخذله, ولا يحرمه6 ويحق على المسلمين الاجتهاد له,
  

1- عنه في المستدرك: 2 / 92 ح 5, متحد مع صدر ح 105 مع زيادة: لا يظلمه وله تخريجات سنذكرها هناك.
2- عنه في المستدرك: 2 / 92 ح 6 وص 72 ح 3.
3- في الكافي: ( فتكفنوا ), وفي هامشه: ( تكنفوا ).
4- في الكافي: ( ارتووا ).
5- عنه في المستدرك: 2 / 92 ح 7 وأخرجه في البحار: 74 / 272 ح 13 وج 63 / 71 ح 15 الكافي: 2 / 167 ح 10 بإسناده عن الفضيل بن يسار عنه عليه السلام مع اختلاف يسير.
6- في الكافي: (لا يخونه).
 
 
47

41

باب حقّ المؤمن على أخيه

والتواصل على العطف1, والمواساة لأهل الحاجة, والتعطف منكم, يكونون على أمر الله رحماء بينهم متراحمين, مهمين2 لما غاب عنكم من أمرهم, على ما مضى عليه (معشر)الانصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم4.
 
102ـ وعنه عليه السلام قال: سألناه عن الرجل لا يكون عنده إلا قوت يومه, ومنهم من عنده قوت شهر, ومنهم من عنده قوت سنة, أيعطف من عنده قوت يوم على من ليس عنده شيء, ومن عنده قوت شهر على من دونه (ومن عنده قوت سنة على من دونه)5 على نحو ذلك, وذلك كلّه الكفاف الذي لا يلام عليه.

فقال عليه السلام: هما أمران, أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة فيه, والأثرة على نفسه, إن الله عزّ وجلّ يقول: ﴿وَيُؤثرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ6 والا لايلام عليه,7 واليد العليا خير من اليد السفلى, ويبدأ بمن يعول8.


1- في الكافي: ( والتعاطف ).
2- في الكافي: ( مغتمين ).
3- من الكافي.
4- صدره في المستدرك: 2 / 92 ح 8 وذيله في ص 95 ح 1 وأخرج ذيله في البحار: 74 / 256 ح 53 والوسائل: 8 / 542 ح 2 عن الكافي: 2 / 174 ح 15 بإسناده عن أبي المعزا عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه.
5- سقط من النسخة ـ ب ـ.
6- الحشر / 9.
7- في الكافي: ( والأمر الآخر لا يلام ).
8- عنه في المستدرك: 1 / 539 ح 1 عن سماعة عن أبي جعفر عليه السلام وأخرج نحوه عن الكافي: 4 / 18 ح 1, في الوسائل: 6 / 301 ح 5 بإسناده عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام.
 
 
48
 

42

باب حقّ المؤمن على أخيه

 103ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أيجيء (أحدكم) إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه؟ فقلت: ما أعرف ذلك فينا, قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: فلا شيء إذن, قلت: فالهلكة إذاً!
 
قال: إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد1.

104ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قد فرض الله التمحّل على الأبرار في كتاب الله, قيل: وما التمحّل؟ قال: إذا كان وجهك آثر عن وجهه التمست له2.

وقال عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَيُؤثرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ قال: لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك3.

105ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المسلم أخو المسلم, لا يظلمه, ولا يخذله, ولا يعيبه, ولا يغتابه, ولا يحرمه, ولا يخونه4.

وقال: للمسلم على أخيه من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه, ويعوده إذا مرض, وينصح له إذا غاب, ويسمته إذا عطس, ويجيبه إذا دعاه, ويشيعه إذا مات5.
 
 
 

1- عنه في المستدرك: 1 / 539 ح 5, وأخرجه في الوسائل: 6 / 299 ح 5 وج 3 / 424 ح 2 و البحار: 74 / 254 ح 51 عن الكافي: 2 / 173 ح 13 بإسناده عن سعيد بن الحسن نحوه.
2- عنه في المستدرك: 1 / 539 ح 2 وج 2 / 411 ح 1 وفي البحار: 74 / 245 عنه ومن تفسير القمّي: 140 بإسناده عن حمّاد عنه عليه السلام وفي البحار: ص 222 ح 6 والوسائل: 11 / 594 ح 2 عن تفسير القمّي نحوه.
3- عنه في المستدرك: 1 / 539 ذ ح 2.
4- أخرج هذه القطعة عن الكافي: 2 / 167 ح 11 في البحار: 74 / 273 ح 14 والوسائل: 8 / 597 ح 5 بإسناده عن الفضيل بن يسار, متحد مع ح 98.
5- عنه في المستدرك: 2 / 93 ح 9 وص 72 ذح 3 قطعة وج 3 / 85 ح 6 قطعة منه أيضاً, و أخرج من قوله: وقال, عن الكافي: 2 / 653 ح 1 في الوسائل: 8 / 459 ح 1 بإسناده عن جراح المدائني, باختلاف يسير.
 
 
 
 
49

 

43

باب حقّ المؤمن على أخيه

106 ـ وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال لأبي اسماعيل: يا أبا اسماعيل أرأيت فيمن قبلكم إذا كان الرجل ليس عنده رداء وعند بعض إخوانه فضل رداء أيطرحه عليه حتّى يصيب رداء ؟ قال: قلت: لا, قال: فإذا كان ليس له إزار أيرسل إليه بعض إخوانه بإزار حتّى يصيب ازاراً ؟ قلت: لا, فضرب يده على فخذه, ثم قال: ما هؤلاء بإخوان1.
 
 

 
1- رواه في تنبيه الخواطر: 2 ص 85 عن علي بن عقبة عن الرضا عليه السلام عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف يسير.
 
 
 
 
50
 

44

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

107ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من مشى لامرئ مسلم في حاجته فنصحه فيها, كتب الله له بكلّ خطوة حسنة, ومحى عنه سيئة, قضيت الحاجة أولم تقض, فإن لم ينصحه فقد خان الله ورسوله, وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصمه1.
 
108ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام: إن الله عزّ وجلّ انتخب قوماً من خلقه لقضاء حوائج فقراء من شيعة علي عليه السلام ليثيبهم بذلك الجنّة2.

109ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الدنيا وكرب يوم القيامة, قال: ومن يسّر على مؤمن وهو معسر, يسّر الله له حوائج الدنيا والآخرة, (ومن ستر على مؤمن عورة ستر الله عليه سبعين عورة من 
  

1- عنه في المستدرك: 2 / 412 ح 2 وصدره في ص 407 ح 1 وأخرجه في البحار: 74 / 315 ذ ح 72 عن كتاب قضاء الحقوق للصوري مع اختلاف.
2- عنه في المستدرك: 2 / 406 ح 5 وفيه: انتجب بدل انتخب.
وأخرج نحوه في البحار: 74 / 323 ح 91 والوسائل: 11 / 576 ح 2 عن الكافي: 2 / 193 ح 2 بإسناده عن المفضّل بن عمر عنه عليه السلام مع زيادة في آخره.
 
 
51
 

45

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

عوراته التي يخلفها1 في الدنيا والآخرة)2. قال: وإن الله لفي عون المؤمن3 ما كان المؤمن في عون أخيه المؤمن, فانتفعوا في العظة وارغبوا في الخير4.
 
110ـ وعن أبي جعفرعليه السلام قال: من خطا في حاجة أخيه المسلم5 بخطوة كتب الله له بها عشر حسنات, وكانت له خيراً من (عتق ظ) عشر رقاب, و صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام6.

111ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قضاء حاجة المؤمن خير من حملان ألف فرس في سبيل الله عزّ وجلّ, وعتق ألف نسمة7.

وقال: ما من مؤمن يمشي لأخيه في حاجة إلا كتب الله له بكلّ خطوة حسنة, وحطّ بها عنه سيئة, ورفع له بها درجة8.
  

1- في الوسائل: ( يخافها ).
2- سقط من النسخة ـ أ ـ.
3- في النسخة ـ أ ـ ( المؤمنين ).
4- عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 1 وأخرجه عن الكافي: 2 / 200 ح 5 في البحار: 74 / 322 ح 89 نحوه وعن الثواب: 163 ح 1, في البحار: 75 / 20 ح 16 باختلاف يسير عن ذريح وعنهما في الوسائل: 11 / 586 ح 2.
5- في النسخة ـ ب ـ ( المؤمن ).
6- عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 2 إلى قوله: من عشر رقاب.
7- مكرر مع حديث 117, عنه في المستدرك: 2 / 407 ح 2 ب 26 وأخرجه عن الكافي: 2 / 193 ح 3 في البحار: 74 / 324 ح 92 والوسائل: 11 / 580 ح 1 بإسناده عن صدقة الاحدب, وأورده في الإختصاص: ص 21 مرسلاً, وفي مصادقة الأخوان: ص 38 ح 3.
8- عنه في المستدرك: 2 / 407 ح 2 ب 27, وأخرجه عن الكافي: 2 / 197 ح 5 في البحار: 74 / 333 ح 109 والوسائل: 
 
 
52




 

 
 

46

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

وما من مؤمن يفرج عن أخيه المؤمن كربة إلا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة, وما من مؤمن يعين مظلوما إلا كان ذلك أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام1.
 
112ـ عن نصر بن قابوس قال: قلت لأبي الحسن الماضي عليه السلام: بلغني عن أبيك2 أنّه أتاه آت فاستعان به على حاجته, فذكر له أنّه معتكف, فأتى الحسن عليه السلام, فذكر له ذلك, فقال: إمّا علمت أن المشي في حاجة المؤمن خير من اعتكاف شهرين متتابعين في المسجد الحرام (بصيامهما)3, ثمّ قال أبو الحسن عليه السلام: ومن إعتكاف الدهر4.

113ـ وعن رجل من حلوان5 قال: كنت أطوف بالبيت, فأتاني رجل من أصحابنا فسألني قرض دينارين, وكنت قد طفت خمسة أشواط, فقلت له: اُتمّ اُسبوعي ثم أخرج, فلما دخلت في السادس إعتمد علي أبو عبد الله عليه السلام, و وضع يده على منكبي, قال: فاتممت سبعي ودخلت في الآخر لاعتماد أبي عبد الله عليه السلام علي, فكنت كلّما
  

 
11 / 583 ح 5 بإسناده عن إبراهيم بن عمر اليماني وعن الإختصاص: ص 22 في البحار: 74 / 311 مرسلاً مثله مع زيادة فيهما.
1- عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 2 وأخرجه عن الإختصاص: ص 22 في البحار: 74 / 311 مرسلاً باختلاف يسير.
2- في النسخة ـ ب ـ: صيامها.
3- والظاهر هو الحسين عليه السلام.
4- عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 6 والبحار: 74 / 235 عن خط الجباعي نقلاً عن خط الشهيد يأتي نحوه ذ ح 132.
5- أنعمت له: أي قلت له نعم.
 
 
 
53
 

47

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

جئت إلى الركن أومأ إليّ الرجل, فقال أبو عبد الله عليه السلام: من كان هذا يؤمي إليك؟
 
قلت: جعلت فداك هذا رجل من مواليك, سألني قرض دينارين, قلت: اُتم أسبوعي وأخرج إليك, قال: فدفعني أبو عبد الله عليه السلام وقال: إذهب فأعطهما ايّاه, فظننت أنّه قال: فأعطهما ايّاه لقولي قد أنعمت له1, فلما كان من الغد دخلت عليه وعنده عدّة من أصحابنا يحدثهم, فلما رآني قطع الحديث وقال:
لأن أمشي مع أخ لي في حاجة حتّى أقضي له أحبّ إليّ من أن أعتق ألف نسمة, وأحمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة2.

114ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سرّ مؤمناً فقد سرّني, ومن سرّني فقد سرّ الله3.

115ـ عن مسمع قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا, نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة, وخرج من قبره (وهو)4 ثلج الفؤاد5.
 

1- في البحار: صدقة الحلواني.
2- عنه في المستدرك: 2 / 152 ح 3 وفي البحار: 74 / 315 نقلاً عن كتاب قضاء الحقوق للصوري بإسناده عن صدقة الحلواني نحوه.
3- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 2 وأخرجه عن الكافي: 2 / 188 ح 1 في البحار: 74 / 287 ح 14 والوسائل: 11 / 569 ح 1 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي, وأورد الصدوق في مصادقة الأخوان: ص 52 ح 9 عن أبي حمزة مثله.
4- ليس في النسخة ـ أ ـ.
5- عنه في المستدرك 2 / 408 ح 3 وأخرجه في البحار: 7 / 198 ح 71 وج 74 / 321 ح 87 عن الكافي: 2 / 199 ح 3 بإسناده عن مسمع أبي سيّار, وفي البحار: 74 / 386 ح 105 وج 75 / 22 ح 23 عن الثواب ص: 179 ح 1 بإسناده عن مسمع كردين وعنهما في الوسائل: 11 / 587 ح 4 مع سقط وزيادة فيها.
 
 
 
 
54
 
 

48

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

116ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من طاف بهذا البيت اُسبوعاً كتب الله عزّ وجلّ له ستّة آلاف حسنة, ومحى عنه ستّة آلاف سيئة, ورفع له ستّة آلاف درجة "وفي رواية ابن عمّار" وقضى له ستّة آلاف حاجة1.
 
(وقال أبو عبد الله عليه السلام: لقضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف حتّى عدّ عشر مرّات)2

117ـ وقال أبو عبد الله عليه السلام: لقضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف نسمة, ومن حملان ألف فرس في سبيل الله3.

118ـ وعن أبي جعفر عليه السلام: (من قضى لمسلم 4 حاجته ناداه)5 الله عزّ وجلّ: ثوابك عليّ, ولا أرضى لك ثواباً دون الجنّة6.
  

 
1- عنه في المستدرك 2 / 147 ح 5 وأخرجه في البحار: 74 / 326 ح 95 و 97 والوسائل: 11 / 581 ح 3 و 4 عن الكافي: 2 / 194 ح 6 وصدرح 8 مسندا عنه عليه السلام.
2- بين المعقوفين ليس في النسخة ـ ب ـ وموجود في نسخة ـ أ ـ والكافي ذيل الحديث السادس. 
3- مكرر لصدرح 111 فراجع بما قد ذكرنا من تخريجاته هناك.
4- في الأصل: ( مسلماً ) والذي أثبتناه صحيح ظاهراً.
5- في الكافي وقرب الإسناد والإختصاص: ( ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله ), وكذلك في ثواب الأعمال.
6- عنه في المستدرك: 2 / 406 ح 6 وأخرجه في البحار: 74 / 285 ح 8 عن قرب الإسناد: ص 19 وفي ص: 305 ح 54 عن ثواب الأعمال: ص 223 بإسناد هما عن بكر بن محمّد الأزدي وفي ص 312 ح 68 عن الإختصاص: ص 184 مرسلاً عن أمير المؤمنين عليه السلام وفي ص 326 ح 96 عن الكافي: 2 / 194 ح 7 بإسناده عن بكر بن محمّد, وفي الوسائل: 11 / 576 ح 4 عن الكافي والثواب والقرب مع اختلاف يسير.
 
 
55
 

49

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

119ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن سأله أخوه المؤمن حاجته وهو يقدر على قضائها فردّه منها سلّط الله عليه شجاعاً1 في قبره ينهش (من) أصابعه2.

120ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: من قضى لأخيه المؤمن حاجة كتب الله بها عشر حسنات, ومحى عنه عشر سيّئات, ورفع له بها عشر درجات, و كان عدل عشر رقاب وصوم شهر واعتكافه في المسجد الحرام3.

121ـ وعن الصادق عليه السلام: من فرج عن أخيه المسلم كربة فرج الله عنه كربة يوم القيامة, ويخرج من قبره مثلوج الصدر4.

122ـ وعن أبي إبراهيم الكاظم عليه السلام قال: من فرج عن أخيه المسلم كربة, فرج الله بها عنه كربة يوم القيامة5.

123ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: فيما ناجي الله به عبده موسى بن عمران أن قال: إن لي عبداً ابيحهم جنّتي واحكمهم فيها, قال
  

1- الشجاع: ضرب من الأفاعي.
2- مكرر مع ح 179: عنه في المستدرك: 2 / 406 ح 7 وأخرجه في البحار: 74 / 319 عن عدّة الداعي: ص 178 عن إبراهيم التيمي وفي ج 75 / 177 ح 13 عن أمالي الشيخ: 2 / 278 ح 36 بإسناده عنأبان بن تغلب, ورواه في تنبيه الخواطر: 2 / 80 مرسلاً باختلاف يسير.
3- عنه في المستدرك: 2 / 407 ح 3.
4- في النسخة ـ أ ـ ( الفؤاد ), عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 4.
5- أخرج نحوه في البحار: 74 / 233 عن كتاب قضاء الحقوق للصوري مرسلاً.
 
 
 
56

50

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

موسى: يا ربّ من هؤلاء الّذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها ؟ قال: من أدخل على مؤمن سروراً,ثم قال: إن مؤمناً كان في مملكة جبّار وكان مولعاً1 به فهرب منه إلى دار الشرك, ونزل برجل من أهل الشرك, فألطفه, وأرفقه2, وأضافه3, فلما حضره الموت, أوحى الله عزّ وجلّ إليه: وعزّتي وجلالي لو كان في جنّتي مسكن لمشرك لأسكنتك فيها, ولكنّها محرّمة على من مات مشركاً, ولكن يا نار هاربيه4 ولا تؤذيه, قال: ويؤتى برزقه طرفي النهار, قلت: من الجنّة؟ قال: أو من حيث شاء الله عزّ وجل5.
 
124 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قضى لمسلم حاجة كتب الله له عشر حسنات, ومحى عنه عشر سيّئات, ورفع له عشر درجات, وأظلّه الله عزّ و جلّ في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه6.

125 ـ أبو حمزة عن أحدهما عليهما السلام: أيما مسلم أقال مسلماً ندامة
  

1- ولع: استخف. 
2- في النسخة ـ أ ـ وواقفه وهو تصحيف.
3- في النسخة ـ أ ـ وصافحه.
4- في الكافي: هيديه, أي ازعجيه وافزعيه.
5- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 3 وأخرجه في البحار: 74 / 288 ح 16 عن الكافي: 2 / 188 ح 3, وصدره في ص 306 ح 57 عن قصص الأنبياء للراوندي: ص 125 ح 28 باختلاف يسير بإسنادهما عن عبد الله بن الوليد الوصافي, وصدره أيضاً في البحار: 13 / 356 ح 59 عنهما, وذيله في البحار: 8 / 314 ح 92عن الكافي: وأورد صدره في مصادقة الأخوان: ص 48 ح 2 عن عبد الله بن الوليد الوصافي.
6- عنه في المستدرك: 2 / 406 ح 8 وأخرج في الوسائل 11 / 579 ح 12 عن مصادقة الأخوان: ص 40 ح 4 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي مثله.
 
 
 
 
57

51

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

(في بيع)1 أقاله الله عزّ وجلّ عذاب يوم القيامة2.
 
126ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أدخل على مؤمن سروراً خلق الله عزّ وجلّ (من ذلك السرور)3 خلقا فيلقاه عند موته, فيقول له: أبشر يا وليّ الله بكرامة من الله ورضوان (منه)4, ثم لا يزال معه حتّى يدخل قبره, فيقول له مثل ذلك (فإذا بعث تلقاه فيقول له مثل ذلك)5 فلا يزال معه في كلّ هول يبشّره ويقول له (مثل ذلك)6 فيقول له: من أنت رحمك الله ؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلت على فلان7.

127ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ إدخال السرور على أخيه المؤمن (من)8 إشباع جوعته, أو تنفيس كربته أو قضاء دينه9.
  

 
1- ليس في النسخة ـ أ ـ.
2- أخرجه في الوسائل: 12 / 287 ح 4 عن المقنع ص 98 مرسلاً وفي ص 286 ح 2 عن الكافي: 25 / 153 ح 16 والتهذيب: 7 / 8 ح 26 بإسنادهما عن هارون بن حمزة والفقيه: 3 / 196 ح 3738 مرسلاً و عن مصادقة الأخوان: ص 66 ح 1 بإسناده عن أبي حمزة مع اختلاف يسير, وفي الكافي ( هارون بن حمزة عن أبي حمزة ) وفيها ( أقال الله عثرته ).
3- ليس في النسخة ـ ب ـ. 
4-ليس في النسخة ـ ب ـ.
5- ليس في الأصل, وأثبتناه من الكافي.
6- ليس في الأصل, وأثبتناه من الكافي
7- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 4 وأخرجه في البحار: 74 / 296 ح 25 الوسائل: 11 / 571 ح 9 عن الكافي: 2 / 192 ح 12 بإسناده عن الحكم بن مسكين, ونحوه في البحار: 74 / 305 ح 51 والوسائل: 11 / 574 ح 17 عن ثواب الأعمال: ص 180 بإسناده عن لوط بن إسحاق عن أبيه عن جده عنه عليه السلام باختلاف يسير.
8- في النسخة ـ ب ـ ( و ) بدل ( من ).
9- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 6 وأخرجه في البحار: 74 / 297 ح 29 والوسائل: 11 / 570 ح 6عن الكافي: 2 / 192 ح 16 باختلاف يسير, وفي البحار: 74 / 365 ح 37 والوسائل: 16 / 464 ح 8 عن المحاسن: 2 / 388 ح 13 والوسائل: 6 / 328 ح 3 عن التهذيب: 4 / 110 ح 52 عن الكافي: 4 / 51 ح 7 باختلاف يسير مع سقط فيها بأسانيدهم عن هشام بن سالم عنه عليه السلام, وفي البحار: 74 / 283 ح 2 والوسائل: 11 / 575 ح 20 عن قرب الإسناد: ص 68 بإسناده عن أبي البخترى نحوه, ورواه في مصادقة الأخوان: ص 24 ح 2 مع اختلاف يسير.
 
 
 
58
 

52

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

128ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكرم أخاه المسلم بمجلس يكرمه, أو بكلمة يلطفه بها أو حاجة يكفيه إيّاها, لم يزل في ظلّ من الملائكة ما كان بتلك المنزلة1.
 
129ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى ابن عمران: إنّ من عبادي من يتقرب إليّ بالحسنة, فاحكمه بالجنّة.

قال: يا ربّ وما هذه الحسنة ؟ قال: يدخل على مؤمن سروراً2.

130ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: مشي المسلم في حاجة المسلم خير من سبعين طوافاً بالبيت الحرام3.

131ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ممّا يحبّ الله من الأعمال, إدخال السرور على المسلم4
  

1- راجع المصدر السابق
2- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 7 وأخرجه في البحار: 13 / 356 ح 56 وج 74 / 306 ح 56 عن قصص الأنبياء للراوندي: ص 125 ح 27 وفي البحار: 74 / 329 ح 101 والوسائل: 11 / 578 ح 8 عن الكافي: 2 / 195 ح 12 بإسنادهما عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام كلّ مع إختلاف يسير في المتن.
3- عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 3 وأخرجه في الحبار: 74 / 311 ح 66 عن الإختصاص: ص 21 مرسلاً مثله.
4- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 8 وأخرجه في البحار: 74 / 289 ح 17 عن الكافي: 2 / 189 ح 4 بإسناده عن علي بن أبي علي عنه عليه السلام عن الرسول 9 نحوه, وروى في مصادقة الأخوان: ص 50 ح 6 عن جعفر بن محمّد عنه عليه السلام مثله, إلا أن فيه: المؤمن, بدل: المسلم.
 
 
59
 

53

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

132ـ عن صفوان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام يوم التروية فدخل عليه ميمون1 القداح, فشكى إليه تعذر الكراء, فقال لي: قم فأعن أخاك فخرجت معه, فيسر الله له الكراء, فرجعت إلى مجلسي, فقال لي: ما صنعت في حاجة أخيك المسلم ؟ قلت: قضاها الله تعالى, فقال: إمّا انّك إن تعن أخاك أحبّ إليّ من طواف اسبوع بالكعبة,
 
ثمّ قال: إن رجلاً أتى الحسن بن علي عليهما السلام فقال: بأبي أنت وامي يا أبا محمّد أعني على حاجتي ؟ فانتعل2 وقام معه, فمرّ على الحسين بن علي عليهما السلام وهو قائم يصلّي, فقال له: أين كنت عن أبي عبد الله, تستعينه على حاجتك ؟ قال: قد فعلت فذكر لي أنّه معتكف, فقال: إمّا أنّه لو أعانك على حاجتك لكان خيراً له من اعتكاف شهر3.

133ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: ما (من)4 عمل يعمله المسلم 
 
  

1- هكذا في الكافي ومصادقة الأخوان والوسائل والبحار, وهو ميمون القداح المكي مولى بني هاشم روى عن الباقر والصادق 8, وفي الأصل وعنه, في المستدرك: هارون القداح, ولم نعثر عليه في 
الرجال. 
2- في النسخة ـ أ ـ فانتقل.
3- في النسخة ـ ب ـ ( اعتكافه شهراً ), عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 4, وأخرجه في البحار: 74 / 335 ح 113 والوسائل: 11 / 585 ح 3 عن الكافي: 2 / 198 ح 9 بإسناده عن صفوان الجمّال نحوه و روى في مصادقة الأخوان: ص 64 ح 10 عن صفوان الجمّال نحوه.
4- ليس في النسخة ـ أ ـ.
 
 
 
 
60
 
 


54

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من إدخال السرور على أخيه المسلم, وما من رجل يدخل على أخيه المسلم باباً من السرور إلا أدخل الله عزّ وجلّ عليه باباً من السرور1.
 
134 ـ وعن أبي الحسن عليه السلام قال: إن لله عزّ وجلّ جنّة إدّخرها لثلاث: إمام عادل, ورجل يحكم أخاه المسلم في ماله, ورجل يمشي لأخيه المسلم في حاجة قضيت له أولم تقض 2.

135ـ عن محمّد بن مروان عن أحدهما عليهما السلام قال: مشي الرجل في حاجة أخيه المسلم تكتب له عشر حسنات, وتمحى عنه عشر سيّئات, ويرفع له عشر درجات ويعدل عشر رقاب, وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام وصيامه3.

136ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: من مشى في حاجة لأخيه المسلم حتّى يتمها أثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام4.

137ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من أعان أخاه اللهفان اللهبان من غم أو كربة كتب الله عزّ وجلّ له إثنين وسبعين
  

1- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 9.
2- عنه في المستدرك: 2 / 407 ح 3, وأخرجه في البحار: 74 / 314 ذ ح 70 عن الإختصاص نحوه ولم نجده في المطبوع منه. وأورده في التعريف: ح 22 عن أبي عبد الله عليه السلام 
نحوه.
3- عنه في المستدرك: 2 / 408 ح 5. وأخرجه في البحار: 74 / 331 ح 105 والوسائل: 11 / 582 ح 1 عن الكافي: 2 / 196 ح 1 بإسناده عن محمّد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام, وفي الوسائل أيضاً عن المقنع: ص 97 نحوه مرسلاً ورواه في مصادقة الأخوان: ص 62 ح 7 باختلاف يسير.
4- عنه في المستدرك: 2 / 407 ح 4.
 
 
61

55

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

رحمة, عجّل له منها واحدة يصلح بها أمر دنياه,1 وواحدة وسبعين لأهوال الآخرة 2.
 
138ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكرم مؤمناً, فانما يكرم الله عزّ وجلّ3.

139 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: في4 حاجة الرجل لأخيه المسلم ثلاث: تعجيلها, وتصغيرها, وسترها, فإذا عجّلتها هنّيتها, وإذا صغّرتها فقد عظّمتها وإذا سترتها فقد صنتها.5

140ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن يقرض مؤمناً قرضا يلتمس وجه الله عزّ وجلّ, كتب الله له أجره بحساب الصدقة6, وما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب, إلا وكل الله عزّ وجلّ به ملكاً يقول: ولك مثله7.

وقال عليه السلام: دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه البلاء, ويدر عليه الرزق8.
  

 
1- في النسخة ـ أ ـ واحدة لأمر دنياه.
2- عنه في المستدرك: 2 / 409 ح 5. ويأتى نحوه في ح 145.
3- عنه في المستدرك: 2 / 409 ح 2 وأخرجه في البحار: 74 / 319 ح 83 عن عدّة الداعي: ص 176 عن رسول الله 9 مع إختلاف يسير وزيادة في متن الحديث وفي البحار: 74 / 289 ح 32 و الوسائل: 11 / 590 ح 1 عن الكافي: 2 / 206 ح 3 بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه.
4- الظاهر سقطت كلمة: [ قضاء ].
5- في النسخة ـ ب ـ ضيعتها بدل صنتها.
6- في النسخة ـ ب ـ بحسنات الصادقين.
7- عنه صدره في المستدرك: 2 / 398 ح 7 وعن الإختصاص: 22 مرسلاً, وأخرجه في البحار: 74 / 311 ذ ح 67 عن الإختصاص باختلاف يسير.
8- أخرج في البحار: 74 / 222 ذ ح 2 عن الإختصاص ص 23 مرسلاً مثله.
 
 
62
 

56

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

141ـ عن إبراهيم التيمي قال: كنت في الطواف إذ أخذ أبو عبد الله عليه السلام بعضدي, فسلم علي ثم قال: ألا أخبرك بفضل الطواف حول هذا البيت؟ قلت: بلى, قال: أيما مسلم طاف حول هذا البيت اُسبوعاً: ثم أتى المقام, فصلى خلفه ركعتين, كتب الله له ألف حسنة, ومحى عنه ألف سيئة, ورفع له ألف درجة, وأثبت له ألف شفاعة.
 
ثم قال: ألا أخبرك بأفضل من ذلك؟ قلت: بلى, قال: قضاء حاجة امرئ أفضل من طواف اسبوع واسبوع حتّى بلغ عشرة.

ثم قال: يا إبراهيم ما أفاد المؤمن من فائدة أضر عليه من مال يفيده, المال أضرّ عليه من ذئبين ضاريين في غنهم قد هلكت رعاتها, واحد في أوّلها وآخر2 في آخرها, ثم قال: فما ظنّك بهما؟ قلت: يفسدان, أصلحك الله, قال: صدقت, إن أيسر ما يدخل عليه أن يأتيه أخوه المسلم فيقول: زوجني, فيقول: ليس لك مال3.

142ـ عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن حقّ المؤمن على المؤمن, فقال: حقّ المؤمن أعظم من ذلك, لو حدثتكم به لكفرتم, إن المؤمن إذا خرج من قبره, خرج معه مثال من قبره, فيقول له: إبشر بالكرامة من ربّك و السرور, فيقول له: بشرك الله بخير, ثم يمضي معه يبشره بمثل ذلك.
  

1- عنه في المستدرك: 2 / 407 / ح 4 وأخرج في البحار: 74 / 319 ذ ح 83 عن عدّة الداعي: ص 178 نحوه مرسلاً.
2- ( واحد ـ خ ل ).
3- عنه في المستدرك: 2 / 537 ح 6.
 
 
63

57

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

ورواه عن غيره1 قال: فإذا مرّ بهول, قال: ليس هذا لك, وإذا مرّ بخير قال: هذا لك, فلا يزال معه2 يؤمنه ممّا يخاف, ويبشره بما يحبّ, حتّى يقف (معه)3 بين يدي الله عزّ وجلّ, فإذا اُمر به إلى الجنّة, قال له المثال: إبشر بالجنة فانّ الله عزّ وجل قد أمر بك إلى الجنّة, فيقول له: من أنت يرحمك الله, بشرتني حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي وخبرتني4 عن ربّي؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا جعلت منه لانصرك5, واونس وحشتك6.
 
143ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود عليه السلام: إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنّتي, فقال داود, يا ربّ وما تلك الحسنة؟

قال: يدخل على عبدي المؤمن سروراً ولو بتمرة, قال داود: (يا ربّ)7 حقّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك8.
  

1- هكذا في الأصل.
2- في النسخة أ ـ ( بأمنه ).
3- ليس في النسخة ـ أ ـ.
4- في النسخة ـ ب ـ ( وقربتني ).
5- ( خلقت منه لأبشرك ـ خ ).
6- عنه في المستدرك: 2 / 405 ح 11 وصدره في: ص 92 ح 2 وأخرجه في البحار: 74 / 295 ح 23 والوسائل: 11 / 573 ح 13 عن الكافي: 2 / 191 ح 10 بإسناده عن أبان بن تغلب باختلاف يسير.
7- ليس في النسخة ـ ب ـ.
8- عنه في المستدرك: 2 / 405 ح 12 وأخرجه في البحار: 74 / 283 ح 1 عن ثواب الأعمال: ص 163 وأمالي الصدوق: ص 483 ح 3 بإسناده عن عبد الله بن سنان (عن رجل ثواب ) عنه عليه السلام وفي ص 289 ح 18 عن الكافي: 2 / 189 ح 5 بإسناده عن عبد الله بن سنان عنه عليه السلام مثله وفي البحار 75 / 19 ح 10 عن المعاني: ص 374 ح 1 وعيون الأخبار: 1 / 243 ح 84 بإسنادهما عن داود بن سليمان عن الرضا عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه.
وفي البحار: 14 / 34 ح 5 عن أمالي الصدوق وقصص الأنبياء: 166 ح 1 بإسنادهما عن عبد الله ابن سنان عنه عليه السلام وفي الوسائل: 11 / 570 ح 7 عن الكافي وأمالي الصدوق والثواب.
 
 
64
 
 

58

ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربه وادخال الرفق عليه

144ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المسلم إذا جاءه أخوه المسلم فقام معه في حاجته, كان كالمجاهد في سبيل الله1.
 
145ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعان أخاه المؤمن2 اللهبان 3 اللهفان عند جهده فنفس كربه, وأعانه على نجاح حاجته, كانت له بذلك إثنان وسبعون رحمة من الله عزّ وجلّ يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته, و يدخر4 له واحدة وسبعين رحمة لحوائج القيامة5, وأهوالها6.
 

 
1- عنه في المستدرك: 2 / 407 ح 5.
2- في النسخة ـ أ ـ المسلم.
3- وفي الكافي وعنه البحار: اللهثان واللهبان بمعنى العطشان.
4- في النسخة ـ أ ـ يذخر.
5- في النسخة ـ أ ـ الآخرة.
6- عنه في المستدرك: 2 / 409 ح 6 وأخرج في البحار: 74 / 319 ح 85 عن الكافي: 2 / 199 ح 1 والبحار: 75 / 21 ح 22 عن ثواب الأعمال: ص 179 بإسنادهما عن زيد الشحام عنه عليه السلام نحوه.وصدره في البحار: 7 / 299 ح 49 والبحار: 75 / 22 ح 25 عن الثواب ص 220 بإسناده عن زيد الشحام عنه عليه السلام باختلاف يسير مع سقط, وفي الوسائل: 11 / 586 ح 1 عن الكافي وثواب الأعمال, وقد تقدّم نحوه في ح 137.
 
 
 
 
65
 
 

59

باب زيارة المؤمن وعيادته

 146- عن  النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: أيما مؤمن عاد مريضاً في الله عزّ وجلّ خاض في الرحمة خوضاً, وإذا قعد عنده استنقع استنقاعا, فإن عاده غدوة صلّى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي, فان عاده عشية صلّى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يصبح1.
 
147ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن عاد أخاه المؤمن في مرضه 2 صلّى عليه سبعة وسبعون 3 ألف ملك فإذا قعد عنده غمرته الرحمة, واستغفروا 4 له حتّى يمسي: فإن عاده مساء كان له مثل ذلك حتّى يصبح 5.

148ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد المسلم إذا خرج من بيته يريد 6 أخاه لله لا لغيره, التماس وجه الله عزّ وجلّ, ورغبة فيما 


1- عنه في المستدرك: 1 / 84 ح 4 وأخرجه في البحار: 81 / 225 ذح 34 عن عدّة الداعي: ص 115 باختلاف يسير.
2- في النسخة ـ ب ـ ( في مرضه حين يصبح ).
3- في الكافي والوسائل والبحار ( في مرضه حين يصبح, شيعه سبعون ).
4- في النسخة ـ أ ـ ( واستغفر له ).
5- عنه في المستدرك: 1 / 84 ح 5 وأخرجه في الوسائل: 2 / 636 ح 1 عن الكافي: 2 / 120 ح 6 وص 121 ح 7 بإسناده عن وهب بن عبدربه ومعاوية بن وهب عنه عليه السلام وفي البحار: 81 / 224 ح 32 عن دعوات الرواندي مرسلاً باختلاف يسير.
6- في الكافي: ( زائراً ) بدل ( يريد ).
 
 
 
 
67
 
 

60

باب زيارة المؤمن وعيادته

عنده, وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله: ألا طبت وطابت لك الجنّة1.
 
149ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال لبعض أصحابه, تذهب بنا نعود فلاناً؟ قال: فذهبت معه فإذا أبو موسى الأشعري جالس عنده, فقال أمير الؤمنين عليه السلام: يا أبا موسى, أعائداً جئت أم زائراً؟

فقال, لابل عائداً, فقال: إمّا إن المؤمن إذا عاد أخاه المؤمن صلّى عليه سبعون ألف ملك حتّى يرجع إلى أهله2.

150ـ وعن أبي جعفر عن أبيه عن الحسين بن علي: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: حدّثني جبرئيل عليه السلام أن الله أهبط إلى الأرض ملكاً, وأقبل ذلك الملك يمشي حتّى وقع إلى باب دار رجل, وإذا رجل يستأذن على ربّ الدار, فقال له الملك: ما حاجتك إلى ربّ الدار؟

قال: أخ لي مسلم زرته في الله, قال له3: ما جاء بك إلا4 ذلك؟ قال: ما جاء بي إلا ذلك, قال: فإني رسول الله عزّ وجلّ (إليك)5, وهو يقرئك السلام ويقول: أوجبت لك الجنّة قال: وقال الملك: إن الله عزّ وجلّ يقول: أيما مسلم زار مسلماً ليس ايّاه 
 

1- عنه في المستدرك: 2 / 230 ح 1 وأخرجه في البحار: 74 / 348 ح 9 والوسائل: 10 / 456 ذ ح 3 عن الكافي: 2 / 177 ح 9 بإسناده عن أبي حمزة عنه عليه السلام.
2- عنه في المستدرك: 1 / 83 ح 7.
3- في الإختصاص: قال: والله بدل له.
4- في الأصل: إلى, والظاهر أنّه خطأ في النسخ.
5- ليس في النسخة ـ ب ـ.
 
 
 
68
 

61

باب زيارة المؤمن وعيادته

يزور, وإنما إيّاي يزور, وثوابه الجنّة1.
 
151ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا اُخبركم برجالكم من أهل الجنّة؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: النبي, والصديق, والشهيد, والوليد, والرجل الذي يزور أخاه في ناحية المصر, لا يزوره إلا في الله عزّ وجلّ2.

152 ـ عن أبي حمزة3, قال: سمعت العبد الصالح يقول: من زار أخاه المؤمن لله, لا لغيره يطلب به ثواب الله عزّ وجلّ, وينتجز مواعيد الله تعالى4 وكل الله (به)5 سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتّى يعود إليه ينادونه: ألا طبت وطابت لك الجنّة, تبوّأت من الجنّة منزلا 6و7.

153 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار أخاه المؤمن قال
 

1- عنه في المستدرك: 2 / 228 ح 1 وعن الإختصاص: ص 21 عن جابر, وأخرجه في البحار: 74 / 344 ح 3 والبحار: 59 / 188 ح 39 والوسائل: 10 / 456 ح 6 عن الكافي: 2 / 176 ح 3 بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام باختلاف يسير وفي البحار: 74 / 355 ح 32 عن الإختصاص ص: 21 عن جابر عنه عليه السلام باختلاف يسير, في النسخة ـ أ ـ الحسنة بدل الجنّة.
2- راجع المصدر السابق
3- لم نجد في أصحاب الكاظم عليه السلام ـ الذي يلقب بالعبد الصالح ـ في الرجال من يكنّى بأبي حمزة ـ ولعلّه أبو حمزة الثمالي الذي أدرك الإمام الكاظم عليه السلام على المشهور, فراجع البحار والكافي فيهما بيان عنه.
4- ليس في النسخة ـ أ ـ.
5- ليس في النسخة ـ أ ـ.
6- في النسخة ـ أ ( تبوّأت مني الجنّة ).
7- عنه في المستدرك: 2 / 228 ح 2 وأخرجه في البحار: 74 / 350 ح 15 والوسائل: 10 / 456 ح 3 عن الكافي: 2 / 178 ح 15 بإسناده عن أبي حمزة مثله.
 
 
 
 
69

62

باب زيارة المؤمن وعيادته

الربّ جلّ جلاله: أيّها الزائر, طبت وطابت لك الجنّة1.
 
154ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيما مسلم عاد مريضاً عن المؤمنين2 خاض رمال3 الرحمة, فإذا جلس إليه غمرته الرحمة, فإذا رجع إلى شيعه سبعون ألف (ملك) حتّى يدخل إلى منزله, كلهم يقولون: ألا طبت وطابت لك الجنّة4.

155 ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لله عزّ وجلّ جنّة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم في نفسه بالحقّ, ورجل زار أخاه المؤمن (في البر5, ورجل أبرّ)6 أخاه المؤمن في الله عزّ وجلّ7.

156ـ وعن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام, قالا: إذا كان يوم القيامة اوتي8 العبد المؤمن إلى الله عزّ وجلّ, فيحاسبه حساباً يسيراً, ثم يعاتبه, فيقول (له):

يا مؤمن ما منعك أن تعودني حيث مرضت؟ فيقول المؤمن: أنت 
 

1- عنه في المستدرك: 2 / 228 ح 4 وأخرجه في البحار: 74 / 348 ح 10 وفي الوسائل: 10 / 455 ح 2, عن الكافي: 2 / 177 ح 10 وفي البحار: 74 / 350 ح 17 عن قرب الإسناد: ص 18 وثواب الأعمال: ص 221 بأسانيدهم عن بكر بن محمّد الأزدي وفي المستدرك: 2 / 229 ح 17 عن مصادقة الأخوان: ص 42 ح 1 عن بكر بن محمّد الأزدي, كلّ نحوه.
2- في النسخة ـ أ ـ ( المسلمين ).
3- هكذا في أ ـ والمستدرك, وقد تقدّم في ح 146: ( خاض في الرحمة ).
4- عنه في المستدرك: 1 / 83 ح 8.
5- في الكافي والخصال وتنبيه الخواطر: ( في الله, ورجل آثر ).
6- في الكافي والخصال وتنبيه الخواطر: ( في الله, ورجل آثر ).
7- عنه في المستدرك: 2 / 228 ح 3 وأخرج في البحار: 74 / 348 ح 11 عن الكافي: 2 / 178 ح 11 وفي: ص 352 ح 24 عن الخصال: ص 131 ح 136 بإسنادهما عن محمّد بن قيس مثله وعنهما في الوسائل: 10 / 456 ح 4 وروي في تنبيه الخواطر: 2 / 198 عن محمّد بن قيس مثله.
8- في النسخة ـ ب ـ ( أدنى ).
 
 
 
 
70

 


63

باب زيارة المؤمن وعيادته

ربّي وأنا عبدك, أنت الحيّ الذي لا يصيبك ألم ولا نصب, فيقول الربّ عزّ وجلّ: من عاد مؤمناً فقد عادني, ثم يقول الله عزّ وجلّ, هل تعرف فلان بن فلان؟ فيقول: نعم, فيقول (له): ما منعك أن تعوده حيث مرض؟ إمّا لوعدته لعدتني, ثم لوجدتني عند سؤالك1, ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك, ثم لم أردك عنها2.
 
157ـ وعن أبي جعفر عليه السلام3: إنّ ملكاً من الملائكة مرّ برجل قائم على باب دار, فقال له الملك: يا عبد الله ما يقيمك على باب هذه الدار؟ قال: أخ لي في بيتها أردت (أن)4 اُسلّم عليه, فقال الملك: هل بينك وبينه رحم ماسة (أو نزعت بك إليه حاجة؟)5 قال: لا, ما بيني وبينه قرابة, ولا نزعني6 إليه حاجة, إلا اُخوّة الاسلام, وحرمته, فأنا أتعاهده, واُسلّم عليه في الله ربّ العالمين,قال له الملك: إنّي رسول الله إليك, وهو يقرئك السلام, ويقول (لك)7: إنما إيّاي أردت, والي تعمدت, وقد أوجبت لك الجنّة, وأعتقتك من غضبي, وأجرتك من النار8.
 

 
1- في المستدرك: سؤلك.
2- في المكارم: ( و ) وهو الأظهر.
3- عنه في المستدرك: 1 / 83 ح 9 وأخرجه في البحار: 81 / 227 ح 39 عن مكارم الاخلاق: ص 386 عن الصادق عليه السلام مرسلاً باختلاف يسير.
4- ليس في النسخة ـ ب ـ.
5- في النسخة ـ ب ـ ( هل ترغب بك إليه حاجة ).
6- في النسخة ـ ب ـ ( رغبتني ).
7- ليس في النسخة ـ ب ـ.
8- عنه في المستدرك: 2 / 228 ح 6 وأخرجه في البحار: 74 / 351 ح 19 عن أمالي الصدوق: ص 166 ح 7 والإختصاص: ص 219 وأمالي الشيخ: 2 / 209 بأدنى تغيير, وفي: ص 354 ح 30 عن ثواب الأعمال: ص 204 بأسانيدهم عن جابر الجعفي باختلاف يسير, وفي البحار: 59 / 192 ح 52 عن أمالي الشيخ نحوه, وفي الوسائل: 10 / 457 ذ ح 6 عن أمالي الصدوق والثواب و في الوسائل: 8 / 436 ح 5 عن الثواب.
 
 
71
 

64

باب زيارة المؤمن وعيادته

158ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أيما مؤمن زار مؤمناً كان زائراً لله عزوجل1.
 
وأيما مؤمن عاد مؤمناً خاض الرحمة خوضاً, فإذا جلس غمرته الرحمة, فإذا انصرف, وكل الله (به)2 سبعين ألف ملك يستغفرون له ويسترحمون عليه, ويقولون: طبت وطابت لك الجنّة إلى تلك الساعة من الغد, وكان له3 خريف من الجنّة.

قال الراوي: وما الخريف؟ جعلت فداك, قال: زاوية في الجنّة, يسير الراكب فيها أربعين عاما4.
 

1- عنه في المستدرك: 2 / 228 ح 5 والمستدرك: 1 / 83 صدرح 10.
2- ليس في النسخة ـ ب ـ.
3- في النسخة ـ ب ـ حوله.
4- عنه في المستدرك: 1 / 83 ذح 10 وأخرج في البحار: 81 / 216 والوسائل: 2 / 634 ح 3 عن الكافي: 3 / 120 ح 3 بإسناده عن أبي حمزة عنه عليه السلام مثله.
 
 
 
 
72
 

65

باب ثواب من أطعم مؤمناً, أو سقاه, أو كساه, أو قضى دينه

159ـ عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: شبع أربعة من المسلمين يعدل رقبة1 من ولد إسماعيل عليه السلام 2.
 
160ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين يطعمهما (ويشبعهما)3: إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة4.

161ـ وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: من أطعم مؤمناً من جوع, أطعمه الله عزّ وجلّ من ثمار الجنّة, ومن سقى مؤمناً من ظمأ,
 

 
1- في الثواب ( محررة ) وفي المحاسن ( محررا ).
2- عنه في المستدرك: 3 / 90 ح 1 وأخرجه في البحار: 74 / 385 ح 102 عن ثواب الأعمال: ص 165 والمحاسن: 2 / 395 ح 60 وفي البحار: 75 / 460 ح 12 والوسائل: 16 
/ 444 ح 32 عن المحاسن: 2 / 395 ح 59 وفي الوسائل: 16 / 463 ح 4 عن الثواب بإسنادهما عن الفضيل بن يسار عنه عليه السلام باختلاف يسير.
3- ليس في النسخة ـ ب ـ وفي الكافي والمحاسن والإختصاص, فيطعمهما شبعهما.
4- عنه في المستدرك: 3 / 90 ح 2 وأخرجه في البحار: 74 / 373 ح 66 عن الكافي: 2 / 201 ح 4 وفيه: ما من رجل, وفي البحار: 75 / 460 ح 10 عن المحاسن: 2 /  394 ح 54 بإسنادهما عن إبراهيم بن عمر اليماني عنه عليه السلام وفي البحار: 74 / 311 ح 67 والمستدرك: 1 / 545 ح 3 عن الإختصاص ص: 21 مرسلاً وفي الوسائل: 16 / 447 ح 1 عن الكافي والمحاسن.
 
 
 
73
 

 

66

باب ثواب من أطعم مؤمناً, أو سقاه, أو كساه, أو قضى دينه

سقاه (الله يوم القيامة)1 من الرحيق المختوم, (ومن كسى مؤمناً من العرى, كساه الله عزّ وجلّ من الثياب الخضر "وفي حديث آخر" قال:)2 من كسا مؤمناً من عرى لم يزل في ضمان الله مادام عليه سلك3.
 
162- وعن أبي عبد الله عليه السلام  قال: من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة, وأيما مؤمن سقى مؤمناً سقاه الله من الرحيق المختوم, وأيما مؤمن كسا مؤمناً من عرى لم يزل في ستر الله وحفظه ما بقيت منه خرقه4.

163ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام  قال لبعض أصحابه, يا ثابت, إمّا تستطيع أن تعتق كلّ يوم رقبة؟ أصلحك الله, ما أقوى على ذلك, قال: إمّا تقدر أن تغدي أو تعشي أربعة من المسلمين؟ قلت: إمّا هذا فاني أقوي عليه, قال: هو والله يعدل عتق رقبة5.


1- ليس في النسخة ـ ب ـ.
2- ليس في النسخة - ب -
3- عنه وعن الإختصاص: ص 220 في المستدرك: 1 / 546 ح 8 مرسلاً وذيله في المستدرك:1 / 220 ذ ح 4 وصدره عنه وعن الإختصاص في المستدرك: 3 / 88 ح 4 وأخرجه في البحار: 74 / 384 ح 89 عن ثواب الأعمال: ص 164 وأمالي المفيد: ص 12 وصدره في البحار: 
ص 373 ح 67 والوسائل: 16 / 453 ح 1 عن الكافي: 2 / 201 ح 5 بأسانيدهم عن أبي حمزة الثمالي وذيله في البحار: 74 / 381 ح 86 والوسائل: 3 / 420 ح 2 و 3 عن الكافي: 2 / 205 ح 4 وفي الوسائل: 3 / 421 ح 6 عن الثواب وغيرها مثله.
4- هذا الحديث مثل الحديث 161 مع اختلاف يسير في ذيله.
5- عنه في المستدرك: 3 / 87 ح 4 وأخرجه في البحار: 74 / 364 ح 31 والوسائل: 16 / 443 ح 28 عن المحاسن: 2 / 394 ح 51 بإسناده عن ثابت الثمالي مع اختلاف يسير.
 
 
74

67

باب ثواب من أطعم مؤمناً, أو سقاه, أو كساه, أو قضى دينه

164ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كسا مؤمناً ثوبا لم يزل في رحمة الله عزّ وجلّ ما بقي من الثوب شيء, ومن سقاه شربة من ماء, سقاه الله عزّ وجلّ من رحيق مختوم, ومن أشبع جوعته, أطعمه الله عزّ وجلّ من ثمار الجنّة1.
 
165ـ وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنّه قال: لأنّ أطعم أخاك لقمة, أحبّ إليّ من أن أتصدق بدرهم, ولان اعطيه درهما, أحبّ إليّ من أن أتصدق بعشرة, ولأن اُعطيه عشرة, أحبّ إليّ من أن اعتق رقبة2.

166- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يطعم مؤمناً (شبعاً, إلا أطعمه)3 الله عزّ وجلّ من ثمار الجنّة, ولا سقاه شربة إلا سقاه الله من الرحيق المختوم, ولا كساه ثوبا, إلا كساه الله عزّ وجلّ من الثياب الخضر, وكان في ضمان الله تعالى مادام من ذلك الثوب سلك4.

167ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: من 5 أحبّ الخصال إلى الله 


1- عنه في المستدرك: 3 / 88 ح 1 وصدره في المستدرك: 1 / 220 ذح 5, وأخرج نحو صدره في البحار: 74 / 381 ح 87 والوسائل: 3 / 420 ح 4 عن الكافي: 2 / 205 ذ ح 5 بإسناده عن عبد الله بن سنان.
2- عنه في المستدرك: 3 / 91 ح 2.
3- في النسخة ـ أ ـ ( شبعه إلا أعطاه ).
4- صدره في المستدرك: 3 / 88 ح 5 وذيله في المستدرك: 1 / 220 ذ ح 5.
5- ليس في النسخة ـ ب ـ.
 
 
75
 

68

باب ثواب من أطعم مؤمناً, أو سقاه, أو كساه, أو قضى دينه

عزّ وجل ثلاثة: مسلم أطعم مسلماً من جوع, أو فك عنه كربة, أو قضى عنه ديناً1.
 
168ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوّل ما يتحف به المؤمن في قبره أن يغفر لمن تبع جنازته2.

169ـ وعن سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام, ما يمنعك أن تعتق كلّ يوم نسمة؟ قلت: لا يحتمل ذلك مالي, قال, فقال, تطعم كلّ يوم رجلاً مسلماً؟ فقلت: موسراً أو معسراً؟ قال: إنّ الموسر قد يشتهي الطعام.3

170ـ وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: إطعام مسلم يعدل (عتق)4 نسمة5.


1- عنه في المستدرك: 3 / 86 ح 12 وأخرجه في البحار: 74 / 365 ح 36 والوسائل: 16 / 441 ح 14 عن المحاسن: 2 / 388 ح 12 بإسناده عن أبي حمزة عنه عليه السلام 
وأورده عاصم بن حميد في كتابه: ص 35 عن أبي حمزة عنه عليه السلام مع إختلاف يسير فيهما.
2- عنه في المستدرك: 1 / 119 ح 9 وأخرج نحوه في البحار: 81 / 259 ذح 7 وص 377 ذح 28 والوسائل: 2 / 821 ح 7 عن أمالي إبن الشيخ: 1 ص 45 بإسناده عن الفضل بن عبد  الملك عنه عليه السلام, و الظاهر أن هذا الحديث ليس مورده في هذا الباب, نعم يناسب الباب الثاني في ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات.
3- عنه في المستدرك: 3 / 87 ح 5 وأخرجه في البحار: 74 / 377 ح 74 عن الكافي: 2 / 202 ح 12 وفي: ص 364 ح 29 عن المحاسن: 2 / 394 ح 49 بإسنادهما عن سدير 
الصيرفي مع اختلاف يسير وفي الوسائل: 16 / 443 ح 28 عن المحاسن وفي: ص 448 ح 30 عن الكافي.
4- ليست في الأصل, وأثبتناها من المحاسن: ص 391.
5- عنه في المستدرك: 3 / 87 ذح 4 وأخرجه في البحار: 74 / 363 ح 24 والوسائل: 16 / 442 ح 21 عن المحاسن: 2 / 391 ح 33 وفي البحار: 75 / 460 ذ ح 11 والوسائل: 16 / 443 ح 30 عن المحاسن: 2 / 395 ح 56 بإسناده في الموردين عن صالح بن ميثم عنه ع مثله.
 
 
 
76

69

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

171ـ وعن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد إلى 1 الكفر أن يكون الرجل مواخيا للرجل2 على الدين, ثم يحفظ زلاته و عثراته ليضعه3  بها)4 يوماً ما5.
 
172ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من بهت6 مؤمناً أو مؤمنة بما ليس فيه, بعثه الله عزّ وجلّ في طينة خبال, حتّى يخرج ممّا قال (قلت: وما طينة الخبال ؟ قال: صديد يخرج من فروج المومسات)7.


1- في النسخة ـ ب ـ ( لمن ).
2- في النسخة ـ ب ـ ( على الرجل ).
3- في النسخة ـ ب ـ ( ليعنف ).
4- ليس في النسخة ـ أ ـ.
5- عنه في المستدرك: 1 / 55 ح 1 وج 2 / 104 ح 1 وعنه الإختصاص: ص 221 مرسلاً, و أخرجه في البحار: 75 / 217 ح 20 عن الكافي: 2 / 354 ح 1 وفي: ص 215 ح 13 عن المحاسن: 1 / 104 ح 83 وأمالي المفيد: ص 22 بأسانيدهم عن زرارة وفي الوسائل: 8 / 594 ح 2 عن الكافي والمحاسن و رواه في تنبيه الخواطر: 2 / 208 عن أبي جعفر وأبي عبد الله 8 كلّ مع اختلاف يسير.
6- في النسخة ـ أ ـ ( سب ).
7- ما بين المعقوفين أثبتناه من الكافي وغيره من المصادر, عنه في المستدرك: 2 / 107 ح 2 وأخرج في البحار: 75 / 244 ح 5 عن الكافي: 2 / 357 ح 5 مثله وفي: ص 194 ح 6 عن معاني الأخبار: ص 163 وثواب الأعمال: ص 286 والمحاسن: 1 / 101 ح 76 وفي الوسائل: 8 / 603 ح 1 عن الكافي والمعاني والمحاسن والثواب بأسانيدهم عن ابن أبي يعفور مع اختلاف يسير: متحد مع ح 191 من كتابنا هذا نحوه.
 
 
 
77

  

 


70

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

173ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من أذاع فاحشة كان كمبتدئها, ومن عير مؤمناً بشيء لم يمت حتى يركبه1.
 
174ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمنين إلا وبينهما حجاب, فإن قال له, لست لي بولي فقد كفر, فإن إتهمه فقد انماث2 الايمان في قلبه, كما ينماث الملح في الماء3.

175ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: لو4 قال الرجل لأخيه اف لك انقطع ما بينهما, قال, فإذا قال له: أنت عدوي فقد كفر أحدهما, فإن5 اتهمه انماث الايمان في قلبه, كما ينماث الملح في الماء6.


1- في النسخة ـ ب ـ ( يرتكبه ).
عنه في المستدرك: 2 / 104 ح 1, وصدره في ص 108 ح 2 عنه وعن الإختصاص: ص 224 و أخرجه في البحار: 75 / 215 ح 12 وص: 255 ح 41 عن ثواب الأعمال: ص 295 والمحاسن: 1 / 103 ح 82 بإسنادهما عن منصور بن حازم مثله وفي البحار: 73 / 384 ح 2 والوسائل: 8 / 596 ح 2 عن الكافي: 2 / 356 ح 2 بإسناده عن إسحاق بن عمّار مثله وفي الوسائل 8 / 596 ح 5 عن المحاسن مع إختلاف يسير وفي: ص 609 ح 6 عن الثواب مثله.
2- هكذا في الكافي والبحار والوسائل والمستدرك, وفي الأصل أماث, وفي ح 175 ماث, يماث والمعنى واضح.
3- عنه في المستدرك: 2 / 110 ح 1.
4- في ـ ب ـ إذا.
5- في ـ ب ـ ( فإذا ).
6- عنه في المستدرك: 2 / 110 ح 2 وأخرجه في البحار 74 / 243 ذح 43 والوسائل: 8 / 545 ذح 8 عن الكافي 2 / 171 ذح 5 بإسناده عن إبراهيم بن عمر اليماني وفي البحار: ص 221 ذح 5 عن الإختصاص: ص 22 مرسلاً باختلاف يسير ونحو ذيله في البحار: 75 / 198 ح 19 والوسائل: 8 / 613 ح 1 عن الكافي: 2 / 361 ح 1 بإسناده عن إبراهيم بن عمر اليماني مثله.
 
 
 
78
 


 

 






 


 


 

 


 


 

 

 

71

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

176ـ وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من لا يعرف لأخيه مثل ما يعرف له فليس بأخيه1.
 
177ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: أبى الله أن يظن بالمؤمن إلا خيراً, وكسر عظم المؤمن ميتا ككسره حيا2.

178ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته, إلا خذله الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة3.

179ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة, وهو يقدر على قضائها, فرده بها, سلط الله عليه شجاعاً في قبره ينهش أصابعه4.

180ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: أيما مؤمن مشى مع أخيه في حاجة ولم يناصحه, فقد خان الله ورسوله5.

181ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: لا تستخف بأخيك المؤمن فيرحمه الله عزّ وجلّ عند استخفافك, ويغير ما بك6.


1- عنه في اعلام الدين: ص 273 
2- عنه في المستدرك: 2 / 110 ح 3 والمستدرك: 3 / 280 ح 1.
3- أخرجه في البحار: 75 / 17 ح 1 عن أمالي الصدوق: ص 393 ح 16 والثواب: ص 284 وفي: ص 22 ح 26 عن ثواب الأعمال, وفي: ص 20 ذ ح 17 عن الثواب: ص 177 وفي الوسائل: 8 / 589 ح 9 عن المحاسن: ص 99 ح 66 والثواب.
4- عنه في المستدرك: 2 / 413 ح 12 متحد مع ح 119 وله تخريجات ذكرناها هناك.
5- عنه في المستدرك: 2 / 412 ح 1 وأخرجه في الوسائل: 11 / 597 ح 6 عن الكافي: 2 / 363 ح 6 بإسناده عن سماعة عنه عليه السلام مثله.
6- عنه في المستدرك: 2 / 103 ح 1.
 
 
 
79
 
 

72

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

182 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: من حقر مؤمناً فقيراً1 لم يزل الله عزّ وجلّ له حاقراً ماقتاً حتّى يرجع عن محقرته ايّاه2.
 
183ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومن أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد وصل ذلك إلى الله عزّ وجلّ, وكذلك من أدخل عليه كربا3.

184 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عزّ وجلّ: من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي4.

185ـ وعن المعلي بن خنيس قال: سمعته يقول: إن الله عزّ وجلّ يقول: من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي, و (أنا)5 أسرع شيء إلى نصرة أوليائي6.

186ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: نزل جبرئيل على
 
 

1- في الكافي: ( مسكيناً أو غير مسكين ) وفي التمحيص: مسكيناً. 
2- عنه في المستدرك: 2 / 103 ح 1,وأخرجه في البحار: 75 / 157 ح 26 والوسائل: 8 / 591 ح 5 عن الكافي: 2 / 351 ح 4 بإسناده عن محمّد بن أبي حمزة عمن ذكره عنه عليه السلام وفي البحار: 72 / 52 ح 78 عن التمحيص: ح 89 مرسلاً مثله, ورواه الحسين بن عثمان في كتابه: ص 109.
3- عنه في المستدرك: 2 / 404 ح 5, وأخرجه في البحار: 74 / 297 ح 27 والوسائل: 11 / 570 ح 4 عن الكافي: 2 / 192 ح 14بإسناده عن عبد الله بن سنان عنه عليه السلام مثله.
4- عنه في المستدرك: 2 / 103 ح 1,
5- ليس في النسخة ـ أ ـ.وأخرجه في البحار: 75 / 155 ح 24 والوسائل: 8 / 588 ح 3 عن الكافي: 2 / 351 ح 3 بإسناده عن حمّاد بن بشير عنه عليه السلام مثله.وهذا الحديث قطعة من: ح 62.
6- عنه في المستدرك: 2 / 103 ح 2 وأخرجه في البحار: 75 / 158 ح 27 والوسائل: 8 / 588 ح 2 عن الكافي: 2 / 351 ح 5 بإسناده عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام مثله, وأيضا هذا متحد مع صدر ح 63.
 
 
80
 

73

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وقال له: يا محمّد إن ربّك يقول: من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة1.
 
187ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: من ستر عورة مؤمن ستر الله عزّ وجلّ عورته يوم القيامة, ومن هتك ستر مؤمن هتك الله ستره يوم القيامة2.

188ـ وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: لا ترموا المؤمنين, ولا تتبعوا عثراتهم, فإنّه من يتبع عثرة مؤمن يتبع الله عزّ وجلّ عثرته, ومن يتبع الله عزّ وجلّ عثرته فضحه في بيته3.

189ـ وعن أبي جعفرعليه السلام أنّه قال: من أدخل على رجل من شيعتنا سروراً فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وكذلك من أدخل عليه أذىً أو غمّاً4.

190ـ عن عبد الله5 بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عورة المؤمن على المؤمن حرام ؟ قال: نعم, قلت: يعني سبيليه6؟ فقال: ليس حيث تذهب, إنما هو إذاعة سرّه7.
 
 

 
1- هذا الحديث مكرر مع صدر حديث 61 فراجع تخريجاته هناك.
2- عنه في المستدرك: 2 / 104 ح 2.
3- عنه في المستدرك: 2 / 104 ح 3 وأخرج نحوه في الوسائل: 8 / 595 ذ ح 3 عن الكافي: 2 / 355 ح 5 بإسناده عن محمّد بن سنان أو الحلبي عنه عليه السلام مع ح 194 نحوه وله تخريجات نذكرها هناك. 
4- عنه في المستدرك: 2 / 102 ح 5 وص 404 ح 10.
5- في ـ أ ـ محمّد ( عبد الله / خ ) ومحمد بن سنان لا يروي بلا واسطة عن الصادق عليه السلام.
6- في النسخة ـ أ ـ: سبيله, وفي حاشيته: سفليه, وفي الكافي تعني: سفليه.
7- عنه في المستدرك: 2 / 108 ح 4 وج 1 / 55 ح 2 عن محمّد بن سنان عنه عليه السلام, وأخرجه في البحار: 75 / 169 ح 41 عن الكافي: 2 / 358 ح 2 وفي ص 214 ح 9 عن معاني الأخبار: ص 255 ح 2 وفي الوسائل: 8 / 608 ح 1 عن الكافي والمحاسن: 1 / 104 ذح 84 والوسائل: 1 / 367 ح 2 عن المعاني والتهذيب: 1 / 375 ح 11 كلّ بإسناده عن عبد الله بن سنان مع اختلاف يسير.
 
 
81
 
 

 


74

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

191ـ وعنه عليه السلام أنّه قال: (من قال)1 في مؤمن ما ليس فيه بعثه2 الله عزّ وجلّ في طينة خبال3 حتّى يخرج ممّا قال فيه.
 
وقال: إنما الغيبة: أن تقول في أخيك ما هو فيه ممّا قد ستره الله عزّ وجلّ (عليه)4, فإذا قلت فيه ما ليس فيه, فذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه: ﴿فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَاثْماً مُبيناً﴾5.

192ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر, فلا يجلس في مجلس يسب فيه امام, أو يغتاب فيه مسلم, ان الله عزّ وجلّ يقول: ﴿وَاِذَا رَأيْتَ الّذينَ يَخُوضونَ في آياتِنَا فَأعْرِضْ عَنْهُمْ حتّى يَخُوضُوا في حَديثٍ غَيْرِهِ وَاِمّا يُنْسِيَنَّك الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذّكْرى مَعَ القوْم الظَّالِمينَ6.


1- ليس في النسخة ـ ب ـ.
2- في النسخة ـ أ ـ ( حبسه ).
3- في النهاية لابن الأثير: الخبال: عصارة أهل النار.
4- ليس في النسخة ـ أ ـ.
5- النساء / 112, صدره نحوح 172 فراجع تخريجاته هناك, عنه في المستدرك: 2 / 107 ح 2 وأخرجه من قوله: وإنما الغيبة, في البحار: 75 / 258 ح 49 و الوسائل: 8 / 602 ح 22 عن العياشي: 1 / 275 ح 270 عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن عبد الله بن سنان مثله.
6- الأنعام / 68,عنه في المستدرك: 2 / 387 ح 17 وأخرج في البحار: 74 / 195 ح 24 عن السرائر: ص 491 نقلاً عن كتاب ابن قولويه عن عبد الأعلى وفي: ص 217 عن تفسير القمّي: ص 192 مرسلاً 
مثله, وفي البحار: 75 / 246 ح 9 عن السرائر وتفسير القمّي: ص 192 بإسناده عن عبد الأعلى, وأورد في تنبيه الخواطر: 2 / 210 عن عبد الأعلى نحوه.
 
 
 
82

 


75

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

193ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: من روى على مؤمن رواية يريد بها عيبه, وهدم مروته, أقامه الله عزّ وجلّ مقام الذل يوم القيامة حتّى يخرج ممّا قال1.
 
194ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا معشر من آمن بلسانه, ولم يؤمن بقلبه, لا تطلبوا عورات المؤمنين, ولا تتبعوا عثراتهم, فإن من اتّبع عثرة أخيه اتبع الله عثرته, ومن اتّبع الله عثرته فضحه ولو في جوف بيته2.

195ـ عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه, قال: غشمه وأضلّه و أضلّه وغشمه3.

196ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام: عورة المؤمن على المؤمن حرام,


1- عنه في المستدرك: 2 / 108 ح 1.
2- عنه في المستدرك: 2 / 104 ح 4 وح 12 عن الإختصاص: ص 220 مرسلاً وأخرجه في البحار: 75 / 218 ح 21 عن الكافي: 2 / 354 ح 2 بإسناده عن إسحاق بن عمّار عنه عليه السلام وفي: ص 314 ذ ح 10 عن ثواب الأعمال: ص 288 والمحاسن: 1 / 104 ح 83 بإسنادهما عن أبي بردة عن رسول الله 9 و أمالي المفيد: ص 91 بإسناده عن إسحاق بن عمّار عنه عليه السلام وفي الوسائل: 8 / 594 ح 3 عن الثواب والمحاسن والكافي بالسند المذكور والسندين الآخرين عن أبي جعفر عليه السلام, وأورده في تنبيه الخواطر: 2 / 208 عن إسحاق بن عمّار عنه عليه السلام كلّ نحوه. 
3- في نسخة ـ أ ـ بعد قوله عليه السلام: بوائقه هكذا ( ابن أبي عمير مثله سواء وزاد فيه غيره, قيل: يا رسول الله وما بوائقه ؟ قال: غشمه وظلمه أو ظلمه وغشمه, والترديد من الراوي ), وفي الكافي: قلت: وما بوائقه ؟ قال: ظلمه وغشمه, وكذلك في تنبيه الخواطر,أخرجه في الوسائل: 8 / 488 ح 4 عن الكافي: 2 / 668 ح 12 بإسناده عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام وأورد في تنبيه الخواطر: 1 / 73 نحوه.
 
 
 
83
 

76

باب ما حرم الله عزوجل على المؤمن من حرمة أخيه المؤمن

قال: ليس هو أن يكشف فيرى منه شيئاً, إنما هو أن يزري عليه أو يعيبه1.
 
197ـ وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: من اغتيب2 عنده أخوه المؤمن فلم ينصره, ولم يدفع عنه, وهو يقدر على نصرته وعونه فضحه الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة 3.

198ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: إذا قال المؤمن لأخيه اُفّ, خرج من ولايته, وإذا قال: أنت لي عدوّ كفر أحدهما, لانه لا يقبل الله عزّ وجلّ عملاً من أحد يعجل في تثريب4 على مؤمن بفضيحته, ولا يقبل من مؤمن عملاً, وهو يضمر في قلبه على المؤمن سوء, ولو كشف الغطاء عن الناس لنظروا إلى ما وصل بين الله عزّ وجلّ وبين المؤمن, وخضعت للمؤمنين5 رقابهم, وتسهلت لهم امورهم ولانت لهم طاعتهم ولو نظروا إلى مردود الأعمال من السماء لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملاً6.


1- عنه في المستدرك: 1 / 55 ح 3 وج 2 / 108 ح 3 وأخرجه في البحار: 75 / 170 ح 42 والوسائل: 8 / 609 ح 3 عن الكافي: 2 / 359 ح 3 بإسناده عن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام وفي البحار ص 213 ح 7 عن معاني الأخبار: ص 255 ح 1 وفي الوسائل: 1 / 367 ح 3 عن المعاني والتهذيب: 1 / 375 ح 12 بإسنادهما عن زيد الشحام مع اختلاف يسير.
2- في الأصل: ( اعيب ).
3- عنه في المستدرك: 2 / 108 ح 2.
4- في النسخة ـ ب ـ ( تثويب ).
5- في النسخة ـ أ ـ زيادة ( لهم ) بعد قوله للمؤمنين.
6- عنه في المستدرك: 2 / 109 ح 1 وأورده بتمامه في الكافي: 8 / 365 ح 556 بإسناده عن أبي حمزة, وتنبيه الخواطر: 2 / 177 عن أبي حمزة مثله وأخرج صدره في البحار: 75 / 166 ح 38 عن الكافي: 2 / 361 ح 8 مختصراً وفي: ص 146 ح 16 عن المحاسن: ص 99 ح 67 بإسنادهما عن أبي حمزة الثمالي عنه عليه السلام مع اختلاف يسير, في الوسائل: 8 / 611 ح 2 عن المحاسن وموردين من الكافي وذيله في البحار: 67 / 73 ح 44 عن المحاسن: 1 / 132 ح 4 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي مع اختلاف يسير.
 
 
 
84

77
المؤمن