نسائم الإنتصار


الناشر: مراكز الإمام الخميني الثقافية

تاريخ الإصدار: 2016-01

النسخة: 0


الكاتب

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.


المقدمة

 مقدمة

 مركز الإمام الخميني الثقافي‏
 

الحمد للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله واله الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الشهداء والصديقين والمجاهدين في سبيل الله منذ ادم إلى قيام يوم الدين.

منذ بدأ اللَّه الخلق وقف الاستكبار أمام الإنسانية موقف التحدي، فرفض إبليس السجود لادم منطلقاً في تعليله من خلفية ثقافية ناظرة إلى المادة كأساس للتفاضل الخَلقْي، فأدار بصره بين النار والطين، وقد منعته حجب الكبر النافذة فيه عن نفوذ بصره إلى نور الروح التي نفخها اللَّه في ذلك الطين.

من هناك بدأ الصراع بين إنسان الخلافة الإلهية الذي أطلّ‏َ على عالم الوجود بنقاوة الروح وسلامة 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
5

1

المقدمة

 القلب وبين إبليس العداء الذي أراد بعد عقوبة الاستكبار أن يحطَّ بمنزلة الإنسان عبر الإنسان نفسه.


وهناك في عالم الحقيقة وأمام الحق تعالى أعلن إبليس أطروحته بخطوطها العريضة محدِّداً الهدف وهو إسقاط الإنسان إلى الهاوية.

والأسلوب وهو الإغواء وقلب الحقيقة واستطاع إبليس مستفيداً من نظام الاختيار الإلهي أن يشيطن الكثير من الناس وان يزرع في أنفسهم روح الاستكبار الذي أخرجه من جنته الذكرى.

وهنا انتقل الصراع إلى الدائرة الإنسانية بين الإنسان والإنسان فقتل الأخ المستكبر الذي ضيقت المادة مدى بصره أخاه المستضعف الذي وسِّعت الروح مدى بصيرته ليبدأ من حينه صراع المستكبرين والمستضعفين.

المستكبرون الذين ضيقوا الحياة في إطار مادتهم المنظورة حتى عجزوا عن إخراج الإله عن دائرتها فحددوه بها فعبدوا كواكب السماء وأحجار الأرض، وحاربوا من حمل لواء الحرية منادياً بفك أسر الإنسان 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
6

2

المقدمة

 من سجن المادة المحدودة لينطلق بروحه نحو كمال يخلو من كل نقيصة وحدود.

وكما نقلت الشيطنة صراع الحق والباطل من صراع الإنسان وإبليس إلى صراع داخل الدائرة الإنسانية استطاعت الشيطنة ان تنقل الصراع من صراع الدين والإلحاد إلى داخل الدائرة الدينية.

فجاء النص باسم الدين ليؤطَّر الربّ‏َ ويحدِّد مكان وجوده فيسكنه جبل صهيون، وتتالت التعاليم باسم ذلك الدين لتحديد صندوق بريد المراسلة مع الرب بحائط القدس القديم.

والهدف من صهينة اليهود هذه تجميع اليهود وإقامة دولتهم في فلسطين بواسطة الهجرة والغزو والعنف وإن أدى ما أدى من مجازر والام وجدوا لها تبريراً يتخطى عنوان مصلحة الشعب لينطلق من نص ديني اخر يُفقد الإنسانية عن غير اليهود فيعتبرهم مخلوقات غير إنسانية خلقت على شاكلة الإنسان.

وإذا كان الإنسان غير اليهودي عندهم على هذه الحال مسلماً كان أو مسيحياً أو اخر، وإذا كان نصهم 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
7

3

المقدمة

 الديني قابلاً للتماهي مع طموحاتهم فان ذلك يبِّرر لهم توسعة الوطن المزعوم من فلسطين ليشمل حتى بألوان علمِهم من الفرات إلى النيل، كما يبرِّر لهم دخول لبنان الذي أوصلهم إليه موج طموحاتهم العاتية.


لكنهم أخطأوا التوقيت كما أخطأوا الإنسان، فتوقيت دخولهم لبنان كان في الزمن الخميني الذي استرجع جهاده عاشوراء ليرسم على جبين كل يوم لوحة انتصار الدم على السيف.

والإنسان الذي واجهه الصهاينة يمثل الصورة المعاكسة لهم فهم أحرص الناس على حياة تقتصر بمسلكهم على الدنيا وهو المتطلع إلى حُسنين يحقق أحدهما هدف أمته وهو النصر ويحقق الاخر هدف ذاته وهي الشهادة.

هذا الإنسان لا يملك مادة المقاومة التي توازي قوة العدو لكنه يملك روح المقاومة التي تفوق قوة العدو.

هذا الإنسان لم يتدرَّع بالفولاذ والحديد لكنه تدرع بإيمان عميق وشعب احتضنه وجيش وقف إلى جانبه.

هذا الإنسان لم ييأس من الحياة ليرى في الموت مخرجاً 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
8

4

المقدمة

 من يأسه بل عشق الكرامة حيث حلًّت فهو يحمل عقيدة علي عليه السلام التي صدح بها من منبر الكوفة "الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين".


من هنا كانت المعايير عند هذا الإنسان مختلفة: فمقتوله شهيد يُقام له عرس الشهادة فيأبى أهله إلا التهنئة بدل العزاء وجريحه شهيد حيّ‏ُ يحمل الجرح وساماً ودعوةً إلى الجهاد وأسيره سفير المقاومة الشامخ وصوت الحق الصادح وإن اقتصر على ملامح الوجه البطولي.

لأجل هذا الإنسان أكرم الله مسيرته بالنصر المؤزر في أيار عام 2000م، والذي أعاد ذكريات بدر والفتح المبين.

ألا يستحق هذا الإنسان المكرّم وهذا النصر المؤزر أن يرسم في لوحة الفن البديع، وان ينظم في دواوين الشعر الجميل، وان يسطر في قصص الأدب الراقي وأن يدخل بطلاً في كتب التاريخ والتربية الوطنية ليكون قدوة لأجيال حاضرة وأجيال تأتي تتعلم منه حبّ‏َ الوطن وعشق الكرامة والتحلي بالقيم وبذل المهج في إعلاء كلمة الحق ليرفد الأمة بعبق الجهاد الذي حقق النصر الكبير في هذا الوطن العزيز.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
9

5

المقدمة

 في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة كانت المسابقة الشعرية حول الانتصار والتي شارك فيها ما يفوق مائة شاعر فاز جميعهم بشرف المشاركة في إحياء ثقافة النصر، وإن خصت لجنة التحكيم عدداً من قصائدهم بإشارة التنويه.


وإتماماً للفائدة ولتحقيق ما أخذ على عاتقه يقوم مركز الإمام الخميني قدس سره الثقافي في بيروت بنشر عدد من القصائد التي نوِّه بها لتبقى وشاحاً يزيّن ربوع الوطن بلون الجهاد والعزة وأنشودة للجيل الاتي ليكمل المسيرة..
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
10

6

نسائم الإنتصار

 مقدمة الشاعر محمد علي شمس الدين**


ما الذي يعطيه الشهداء للشعراء؟
يعطونهم نار الشعر. الجذوة.
ما الذي يعطيه الشعراء للشهداء؟
يعطونهم عرس الدم.
هل الانتصار يكفي وحده بلا قصيدة؟
لا يكفي‏
هل القصيدة تكفي وحدها بلا انتصار؟
لا تكفي‏
هل الحياة نفسها تكفي بلا كلمات.. بلا أناشيد تصفها أو تكملها؟
لا تكفي‏
هل الكلمات وحدها تكفي بلا حياة؟
لا تكفي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
11

7

نسائم الإنتصار

 أرى أنّ علاقة القصيدة بالحياة التي تجري فصولها على هذه الأرض، هي أشبه ما تكون بعلاقة الفضاء بأجنحة الطائر.


فحين يقع الواقع بكل جلاله وثقله... فإن المخيلّة تطير به بكل بهائها ربما من أجل ذلك كله، كان لا بد لنا من عرس للشعر يزف الشهداء للأرض، ويزفّ التحرير للناس.

والقصائد التي تداولناها معاً، أصدقائي في لجنة المسابقة وأنا، هي جزء من أناشيد هذا الانتصار العظيم.

لقد أولاني أصدقائي الأجلاّء في هذه المسابقة مهمة إعلان ما توصلّنا إليه من نتائج. ولا أكتمكم ملاحظات في هذا الباب. فقد لفت انتباهنا جميعاً غزارة ما ورد للمسابقة من قصائد ونصوص. وهي جميعاً تغنيّ الانتصار المؤثلّ على العدو الإسرائيلي وتمجدّ المقاومة ورمزها العظيم. وتستدرج إلى ساحة القصيدة شعلتها القديمة المتوهجّة بلا انقطاع، الطالعة مع كل صباح، مثل شمس اللَّه العالية... أعني بذلك الشعلة 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
12

8

نسائم الإنتصار

 أرى أنّ علاقة القصيدة بالحياة التي تجري فصولها على هذه الأرض، هي أشبه ما تكون بعلاقة الفضاء بأجنحة الطائر.


فحين يقع الواقع بكل جلاله وثقله... فإن المخيلّة تطير به بكل بهائها ربما من أجل ذلك كله، كان لا بد لنا من عرس للشعر يزف الشهداء للأرض، ويزفّ التحرير للناس.

والقصائد التي تداولناها معاً، أصدقائي في لجنة المسابقة وأنا، هي جزء من أناشيد هذا الانتصار العظيم.

لقد أولاني أصدقائي الأجلاّء في هذه المسابقة مهمة إعلان ما توصلّنا إليه من نتائج. ولا أكتمكم ملاحظات في هذا الباب. فقد لفت انتباهنا جميعاً غزارة ما ورد للمسابقة من قصائد ونصوص. وهي جميعاً تغنيّ الانتصار المؤثلّ على العدو الإسرائيلي وتمجدّ المقاومة ورمزها العظيم. وتستدرج إلى ساحة القصيدة شعلتها القديمة المتوهجّة بلا انقطاع، الطالعة مع كل صباح، مثل شمس اللَّه العالية... أعني بذلك الشعلة 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
13

9

نسائم الإنتصار

 بين هذه الأسماء شاعراً واحداً للمرتبة الثانية، وشاعراً واحداً للمرتبة الثالثة. وارتأينا التنويه بعدد كبير من القصائد.


وقد لفت انتباهنا، أخيراً، مشاركة جادّة ومميّزة للشعر النسائي في عرس التحرير والانتصار. فثمة أكثر من عشر شاعرات متميزات شاركن في هذه المسابقة ونافسن الشعراء حتى كدن يزحزحنهم عن مراكزهم، ولمَ لا؟ فالمرأة دائماً قادرة على أن تزحزح الرجال... فضلاً عن الجبال. والان... إلى النتائج:

فاز بالمرتبة الثالثة الشاعر باسم سرور عن قصيدته السلطان.

فاز بالمرتبة الثانية الشاعر د. أمين الساحلي عن قصيدته دمعة قاهرة.

فاز بالمرتبة الأولى الشاعر محمد توفيق صادق عن قصيدته مرايا الريح.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
14

10

نسائم الإنتصار

 نقش على الماء


نَقْش لى الماءِ أم نَقْش على الحَجَر
                  أمْ يقظةُ الروحِ في دنيا من الصُوَرِ؟
 
باتوا نياماً على أحلامِ يقظتهمْ‏  
                 فأيقظتهُمْ يدُ الحفّارِ في الحُفَرِ
 
ما للخليقةِ وَلْهى، وهي سائرة  
                  من ظلمة البدو حتى ظلمة الحَضَرِ؟
    
كأنّما سيرُها خطُّ النمالِ على‏  
                    خدّ الرمالِ، فهل في الرمل من أَثَرِ؟
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
15

11

نسائم الإنتصار

 وهل أقاموا؟ وهل حقاً بنا نزلوا؟  

                    وهل أفاؤا على الرحّالة الكُثُرِ؟ 
    
وهل تقارَبَ منهم صوتُ مبتعدٍ؟  
                  وهل تباعَدَ منهم صوتُ محتضِرِ؟ 
    
داروا على نارهم، حتّى إذا وَجَدوا   
                ما اخضرَّ في الجمر أو ما اصفرَّ في الشررِ 
    
ألقوا بأجنحةٍ بيضاء خائفةٍ   
                   على اللهيبِ وغابوا في رحى القَدَرِ 
    
كأنّما بحرُهُمْ برّ تغالبهُ‏  
                  شطئانُه وتدانيهِ على حَذَرِ 
    
كأنّما بحرُهُمْ سكرانُ مُحتَبَس‏   
                  هو المقيمُ وهُمْ فيهِ على سَفَرِ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
16

12

نسائم الإنتصار

 هو المقيمُ، ولكنْ أينَ؟ ما برِحتْ‏  

                    تُطوى البحار كطيّ اللمحِ في البصرِ 
    
يُطوى السحابُ وتُطوى كل بارقةٍ  
                     من أخمص النهرِ حتى هامةِ القمرِ 
    
وما المقيمُ وما الفادي وما أثر   
                     يمضي على أثرٍ يمضي على أثرِ؟ 
    
إني أنا الرجل الصفصافُ أضلعُهُ‏   
                  ضلعي، وأغصانه دمعي ومصطبري‏ 
    
فإنْ سمعتَ بكاءً فهو من وجعي‏  
                    وإن سمعت نشيداً فهو من وتري‏ 
    
ناديتُ ذاتَ فمٍ والريح عاصفةً   
                       يا أيّها الشجرُ الملقى على الشجرِ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
17

13

نسائم الإنتصار

 يا أيُّها الجَبَلُ العالي ويا أَبَتِ‏  

                    يا ناشرَ الغيم فوق القريةِ المَطَرِ 
    
ناديتُ فامتلأ الوادي بدمعتِهِ‏   
                    وأطلق السدُّ صوتي في فم النَهَرِ 
    
قُمْ وارتعشْ وابكِ واضحكْ وانتفِضْ جذلاً   
                    أَخذتَ قلبَكَ حُرّاً من يدِ الخَطَرِ 
    
أُعْطيتَ قلبَكَ في التسعين مؤتلِقاً   
                   كصيبِ الماء يُحيي مَيّتَ الثمرِ 
    
وكُنْ جميلاً كما قالَ الإلَه لنا  
                   كونوا فكُنّا مع النُعمى على قَدَرِ 
    
وكُنْ مؤصِّلَ نبع الماءِ حارسه‏   
                      وكُنْ مقلّمَ أهداب الضُحى النَضِرِ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
18

14

نسائم الإنتصار

 وكُنْ جنوبَ جنوبٍ لا جنوبَ لهُ‏

                     سوى الجنوبِ وكُنْ مَهديّ‏َ منتظِرِ
 
أمبصر أنتَ؟ ها إني أشاهدهم‏
                   سودَ العمائمِ، طلاّعينَ، كالدُررِ
 
حمرَ الوقائع ِ معصوباً بجبهتهم‏
                      دمُ الحسين طريّاً غير مستترِ

 صُفْرَ البيارق حتى ما إذا غَرَسوا
                         أعلامهم حرّةً في قلعة التَتَرِ

واستنزلوا كلّ‏َ باغ ٍ عن مناعته‏
                       عادوا يتوجُهم تاج من الخَفَرِ
 
يُغضون من شدّة التقوى، وأعجبُهُ‏
                        ألاّ يُرى غيرُ صدّاحٍ ومفتخرِ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
19

15

نسائم الإنتصار

 هُمُ الشواهينُ مدّوا ظلّ أجنُحِهِمْ‏  

                         على السماءِ وخطّوا اية الظَفَرِ 
    
أيّ‏ُ الموازينِ لم تقلق كأنّ بها   
                     من رجفة الطيرِ ما يغني عن الخبرِ؟ 
    
دارت على نفسها الأيّام وارتفعت‏   
                        غمامة اللَّه بين الركنِ والحَجَرِ 
 
 
 

* القصيدة التي ألقاها الشاعر محمد علي شمس الدين في إعلان نتائج المسابقة الشعرية
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
20

16

نسائم الإنتصار

 مرايا الريح‏


على الصخر، كفّ‏ُ الريح تعتو وتقرعُ‏   
                           فترتجّ‏ُ  غاب، والربى تتصدَّعُ‏

وينفجر الليل الأَصَمّ‏ُ صواعقاً
                     ويرتاعُ مَنْ هانوا وخانوا ورَوَّعوا

عَشِقْتُ مرايا الريح تشبو بهيَّةً
                       تمرُّ  وأنفاس الدجى تتقطَّع‏ 
   
مقاومةً! أنتِ اجتراح عظائمٍ
                       كأنَّكِ  سيفُ اللَّه: عاصٍ وطيِّع‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
21

17

نسائم الإنتصار

 زنودُكِ، ما أبهى، رنينُ معاولٍ‏   

                     وقلبكِ،  ما أثرى، سَخِيّ ومُتْرَع‏
 
زَرعْتِ ميادين الجهاد شقائقاً 
                     مُضَرَّجةً،  ريَّا الثرى، تتضوَّع‏
   
فأزْهَرتِ الوديان: خيلاً وأسيفاً
                    وهام  جبين الأرز يعلو ويسطع‏
   
وراحت سواري الوَعْر تقتحم الوغى‏
                     وتستاف كأس الموت شهداً يُتَعْتِع
 
فتبْرُق نيراناً وترعُدُ جُلجُلاً
                   وتمخض رَحْمُ الغاب عَصْفاً يزعزع
   
ويولَدُ فجر الانتصار مُدَوِّياً
                     صدى قمرٍ فوق الجنوب يُشَعْشِع‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
22

18

نسائم الإنتصار

 صَحَوْنا على قرع الطبول بيارقاً   

                     ووجه السما: شمس وتاج وبُرْقع‏
  
وتنداح  أرتالُ الرجال بنادقاً
                    تصِلّ‏ُ وترمي والرَّصاص يُلَعلِع‏
   
ويصدَح  في عُرس الكرامة سيّد
                     ويتلو من الايات، حمداً، ويخشع‏
   
وتهفو قلوب السامعين تعِلَّةً   
                      وترنو إليه أعين تتضرَّع‏
   
فيسقُط  عرش مستعار مُقنَّع
                    أمامَ إمام ِ الانتصار ويركع‏
   
ففي  كل وادٍ نحن ظلّ ومنهل‏
                       وفوق الرواسي نحن شمس ومطلع‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
23

19

نسائم الإنتصار

 نُضي‏ءُ  شموع العنفوان ونجتلي‏   

                        مَسارَ الثريّا كيف تسمو وتُبدع‏

كِلانا  وإزميل الرياح مجامِر   
                      نُقصِّب ناراً فوق نارٍ ونشقع‏

حضارتنا: الإنسان يغلو كرامةً
                    فلا مُعتدٍ قهَّارُ أو مُتَخَضِّع‏

نحرر أسرانا، ونُعْظِم قدرهمْ‏
                  فكمْ من عذاب السجن مُرّاً تجرَّعوا

وكم أذهل السجَّانَ صُلْبُ  عنادِهمْ‏  
                       فلا خائن أو خانِع أو هُنَّع‏

وكمْ  أصفياءُ اللَّه شَّقُّوا طرائقاً
                       إلى سِدْرَةِ الجنَّات، فوقُ، وأَمْرعوا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
24

20

نسائم الإنتصار

 وها رَجَعَتْ حتى العظام تلَهُّفاً  ‏   

                     كما السيفُ بعد الطعن للغمد يرجِع

هو الشعب يأبى الأرض، هونى، بلا حمى
                       وتأباه ليثاً في العرائن يهلع
   
فكان لنا أيار أرضاً منيعةً   
                        فلا قَدَم للغاصبين وإصبع‏

وكان لنا كانون عَوْد أحبَّةٍ
                     وكان  وراء العَوْد: زَنْد ومِدفع‏
   
فمهما عروش الظالمين تطاولتْ‏
                     فإنّ‏َ  يداً للحق تعلو وتخلع‏

حصاد شهيّ! فرحتان! وأعين‏   
                      مُوَلَّهَةُ الأهداب! تنشى وتدمع‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
25

21

نسائم الإنتصار

 فتورق  أجفانُ الرجال مهابةً   

                     ويُحْصِن «سفحَ الشيخ» أُسْد وأَسْبُع‏
 
ويستعرُ  الأقصى وتثرو حجارة
                     وفوق قِباب القدس: طفل ومَقلْع
   
وتنتظم الأطفال عِقْدَ جواهرٍ 
                   وكوكبها الدُّريّ‏ُ سيف مُرَصَّع‏
   
ويونِع  تاريخ العروبة نخوةً 
                    وينهار هم في الهزائم موجِع‏
   
فنُخْرِج من بين الصفوف مُخادعاً
                  ويَنْزاح عن صدر البنادقِ أكْتع‏
  
فلا  موقِع يختال فيه منافق 
                   ولا مِنبر منهُ يُنقنِق ضِفدع‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
26

22

نسائم الإنتصار

 مقاومة ردَّتْ شَمائلَ أُمَّةٍ

                  تنسَّمها  رملُ الصحارى المُلَّوع
 
تؤدِّي صلاةَ الفجر مَعْ شهدائها
                   وفي قلبها سِرُّ الشهادة مودَع‏
 
فيَشْمَخُ «غار» في مشارف «مكةٍ»  
                   وترمَحُ  أعناق النخيل وتَتْلَع‏
 
ويَطْلُعُ من فوق «المدينة» بدرُها 
                    ويَشْهَدُ  «بدراً» والحمام يُسَجِّع
 
وينْهَضُ من بين الصحابة «فارس» 
                     يباري، وينضو «ذا الفقارَ» ويصرع
   
وفي كربلاء الرملُ يغلو شهادةً  
                      و «هيهاتِ منا ذِلَّة...» وتفجُّع
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
27

23

نسائم الإنتصار

 فيمسح في قانا «المسيحُ» دماءه‏

                        ويرجُمُ  شيطانَ العصور ويَرْدَع‏
   
وهَنَّا «صلاح الدين» يحضن «خالداً»
                               وهَنَّا  «المُثنَّى» فاتحاً يتمنَّع‏

كأنّ‏َ رموز المؤمنين توافدوا 
                         وبَرُّوا الفدى واستنصروا  وتطوَّعوا
   
بلادي، اْشمخي، اعلَوْلي استنيري مواضياً
                          فنحن هدى الماضي: غد يترعرع‏

نَشُكّ‏ُ خميلَ الروح ريشَ بلابلٍ‏
                         ونُصبح قيثارَ الزمان يُرَجِّع

ونَفْرُش شال الريح زورقَ حُبِّنا 
                           ونُبحِر خلف الغيم: نشتو ونربع
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
28

24

نسائم الإنتصار

 ونغرف من سحر السماء بيانَها 

                    ونرشف لا عين رأتْ... هِيَ تسمع
 
فكل فضاءٍ نقشُ خُضْرِ عيوننا 
                   ومن كفِّنا تلك الكواكبُ تَرْضَع‏

أنا... وردة!! دَمِّي كتبْتُ وأدمعي‏
                   وخلف يراع الورد: صَدر وأضلع‏

نَخَلْتُ تراب القلب فامتلأتْ يدي‏ 
                     شقائقَ قانا: أسيفاً تتفرَّع‏

فأيقنتُ أنّ‏َ الدمّ‏َ مَهْرُ حبيبتي
                     على عرشها، منصورةً، تتربَّع‏

محمد توفيق صادق

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
29

25

نسائم الإنتصار

 دمعة قاهرة‏


أماه أينع زرعك المبرور                 
                   وأضاء غرسك، هل سقاه النور؟ 

واستيقظ الفجر الجديد على الربى‏ 
                          فبكى سروراً روضه المهجور 

واستنهض الطير الذبيح جناحه‏ 
                     وتمايلت رغم الذبول زهور 

ونسائم الأفراح هب عليله 
                        فتنسم البشرى المدى المذعور 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
30

26

نسائم الإنتصار

 أماه حطمت القيود جميعها 

                       ويداك عادت تنثني وتشير

قد غلها القهر اللئيم وإنما 
                      ما غُلّ‏َ يوماً قلبك المقهور

هذي وعودك لا تزال شريفة
                      لم تُنسها يوم الوفاء دهور

يا كربلاء متى الهزيمة أينعت‏ 
                     نصراً تعاظم سره المسحور

أنت الضعيفة والمهيض جناحها
                        ويذل فيك المارد الغرور 

أنت الغريبة خلف أسوار الأسى‏ 
                         ولك المحاجر والحناجر دور 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
31

27

نسائم الإنتصار

 أنت البساطة والبداهة في الفلا

                         ويحار فيك العالم النحرير

حدقت في حزنٍ لديك ولوعةٍ 
                           فبدا ثناء خلفها وسرور

وشممت أوصال «الشهيد» ونحره‏ 
                         فاحتار بين عبيره التعبير

وغرست أزهاري بتربة خده
                      وانساب فيها سحره المذخور

فغدت تردد لحنه أنسامها
                    وتضوع بالوجه البري‏ء عطور

حدقت في عين «الرضيع» فهالني‏ 
                     ذاك البريق الباهر المبهور 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
32

28

نسائم الإنتصار

 تلك الجفون لأي أمرٍ أطبقت؟ 

                         ومحت وروداً ما لهن نظير

أترى نجوم سمائه وضّاءة 
                    ونجوم عالمنا الجميلة زور  
 
أيرى الجمال الحق خلف جنونه‏
                    وجمالنا البّراق سوف يبور

وأتيت «والهة» نعت أقمارها
                      فازداد عزماً قلبها المكسور 

وسمَا بها ضعف وقلب أعزل‏ 
                        تنعو الجبابر دونه وتخور 

يا دولة الطاغي أذلك «دمعة»
                     وبرت سيوفك أعين وصدور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
33

29

نسائم الإنتصار

 وأطلت في التحديق حتى مسني‏ 

                        سر الخضوع ورُوِّعَ التفكير 

وطفقت أمزج أرضها بفضائها
                        وأرى سماءاً تنحني وتمور 

وأرى النجوم معفرات وجهها
                        بترابها ويطيب ذا التعفير
  
وأرى وفود النور تسجد حولها
                     وتضيع خلف بريقها وتغور
 
يا رجع مئذنة الدموع أجبتني‏ 
                     وأزاح ليلي نجمك المسرور   
 
وأضاء مشعلك المقدس شعلتي‏
                  فتمازجت بالشعلتين عصور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
34

30

نسائم الإنتصار

 لبتك أجنحة تهافت دونها

                   قممُ الشموخ وعزها المشهور  
 
وأتتك لا تحني لغيرك هامها
                   فلك التذلل رفعة وظهور

حملت شعارك في بريق عيونها
                   حين استبد على الجناح قصور

وحروفك الغراء في أوداجها
                  تفرى على حد القنا فتثور 

الحرف عندك في الضلوع دواته
                     فيكاد يسبق  لحنه  التفسير

ناديت أنت فرددت أشلاؤنا
                   ونعانق   التعبير   والتعبير  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
35

31

نسائم الإنتصار

 لباك يا وحي الهدى شهداؤنا

                     حملوا مرادك والمراد عسير 
 
رفعوا بيارق حبهم وولائهم‏
                    ومضى يطوف الموكب المنصور

فسقى روابينا العطاشى شربةً 
                   من كأسه الأوفى، فذاك نشور

ولدقة النصر المبجل ساعة
                 تمحى بها الأوقات حين تزور

يا نصر مهلاً فالحسين قصيدتي‏ 
                وبه غرورك أيها المغرور 
 
لولاه ما برح الضياء مشرداً
                والكون مزق هديه الديجور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
36

32

نسائم الإنتصار

 ولما زهى رشد وقامت حجة

                           ولضاع في غوغائنا التكبير

لا قصر في مجد الحسين ولا ذُرىً‏ 
                      فوق النجوم وجحفل وهدير

ما فيه غير عزيمة مستورةٍ 
                  والمجد أعظم شأنه المستور

بوركت من مجدٍ تعهده الفدا
                  وبنته أهداب بكت ونحور

أهديت افاق الحقيقة أنجماً
                  سطعت ولكن السطوع عبور

ومررت كالطيف الجميل مودعاً
                  قبل اللقاء كما يمر النور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
37

33

نسائم الإنتصار

 وحفرت نهجك في القلوب فهل ترى‏ 

                       يمحى الرشاد ونهجه محفور 

د. أمين الساحلي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
38

34

نسائم الإنتصار

 السلطان‏


بوركت يد...
كسرت ألوية الزمن عند بوابة فاطمة
   
وأماطت لثان الزيف
عن الوجوه المطلية بالخيوط العنكبوتية
   
مقاومون...
اقتدروا للصباحاتِ
   
شموساً بسطت اكفها على محاريبهم
وهم رهبان الليل
   
لا ينطفئ لهم سراج
مسافرون.. من كتفِ الظلام

ينسلون خفافا إلى عيون النصر 
ينشلون الفجر من عجينة الليل

ليختمر في ديارهم عرس النصر
وهم سلاطين خافية
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
39

35

نسائم الإنتصار

 سر في علائِك لن يطالَك فرقد

                           إِلا السماء تصافحت فيها اليدُ
   
كف به الذكرى تَشُدُّ رحاله‏
                        وصباحَهُ عند الأَذان مقيَّدُ
 
كَسَرَ الخيوطَ لدى مسامع ناعسٍ‏
                     حتى استفاقَ على الصباحاتِ الغدُ
   
يتهامسُ الدَّمعُ المُسِنّ‏ُ وفِتْيَة
                     صاغوا تجاعيدَ الفراقِ وَجَدَدُوا
   
خمسون عاماً باللقاء تقلَّصت‏
                   وامتدَّ دمعُ الابتهالِ الأَرغدُ
   
مالَتْ مصابيحُ الزَّمان تَيَمُّنا 
                    يَنْشَقّ‏ُ صبح والصلاةُ المقصدُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
40

36

نسائم الإنتصار

 واللَّيل يرقدُ عند كهفٍ ساكن‏  

                      والإنسُ تُسْكِرُهُ الجباهُ السُّجَّدُ

بَسَمَتْ عُيُونُهُمُ عن الصُّبحِ الذي‏
                   أَرخت مواسمَ من عطاياها اليدُ
 
كفَّان مطويَّان لَفَّهما الندى‏ 
                 والنصرَ مما يكتبان مؤكَّد
    
دَقَتْ على وترِ الزَّمان أَصابِع‏ 
                  نَجْوى يخامرُها السُّمورُ ومَعْبَدُ

طيفان يمتدان نُوراً كُلَّما
                   أَشعلتَ كفاً زاد فيها المَوْرِد

يتعانقُ الزَّنْدُ الكَمِيّ‏ُ وادمع‏
                  بيضاءَ تعشقها عيون ترمد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
41

37

نسائم الإنتصار

 ما النَّصرُ إلى طفلة قد ملَّها

                   سَفَرُ اللقاءِ وظلُّها يَتَجَدَّدُ
    
مملؤتان عيونُها يَشْتَرُّها 
                  نَدْبُ الوصولِ، صَباحُها متمِّرد
    
وَقَفَتْ تَمَاثِلُ رايةً مع رايةٍ
                      والنُّور فيما يرَ فلان مغرد

يا شوقُ قُمْ ما زِلْتُ أؤمِنُ أنني‏
                   حيّ وأَنّ‏َ عيونَنَا لا ترقد

عَهِدي الماذِنُ للنداءِ، وأنَّه‏
                     في كل يومٍ يَسْتَفِيقُ المَسْجِدُ
    
والموتُ تِكْسِرُهُ يَد قُدْسيَّة
                     لا تُستَطَالُ، وعَزْمُهَا لا يبرد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
42

38

نسائم الإنتصار

 وَطَنِي أُحبك لا تزال تَشُدُّني‏   

                      للحبّ‏ِ راقةُ الوصالِ وتَنْشُدُ
 
    
وَيَلُفُّنِي وَعْدُ الدِّماء وَدَينُهُ‏   
                       أَبَدَاً يحاصِرُني ونِعْمَ المَوْعِدُ
 
    
أَبَرَقَتُ من دميَ النَّزيفِ رسالتي‏   
                      لِعيون أمّ‏ٍ يستَبِدُّ بها الغَدُ
 
    
ترنو إلى عين المَغِيبِ لعَلَّها   
                     تَحظى بأفقٍ بالرُّؤى يَتَوَلَّدُ
 
    
نَبقَى وللقدس الولادةُ، طَيفُها   
                       وعد له في كلِ يومٍ مَوْلِدُ
 
    
لعيونِها ملئُ الدُّعاءُ وَقُبْلة   
                    للعاشقين  ويا لها  تَتَوقَّدُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
43

39

نسائم الإنتصار

 العُودُ والشَّجَرُ الكَثيفُ وأحرف‏   

                       ومرابط والمَبْتَلَى والسَّيِّدُ
 
    
الظِّلّ‏ُ ظِلُّكِ ما يحيطُ به، النُّهى‏   
                      والفيئُ دونك كَفُّهُ مسْتَبْعَدُ

باسم سرور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
44

40

نسائم الإنتصار

 بلسم الخلد

 
يا زينب ولها في الشام أحزان‏
                      قد أيقظ الفجر والأسحار حسانُ‏
    
حول المقام كريمَ الشعر ينشده‏
                    يشدو علياً وفي كفيه قران‏
 
هذا علي وفي لبنان صارمه‏
                     لا الكفر كفر ولا الأوثان أوثان‏
     
عاد الإخاء وعاد الدين مبتسماً
                      هذا بلال وفي الفردوس اذان‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
45

41

نسائم الإنتصار

 قد جلجل الحق لما قام قائمه‏

                    تسابقت لكريم الموت ولدان‏
    
تحكي الروابي وللغدار ظلمته‏
                     للموت من كفه السوداء ألوان‏
 
    
قد أعلن النصرُ في لبنان ملحمةً
                     لبنان في خلدي للعرف وجدان‏
 
    
تلك البواسل في لبنان ففعلها
                    طيف الجنان وما وفته أزمان‏
 
    
قاماتهم كرواسي الأرض راسخة
                     في الخلد عمدهم بالنور رضوان‏
 
    
يمشي الهمام وفي كفيه منيته‏
                   قد سربلته إلى مولاه أكفان‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
46

42

نسائم الإنتصار

 قد عاهد اللَّه ما ولى لهم دبراً

                   للأرض للشرف المهدور قريان‏
 
    
صهيون قد شربت منكم مرارتها
                  موتاً مريراً فهل وفته أثمان‏
 
   
دار الفداء سلام للربا ولكم‏
                   أهل البطولات للأمجاد وأركان‏

   
هذا المقاوم يرعى الحق يظهره‏
                  للحق في صدره المشحون يرقان‏
 
أزكى العطاء وفي التاريخ أمثلة
                   هم بلسم الخلد في الفردوس ريحان‏
    
قد أسكر الموت سل صهيون تذكرهم‏
                      تمايلت لكريم البذل أكوان‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
47

43

نسائم الإنتصار

 هذي سناء وهذا راغب وبهم‏

                 قد أشرق الحق ذاك الحق سلطان‏
     
لتسري المنية ظمأن من أسنتهم‏   
                    فإنهم نذروا للموت أعوان‏
   
هذا الجنوب وتلك الأرض باقية
                    هل زلزل الأرض والشطان طغيان‏
     
جراء صهيون سكرى في ضلالتهم‏ 
                       خلف المحيط لهم للبغي شيطان‏
    
هذا الأثيم وفي الأكباد مديته‏   
                    سم البرية في الأرحام ثعبان‏
    
هذا الهمام ونصر اللَّه نسبته‏  
                   فيها سراج وللتحرير ربان‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
48

44

نسائم الإنتصار

 تخالهم رسلاً بالحق قد جبلوا

                    للحق يجمعهم في الحب رحمان‏
 
فيها حسين ومن أنغامها حسن‏
                    والعرف بالعرف للأرحام احسانُ‏
    
لولا الفداء زهور الأرض ما عبقت‏
                   وما استزانت على الأشجار أفنان‏
    
يا حرة الدين يا أختاه معذرةً
                 من بحر رحمك تلك الضرع خلجان‏
    
أرضعتهم شرفاً واللَّه باركهم‏   
                   تبني اللالئ ما تخفيه قيعان‏

   
هذي للنسور الذرا والبيد ما وهنت
                     أقرها منصف أم شأن شنان‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
49

45

نسائم الإنتصار

 لولا ليوث الهدى ما ضاء مسجدها   

                        ما أطربَ الدهرَ بالأسفار رهبان‏
 
    
شهدت إن صخور الأرض قد عبقت‏   
                     قد عمدتها دماء الطهر غدران‏
 
    
أرض الجنوب تخوم الطيب منبتها   
                     ما عاش في كنف الأبرار بهتان‏
 
    
أهل الطهارة أهل البذل إن وصفت‏   
                         تعانقت بثراها البر أديان‏
 
    
تلقى العذارى وقد يرديك مبسمها   
                      للموت قد نذروا والموت إيمان‏
 
    
هذا الثرى من أديم الخلد نعشقه‏   
                   قد أرخص الدم لما حق عرفان‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
50

46

نسائم الإنتصار

 في الشام من فارس ليث صوارمها  

 

                         بالأمس لبى الأمين البرَ سلمانُ‏
 
فاثأر لرحمك لا تبقي لهم أثراً   
                      لقاتل الكفر عند اللَّه غفران‏

قد أشهر الكفر فلنرجم معاقلهم‏  
                     ما زال يجمعهم في الكفر عصيان‏
    
تمترس العرب في طفل رما حجراً   
                     والعرب في ذمة الأيام غلمان‏
    
تلقى الجموع وفي أخلاقهم خنث‏   
                       سل ظبية الشام تبدي السر لبنان‏ 
    
أكرم جحافلها أفدي منازلها   
                           حب الفداء لتقوى اللَّه ميزان‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
51

47

نسائم الإنتصار

 هذا صراط الهدى فاحرس حبائله‏

                         والمجد يفديه حرُ الدين ديان‏

أحمد علي معلا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
52

48

نسائم الإنتصار

 عيد المقاومة والتحرير


 أَفَاقَ أيارُ فوق العالمينَ عَلَى‏ 
                     إِشراقةٍ أُوتِيَتْ عرشاً بلاَ عَمَدِ

لبنانُ قَبِّلْ رئيس العهد أين بَدْى‏
                      وقصة النصرِ خذها من فم الأسد

لحوّدُ مَنْ هزم الدنيا واضجَعَها
                        كالكَبْشِ يُذْبَحُ بين النار والبَرَد

وَأَيْنَهَا خيبر ماذا وما صَنَعَتْ‏
                        أَمَامَ مَنْ كانَ وَتْراً واهِنَ العَدَد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
53

49

نسائم الإنتصار

 أَعادها اليومَ نصرُ اللَّهِ أدمغةً

                    تمشي حفاةً بلا نعلٍ ولا جَسَدِ
 
وكبَّر النصرُ فاهتزَّ الوجودُ صَدًى‏
                        صهيونُ أصبح هُزْؤَ الناس للأَبد
 
نصر مِنَ اللَّه والعلياءُ التَقَيَا
                     قلباً بقلبٍ وصنواناً يداً بِيَدِ
   
وسيّد أرعب الدنيا وقال لها
                       إِنَّا على الحقّ‏ِ لم نُنْقِص ولم نزد
   
لبنانُ أرض لنا لا لن تهونِ ولا
                      نُبقي أسيراً طعاماً في فم النكد

وَطَهَّرَ الأرضَ من رجس اليهود ومِنْ‏
                              عصابةٍ عبثت بالبيت والبلد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
54

50

نسائم الإنتصار

 وعنوةً أَطْلَقَ الأسْرَى وارجَعَها

                     عِزّاً كريماً بظل البأسِ والعُدَدِ
 
شمسُ الإرادَةِ خرَّتْ فوق مِعْصَمِهِ‏
                    وَالْبَسَتْهُ سواراً من أَذَى الحسد
   
وكانَ لبنانُ عُرْساً يستفيقُ على
                    عَوْدِ الأسير وشمل الأمّ بالولد
   
وفتية قدَّموا للموت أنفسَهُمْ‏
                       بمثلِهِمْ سِيَرُ التاريخ لَمْ تَجُدِ
   
ماتوا لِنَحْيَا أَعزَّاءً فكانَ لَنَا
                     مِنَ القرابينِ قنطاراً مِنَ المَدَدِ
 
إِنَّا مدينونَ للأَبطالِ ما بَقِيَتْ‏
                        روح بنا اعْتَمَرَتْهَا طيلةُ الأمَدِ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
55

51

نسائم الإنتصار

 هُمُ العيونُ التي بالليلِ ما غَمَضَتْ‏   

                      وَكُحْلَةُ الطَّرْفُ مَنْ تزدانُ بالسَّهَدِ
    
أَتَسْتَوِي أعين أحداقُهَا حِمَم‏   
                    وأعينٌ صَفَعَتْها الريح بالرَّمَدِ

أشاوسُ الحزبِ كانت كلما صرخت‏
                   حبلاً يُلَفّ‏ُ على الأَعناقِ مِنْ مَسَدِ 

إدَامُهَا الغَوْثُ يا زهراءُ لا سَغَب‏
                   وخيبر وهو مصلوب على الوَتَدِ
 
وكان للحزبِ هذا الحَزْمَ معتقداً
                     وَعَالَمُ الكونِ حَيَّا خير مُعْتَقَدِ

لا شُلّ‏َ باع جدير بالثَّناءِ وَمَنْ‏
                     أَعَادَ خيبَرَ للتمزيق والبَدَدِ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
56

52

نسائم الإنتصار

 مِنْ حيدرٍ مِن حسينٍ انّهم مدد

                        كُنْهُ السّرائِر لَنْ يخفى على الرَّصَدِ
    
مَا كانَ فوق بطاح الأرضِ من ظَفَرٍ
                       إِنْ لم يكن مُوثقاً بالواحد الأَحَدِ
 
 إبراهيم حمام
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
57

53

نسائم الإنتصار

 سكران غصن الهوى‏

 
سكرانُ غصنُ الهوى؟ لا تسألوا الغابا
                   لمّ‏َ السّناءَ ورشّ‏َ العطرَ أطيابا
 
    
نشوانُ عانقَ من راحِ الفدا مُهَجاً   
                   صارتْ هي الشّدوَ لمّا بالثّرى ذابا
 
    
صارتْ هي الطّيرَ غَنّى في مراتعهِ‏   
                   لحناً منَ العشقِ كان العشقُ غلاّبا
 
    
ثمّ ارتمى في عيونِ الوجدِ إذ همسوا   
                    يا ويحَهُ! مغرم من بعدِ أن شابا؟
 
    
رُحماكَ ربّي، وهل أوزعْتَ مَنْ عشقوا   
                   في خافقِ الصّدرِ أعذاراً وأسبابا؟
 
    
أُمْ هل منعْتَ الهوى عن قلبِ عاجزِهِ؟   
                     أمْ هل رميْتَ على الأبصارِ جلبابِا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
58

 


54

نسائم الإنتصار

 أحلى الخُدودِ لَتفّاح بهِ ثُلَم‏   

                    قالتْ لطالبهِ: طعمُ الجنى طابا 
    
أحلى الغرامِ لقلبي كانَ اخرَهُ‏   
                 أحلى النّهارِ أصيل يوصدُ البابا 
 
   
أحلى الكفاحِ لَمجْد أَمّ‏َ جنّتهُ‏   
                  روح تناجي العُلا لمّا الرّجا غابا 
    
ضنّ‏َ العِناقُ عليها والمُنى احتجَبَتْ‏   
                  إلاّ ترى الدّمَ كالشّلاّلِ مُنسابا 
    
فاستدعَتِ الرّوحُ منْ أوداجِها وَدَجاً   
                   زفّ‏َ النُّعوشَ إلى العلياءِ أسرابا
  
تاقَ الجهادُ إلى راياتِهِ وجِعاً   
                  رامَ النّوالَ فألفى الخفقَ محرابا 
    
صلّى على المجدِ في أفيائهِ ودَعا   
                 يرجو اللّقاءَ فطافَ النّبْتُ إخضابا 
    
ثمّ انثنى اسراً بالدّمعِ والِهَهُ‏   
                كمْ قيّدَ الحسنُ بالأحزانِ ألبابا! 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
59

55

نسائم الإنتصار

 لبنانُ كبّرَ إذ فاضَتْ منابعُهُ‏

                  لمّا الظّماءُ ابتلى في البيدِ أعرابا
 
    
رفّتْ على الأُفْق رايات يعانقُها
                صدرُ الزّمانِ فما العشّاقُ أغرابا
   
هُمْ منْ بلادِ الذُرا رقراقُ جدولها
                حاكَتْ مدامعُهُ للعينِ أهدابا
 
هُمْ منْ نسورِ المدى جنح يؤازرُهُ‏
               حقّ رأى اللّيلَ يسعى فيهِ مُرتابا
 
فاستلّ‏َ فجرَ حسامِ العدلِ يزرعُهُ‏ 
                في رجْسِ معبدِهِم للشّركِ حطّابا
 
    
ما سامحَ الحدُّ منْ أحلامهِمِ حلُماً
                أو جاوزَ الثّأرُ منْ أنيابِهِم نابا
 
    
أوْ أفلتَ القيدُ منْ عارٍ تصهيُنَهُم‏
                    أوْ أطلقَ الرّوعُ للطّغيانِ أذنابا

إستقسمَ الذّلّ‏ُ في صهيونَ فانقسموا: 
                    قوم رجا الموتَ قوم باسَ أْعتابا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
60

56

نسائم الإنتصار

 لبنانُ ليس فراديساً معلّقةً   

                  أو ما نلاقي بهِ لهواً وألعابا 
    
لبنانُ قهرُ العدا لبنانُ هاوية   
                 مَنْ ظنّهُ نزهة للصّيدِ قد خابا 
    
إذ أنجبَ الخلدَ ما شاؤوهُ مقبرةً   
                 واستمطرَ السّلمَ ما سمّوهُ إرهابا 
    
واستحضرَ الرّيحَ منْ كمّوا نواجذَهُ‏   
                  يذرو بها النّصرَ إمّا راحَ أو ابا 
    
خلفَ الجدارِ أنينُ الأسرِ يسألهُ:   
                 هل يُرجعُ الصّبحُ للأحداقِ غيّابا؟ 
    
لم يشْتكِ البينَ والأصفادُ ما صدئت‏   
                        حتّى حلفْتَ، ودقّ‏َ العهدُ أبوابا: 
    
لن نترُكَ القيدَ للأحرارِ يُترِعُهُم‏   
                     قهرَ السّراديبِ إرهاقاً وإتعابا 
    
قَعْرَ الغيابَتِ لمّ‏َ النّصرُ غلّتَهُ‏   
                    عَزَّ الأَسيرُ ولمّ‏َ البغيُ أخشابا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
61

57

نسائم الإنتصار

 سَلْ ذا الزّمانَ أيُمحى في دفاتِرِهِ‏   

                  نصر منَ اللَّهِ أهدى الدّوحَ أعنابا؟ 
    
دقّتْ على النّارِ أيديهِ مخضّبةً   
                   فانصاعَ بابُ المنى توقاً وترحاباً 
    
داستْ على النّجمِ منهُ خطوة فهوى‏   
                 لثمُ الضّياءِ على نعليهِ وثّابا 
    
ذاكَ ابنُ أحمدَ نَصرُ اللَّهِ سيّدُنا   
                 نجلُ الإمامةِ ما أنقاهُ أنسابا! 
    
إذ ضمّهُ النّصرُ عنواناً لسؤدَدِهِ‏   
               واختارهُ العزُّ دونَ الصّحبِ أصحابا 
    
واشتاقتِ القدسُ من وجدٍ لجبهتهِ   
                 فاستبّقتِ العزمَ في العينينِ لهّابا 
    
يا مجدُ مالَكَ في الجفنَين تُسكِنُهُ؟   
               أراقكَ الطّهرُ أمْ ألفيتَ أحبابا؟ 
    
أم أنت تعرفُ أنّ الحقّ‏ً في يدهِ‏   
               كفّ‏ُ الّربيعِ تطوفُ الرّوضَ إعشابا؟ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
62

58

نسائم الإنتصار

 باركْ أيا مجدُ تاجاً من صنائعهِ‏   

                   وافتحْ على القدسِ وعداً ليسَ كذّابا
 
    
واجلسْ على العرشِ مزهوّاً بموعدِها   
                      قد أوشكَ الفتحُ فاخترْ منهُ أثوابا
 
أمل طنانة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
63

59

نسائم الإنتصار

 ترنيمة الانتصار

 
هاتِ اليراعةَ فُضَّها بترفُّقِ‏
                   أفرغْ بيانَكَ لا تضِنّ‏َ بمنطِقِ‏
    
وهَلُمّ‏َ فاستقرئْ معالمَ أُمّةٍ
                    دَرَجَتْ مَراقي المجْدِ مَجْدٍ مُطلقِ‏
 
وَجُل البلادَ مُيَمِّماً شَطْرَ الأُلى‏
                   رواحُهْم قِبَلَ المعارجِ ترتقي‏
   
واخشعْ على مرأى الشّهادة مُكْبِراً
                         وبحضرةِ الشّهداءِ هامَكَ فاطْرُقِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
64

60

نسائم الإنتصار

 أيناهمُ تلك المصاديقُ التي‏

                    سادَتْ تؤَمَّر في المحلّ‏ِ الأسمقِ‏
   
أعْظمْ ب«حزب اللَّه»فيلقَ نجدةٍ
                    يأبى على الضّيمِ التماسةَ ابِقِ‏
 
    
دانَتْ له الهيْجاءُ ليثَ شَرِىً وقد
                     دوّى يُزمجرُ لم يهَنْ بتملُّقِ‏
 
شيْماهُمُ بأس بِمُعترك الوغَى‏
                    مُتْنُ العرائكِ في الضِّرابِ الأَصْحَقِ‏
 
    
يأَبى الثّرى الحرُّ النقيّ‏ُ تنَزُّهاً
                 أنْ يُستخِفّ‏َ بِخُفّ‏ِ غازٍ أحمقِ‏  
 
«لبنانُ» مقبرةُ الطّغاة ودأْبهُ‏
                        يُصْلي العُتاةَ أَتُونَ جمرٍ مُحرقِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
65

61

نسائم الإنتصار

 «صُهيونُ» زُقّ الكبْتَ مُرَّ زُعافهِ‏

 

                         واقْتِيدَ عبداً للقصاصِ المُوبقِ‏

حدِّقْ بعينيّ‏ِ الغُزاةِ فندبَةُ   
                      الخِزْيِ استقرّتْ فوق جفْنِ مؤرّقِ‏
 
    
وتمزّقتْ أحلامُ «خيْبَرَ» في أَكُفّ‏ِ
                       يدٍ تفلّ‏ُ وماردٍ مُتعَمْلِقِ‏
 
  
وخسِئْتَ «جَيْشاً» لم تُجِرْكَ «بطانة»
                       و«الشرقُ» و«الغربُ» ائتلافاً لم يقِ‏
 
    
فهوى «حِزام الأمْنِ» شلِواً مُعْدَماً
                        وتشظى «معبَرُهم» كوهمٍ أخرقِ‏
 
    
فإذا «الجنوبُ» بمن ثواهُ محرَّر
                    أللَّهُ أكبرُ والورى بتدفُّقِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
66

62

نسائم الإنتصار

 وقوافل يحْكي القيامةَ مدُّها

                     واليومَ صُفْراً يا بيارقُ فاخفقي‏
    
«أيّارُ» جَلّى للرّبيع معالِماً
                    مِنْ قبْلُ «عاملُ» لم يُوشّ‏َ برونقِ‏

وغفا على خدِّ الأريكةِ حالماً
                   في هَجْعَةٍ تُنْبِي برقدةِ مُرهَقِ‏
    
قد خَامَرَ الأمْنُ النديّ‏ُ جفونَه‏
                     مُسْتروحاً في نشْوةٍ لم تُسْبَقِ‏
 
    
«أيّارُ» باهى الكونَ فاخَرَ دهرَهُ‏
                      وتبَرّجَتْ خُيَلاؤه بتأنُّقِ‏
   
أرِجَ الرّحيقُ وقد تعَبَّقَ فوحُهُ‏   
                    والأرضُ ترفِلُ كالعروسِ بِزَنبقَ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
67

63

نسائم الإنتصار

 والقلبُ رنح والحناجرُ رنَّمتْ‏ 

                    جذْلى وقد هَزَجَتْ لنصرٍ مُطبقِ‏
 
ومحاجرُ الأحداقِ غَرغَر ماؤها
                    وهَمَتْ بدمعٍ ضاحكٍ مُترقرِقِ‏
 
والعزُّ رفرفَ جانِحاً وتهدّلَتْ‏
                    أفياؤهُ قِبَلَ الدّيارِ ومن بَقِي‏
 
    
لم تلْبَثِ الأفراحُ يُورفُ ظِلُّها
                       والنّصرُ بالنّصر المؤزَّرِ يلتقي‏
 
ثَنّيْتَ «حزب اللَّه» فْتَحاً باهراً
                    أرِّخْ «بكانونَ» الزَمانَ ووثّقِ‏
 
    
من ها هُنا أسْرى «لِلُبنانَ» الوفيّ‏ِ
                       «لأُردُنٍ» «للقدسِ» حتّى «جُلّقِ»
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
68

64

نسائم الإنتصار

 أسرىً سِنيُّهُمُ عِجافاً قد خَلَتْ‏ 

                    واليدُّ ترزحُ رهْنَ قيْدٍ مُوْثِقِ‏
    
أسرىً، كما رسَتِ الجبالُ، شوامخ‏   
                       أحرارَ أضْحَوا في امتدادِ المْشَرقِ‏
   
وبِخَفْقَةِ القلبِ الطّروب تِلفّظتْ‏
                          عرفانَ شُكرٍ، مُهجَةُ المتعشِّقِ‏
 
    
«لأمين عام الحزْب نصرِ اللَّه» مَنْ‏
                       منهُ الكرامةُ للعُروبةِ تستَقي‏
 
فَبَخٍ لذاتِك مثّلَثْ أُطْرَوحةً
                  حظِيَتْ، لما قد أبدعَتْ، بتفوّقِ‏
  
يا مُنيةَ المستضعفين تَجلّة  
                       وهوىً سلاماً للمُحيّا المُشْرِقِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
69

65

نسائم الإنتصار

  والعُذْرَ إنْ قَصُرَ اليراعُ فإنّه‏  

                   يا سيّدي أعْيَتْ صِفاتُك منطِقِي‏

حسن أحمد حُبَ الله
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
70

66

نسائم الإنتصار

 خَمرية النَصرِ

 
يا طيرَ أمّ‏ِ القُرى في العالمِ الثَّاني‏ 
                         قالوا تحبّ‏ُ الطِلى من خمرِ لبنانِ‏
    
من بعدِ كأسِ اللَّمى فجراً بمسجدِها   
                          أغراكَ كأسُ النُّهى من رِمشِها الرَّاني‏
    
إبريقُ عينِ المها أورَى بمبسمها   
                      رشْفَ انكسارِ الرُّؤى من صدرِها الدَّاني‏

يا حبّ‏ُ كُرْمى الأولى من أهلِ كرمتِها   
                        حرِّرْ جنوبَ الدُنى واسكبْ ليَ الثِّاني‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
71
 

67

نسائم الإنتصار

 باللَّه أَطلقْ (أبَا الهادي) بلابلَها

                       كما زرعتَ المدى أعوادَ ريحانِ‏
 
    
ما زالَ في سجنها اللّيليّ‏ِ ليْ قدح‏   
                      فاروِ غليلي بِه وارأفْ على العاني‏
 
    
ما كنتُ يومَ انجلتْ في ظلّ‏ِ أرزتِها   
                         إلا وعينيْ على عينِّي نُدماني‏
 
    
فانسَاح من حسنِها طيف على شفتي‏   
                       وارتدَّ من نَشرها عطر بشرياني‏
 
    
فاقصدْ جنوبَ التقى إِنْ كُنتَ ذا طربٍ‏   
                       واشربْ رحيقَ الهُدى فالخمرُ ربَّاني‏
 
    
أكثرتَ عَطفاً بنا يا مَنْ تُناولها
                       ويليْ لقطرِ النَّدى حانٍ على جانِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
72

68

نسائم الإنتصار

 بُوركتَ من مُقمرٍ في عِمَّةٍ أَرَجَتْ‏

                        مِسْكاً على زهرةٍ في شطِّ مُرجانِ‏
 
    
فانبثّ‏َ من ريقها أطيافُ عاصِرِها   
                       يا للأثيرِ لكمْ ساعٍ بإحسانِ‏
 
    
عصفورُ قلبي شدا من سكرِها نَغماً   
                   يبكي حُسَين الرضى عَشْراً فأبكاني‏
 
    
لا بُدَّ من دمعةٍ في ذِكر مَنْ رجعوا   
                          رُوحاً على عِمَّةٍ تاريخَ أحزانِ‏
 
    
مولايَ رُوحي فِدى إشَراقةٍ نَبَتتْ‏   
                           في ثغرِ مَنْ عُذِّبوا ورداً بألوانِ‏

لا شكّ‏َ أنّ‏َ السَّما قد غادرتْ فلكاً   
                         حتَّى أراها انطوتْ في قلبكِ الحاني‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
73

69

نسائم الإنتصار

 والأرضُ قد جَمَّعتْ من كلّ‏ِ مأسدة   

                      في زندِ زَين الورى أَمثالَ (ديراني)
    
والنصرُ يا سيّدي ما كان مُنشرحاً   
                        لولاكَ في صولةٍ لولاكَ رَحماني‏
 
    
فَالسيفُ في صمتهِ ورد على فننٍ‏   
                         والسيفُ في فعلهِ تكبيرُ أَذَان‏
 
واللَّهِ لا يستوي في عقلِ من جهُلوا   
                      معنى الورود شذىً والروحُ شيطاني‏
 
   
فامشقْ رسُول العُلى في كلّ‏ِ مظلمةٍ   
                       نُوراً وضي‏ءَ الحِجى من إرثِ لُقمان‏ 
    
وارفعْ حجابَ السُّها عن نور فكرتهِ‏   
                          وابعثْ نجومَ السَّما من أسرِ سَجّانِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
74

70

نسائم الإنتصار

 واشرحْ كتابَ الهوى وافتحْ لمنتظرٍ

                          باباً على جنَّةٍ في كفّ‏ِ رَضوانِ‏
 
    
إِنيّ‏ِ أراهُ استوى في الأفقِ مُقترباً 
                         من سدرةِ المُنتهى مكيّ‏َ أوطانِ‏
 
    
لبنانُ كانَ الهوى سرّاً ففجّرَهُ‏
                        ما سالَ من دمِّكم طُهراً بوجداني‏
 
    
وانسلّ‏َ من خاطري طير يخبِّرهُ‏
                           للحَالمينَ بكمْ أهلي وجيراني‏
 
    
قدْ كانَ في حربكمْ عنوانَ أُغنيتي‏
                         واليومَ في نصركمْ ما زالَ عنواني‏
    
للَّهِ من ثورةٍ في (عاملٍ) كتبتْ‏
                       إرغامَ ذئبِ الغضا لوحاً بميزان‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
75

71

نسائم الإنتصار

 تُملي على (مَرْحبٍ) في عصرِ قُوَّته‏

                         ما كانَ في ضربةِ المخلوقِ نُوراني‏
 
    
تستفّ‏ُ صخرَ الصَّفا في الطفّ‏ِ مُرجعةً   
                          وحياً يُعيدُ الصَّدى للطَّاهِر القاني‏
 
    
نوراً أمامَ الورَى في ليلِ محنتهم‏   
                        من ذَوبِ مَنْ عَتَّقوا صبراً بأبدانِ‏
 
    
فانهارَ من دمِّهمْ ما سطروا عُدداً   
                          وانحلّ‏َ في دمعهمْ تاريخُ إذعانِ‏
 
    
كانتْ لهمْ كرَة في هجمةٍ سَلفتْ‏   
                             والنَّصرُ حُكماً لنا والوعد قراني‏
 
والنُّونِ... إِنْ أُخرِّت لا بدَّ قَادمة   
                            أعلامُ شرقِ الهُدى من فجر إيران‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
76

72

نسائم الإنتصار

 فالقدسُ في كربلا فكراً وقَافيةً

                          والسيفُ من حيدرٍ... والفتحُ لبناني‏

حسن علي المرعي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
77

73

نسائم الإنتصار

 عيد التحرير


أعيا البلاغة، ما بلغت من الفدا
                     وجلا الفصاحة من شموخك ما بدا
 
    
وسما عن التشبيه، سيفك لامعاً   
                      يُبدي العزائم ثورة وتمرّدا
 
    
وعدا البيانَ بديعُ مجدك إذ دعا   
                     طير الإبا حتى أتاك مغرّدا
 
    
يا أيها الموهوب هبْني دُرّةً   
                      من علمك الموفور حتى أُرْشَدا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
78

74

نسائم الإنتصار

 فاخرتُ روحَ الشعر أنك مُلهمي‏

                       لما رأيت المجد فيك تجسدا
 
    
وصعدتُ بالايحاء أملأُ ريشتي‏   
                       من جمرة العلياء كي تتوقدا
 
    
زِدْني مِداداً وارتفِقْ فيراعتي‏   
                       ظمأى ولم تبلغ إليك الموردا
 
    
إن كان حبّ‏ُ الثائرين سعادةً   
                      فعسى بمدحك أن أكون الأسعدا
 
    
سرّ دماؤك والهوى أُحْجِيَّة   
                   لو كان موتاً، كانت الدنيا سدى‏
 
    
أو كان لهواً، كيف يلهو عاشق‏
                            ورد الحتوف تشوّقاً وتوددا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
79

75

نسائم الإنتصار

 الحرب تشهد كيف أججّت اللظى‏

                           في كَلْكَلِ الأعداء حتى أُخْمِدَا
 
    
إنْ يَنْسَكَ الطاغي فلستَ تسُرّهُ‏
                             أولست من أبكاه إذْ سُرَّ الردى‏
 
    
خضّبِت وجه الشمس حتى صُغْتَهُ‏
                           نصراً مبيناً في الزمان مخلدا
  
لا يومَ كالتحرير عزَّ مثيلهُ‏
                          فأضاف للأمجاد يوماً أمجدا
    
يوماً زها أيار فيه مكلّلا
                          فكسوته حلل الكرامة فارتدى‏
     
فلئن تك الأعياد تصنع بهجةً
                          فلقد تباهى العيد فيك وعيّدا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
80

76

نسائم الإنتصار

 بأبي وأمي يابن حاضنة الإبا

 

                      وسليل من ورثوا المعالي بالندى‏
   
ونجيدَ كل كريمة وقريحة
                       تأبى بغير الحر أن تستنجدا
 
    
بأبي فديتك من أبيّ‏ٍ ضَيْغمٍ‏
                  وبما ملكتُ فديتُ هامَك واليدا
    
سلِمَتْ يمينك قد سلمتَ من الأذى‏
                   إذ لم تخاصمْ في يديك مهنّدا
 
    
وأبيت إلاّ أن تراه مجرّداً
                 وأبيت إلا في العدى أَنْ يُغْمَدَا

فقذفتهم بالنار حتى زغردت‏
                     ورميتهم بالموت حتى غرّدا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
81

77

نسائم الإنتصار

 مزقّت جَمْعَهُمُ فكان عديدُهُمْ‏

                      بالعهن مُنْبثّاً وكنت الأوحدا
 
هذي قلاعهم تنوء بصمتها   
                     هل طَابَ للفئران أن تستاسدا؟
   
عدوُّه جيشاً ليس يُقْهرُ مطلقاً
                     لكنهم قُهِرُوا وباتوا خُرَّدَا
 
تعساً لأشباه الرجال وليتهم‏
                     كانوا بأحذية النساء المِسْرَدَا
 
    
عِفْتُ الفلاسفَ والمعاجم والحِجَى‏
                     وعدَلْتُ عنهم نحو شطّك مُنْشِدا
    
أمقاوم الظُلاَّم لولا ثورة
                   في خافقيك فهل بلغنا الموعدا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
82

78

نسائم الإنتصار

 فجبينك الوضاء أشعل ظلمتي‏  

                     نوراً، غدوتَ سماءه والفرقدا
    
أولست من علمتّنا أن الدِمَا  
                       في تربة الأحرار تُؤتي السُؤْدَدَا

ونسجت فوق النهر جسرَ عبورهِ‏  
                        للشامخات من المكارم تُفْتَدى‏
    
إنْ نام ليث والعرين مهدد   
                      قد يُعْذَرُ الذئبُ اللئيم إذا اعتدى‏

ما غضبة الأحرار إلا يقظة  
                       سكن الأمان جفونها وتوسدا
 
    
ترعى النسائم وردة بحنينها  
                       والريح تقتل في الجمال المشهدا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
83

79

نسائم الإنتصار

 شِيَمُ الأكارم أن تجودَ بمهجةٍ 

                         لتعود بالأوطان أو تستشهدا

ما الموت في كنف الاباء خسارة
                       لكنما الخسران أن نُسْتَعْبَدا
    
موتُ الفتى في الحرب احياء لهُ‏
                       وحياتُنا وسط الهوان هي الردى‏
 
    
لسوى الإله إذا انحنت هاماتنا
                      هيهات تدركنا الأعادي سُجَّدا
 
    
من أيقظ الغدرانَ في بركانها
                      تخبو اللظى إن لم تعانق موقدا
 
    
هذا الجنوب، وقد غدت فرسانهُ‏
                    رمزاً لكل الثائرين على العدى‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
84

80

نسائم الإنتصار

 لبنان فهنأ أن نصرك جامع‏

                       تُرْضي به عيسى المسيح وأحمدا
   
طوبى لمن ضحّى وجاهد مخلصاً   
                        حتى غدا لبنانُ حُراً سيدا

حسين علي قبيسي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
85

81

نسائم الإنتصار

 ذكرى الإنتصار


بِذِكرىَ الإِنتصار على الأعادي‏
                        ذَكَرتُ اللَّهَ دَيَّانَ العِبادِ
    
لأَحمَدُهُ وأسألُهُ صَلاةً   
                  على الهادي وعِترتهِ الهوادي*
 
    
وَكُلّ‏ِ الأنبياءِ، وكلّ‏ِ داعٍ‏   
                  وداعيةٍ إلى سبل الرشاد
 
    
بِعِيدِ الإِنتصارِ وأيّ‏ُ عِيدٍ   
                    صَنَعنا النَّصرَ فيهِ بِالجهاد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
86

82

نسائم الإنتصار

 بعيد الإنتصار وكم دماءٍ

                   كتبناهُ بها مثِلَ المِداد1
 
    
وكم فينا مِن الأبطال باعوا 
                    نفوسَهُمُ ليندحرَ المُعادي‏
 
    
للاستشهادِ يَحدوهُمْ غرَام‏  
                    كما يهفو لِعذب الماء صادي2
 
    
فَأَولهم قصيرُ الاسم لَكنْ‏
                  طويلُ الباع في ساح الجلاد3
 
    
ومنهم إبنُ غندورٍ صلاح‏
                   سخيُ النفس بورك من جواد4
 
    
وراغبُ حرب شيخُهُمُ أَبى أَنْ‏
                    يُصافِحَ من له مَدَّ الأيادي5
 
 
 
 
 

1- المداد: الحبر.
2- صادي: عطشان.
3- الاستشهادي أحمد قصير فجر نفسه بسيارته بتاريخ 11-11-1982 في بناية يحتلها الحاكم العسكري في صور - البص قرب مستشفى جبل عامل مؤلفة من إحدى عشرة طبقة فانهارت بمن فيها.
4- الشهيد صلاح غندور استشهد في 25-4-1995 حيث فجر نفسه بسيارة مليئة بالمتفجرات في مركز ال17 في بنت جبيل.
5- فضيلة الشيخ راغب حرب استشهد في بلدته جبشيت غدراً بتاريخ 16-2-1984 وهو صاحب القول الذي ذهب مثلاً (الموقف سلاح والمصافحة اعتراف).
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

83

نسائم الإنتصار

 وقال: إذن أكونُ بفعلِ هذا

                     رضيتُ بالاحتلالِ والاضطهاد!!

وسيدهُمْ شريف موسوي‏
                        قيادي وأكرِمْ من قيادي1
    
وغيرُهُمُ المِئاتُ سَمَوا كشمسٍ‏
                          بدت فتبددت سُدفُ السواد
 
ولن اتي على ذِكرٍ لأَحيا 
                       لُيوثُ الغابِ في ساحِ الطِّراد
 
محدِّثهُمْ يَلينُ لَه حديث‏  
                       وإنْ حانَ الضِّرابُ فَصِلّ‏ُ وادي2
    
هِيَ الأَوطانُ مُلْكُ مُحَرِّريها
                       فَلَيسَ تُباعُ يوماً بالمزادِ
 
 
 

1- سماحة السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب اللَّه استشهد بتاريخ 16-2-1992 بذكرى الشيخ راغب حرب بعد أن لاحقته مروحية صهيونية بقذائفها واستشهد معه زوجته أم ياسر وولدهما حسين واخرون. وشريف من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
2- الفصل نوع من الأفاعي لسعته تقتل لساعتها.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
88

84

نسائم الإنتصار

 وليس تَليقُ بالجُبَنَا وفي مَنْ‏

                      غفى، استلقى، وأَخلدَ للرُّقادِ
    
قُبَيلَ الإِنتصارِ وَكَمْ شَهيدٍ   
                     روى دَمُهُ الثرى فَسَمَى كهادي1
 

وكم شِعرٍ كنارٍ في هشيم‏   
                   سرى فَأشَبَّها ورْيُ الزَّناد2
 
    
هو الموزونُ خُذهُ ودَع حديثاً   
                    له اخترعَ العدوُ لحربِ ضادي3
 
    
قبيل الإِنتصار وَكم عُذِلنا   
                 مِن الأدنِينَ قرباً والبُعاد4
 
    
قبيل الإنتصار وكم فقيهٍ‏   
                    لنا قال: البُدوا لَبدَ الجَمادِ5
 
 
 
 
 

1- سمى كهادي: تُعطي معنيين: الأول أنه علا كبدر يهدي نورُه الاخرين. والثاني: يعني الشهيد هادي نصر اللَّه ابن الأمين العام لحزب اللَّه سماحة السيد حسن نصر اللَّه. استشهد في ساحة المعركة وهو يقاتل الصهاينة في جبل الرفيع بتاريخ 12-9-1997.
2- فأشبهاوري الزناد: أضرمها قدح الزناد وهو ما يتطاير منه من شرر.
3- الشعر العمودي المقفى. وقد استحدثوا نوعاً سموه الحديث دون وزن أو قافية ويفتقد للجرس الموسيقي. وأحياناً يكون فاقداً حتى لمعناه. وضع لمحاربة لغة الضاد وهي اللغة العربية.
4- العذل: اللوم.
5- كناية عن عدم التحرك للحرب والدفاع عن الأوطان.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
89

85

نسائم الإنتصار

 وقالوا: البُندُقِيَّةَ لا تُقاوِمْ‏

                        صواريخاً مُحَكَّمَةَ السِّداد
 
    
فَكفُوا عَنْ قِتالِهِمُ وعِفُّوا 
                   فَنَصْر دونَهُ خَرْطُ القَتَاد1
 
    
فَخالَفَهُمْ قِيادِيونَ حازوا 
                   مِنَ الباري الهِدايةَ لِلرَّشادِ
 
    
وكان بنا أشَدَّ الناسِ فتكاً 
                    مِنَ العُمَلاءِ جُحَّادُ المبادي2
 
    
بِنا يتربصونَ ويَرَصُدونَ الـ 
                     تَّحَرُكَ في النِّجادِ وفي الوِهاد3
   
عُيون وَهيَ لِلأعداءِ عَين‏
                   الا عميت عيونُ ذَوى الفساد
 
 
 
 

1- يقال للشي‏ء المستحيل أو شبه المستحيل: دونه خرط القتاد. وهو شجر صلب له شوك كالإبر.
2- الجواسيس.
3- النجاد: الجبال، والوهاد: الأرض المنخفضة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
90

86

نسائم الإنتصار

 جواسيس إذا مِنهمْ نَجوَنا 

                    لنا ذَلَّتْ صِعابُ الإِنقياد
     
وطابور يُثَبِّطُ مِنْ قُوانا
                  ويُوهي عَزمَنا بِالإِنتقاد1
    
فكان مقابلَ الطابورِ هذا
                  عِبادُ اللَّهِ أَكرِمْ مِنْ عباد
    
عِباد في الإله تذوب شوقاً
                    كَشَوقِهِمُ إلى دَحرِ الأعادي‏
 
    
فحققنا بعون اللَّهِ نصراً  
                     صنعناهُ وَهُمنا بازدياد
   
بإيمانٍ وعزم واعتمادٍ   
                  على الباري، وجِدٍ واجتهاد
 
 
 
 

1- يقال الطابور الخامس: جماعة من المواطنين تساعد العدو.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
91

87

نسائم الإنتصار

 نَصَرْنا مَنْ عليهِ كان حقاً

                    جوابُ الشَّرْطِ نصراً للعباد1
 
وللعملاء قلنا: قد عَفَونا
                   فسيحوا حيث شئتم في البلاد2
 
فتلك وصِيَّةُ (المختار) فينا
                  (وعيسى) وهي أُسّ‏ُ الإِعتقادِ3
 
    
أليس لصانعي ذا النصر حقّ‏ُ ال
                     حِفاظ عليهِ أيضاً والذِّياد؟
 
    
فليس يَسوغُ نَزعُ سِلاحِ حقٍ‏
                        لِفتوى حاقدٍ أو لاجتهاد
 
    
فَإِنّ‏َ اللَّه قال لنا أَعِدّوا  
                      إلى الأعدا السِّلاحَ مَعِ العَتاد4
 
 
 
 

1- إشارة للايات الكريمات الأولى: (يا أيها الذين امنوا إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبت أقدامكم). الاية 7 من سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والثانية: (ولينصرن اللَّهُ من ينصرهُ إن اللَّه لقوي عزيز) الاية
 40 من سورة الحج. والثالثة: (وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين) الاية 47 من سورة الروم.
2- لم تتعرض المقاومة الإسلامية للعملاء وقد كان العالم كله يتوقع ذلك رغم فتكهم وقتلهم للمئات.
3- المختار: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خطبته بعد فتح مكة قال: ماذا تظنون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت. قال: لا تثريب عليكم اليوم، إذهبوا فأنتم الطلقاء. (عن السرية الحلبية، ج‏3، ص‏49). وكذلك شريعة النبي عيسى عليه السلام.
4- الاية 60 من سورة الأنفال تقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللَّه وعدوكم).

 
 
 
 
 
 
 
92

88

نسائم الإنتصار

 فإن جنحوا إلى سَلْمٍ فسِلْم‏ 

                  مَلي‏ء بالمحبة والوِداد1
 
    
وإن بدأوا بحرب فاقتلوهم‏
                   فإن الخِزيَ في حَربٍ لِبادي2
 
    
وإن عمدوا لِرَوْغٍ فاحذروهم‏   
                  وأَيدِيكم على أُمّ‏ِ الزِّناد3
 
    
فإن الغدر في دمهم أَصيل‏
                   سَلِ التاريخَ يُغنِ عن السِّناد
 
    
وأمريكا نحذر مع أوروبا
                  وإسرائيلَ رائدةَ العِناد
 
لَهُمْ ولكل جبارٍ: كفى في‏
                 عيون الناس من ذَرِّ الرَّماد
 
 
 
 

1- إشارة للاية 61 من سورة الأنفال وقد جاءت هكذا: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اللَّه.
2- جاء في الاية 191 من سورة البقرة: (فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين). وجاء في نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام ص‏676، م الأعلمي: لا تدعون لمبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي باغٍ والباغي مصروع.
3- الروغ: من المراوغة المخاتلة. والزِّناد مكان الضغط على البندقية لإطلاق النار.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
93

89

نسائم الإنتصار

 فإِن تَخدَعْ عَضَارِطَةً صِغاراً

                       فَلَسْتَ بخادع كُلّ‏َ السَّواد1
 
إذا داعي الجهادِ غداً دعانا
                    لبسنا الدِّرعَ من تحتِ الفؤاد2
  
نِساء، مَعْ رجالٍ، مَعْ شيوخٍ‏ 
                      وأطفالٍ، تضيق بها البوادي‏
 
    
نُفوسَهُمُ الأبِيَّةَ يُرخِصوها
                      فِدى الأوطانِ إن نادى المنادي‏
 
    
وكُلُّهمُ على الأعداءِ نار
                  إذا ما صيح: (حَيّ‏َ على الجهاد)
 

حسين عبد الكريم مغنية
 
 
 

1- عضارطة: جمع عضروط وهو العامل على إملاء بطنه. والسواد: الكم الأكبر من الناس.
2- كناية عن تلبية نداء الجهاد، والشجاعة وعدم الخوف.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
94

90

نسائم الإنتصار

 * الهادي: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

1- المداد: الحبر.
2- صادي: عطشان.
3- الاستشهادي أحمد قصير فجر نفسه بسيارته بتاريخ 11-11-1982 في بناية يحتلها الحاكم العسكري في صور - البص قرب مستشفى جبل عامل مؤلفة من إحدى عشرة طبقة فانهارت بمن فيها.
4- الشهيد صلاح غندور استشهد في 25-4-1995 حيث فجر نفسه بسيارة مليئة بالمتفجرات في مركز ال17 في بنت جبيل.
5- فضيلة الشيخ راغب حرب استشهد في بلدته جبشيت غدراً بتاريخ 16-2-1984 وهو صاحب القول الذي ذهب مثلاً (الموقف سلاح والمصافحة اعتراف).
6- سماحة السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب اللَّه استشهد بتاريخ 16-2-1992 بذكرى الشيخ راغب حرب بعد أن لاحقته مروحية صهيونية بقذائفها واستشهد معه زوجته أم ياسر وولدهما حسين واخرون. وشريف من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
7- الفصل نوع من الأفاعي لسعته تقتل لساعتها.
8- سمى كهادي: تُعطي معنيين: الأول أنه علا كبدر يهدي نورُه الاخرين. والثاني: يعني الشهيد هادي نصر اللَّه ابن الأمين العام لحزب اللَّه سماحة السيد حسن نصر اللَّه. استشهد في ساحة المعركة وهو يقاتل الصهاينة في جبل الرفيع بتاريخ 12-9-1997.
9- فأشبهاوري الزناد: أضرمها قدح الزناد وهو ما يتطاير منه من شرر.
10- الشعر العمودي المقفى. وقد استحدثوا نوعاً سموه الحديث دون وزن أو قافية ويفتقد للجرس الموسيقي. وأحياناً يكون فاقداً حتى لمعناه. وضع لمحاربة لغة الضاد وهي اللغة العربية.
11- العذل: اللوم.
12- كناية عن عدم التحرك للحرب والدفاع عن الأوطان.
13- يقال للشي‏ء المستحيل أو شبه المستحيل: دونه خرط القتاد. وهو شجر صلب له شوك كالإبر.
14- الجواسيس.
15- النجاد: الجبال، والوهاد: الأرض المنخفضة.
16- يقال الطابور الخامس: جماعة من المواطنين تساعد العدو.
17- إشارة للايات الكريمات الأولى: (يا أيها الذين امنوا إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبت أقدامكم). الاية 7 من سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والثانية: (ولينصرن اللَّهُ من ينصرهُ إن اللَّه لقوي عزيز) الاية
 40 من سورة الحج. والثالثة: (وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين) الاية 47 من سورة الروم.
18- لم تتعرض المقاومة الإسلامية للعملاء وقد كان العالم كله يتوقع ذلك رغم فتكهم وقتلهم للمئات.
19- المختار: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خطبته بعد فتح مكة قال: ماذا تظنون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت. قال: لا تثريب عليكم اليوم، إذهبوا فأنتم الطلقاء. (عن السرية الحلبية، ج‏3، ص‏49). وكذلك شريعة النبي عيسى عليه السلام.
20- الاية 60 من سورة الأنفال تقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللَّه وعدوكم).
21- إشارة للاية 61 من سورة الأنفال وقد جاءت هكذا: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اللَّه.
22- جاء في الاية 191 من سورة البقرة: (فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين). وجاء في نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام ص‏676، م الأعلمي: لا تدعون لمبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي باغٍ والباغي مصروع.
23- الروغ: من المراوغة المخاتلة. والزِّناد مكان الضغط على البندقية لإطلاق النار.
24- عضارطة: جمع عضروط وهو العامل على إملاء بطنه. والسواد: الكم الأكبر من الناس.
25- كناية عن تلبية نداء الجهاد، والشجاعة وعدم الخوف.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
95

91

نسائم الإنتصار

 قِيام الشَّقائق‏


هاتِ البشائر وانتفض كالموردِ
                          إنّ‏َ الشقائق رُصِّعَت بالعسجدِ
 
    
جاءتْ إلينا عُرسُها في أرضِها
                        زهرُ تدلَّى مثل قلبٍ في اليدِ
 
    
رفّ‏َ النسيمُ بعطرها وترنَّحتْ‏
                        والشَّوقُ يدمى من ورودِ الموعدِ
 
    
لاحتْ أيادٍ نبضُها في كفِّها
                        خزَّ الماقي برقُ نورٍ للغدِ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
96

92

نسائم الإنتصار

 هاتِ الملامح قد رمت عن صُبحها

                       ليل الماسي خلف سجنٍ مُبعدِ
    
مُقل تغرَّب ثقلها وتبسَّمتْ‏ 
                     والقلبُ يهفو نحو أمّ‏َ المولدِ
 
يا دمع أمّ‏ٍ جفنها مخضوضب‏
                     طهِّر شهاباً من جراحِ الفرقدِ
 
    
يا دمع أمّ‏ٍ كبدُها متحرِّق‏
                      خلف الحديد مقيداً لا تهمدِ
 
    
إنّ‏َ الطيورَ وصُبْحَها في نجمةٍ
                     والعين ترمي للنجومِ الأبْعدِ
 
    
كم بالماسي أُترعتْ امالنا
                       هل يفنى صبر للنوال الأجودِ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
97

93

نسائم الإنتصار

 لا والذي يُدمي الغيومَ بريقَها

                      إنَّا رعود إثر طاغٍ مُرعدِ
 
إنَّا نحلِّي للشموس جراحنا
                       والعرسُ موت في السبيلِ الأوحدِ
    
إنَّا سماء في لجينِ غيومها
                   تأوي الجوارِحُ كالسيوفِ التُّغمدِ
 
    
يا ليلُ سلِّم للصباح شموسنا
                        والنجمُ طير فوقَ رمشٍ أسودِ
   
يا غيمُ كلِّل بالربيعِ شتاءَنا
                     والكحلُ قطر من بروقِ المرْوَدِ
 
أبدى الترابُ دماءَنَا كشقائقٍ‏   
                            والضلعُ ساق للكؤوس الأكبُدِ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
98

94

نسائم الإنتصار

 سحب الظلامُ وشاحهُ وتفرجت‏

                     شمس تلظَّى جمرها في المرْقَدِ
 
مَاتَ السَّرابُ ولوَّنت واحاتُنا  
                     والماءُ درُّ من عناقٍ مُزْبَدِ
 
ما للغدارى لا تميلُ بقربنا 
                  نحن اصطبرنا للعناقِ الأسْعدِ
 
    
تلقي الشفاهَ الزاهراتِ بدمعها
                      ورداً مندَّى للشَّهيدِ المفْتدِ
 

حيان علي بيشاني
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
99

95

نسائم الإنتصار

 لِعَيْنَيْ بِلادِي‏


لِعَيْنَيْكِ رَقّ‏َ القَلْبُ واسْتَوْقَفَ الذّكْرَى‏
                         وأَنْشَدَ ثَغْرُ المَجْدِ أُنْشُودَةً فَخْرا
  
وأَعْرَضَ وَجْهُ الأَرْضِ عَنْ تَابعٍ لَها 
                         لِتُصْبِحَ عَيْنُ النَّصْرِ فيكِ لَهُ بَدْرا
    
وابَ إلَيْكِ العُمْرُ يَسْبِقُه دَمْع‏  
                       سَعيد بِلقْياكِ فَمَا أعْظَمَ الذّكْرى‏
 
    
لِعَيْنَيْكِ ضَجّ‏َ النُّورُ في هَيْكَلِ السَّنا  
                           وَفَجَّر وَجْدَ القَلْبِ وَالنَّثْرَ والشِّعْرَ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
100

96

نسائم الإنتصار

 وَصَفَّقَ فَوْقَ الأَرْزِ في كُلّ‏ِ قمّةٍ

                        وَقَدْ حَمَلَتْ رَاياتِكِ السُّودَ والصُّفْرَ
 
وهَلَّلَ للتَّحْريرِ في كُلّ‏ِ مَوْكِبٍ‏  
                     يذيعُ لَنَا مَجْداً ويُفْضِي لَكِ سِرّا
 
    
فأَقْبَلْتِ كالطّيْفِ المُقِبلّ‏ِ حكايَةً  
                        تَميد بينَ والأَنْوارُ تَغْمُرُكِ غَمْرا
 
    
تَهَادَيْ ولا تخْشَيْ مَقُولةَ حَاسِدٍ
                         فمَنْ وَرَدَ الأَمْجَادَ كانَ لَها قَدْرَا
 
    
وقولي لإسرائيلَ أنّ‏َ نُجومَها
                         تَهَاوَتْ مِنَ اللَّعْناتِ فانْدحَرَتْ ذُعْرا
   
ولا خَيْرَ فيها مُذْ أَقَامَتْ وأَفْسَدَتْ‏
                          سوى أَنَّها زَادَتْ إلى شِعْرِنَا شَطْرا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
101

97

نسائم الإنتصار

 فَدَيْتُكِ مِنْ أَرْضٍ لها في نَواشِريِ‏

                         من الحُبّ‏ِ مَالا أسْتَطيعُ لَهُ حَصْرا
 
لقَدْ هَامَ فيكِ القَلْبُ ما لَمْ يَذُبْ مِنْه‏ 
                         وما ذابَ حتّى أشْعَلَتْ نارُه الصَّدْرَ
 
لَئنْ شَغَفَتْ قلبي رُباكِ فليْسَ في‏
                      جرائمِ طَرْفِ العَيْنِ ما يُوجِبُ العُذْرَ
 
    
بلادي عَسَى الأَيَّامُ يَرْجعْنَ خُطْوةً 
                        مضيْنَ سريعاتٍ فما أبْخَلَ الدَّهْرَ
 
    
أيَدْرينَ كَنْ يَحْمِلْنَ فيهنّ‏َ مِنْ مَجْدٍ 
                          تَردَّدُ أصْداء لهُ في السَّما جَهْرا؟
 
   
أيعْلَمْنَ كَمْ شيَّدتِ للعزِّ مَنْزِلاً
                        وكمْ صنَعَ الأَبْطَالُ مِنْ عَزْمِهِمْ جِسْرا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
102

98

نسائم الإنتصار

 ليَعْبُرَ لُبْنَانُ الحَبيبُ وتَعْبُرِي‏

                       وَنَسْرُدَ للأيَّامِ أَفْراحَنَا الكُبْرَى‏
  
طويْنَا عَلَى الجُرْحِ الجراحَ وَلَمْ نَبُحْ‏ 
                         باهٍ وما شِئْنا بعاداً ولا هَجْرا
 
    
وكنَّا نُداوي بالكِفَاحِ نُفوسَنَا
                      وبالأمْنياتِ البِيضِ تَسْتَقْبِلُ العُمْرَ
 
    
وكنْتُ على بُعْدٍ أُراقِبُ عَنْ قُرْبٍ‏
                       إذا دَمَعَتْ عَيْن بكيْتُ لَهَا فَوْرا
 
    
وكَمْ قُتِلَتْ نفْسي وهيَّجَ حُزْنَه 
                   صراخاتُ ثكْلَى إنْ تَشَأْ تُنْطِقِ الصَّخْر
   
أنا الطِّفْلُ مذْبوحاً بِقانا بلا دَمٍ‏  
                        أنا المقْلَةُ العَطْشَى إذا نَفَذَتْ صَبْرا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
103

99

نسائم الإنتصار

 ولي مِنْ جراحِ الطَّفّ‏ِ كُلّ مصيبةٍ

                      أُذِيقُ بها صهْيوناً العَلْقَمَ المُرَّ
 
    
فيا لَصُرَاخِ العُمْرِ في نارِ داخِلي‏   
                     ويا لَقُيودِ الأَمْسِ مُسْتَقْبَلاً بَرَّا
 
    
كَسَرْتُ قُيودي وانْتَفَضْتُ لِنكْبَتَي‏   
                      فلا اسْتَسْلَمَتْ ذاتي ولا غُصِبَتْ أَمْرا
 
    
طليتُ بنَزْفِ الرُّوحِ جُدْرانَ غُرْبَتي‏   
                 فيا للنَّوَى دَاراً ويا للمَدَى أَسْرا!
 
    
رأيْتُ طلوعَ الشَّمْسِ قبْلَ طُلُوعِها   
                      وَأُخْبِرْتُ أَنّ‏َ الصَّبْحَ يَحْملُ لي بُشْرى‏

نهضْتُ وعانَقْتُ السَّماءَ بعزَّتي‏   
                        بنَفْسٍ أَبَتْ إلاّ نجيعَ الدِّما ذُخْرا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
104

100

نسائم الإنتصار

 فصدَّعْتُ قُضْبَانَ السُّجُونِ ولمْ أعُدْ

                      أبالي أجَاءَ المَوْتُ أمْ لمْ يَجِئْ طُرّا
  
وأَيْقَنْتُ أنّ‏َ الحُرَّ مَنْ بَاعَ عُمْرَهُ‏   
                     ليَشْتَريَ الأَمْجادَ والوَطَنَ الحُرَّ
 
    
وقَفْتُ على شَطٍّ الزَّمانِ ورَغْبَتي‏ 
                   تُحدِّثُنِي حِيناً وَأُخْبرُهَا طَوْرا
 
    
إليّ‏َ بوعْدِي يا سُنُونَ بِبَهْجَتي‏  
                      إليّ‏َ نَجيعَ الرُّوحِ والأَدْمُعَ الحُمْرَ
 
    
أَتَنْصَرِمُ الأَيَّامُ مِثْلَ سَحَابَةٍ  
                    مُعَجِّلَةً لَمْ تَشْفِ في عُمْقِنَا وِتْرا؟! 

أَيُتْرَكُ دَمْعُ العَيْنِ يُسْكَبُ حَرْقَةً  
                    ولا تُتْرَكُ النِّيرانُ تَسْتَأْصلُ الكُفْرَ؟
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
105

101

نسائم الإنتصار

 وَأَقْبَلَ طَيْفُ الوَعْدِ مِنْ بَعْدِ ثَوْرَةٍ 

                      وَحَطَّ عَلَى أَرْضِ الوَفَا يَنْسلُ الفَجْرَ
    
أَغَرَّهُ مِنّا أَنَّنا شَعْبُ عِزَّةٍ
                         أَعَدَّ لأَهْلِ الشِّرْكِ ضَرْبَتَهُ قَبْرا
 
فماتَتْ بذورُ الشَّرِّ واجتُثّ‏َ جذْعُها
                        وأَتْبَعَها نَصْر لنا ضَرْبةً أُخْرَى‏
 
    
وأشْرَقَتِ الامَالُ في كُلّ‏ِ خاطرٍ
                          فَشَعَّتْ لَها الالامُ توسِعُها شُكْرا
 
    
وأَبْصَرَتِ الدُّنْيا بعَيْنٍ جديدةٍ
                          فَمُشْرِقَة حيناً وضَاحِكَة طَوْرا
 

وأَقْبَلَ أَيَّارُ الحَبيبُ بمَوْكِبٍ‏
                          يُحَدِّثُ أَخْبَاراً تُذَكِّرُنا بَدْرا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
106

102

نسائم الإنتصار

 لنا سَيِّد لَوْ شَاءَ دَلّ‏َ بإِصْبَعٍ‏

                        فَتَسْقُطُ في يُمْنَاهُ شَمْسُ السَّمَا ظُهْرا
   
ويعكِسُ لامَ الرَّفْضِ يَسْحَرُها بَلَى‏
                         فَتَسْعَى لَهُ الأَحْلاَمُ رُغْمَ المَلاَ سَيْرا
 
هو «حَسَنُ»المَقْرونُ بالنَّصْرِ إِسْمُهُ‏
                        ومَنْ غَيْرُ حُرٍّ صَادِقٍ يَصْنَعُ النَّصْرَ
    
فلَوْ أَحْصَتِ الأَقْلامُ أَلْفاظَ مَجْدِهِ‏
                       لأَلْحَقَ بالعَلْيَاءِ في عَرْشِها خُسْرا
    
بلادي كفى عَيْنَيْكِ دَمْعاً أَلاَ ابْسِمِي‏
                               فإنَّك بَعْدَ اليَوْمِ لَنْ تَذْرُفي دُرَّا
 
ولا تَحْزَني إِنْ كانَ فَرَّقَنَا بَيْن‏
                         فإنّ الهَوَى يَقْضي على العَاشق الصَّبْرَ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
107

103

نسائم الإنتصار

 أبى المجْدُ إلا أنْ يَرَاكِ عَلَى صَرْحٍ‏

                       لهُ فاهْنإِي واسْتَقْبلي في العُلاَ الفَجْرَ
     
وظلّ‏َ فُؤادُ الحُلْمِ يَنْبِضُ بالسَّنا
                     ويُشْرِقُ دَمْعُ العَيْنِ مَعْ فَرْحَةِ الذّكْرى‏

راوية حسين علوة

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
108

104

نسائم الإنتصار

 وَطَنُ الأَحْرَارِ


حَيَّاكَ مِنْ عَلْيَائِكَ العُظَمَاءُ
                     وأتى يُحَدِّثُ مَجْدَكَ الجُلَساءُ
     
 سِرْ! شعّ‏َ حيث تحلّ‏ُ وانبلج الضِّيا 
                        مِنْ مُقْلتَيْكَ، وبُدِّلَ الإمْسَاءُ
    
إنْ شئْتَ إدْراكَ الخُلودِ بَلَغْتَه‏
                    مِنْ غَيْر ليْتَ، فما تَشاءُ يُشَاءُ
 
    
 وإذا نطقْتَ غَلَبْتَ كُلّ‏َ مُحَدِّثٍ‏    
                     وإذا شَدوْتَ تَغَنَّتِ الأَحْياءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
109

105

نسائم الإنتصار

 أَنّى مضيْتَ فثَمّ‏َ خَلْفَكَ مُقْلَة

                       حَرَسَتْكَ مِنْ كَيْدِ العِدَى نَجْلاَءُ
 
    
وكَفَاكَ مِنْ عُظْمِ المَقَامِ ورُفْعِهِ‏   
                     أَنْ أصْبَحَتْ تَسْمُو بكَ الجَوْزَاءُ
 
    
 لولا المَلاَحَةُ ما أَتَيْتُكَ مادحاً
                       وَطَرَقْتُ بابَكَ مِثْلَما الشُّعَراءُ
 
    
 وإذا مَدَحْتُ فَلَيْسَ يُغْنيكَ المَدِيْـ
                                 ـحُ وكَثْرَةُ الأَقْوالِ والإِطْرَاءُ
 
    
 لُبْنَانُ أَنْتَ كَمَا عَلمْتُكَ سَيِّد
                            ما كانَ في أَرْضٍ له أكْفاءُ
 
    
 يا أيُّها المَلِكُ المُوَقَّرُ شَأْنُهُ‏
                        قُمْ أَلْقِ قَوْلَكَ فالدُّنَى إصْغَاءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
110

106

نسائم الإنتصار

 حَدِّثْ عَنِ الأمْجادِ في يَوْمِ الوَغَى‏

                          بَلْ لا تَقُلْ ولْتُخْبِرِ الهَيْجَاءُ
 
    
عَنْ وَاردٍ حَوْضَ المَنُونِ مُدَجَّجٍ‏
                       شَهِدَتْ على إقْدامِهِ الأَشْياءُ
 
    
تَرَكَ اللَّياليَ كالِحاتٍ وَانْبَرَى‏
                       نحْوَ الضِّياءِ فَمَا بِهِنّ‏َ رَجَاءُ
 
    
حَضَنَتْهُ أحْجارُ الفَلاةِ وكَبَّرَتْ‏
                          لَمْ يَبْقَ فيها صَخْرة صَمَّاءُ
 
    
هَذا نِداءُ المَجْدِ لبّاهُ الفَتَى‏
                        حتّى تُجَاوِرَ إسْمَهُ العَلْيَاءُ
 
   
فتأجَّجَتْ نَار بِفَيْضِ دِمَائِهِ‏
                         وَأُذيقَ طَعْمَ حَمِيمِها الأعْداءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
111

107

نسائم الإنتصار

 طَافَتْ عَلَيْهِمْ ثَوْرةً عَلَويَّةً

                   باسْم الحُسَيْنِ فَأُرْدِيَ الجُبَنَاءُ
    
كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ في الحياة مَذَلَّة
                     إنّ‏َ اليهودَ لمَعْشَر ضُعَفَاءُ
   
وأتَى يُجَدِّدُ في النُّفوسِ عَزيمةً  
                     أيّارُ فانْبَعَثَتْ لُهُ الأَهْوَاءُ
 
    
فتعانقتْ دُرَرُ الكَلامِ ولَفْظُهُ‏
                      وَتَنَاسَجَتْ مِنْ حُسْنِهِ الاراءُ
 
    
نَهَضَ الجَنُوبُ ولَمْ يزلْ في صَدْرِهِ‏
                        وَجَع قَديم انَ مِنْهُ شِفَاءُ
  
وتَرَقْرقَتْ مِنْ مُقْلَتَيْهِ أَدْمُع‏
                       خُتِمَتْ بِها الأحْزانُ والأدْواءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
112

108

نسائم الإنتصار

 ومَضَى يُرَحِّبُ بالحياةِ بِمَوْكِبٍ‏

                     عادَتْ تُشِعّ‏ُ على ذُرَاهُ ذَكَاءُ
  
فَتَلَوَّنَتْ بالأُنْسِ كُلّ‏ُ رِبَاعِنَا
                    وَسَمَتْ بها أَعْلامُنا الصَّفْراءُ
 
    
وتَبرَّجَتْ بالنُّور نَاصِيَةُ المَدَى‏
                      وَثَنَتْ عَلَى خَلاّقِها الالاءُ
 
    
فالنَّصْرُ أعْظَمُ من إفاضاتِ اليرا
                       عِ وأَنْ يُحدِّدَ حَجْمَهُ الأُدَباءُ
 
    
ما كانَ أَجْمَلَ لَحْظةً فاضتْ لَها
                           عَيْنَايَ وانْشَرَحَتْ لَها الأَجْواءُ!
  
 
إذْ جاءَ يَحْضُنُ كُلّ‏ُ فَرْدٍ أَرْضَهُ‏
                       وهيَ التي عَبَثَتْ بها الأَرْزَاءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
113

109

نسائم الإنتصار

 ومُقاوِمٍ ألْقَى علَيْهَا رَحْلَهُ‏

                  مَثْواهُ هذي الدّرّةُ الحَسْنَاءُ
    
وطني أَرِقْتُ وأَنْتَ خَيْرُ مُسَامِرٍ
                     لُبْنَانُ عِشْتَ وعَاشَتِ الأَسْماءُ!
 
زهراء أحمد عساف
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
114

110

نسائم الإنتصار

 التحرير


غابَتْ عيونُ الحاسدين فنامي‏
                        وتكحَّلي بروائعِ الأحلامِ‏
 
    
 وتوسَّدي التحريرَ والتحفي الفِدا
                           وتنعَّمي يا مُهجةَ الإسلامِ‏
 
وتدثَّري بالنورِ أنتِ مليكة
                       وحماتُها من خيرةِ الأقوامِ‏
 
 وتدلَّلي يا أرضُ صِرْتِ محجةً   
                        يأتي الحجيجُ بغيرِ ما إحرامِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
115

111

نسائم الإنتصار

 يأتونَ من حدْبِ البلادِ وصوْبِها

                            فكأنّ‏َ مكَّةَ تَسْتريحُ أمامي‏
 
    
وكأنّ‏َ يثْرِبَ والوفودُ ببابِها   
                   التمَّتْ ولَمَّتْ تُربَها المتسامي‏
 
    
وكأنّ‏َ صوْتَكَ يا بلالُ بمسمعي 
                      يرتدُّ رجْعَ صدىً معَ الأعْوامِ‏
 
    
 وكأنّ‏َ خيبَرَ قدْ تخلَّعَ بابُهُ‏
                     وانْدَكّ‏َ حصنُ اللؤْمِ فوْقَ لِئامِ‏
    
 عادَ الجنوبُ مجدَّداً ومجدِّداً
                 عَهْدَ انبِعاثِ النورِ في الأيامِ‏
 
    
 وعليّ‏ُ عادَ بذي الفِقارِ وحَدِّهِ‏
                    فاليومَ فُلَّتْ بِدْعَةُ الأصْنامِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
116

112

نسائم الإنتصار

 وتَبعْثَرَتْ في الجَوِّ أشْلاءُ العِدا

                      وهَوَتْ وطارَتْ في الفضا المُتَرامي‏
 
وتَقَهْقَرَ الغازي بعارِ هزيمةٍ
                      سَتَظَلّ‏ُ صارخةً مَعَ الأوْهامِ‏
 
أَوَ ما تَرَوْنَ إلى الجنوبِ مُحرَّراً
                      من بعْدِ ظُلْمٍ بالغٍ وظلامِ‏
 
    
إذْ أَفْرَدَ النَصْرُ المبينُ جَناحَهُ‏
                     يَرْوي بِقاعَ العِزِّ والإقدامِ‏

قسماً بمنْهاجِ الأُباةِ وعِزَّةٍ
                       قسماً بلوْنِ الجُرْحِ والالامِ‏
   
قَسَماً بعزْمٍ لِلْمُقاومِ ما خَبا  
                      وبِبأْسِ أَسْرى في الحَديدِ الدامي‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
117

113

نسائم الإنتصار

 إنَّا إِذا الأعْداءُ أَذْكَتْ نارَها

                     بدِمائِنا نُطْفي اللهيبَ النامي‏
 
فكأنّ‏َ أَقْدامَ الأسِيرِ وقدْ عَلَتْ‏
                       ضَرَباتُها سَخِرَتْ مِنَ الأقْزامِ‏
 
وكأنّ‏َ أحْلامَ الصِغارِ تَوَرَّدَتْ‏
                       واجْتاحَ وَجْهَ الأرضِ سِرْبُ يمامِ‏
    
وكأنّ‏َ أَقْلامَ الحقيقةِ أَوْرَقَتْ‏
                       وكأنّ‏َ فَوْحَ العِطْرِ في الأقْلامِ‏
 
فتَضَوَّعَتْ بالمِسْكِ أَلْفُ قَصيدَةٍ
                        فإذا الشهادةُ عِطْرُ كلّ‏ِ هُمامِ‏
   
وإذا الجنوبُ وقَدْ تَدَفَّقَ ماؤهُ‏
                         فَوْقَ الأكُفّ‏ِ فَأَزْهَرَتْ بِحُسامِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
118

114

نسائم الإنتصار

 فلْتَهنَئي بالنَصْرِ يا أدواحَنا

                       بِسلامةٍ بسلامةٍ بسلامِ‏

تَحْميكِ عينُ اللَّه مِن شَرِّ القذى‏
                       والحِقْدُ يَعْمي الحاسِدَ المتعامي‏
 
غابَتْ عيونُ الحاسدينَ عَن الأذى‏
                        تَحْميكِ عينُ المُخْلِصينَ فنامي‏

زينب شريم خميس
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
119

115

نسائم الإنتصار

 التحرير


الموت يَبتدعُ الخلود

جُنَّازه خبز وماء
 
وقناطِر بيضاءَ طرزها الغناء
 
يمتصُ تقوى الأرض‏
 
يمتزج الرحيقُ بوَحيه خبز وماء
 
الموت بشرى المبدعين السالكين إلى السماء
 
وَلَهُمْ على كَفيه أغذيةُ البقاء
 
ونسائَمَ للعشق، باب لانجِلاء الذاتِ عن قفصِ الرياء
 
لا زال متسع لكي تَنَفَكّ‏َ عن جسدٍ يد
 
روح تملُ من النوافذِ والدواءَ
 
ترجو البقاء، بشهادة، خبز وماء
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
120

116

نسائم الإنتصار

 الأرض أرضي لا تُصانُ وتَأَلق‏

                       إلا بفَيْ‏ءٍ من دمٍ يَتَدَفَّقُ‏
    
  يندي المرايا للصباح إذا انبرى‏   
                        القاً بِمِديةِ فارس يتحرَّقُ‏
    
ليل طواه وفي المنية نزفه‏
                    نَتَفُ الخلودِ على المحيا بَفَرَقَ 
    
قلب أُذيب على عناقِ رصاصةٍ   
                         للقدس مسرى والتساومُ مَفرقُ‏

قف: إن للقدس الشريق حكاية   
                          بين السطور حروفُها تتألَّقَ‏

قلم وسكين وصرخة ثائرٍ
                            ودعاءُ دمعٍ موقنٍ يترقرَقُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
121

117

نسائم الإنتصار

 الموت يُودع للرؤى أَحلامَهُ‏  

                     غُصَن تَنَزَّلَ ايَ وحيٍ يَبْرِقُ‏
     
لا زال في الكأسِ المعتَّقِ صَبَوَةً
                     وعلى الأديمِ يدُ المسافِرِ تَورِقُ‏
   
يا قدسُ والذكرى امتثالُ مرابطٍ  
                     أَو من لصبحٍ أَنْ يُشَقّ‏َ وينطِقُ‏
    
فازاحَ عن جنحِ الجنوبِ غلالة   
                     بيدِ المجاهدِ شَلُوهَا يتشَققُ‏
   
فرحى وطي البشرِ يوقِظ كاهِلاً
                       لحفيده يرجو الأمانَ ويرمُقُ‏
   
بَشرى الجنوب يسدُّ خيطَ نعاسِهِ‏   
                        كفّ تقدَّس بالجهادِ وفيلقُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
122

118

نسائم الإنتصار

 رَسَمَ الخلودَ على الحدودِ منارةً 

                     للعالمين بيارقا لا تسحق‏
 
أكرمْ به نصراً تطرز بالدِّما
                   عين تقاومُ مخرزاً يتَمزَّقُ‏
    
يجزي السحابَ وقد تخدَّرَ بالظما
                   زهر بماه على الربيعِ الرَوَنقُ‏
 
سالت رذاذاً حين أشعل وجهَهُ‏
                    عند الغروبِ على النعاسِ المشْرِقُ‏
  
فاستلُ سيفاً قد بكى في خدره‏  
                     صَدَأً وكأَسُ الذلّ‏ِ لا يَتَعتّق‏
 
فَانفض جنابَك إن بيتَك واهن‏
                     ما دام يقطنُ قائل ومُصَفِقُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
123

119

نسائم الإنتصار

 يا قدسُ شدّ الساحرون حِبالهم‏  

                      غيّاً يداهن وجهُ شؤمِ أحمقُ‏
     
يتملَّقون وفي الترابِ أزيزهم‏
                  طلقُ المحيَّا والضمائر تبصقُ‏
    
سرقوا قميصَ الطهرِ ساكبُ دمعهم‏ 
                    متوضأ، ماءَ الخيانةِ يهرقُ‏
  
يعلو الصياحَ، وللماذنِ صرخة 
                    صوتُ الحقيقةِ في الزمانِ الأَصْدَقُ‏
     
قف: قابضاً يدك الجريحة حسبُها
                     للَّه طيّ‏ُ حروفِهَا تتوثَّقُ‏

‏تبقى فلسطينُ المحجةَ، نبضُهَا 
                    قلب على الذكرى يحنّ‏ُ ويعشقُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
124

120

نسائم الإنتصار

 رسم تواترَ لا خطوطَ تَصَنَّعت‏

                 في «مجلسٍ»يجزِي العطاءَ ويِلْحِقُ‏
     
في كل شبرٍ من ترابِك قصة 
                 للحبّ‏ُ يرويها فتىً متعشِّقُ‏
     
حملت دماه أصابع مبتورة   
                  والرِّفْدُ من أَلم العطاءِ تَأَلَّقُ‏
    
للقُدس ترحالُ القلوبِ وصحوُهَا   
                    ارض تَفِيْئُ وثغر شعبٍ مُشرِقُ‏
    
لونُ الكرامةِ يستبينُ بخدرِها
                       بين التمائمِ والنفوسِ مَعَلَق‏
 
عرس يجود له الخطابُ وخاطب‏   
                        أرض تزغردُ والسماءُ تُصَفِقُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
125

121

نسائم الإنتصار

 ‏إِيهٍ عروسَ المجدِ مهرُك أَنْفَس‏

                   مَثْلَي يُحَاكِيْهَا الجمالُ المطلقُ‏

سناء علي منعم
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
126

122

نسائم الإنتصار

 واسطة العقد


ألاَيّهْ دلالاً بانتصارك يا مجدُ
                   وَعانِق أمانينَا فقد أشرقَ الوَعدُ
     
وَزَيَّن بِنصرِ اللَّهِ عِقَدَك شَامخاً
                      فإنّ‏َ بنصرِ اللَّه يزّيَنْ العِقْدُ
    
حَبَاهُ رسولُ اللَّهِ فكراً مُمَنّعاً
                      وَوافاهُ من كرّاره الغَضْبُ والزندُ
 
    
 فَكَانَ لأَيّارَ ابتسامةَ عِزِّهِ‏   
                        فَذا الدهرُ في الائِه أبداً يشدو
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
127

123

نسائم الإنتصار

 تَوسّطَ أفقَ المجدِ فاعتدلتْ به‏  

                       بدورُ المعالي واستَضاءَ بهِ القَصدُ
 
    
وَكُوشفَ حتى لم يغبْ عن عَيانِه‏
                       خِبي‏ء ولم يطمسْ بصيرتَهُ بُعدُ
 
    
فَما ضَيْرهُ غَدرُ الغُواةِ وَراءَهُ‏
                     وَقِدامَه التعميمُ والجزم والجهدُ
 
حَصِيف سديد صادِقُ العزمِ وادع‏
                       وقور لبيب ذو مُمَانعةٍ جَلْدُ
 
    
رأى أُسْدُ حزب اللَّهِ فيه مَلاذَهُمْ‏
                         فَأوْرَدَهُمْ نصراً وقد عَذُبَ الورْدُ
 
    
 تَخطّى بِهمْ طُرقاً أقلّ‏ُ شِعابِها
                         جَثا عَاجزاً عن وخدها الأسد الوَرْدُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
128

124

نسائم الإنتصار

 فَلو خَاضَ فِيهم مَوئِل الشمسِ ما انثنوا

                                وَلو يممّوا شطر الثريا لما رُدّوا
    
زَمامَ المَناي لعبة في أكُفِّهِمْ‏
                             سراعا إذا نودوا شداداً إذا شدّوا
    
 يُديرون كاسَ الموتِ بالسُّم نَاقعاً
                           «لَهْم عَزَماتُ هزل أفعالِها جدُّ»
  
إذا مَا تَجلوا لِلعدى صَارَ شَمْلُهمْ‏
                           شَتِيتاً وهول الرُّعبِ مِن خلفِهمْ يَعدو 
    
لقد ضَاقتِ الدّنيا عليهم برحبها  
                           وقالوا بأنّ الموتَ في كفهمْ عبدُ
 
 تَعثّر بالهامات «شارون»هارباً
                            فلم تحمهِ نار ولم يُجدِهِ جُندُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
129

125

نسائم الإنتصار

 يَعفر بالترب المخضَّبِ وَجْهَهُ‏

                         فكانَ لَهُ مِن رُعبه الغلّ‏َ والقدُّ
 
وجندُ عليٍ (ع) والحسين (ع) زعازع‏
                        تخوضُ المنايا وهي باسمةً تشدو
    
إذا جَنّهم ليل فرهبانُ مَعّبَدٍ
                         وإن سَاحَهمْ وَغْد عمالقة أسْدُ
  
رَحى الحرب إنْ دارّتْ وثار عجافها
                            فأسيافُهم برق وأصواتهم رَعْدُ
  
هُمُ الحتفُ إلاّ أنّهم صفوةُ السَّنا
                           تمخضَ عن الاِئها الثمنُ والسّعدُ
 
وضاء كما شاءَ الرسولُ والهُ‏
                      لهم في روابي الخلدِ مرتفعاً بَنْدُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
130

126

نسائم الإنتصار

 فما إنْ دجَتْ حتى انجلتْ عن كواكبِ‏

                           ترعرعَ في أفيائِها الجود والزهد
 
    
هُمُ عيدُ هذا العيدِ حالٍ نَدِيَّةُ
                 تضَوّعَ مِنْ المامِهِ الطبُ والشّهْدُ
 
سهى فضل اللَّه عباس
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
132

127

نسائم الإنتصار

 عرس الجنوب‏


قمْ لأهل الجهادِ قمْ إجلالا   
                     وَصَلَ النصرُ بالجنوبِ الشّمالا
   
وصلَ الشامَ بالرباطِ وبالخر
                      طوم، بالقدس أحكمَ الاتصالا
    
عاد في عودةِ الأسيرِ ابتهاج‏
                       فبلادي بأهلِها تتلالا
 
 أشرق الحقّ‏ُ ساطعاً في ربانا   
                         غمَّسَ الحبّ‏ُ سهلها والجبالا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
133

128

نسائم الإنتصار

 في الجنوب الأبيّ‏ِ يولدُ فجر

                          شمخ الأرزُ فوقه واستطالا
 
    
عاد أبناؤه إليه حجيجاً   
                    وخفافاً عادوا وعادوا ثقالا
 
    
واستحمت أرضُ الجنوبِ بنورٍ
                     وغدت فتنةً وسحراً حلالا
 
    
وغدت قبلةً، وصارت مزاراً
                          ومحجاً لنا، وعزَّت منالا
 
    
شكَّكَ المغرضون بالنصرِ يوماً
                     ورأوْهُ، كما أرادوا، مُحالا
 
    
 أسأل الأرضَ عن دماءِ بنيها
                      كيف روّت جبالها والتلالا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
134

129

نسائم الإنتصار

 كل شبرٍ فيها عليه دماء

                      زاكيات تُضفي عليه الجمالا
     
كربلاء بها، وذاك حسين‏
                        عاد فيها يباركُ الأبطالا
     
برجوع الأحبابِ زادت بهاءً
                      واخضراراً، ونضرةً، واخضلالا
 
زادت الأرضُ بالشهيدِ نقاءً
                        وسناءً، وعزَّةً، وجلالا
    
هو بالحقّ‏ِ شاهد وشهيد
                     وله في الجنان مجد تعالى‏
   
 ينزعُ الحرُّ للكمالِ فتمضي‏
                    روحُهُ حرَّةً تريدُ الكمالا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
135

130

نسائم الإنتصار

 زغردي أرزةَ الجنوبِ احتفاءً

                       بأُباةٍ أشاوسٍ، واحتفالا
     
زغردي للأسيرِ عادَ أبياً
                      بجبينٍ عالٍ أحبّ‏َ النضالا

زغردي للشهيدِ يحملُهُ النعـ
                        ـشُ لأرضٍ يحبّ‏ُ فيها الرمالا
 
    
كتبوا فوق جبهةِ الشمس نصراً   
                       رسموهُ على الجباه اختيالا
    
وعدَ اللَّهُ ناصريهِ بنصرٍ  
                    وأتى النصرُ يحملُ الامالا

يا عروس الجنوبِ وعدك طالا
                          جاءَكِ الخاطبون، تيهي دلالا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
136

131

نسائم الإنتصار

 مَن أسير تعانقُ الشمسُ منه‏

                     جبهةً فوقها شذا الصبح سالا
     
قبَّلَ الأرضَ بعد طولِ غيابٍ‏
                     فانتشى النبتُ في الجنوب اختيالا
   
بعد يوم التحريرِ قد دَحَرَ الحقّ‏ُ
                     بيوم الحريّةِ الاحتلالا

فَرَدَ النصرُ جانحيهِ وأرخى‏
                  في بلادي سكينةً وظلال 
    
أشعِلِ الجرحَ يولدُ النصرُ منه‏
                   ما بغير التحرير يرضى اندمالا
    
أيها الغارسون في الليلِ رمحاً   
                   مزقوه فالليلُ بالظلم طالا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
137

132

نسائم الإنتصار

 هاهي القدسُ تستغيثُ، تنادي‏

                           فأعِدّوا إلى اللقاءِ الرجالا 
    
هي معراجُ أحمد، حرِّروها
                    ثم صلّوا بها، ونادوا بلالا
    
توِّجوا نصرَنا بنصرٍ ونصرٍ 
                   نحن نبغي لنصرنا استكمالا
    
بشِّر الغاصبين بالطرد يوماً  
                  وأذقهم في طردهم إذلالا
  
قبلنا (بختنصرٍ) قد سباهم‏
                     وسنسبي الطغاة سبياً حلالا
    
فكيان يُبنى على القتلِ والتهجيـ
                         ـر يَبني، فيما بناه، الزوالا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
138

133

نسائم الإنتصار

 هذه خيبر، فأين عليّ‏

               يخلع الباب يُحدثُ الزلزالا
     
أيها المفسدون في الأرض فرُّوا 
                  إن جند الحسين تبغي النزالا
  
ما استكان الأحرار يوماً لغازٍ  
                     أرضنا اليوم تنبتُ الأشبالا
 
كلّ‏ُ شبرٍ بأرضنا كربلاء 
                     وعليها الحسين صار المثالا
 

عبدو الحسنين محمد الخضر
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
139

134

نسائم الإنتصار

 أيار الإنتصار


حاولت أن أكتب صادقة... لكن دون جدوى...
فإذ «بالملائكة» تخاطب شعراً فوق الشعر...
لكن دون جدوى...
ولكن ها هو الشعر استحال أذاناً من ثغر «بلال» كي يعطي للنصر اليسيراليسير...
    
هَمَسَتْ ملائكة السماء سؤالا
                     في ليلةٍ بنجومها تتلألأ
    
«هل تُسْمِعَنِّي بعض شعرك يا فتى؟   
                     كي أسكبَ الأحلام والامالا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
140

135

نسائم الإنتصار

 فلقدْ عَهِدْتُك شاعراً في دوحه‏

                         أمستْ قصيدتُه تهزُّ جبالا»
     
فسمعتُها والأنسُ يتبع رهبةً  
                    حتى غدا ذاك المديحُ نبالا
    
وسألتُها ما ترغبينَ سماعَه؟! 
                     إني أرى «قَطْرَ» القريحةِ سالا!!
    
قالت: «فحدِّقْ في السماء فإنه‏
                     «أيارُ» أقدمَ زاهياً مختالا
 
    
هو «خامس العشرين» فيه قد ارتدى‏ 
                        ثوباً نعتّ‏ُ تألقاً وجمالا

فلمحتُ فوقَ يدي نَدَىً قدْ راعَني‏
                         وبلحظةٍ لم أقدرِ استحمالا  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
141

136

نسائم الإنتصار

 أصغيت للبشرى وَضِعْتُ بهَمْسها

                      ونسيتُ إسمي والندى والحالا
 
فبأيّ‏ِ أقلامٍ أبثّ‏ُ قصيدتي‏
                      في سرِّ عزٍّ قد سما فتعالى‏
 
هو يوم تحرير الشعوب ونصرِها
                      قمْ يا «بلالُ» وأذِّنِ استقبالا
 
«اللَّه أكبرُ والأمين محمد
                   وإمامُنا سيفَ الهدى ما زالا
 
واليوم وعدُ اللَّه أَسْرِيَ في المدى‏
                     نصراً عزيراً دافقاً سلسالا
   
بدماءِ شاهدِ أمةٍ ثوريةٍ
                    تبقى الشهادةُ غايةً ومَنَالا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
142

137

نسائم الإنتصار

 بنداءِ «حيّ‏َ على الجهاد» جنودُها

                      هبّوا مقاومةً تبيدُ ضلالا
    
بلواء نصرٍ أصفرٍ متألقَ‏
                    خرَّتْ له قممُ الجبال جلالا
 
بفداءِ ثوارٍ سَمَوْا بعزيمةٍ
                فغَدْوا لشعب التضحياتِ مثالا
 
    
بإباء حرٍّ مارد متوثبٍ‏ 
                هو سيفُه المفقودُ يبقى «لا» «لا»

بولاءِ شعبٍ بائتمانِ قيادةٍ  
                     بشموخِ أرزٍ قد أَعَزَّ جبالا
    
بدعاءِ أمّ‏ِ بابتهالة عاجز  
                     ببراءةٍ قد حفَّتِ الأطفالا 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
143

138

نسائم الإنتصار

 فلتهنئي يا أمتي وليخسؤوا

                      هو ليسَ حلماً مونِقاً وخيالا
    
بل إنه القران في أسراره‏
                       قد زفّ وعدَ اللَّه ما قد قالا
 
يا أيها المستضعفون بأرضنا   
                      لكتمُ الزمانُ هدية إجلالا
 
فالحجة المهدي ماضٍ نحونا   
                     إعصارَ موجٍ يجرفُ الأرذالا»
    
أتمِمْ أذانكَ يا «بلالُ» بعزّةٍ   
                    وأقِمْ فعصرُ الانتصارُ تتالى‏
    
فصلاتُنا في القدس اذنَ وقتها   
                      قَسَمَاً سنبقى للفداء رجالا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
144

139

نسائم الإنتصار

 نحن الفدائيون تيهي أمتي‏

                    سنظلّ‏ُ في أرض الوغى زلزالا
 
عبير حسين جواد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
145

140

نسائم الإنتصار

 يوم الانتصار


هل في الوجود قصائد عصماءُ
                        لا يستطيع بلوغها الشعراءُ
 
    
تلك القصائد بالشهادة سطِّرت‏
                        والكاتبون بحبرها الشهداء
 
    
 من كل ناحية وصوب أقبلوا
                       تطوى لهم من حبها الغبراء
 
    
 وبأرض عاملة تألف شملهم‏
                        وتألقت بسمائها الأسماء 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
146

141

نسائم الإنتصار

 تتلمس الأيدي ظلال سيوفهم‏

                       وتفي‏ء تحت بريقها الأضواء
 
    
فالأرض زاهية بلون دمائهم‏
                      والأفق محتفل بهم، وضّاء
 
    
والنصر هم أصحابه ورجاله‏
                       وإليهمُ تعزى اليد البيضاء
 
    
 وبهم تحقق نصرنا، وتحررت‏
                       أوطاننا، وتمتع الأحياء
 
    
فإذا أردنا أن نفيهم حقهم‏
                     أو بعضه، فالأهل والأبناء
 
    
 أولى بكل رعاية وكفالة
                       لامنة في ذا ولا استعطاء
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
147

142

نسائم الإنتصار

 هذا، ولا ننسى الذين تأثروا

                     درب الجهاد، وقد مضى الشهداء
 
    
نهضوا لإحدى الحسنيين يقودهم‏
                    حامي الحمى؛ والعزة القعساء
 
    
أنعم بنصر اللَّه إن أباه من‏
                    أخذ اللواء، وأمَّه الزهراء
 
    
نادى: إليّ‏َ، فأقبلوا للتو، لم
                     يقعد بهم ريث ولا إبطاء
 
    
أللَّه أيدهم، وأنجز وعده‏
                    بالانتصار، فكان كيف يشاء
 
 
 يا لَلْفوارس حين جالوا في الوغى‏
                    بخيول ثأر ضمَّختها دماء
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
148

143

نسائم الإنتصار

 قدموا على متن الخطوب، وأسرعوا

                       من كربلاءَ، فمن هنالك جاؤوا
 
لبنانُ يا وطني الحبيبَ، تحي
                      ومودة لا تنقضي ودعاءُ
    
يوم انتصارك للقلوب محجة
                      ولكل مظلوم هوىً ورجاء
 
    
عادت كرامات الأُلى، واسترجعت‏
                        آمالنا، والرتبة العلياء
 
    
 فعلى الوجوه، وفي القلوبِ مَسَرَّة
                        وبكل نفس عز وإباء
   
يومٌ من الأيام لكنْ ذكرُه‏
                   متواصل، متواتر، معطاء 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
149

144

نسائم الإنتصار

 الوردُ، يومَ الانتصار، مُجرر

                     قد فُتِّحتْ أكمامه البيضاءُ 
    
فاحت روائح عطرها تلك الربى‏
                     وتكلمت آياتها العجماء
    
وربوعها للفاتحين تهيأت‏   
                  وأزيَّنت جناتها الفيحاء
     
أنّى ذهبت رأيت عرساً قائماً   
                   زُفَّت به لعريسها الحسناء
    
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله‏
                  عرساً، فضِحْك تارةً، وبكاء
    
 يا يومَ تحرير الجنوب، فإنّه‏  
                شمس توهج نورها، وضياء
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
150

145

نسائم الإنتصار

 رفعت قيود الاحتلال، وحُطمت‏

                       أغلاله، وتحرر السجناء
    
والأرض عادت بعد طول غيابها
                       والمبعدون إلى الديار أفاؤوا
 
تتواصل البشرى به من قرية
                      لمدينة، وتزغرد الأنحاء
 
    
سالت شعاب جنوبنا من بعدما
                  شحَّت منابعها، وغيض الماء
 
فاليومَ، عرسُ الانتصار ومنتدىً‏
                     في ظله يتنافس الشعراء
 
هل بعد فرحتنا به من فرحةٍ
                      أو بعد أمنية هناك رجاءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
151

146

نسائم الإنتصار

 أم بعد ذا أكرومة إذ حُقق‏   

                   النصر المبين، ومُزَّقَ الأعداء
   
لولا المقاومة العظيمة لم تكن‏   
                    أرض إليها نلتجي، وسماء
 
    
 وأخصّ‏ُ حزبَ اللَّه أشرفَ أمة
                 فيها تجلى السادة النجباء
    
أمّا الذين مع العدو تعاملوا   
                   فبحق أنفسهم جَنَوْا وأساؤوا
   
ذهبوا بكل نقيصة ومذمة
                   وبكل عارٍ ثم خزي باؤوا
 
    
رحل الصهاينة الغزاة، وأيقنوا  
                    أن البلاد يصونها الأمناء
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
152

147

نسائم الإنتصار

 لم يرحلوا طوعاً، ولكنْ بعدما

                     عصفت بهم وتوالتِ الأنواء
 
دخلوا علينا قادمين لنزهة   
                       وتراجعوا عنا وهم أشلاء
     
خفّ‏َ العدو إلى الفِرار، وجيشه 
                    قد أثقلته هزيمة نكراء
    
أدركت منه الثأر يوم فراره‏
                     يعدو، ويلهث خلفه العملاءُ
     
فليخرجِ المحتل من باقي الثرى‏   
                     أولا، فهذا الموت والبأساء

علي زكي ناصر
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
153

148

نسائم الإنتصار

 لبنان المقاومة


لبنان كان الحرف بعضَ هباتهِ‏ 
                    قبل انعتاق الكون من كبواتهِ‏ 
    
هو للجمال وللكمال قصيدة  
                  تشتاق أن تحيا على نعماته 
    
احتار فيه ولست أخفي حيرتي‏  
                   فأضجّ مبتهجاً إلى حاراته‏
 
    
 متلفتاً من كل ناحية به‏   
                   أحنوا أشمّ العطر من عتباتهِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
154

149

نسائم الإنتصار

 لكنني مذ كان وعدك في الربى‏

                     هبّ الإبا مستقبلاً راياته‏
     
أعطى للبنان العظيمِ كتابه‏   
                    يروي فصول الحقّ من آياته‏
     
فهفا إلى سمع الوجود هفيفها   
                    فهفت هداة تهتدي بهداته‏
 
أيار حدثنا عن النصر الذي‏   
                  غنت له الأطيار في ربواته‏
   
صفت السماء وسار فيها كوكب‏ 
                   يحكي بإعجابٍ جميل صفاته‏
     
وتمايلت طرباً له الأفلاك والـ    
                      أملاك تهليلا لتسبيحاته‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
155

150

نسائم الإنتصار

 أيار ما كنت انتصاراً واحداً   

                     بل دف‏ء أيّام لكل حياته
    
 وحدْتَ فينا ما تشتتَ سابقاً 
                    والشعب عاد من الشتات لذاته‏
    
فكأنما كل اللغات توحدت‏
                     في ثورةٍ ومحت جميع لغاته‏
    
لبنان هذا الشرق فيك ملخّ   
                     أنت المخلّص من كثيرِ هِناته‏
    
يا حاملاً في الشرق كل همومه‏
                    متطلعاً دوماً إلى ومَظاته‏
   
لما المقاوم قام يعلن في الربى‏   
                      صوتاً يزيح الظلم عن وجناته‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
156

151

نسائم الإنتصار

 صوت المآذن عانق الأجراس تر 

                      جيعاً وتلاتيلاً للحن صلاته‏
 
    
أنت المقاوم ويح نفسي إنها   
                   ولهاً به صارت صدى خطواته‏
 
    
إني أمجد فيك روحاً غادرت‏
                   في اللَّه في شوق إلى جنّاته‏
 
    
جسداً تناثر فاستحال الورد تو   
                      واقاً ومشتاقاً لطيب رفاته‏
 
    
كفا يعانق بندقية ثائر
                 كيما يحامي عن حمى ساحاته‏
 
 
   
عزماً يفتت قوة المحتل حتى‏   
                   عاد مهزوماً إلى فلواته‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
157

152

نسائم الإنتصار

 أنت المقاوم هذه القدس الأبي‏ـ

                       ـية ترقب الآمال من نظراته‏
    
والعالم العربي يلهج باسمه‏
                    يهفو على لهفٍ إلى صولاته‏
 
    
والكون كل الكون تسكن قلبه‏  
                      لتزيل بعضاً من لظى حرقاته‏ 
    
يحكي عن الوطن الأبي حكايةً   
                     تروي مآثر عزمه وثباته‏ 
    
وطنٌ هو التاريخ في إبداعه‏  
                    أنت المقاوم تاج إبداعاته‏

علي محمد عبد الغني
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
158

153

نسائم الإنتصار

 هُنَا الجَنُوب


إِقْرَأْ عَنِ النَّصْرِ وَاكْتُبْ أَيُّهَا القَدَرُ
                        هُنَا الجَنُوبُ، هُنَا الأَمْجَادُ وَالْعِبَرُ
 
    
تَصَوَّرَ الثَّائِرُ المَخْضُوبُ بَارِقَةً
                      فَأَشْرَقَتْ صُوَ مِنْ بَعْدِهَا صُوَرُ
 
    
لَوْلاَهُ مَا صَاحَ صَوْ فَوْقَ مِئْذَنَةٍ  
                     وَلاَ النَّوَاقِيسُ دَقَّتْ أَيُّهَا البَشَرُ
 
    
 لَنَا الغَنَائِمُ والأَعْلاَمُ خَافِقَ   
                    وَلِلصَّهَايِنَةِ الخُسْرَانُ وَالْحُفَرُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
159

154

نسائم الإنتصار

 قَوْ تَدَاعَوْا فَأَعْلَى اللَّهُ شَأْنَهُمُ‏   

                     إِلَى الجِهَادِ وَوَافَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا
 
    
مَالَتْ عَلَى النَّكْبَةِ الجُلَّى قَوَافِلُهُمْ‏   
                       فَزَلْزَلُوا الأَرْضَ بِالْمُحْتَلّ‏ِ وَانْتَصَرُوا
 
    
ضَاءَتْ جِرَاحَاتُهُمْ فِي شَرْقِنَا قَمَراً  
                       عِشْ أَلْفَ عَامٍ وَشَعْشِعْ أَيُّهَا القَمَرُ
 
    
الدِّفْ‏ءُ دِفْؤُكُمُ وَالنُّورُ نُورُكُمُ   
                           وَبَيْنَ هذَا وَذَا قَدْ أَيْنَعَ الثَّمَرُ
 
    
نَجْنِي وَنَنْهَلُ لاَ جُو وَلاَ عَطَ   
                         الحَرْثُ حَرْثُكُمُ وَالمَاءُ والشَّجَرُ
 
    
 يَا أَيُّهَا الزَّاحِفُونَ العَاكِفُونَ عَلَى‏
                         زَرْعِ الأَضَاحِي فَلاَ هَم وَلاَ ضَجَرُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
160

155

نسائم الإنتصار

 نَمَا البِذَارُ وَطَابَتْ أَرْضُ عَامِلَةٍ  

                     يَعُودُ مِنْهَا إلَى أَعْدَائِهَا الخَطرُ
 
    
لَهْفِي عَلَيْهَا بِلاَ حَوْلٍ وَلاَ أَمَلٍ‏
                        بِهَا الشُّحُوبُ أَقَامَ الدَّهْرَ وَالقَتَرُ

تَرْنُو إِلَيْكُمْ وَمِنْ أَعْمَاقِ هَاوِيَةٍ   
                     عُرُوبَ فِي قُيُودِ الذُّلّ‏ِ تَحْتَضِرُ
 
    
عُيُونُهَا وَالمُنَى، أَسْيَاقُ مَعْمَعَةِ الدِ   
                     ينِ الحَنِيفِ وَأَنْتُمْ فِي الثَّرَى الدُّرَرُ
 
    
عَزَّ الدِّفَاعُ فَهَبَّتْ أَنْفُ صَدَقَتْ‏
                      وَطَالَ دَرْبُكُمْ وَالسَّعْيُ وَالسَّهَرُ
 
 
   
 تَوَطَّدَ الأَمْنُ لُبْنَاناً مُحَطَّمَةً    
                    أَصْفَادُهُ وَتَسَاوَى البَذْلُ وَالظَّفَرُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
161

156

نسائم الإنتصار

 يَا أَرْزَةَ الغَابَةِ المُخْضَرَّةَ ارْتَسِمِي‏

                       حَمْرَاءَ فِي مِحْنَةٍ هَوْجَاءَ لاَ تَذَرُ
 
    
لاَ عَشْتَرُوتُ وَلاَ قُدْمُوسُ مَفْخَرَ   
                     وَلاَ الأَضَالِيلُ وَالأَعْرَاقُ وَالأَثَرُ
 
    
لاَ تَدْفُنُوا الحَاضِرَ المَوْبُوءَ فِي ظُلَمِ الْـ
                        مَاضِي، فَمَا صَحّ‏َ فِيهَا العِلْمُ وَالخَبَرُ
 
    
الحَقّ‏ُ مَفْخَرَ والبُطْلُ مَنْقَصَ  
                     وَالظُّلْمُ مَعْصِيَ وَالعَدْلُ مُنْتَصِرُ
 
    
شَأْنُ المُسَاوِمِ أَنْ يَفْنَى بِخَيْبَتِهِ‏
                    وَلِلْمُقَاوِم عَهْ لَيْسَ يَنْدَثِرُ
   
لاَ مَجْدَ لِلأَرْزِ وَالأَوْثَانِ فِي وَطَنٍ‏
                      قِوَامُهُ الغُبْنُ وَالنِّكْرَانُ وَالْكَدَرُ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
162

157

نسائم الإنتصار

 غَزَا العُدَاةُ دِيَاراً زَانَهَا قِيَ

                  العِلْمُ وَالفَنّ‏ُ واَلإِيمَانُ وَالفِكَرُ
 
    
فَصَدَّهُمْ شَرَ عُنْوَانُهُ أَنَ
                  وَرَدَّ كَيْدَهُمُ لِلنَّحْرِ فَانْتَحَرُوا
 
    
سَقَاهُمُ الرُّعْبَ شُبَّا تَعَشَّقَهُمْ‏   
                    مُرُّ الطِّعَانِ فَذَاقُوا الذُّلّ‏َ وَانْدَحَرُوا
 
    
عَهْدُ المَلاَحِمِ لاَ عَصْرُ الوَلاَئِمِ بَلْ‏
                      شَحْذُ العَزَائِمِ لاَ خَوْ وَلاَ حَذَرُ
 
    
تِلْكَ العَمَائِمُ أَلْبَا وَأَفْئِدَ
                     بِهَا الأَشَاوِسُ أَغْوَارَ الفِدَا سَبَرُوا
 
    
الرَّائِدُ الرّافِدُ الهَادِي إِلَى سُبُلِ الْـ  
                      فَتْحِ المُبِينِ فَلاَعَي وَلاَ خَوَرُ
.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
163

158

نسائم الإنتصار

 قَدْرُ العِمَامَةِ فِي إِقْدَامِ حَامِلِهَا

                    وَصَاحِبُ العِمَّةِ السَّوْدَاءِ مُقْتَدِرُ
 
    
يَخْشَى الصَّهَايِنَةُ الحَمْقَى عَبَاءَتَهُ‏
                   بِهَا السَّلاَسِلُ وَالأَقْفَالُ تَنْكَسِرُ
 
    
تِلْكَ الرُّفَاتُ كَمَا الأَبْطَالُ عَائِدَ
                  القَاهِرُونَ وَإِنْ مَاتُوا وَلَوْ أُسِرُوا
 
    
غَابُوا كِرَاماً وَمَا غَابَتْ صَنَائِعُهُمْ‏
                 وَلاَ اسْتَكَانُوا وَمَع رِئْبَالِهِمْ حَضَرُوا
 
    
أَهْلَ الثُّغُورِ أُنَاجِيكُمْ وَأَغْبِطُكُمْ‏   
                   اللَّيْلُ لَيْلُكُمُ وَالسِّرُّ وَالسَّمَرُ
 
    
الخَمْرُ أَدْعِيَ وَالأُنْسُ تَلْبِيَ
                   وَالمُشْتَهَى طَعْنَ وَالشُّرْبُ مُبْتَكَرُ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
164

159

نسائم الإنتصار

 سُمْرُ السَّوَاعِدِ لاَ بِيضُ الوَسَائِدِ بَلْ‏

                     شُمّ‏ُ الأُنُوفِ قَرَابِي لِمَنْ سَكِرُوا
 
    
طَعْمُ الحَلاَوَةِ مِنْ زِقّ‏ِ السِّيَادَةِ مِنْ
                  كَأْسِ الشَّهَادَةِ مِمَّنْ سَاءَهُ البَطَرُ
 
    
مِنَ الحُسَيْنِ وَآلاَمِ الحُسَيْنِ وَمَنْ‏
                     بِرَفْضِهِ يَسْتَعِزُّ البَدْوُ وَالْحَضَرُ
 
    
 وَمِنْ جَبِينِ عَلِيّ‏ٍ نَبْتَنِي قُبَباً
                     عَلَى السِّمَاكَيْنِ وَالمَهْدِيّ‏ُ مُنْتَظَرُ
    
مُقَاوِمُونَ وَلِلأَوْطَانِ أَشْرِعَ
                    عَزَاءُ مُضْطَهَدٍ وَالسَّمْعُ وَالبَصَرُ
 
    
 المَوْتُ عَادَتُكُمْ وَالسِّلْمُ غَايَتُكُمْ‏ 
                       وَالصَّفْحُ زِينَتُكُمْ والرِّفْقُ وَالخَفَرُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
165

160

نسائم الإنتصار

 سَنابِلُ البِرِّ أَسْرَا مُهَاجِرَ

                    عَرَائِسُ الفَجْرِ أَفْوَاجُ الهُدَى الغُرَرُ
 
    
غَنَّاكُمُ الصُّبْحُ يَوْمَ العِيدِ أُغْنِيَةً  
                    وَأَسْلَمَ اللَّحْنَ لِلْمُسْتَبْسِل الوَتَرُ
 
    
رَمَتْ أَبَابِيلُنَا أَصْلاَلَ أَوْدِيَةٍ  
                    ذَبَّتْ نَوَاطِيرُنَا طُوبَى لِمَنْ نَطَرُوا
 
    
شَبّ‏َ الشَّهِيدُ عَلَى الأَهْوَالِ فَانْتَفَضَتْ 
                         رُوحُ الإِبَاءِ وَسَالَ الأَحْمَرُ النَّضِرُ
 
    
تَضَرَّجَتْ فَاتِنَاتُ الرَّوْضِ وَانْتَظَرَتْ‏   
                       أَغْنَى الفُصُولِ فَهَلّ‏َ الثَّلْجُ وَالمَطَرُ
 
    
 مَاجَ الرَّبِيعُ بِأَطْيَافٍ وَأَفْئِدَةٍ 
                      مِنْهَا البُطُولاَتُ وَالأَشْعَارُ والسِّيَرُ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
166

161

نسائم الإنتصار

 لُبْنَانُ يَخْطِرُ فِي فَتْحِ الفُتُوحِ، لَهُ الثَـ   

                           ثوْبُ القَشِيبُ فَلاَ طُو وَلاَ قِصَرُ
 
    
زَاهٍ كَمَا النَّصْرُ كَالأَعْرَاسِ كَالْفَلَكِ الصَـ
                            ـافِي وَفِي صَدْرِهِ الآمَالُ تَنْتَشِرُ
 
    
الشَّرْقُ زَغْرَدَ فِي أَيَّارَ مُبْتَهِجاً 
                     وَنَوَّرَ البِشْرُ وَالْعِرْفَانُ وَالزَّهَرُ
 
    
هذِي حِكَايَةُ أَلْوَانٍ وَأَلْوِيَةٍ   
                    هِيَ الجَمَالُ عَلَى الآمَادِ مُسْتَطَرُ
 
    
مَرَّ الخُلُودُ بِنَا وَاخْتَارَ مَوْطِنَهُ‏  
                   سُوحَ الجَنُوبِ فَلاَ ظَعْ وَلاَ سَفَرُ

هُنَا المَحَارِيبُ أَرْوَا مُجَنَّدَ  
                   هُنَا المَيَامِينُ نَحْوَ القُدْسِ قَدْ عَبَرُوا

علي محمد فرحات
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
167

162

نسائم الإنتصار

 عيد النصر والمقاومة


أَيارُ مِن ظلمات الليل والغَلَسِ‏
                        أَعَادَ لبنانَ حرّاً غير مُخْتَلَسِ‏
    
كَأَنَّهُ في يد الرّبان باخر  
                      أرادها فمشت جرياً على الْيَبَسِ‏
    
أَمَامَها غَدَت الألبابُ حائرةً
                      وعورةً دونَ جلبابٍ بلا حرس‏ 
    
 نَعِمْتَ صُبْحاً رئيسَ العهد ما برحت‏   
                       أيديكَ تحملُ ضَوْءاً شعلَةَ القبس‏
.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
168

163

نسائم الإنتصار

 لَحوُّدُ قَبِّلْ عروسَ النصر آتِيةً   

                   تعتزُّ فيك جمالاً حلوَةَ اللَّعَسِ‏
 
    
لبَّيْكَ لُبنانُ أَذِّنْ للصلاةِ وقم‏   
                    محرابُكَ اليومَ لا يشكو من النَّجَس‏
 
    
حصونُ خيَبَر نصر اللَّهِ دمَّرَهَا   
                     وطهَّرَ الأَرِض من قاذورة الدنس‏
 
    
 أَقْبَلَتْ فارساً فاستَلّ‏َ مهجَتَها   
                     نزعاً وَأسقطها عن صهوة الفرس‏
 
    
عادَهَا وعلى أَعناقِهَا زُبَراً
                   مِن الأسنَّةِ لا حبلاً مِنَ المرس‏
 
    
 هذا الذي اعتمر العلياءَ منقبةً
                     وبين جَنْبَيْهِ نورانيّةَ القُدُسِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
169

164

نسائم الإنتصار

 هذا الذي أيقظ الدنيا وطاف بها 

                         وجلجلَ الصوتَ إيقاعاً على الجرس‏
 
وعندما أطلق الأسرى أقام لها   
                     بصدر خيبَرَ نَصْلاً حَفْلَةَ العُرُسِ‏
  
 وأَعْقَبَ النصرَ أسلو له سَلِ   
                     إِنْهَلْ وخذ من مَعينِ الشَّيّقِ السَّلِسِ‏
 
    
كَأَنّ‏َ خيَبَر قبلاً ما مضى وَنأَى
                       أَعَادَ بالبالِ ماذا صار في طَبَسِ‏
    
نقول كِبْراً أَنَا لي ومفتر  
                      فكانَ واللَّه زيفاً غير مفترس‏ 
   
 فَرَّ ابن آوى بلا رأسٍ ولا ذنبٍ‏ 
                    بِجَوْفِهِ رِئَ مقطوعَةُ النَّفَسِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
170

165

نسائم الإنتصار

 إنّ‏َ الذينَ كيانُ القُطْرِ قَدَّمَهُمْ   

                      للموتِ كانوا قرابيناً على الأُسُسِ‏
    
هُمُ الذين أرادونا ليومِ غَدٍ 
                      إنْ ما سَجَى الليلُ فَلْنَهْجَعْ بلا هَوَسِ‏
     
طرفاً قريراً فلا ذعرُ ولا جن
                       ولا بقاءَ لأَرصادٍ ومحترس‏
    
أسطورَةُ الرجسِ مَنْ كانت بذاءَتُهَا   
                       تَعْوِي نُبَاحاً غَزَتْهَا قُمَّلَ الخرس‏ 
    
وزمجر الحزبُ فارتجّ‏َ الوجود صدىً  
                       فَرَّ ابن آوى أَمَامَ الضيغم الشَّرِسِ‏
   
هُمُ الطيورُ الأبابيل التي رَشَقَتْ‏ 
                         حجارَةً لا تساوي حَبَّةَ العدس‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
171

166

نسائم الإنتصار

 مَنْ كان يصُرخُ قبل اليوم في صَلَفٍ‏

                       يقولُ للنّاسِ منّي القُوَّةَ الْتِمَسي‏
     
قربَ الحدود أمام الحزب في هَلَعٍ‏
                        يَغُطُّ واللَّهِ في غيبوبَةِ النفس‏
    
وبين جَنْيَنْهِ ذع لا حدودَ لَهُ‏
                        يقول رفقاً بقلب البائس التعس‏
   
من كان يأخذ عن طه وحيدرةٍ
                        أَمَامَهُ كُلّ‏ُ مَنْ في الكائناتِ خَسِي

فاطمة نعمة مقلد‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
172

167

نسائم الإنتصار

 الأرض غير الأرض

حكاية انبعاث النور

تحيا البسيطة إن مسّ‏َ الثَّرى الغيثُ   
                         والعدل يحيا بقومٍ وعيَهم بثُوا
  
النَّاس صنفان إمَّا مؤمنون وهُمْ‏
                           للأرض بسمتُها يُجلى بها البَثّ‏ُ

والآخرون رعا يتبعون هوىً‏
                     لا وعيَ عندهمُ وإن هُمُ حُثُّوا
 
    
 أتباع كل مناد دون تبصرة   
                      ولو تبيّن في متبوعهم خُبثُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
173

168

نسائم الإنتصار

 الأرض ظمأى وليس الماء مطلبَها

                      دم الشهيد لها إنْ تجدبِ الغيثُ‏
 
    
الأرض ظمأى لأفئدةٍ مجاهدةٍ   
                        من عذب ديمتها لم يُدرَ ما الغثّ‏ُ
 
أمثال هادي ويحي*** إرْث من سلفوا
                     فلم يكن لسواهم ينتهي الإرثُ‏
    
هم الليوث بخطبٍ قد ألمّ بنا
                    ففي صلاح بن غندورٍ يُرى ليثُ‏
    
هم الدواء لسمّ بات منتقعاً
                     من حيّة نفثت وما انتهى النفثُ‏ 
    
الأرض مطلبها عدل يغازلها
                      حتى يعيش الرخاءَ النسلُ والحرثُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
174

169

نسائم الإنتصار

 إن الشهيد حبيب اللَّه تحضنه‏

                    جنّات عدن بها لا يعرف الوعثُ‏
 
والأمة انتصرت من عز ميتته‏
                      وهل يموتْ الذي في موته بعثُ!
 
    
حكاية البعث قد صيغت مذهبةً
                     فالناس بُدّل عنها ثوبُها الرثّ‏ُ
 
فصارت الأرض غيرَ الأرض مشرقةً
                      إذ أُبعد الأدنيان الذلّ‏ُ والروثُ
 
وراحَ عَرْف شهيد الحق يؤنسها   
                       فاستطيب الأنديان العشبُ واللثّ‏ُ1 
 
واستَحضِر الطيبُ للدنيا مزيج ندىً‏ 
                         من تربها حفن من عشبها ضِغثُ‏  
 
 
 
 

1 اللث: الندى.
 
 
 
 
 
 
 
 
175

170

نسائم الإنتصار

 وهذه الشمس غير الشمس قد برزت‏

                            بِكْرِيَّةَ النور لم يحصلْ لها طمثُ‏
     
واستيقظ البدر قد لفّته بردتُها
                           ولم يؤرقه لا خو ولا حنثُ‏
     
أنَّى يشأْ يأتِها والليل موعده‏
                           تحبوه نوراً بعقد ما له نكثُ‏ 
    
هو الجهاد يُحيل النصرَ شمسَ علا
                          يحلو لها في سما أمجادنا المكث‏
     
فالصابرون الألى ذاقوا مرارتهم‏
                         وللسعادة لم يأخذْ بهم حرثُ1
    
غزالة النصر آخت نور أعينهم‏
                       فراح بدر السما من نورهم يجثو
 
 
 
 

1- حرث: نصيب.
 
 
 
 
 
 
 
 
176

171

نسائم الإنتصار

 ورفرفت راياتهم صفراء معلنة   

                         أنْ قد أُزيل عن المستقبل الكرثُ1
 
وبات أعداؤهم في مضغ حسرتهم‏
                      قد أُركسوا في حضيض الذل واعتُثوا2
 
من أرضنا دُحروا في سيفنا نُحروا
                        إن يستغيثوا فلن يجديهُمُ الغوثُ‏
    
حاكوا مكائدهم من غزل سيّدهم‏
                          باؤوا بخيبتهم إذ غزلُهم نكثُ‏
 
    
وعاهد اللَّهَ نصرُ اللَّهِ في ثقةٍ
                          غير الرماد على الأعداء لن يحثو
 
   
قد عادت الأرض والأسرى لهم أمل‏
                     ولن يعيق انبلاجَ الشّعلة الريثُ‏
 
 
 
 

1- الكرث: المصيبة.
2- اعتثوا: لا خير فيهم.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
177

172

نسائم الإنتصار

 فيا سماء اشهدي صبح الهنا سطعتْ‏

                         في السجن فضيّةً أقباسُه الشعثُ‏
     
وعاد للقلب أسرانا وما وهنوا
                       رغم المصاعب لم يرهقْهم اللبْثُ‏
    
وأنت يا قدس يا عينيّ‏َ ظامئ
                        روحي إليك وقلبي كظَّه الغرثُ‏
     
على حدودك حبَّاً قد زرعتُ دمي‏
                         لم يرضِني من ثراك الربعُ والثلثُ‏
    
أهفو إليك وذا قلبي يسابقني‏
                         سنلتقي زمناً فالخطو يُحتثّ‏ُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
178

173

نسائم الإنتصار

 فتستحيلين نوراً زاهياً وشذى‏ 

                       كأرض لبنان يزهو نورُها الأثّ‏ُ1

يا أرض لبنان هبِّي واهزجي فرحاً
                       فالشعب منتص إذ أُحبط اللوْثُ‏
 
قد كنت ظمأى لماء العدل فانبجستْ‏
                       من قوة الحق عي وارتوى اللهثُ2
 
وأعلني أن نصر اللَّه قائدُنا
                         سهل العريكة يبدو خلقُه دمْثُ‏
    
لكنه أس يوم الوغى بطلٌ
                       يداه نصراً كقدِّ الصخر تجتَثّ‏ُ 
 
 
 
 

1- الأث: الكثير الملتف.
2- اللهث: العطش.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
179

174

نسائم الإنتصار

 هدية اللَّه نصر اللَّه نحمله‏

                     على الأكف إماماً وانتهى البحثُ‏
 

فضل عباس سرور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
180

175

نسائم الإنتصار

 يا فارس الفتح‏


طَرقتْكَ منْ حُورِ الجنانِ بْكورا
                          حوراءُ أَضْناها الحنينُ دُهورا
     
عَلِمَتْ بأنكَ وَعْدُهَا فاستأذنَتْ‏
                           خَلاَّقَها وتعجّلتْ مَقْدورا
 
وَمَضَتْ تَشُمّ‏ُ عبيرَ دِرْعِكَ لهفةً
                         فشذى عبيركَ يستبيحُ الحورا
 
 قد كانَ نصْرُكَ مَهْرَها ولقَدْ رأَتْ‏   
                              نُورَ انتصارَكَ يملأُ المعمورا

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
181

176

نسائم الإنتصار

 هِيَ لَنْ تُعيقَ مسيرَ فتحِكَ لحظةً

                          تَدْريكَ لسْتَ عن الجهادِ صَبورا
 
    
يا مَنْ على اسْمِ اللَّه يَسْبِقُ ظِلَّهُ‏
                            لَوْ دقّ‏َ داعٍ للجهادِ نَفيرا
 
    
إهنأْ بعرْسِكَ لا عَدِمْتُكَ هانئاً
                          واملأْ فؤادَكَ نشوةً وسرورا
 
    
واشكُرْ لربكَ يومَ عيدِكَ إذْ قضى‏
                      أنْ تكتسي نُضْرُ الجنانِ حَريرا
 
    
يا فارسَ الفتح الذي تَهْفُو لهُ‏
                           مُهَجُ الأباةِ، وَكَنْزَها المذخورا
 
    
بكَ زالَ عنها يأسُها لمّا رأَتْ‏ 
                           ليثاً تمرَّسَ بالكفاحِ هَصورا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
182

177

نسائم الإنتصار

 لي يخافُ الموتُ مِنْ وَثباتِهِ‏

                       وتُرَجِّعُ الآفاقُ مِنهُ زئيرا
     
ورأَتْ حُسامَكَ يشتكي مِنْ غمدهِ‏
                        يأبى البَياتَ ولا يطيقُ خُدورا
    
ويروحُ يرقصُ في اللقاءِ مزغْرِداً
                       إني خُلِقْتُ لِكَيْ أكونَ مُغيرا
 
    
ألهَبْتَ ليلَ القهرِ فانداحَتْ لَهُ‏
                       ظُلَ وأيقظَ فجرُكَ الديجورا
 
    
وكتبتَ بالدمِ لا بقاءَ لغاصبٍ‏
                            ما دامَ عز في الوغى مشهورا
   
 فالعزْمُ سي لا انْثِلامَ لِحَدّهِ‏
                        والصبرُ يُغْني إنْ تَكُنْ مَكْثورا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
183

178

نسائم الإنتصار

 والنصرُ نصرُ اللَّهِ خَصّ‏َ ذوي التقى

                           ببهائِهِ، والجبنُ يورثُ جورا
 
    
والبائسونَ هُمُ الذينَ تألبوا
                        لِصَغارِهِمْ، وَرَضوا الحياةَ قبورا
 
    
نَشْوانُ أقرأُ في مداكَ أصالتي‏
                       أيّامَ نكتُبُ للخلودِ سُطورا
 
    
أيامَ كانَ البذلُ في ريْعانهِ‏
                       نسباً، وكانَ الاقتحامُ أَميرا
     
 ساداتُنا تختالُ في سوحِ الرَّدَى‏
                  ولدى اللقاءِ يُجَمِّرونَ ثُغورا1
   
واليومَ أكْفُرُ بالغريبِ ولاؤُهُمْ‏
                   جِعْلانُ بَغْيٍ قدْ كَرِهْنَ عُطورا2
 
 
 
 

1- يجمرون: أي يحمون ثغراً ويصدّون وحدهم العدو.
2- جعلان: ضرب من الخنافس تحب النتن وتكره الطيب.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
184

179

نسائم الإنتصار

 دفنوا الحياءَ وأَمْعنوا بفجورهِمْ‏

                     دِمَ تعاقبَ ريحُهنّ‏َ عُصورا
 
    
آهٍ وقيدُهُمُ اللئيمُ يغلُّنا
                    وَمُدِيُّهُمْ كَمْ تستبيحُ نُحورا
 
    
ملكوا فباعوا واستباحوا إِرْثَنا
                   وبنوا بجوعِ المعدمينَ قُصورا
 
متسابقينَ لنيلِ وَشْمِ مُكابرٍ   
                    حَسِبوهْ ربّاً قاهراً وقديرا
 
    
ظنّوهُ مِنْ وَهْنٍ بهمْ قدراً لهمْ‏   
                     وسواهُ مَنْ لا يُحْسنُ التدبيرا
 
    
سجدوا أمامَهُ صاغرينَ بذلّةٍ   
                         ومضى يصوغُ لِذلِّهِمْ دُستورا   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
185

180

نسائم الإنتصار

 يختارُ مما اسْتُودعوا ما يشتهي‏

                     يطأُ الرِّقابَ ويستبيحُ الكورا
 
    
حتى الطفولةَ والبراءةَ غالَها
                     فشفى بها وِتراً موتورا
 
    
ونساؤُنا، آهٍ لرُزْءِ نسائِنا
                    إذ يَسْتَجِرْنَ فلا يَجِدْنَ مُجيرا
 
    
صار الدفاعُ عَنِ المُقَدَّسِ تُهْمَةً
                وغدا جهادُ الظالمينَ نَكيرا
 
    
والويلُ للتّالينَ مصحَفَ رَبِّهمْ‏
                   إنْ كانَ صهيو بهِ مَذْكورا
 
    
منْ قالَ في العيشِ الذليلِ حضورُنا؟!
                   خسئوا فموتُ العزِّ كانَ حُضورا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
186

181

نسائم الإنتصار

 عفواً أميرَ الفتحِ إنْ أَلْفيتني‏

                   في يومِ عُرْسِكَ لا أُجَنّ‏ُ حُبورا
 
    
فدماءُ قُدْسيَ لَمْ تجفّ وَمُهْجتي‏
                     أبداً تجبّرُ نايَهَا المكسورا
 
    
هي ذي فلسطينُ الذبيحةُ طعمةً
                    للغاصبينَ ولا تملّ‏ُ نُفُورا
 
    
رفضتْ خُنُوسَ الناكثينَ بِعَهدها
                    ومضتْ تَغُذُّ على خُطاكَ مسيرا
 
    
عرسَ الدّمِ المسفوح صارَ صَباحَها
                       ومساؤُها عل يلفّ‏ُ نُسورا
   
مِنْ نهجكَ الدامي توشَّى بُرْدُها 
                         وعلى هُداكَ تواعدُ التحريرا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
187

182

نسائم الإنتصار

 وعلى الفراتينِ التعصبُ والخنا

                           تركا بَقلبِيَ غصّةً وسعيرا
 
    
سعفاتُ نْخله لا تزالُ حزينةً
                    ورضابُ عِذْقِهِ لا يزالُ مَريرا
     
كَمْ كانَ يحلُمُ بعْدَ ليلِ طُغاتِهِ‏
                     باالصبح يرفلُ في رباهُ منيرا
 
فإذا بهِ والليلُ أحلكُ ظلمةً  
                     يَلْقَى ببابهِ غاصباً وَعَقُورا
 
يا مَوقِظَ التاريخِ قِفْ بي هاهُنا
                      فلقدْ سئمتُ الغِلّ‏َ والتكفيرا 
 
ولقدْ شَرِبْتُ الحزْنَ حتى عافَني‏
                        كأْسي، وصَيّرني الأسى مَخْمورا  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
188

183

نسائم الإنتصار

 خُذْني إليكَ لكيْ أُجدّدَ فَرْحةً

                    سلفَتْ، وأَنْسَمُ مِنْ نداكَ عبيرا
     
وَبصَفْوُ طُهْركَ تستحمّ‏ُ حشاشتي 
                   فَتَخِفّ‏ُ مِنْ حَزَنٍ شَكَتْهُ عُصورا
   
أَوَ ما دروا أنّ‏َ التسامُحَ دينُهُمْ؟
                     والحِقْدُ يُعْقِبُ طَاغياً وكفورا؟
 
وتشبّهوا بفتاكَ يبطِش بالعدا
                      وَلِجُورِ أهْلِهِ يَسْتكينُ قريرا؟
    
إني رأَيْتُ فتاكَ يبتَدِرُ القنا
                       مُتَفَرِّصاً نَحْرَ الكَماةِ مُبيرا
 
    
ورأيتُهُ يَسْقي اليباسَ بأَرْضِنا 
                       العطشى ويزرعُ بالسنابلِ بورا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
189

184

نسائم الإنتصار

 لكأنَهُ الثلجُ المروّي قَحْطَنا

                  أَوْ أنَّهُ البنّاءُ يرفعُ سورا
 
    
ومُناهُ وحدة أمةٍ كمْ فرَّقَتْ‏
                       منها المطامعُ وُجْهةً ومصيرا
 
    
فشهيدُ ساحتِها شهيدُ جهادِهِ‏
                     وأسيرُها لا يرتضيهِ أسيرا
 
    
والفرقُ عندهُ لا يُجيزُ تفرُّقاً
                        وهُداهُ نه لا يزالُ طهورا
 
    
يا قاهرَ الجيشِ الذي اجتمعتْ لَهُ‏   
                        نُظُ فمزَّقَ سِتْرَها المستورا
 
    
 هذي الشعوبُ الناظراتُ دَليلَها
                       ترنو إليكَ، وترتجيكَ بشيرا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
190

185

نسائم الإنتصار

 وأنا برغَم الجُرْحِ أدفنُ آهتي‏

                    وأرى غداً بالعدل يُشرقُ نورا
 
خُذَّني إليكَ، فقدَ شُفيتُ مِنَ الجوى‏
                    بكَ قَدْ برئتُ ولَمْ أَعُدْ مَمْرورا
 
    
فلأنتَ نحل والأميرُ وليُّهُ‏   
                     والويلُ لوْ قصدَ المغيرُ قفيرا
 
    
نحلٌ توهّمهُ الغرابُ بجَهْلهِ‏
                    سهْلَ المنالِ وقدْ رآهُ صغيرا
 
    
لما دنا منهُ ليسرقَ شهْدَهُ‏
                    ألفاهُ لا وَجلاً ولا مَقْرورا
 
   
 أدْماهُ حتى كادَ يزهقُ روحَهُ‏    
                    فارتدَّ عنهُ مولولاً مَذْعورا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
191

186

نسائم الإنتصار

 صارَ اسْمُهُ الرُّعبُ المؤرقُ لَيْلَهُمْ‏

                        ولديهِ عزرائيلُ صارَ سفيرا
    
علموا بأنهُ آذ بفَنائِهِمْ‏
                     فدعوا بويلٍ اتبعوهُ ثبورا 
    
وَلانت حزبُ اللَّه جلّ‏َ جلالُهُ
                     أَهْدَى إليكَ الفتحَ والتَتْبيرا
 
    
ترعاكِ عينُهُ كَيْ يُتَمِّمَ وَعْدَهُ‏
                       فتشدَّ أزْرَ المرتجى المغمورا
 
    
قُلْ للمطهَّرِ والزمانُ زمانُهُ‏   
                    هذي رجالُكَ تبدأُ التكبيرا
 
 
   
أكنافُ قدسِ اللَّه صارَتْ مَرْبعاً
                    لأُسُودها، وعدوُّها مَقْهورا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
192

187

نسائم الإنتصار

 لا تعْجَبَنّ‏َ إذَا رأَيْتني ضاحِكاً

                  فلقَدْ شهدتُ الفَتْحَ والتحريرا

قاسم مظلوم
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
193

188

نسائم الإنتصار

 ترصيع بالدم على بوابة فاطمة

 

جاءَ أيارُ يا رفيقةَ دربي‏   
                    وأطلتْ.. خيولُه السمراءُ
 
    
جاءَ أيارُ مِنْ جراحِ علي‏
                     فافتحي... بابَ الفجرِ يا هيفاءُ
 
    
 فلقدْ يرجعُ المسيحُ إلينا
                      في يديهِ.. حمام بيضاءُ
 
    
 ولقدْ ينزلُ الرسولُ علينا   
                      أو يعودُ المهديّ‏ُ والشهداءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
194

189

نسائم الإنتصار

 جاءَ أيارُ من قناديل (قانا)  

                         وبعينهِ.. تُزهرُ الأشياءُ
 
    
من جراح الشهيدِ بانَ صبا   
                       ومِنَ الجرْحِ.. قَدْ يشعُ الضياءُ
 
    
من سلاحِ المناضلينَ أتى‏   
                         بد.. وور.. وأنج زرقاءُ
 
    
علّمونا فنَ العروبةِ لمّا
                    فوقَ أسوارِنا كنجمٍ أضاءوا
 
    
أمطرونا فلا وماساً ثميناً
                      بعدما جفّ‏َ في بلاديْ الماءُ
 
    
 وحدونا ونحنُ مثلُ شظايا    
                       جمّعونا وفكرُنا أشلاءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
195

190

نسائم الإنتصار

 أيّ‏ُ مجْدٍ هذا الذي نحنُ فيهِ؟

                  أيّ‏ُ ذلٍ.. لو أنهمْ ما جاءوا!!
 
    
كتبَ الثائرونَ تاريخَ أرضي‏
                    لا يخطُّ التاريخَ إلا الفداءُ
 
    
هلْ ترانا سندعيْ بعدَ ما
                   خطوه بالنارِ.. أننا شعراءُ؟!
 
    
يا جنو بكَ العصورُ تغنتْ‏
                    وتغنتْ بلاب وظباءُ
 
    
وتلاقى الرفاقُ بعدَ غيابٍ‏
                   وتعافى من ذلّهِ الكبرياءُ
 
   
 قدْ وفتْ وعدَها سيوفُ حسينِ‏
                      وأفاقتْ من حزنِها كربلاءُ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
196

191

نسائم الإنتصار

 واستعادتْ حطينُ خيلَ صلاحِ‏

                     واستردتْ صغيرَها العذراءُ
 
    
يا بلاديْ البسيْ.. أكاليلَ غارٍ
                      أنتِ.. بدأُ الزمان.. والإنْتِهِاءُ
 
    
يا بلاديْ... لا تستجيريْ بعُرْبٍ‏   
                       سكرةُ الخمْرِ همهمْ والنساءُ
 
    
ففلسطينُ لا تزالُ تناديْ‏
                          وعلى المرأى.. تنثرُ الأشلاءُ
 
    
 يتصدى للموتِ طف صغي
                            ويفرُ الملوكُ والأمراءُ
 
   
تتحدى القتلى وفا وآيا
                        وفي القصرِ يقبعُ الزعماءُ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
197
 

192

نسائم الإنتصار

 قد وعدنا أرضَ الرباطِ بنصرٍ

                         (وكفى!).. زغردي إذاً يا دماءُ
 
    
 يا فلسطينُ.. إننا قدْ وعدنا
                         وبوعدٍ.. لا يحنثُ الشرفاءُ

محمد الطرزي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
198

193

نسائم الإنتصار

 البندقية قالت


إجمعْ رُفاتك وانهض أيها البطلُ‏
                          وانطق بجرحك حسماً ينتهي الجدلُ‏
 
    
من قال إن الدما ما حرّرت وطناً
                           هذي دماؤك برهاناً لمن جهلوا
 
    
الجرح أصدق تعبير وأفصحُهُ‏ 
                         تكلَّم الجرحُ فاصمتْ أيها الدَجَلُ‏
 
    
 قد جئتُ أشهدُ يا رمزاً لعزتنا    
                             أن الحياة لمن ضحوا ومن بذلوا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
199

194

نسائم الإنتصار

 قدستُ يومك من ذكرى وسلسلةٍ

                         من الفداء بيوم الطف تتصلُ‏
 
    
وافيتُ رَوْضكَ عند الفجر أسأله‏
                       أجابني الروضُ إن الأهل قد رحلوا
 
    
شاهدتك اليوم، بابَ الفجر تُشْرعُهُ‏
                          فيهرب الليلُ إنْ جُنْدُ السنا دخلوا
 
    
تختالُ في كفن تزهو به فَخَرَاً
                            وتزرعُ الأرضَ باروداً فتشتعلُ‏
 
    
تُحرَّرُ الشمسَ من أسْر الظلام ضُحىً‏
                             لتأنس العينُ، بالأضواء تغتسلُ‏
 
    
الموتُ في يدك الكأسَ تشْربُها 
                          رويَّة، عذبةً، في طعمها العسلُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
200

195

نسائم الإنتصار

 النصرُ منطِقُهُ صب وتضحي

                          لا يصنع النصر إذعا ولا وَجَلُ‏
 
    
هذي رسالتنا قد خطَّها دمُنا
                        من يُدْمنُ الذُلّ‏َ لا يصحو به الأملُ
  
    
البندقية قد قالت مقالتها
                         فلتخرس الخُطَبُ العَصمْاءُ والجُمَلُ‏
 
    
إيهٍ.. شهيد الإباء يا فخر أمتنا
                              للجيل رائِدُهُ، للمُفْتدى مَثَلُ‏
 
    
ها طيفُكَ الآن في أحداقنا حُلُماً  
                                 تخش عليه القذى الهُدْبُ والمُقَلُ‏
   
أيقِظْ برعْدِك جفْناً للألى رَقَدوا
                            لا يُنجبُ المجدَ عُقْمَ النوم والكسلُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
201

196

نسائم الإنتصار

 تاهتْ سفينتُنا في بحر غفلتنا

                        واستَحْكم الموجُ فاستشرى بها الشللُ‏
 
    
لشاطئ العجز قد عُدْنا وديْدنُنا
                         نشْرُ الأماني إذا ضاقَتْ بنا السُبُلُ‏
 
    
ليس التباكي أو الأحزانُ تنفعنا
                          فيوم أنْدلُسٍ تاريخه طَللُ‏
 
    
عرشُ المَعَالي دماءُ الحُرِّ زيْنتُه‏   
                             ما زيَّن العرشَ تيجانُ ولا حُللُ‏
 
    
أمجادنا اليوم حزب اللَّه يُرْجِعُها
                          بدرُ هنا نطَقَتْ والفتحُ والجَمَلُ‏

تنشَّق الصُبْحُ أنسامَ الإبا عبقا
                          فالليل أستارهُ بالذل تنسدلُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
202

197

نسائم الإنتصار

 وعام، بُردة الأنوار، ملتح

                       خيوطها من شعاع الشمس تنغزلُ‏
 
    
أيْارُ فتْحُكَ للتاريخ معجز
                          آياتها الحقُ، لا سح ولا حَيَلُ‏
 
    
على العصا قد عصت أرواحنا كِبَراً
                           من قال، زوراً، بأن الروح تُعتقلُ‏
 
    
تحطَّم القيدُ والأسرى لنا رجعت‏
                          هاماتُها الشُمّ‏ُ لا يرقى لها زُحَلُ
 
    
فاز الرهانُ على أيدٍ مطهَّرةٍ
                          تَسُوحُ فجراً وفي الأسحار تبتهلُ‏
 
    
والخانعونَ، لبوس الدين، قد لبسوا
                             واللاتُ قبلتُهُم، معبودُهُم هُبَلُ‏ 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
203

198

نسائم الإنتصار

 جاؤوا برأس الخنا للرزق يحرسهُ‏

                          من يأمَن اللصّ‏َ هل يبقى له أُكُلُ
   
يبغون عدل الورى والظلم دأبُهمُ‏   
                       قد أهرقوا دمنا يا بئس ما عَدَلوا
  
إرهابنا حج، الطفل يقذِفُهُ‏ 
                       إجرامهم أُمَ، إرهابُهُم دُوَلُ‏
 
    
كلّ‏ُ العباءات فيها الجبنُ مُسْتَتِ
                              فضفاض يستحي من إثمها الخجلُ‏
 
    
هذي فلسطين قد بُحَّت حناجرها  
                          تستصرخ الثأرَ من بالثأر قد بخلوا
 
آهاتها نغمة الشجى بها صَدَحَتْ‏   
                              حُمْرُ الليالي وطاب السكْرُ والجَدَلُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
204

199

نسائم الإنتصار

 كم قد تلاشت بوادي العُرْب صرختنا

                           وملّ‏َ منها، ومن تكرارها المَللُ
 
    
لكِ الإلهُ فلسطينُ فلا تَسَلِي‏
                          إلاَّهُ نصراً به، عرساً، سنحتفلُ‏
 
    
كُّل الطغاة وإن طالَتْ لها صُرُ
                    حتماً ستهوي ويُفني عزها الأجلُ‏
 
    
خطَّ الشهيد بحبر الدم فكرته‏
                      من يبتغي الخلدَ دون القتل لا يصِلُ‏
 
    
سينصر اللَّهُ من للَّهِ قد نصروا
                       ما ضاع في اللَّه لا جه ولا عملُ‏
 
   
هلّ‏َ الهلالُ هلالُ النصر في وطني
                        وفي سما قدسنا بدراً سيكتملُ‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
205

200

نسائم الإنتصار

 يا أمة العز، المهدي موعدنا

                    غداً يصلي بنا، من خلفه الرُسُلُ‏
 
    
مدينة اللَّه سيفُ الحق فاتِحُها
                        بلمعة السيف عينُ القدس تكتحِلُ‏
 
محمد حسين طالب
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
206

201

نسائم الإنتصار

 الجنوب المسافر يعود إلى الوطن


عِشْ عزيزاً... فقد هزمتَ الدَّخيلا
                          يا «جنوبَ»الفداء.. تَبقى الأصيلا

أيها الثائرُ(1).. المُتوَّجُ بالغار
ِ                   الذي كان سيفَنا المسلولا

إنّ‏َ أرض «الجنوب»ضاءَ ثراها
                     حينَ قاومتَ غازياً(2).. وعميلا(3)

جئْتَها الأمسَ كالشِّهاب مضاء
ً                           رافعَ الهام.. فارساً مأمولا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
207

202

نسائم الإنتصار

 فهزمتَ «المُحتلّ‏َ»في ساحة الثأرِ

                        وأضحيتَ للجلاء رسولا

فمضى يسحبُ الهوانَ.. ذليلاً
                      وهو يُخفي.. وجهاً كئيباً ذليلاً

ما على الشِّعر إنْ تغنَّى طويلاً
                    خُلِقَ الشِّعرُ.. كي يردَّ الجميلا

يا «جنوب»التحرير والنصر.. يا منْ‏
                        رُحْتَ تُعلي للنصر شمساً بتولا

قد رجمتَ الطاغوتَ قولاً.. وفعلاً
                       وبنيتَ الإنسان جيلاً.. فجيلا

لكَ في ساحة النضال أيادِ
                       عرَفَتْها «لبنانُ»عرضاً.. وطولا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
208

203

نسائم الإنتصار

 أنتَ أشعلتَ بالجهاد الميادين‏

                      محَوْتَ الظلامَ.. كنتَ الجليلا

أنت صُنْتَ الترابَ وجهاً معافىً‏
                     أنت حرَّرتَ أنفساً وعقولا

قد صنعتَ «الجلاءَ»في شهر أيار(4)
                       أعدتَ الربى.. أعدتّ‏َ السهولا

فَتسامَتْ راياتُكَ الحمْرُ تُعْلي النصر
                             تُهدي «لبنانَ»مجداً أثيلا

لا يزفّ‏ُ الصباحَ إلا أُلو العزم
                         تلَفَّتْ.. ترَ الكُماةَ الفُحولا

أيُّها الصامدُ.. المُوشَّحُ بالضوءِ
                         الليالي ما زلْنَ.. بَعْدُ شُكولا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
209

204

نسائم الإنتصار

 سقطتْ يا «جنوبُ»أقنعْةُ الغدرِ

                       تَحدَّتْ أيّامَنا.. والفُصولا

قد أطلَّتْ على الحمى من جديدِ
                        ثم أبدتْ ناباً طويلاً أكولا

أشهرتْ حقدَها القديم.. وراحتْ‏
                      تنشرُ الغدرَ بُكرةً.. وأصيلا

«أمريكا»شر.. ودا وبي
                     وستبقى شرّاً.. وداءَ وبيلا

«أمريكا»وجه لئي.. حقو
                    قد عرفناهُ.. فِتيةً وكهولا

«أمريكا»للمسلمين عدو
                      فاحذروا المكرَ.. واحذروا التَّضليلا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
210

205

نسائم الإنتصار

 أيّ‏ُ «فيتو«(5) ذاكَ الذي رفعتهُ

                         فأضاعتْ «قدساً»لنا.. و«خَليلا«

أيّ‏ُ سلْمِ هذا الذي تدَّعيهِ
                       فيه يغدو العزيزُ منّا ذليلا

فأفيقوا من نومكم.. وأعدّوا
                        ما استطعتم.. أسنَّةً ونُصولا

لا يُعيدُ التُّرابَ إلا شبا
                     تَخذوا السصاح «للجلاءِ»سبيلا

يا «جنوبَ»الفداء والنصر.. يا منْ‏
                       صِغْتَ من فِتْيَةِ «الجنوبِ»شُبولا

أنتَ يا من أضأتَ سودَ الليالي‏   
                         فأزلتَ الهمّ‏َ الشديدَ.. الثقيلا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
211

206

نسائم الإنتصار

 أنتَ يا منْ هزمتَ «باراكَ»(6)

                       والشرَّ.. فأضحيتَ للصباح دليلا
 
    
أنتَ يا منْ عطَّرتَ بالدَّمِ والبذْلِ‏
                      رياضاً.. وبالصمود حقولا
 
    
أنتَ قدَّمتَ للثرى كلّ‏َ غالِ
                    لترى صبْحَكَ الجديدَ.. الجميلا
 
    
أنتَ يا من قلبتَ كلّ‏َ الموازينِ
                         فأجليتَ خائناً.. ودخيلا
 
    
 يا شبابَ «الجنوب».. يا موسمَ الفجر   
                                    ويا أنجمَ الصباح الأولى‏
 
    
قد ضربتُمْ عدوَّكمْ في تَحَدٍّ
                          ورفضتُمْ بقاءَهُ.. والحُلولا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
212

207

نسائم الإنتصار

 السلاح زينة الرجال


رَفِيفُ القَطعا فوقَ القطيعِ سَبَى قلبي‏ 
                           وهَيَّجَ في نفسي ربيعاً من الحبِ‏
 
    
ضَمَمْتُ غصونَ البان لمَّا شمَمْنَها
                           وَهُنّ‏َ مِنَ الوديانِ أَقْبَلْنَ في سِرْبِ
 
    
أَسِرْبَ القطا هلْ بَينكُنّ‏َ دَليلتي
                          لِتشرحَ لي حالَ الأحبَّةِ عن قُرْبِ‏
 
    
 تَرَكْتُنَّهُمْ في رَوْنَقِ السِّلمِ والهَنا   
                            أَمَ أنَّهُمُ في خَندقِ العنفِ والرعبِ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
212

208

نسائم الإنتصار

 فطوى الغدرُ في الظلام جناحيهِ‏

                         غراباً.. مضى يجرُّ الذُّيولا
 
    
حَفِظَ اللَّهُ همَّةً لا تُجارى‏
                        باركَ اللَّهُ ساعداً مفتولا
 
    
إنهم فتيةُ «الجنوبِ» تَبَارَوُا
                         للمنايا.. فأدهشوا المستحيلا
 
    
أطلعتْهُمْ أرضُ الملاحِمِ شُهْباً
                     وصموداً فذَّاً.. وسيفاً صَقيلا
 
    
ي بنتُ الكِفاحِ.. أُمّ‏ُ البطولاتِ
                       تَسامتْ فَرْعاً.. وعَزَّتْ أُصولا
 
    
نذروا نفسهم لصُنْع الصباحاتِ‏
                          فكانوا لشعبهم قنديلا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
213

209

نسائم الإنتصار

 جسَّدوا بذلهم ملاحمَ.. كانوا

                        في العطاء «الفُراتَ».. كانوا «النِّيلا»
 
    
كلّ‏ُ فردٍ مضى يُنادي فخوراً
                        قد وأدتُ الكلامَ والتَّأويلا
 
    
وأتيتُ الوغى.. أُحرِّرُ أرضي‏
                      وأصونُ القرآنَ.. والإنجيلا
 
    
يا ترابَ «الجنوبِ».. يا أرضَ قومي‏
                           لم تُكنْ غائباً.. ولا مجهولا
 
    
 قد أعدناكَ يا ترابُ عزيزاً 
                        وحَطَمْنا الأصنامَ والإزميلا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
214

210

نسائم الإنتصار

 فتحرَّرْتَ رُغم هول الأعاصيرِ

                     وأخرجتَ غازياً.. وعميلا
 
كلّ‏ُ من رامَ غزوَنا يا بلادي
                     صارَ في ساحة اللِّقاء فُلولا
 
لا يطالُ الجلاءَ إلا أُبا
                  ملأوا السّاح ثورةً.. وصهيلا
 
لا يُعيدُ الترابَ إلا شبا
                  تَخذوا السَّاح للخلود سبيلا
     
عِشْ عزيزاً... فقد هزمتَ الدَّخيلا  
                     يا «جنوبَ» الفداء.. تبقى الأصيلا 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
215

211

نسائم الإنتصار

 ما على الشِّعرِ إنْ أشادَ.. وغنَّى‏

                      خُلِقَ الشعرُ.. كي يردَّ الجميلا
 
    
لا يزفّ‏ُ الصباحَ إلا أُولو العزمِ
                    تلفَّتْ.. ترَ الصباحَ خَضيلا
 
محمد منذر لطفي‏
 
 
 

1-إشارة إلى "حزب الله" والمقاومة اللبنانية في "الجنوب"حملا راية الصمود والكفاح والتحرير حتى يعود "الجنوب"إلى أرض الوطن..وقد كان لهما ذلك.
2-إشارة إلى المحتل الإسرائيلي.
3- إشارة إلى جيش العميل «لحد» الموالي «لإسرائيل»
4- إشارة إلى أيام (23و24و25 أيار من عام 2000)التي تم خلالها تحرير "الجنوب اللبناني"وانسحاب الغزاة الصهاينة منه.
5- إشارة إلى حق النقض الذي استخدمته أمريكا لإبطال مفعول قرار الأمم المتحدة القاضي بإعادة القدس المحتلة إلى أصحابها عرب فلسطين بإجماع من دول المنظمة العالمية.
6- هو "يهود باراك"رئيس وزراء إسرائيل آنذاك.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
216

212

نسائم الإنتصار

 عند الضحى


‏قم يا عزيز ارمق بطرفك أرضنا
                     ها قد تبلّج فجرها وسناءهُ‏
 
    
قد طالما انتظرَت عيونُك صبحه‏
                        وغَفَت وحلمُك أن ترى إشراقَهُ‏
 
    
أفلا ترصّعُ موكبَ استقباله‏
                       وترنمّ الألحانَ إكراماً لهُ‏
 
    
 إني أخالُه من بريقِ دمائِكم‏   
                       أضحى له قب ينيرُ شعاعَهُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
217

213

نسائم الإنتصار

 والزنبق الوسنان فارق جفنُهُ‏

                      حلمَ الليالي ثم أطلقَ عطرَهُ‏
 
    
لمّا تحسّس في حرارةِ نزفِكُم‏
                       في أرضنا دف‏ءَ الصباحِ وروحَهُ
 
    
فازدانَت الدنيا بعطر نجيعكم‏  
                       وغَدَت نسائمُنا توزّعُ طيبَهُ‏

هذي قيود الشمس قد فُلَتّ‏َ وقد
                       أفَلَت خفافيش الظلامِ وجورَهُ‏
 
    
قد أشرق الفجرُ المفدّى فاستفِق‏   
                       أوليس يهفو للقاءِ الوالِهُ‏
 
    
أم أنّك اخترتَ الرحيلَ إليه من‏ 
                          دون التريّث كي يحين أوانُهُ‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
218

214

نسائم الإنتصار

 حلّقتَ تستبقُ الزمان، تغوصُ في‏

                         أفق الهيام، إلى الضحى تتوجّهُ‏
 
    
فلمستَ دف‏ء النور في عليائِهِ
                          ورأيت من قبل الشروقِ ضياءَهُ‏
 
    
أنت الذي علمتَنا درس انتظا
                       رِ الفجر حتى لا يطول غيابَهُ‏
 
    
علمتَنا كيف الصمودُ يكون في‏   
                          وجهِ الدّجى والجورُ كيف يواجَهُ‏
 
    
قد كان دوماً يسكنُ الأملُ العميـ   
                         ـقُ فؤادك الشادي، يناغِمُ نبضَهُ‏
   
علّمتنا أن نجعلَ الأمل السلا    
                      حَ لكي نحارب قيدنا وغرورَهُ‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
219

215

نسائم الإنتصار

 يا صاحب الفجر السنيّ‏ِ لأنت في

                        أفراحنا من ينبغي تكريمُهُ‏
    
صنَعَت دماؤك مجدنا، والنصرُ قد
                         صنَعَت ملاحمُ تضحياتك عيدَهُ‏
 
    
سأظلّ أذكر كلّما لاح الضحى‏   
                    من حاربَ الليلَ الثقيلَ ظلامُهُ‏
 
    
وتظلّ تنرْ أرضنا عبق الشها  
                     دةِ إذ بها كتبَ الصباح نشيدَهُ‏
 

محمد مهدي قصير
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
220

216

نسائم الإنتصار

 تُسَهِّدُني ذكراهُمُ كلّ‏َ ليلةٍ

                        على وَتَرٍ في حُبِّهم دَأْبُهُ دَأْبي‏
 
    
يَئِنّ‏ُ إذا حَنّ الفؤادُ إليهِمُ
                      ويُفْجِعُني إنْ كَلّ‏َ ظفري عن الضرب
    
تَمُرُّ القوافي في الخيالِ كأنَّها
                          ملامِحُهُمْ تَرْتَادُ ليليَ كالشُهْبِ‏
 
أَسائلتي عن حُسنهم عبقُ الرُّبى‏
                        تَنَفُّسُهُمْ والزهرُ أَسْوِرَةُ الهُدْبِ‏
 
    
جمالُ الوَرَى نِصْ وكُل جمالُهمْ‏
                      ويَسحرني حُس تسامى عن العُجْب‏
 
    
لهمْ قلع لا يَبلغُ النذلُ سورَها
                         ولم يَدْنُ منها من تدَنَّى إلى إرْب‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
222

217

نسائم الإنتصار

 أحبَّايَ لو تدرين أينَ مَحِلّهُمْ‏

                           من القلب لاكتظَّتْ ظنونُكِ في القلب‏
 
    
ولو شَرَحَتْ تلكَ القطاةُ شجونَهمْ‏
                            لأحببتِهِمْ فوقَ الذي كان من حُبي‏
    
سليها عن الأبطال كم لَمَحَتْهُمْ‏  
                         على كَتِفِ الوادي بمعْبَرِهِ الصعب‏
 
    
وكم صَدَحَتْ من حولهم بقصيدةٍ
                           تغازلُهُمْ فيها بِمَوْجِدَهِ الصبّ‏ِ
 
    
سليها كمِ ارتاحَتْ بهدأةِ مَكْمَنٍ‏
                           وفي ظِلّ‏ِ مغْوارٍ تهيَّأَ للحرب
 
 سليها كمِ ارتاعَتْ لِنَاشِبَةِ الوَغَى‏ 
                          وكمْ فرحتْ بالعائدين على الدرب‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
223

218

نسائم الإنتصار

 وكم أَنِسَتْ مثلي بشهمٍ مُهَذَّبٍ‏

                           كريمِ الحجى صافي الفؤاد أخٍ رَحْب‏
 
    
عيونُ بلادي هُمْ إذا ضربَ العمى‏
                       على حَدَقِ القاضي فأسرفَ بالكِذْبِ‏
 
    
وأَذرُعُها إنْ بادَرَتْها عدُوَّ   
                         بحربٍ فهم في الحربِ ميمنةُ الغَلْبِ‏
 
    
أولئكَ حزبُ اللَّهِ أنى وجَدْتَهُمْ‏
                    وجدتَ رَحَىً تلقي الطحينَ على قُطْبِ‏
 
    
كمِ اندفعَوا في مَيْسَرِ القومِ عُنْوَةً
                           ومالوا إذا عادوا على مَيْمَنِ الركْب‏ 
   
كمِ اقتحموا قلبَ الغزاةِ بجرأةٍ
                            وداسوا على أسطورة الشرق والغرب‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
224

219

نسائم الإنتصار

 صفا بِهِمُ الإيمانُ وِرْداً ومَورِداً

                        زادتهمُ الأخلاقُ جذباً على جذب‏
 
    
وأسَّسَهم عِلْ وثبَّتهم على‏
                         صراط الهدى أعمالُهُمْ برضا الرب‏
 
    
يَليقُ بهمْ حَمْلُ السلاحِ وزين
                         بنادِقُهُمْ في مَشْهَدِ الرَدِّ والذَبّ‏ِ

فللَّهِ تبقى بندقيةُ ثائرٍ   
                          كريمٍ تقيٍ لا يتاجرُ بالشعب‏
 
    
رأينا سلاحاً واحتقرناهُ طالما
                        تَقَوَّى به تِرْ غري على تِرْبِ‏
 
    
رأينا سلاحاً طاغياً متسلِّطاً
                       يَزيدُ همومَ الناس كَرْباً على كرب‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
225

220

نسائم الإنتصار

 رأينا سلاحاً طائشاً متناحراً

                         تصول به الأحزابُ حزباً على حزب‏
    
إلى أَنْ سَما فينا سلا مقاو
                        وكلُ سلاحٍ لا يقاوِمُ لِلْكَبّ‏ِ
    
سلا شري مؤم متعقَّ
                    عزي جري مدهشُ الوَقْعِ في الوَثْبِ‏
 
    
 تَمَيَّز في صَدِّ الغُزاةِ كأنهُ‏   
                 أُعِدَّ ليومٍ عَزَّ في مُنْيَةِ العُرْبِ‏
 
تمرَّسَ في الميدان حتى غَدا لَهُ‏   
                      على كلّ‏ِ كلّ‏ٍ شاهدٍ راي تُنْبِ
 
    
فكم خَفَقَتْ راياتُهُ في سمائنا   
                  وقدْ هَوَتِ الراياتُ للنارِ كالعُشْب‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
226

221

نسائم الإنتصار

 حَوَيْتَ المدى لبنانُ في كَنَفِ الحبِ‏

                       فأحبِبْ حواكَ المجدُ في الفَلَكِ الرحْبِ‏
 
    
غزوتَ حدودَ الكونِ بالحرف والنهى‏
                        ليغزوَكَ الباغون بالحرب والنهب‏
 
    
رسالتُكَ الإشعاعُ بالعلمِ والرؤى‏
                      وعادتُكَ الإبداعُ في فَنِّكَ العذْب‏
 
    
 ترامى على أطرافكَ المجدُ واهتدى‏   
                       بكَ النجمُ فاسْتَصْحِب جَنْباً إلى جنب‏
 
    
أهانَتْكَ صهيونُ التي جُنّ‏َ عقلُها   
                      بقوةِ إسرائيلَ في زمنِ الجدْب‏
 
    
وما هي إسرائيلُ إلا لقيط
                       رماها على أعتابنا نَزَقُ الغرب‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
227

222

نسائم الإنتصار

 ليرتاحَ مِنْ أوزارِها وشنارِها   

                     وَيَبْرَأَ مِنْ حُمَّاهْ تلكَ بلا طِبّ‏ِ
 
    
تَعَهَّدَها شيطانُها بطعامِها
                      لِيَكْفِيَها جيرانُها كلفةَ الشُرْبِ‏
 
    
فَدَاسَتْ على أنْفِ الجميع بكِبْرِها
                     وأحرجتِ الشيطانَ من عِظَمِ الذنْب‏
 
    
 فليس على أوراقه مثلُ ذنبها   
                      وفي غُرْفِةِ بعضُ الذنوب مِن العيب‏
 
    
 ولكنما الأفاكُ مجلسُ أمنها   
                      يُماري، أما في بَهْوِهِ أيّ‏ُ ذي لُبّ‏ِ
 
    
 تفظع إجراماً وتغفو جفونُهُ‏   
                     ويبكي إذا غَصَّتْ بعاقبة الغَصْب‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
228

223

نسائم الإنتصار

 حمى اللَّهُ فرسانَ الطهارة والتقى‏

                     رجالَ الفداءِ الشوسَ، يا رِيْحَهُمْ هِبِّي‏
 
    
على يَدهمْ قد فرَّجَ اللَّه كربَنا
                          وأعززَنا بالنصر في الزمن الصعب‏
 
    
همُ الفخرُ للأوطان يومَ تفاخرٍ
                       ومِنْعَتُها والعزُّ في الموقف الصلب‏
 
    
لِمَنْ هذه الأقواسُ في مُدُنِ العُرْبِ‏
                      لكُمْ أيها الثوار يا مهجةَ الشعب‏
 
    
 لكم ترفع القدسُ الأسيرة رايةً   
                         على قبة الأقصى تُسَبِّحُ للرَّب‏
 
    
 حَفظتم لنا أمجادنا ووجودنا   
                         وهيبتنا بين البلاد من الشَطْب‏  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
229

224

نسائم الإنتصار

 دحرتمْ قِوى العدوان حتى تقهقرتْ‏

                               عن الوطن الغالي لتمكُثَ في جَيْب‏
 
    
فزحفاً إلى أن تطهرَ الأرضُ منهمُ‏
                           وحرباً إلى أن تُخْمَدَ الحربُ بالحرب‏
 
    
فدتكُمْ فلسطينُ التي عَلَّمَتْكُمُ‏  
                            وعلَّمتموها الصبر في آخر الكُتْبِ‏
 
    
 فديتمْ معانِيَها وقدسَ ترابها    
                            وتفدي مرامِيَكُمْ إلى آخر الدرب‏
 
موسى أسد اللَّه فحص
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
230

225

نسائم الإنتصار

 مَهْلاً بنِي صُهيون


رفت بيارق حزب اللَّه كالشعل‏
                           تنير درب الورى في السهل والجبل‏
 
    
تلاعب الريحَ تزكيها بطلعتها
                         وترسم المجدَ آيات على زحل‏
 
    
فكل نجم هوى من عرشه جذلا
                        يسابق الريح مزهواً على عجل‏
 
    
 حتى يلامسَ اسم اللَّه في شغف‏    
                            ويشبع النفس من لثم ومن قُبَل‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
231

226

نسائم الإنتصار

 واخضرت الأرض حتى قال قائلها

                             طوبى لمن عاد من أسر ومن يزل‏
 
    
أبنائي الغر لا كلت عزائمكم‏
                        عدتم فعادت لنا أيامُنا الأول‏
 
    
فالشيخ أمسى «بجبشيتٍ» لكم مثلا
                            بالصبر حينا وبالإيمان من مَثل‏
 
    
فاضت عطاياه من علمٍ ومن أدب‏
                         وعزة النفس جاءت خِيرة المُثُل‏
 
    
وانظر بطرفك قصراً ما نبا أبداً
                              ما دام سيده في الساحِ كالأَسَل‏
 
    
والعائدون على الأكتاف أرقهُمْ‏ 
                            طولُ البعادِ فعادوا عودةَ البطل‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
232

227

نسائم الإنتصار

 لتحضن الأرض أجساداً مطهرة

                          يفوح منها شميم الغار والنفل‏
 
    
ويبْسُم الزهرُ في فصل الربيع على‏
                            أوراقه حمر من شدة الجذل‏
 
    
يختال تيها دلالاً عند طلعته‏
                       في كل واحدة رس لمعتقل‏
 
    
يا أرض شبعا حباك اللَّه مكرمةً
                          سيستعادُ الجنى من غاصبٍ رذل‏
 
    
الأرض أرضي وأشجار الثرى شجري‏
                         ونسمة الريح حتى الحبّ‏ُ من طِلل
 
   
يا قدسُ يا قبلةَ التاريخ مهلكمُ‏
                          سيبزغ الفجرُ يوم النصر لنْ يَطُل‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
233

228

نسائم الإنتصار

 غداً تعودُ إلى أحضان أمتنا

                      ما دامتِ الساحُ كالبركانِ مشتعل‏
 
    
فلن نحابي على شبرٍ بحوزتهمْ‏
                           هيهاتَ نرضى بنصرٍ غير مكتمل‏
 
    
من سالفِ العصرِ صغنا خيرَ ملحمة
                          نحارب البُطْلَ والتاريخُ يشهدُ لي‏
 
    
بنو نضيرٍ على أعقابهمْ زحفوا
                          والقينقاعُ غدتْ مهزومةَ النُصَل‏
 
    
واليومَ مهلاً بني صُهيونَ مارتكبتْ‏
                           أيديكمُ من أذىً يرتدُّ في عجل‏
 
  
من غيض غيضكم أو فيض لؤمكم‏
                      هزوا رؤوسكُمُ كالشارب الثمل‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
234

229

نسائم الإنتصار

 نفري صفوفكم في كل موقعةٍ

                          حتى تعودوا إلى الأمصار والدول‏
 
    
دماؤنا سُكبت تاريخنا كتبتْ‏
                         سل وقعةَ الطفّ‏ِ أو سل وقعةَ الجمل
 
    
عن الإمام وعن سادات أمتنا 
                      ذري نُسلَتْ من خيرةِ الرُسُل‏
 
    
وباركَ اللَّهُ نصرَ اللَّهِ أيده‏
                     بالنصر دوماً وحسن القول والعمل‏
 
    
كلامه در فاضتْ منابعه‏
                    إروي العقولَ حجىً يا أعذبَ الجُمَلِ‏
 
    
عدل إذا احتكم بالعز قد وسم‏ 
                      فوق الثريا سما كالسادةِ الأول‏
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
235

230

نسائم الإنتصار

 للَّه قد سجد لم ينحرفْ أبداً

                        في الحالكات غدا أياً من الشعل‏
 
    
حررتَ أرضاً على اسم اللَّه متكِلاً
                          والعربُ ما بين مخمورٍ ومُنْخَبِلِ‏
 
    
حاميتَ عن أمةٍ بالجهل غارقةٍ
                        تقتاتُ ذلاً وأن تصحوُ على كسل‏
 
    
أن قيلَ سلما أتى لاحت سعادتُهُمْ‏
                         أو قيل حرباً غدا تصطكّ‏ُ من وجل
 
    
فالطامعونَ بعطف اللَّه تكرمةً
                       والحافظونَ لدين اللَّه والرسل‏
 
    
والراكعون ومن خرَّت جباهُهُم‏
                            والتائبون عن الآثام والزلل‏ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
236

231

نسائم الإنتصار

 ومن يصل بجنحِ الليل مبتهلا

                   حتى ترقرقَ دمعُ العينِ في المُقَل‏
 
    
فكل ذلك مردو بجملته‏
                     إن لم يوالِ أميرَ المؤمنينَ عَلي‏
 

وجيه أبو خليل
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
237

232

الفهرس

مقدمة                               مركز الإمام الخميني الثقافي

5

مقدمة                               محمد علي شمس الدين

11

نقش على الماء                      محمد علي شمس الدين

15

مرايا الريح                           محمد توفيق صادق

21

دمعة قاهرة                           د. أمين الساحلي

30

السلطان                              باسم سرور

39

بلسم الخلد                           أحمد علي معلا

45

عيد المقاومة والتحرير                 إبراهيم حمام

53

سكران غصن الهوى                  أمل طنانا

58

 

 

 

 

 

 

 

 

238

 

233

الفهرس

ترنيمة الإنتصار                      حسن أحمد حب الله

64

خمرية النصر                         حسن علي مرعي

71

عيد التحرير                         حسين علي قبيسي

78

ذكرى الإنتصار                     حسين عبد الكريم مغنية

86

قيام الشقائق                        حيان علي بيشاني

96

لعيني بلادي                         راوية حسين علوة

109

وطن الأحرار                        زهراء أحمد عسّاف

115

التحرير                              سناء علي منعم

120

واسطة العقد                        سهى فضل الله عباس

127

عرس الجنوب                        عبدو الحسنين محمد الخضر

133

أيار الانتصار                        عبير حسين جواد

140

يوم الأنتصار                        علي زكي ناصر

146

 

 

 

 

 

 

 

 

 

239

 

234

الفهرس

 

لبنان المقاومة                        علي محمد عبد الغني

154

هنا الجنوب                          علي محمد فرحات

159

عيد النصر والمقاومة                  فاطمة نعمة مقلّد

168

الأرض غير الأرض                  فضل عبّاس سرور

173

يا فارس الفتح                       قاسم مظلوم

181

ترصيع بالدم على بوابة فاطمة       محمد الطرزي

194

البندقية قالت...                     محمد حسين طالب

199

الجنوب المافر يعود إلى الوطن         محمد منذر لطفي

207

عند الضحى                         محمد مهدي قصير  

217

السلاح زينة الرجال                  موسى أسد الله فحص

221

مهلاً بني صهيون                     وجيه أبو خليل

231

 

 

 

 

 

 

 

240


235
نسائم الإنتصار