الفهرس
الفهرس
11 |
المقدّمة |
11 |
الاستفادة من القرآن |
13 |
الأهداف والغايات |
14 |
السياسات العامّة |
15 |
مصطلحات مفتاحيّة |
17 |
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى |
19 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
19 |
فضيلة السورة |
20 |
خصائص النزول |
21 |
شرح المفردات |
23 |
تفسير الآيات |
36 |
بحث تفسيريّ: التسبيح |
41 |
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس |
43 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
43 |
فضيلة السورة |
44 |
خصائص النزول |
44 |
شرح المفردات |
45 |
تفسير الآيات |
52 |
بحث تفسيريّ: النفس |
5
1
الفهرس
57 |
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل |
59 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
59 |
فضيلة السورة |
60 |
خصائص النزول |
61 |
شرح المفردات |
62 |
تفسير الآيات |
70 |
بحث تفسيريّ: طرق معرفة الله تعالى |
77 |
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى |
79 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
79 |
فضيلة السورة |
80 |
خصائص النزول |
81 |
شرح المفردات |
82 |
تفسير الآيات |
88 |
بحث تفسيريّ: الربوبيّة |
95 |
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح |
97 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
97 |
فضيلة السورة |
97 |
خصائص النزول |
98 |
شرح المفردات |
99 |
تفسير الآيات |
103 |
بحث تفسيريّ: التوحيد الأفعاليّ |
109 |
الدرس السادس: تفسير سورة التين |
111 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
111 |
فضيلة السورة |
111 |
خصائص النزول |
112 |
شرح المفردات |
113 |
تفسير الآيات |
117 |
بحث تفسيريّ: خلق الإنسان وتكوينه |
6
2
الفهرس
123 |
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ |
125 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
125 |
فضيلة السورة |
126 |
خصائص النزول |
127 |
شرح المفردات |
128 |
تفسير الآيات |
137 |
بحث تفسيريّ: الخَلْق والأمر |
143 |
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر |
145 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
145 |
فضيلة السورة |
146 |
خصائص النزول |
146 |
شرح المفردات |
147 |
تفسير الآيات |
152 |
بحث تفسيري: حقيقة القرآن |
157 |
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة |
159 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
159 |
فضيلة السورة |
160 |
خصائص النزول |
160 |
شرح المفردات |
161 |
تفسير الآيات |
167 |
بحث تفسيري: دور الدين في صيانة مسير التكامل الإنسانيّ وترشيده |
173 |
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة |
175 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
175 |
فضل السورة |
176 |
خصائص النزول |
176 |
شرح المفردات |
177 |
تفسير الآيات |
180 |
بحث تفسيري: المجازاة وتجسّم الأعمال |
7
3
الفهرس
185 |
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات |
187 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
187 |
فضيلة السورة |
188 |
خصائص النزول |
189 |
شرح المفردات |
191 |
تفسير الآيات |
195 |
بحث تفسيري: موقع أشراط الساعة وحوادثها في السير الوجودي للإنسان |
201 |
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة |
203 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
203 |
فضل السورة |
203 |
خصائص النزول |
204 |
شرح المفردات |
205 |
تفسير الآيات |
208 |
بحث تفسيري: حقيقة ميزان العدل الأخرويّ |
215 |
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر |
217 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
217 |
فضيلة السورة |
218 |
خصائص النزول |
218 |
شرح المفردات |
219 |
تفسير الآيات |
224 |
بحث تفسيري: دور العلم والمعرفة في تكامل الإنسان |
229 |
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر |
231 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
231 |
فضيلة السورة |
231 |
خصائص النزول |
232 |
شرح المفردات |
232 |
تفسير الآيات |
236 |
بحث تفسيري: الإسلام والإيمان ومراتبهما الوجوديّة |
8
4
الفهرس
243 |
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة |
245 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
245 |
فضيلة السورة |
245 |
خصائص النزول |
246 |
شرح المفردات |
247 |
تفسير الآيات |
250 |
بحث تفسيري: مراتب النار الأخرويّة |
255 |
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون |
257 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
257 |
فضيلة السورة |
258 |
خصائص النزول |
258 |
شرح المفردات |
259 |
تفسير الآيات |
262 |
بحث تفسيري: خصائص الصلاة وآثارها التربويّة والوجوديّة على تكامل الإنسان |
269 |
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر |
271 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
271 |
فضيلة السورة |
272 |
خصائص النزول |
273 |
تفسير الآيات |
276 |
بحث تفسيري: حقيقة الدعاء وآثاره التربويّة والوجوديّة على الإنسان |
283 |
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون |
285 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
285 |
فضيلة السورة |
286 |
خصائص النزول |
282 |
شرح المفردات |
288 |
تفسير الآيات |
290 |
بحث تفسيريّ: العبوديّة |
9
5
الفهرس
297 |
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر |
299 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
299 |
فضيلة السورة |
300 |
خصائص النزول |
300 |
شرح المفردات |
301 |
تفسير الآيات |
302 |
بحث تفسيريّ: التوبة والاستغفار |
309 |
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص |
311 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
312 |
فضيلة السورة |
313 |
خصائص النزول |
314 |
شرح المفردات |
315 |
تفسير الآيات |
321 |
بحث تفسيريّ: التوحيد |
329 |
الدرس الحادي والعشرون: تفسير سورة الفلق |
331 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
331 |
فضيلة السورة |
332 |
خصائص النزول |
333 |
شرح المفردات |
334 |
تفسير الآيات |
336 |
بحث تفسيريّ: الخير والشرّ |
341 |
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس |
343 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
343 |
فضيلة السورة |
344 |
خصائص النزول |
344 |
شرح المفردات |
344 |
تفسير الآيات |
348 |
بحث تفسيريّ: الألوهيّة |
353 |
مصادر الكتاب ومراجعه |
10
6
المقدمة
المقدمة
7
المقدمة
وقد حدّد الإمام الخميني قدس سره طريق الاستفادة من القرآن الكريم، حيث قال: لا بدّ لك أن تلفت النظر إلى مطلب مهمّ يُكشَفُ لكَ بالتوجّه إليه طريقُ الاستفادة من الكتاب الشريف، وتنفتح على قلبك أبواب المعارف والحكم, وهو: أن يكون نظرك إلى الكتاب الشريف الإلهيّ نظر التعليم، وتراه كتاب التعليم والإفادة، وترى نفسك موظّفة على التعلّم والاستفادة، وليس مقصودنا من التعليم والتعلّم والإفادة والاستفادة: أن تتعلّم منه الجهات الأدبيّة والنحو والصرف، أو تأخذ منه الفصاحة والبلاغة والنكات البيانيّة والبديعيّة، أو تنظر في قصصه وحكاياته بالنظر التاريخي والاطّلاع على الأمم السالفة، فإنّه ليس شيء من هذه داخلاً في مقاصد القرآن, وهو بعيد عن المنظور الأصلي للكتاب الإلهي بمراحل. وليس مقصودنا من هذا البيان الانتقاد للتفاسير, فإنّ كلّ واحد من المفسِّرين تحمّل المشاق الكثيرة والأتعاب التي لا نهاية لها حتى صنَّف كتاباً شريفاً، فللّه درّهم، وعلى الله أجرهم، بل مقصودنا هو: أنّه لا بدّ وأن يُفتَح للناس طريق الاستفادة من هذا الكتاب الشريف, الذي هو الكتاب الوحيد في السلوك إلى الله، والكتاب الأحدي في تهذيب النفوس والآداب والسنن الإلهيّة، وأعظم وسيلة للربط بين الخالق والمخلوق، والعروة الوثقى، والحبل المتين للتمسّك بعزّ الربوبية. فعلى العلماء والمفسِّرين أن يكتبوا التفاسير، وليكن مقصودهم: بيان التعاليم والمقرّرات العرفانيّة والأخلاقيّة، وبيان كيفيّة ربط المخلوق بالخالق، وبيان الهجرة من دار الغرور إلى دار السرور والخلود, على نحو ما أُودِعَت في هذا الكتاب الشريف، فصاحب هذا الكتاب ليس هو السكّاكي, فيكون مقصده جهات البلاغة والفصاحة، وليس هو سيبويه والخليل, حتى يكون منظوره جهات النحو والصرف، وليس المسعودي وابن خلّكان, حتى يبحث حول تاريخ العالم... هذا الكتاب ليس كعصى موسى عليه السلام ويده البيضاء، أو نفس عيسى عليه السلام الذي يُحيي الموتى, فيكون للإعجاز فقط، وللدّلالة على صدق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، بل هذه الصحيفة الإلهيّة كتاب إحياء القلوب بالحياة الأبديّة العلميّة والمعارف الإلهية. هذا كتاب الله يدعو إلى الشؤون الإلهيّة، فالمفسِّر، لا بدّ وأن يعلم الشؤون الإلهيّة، ويُرجِع الناس إلى تفسيره, لتعلُّم الشؤون الإلهيّة, حتى تتحصّل الاستفادة منه: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾1. فأيّ خسران أعظم من أن نقرأ الكتاب
8
المقدمة
الإلهي منذ ثلاثين أو أربعين سنة، ونراجع التفاسير، ونحرم مقاصده: ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾1"2.
9
المقدمة
• رابعاً: خصائص النزول: وفيه بيان لما احتفّ بنزول السورة من قرائن تتعلّق ببيئة نزولها, من سبب نزولها، أو شأن نزولها، أو مكان نزولها، أو زمان نزولها، أو ثقافة عصر نزولها.
10
المقدمة
• تقسيم الكتاب إلى اثنين وعشرين درساً.
11
المقدمة
9- السياق: هو الإطار العام الذي يكتنف مجموعة من الكلمات والعبارات والجُمَل، بحيث يُشكّل قرينة في تحديد معاني الألفاظ ووجهة العبارات.
12
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
13
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
تعريف بالسورة ومحاورها
14
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
• ما رواه أبو بصير، عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: "من قرأ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ في فريضة أو نافلة، قيل له يوم القيامة: ادخل من أيّ أبواب الجنّة شئت"1.
15
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
وواقع الحال أنّ الوجه الأوّل هو الأوفق من بين الأقوال المطروحة، لما تقدّم ذِكره من مؤيّدات، أضف إلى ذلك:
16
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
أحدهما: بالحكم منه، أن يكون كذا أو لا يكون كذا، إمّا على سبيل الوجوب، وإمّا على سبيل الإمكان. وعلى ذلك قوله: ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾1. والثاني: بإعطاء الْقُدْرَةِ عليه... وقوله: ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾2، أي: أعطى كلّ شيء ما فيه مصلحته، وهداه لما فيه خلاصه، إمّا بالتّسخير، وإمّا بالتّعليم، كما قال: ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾3"4. والثاني يرجع إلى الأوّل. فتدبَّر.
17
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الْيَوْمَ﴾1، وقال: ﴿يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى﴾2، ﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾3، ﴿وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾4، ﴿وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾5"6.
18
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
• تنزيه أسمائه تعالى عمّا لا يليق به تعالى، بأن لا يؤوَّل ما ورد منها من غير مقتضٍ، ولا يبقى على ظاهره إذا كان ما وُضِعَ له لا يصحّ له تعالى، ولا يطلقه على غيره تعالى، إذا كان مختصّاً به تعالى، كاسم الجلالة، ولا يتلفّظ به في محلّ لا يُناسبه، كبيت الخلاء، وعلى هذا القياس.
19
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
فإنّ المعنى سبّح اسم ربّك الذي اتّخذته ربّاً وأنت تدعو إلى أنّه الربّ الإله، فلا يقعنّ في كلامك مع ذكر اسمه بالربوبيّة ذِكر من غيره، بحيث ينافي وصف الربوبيّة المقصور في الله تعالى، على ما عرَّف نفسه لك، وينافي وصف العبوديّة المقصور في العبد المستلزم لتسبيح الربّ وتنزيهه عن الشريك وكلّ نقص واحتياج1.
20
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (3): ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾:
21
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (5): ﴿فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى﴾:
22
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
يشاء ذلك، فهو نظير الاستثناء الذي في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾1. وليس المراد بالاستثناء، إخراج بعض أفراد النسيان من عموم النفي، والمعنى: سنُقرئك فلا تنسى شيئاً، إلا ما شاء الله أن تنساه، وذلك أنّ كلّ إنسان على هذه الحال يحفظ أشياء وينسى أشياء، فلا معنى لاختصاصه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، بلحن الامتنان، مع كونه مشتركاً بينه وبين غيره، فالوجه ما تقدّم. والآية بسياقها لا تخلو من تأييد لما قيل: إنّه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، يُقرؤه مخافة أن ينساه، فكان لا يفرغ جبريل من آخر الوحي، حتّى يتكلّم هو بأوّله، فلمّا نزلت هذه الآية لم ينسَ بعده شيئاً. ويقرب من الاعتبار أن تكون هذه الآية: ﴿سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى﴾، نازلة أولاً، ثمّ قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾2، ثمّ قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾3.
23
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (8): ﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى﴾:
24
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
ويُضعِف هذا القول: أنّ كون الذكرى نافعة مفيدة دائماً، حتّى في من يُعاند الحقّ بعد أن تمّت عليه الحجّة، ممنوع! كيف؟ وقد قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾1.
25
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
تجنّبه وتولّيه عن الحقّ، كما قال تعالى: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴾. والتذكرة بعد التذكرة له لا تنفع شيئاً، ولذا أمر بالإعراض عن ذلك، قال تعالى: ﴿فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾1.
26
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
ثمّ للتراخي، بحسب رتبة الكلام. والمراد من نفي الموت والحياة عنه معاً، نفي النجاة نفياً مؤبّداً، فإنّ النجاة، بمعنى انقطاع العذاب بأحد أمرين: إمّا بالموت حتّى ينقطع عنه العذاب، بانقطاع وجوده، وإمّا بتبدّل صفة الحياة من الشقاء إلى السعادة ومن العذاب إلى الراحة، فالمراد بالحياة في الآية: الحياة الطيّبة التي قال عنها الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾1. وقيل: أي لا يجد روح الحياة2.
27
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (15): ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾:
28
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (18): ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى﴾:
29
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
• ما رواه أبو بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "عندنا الصحف التي قال الله: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾"، قلت: الصحف، هي الألواح؟ قال: "نعم"1.
30
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
بحث تفسيريّ: التسبيح1
31
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
فالتسبيح، تنزيه قوليّ كلاميّ، يكشف عمّا في الضمير بنوع من الإشارة إليه، والدلالة عليه، غير أنّ الانسان لمّا لم يجد إلى إرادة كلّ ما يريد، الإشارة إليه من طريق التكوين، طريقاً، التجأ إلى استعمال الألفاظ، وهي الأصوات الموضوعة للمعاني، ودلّ بها على ما في ضميره، وجرت على ذلك سنّة التفهيم والتفاهم، وربّما استعان على بعض مقاصده بالإشارة بيده، أو رأسه، أو غيرهما، وربّما استعان على ذلك بكتابة، أو نصب علامة.
32
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الأشياء شيئاً من الحاجة والنقص، عائداً إلى نفسه، كذلك عندها من جميل صنعه ونعمته تعالى شيء راجع إليه تعالى، موهوب من لدنه، وكما أنّ إظهار هذه الأشياء لنفسها في الوجود إظهار لحاجتها ونقصها وكشف عن تنزّه ربّها عن الحاجة والنقص، وهو تسبيحها بالتنزيه، كذلك إبرازها لنفسها إبراز لما عندها من جميل فعل ربّها الذي وراءه جميل صفاته تعالى، فهو تسبيحها بالتحميد، فليس الحمد إلا الثناء على الجميل الاختياري، وليس غير الله تعالى واجداً بالذات للجميل الاختياريّ، وكلّ ما دونه ينتسب إليه تعالى في اكتساب الجمال الاختياري المستوجب للحمد والثناء، فكلّ الأشياء - إذن - تُسبّح بحمد ربّها، كما تُسبّحه بالتنزيه.
38
33
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الأفكار الرئيسة
34
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
فكّر وأجب
35
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
36
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
تعريف بالسورة ومحاورها
37
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
فأعطوه إيّاها من غير منٍّ منّي، ولكنْ رحمة وفضلاً منّي عليه، فهنيئاً هنيئاً لعبدي"1.
38
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
• دَمْدَمَ: "الدال والميم أصل واحد، يدلّ على غشيان الشيء من ناحية أن يطلى به... فأمّا الدمدمة فالإهلاك"1. و"قوله تعالى: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم﴾2، أي أطبق عليهم العذاب. وقيل: دمدم، غضب، وقيل: أرجف بهم الأرض، يعني حرّكها فسوّاها بهم. ويقال: دمدم الله عليهم، أهلكهم بذنبهم، لأنّهم رضوا جميعاً به، وحثّوا عليه، وكانوا قد اقترحوا تلك الآية، واستحقوا بما ارتكبوه من العصيان والطغيان، عذاب الاستئصال"3.
39
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
حال كونه تالياً للشمس، والمراد بتلوّه لها، إنْ كان كسبه النور منها، فالحال حال دائمة، وإنْ كان طلوعه بعد غروبها، فالإقسام به من حال كونه هلالاً إلى حال تبدّره، وقد ذَكَر المفسِّرون وجوه كثيرة ضعيفة في تلوّ القمر للشمس بلحاظ طلوعه بعدها، تفتقد إلى الدليل1.
40
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الآية (5): ﴿وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا﴾:
41
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الفجور، والتحرّز عن المنافي. والإلهام، الإلقاء في الروْع، وهو إفاضته تعالى الصور العمليّة، من تصوّر أو تصديق على النفس. وتعليق الإلهام على عنواني فجور النفس وتقواها، للدلالة على أنّ المراد تعريفه تعالى للإنسان صفة فعله، من تقوى، أو فجور، وراء تعريفه متن الفعل بعنوانه الأوّلي المشترك بين التقوى والفجور، كأكل المال - مثلاً - المشترك بين أكل مال اليتيم، الذي هو فجور، وبين أكل مال نفسه، الذي هو من التقوى، والمباشرة المشتركة بين الزنا، وهو فجور، والنكاح، وهو من التقوى.
42
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الآية (9): ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾:
43
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
والآية وما يتلوها إلى آخر السورة، استشهاد وتقرير لما تقدّم من قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾.
44
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾1.2
45
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
بحث تفسيريّ: النفس1
46
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
والحيوان عرفاً نفس، ولا للمبدأ المدبِّر لجسمه نفس. نعم ربّما سُمِّي الدم نفساً، لأنّ الحياة تتوقّف عليه، ومنه النفس السائلة. وكذا لا يُطلق النفس في اللغة بأحد الإطلاقين الثاني والثالث على المَلَك والجنّ، وإنْ كان معتقدهم أنّ لهما حياة، ولم يردْ استعمال النفس فيهما في القرآن أيضاً، وإنْ نطقت الآيات، بأنّ للجنّ تكليفاً، كالإنسان، وموتاً وحشراً، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾1، ﴿فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ﴾2، ﴿وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ﴾3.
47
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾1، أي إنّ النفس بطبعها تدعو إلى مشتهياتها من السيّئات على كثرتها ووفورها، فمن الجهل أن تبرّء من الميل إلى السوء، وإنّما تكفّ عن أمرها بالسوء ودعوتها إلى الشرّ، برحمة من الله سبحانه، تصرفها عن السوء، وتوفّقها لصالح العمل. وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ﴾، يفيد فائدتين: إحداهما: تقييد إطلاق قوله تعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾، فيفيد أنّ اقتراف الحسنات، الذي هو برحمة من الله سبحانه، من أمر النفس، وليس يقع عن إلجاء وإجبار من جانبه تعالى. وثانيتهما: الإشارة إلى أنّ تجنّبه الخيانة كان برحمة من ربّه.
48
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الأفكار الرئيسة
49
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
فكّر وأجب
50
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
51
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
تعريف بالسورة ومحاورها
52
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلّت الأرض منه، ويقول الربّ تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي، وأجزتها له، انطلقوا به إلى جناني، حتى يتخيّر منها حيث أحبّ، فأعطوه إيّاها من غير من منّي، ولكنْ رحمة وفضلاً منّي عليه، فهنيئاً هنيئاً لعبدي"1.
53
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
نخلة. فقال الرجل: جئت بعظيم. تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة؟! ثمّ سكت عنه. فقال له: أنا أُعطيك أربعين نخلة. فقال له: أَشْهِد إنْ كنت صادقاً. فمرّ إلى أناس فدعاهم، فَأشَهَد له بأربعين نخلة، ثمّ ذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله! إنّ النخلة قد صارت في ملكي، فهي لك. فذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى صاحب الدار، فقال له: "النخلة لك ولعيالك". فأنزل الله تعالى ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ السورة. وعن عطاء قال اسم الرجل، أبو الدحداح1.
54
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
• تَلَظَّى: "اللام والظاء أصل صحيح، يدلّ على ملازمة"1. و"اللَّظَى: اللَّهب الخالص، وقد لَظِيَتِ النارُ وتَلَظَّتْ. قال تعالى: ﴿نَارًا تَلَظَّى﴾2، أي: تَتَلَظَّى. ولَظَى غير مصروفة: اسم لجهنم. قال تعالى: ﴿إِنَّهَا لَظَى﴾3"4.
55
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية: ظهور النهار وبيانه بعد ما غطّته ظلمة الليل1.
56
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية (5): ﴿فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى﴾:
57
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية (9): ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾:
58
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾1، وقال تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾2، ولا ينافي ذلك قيام غيره تعالى بأمر هذا المعنى من الهدى بإذنه، كالأنبياء عليهم السلام، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾3، وقال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾4. هذا في الهداية، بمعنى إراءة الطريق.
59
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
وأمّا التيسير للعسرى، فهو ممّا يتوقّف عليه التيسير لليسرى، ﴿لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ﴾1. وقد قال سبحانه في القرآن الذي هو هدى للعالمين: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾2. ويمكن أن يكون المُراد به، مطلق الهداية، أعمّ من الهداية التكوينيّة الحقيقيّة والتشريعيّة الاعتبارية - على ما هو ظاهر إطلاق اللفظ - فله تعالى الهداية الحقيقيّة، كما قال: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾3، والهداية الاعتبارية، كما قال: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾4،.
60
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
تلهّبها وتوهّجها. والمراد بالنار التي تتلظّى، جهنم، كما قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى﴾1.2
61
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية (17): ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى﴾:
62
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
بذلك ما قيل: إنّ بناء "تُجزى"، للمفعول، لأنّ القصد ليس لفاعل معيّن1.
63
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. وهذه وأمثالها معارف حقّة إذا تناولها الإنسان وأتقنها مثَّلت له حقيقة حياته، وأنّها حياة مؤبّدة، ذات سعادة دائمة، أو شقاوة لازمة، وليست بتلك المتهوّسة المنقطعة اللاهية اللاغية، وهذا موقف علمي يهدي الإنسان إلى تكاليف ووظائف بالنسبة إلى ربّه، وبالنسبة إلى أبناء نوعه في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وهي التي نُسمّيها بالدين، فإنّ السنّة التي يلتزمها الإنسان في حياته، ولا يخلو عنها حتى البدويّ والهمجيّ، إنّما يضعها ويلتزمها أو يأخذها ويلتزمها لنفسه، من حيث إنّه يُقدِّر لنفسه نوعاً من الحياة، أيّ نوع كان، ثمّ يعمل بما استحسنه من السنّة لإسعاد تلك الحياة، وهذا من الوضوح بمكان. فالحياة التي يُقدّرها الإنسان لنفسه تُمثّل له الحوائج المناسبة لها، فيهتدى بها إلى الأعمال التي تضمن - عادة - رفع تلك الحوائج، فيطبّق الإنسان عمله عليها، وهو السنّة أو الدين.
64
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الأخلاق ورذائلها، وتحليتها بالفضائل الروحيّة، لكنّه ينادي لذلك من مكان بعيد، وهو ظاهر.
65
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
ومن هنا، فإذا اشتغل الإنسان بآية نفسه، وخلا بها عن غيرها، انقطع إلى ربّه من كلّ شيء، وعقب ذلك معرفه ربّه معرفة بلا توسيط وسط، وعلماً بلا تسبيب سبب، إذ الانقطاع يرفع كلّ حجاب مضروب، وعند ذلك يذهل الإنسان بمشاهدة ساحة العظمة والكبرياء عن نفسه، وينكشف له عند ذلك من حقيقة نفسه أنّها الفقيرة إلى الله سبحانه، المملوكة له ملكاً لا تستقلّ بشيء دونه، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾1.
66
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الأفكار الرئيسة
67
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
فكّر وأجب
68
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
69
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
تعريف بالسورة ومحاورها
70
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
خصائص النزول
71
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
شرح المفردات
72
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
حقّه"1. و"قوله تعالى: ﴿أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾2، أي أبطلها. وقوله: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾3، أي لا تعرف شريعة، فهدى، مثل قوله: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾4"5.
73
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
• سكون الليل، وهو غشيان ظلمته.
74
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
كساء من ثلّة الإبل، وهي تطحن بيدها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لمّا أبصرها، فقال: يا بنتاه! تعجّلي مرارة الدنيا، بحلاوة الآخرة، فقد أنزل الله عليّ: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾"1.
75
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾1، ومن هذا الباب قول موسى عليه السلام على ما حكى الله عنه: ﴿فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾2، أي لم أهتدِ بهدى الرسالة بعد3.
76
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
• إغناء الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقناعة.
77
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
• القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخصّه به.
78
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
بحث تفسيريّ: الربوبيّة1
79
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
المِلْك، أنّها في وجودها قائمة بوجودنا، غير مستقلّة دوننا، بل مستقلّة باستقلالنا، ولنا أن نتصرّف فيها كيف شئنا، وهذا هو المِلْك الحقيقي.
80
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
ب- الربوبية التشريعيّة: إنّ الإيمان بالتوحيد في الربوبية التشريعية، مرحلة متعالية للتوحيد، فلا يصل التوحيد إلى نصابه اللازم من دونها. وهذا القسم من الربوبية مرتبط بالأفعال الاختيارية والإرادة الحرّة للإنسان. وتمايز الإنسان عن باقي الموجودات يكمن في الإرادة الحرّة التي أعطاها الله للبشر. فالإنسان ينتخب ويسعى لرشده وكماله بالإرادة والاختيار الحرّ الذي يمتلكه. ولا يمكن أن يتحقّق هذا الكمال تحت الضغط والاختيار الإجباري، لأنّه بناءً على هذا الفرض، فإنّ الربيوبيّة الإلهيّة، بالنسبة إلى الأفعال والسلوك الإرادي والحر للإنسان - الذي تمتّع بالنعمة الإلهية بالإرادة الحرّة، وحقّ الاختيار في مجال الفكر والإيمان الداخلي، وفي مجال السلوك، والعمل الخارجي، ووهِبَ الأدوات والأسباب اللازمة لإعمال هذه الإرادة الحرّة - تقتضي أن لا يترك الإنسان وشأنه، بل إنّ الله تعالى قد أرشده إلى طريق السعادة المستقيم، وأظهر له سبيل السعادة والشقاء، والحسن والقبح، وهداه إلى برنامج الحياة الفردي والاجتماعي للوصول إلى الكمال والرشد، وليهتدي إلى الصراط المستقيم بإرادته ويؤمن به: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾1. وعلى أساس التوحيد في الربوبية التشريعية، يجب على الإنسان فقط أن يطيع الله ومن أمره تعالى بإطاعته، وأن يلتزم بقوانينه وأوامره حصراً، ويؤمن بأنّ حقّ وضع الأوامر والتشريعات له تعالى فقط. فالإيمان بالربوبية التشريعية الإلهيّة من المراحل الصعبة للفكر التوحيدي، حيث يواجه الإنسان امتحاناً وبلاء شديداً في سبيل قبولها، لأنّه يجب عليه، بإرادته الحرّة، أن يؤمن بالأوامر الإلهية ويتّبعها، وأن لا ينصاع لأمانيه وميوله النفسية، ويقطع الصراط المستقيم الإلهي، فهذا أمر عظيم ومهمّ في مسير الرشد والسعادة الإنسانية. والشاهد على هذه الحقيقة، التأمّل في انحراف إبليس، على طبق تعاليم القرآن، فالقرآن الكريم يعدّ إبليس من الكفّار وفي عداد غير الموحِّدين: ﴿وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ﴾2. فما هو منشأ كفر إبليس وبداية انحرافه عن التوحيد؟ فعلى أساس المدارك والمعارف الدينية، كان لإبليس إيمان بالذات الإلهية، ولم يكن يُنكر ذلك،
81
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
وعبَدَ الله تعالى ستّة آلاف عام. وعلى طبق الروايات لا يعرف هل كانت من السنوات الدنيوية أم الأخروية، حيث كلّ يوم منها كألف سنة من سني الدنيا. فإبليس يؤمن بالمبدأ والمعاد، ولذا طلب من الله تعالى الإمهال ليوم القيامة: ﴿قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾1. ولم يكن نقص إبليس في أيّ من التوحيد الذاتي والصفاتي، أو التوحيد في الخالقية والربوبية التكوينية. وما يعدّ نقصاً لإبليس حتى أخرجه من زمرة الموحِّدين هو عدم إيمانه بالربوبيّة التشريعية. فهو لم يكن مطيعاً للأمر الإلهي، لأنّ الحكم والقانون الإلهي لم يكن موافقاً لميوله النفسية ومشتهياته الباطنية، وبذلك وقع في الكفر. وهذه حقيقة قرآنية مبيّنة للطريق الحسّاس وذي التعرّجات للتوحيد الربوبيّ التشريعيّ، الذي يُعدّ حدّ النصاب للتوحيد.
82
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
الأفكار الرئيسة
83
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
فكّر وأجب
84
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
85
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
تعريف بالسورة ومحاورها
86
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
بيّنت سورة الضحى قسماً منها، وجاءت هذه السورة لتكمل القسم الآخر.
87
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
فأُعفِيت بما خُصِّصت به، عن تعاطي ما كان عليه قومك"1.
88
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الظاهر في الانطباق على حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أوائل دعوته، وأواسطها، وأواخرها، ثمّ تكرار التعليل: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾، ثمّ تفريع آيتي آخر السورة، كلّ ذلك يشهد على كون المراد بشرح صدره صلى الله عليه وآله وسلم، بسطه، بحيث يسع ما يُلقَى إليه من الوحي، ويؤمر بتبليغه، وما يُصيبه من المكاره والأذى في جنب الله، أي جعل نفسه المقدّسة صلى الله عليه وآله وسلم مستعدّة استعداداً تامّاً لقَبول ما يُفَاض عليها من الله تعالى1.
89
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
• ما كان يراه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من تعدّيهم ومبالغتهم في إيذائه.
90
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
واللام في "العسر"، للجنس وليس للاستغراق، ولعلّ السنّة، هي سنّة تحوّل الحوادث، وتقلّب الأحوال، وعدم دوامها1.
91
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الروايات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام1.
92
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
2- مراتب التوحيد الأفعاليّ:
93
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
من تحقّق الممكن مع وجود مؤقّت، ذي أمد، أو علم، أو قدرة، متعلّقين ببعض الأشياء دون بعض. نعم فرض الاستقلال يُبطِلَ الحاجة الإمكانيّة، ولا فرق فيه بين الكثير والقليل.
94
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الأفكار الرئيسة
95
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
فكّر وأجب
96
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الدرس السادس: تفسير سورة التين
97
الدرس السادس: تفسير سورة التين
تعريف بالسورة ومحاورها
98
الدرس السادس: تفسير سورة التين
تعالى: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾، حيث ورد في الروايات أنّ المراد بالبلد الأمين، هو مكّة. أضف إلى ذلك تضمين القسم في الآية اسم الإشارة للقريب "هذا". ويُضعّف ذلك: احتمال نزولها بعد الهجرة وهو صلى الله عليه وآله وسلم بمكّة، ولا سيما أنّ ضابط المكّي والمدني تدور مدار الهجرة النبويّة المباركة، وليس مدار الضابطة الزمانية، أو المكانية، أو الخطابيّة1.
99
الدرس السادس: تفسير سورة التين
تفسير الآيات
100
الدرس السادس: تفسير سورة التين
• المبارك الحسن، أي جبل الخير الكثير.
101
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الآية (4): ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾:
102
الدرس السادس: تفسير سورة التين
• ردّه إلى جهنّم أو إلى نكس الخلق.
103
الدرس السادس: تفسير سورة التين
والمحصّل: أنّه إذا كان الناس خُلِقُوا في أحسن تقويم، ثمّ اختلفوا، فطائفة خرجت عن تقويمها الأحسن ورُدَّت إلى أسفل سافلين، وطائفة بقيت في تقويمها الأحسن، وعلى فطرتها الأولى، والله المدبّر لأمرهم، أحكم الحاكمين، ومن الواجب في الحكمة أن تختلف الطائفتان، جزاءً، فهناك يوم تُجزى فيه كلّ طائفة بما عملت، ولا مسوِّغ للتكذيب به.
104
الدرس السادس: تفسير سورة التين
2- تركّب الإنسان من روح وبدن:
105
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾1. وقد اختار تعالى لهذا النوع سنخ وجود يقبل الارتباط بكلّ شيء، ويستطيع الانتفاع من كلّ أمر، أعمّ من الاتّصال أو التوسّل به إلى غيره، بجعله آلة وأداة للاستفادة من غيره، كما نشاهده من عجيب احتيالاته الصناعيّة، وسلوكه في مسالكه الفكريّة، قال تعالى: ﴿خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً﴾2، وقال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ﴾3، إلى غير ذلك من الآيات الناطقة بكون الأشياء مسخَّرة للإنسان.
106
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الأفكار الرئيسة
107
الدرس السادس: تفسير سورة التين
فكّر وأجب
108
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
109
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
تعريف بالسورة ومحاورها
110
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
شهيداً، وأحياه كمن ضرب بسيفه في سبيل الله، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"1.
111
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
وأمثال هذه الافتراءات يبطلها القرآن الكريم1 والروايات2 والسيرة القطعيّة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تكشف عن رجاحة عقله، وعظيم صبره، وسعة صدره، وبالغ يقينه، ومنتهى ثقته بالله تعالى، وبأنّه نبيّ من أنبياء الله تعالى.
112
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
• لَنَسْفَعاً: "السين والفاء والعين أصلان، أحدهما: لون من الألوان، والآخر: تناول شيء باليد، فالأوّل السفعة، وهي السواد... وأمّا الأصل الآخر، فقولهم سفعت الفرس إذا أخذت بمقدّم رأسه وهي ناصيته. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾1"2.
113
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
أنّ مبدأ قدرتك على الأشياء كلّها - ومنها: القراءة - هو الله تعالى، ويكون المعنى على الاستعانة: أنّ قدرتك على القراءة، مع أنّك رجل أمّي، تتحقّق بالاستعانة باسم ربّك. والمعنى الأوّل يناسب مقام الإخلاص في التوحيد الأفعالي، وأنّه لا مؤثّر في الوجود إلا الله.
114
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
ففي الآية إشارة إلى التدبير الإلهيّ الوارد على الإنسان، من حين كان علقة، إلى حين يصير إنساناً تامّاً كاملاً، له من أعاجيب الصفات والأفعال ما تتحيّر فيه العقول، فلم يتمّ الإنسان إنساناً، ولم يكمل، إلا بتدبير متعاقب منه تعالى، وهو بعينه خَلْق بعد خَلْق، فهو تعالى ربّ مدبّر لأمر الإنسان بعين أنّه خالق له، فليس للإنسان إلا أن يتّخذه وحده ربّاً، ففي الكلام احتجاج على توحيد الربوبيّة1.
115
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الذي يوحيه إليك، ولا تخف، والحال أنّ ربّك الأكرم الذي علّم الإنسان القراءة، بواسطة القلم الذي يخطّ به، فهو قادر على أن يُعلّمك قراءة كتابه، وأنت أمّيّ، وقد أمرك بالقراءة، ولو لم يُقْدِرَك عليها لم يأمرك بها1.
116
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الاعتدال، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾1،2.
117
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الربوبيّة لك، فيجزيه الربّ تعالى جزاء من أساء الأدب بجنابك.
118
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الآية (11): ﴿أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى﴾:
119
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
المراد بالعلم خصوص العلم الحاصل عن طريق الاستلزام، فإنّ لازم الاعتقاد بأنّ الله خالق كلّ شيء، هو الاعتقاد بأنّ له علماً بكلّ شيء، وإنْ غَفِلَ عنه. وقد كان الناهي وثنياً مشركاً. وأتباع الوثنيّة يعترفون بأنّ الله هو خالق كلّ شيء، وينزّهونه عن صفات النقص، فيرون أنّه تعالى لا يجهل شيئاً، ولا يعجز عن شيء، وهكذا.
120
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الآية (17): ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَه﴾1:
121
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
بحث تفسيريّ: الخَلْق والأمر1
122
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
123
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
يجعل ظهور هذه الأشياء بسببيّة أمره أو بمصاحبة أمره.
124
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الأفكار الرئيسة
125
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
فكّر وأجب
126
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
127
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
تعريف بالسورة ومحاورها
128
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
129
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
تفسير الآيات
130
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
وليس في كلامه تعالى ما يُحدّد خصوص هذه الليلة، غير ما في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾1، فإنّ الآية، بانضمامها إلى آية سورة القدر، تدلّ على أنّ هذه الليلة من ليالي شهر رمضان2. وأمّا تعيينها أزيد من ذلك، فمستفاد من الأخبار، ومنها:
131
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾1، فليس فرق الأمر الحكيم، إلا إحكام الحادثة الواقعة، بخصوصيّاتها، بالتقدير. وهذا ما يُفيده ظهور الآيات المتقدّمة في أنّ المراد بالقدر خصوص التقدير، لا الضيق، ولا المنزلة.
132
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
الآية (2): ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾:
133
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
تنزّل، أصله تتنزّل، فحذفت إحداهما للتخفيف، وهي من باب التفعّل. وباب التفعّل، للدلالة على التدريج. فعلى هذا معنى تنزّل الملائكة هو: النزول فوجاً بعد فوج. وما يستفاد من موارد استعماله أنّه للاستمرار، وأمّا التدريج فإنّه ربّما يلازم الاستمرار. فعلى هذا تفيد ﴿تَنَزَّلُ﴾ معنى الاستمرار، وأنّ نزول الملائكة مستمرّ في كلّ سنة، كما أنّ ليلة القدر في كلّ سنة.
134
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
ليلة القدر بإذن ربّهم، مبتدء تنزّلهم صادراً من كلّ أمر إلهيّ.
135
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
كونه بحيث لا يتفصّل فيه جزء من جزء ولا يتميّز بعض من بعض، لرجوعه إلى معنى واحد لا أجزاء ولا فصول فيه، والآية ناطقة بأنّ هذا التفصيل المشاهد في القرآن إنّما طرء عليه بعد كونه محكماً غير مفصّل.
136
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
كتاب مكنون عن الأغيار، وهو الذي عُبِّر عنه في آيات الزخرف بـ "أمّ الكتاب"، وفي سورة البروج بـ "اللوح المحفوظ"، حيث قال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾1،2 وهذا اللوح إنّما كان محفوظاً، لحفظه من ورود التغيّر عليه، ومن المعلوم أنّ القرآن المنزل تدريجياً لا يخلو عن ناسخ ومنسوخ، وعن التدريج الذي هو نحو من التبدّل، فالكتاب المبين الذي هو أصل القرآن وحكمه الخالي عن التفصيل أمر وراء هذا المنزل، وإنّما هذا بمنزله اللباس لذاك.
137
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
الأفكار الرئيسة
138
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
فكّر وأجب
139
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
140
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
تعريف بالسورة ومحاورها
141
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
142
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
المستقيم. قال الله تعالى: ﴿وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا﴾1"2.
143
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
وقوله تعالى: ﴿وَالْمُشْرِكِينَ﴾ عطف على ﴿أَهْلِ الْكِتَابِ﴾. والمراد بهم غير أهل الكتاب مِن عَبَدة الأصنام وغيرهم.
144
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
والمراد بكون الصحف مطهّرة، تقدّسها من قذارة الباطل، بمسّ الشياطين: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾1.2
145
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾1، ومعلوم أنّ الصحف السماويّة، إنّما تقوم بأمر المجتمع الإنسانيّ وتحفظ مصلحته، بما فيها من الأحكام والقضايا المتعلّقة بالاعتقاد والعمل2.
146
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
هذا المعنى قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾1.
147
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
فمعنى الآية: أنّهم لم يُؤمروا في الدعوة الإسلاميّة، إلا بأحكام وقضايا هي القيّمة الحافظة لمصالح المجتمع الإنسانيّ، فلا يسعهم إلا أن يؤمنوا بها ويتديّنوا بها.
148
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
الآية (7): ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾
149
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
الصالح من العدل الاجتماعيّ، فيستفيد القويّ من الضعيف أكثر ممّا يُفيده، وينتفع الغالب من المغلوب من غير أن ينفعه، ويُقابله الضعيف المغلوب ما دام ضعيفاً مغلوباً، بالحيلة والمكيدة والخدعة، فإذا قوي وغلب قابل ظالمه بأشدّ الانتقام، فكان بروز الاختلاف مؤدّياً إلى الهرج والمرج، وداعياً إلى هلاك الإنسانيّة، وفناء الفطرة، وبطلان السعادة. وإلى ذلك يشير تعالى بقوله: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ﴾1، ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾2، و﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ﴾3.
150
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾1، وإنّما أوجد هذا الاختلاف حملة الدين، ممّن أوتي الكتاب المبين، من العلماء بكتاب الله، بغياً بينهم، وظلماً وعتوّاً، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ﴾2، وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾3.
151
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
الأفكار الرئيسة
152
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة
فكّر وأجب
153
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
154
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
155
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
خصائص النزول
156
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
تقول: شتّ شعبهم شتاتاً وشتّاً، أي تفرّق جمعهم"1.
157
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
وعلى أيّ حال فالمراد بأثقالها التي تخرجها: الموتى، أو الكنوز والمعادن التي في بطنها، أو الجميع. وأوّل الوجوه أقربها، ثمّ الثالث، لتكون الآية إشارة إلى خروجهم للحساب، ويؤيّد ذلك ظاهر السياق، حيث قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾، وفيه إشارة إلى انصرافهم إلى الجزاء1.
158
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
الآية (5): ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾:
159
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
معروضون على أعمالكم، وأنّكم ملاقو الله، لا بدّ منه، ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾"1.
160
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
• قوله تعالى: ﴿مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ﴾1.
161
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
الأفكار الرئيسة
162
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة
فكّر وأجب
163
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
164
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
تعريف بالسورة ومحاورها
165
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
خصائص النزول
166
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
جبرائيل عليه السلام في هذه الليلة. فقَدِمَ علي عليه السلام بعد أيام بالغنائم والأسارى"1.
167
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
• قَدْحًا: "القاف والدال والحاء أصلان صحيحان يدلّ أحدهما على شيء، كالهزم (غمز الشيء حتى ينحطم وينكسر إلى الداخل) في الشيء، والآخر يدلّ على غرف شيء. فالأوّل القدح، فِعْلُك إذا قدحت الشيء... ومن الباب قدح الفرس تقديحاً إذا ضمر (دقّ وخفّ لحمه) حتى يصير مثل القدح"1. و"قوله تعالى: ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾، أي الخيل توري النار سنابكها، إذا وقعت على الحجارة، ولعلّ المراد بها خيل الجهاد"2.
168
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
• بُعْثِرَ: "الباء والعين والثاء أصل واحد وهو الإثارة"1. "قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾2، أي: قلب ترابها وأُثير ما فيها... وقيل: إنّ بعثر مركَّب من: بعث وأثير، وهذا لا يبعد في هذا الحرف، فإنّ البعثرة تتضمّن معنى بعث وأثير"3.
169
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
الآية (3): ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾:
170
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
والحصر، بمعنى: أنّ كفران الإنسان مخصوص بنعمة ربّه وليس بنعمة غيره1.
171
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
الآية (8): ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾:
172
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
الآية (11): ﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ﴾:
173
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
مباين معها، انفصل منها، ثمّ شرع في التطوّر بأطواره، حتّى بلغ مرحلة أُنشئ فيها خلقاً آخر، فهو المتحوّل خلقاً آخر، والمتكامل بهذا الكمال الجديد الحديث، ثمّ يأخذ ملك الموت هذا الإنسان من البدن نوع أخذ يستوفيه، ثمّ يرجع إلى الله سبحانه، فهذا صراط وجود الإنسان.
174
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
وانقطاع النظام الدنيوي، كانطماس النجوم، وانشقاق الأرض، واندكاك الجبال، وتحوّل النظام إلى نظام آخر يُغايره، وقد تكرّر ذلك في كثير من السور القرآنيّة، وخاصّة السور القصار، كسورة النبأ، والنازعات، والتكوير، والانفطار، والانشقاق، والفجر، والزلزلة، والقارعة، وغيرها، وقد عُدَّت الأمور المذكورة فيها في الأخبار من أشراط الساعة.
175
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
وقوله تعالى: ﴿نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾، معناه: ونفخ في الصور نفخة أخرى، فإذا هم قائمون من قبورهم، ينتظرون ما يُؤمَرون أو ينتظرون، ماذا يفعل بهم، أو فإذا هم قائمون ينظرون نظر المبهوت المتحيّر. ولا ينافي ما في هذه الآية، من كونهم بعد النفخ قياماً ينظرون، ما في قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ﴾1، أي يسرعون، وقوله: ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾2، وقوله: ﴿وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ﴾3، فإنّ فزعهم بالنفخ، وإسراعهم في المشي إلى عرصة المحشر، وإتيانهم إليها أفواجاً، كقيامهم ينظرون حوادث متقارنة لا يدفع بعضها بعضاً.
176
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
الأفكار الرئيسة
177
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات
فكّر وأجب
178
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
179
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
تعريف بالسورة ومحاورها
180
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
شرح المفردات
181
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
تفسير الآيات
182
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
عند اقترابهم من النار والضوء، لإفادة حالة الضعف والذلّة والاضطراب الحاصلة لديهم.
183
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
الآية (8): ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾:
184
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
الآية (10): ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾:
185
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
في عين أنّها تعتبر للحسنات والسيئات ثقلاً، إنّما تعتبر فيها الثقل الإضافي، وترتّب القضاء الفصل عليه، بمعنى أنّ ظاهرها أنّ الحسنات توجب ثقل الميزان، والسيّئات خفّة الميزان، لا أن توزن الحسنات، فيؤخذ ما لها من الثقل، ثمّ السيّئات، ويؤخذ ما لها من الثقل، ثمّ يقايس الثقلان، فأيّهما كان أكثر، كان القضاء له، فإنْ كان الثقل للحسنة، كان القضاء بالجنّة، وإنْ كان للسيّئة، كان القضاء بالنار، ولازم ذلك صحّة فرض أن يتعادل الثقلان، كما في الموازين الدائرة بيننا، من ذي الكفّتين، والقبّان، وغيرهما. لا بل ظاهر الآيات أنّ الحسنة تُظهر ثقلاً في الميزان، والسيّئة خفة فيه، كما هو ظاهر قوله تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ﴾1، ونظيره قوله تعالى: ﴿فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾2، وقوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾3. فالآيات، تُثبت الثقل في جانب الحسنات دائماً، والخفّة في جانب السيّئات دائماً. وعليه، فهناك أمر آخر تُقايس به الأعمال والثقل له، فما كان منها حسنة، انطبق عليه ووُزِنَ به، وهو ثقل الميزان، وما كان منها سيئة، لم ينطبق عليه، ولم يُوزَن به، وهو خفّة الميزان، كما نُشاهده في ما عندنا من الموازين، فإنّ فيها مقياساً، وهو الواحد من الثقل، كالمثقال يُوضع في إحدى الكفّتين، ثمّ يُوضع المتاع في الكفّة الأخرى، فإنْ عادل المثقال وزناً بوجه على ما يدلّ عليه الميزان، أُخذ به، وإلا فهو الترك لا محالة. والمثقال في الحقيقة، هو الميزان الذي يُوزَن به، وأمّا القبّان، وذو الكفّتين، ونظائرهما، فهي مقدّمة لما يُبيّنه المثقال، من حال المتاع الموزون به، ثقلاً وخفّة، كما أنّ واحد الطول، وهو الذراع أو المتر - مثلاً - ميزان يُوزن به الأطوال، فإنْ انطبق الطول على الواحد المقياس، فهو، وإلا ترك.
186
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
التي هي حقّ الصلاة، وللزكاة والإنفاق نظير ذلك، وللكلام والقول حقّ القول الذي لا يشتمل على باطل، وهكذا، كما يشير إليه قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾1. فالأقرب إلى هذا البيان أن يكون المراد بقوله تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾، أنّ الوزن الذي يُوزَن به الأعمال يومئذ، إنّما هو الحقّ، فبقدر اشتمال العمل على الحقّ، يكون اعتباره وقيمته، والحسنات مشتملة على الحقّ، فلها ثقل، كما أنّ السيّئات ليست إلا باطلة، فلا ثقل لها، فالله سبحانه يَزن الأعمال يومئذ بالحقّ، فما اشتمل عليه العمل من الحقّ، فهو وزنه وثقله. ولعلّه إليه الإشارة بالقضاء بالحقّ في قوله: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾2. والكتاب الذي ذَكَر الله أنّه يُوضَع يومئذ - وإنّما يُوضع للحكم به - هو الذي أشار إليه بقوله تعالى: ﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ﴾3، فالكتاب يُعيّن الحقّ، وما اشتمل عليه العمل منه، والوزن يُشخّص مقدار الثقل.
187
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾1.
188
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
الأفكار الرئيسة
189
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة
فكّر وأجب
190
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
191
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
تعريف بالسورة ومحاورها
192
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
خصائص النزول
193
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
• التَّكَاثُرُ: "الكاف والثاء والراء أصل صحيح خلاف القلّة"1. و"الْمُكَاثَرَةُ والتّكَاثُرُ: التّباري في كثرة المال والعزّ. قال تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾"2.
194
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
من رجالكم، فتكاثرتم بأمواتكم. وهذا المعنى مبني على ما ورد في أسباب النزول1.
195
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
والتكاثر بالأموات، فعبّر عن انتقالهم إلى ذِكْر الموتى، بزيارة القبور، أي جُعِلَت كناية تهكُّماً واستهزاء، وإنّما كان تهكّماً، لأنّ زيارة القبور شُرِّعت لتذكّر الموتى ورفض حبّ الدنيا وترك المباهاة والتفاخر، وهؤلاء عكسوا الأمر، حيث جعلوا زيارة القبور سبباً لمزيد القسوة والاستغراق في حبّ الدنيا والتفاخر في الكثرة.
196
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
الآية (5): ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾:
197
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
• الرؤية الأولى، بالمعرفة، والثانية، بالمشاهدة.
198
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى﴾1، فالسؤال عن عمل العبد هو سؤال عن النعيم، كيف استعمله، أشكر النعمة أم كفر بها؟!2.
199
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
2- قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾1.
200
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
فالله سبحانه يشهد، وهو شاهد عدل على أنّه لا إله إلا هو، يشهد لذلك بكلامه، وهو قوله: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ على ما هو ظاهر الآية الشريفة، فالآية في اشتمالها على شهادته تعالى للتوحيد نظيرة قوله تعالى: ﴿لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا﴾1. والملائكة يشهدون بأنّه لا إله إلا هو، فإنّ الله يُخبِر في آيات مكّيّة نازلة قبل هذه الآيات، بأنّهم عباد مكرمون، لا يعصون ربّهم، ويعملون بأمره، ويُسبّحونه، وفي تسبيحهم شهادة أن لا إله غيره، قال تعالى: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾2.
201
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
الأفكار الرئيسة
202
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر
فكّر وأجب
203
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
204
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
تعريف بالسورة ومحاورها
205
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
شرح المفردات
206
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
• صلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الفرائض اليومية، حيث قال تعالى: ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى﴾1، فإنّه من باب ذِكْر الخاصّ بعد العامّ، وهو يدلّ على التأكيد والأهمّيّة.
207
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
والدليل على هذا العموم، صحّة الاستثناء، فمن صحّة الاستثناء يُستفاد أنّ "الألف واللام" في الإنسان، للجنس، يعني الاستغراق.
208
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
الْجَزَاء الْأَوْفَى﴾1، ﴿مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾2، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾3.
209
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
كما أنّ "التواصي بالصبر" هو من "التواصي بالحقّ"، وذِكْره بعده، من ذِكْر الخاصّ بعد العامّ، اهتماماً بأمره، ويؤكّد ذلك: تكرار ذِكْر التواصي، حيث قال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾، ولم يَقُلْ: "وتواصوا بالحقّ والصبر".
210
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
2- المرتبة الثانية من الإسلام، ممّا يلي الإيمان بالمرتبة الأولى، وهي التسليم والانقياد القلبي لجلّ الاعتقادات الحقّة التفصيليّة، وما يتبعها من الأعمال الصالحة، وإنْ أمكن التخطّي في بعض الموارد، قال الله تعالى في وصف المتّقين: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ﴾1، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً﴾2، فمن الإسلام ما يتأخّر عن الإيمان محقّقاً، فهو غير المرتبة الأولى من الإسلام.
211
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
مُعْرِضُونَ﴾1، ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾2، إلى غير ذلك. وربّما عُدَّت المرتبتان الثانية والثالثة مرتبة واحدة. والأخلاق الفاضلة، من الرضاء، والتسليم، والحسبة، والصبر في الله، وتمام الزهد، والورع، والحبّ، والبغض، في الله، من لوازم هذه المرتبة.
212
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾1، فإنّ هؤلاء المؤمنين المذكورين في الآية يجب أن يكونوا على يقين من أنْ لا استقلال لشيء دون الله، ولا تأثير لسبب إلا بإذن الله، حتّى لا يحزنوا من مكروه واقع، ولا يخافوا محذوراً محتملاً، وإلا فلا معنى لكونهم، بحيث لا يخوّفهم شيء، ولا يحزنهم أمر، فهذا النوع من الإيمان بعد الإسلام المذكور.
213
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
الأفكار الرئيسة
214
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر
فكّر وأجب
215
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
216
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
تعريف بالسورة ومحاورها
217
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
وقد ورد في روايات أسباب النزول: أنّها نزلت في الوليد بن المغيرة، حيث كان يغتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ورائه، ويطعن عليه في وجهه. وقيل: نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وكان يلمز الناس ويغتابهم. وقيل: نزلت في غيرهم من المشركين آنذاك1.
218
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
فِي الْحُطَمَةِ﴾، ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ﴾1، لقلَّة اعتدادهم به، وقال: ﴿نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم﴾2، أي: طرحوه، لقلَّة اعتدادهم به"3.
219
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
الآية (2): ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾:
220
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
الآية (4): ﴿كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ﴾:
221
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
الآية (8): ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ﴾:
222
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
2- الدركة الثانية "لظى"، وهي التي تتلظّى، أي تتلهّب، قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى﴾1، أي تقلع جلدة الرأس.
223
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
الأفكار الرئيسة
224
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة
فكّر وأجب
225
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
226
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
تعريف بالسورة ومحاورها
227
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
خصائص النزول
228
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
• الْمَاعُونَ: "الميم والعين والنون أصل، يدلّ على سهولة في جريان، أو جري، أو غير ذلك"1. و"قوله تعالى: ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾، الماعون: اسم جامع لمنافع البيت، كالقدر، والدلو، والملح، والماء، والسراج، والخمرة، ونحو ذلك، ممّا جرت العادة بعاريته... وأصل الماعون: معونة، والألف عوض الهاء المحذوفة"2.
229
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
وذُكِرَ في معنى "الدين" قولان، هما:
230
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
يُرغِّب الناس على إطعام طعام المسكين1.
231
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
أقواماً، فقال: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، يعني أنّهم غافلون استهانوا بأوقاتها"1.
232
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
عليه، وخاصّة إذا زاول عليه في مجتمع صالح، يُؤتَى فيه بمثل ما أتى به، ويُهتَم فيه بما اهتمَّ به - تردع الإنسان عن كلّ معصية كبيرة يستشنعها الذوق الديني، كقتل النفس عدواناً، وأكل مال اليتيم ظلماً، والزنا، واللواط، وعن كلّ ما يُنكره الطبع السليم والفطرة المستقيمة، ردعاً جامعاً بين التلقين والعمل. وذلك: أنّه يُلقّنه أولاً، بما فيه من الذكر: الإيمان بوحدانيّته تعالى والرسالة وجزاء يوم الجزاء، وأن يُخاطب ربّه بإخلاص العبادة والاستعانة به وسؤال الهداية إلى صراطه المستقيم، متعوّذاً من غضبه ومن الضلال، ويحمله ثانياً، على أن يتوجّه بروحه وبدنه إلى ساحة العظمة والكبرياء، ويذكر ربّه، بحمده والثناء عليه وتسبيحه وتكبيره، ثمّ السلام على نفسه وأترابه وجميع الصالحين من عباد الله. مضافاً إلى حمله إيّاه على التطهّر من الحدث والخبث، في بدنه، والطهارة في لباسه، والتحرّز عن الغصب في لباسه ومكانه، واستقبال بيت ربّه، فالإنسان لو داوم على صلاته مدّة يسيرة واستعمل في إقامتها بعض الصدق، أثبت ذلك في نفسه ملكة الارتداع عن الفحشاء والمنكر البتّة، ولو أنّك وكّلت على نفسك من يربّيها تربية صالحة تصلح بها لهذا الشأن، وتتحلّى بأدب العبوديّة، لم يأمرك بأزيد ممّا تأمرك به الصلاة، ولا روّضك بأزيد ممّا تروّضك به.
233
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
الجواب: أنّ الردع أثر طبيعة الصلاة التي هي توجّه خاصّ عبادي إلى الله سبحانه، وهو بنحو الاقتضاء دون الاستيجاب والعلّيّة التامّة، فربّما تخلّف عن أثرها، لمقارنة بعض الموانع التي تُضعف الذِّكْر وتُقرّبه من الغفلة والانصراف عن حاقّ الذِّكْر، فكلّما قويَ الذِّكْر وكمل الحضور والخشوع وتمحّض الإخلاص، زاد أثر الردع عن الفحشاء والمنكر، وكلّما ضعف، ضعف الأثر.
234
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
ثمّ إنّ الظاهر من سياق قوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾، أنّ قوله تعالى بعد ذلك: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾، متّصل به، مبيّن لأثر آخر للصلاة، وهو أكبر ممّا بُيِّن قبله، فيقع قوله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ موقع الإضراب والترقّي، ويكون المراد الذِّكر القلبي الذي يترتّب على الصلاة، ترتّب الغاية على ذي الغاية، فكأنّه قيل: أقم الصلاة لتردعك عن الفحشاء والمنكر، بل الذي تُفيده من ذِكر الله الحاصل بها، أكبر من ذلك، أي من النهي عن الفحشاء والمنكر، لأنّه أعظم ما يناله الإنسان من الخير، وهو مفتاح كلّ خير، والنهي عن الفحشاء والمنكر بعض الخير.
235
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
الأفكار الرئيسة
236
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون
فكّر وأجب
237
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
238
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
تعريف بالسورة ومحاورها
239
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
خصائص النزول
240
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
• الْأَبْتَرُ: "قوله تعالى: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾، ومعناه: إنّ مبغضك هو المنقطع عن الخير. وقيل: الأبتر، الذي لا عقب له"1.
241
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
والتوحيد، والعلم والحكمة، وفضائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمقام المحمود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.، ونور قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم...1 وقد استند أصحاب الأقوال الأربع الأوائل إلى بعض الروايات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، وباقي الأقوال لا تخلو من تحكّم نظر لا يساعد عليه ظاهر السياق.
242
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
• صلّ لربّك، واستوِ قائماً عند رفع رأسك من الركوع.
243
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
والصحيح من الأقوال المذكورة، هو القول الأوّل، لمناسبته ظاهر السياق، وكون الأوفق بما ورد في الروايات التفسيريّة، وسبب النزول1.
244
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
ما يملكونه من جهة إضافته إليهم بنحو من الأنحاء، كما في قولنا: نفسه، وبدنه، وسمعه، وبصره، وفعله، وأثره، وهي أقسام الملك بالطبع والحقيقة، وقولنا: زوجه، وماله، وجاهه، وحقّه، وهي أقسام الملك بالوضع والاعتبار - إنّما يملكونه بإذنه تعالى، في استقرار النسبة بينهم وبين ما يملكون - أيّاً ما كان - وتمليكه، فالله عزّ اسمه، هو الذي أضاف نفوسهم وأعيانهم إليهم، ولو لم يشاء، لم يضف، فلم يكونوا من رأس، وهو الذي جعل لهم السمع والأبصار والأفئدة، وهو الذي خلق كلّ شيء وقدّره تقديراً.
245
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
كما يشتمل على الحكم، أي إجابة الدعاء، كذلك يشتمل على عِلَلِه، فكون الدّاعين عباداً لله تعالى، هو المُوجِب لقربه منهم، وقربه منهم، هو الموجب لإجابته المطلقة لدعائهم، وإطلاق الإجابة، يستلزم إطلاق الدعاء، فكلّ دعاء دُعِيَ به تعالى، فإنّه مجيبه.
246
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
الذي يُجيب الدعوات، هو الذي لا شريك له في أمره، لا من يعمل بشركة الأسباب والأوهام، فهاتان الطائفتان من الدعاة السائلين لم يُخلصوا الدعاء بالقلب، وإنْ أخلصوه بلسانهم.
247
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
الأفكار الرئيسة
248
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر
فكّر وأجب
249
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
250
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
تعريف بالسورة ومحاورها
251
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
• ما رواه فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، أنّه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: جئتُ يا رسول الله لتعلّمني شيئاً أقوله عند منامي. قال: "إذا أخذت مضجعك، فاقرأ ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، ثمّ نَم على خاتمتها، فإنّها براءة من الشرك"1.
252
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك، ونعبد إلهك. فقال: حتّى أنظر ما يأتي من عند ربّي. فنزل ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ السورة. فعدل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد الحرام، وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم، ثمّ قرأ عليهم، حتى فرغ من السورة. فأيسوا عند ذلك، فآذوه، وآذوا أصحابه1.
253
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
تفسير الآيات
254
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
الآية (4): ﴿وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾:
255
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
بعد مرّة، فلم يكن عند أبي جعفر الأحول في ذلك جواب، فدخل المدينة، فسأل أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك، فقال: "كان سبب نزولها وتكرارها، أنّ قريشاً قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، وتعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فأجابهم الله بمثل ما قالوا، فقال، في ما قالوا: تعبد آلهتنا سنة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾، وفي ما قالوا: نعبد إلهك سنة ﴿وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾، وفي ما قالوا: تعبد آلهتنا سنة ﴿وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾، وفي ما قالوا: نعبد إلهك سنة ﴿وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾" ، قال: فرجع أبو جعفر الأحول إلى أبي شاكر فأخبره بذلك، فقال أبو شاكر: هذا ما حمله الإبل من الحجاز، وكان أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام، إذا فرغ من قراءتها، يقول: "ديني الإسلام" ثلاثا1.
256
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
الاختيارية وشيء غير مملوك وهو الأوصاف الاضطرارية، وبعض التصرّفات فيهم جائز، كالاستفادة من فعلهم وبعضها غير جائز، كقتلهم من غير جرم مثلاً، والله تعالى مالك على الإطلاق من غير شرط ولا قيد، وغيره مملوك على الإطلاق من غير شرط ولا قيد، فهناك حصر من جهتين، الربّ مقصور في المالكية، والعبد مقصور في العبودية، وهذه هي التي يدلّ عليها قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، حيث قُدِّمَ المفعول وأُطلقت العبادة. ثم إنّ الملك حيث كان متقوّم الوجود بمالكه، فلا يكون حاجباً عن مالكه ولا يُحجَب عنه... وما سواه تعالى ليس له إلا المملوكية فقط، وهذه حقيقته، فشيء منه في الحقيقة لا يُحجَب عنه تعالى، ولا النظر إليه يُجامع الغفلة عنه تعالى، فله تعالى الحضور المطلق، قال سبحانه: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ﴾1.
257
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
إلى مولاه، أو من الرعية بالنسبة إلى السلطان، أو من المحتاج بالنسبة إلى المستغني، أو غير ذلك، فالجميع عبادة. وعلى أيّ حال لا سبيل إلى ردع الإنسان عن هذا الخضوع، لاستناده إلى قضاء فطري، ليس للانسان أن يتجافى عنه، إلا أن يتبيّن له أنّ الذي كان يظنّه قويّاً ويستضعف نفسه دونه، ليس على ما كان يظنّه، بل هما سواء مثلاً. ومن هنا ما نرى أنّ الإسلام لم ينهَ عن اتّخاذ آلهة دون الله وعبادتهم إلا بعد ما بيّن للناس أنّهم مخلوقون مربوبون أمثالهم، وأنّ العزّة والقوّة لله جميعاً، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ﴾1. وقال: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ﴾2، وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾3، حيث ختم الآية بحديث التسليم لله تعالى بعد ما دعاهم إلى ترك عبادة غير الله تعالى من الآلهة ورفض الخضوع لسائر المخلوقين المماثلين لهم، وقال تعالى: ﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾4، وقال: ﴿فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا﴾5، وقال: ﴿مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ﴾6، إلى غير ذلك من الآيات. فليس عند غيره تعالى ما يدعو إلى الخضوع له فلا يسوغ الخضوع لأحد ممّن دونه، إلا أن يؤول إلى الخضوع لله ويرجع تعزيره أو تعظيمه وولايته إلى ناحيته، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾7، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
258
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾1، وقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾2، وقال: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾3، فلا خضوع في الإسلام لأحد دون الله، إلا ما يرجع إليه تعالى ويُقصَد به.
259
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
غير أن يغيب في عبادته، فتكون عبادته صورة فقط من غير معنى، وجسداً من غير روح، أو يتبعّض، فيشتغل بربّه وبغيره: إمّا ظاهراً وباطناً، كالوثنيين في عبادتهم لله ولأصنامهم معاً، وإمّا باطناً فقط، كمن يشتغل في عبادته بغيره تعالى بنحو الغايات والأغراض، كأن يعبد الله وهمّه في غيره، أو يعبد الله طمعاً في جنّة أو خوفاً من نار، فإنّ ذلك كله من الشرك في العبادة الذي ورد عنه النهي، قال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾1، وقال تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾2. فالعبادة إنّما تكون عبادة حقيقة، إذا كانت عن خلوص من العبد، وهو الحضور الذي ذكرناه، وقد ظهر أنّه إنّما يتمّ إذا لم يشتغل بغيره تعالى في عمله، فيكون قد أعطاه الشركة مع الله سبحانه في عبادته، ولم يتعلّق قلبه في عبادته رجاءً أو خوفاً، هو الغاية في عبادته، كجنّة أو نار، فتكون عبادته له، لا لوجه الله، ولم يشتغل بنفسه، فيكون منافياً لمقام العبودية التي لا تلائم الإنّيّة والاستكبار.
260
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
الأفكار الرئيسة
261
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون
262
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
263
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
تعريف بالسورة ومحاورها
264
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
خصائص النزول
265
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
تفسير الآيات
266
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
الآية (3): ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾:
267
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
تعالى: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ﴾1، وهذه هي التوبة الأولى، وقال تعالى: ﴿فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾2، وهذه هي التوبة الثانية، وبين التوبتين منه تعالى، توبة العبد.
268
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾1، فإنّها تتعرّض لحال الكافر والمؤمن معاً.
269
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
ومن خواصّ هذا الفعل الصادر عن جهالة: أنّه إذا سكنت ثورة القوى، وخمد لهيب الشهوة أو الغضب، باقتراف للسيّئة، أو بحلول مانع، أو بمرور زمان، أو ضعف القوى، بشيب أو مزاج، عاد الإنسان إلى العلم، وزالت الجهالة، وبانت الندامة، بخلاف الفعل الصادر عن عناد وتعمّد ونحوهما، فإنّ سبب صدوره لمّا لم يكن طغيان شيء من القوى والعواطف والأميال النفسانيّة، بل أمراً يُسمّى عندهم بخبث الذات، ورداءة الفطرة، لا يزول بزوال طغيان القوى والأميال سريعاً أو بطيئاً، بل دام نوعاً بدوام الحياة، من غير أن يلحقه ندامة من قريب، إلا أن يشاء الله.
270
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
الأفكار الرئيسة
271
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر
فكّر وأجب
272
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
273
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
تعريف بالسورة ومحاورها
274
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
فضيلة السورة
275
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
• ما رواه السكوني، عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: "إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلّى على سعد بن معاذ، فلمّا صلّى عليه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: لقد وافى من الملائكة سبعون ألف ملك، وفيهم جبرائيل عليه السلام، يُصلّون عليه. فقلت: يا جبرائيل! بِمَ استحقّ صلاتكم عليه؟ قال: بقراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، قاعداً وقائماً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً"1.
276
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
• روى محمد بن مسلم، عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: "إنّ اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: انسب لنا ربّك؟ فمكث ثلاثاً لا يُجيبهم، ثمّ نزلت السورة".
277
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
الشيء"1. و"الصَّمَدُ: السَّيِّدُ، الذي يُصْمَدُ إليه في الأمر، وصَمَدَه: قصد معتمداً عليه قصده، وقيل: الصَّمَدُ الذي ليس بأجوف، والذي ليس بأجوف شيئان: أحدهما: لكونه أدون من الإنسان، كالجمادات، والثاني: أعلى منه، وهو الباري والملائكة، والقصد بقوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾، تنبيهاً أنّه بخلاف مَنْ أثبتوا له الإلهيّة، وإلى نحو هذا أشار بقوله: ﴿وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ﴾2".3
278
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
أو أكثر، فضلاً عن نفيك مجيء واحد منهم، فلا يسألك سائل: هل جاءك اثنان أو ثلاثة! بخلاف ما لو قلت: ما جاءني واحد منهم، فإنّك إنّما تنفي به مجيء واحد منهم بالعدد، ولا ينافيه مجيء اثنين منهم أو أكثر، ولسائل أن يسأل: هل جاءك اثنان أو ثلاثة أو ... ولإفادة لفظ "أحد" هذا المعنى، فإنّه لا يُستعمل في الإيجاب مطلقاً إلا في الله تعالى1.
279
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
والصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناه. قال: وسُئِلَ علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام عن الصمد، فقال: الصمد الذي لا شريك له، ولا يؤوده حفظ شي، ولا يعزب عنه شيء"1.
280
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
ومعنى كفاءة هذا النوع من الآلهة، استقلاله في فعله التدبيريّ واستغناؤه عن كلّ مَنْ سواه، والحال أنّه غير مستقلّ عن الله تعالى، لاحتياجه إليه، بإقرارهم أنّ الله تعالى هو ربّ الأرباب وإله الآلهة: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾1، ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾2.
281
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
سبحانه قد فسّر الصمد، فقال: ﴿اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ﴾، ثمّ فسّره، فقال: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾. ﴿لَمْ يَلِدْ﴾، لم يخرج منه شيء كثيف، كالولد وسائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا شيء لطيف، كالنفس، ولا يتشعّب منه البدوات، كالسِنَة والنوم، والخطرة والهمّ، والحزن والبهجة، والضحك والبكاء، والخوف والرجاء، والرغبة والسأمة، والجوع والشبع، تعالى أن يخرج منه شيء، وأن يتولَّد منه شيء كثيف أو لطيف. ﴿وَلَمْ يُولَدْ﴾، لم يتولّد من شيء ولم يخرج من شيء، كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها، كالشيء من الشيء، والدابة من الدابة، والنبات من الأرض، والماء من الينابيع، والثمار من الأشجار، ولا كما يخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، والسمع من الأذن، والشمّ من الأنف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، والمعرفة والتميّز من القلب، وكالنار من الحجر، لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء، ولا في شيء، ولا على شيء، مبدع الأشياء وخالقها، ومنشىء الأشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه، فذلكم الله الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، ولم يكن له كفواً أحد"1.
282
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
المؤمنين! صف لنا ربّك تبارك وتعالى، لنزداد له حبّاً، وبه معرفة، فغضب أمير المؤمنين عليه السلام، ونادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، حتّى غصّ المسجد بأهله، ثمّ قام متغيّر اللون، فقال: الحمد لله الذي لا يفره المنع، ولا يكديه الإعطاء... الذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله، ولا مقدار احتذى عليه من معبود كان قبله، ولم تحط به الصفات، فيكون بإدراكها إيّاه بالحدود متناهياً، وما زال - ليس كمثله شيء - عن صفة المخلوقين متعالياً... فليس له مثل، فيكون ما يخلق مشبّهاً به، وما زال عند أهل المعرفة به عن الأشباه والأضداد منزّهاً، كذب العادلون بالله، إذ شبّهوه بمثل أصنافهم... تعالى عن أن يكون له كفو، فيشبّه به، لأنّه اللطيف... فلا شبه له من المخلوقين، وإنّما يشبّه الشيء بعديله، فأمّا ما لا عديل له فكيف يشبّه بغير مثاله... أيها السائل! اعلم مَن شبّه ربّنا الجليل بتباين أعضاء خلقه، وبتلاحم أحقاق مفاصلهم المحتجبة بتدبير حكمته، أنّه لم يعقد غيب ضميره على معرفته، ولم يُشاهد قلبه اليقين بأنّه لا ندّ له، وكأنّه لم يسمع بتبرّي التابعين من المتبوعين، وهم يقولون: ﴿تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾1، فمن ساوى ربّنا بشيء، فقد عدل به، والعادل به كافر بما نزلت به محكمات آياته، ونطقت به شواهد حجج بيّناته... فقال تنزيهاً لنفسه عن مشاركة الأنداد وارتفاعاً عن قياس المقدّرين له بالحدود من كَفَرِة العباد: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾2. ما دلّك القرآن عليه من صفته، فاتبعه، ليوصل بينك وبين معرفته، وأتمّ به، واستضئ بنور هدايته، فإنّها نعمة وحكمة أوتيتهما، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين"3.
283
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
وأفعاله، وذوات مَنْ سواه وصفاتهم وأفعالهم بإفاضة منه تعالى، على ما يليق بساحة كبريائه وعظمته. فمحصّل السورة وصفه تعالى بأنّه أحد واحد1.
284
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
الصفة - وهي الرجولية - واحد لا يقبل الكثرة، وإن كان من جهة هذه الصفة وغيرها من الصفات كعلمه، وقدرته، وحياته، ونحوها ليس بواحد بل كثير حقيقة، والله سبحانه واحد، من جهة أنّ الصفة لا يشاركه فيها غيره، كالألوهيّة فهو واحد في الألوهيّة، لا يشاركه فيها غيره تعالى، والعلم والقدرة والحياة، فله علم لا كالعلوم، وقدرة وحياة لا كقدرة غيره وحياته، وواحد من جهة أنّ الصفات التي له لا تتكثّر ولا تتعدّد إلا مفهوماً فقط، فعلمه وقدرته وحياته جميعها شيء واحد هو ذاته، ليس شيء منها غير الآخر، بل هو تعالى يعلم بقدرته، ويُقدِّر بحياته، وحيّ بعلمه، لا كمثل غيره في تعدّد الصفات، عيناً ومفهوماً.
285
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
أنْ جعل الأوثان المتّخذة، والأصنام المصنوعة من الخشب والحجارة شركاء لله، وقرناء له، يُعبَد كما تُعبَد هذه الشركاء، ويُسأل كما تُسأل، ويُخضَع له كما يُخضَع لها، ولم يلبث هذا الإنسان دون أن غلَّب هذه الأصنام عليه تعالى بزعمه، وأقبل عليها وتركه، وأمّرها على حوائجه وعزله. فهذا الإنسان قصارى ما يراه من الوجود له تعالى هو مثل ما يراه لآلهته التي خلقها بيده، أو خلقها إنسان مثله بيده، ولذلك كانوا يثبتون له تعالى من صفة الوحدة، مثل ما يصفون به كلّ واحد من أصنامهم، وهي الوحدة العدديّة التي تتألّف منها الأعداد، قال تعالى: ﴿وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾1.
286
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم﴾1، ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾2، وقال: ﴿لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾3 وإذ كان تعالى لا يقهره شيء في شيء البتّة، من ذاته، ولا صفته، ولا فعله، وهو القاهر فوق كلّ شيء، فليس بمحدود في شيء يرجع إليه، فهو موجود لا يشوبه عدم، وحقّ لا يعرضه بطلان، وهو الحيّ لا يُخالطه موت، والعليم لا يدبّ إليه جهل، والقادر لا يغلبه عجز، والمالك والملك من غير أن يملك منه شيء، والعزيز الذي لا ذلّ له، وهكذا. فله تعالى من كلّ كمال محضه... فهو تعالى واحد، بمعنى أنّه من الوجود، بحيث لا يُحدّ بحدّ، حتى يمكن فرض ثانٍ له في ما وراء ذلك الحدّ، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾، فإنّ لفظ أحد إنّما يستعمل استعمالاً يدفع إمكان فرض العدد في قباله يقال: "ما جاءني أحد" وينفي به أن يكون قد جاء الواحد، وكذا الاثنان والأكثر... فاستعمال لفظ أحد في قوله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ في الإثبات من غير نفي ولا تقييد بإضافة أو وصف، يفيد أنّ هويته تعالى بحيث يدفع فرض من يماثله في هويته بوجه، سواء أكان واحداً أو كثيراً، فهو محال بحسب الفرض الصحيح مع قطع النظر عن حاله بحسب الخارج.
287
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
ولذلك ترى أنّ الآيات التي تنعته تعالى بالقهّاريّة تبدأ أولاً بنعت الوحدة، ثمّ تصفه بالقهّاريّة، لتدلّ على أنّ وحدته لا تدع لفارض مجال أن يفرض له ثانياً مماثلاً بوجه، فضلاً عن أن يظهر في الوجود، وينال الواقعيّة والثبوت، قال تعالى: ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم﴾1، فوصفه بوحدة قاهرة لكلّ شريك مفروض، لا تبقي لغيره تعالى من كلّ معبود مفروض، إلا الاسم فقط.
288
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
الأفكار الرئيسة
289
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص
فكّر وأجب
290
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
291
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
تعريف بالسورة ومحاورها
292
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
خصائص النزول
293
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
أهداف الرسالة. وكذلك بينها وبين التأثير في روحه صلى الله عليه وآله وسلم. وعليه فإن كان التأثير في جسد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤدّياً إلى زلزلة ثقة الناس به وبرسالته، فلا بدّ من الحكم ببطلان مثل هذا التأثير، بمقتضى قاعدة اللّطف، وهي تقريب الناس أكثر إلى الطاعة وإزالة الموانع التي يُمكن أن تحول دون اتّباعهم للدين.
294
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
• النَّفَّاثَاتِ: "النون والفاء والثاء أصل صحيح، يدلّ على خروج شيء من فم أو غيره، بأدنى جرس"1. و"قوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾، أي النساء السواحر اللواتي يعقدن في الخيوط عقداً وينفثن عليها، أي يتفلن"2.
295
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
الآية (3): ﴿وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾:
296
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
تشمل العائن، فعين العائن نوع حسد نفسانيّ يتحقّق منه، إذا عاين ما يستكثره، ويتعجّب منه، وهو ما تؤيّده الروايات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، منها: ما رواه السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كاد الفقر أن يكون كفراً، وكاد الحسد أن يغلب القدر"1.
297
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾1، ﴿وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾2، ﴿وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾3، ﴿وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾4، ﴿وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾5، ﴿وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾6.
298
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
2- معنى الشرّ:
299
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
الأفكار الرئيسة
300
الدرس الواحد والعشرون: تفسير سورة الفلق
فكّر وأجب
301
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
302
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
تعريف بالسورة ومحاورها
303
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
خصائص النزول
304
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
• المالك والصاحب والغالب والقاهر، وهو من الأسماء الصفاتيّة.
305
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
والله سبحانه، ربّ الناس، وملك الناس، وإله الناس، كما جمع الصفات الثلاث لنفسه في قوله تعالى: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾1. وأشار تعالى إلى سببيّة ربوبيّته وألوهيّته، بقوله تعالى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا﴾2، وإلى سببيّة ملكه بقوله تعالى: ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾3، فإنْ عاذ الإنسان من شرّ يُهدّده إلى ربّ، فالله سبحانه هو الربّ، لا ربّ سواه، وإنْ أراد بعوذه ملكاً، فالله سبحانه هو الملك الحقّ، له الملك وله الحكم، وإنْ أراد لذلك إلهاً، فهو الإله، لا إله غيره4.
306
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
الآية (4): ﴿مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾:
307
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
الآية (5): ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾:
308
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
كان وجوده سبحانه، وهو إله كلّ شيء يهدي إلى اتّصافه بجميع الصفات الكماليّة، كانت الجميع مدلولاً عليها به، بالالتزام، وصحّ ما قيل: إنّ لفظ الجلالة اسم للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال، وإلا فهو عَلَم بالغلبة، لم تعمل فيه عناية غير ما يدلّ عليه مادّة إِلَه.
309
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
وهم كلّ من المخَاطَبين إلى ما يعتقده ويراه من المعنى، ولو كان قيل: "والله إله واحد"، لم يكن فيه توحيد، لأنّ أرباب الشرك يرون أنّه تعالى إله واحد، كما أنّ كلّ واحد من آلهتهم إله واحد، ولو كان قيل: "وإلهكم واحد" لم يكن فيه نصّ على التوحيد، لإمكان أن يذهب الوهم إلى أنّه واحد في النوع، وهو الألوهيّة، نظير ما يُقال في تعداد أنواع الحيوان: الفرس واحد، والبغل واحد، مع كون كلّ منهما متعدّداً في العدد، لكن لمّا قيل: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾، فأثبت معنى إله واحد - وهو في مقابل إلهين اثنين، وآلهة كثيرة - على قوله: "إلهكم"، كان نصّاً في التوحيد، بقصر أصل الألوهيّة على واحد من الآلهة التي اعتقدوا بها. وقوله تعالى: ﴿لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾، جيء به لتأكيد نصوصيّة الجملة السابقة في التوحيد، ونفي كلّ توهّم أو تأويل يمكن أن يتعلّق بها، والنفي فيه نفي الجنس، والمراد بالإله ما يصدق عليه الإله حقيقة وواقعاً، وحينئذ فيصحّ أن يكون الخبر المحذوف هو موجود أو كائن، أو نحوهما، والتقدير لا إله بالحقيقة والحقّ بموجود، وحيث كان لفظة الجلالة مرفوعاً لا منصوباً، فلفظ إلا ليس للاستثناء، بل وصف بمعنى غير، والمعنى لا إله غير الله بموجود.
310
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
الأفكار الرئيسة
311
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس
فكّر وأجب
312
مصادر الكتاب ومراجعه
مصادر الكتاب ومراجعه
313
مصادر الكتاب ومراجعه
العلوم، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، النجف الأشرف، 1386هـ.ق/ 1966م.
314
مصادر الكتاب ومراجعه
• الثمالي، ثابت بن دينار(أبو حمزة): تفسير أبي حمزة الثمالي، أعاد جمعه وتأليفه: عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، مراجعة وتقديم: محمد هادي معرفة، ط1، مطبعة الهادي، لا.م، 1420هـ.ق/ 1378هـ.ش.
315
مصادر الكتاب ومراجعه
• قراءتي، محسن: تفسير النور.