الفهرس
الفهرس
11 |
المقدّمة |
11 |
الاستفادة من القرآن |
13 |
الأهداف والغايات |
14 |
السياسات العامّة |
15 |
مصطلحات مفتاحيّة |
17 |
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى |
19 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
19 |
فضيلة السورة |
20 |
خصائص النزول |
21 |
شرح المفردات |
23 |
تفسير الآيات |
36 |
بحث تفسيريّ: التسبيح |
41 |
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس |
43 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
43 |
فضيلة السورة |
44 |
خصائص النزول |
44 |
شرح المفردات |
45 |
تفسير الآيات |
52 |
بحث تفسيريّ: النفس |
5
1
الفهرس
57 |
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل |
59 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
59 |
فضيلة السورة |
60 |
خصائص النزول |
61 |
شرح المفردات |
62 |
تفسير الآيات |
70 |
بحث تفسيريّ: طرق معرفة الله تعالى |
77 |
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى |
79 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
79 |
فضيلة السورة |
80 |
خصائص النزول |
81 |
شرح المفردات |
82 |
تفسير الآيات |
88 |
بحث تفسيريّ: الربوبيّة |
95 |
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح |
97 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
97 |
فضيلة السورة |
97 |
خصائص النزول |
98 |
شرح المفردات |
99 |
تفسير الآيات |
103 |
بحث تفسيريّ: التوحيد الأفعاليّ |
109 |
الدرس السادس: تفسير سورة التين |
111 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
111 |
فضيلة السورة |
111 |
خصائص النزول |
112 |
شرح المفردات |
113 |
تفسير الآيات |
117 |
بحث تفسيريّ: خلق الإنسان وتكوينه |
6
2
الفهرس
123 |
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ |
125 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
125 |
فضيلة السورة |
126 |
خصائص النزول |
127 |
شرح المفردات |
128 |
تفسير الآيات |
137 |
بحث تفسيريّ: الخَلْق والأمر |
143 |
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر |
145 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
145 |
فضيلة السورة |
146 |
خصائص النزول |
146 |
شرح المفردات |
147 |
تفسير الآيات |
152 |
بحث تفسيري: حقيقة القرآن |
157 |
الدرس التاسع: تفسير سورة البيّنة |
159 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
159 |
فضيلة السورة |
160 |
خصائص النزول |
160 |
شرح المفردات |
161 |
تفسير الآيات |
167 |
بحث تفسيري: دور الدين في صيانة مسير التكامل الإنسانيّ وترشيده |
173 |
الدرس العاشر: تفسير سورة الزّلزلة |
175 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
175 |
فضل السورة |
176 |
خصائص النزول |
176 |
شرح المفردات |
177 |
تفسير الآيات |
180 |
بحث تفسيري: المجازاة وتجسّم الأعمال |
7
3
الفهرس
185 |
الدرس الحادي عشر: تفسير سورة العاديات |
187 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
187 |
فضيلة السورة |
188 |
خصائص النزول |
189 |
شرح المفردات |
191 |
تفسير الآيات |
195 |
بحث تفسيري: موقع أشراط الساعة وحوادثها في السير الوجودي للإنسان |
201 |
الدرس الثاني عشر: تفسير سورة القارعة |
203 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
203 |
فضل السورة |
203 |
خصائص النزول |
204 |
شرح المفردات |
205 |
تفسير الآيات |
208 |
بحث تفسيري: حقيقة ميزان العدل الأخرويّ |
215 |
الدرس الثالث عشر: تفسير سورة التكاثر |
217 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
217 |
فضيلة السورة |
218 |
خصائص النزول |
218 |
شرح المفردات |
219 |
تفسير الآيات |
224 |
بحث تفسيري: دور العلم والمعرفة في تكامل الإنسان |
229 |
الدرس الرابع عشر: تفسير سورة العصر |
231 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
231 |
فضيلة السورة |
231 |
خصائص النزول |
232 |
شرح المفردات |
232 |
تفسير الآيات |
236 |
بحث تفسيري: الإسلام والإيمان ومراتبهما الوجوديّة |
8
4
الفهرس
243 |
الدرس الخامس عشر: تفسير سورة الهمزة |
245 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
245 |
فضيلة السورة |
245 |
خصائص النزول |
246 |
شرح المفردات |
247 |
تفسير الآيات |
250 |
بحث تفسيري: مراتب النار الأخرويّة |
255 |
الدرس السادس عشر: تفسير سورة الماعون |
257 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
257 |
فضيلة السورة |
258 |
خصائص النزول |
258 |
شرح المفردات |
259 |
تفسير الآيات |
262 |
بحث تفسيري: خصائص الصلاة وآثارها التربويّة والوجوديّة على تكامل الإنسان |
269 |
الدرس السابع عشر: تفسير سورة الكوثر |
271 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
271 |
فضيلة السورة |
272 |
خصائص النزول |
273 |
تفسير الآيات |
276 |
بحث تفسيري: حقيقة الدعاء وآثاره التربويّة والوجوديّة على الإنسان |
283 |
الدرس الثامن عشر: تفسير سورة الكافرون |
285 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
285 |
فضيلة السورة |
286 |
خصائص النزول |
282 |
شرح المفردات |
288 |
تفسير الآيات |
290 |
بحث تفسيريّ: العبوديّة |
9
5
الفهرس
297 |
الدرس التاسع عشر: تفسير سورة النصر |
299 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
299 |
فضيلة السورة |
300 |
خصائص النزول |
300 |
شرح المفردات |
301 |
تفسير الآيات |
302 |
بحث تفسيريّ: التوبة والاستغفار |
309 |
الدرس العشرون: تفسير سورة الإخلاص |
311 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
312 |
فضيلة السورة |
313 |
خصائص النزول |
314 |
شرح المفردات |
315 |
تفسير الآيات |
321 |
بحث تفسيريّ: التوحيد |
329 |
الدرس الحادي والعشرون: تفسير سورة الفلق |
331 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
331 |
فضيلة السورة |
332 |
خصائص النزول |
333 |
شرح المفردات |
334 |
تفسير الآيات |
336 |
بحث تفسيريّ: الخير والشرّ |
341 |
الدرس الثاني والعشرون: تفسير سورة الناس |
343 |
تعريف بالسورة ومحاورها |
343 |
فضيلة السورة |
344 |
خصائص النزول |
344 |
شرح المفردات |
344 |
تفسير الآيات |
348 |
بحث تفسيريّ: الألوهيّة |
353 |
مصادر الكتاب ومراجعه |
10
6
المقدمة
المقدمة
7
المقدمة
وقد حدّد الإمام الخميني قدس سره طريق الاستفادة من القرآن الكريم، حيث قال: لا بدّ لك أن تلفت النظر إلى مطلب مهمّ يُكشَفُ لكَ بالتوجّه إليه طريقُ الاستفادة من الكتاب الشريف، وتنفتح على قلبك أبواب المعارف والحكم, وهو: أن يكون نظرك إلى الكتاب الشريف الإلهيّ نظر التعليم، وتراه كتاب التعليم والإفادة، وترى نفسك موظّفة على التعلّم والاستفادة، وليس مقصودنا من التعليم والتعلّم والإفادة والاستفادة: أن تتعلّم منه الجهات الأدبيّة والنحو والصرف، أو تأخذ منه الفصاحة والبلاغة والنكات البيانيّة والبديعيّة، أو تنظر في قصصه وحكاياته بالنظر التاريخي والاطّلاع على الأمم السالفة، فإنّه ليس شيء من هذه داخلاً في مقاصد القرآن, وهو بعيد عن المنظور الأصلي للكتاب الإلهي بمراحل. وليس مقصودنا من هذا البيان الانتقاد للتفاسير, فإنّ كلّ واحد من المفسِّرين تحمّل المشاق الكثيرة والأتعاب التي لا نهاية لها حتى صنَّف كتاباً شريفاً، فللّه درّهم، وعلى الله أجرهم، بل مقصودنا هو: أنّه لا بدّ وأن يُفتَح للناس طريق الاستفادة من هذا الكتاب الشريف, الذي هو الكتاب الوحيد في السلوك إلى الله، والكتاب الأحدي في تهذيب النفوس والآداب والسنن الإلهيّة، وأعظم وسيلة للربط بين الخالق والمخلوق، والعروة الوثقى، والحبل المتين للتمسّك بعزّ الربوبية. فعلى العلماء والمفسِّرين أن يكتبوا التفاسير، وليكن مقصودهم: بيان التعاليم والمقرّرات العرفانيّة والأخلاقيّة، وبيان كيفيّة ربط المخلوق بالخالق، وبيان الهجرة من دار الغرور إلى دار السرور والخلود, على نحو ما أُودِعَت في هذا الكتاب الشريف، فصاحب هذا الكتاب ليس هو السكّاكي, فيكون مقصده جهات البلاغة والفصاحة، وليس هو سيبويه والخليل, حتى يكون منظوره جهات النحو والصرف، وليس المسعودي وابن خلّكان, حتى يبحث حول تاريخ العالم... هذا الكتاب ليس كعصى موسى عليه السلام ويده البيضاء، أو نفس عيسى عليه السلام الذي يُحيي الموتى, فيكون للإعجاز فقط، وللدّلالة على صدق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، بل هذه الصحيفة الإلهيّة كتاب إحياء القلوب بالحياة الأبديّة العلميّة والمعارف الإلهية. هذا كتاب الله يدعو إلى الشؤون الإلهيّة، فالمفسِّر، لا بدّ وأن يعلم الشؤون الإلهيّة، ويُرجِع الناس إلى تفسيره, لتعلُّم الشؤون الإلهيّة, حتى تتحصّل الاستفادة منه: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾1. فأيّ خسران أعظم من أن نقرأ الكتاب
8
المقدمة
الإلهي منذ ثلاثين أو أربعين سنة، ونراجع التفاسير، ونحرم مقاصده: ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾1"2.
9
المقدمة
• رابعاً: خصائص النزول: وفيه بيان لما احتفّ بنزول السورة من قرائن تتعلّق ببيئة نزولها, من سبب نزولها، أو شأن نزولها، أو مكان نزولها، أو زمان نزولها، أو ثقافة عصر نزولها.
10
المقدمة
• تقسيم الكتاب إلى اثنين وعشرين درساً.
11
المقدمة
9- السياق: هو الإطار العام الذي يكتنف مجموعة من الكلمات والعبارات والجُمَل، بحيث يُشكّل قرينة في تحديد معاني الألفاظ ووجهة العبارات.
12
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
13
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
تعريف بالسورة ومحاورها
14
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
• ما رواه أبو بصير، عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: "من قرأ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ في فريضة أو نافلة، قيل له يوم القيامة: ادخل من أيّ أبواب الجنّة شئت"1.
15
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
وواقع الحال أنّ الوجه الأوّل هو الأوفق من بين الأقوال المطروحة، لما تقدّم ذِكره من مؤيّدات، أضف إلى ذلك:
16
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
أحدهما: بالحكم منه، أن يكون كذا أو لا يكون كذا، إمّا على سبيل الوجوب، وإمّا على سبيل الإمكان. وعلى ذلك قوله: ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾1. والثاني: بإعطاء الْقُدْرَةِ عليه... وقوله: ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾2، أي: أعطى كلّ شيء ما فيه مصلحته، وهداه لما فيه خلاصه، إمّا بالتّسخير، وإمّا بالتّعليم، كما قال: ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾3"4. والثاني يرجع إلى الأوّل. فتدبَّر.
17
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الْيَوْمَ﴾1، وقال: ﴿يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى﴾2، ﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾3، ﴿وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾4، ﴿وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾5"6.
18
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
• تنزيه أسمائه تعالى عمّا لا يليق به تعالى، بأن لا يؤوَّل ما ورد منها من غير مقتضٍ، ولا يبقى على ظاهره إذا كان ما وُضِعَ له لا يصحّ له تعالى، ولا يطلقه على غيره تعالى، إذا كان مختصّاً به تعالى، كاسم الجلالة، ولا يتلفّظ به في محلّ لا يُناسبه، كبيت الخلاء، وعلى هذا القياس.
19
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
فإنّ المعنى سبّح اسم ربّك الذي اتّخذته ربّاً وأنت تدعو إلى أنّه الربّ الإله، فلا يقعنّ في كلامك مع ذكر اسمه بالربوبيّة ذِكر من غيره، بحيث ينافي وصف الربوبيّة المقصور في الله تعالى، على ما عرَّف نفسه لك، وينافي وصف العبوديّة المقصور في العبد المستلزم لتسبيح الربّ وتنزيهه عن الشريك وكلّ نقص واحتياج1.
20
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (3): ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾:
21
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (5): ﴿فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى﴾:
22
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
يشاء ذلك، فهو نظير الاستثناء الذي في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾1. وليس المراد بالاستثناء، إخراج بعض أفراد النسيان من عموم النفي، والمعنى: سنُقرئك فلا تنسى شيئاً، إلا ما شاء الله أن تنساه، وذلك أنّ كلّ إنسان على هذه الحال يحفظ أشياء وينسى أشياء، فلا معنى لاختصاصه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، بلحن الامتنان، مع كونه مشتركاً بينه وبين غيره، فالوجه ما تقدّم. والآية بسياقها لا تخلو من تأييد لما قيل: إنّه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، يُقرؤه مخافة أن ينساه، فكان لا يفرغ جبريل من آخر الوحي، حتّى يتكلّم هو بأوّله، فلمّا نزلت هذه الآية لم ينسَ بعده شيئاً. ويقرب من الاعتبار أن تكون هذه الآية: ﴿سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى﴾، نازلة أولاً، ثمّ قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾2، ثمّ قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾3.
23
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (8): ﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى﴾:
24
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
ويُضعِف هذا القول: أنّ كون الذكرى نافعة مفيدة دائماً، حتّى في من يُعاند الحقّ بعد أن تمّت عليه الحجّة، ممنوع! كيف؟ وقد قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾1.
25
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
تجنّبه وتولّيه عن الحقّ، كما قال تعالى: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴾. والتذكرة بعد التذكرة له لا تنفع شيئاً، ولذا أمر بالإعراض عن ذلك، قال تعالى: ﴿فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾1.
26
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
ثمّ للتراخي، بحسب رتبة الكلام. والمراد من نفي الموت والحياة عنه معاً، نفي النجاة نفياً مؤبّداً، فإنّ النجاة، بمعنى انقطاع العذاب بأحد أمرين: إمّا بالموت حتّى ينقطع عنه العذاب، بانقطاع وجوده، وإمّا بتبدّل صفة الحياة من الشقاء إلى السعادة ومن العذاب إلى الراحة، فالمراد بالحياة في الآية: الحياة الطيّبة التي قال عنها الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾1. وقيل: أي لا يجد روح الحياة2.
27
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (15): ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾:
28
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الآية (18): ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى﴾:
29
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
• ما رواه أبو بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "عندنا الصحف التي قال الله: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾"، قلت: الصحف، هي الألواح؟ قال: "نعم"1.
30
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
بحث تفسيريّ: التسبيح1
31
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
فالتسبيح، تنزيه قوليّ كلاميّ، يكشف عمّا في الضمير بنوع من الإشارة إليه، والدلالة عليه، غير أنّ الانسان لمّا لم يجد إلى إرادة كلّ ما يريد، الإشارة إليه من طريق التكوين، طريقاً، التجأ إلى استعمال الألفاظ، وهي الأصوات الموضوعة للمعاني، ودلّ بها على ما في ضميره، وجرت على ذلك سنّة التفهيم والتفاهم، وربّما استعان على بعض مقاصده بالإشارة بيده، أو رأسه، أو غيرهما، وربّما استعان على ذلك بكتابة، أو نصب علامة.
32
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الأشياء شيئاً من الحاجة والنقص، عائداً إلى نفسه، كذلك عندها من جميل صنعه ونعمته تعالى شيء راجع إليه تعالى، موهوب من لدنه، وكما أنّ إظهار هذه الأشياء لنفسها في الوجود إظهار لحاجتها ونقصها وكشف عن تنزّه ربّها عن الحاجة والنقص، وهو تسبيحها بالتنزيه، كذلك إبرازها لنفسها إبراز لما عندها من جميل فعل ربّها الذي وراءه جميل صفاته تعالى، فهو تسبيحها بالتحميد، فليس الحمد إلا الثناء على الجميل الاختياري، وليس غير الله تعالى واجداً بالذات للجميل الاختياريّ، وكلّ ما دونه ينتسب إليه تعالى في اكتساب الجمال الاختياري المستوجب للحمد والثناء، فكلّ الأشياء - إذن - تُسبّح بحمد ربّها، كما تُسبّحه بالتنزيه.
38
33
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
الأفكار الرئيسة
34
الدرس الأول: تفسير سورة الأعلى
فكّر وأجب
35
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
36
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
تعريف بالسورة ومحاورها
37
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
فأعطوه إيّاها من غير منٍّ منّي، ولكنْ رحمة وفضلاً منّي عليه، فهنيئاً هنيئاً لعبدي"1.
38
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
• دَمْدَمَ: "الدال والميم أصل واحد، يدلّ على غشيان الشيء من ناحية أن يطلى به... فأمّا الدمدمة فالإهلاك"1. و"قوله تعالى: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم﴾2، أي أطبق عليهم العذاب. وقيل: دمدم، غضب، وقيل: أرجف بهم الأرض، يعني حرّكها فسوّاها بهم. ويقال: دمدم الله عليهم، أهلكهم بذنبهم، لأنّهم رضوا جميعاً به، وحثّوا عليه، وكانوا قد اقترحوا تلك الآية، واستحقوا بما ارتكبوه من العصيان والطغيان، عذاب الاستئصال"3.
39
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
حال كونه تالياً للشمس، والمراد بتلوّه لها، إنْ كان كسبه النور منها، فالحال حال دائمة، وإنْ كان طلوعه بعد غروبها، فالإقسام به من حال كونه هلالاً إلى حال تبدّره، وقد ذَكَر المفسِّرون وجوه كثيرة ضعيفة في تلوّ القمر للشمس بلحاظ طلوعه بعدها، تفتقد إلى الدليل1.
40
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الآية (5): ﴿وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا﴾:
41
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الفجور، والتحرّز عن المنافي. والإلهام، الإلقاء في الروْع، وهو إفاضته تعالى الصور العمليّة، من تصوّر أو تصديق على النفس. وتعليق الإلهام على عنواني فجور النفس وتقواها، للدلالة على أنّ المراد تعريفه تعالى للإنسان صفة فعله، من تقوى، أو فجور، وراء تعريفه متن الفعل بعنوانه الأوّلي المشترك بين التقوى والفجور، كأكل المال - مثلاً - المشترك بين أكل مال اليتيم، الذي هو فجور، وبين أكل مال نفسه، الذي هو من التقوى، والمباشرة المشتركة بين الزنا، وهو فجور، والنكاح، وهو من التقوى.
42
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الآية (9): ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾:
43
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
والآية وما يتلوها إلى آخر السورة، استشهاد وتقرير لما تقدّم من قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾.
44
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾1.2
45
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
بحث تفسيريّ: النفس1
46
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
والحيوان عرفاً نفس، ولا للمبدأ المدبِّر لجسمه نفس. نعم ربّما سُمِّي الدم نفساً، لأنّ الحياة تتوقّف عليه، ومنه النفس السائلة. وكذا لا يُطلق النفس في اللغة بأحد الإطلاقين الثاني والثالث على المَلَك والجنّ، وإنْ كان معتقدهم أنّ لهما حياة، ولم يردْ استعمال النفس فيهما في القرآن أيضاً، وإنْ نطقت الآيات، بأنّ للجنّ تكليفاً، كالإنسان، وموتاً وحشراً، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾1، ﴿فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ﴾2، ﴿وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ﴾3.
47
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾1، أي إنّ النفس بطبعها تدعو إلى مشتهياتها من السيّئات على كثرتها ووفورها، فمن الجهل أن تبرّء من الميل إلى السوء، وإنّما تكفّ عن أمرها بالسوء ودعوتها إلى الشرّ، برحمة من الله سبحانه، تصرفها عن السوء، وتوفّقها لصالح العمل. وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ﴾، يفيد فائدتين: إحداهما: تقييد إطلاق قوله تعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾، فيفيد أنّ اقتراف الحسنات، الذي هو برحمة من الله سبحانه، من أمر النفس، وليس يقع عن إلجاء وإجبار من جانبه تعالى. وثانيتهما: الإشارة إلى أنّ تجنّبه الخيانة كان برحمة من ربّه.
48
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
الأفكار الرئيسة
49
الدرس الثاني: تفسير سورة الشمس
فكّر وأجب
50
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
51
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
تعريف بالسورة ومحاورها
52
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلّت الأرض منه، ويقول الربّ تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي، وأجزتها له، انطلقوا به إلى جناني، حتى يتخيّر منها حيث أحبّ، فأعطوه إيّاها من غير من منّي، ولكنْ رحمة وفضلاً منّي عليه، فهنيئاً هنيئاً لعبدي"1.
53
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
نخلة. فقال الرجل: جئت بعظيم. تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة؟! ثمّ سكت عنه. فقال له: أنا أُعطيك أربعين نخلة. فقال له: أَشْهِد إنْ كنت صادقاً. فمرّ إلى أناس فدعاهم، فَأشَهَد له بأربعين نخلة، ثمّ ذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله! إنّ النخلة قد صارت في ملكي، فهي لك. فذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى صاحب الدار، فقال له: "النخلة لك ولعيالك". فأنزل الله تعالى ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ السورة. وعن عطاء قال اسم الرجل، أبو الدحداح1.
54
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
• تَلَظَّى: "اللام والظاء أصل صحيح، يدلّ على ملازمة"1. و"اللَّظَى: اللَّهب الخالص، وقد لَظِيَتِ النارُ وتَلَظَّتْ. قال تعالى: ﴿نَارًا تَلَظَّى﴾2، أي: تَتَلَظَّى. ولَظَى غير مصروفة: اسم لجهنم. قال تعالى: ﴿إِنَّهَا لَظَى﴾3"4.
55
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية: ظهور النهار وبيانه بعد ما غطّته ظلمة الليل1.
56
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية (5): ﴿فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى﴾:
57
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية (9): ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾:
58
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾1، وقال تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾2، ولا ينافي ذلك قيام غيره تعالى بأمر هذا المعنى من الهدى بإذنه، كالأنبياء عليهم السلام، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾3، وقال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾4. هذا في الهداية، بمعنى إراءة الطريق.
59
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
وأمّا التيسير للعسرى، فهو ممّا يتوقّف عليه التيسير لليسرى، ﴿لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ﴾1. وقد قال سبحانه في القرآن الذي هو هدى للعالمين: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾2. ويمكن أن يكون المُراد به، مطلق الهداية، أعمّ من الهداية التكوينيّة الحقيقيّة والتشريعيّة الاعتبارية - على ما هو ظاهر إطلاق اللفظ - فله تعالى الهداية الحقيقيّة، كما قال: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾3، والهداية الاعتبارية، كما قال: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾4،.
60
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
تلهّبها وتوهّجها. والمراد بالنار التي تتلظّى، جهنم، كما قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى﴾1.2
61
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الآية (17): ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى﴾:
62
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
بذلك ما قيل: إنّ بناء "تُجزى"، للمفعول، لأنّ القصد ليس لفاعل معيّن1.
63
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. وهذه وأمثالها معارف حقّة إذا تناولها الإنسان وأتقنها مثَّلت له حقيقة حياته، وأنّها حياة مؤبّدة، ذات سعادة دائمة، أو شقاوة لازمة، وليست بتلك المتهوّسة المنقطعة اللاهية اللاغية، وهذا موقف علمي يهدي الإنسان إلى تكاليف ووظائف بالنسبة إلى ربّه، وبالنسبة إلى أبناء نوعه في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وهي التي نُسمّيها بالدين، فإنّ السنّة التي يلتزمها الإنسان في حياته، ولا يخلو عنها حتى البدويّ والهمجيّ، إنّما يضعها ويلتزمها أو يأخذها ويلتزمها لنفسه، من حيث إنّه يُقدِّر لنفسه نوعاً من الحياة، أيّ نوع كان، ثمّ يعمل بما استحسنه من السنّة لإسعاد تلك الحياة، وهذا من الوضوح بمكان. فالحياة التي يُقدّرها الإنسان لنفسه تُمثّل له الحوائج المناسبة لها، فيهتدى بها إلى الأعمال التي تضمن - عادة - رفع تلك الحوائج، فيطبّق الإنسان عمله عليها، وهو السنّة أو الدين.
64
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الأخلاق ورذائلها، وتحليتها بالفضائل الروحيّة، لكنّه ينادي لذلك من مكان بعيد، وهو ظاهر.
65
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
ومن هنا، فإذا اشتغل الإنسان بآية نفسه، وخلا بها عن غيرها، انقطع إلى ربّه من كلّ شيء، وعقب ذلك معرفه ربّه معرفة بلا توسيط وسط، وعلماً بلا تسبيب سبب، إذ الانقطاع يرفع كلّ حجاب مضروب، وعند ذلك يذهل الإنسان بمشاهدة ساحة العظمة والكبرياء عن نفسه، وينكشف له عند ذلك من حقيقة نفسه أنّها الفقيرة إلى الله سبحانه، المملوكة له ملكاً لا تستقلّ بشيء دونه، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾1.
66
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
الأفكار الرئيسة
67
الدرس الثالث: تفسير سورة الليل
فكّر وأجب
68
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
69
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
تعريف بالسورة ومحاورها
70
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
خصائص النزول
71
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
شرح المفردات
72
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
حقّه"1. و"قوله تعالى: ﴿أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾2، أي أبطلها. وقوله: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾3، أي لا تعرف شريعة، فهدى، مثل قوله: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾4"5.
73
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
• سكون الليل، وهو غشيان ظلمته.
74
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
كساء من ثلّة الإبل، وهي تطحن بيدها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لمّا أبصرها، فقال: يا بنتاه! تعجّلي مرارة الدنيا، بحلاوة الآخرة، فقد أنزل الله عليّ: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾"1.
75
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾1، ومن هذا الباب قول موسى عليه السلام على ما حكى الله عنه: ﴿فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾2، أي لم أهتدِ بهدى الرسالة بعد3.
76
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
• إغناء الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقناعة.
77
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
• القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخصّه به.
78
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
بحث تفسيريّ: الربوبيّة1
79
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
المِلْك، أنّها في وجودها قائمة بوجودنا، غير مستقلّة دوننا، بل مستقلّة باستقلالنا، ولنا أن نتصرّف فيها كيف شئنا، وهذا هو المِلْك الحقيقي.
80
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
ب- الربوبية التشريعيّة: إنّ الإيمان بالتوحيد في الربوبية التشريعية، مرحلة متعالية للتوحيد، فلا يصل التوحيد إلى نصابه اللازم من دونها. وهذا القسم من الربوبية مرتبط بالأفعال الاختيارية والإرادة الحرّة للإنسان. وتمايز الإنسان عن باقي الموجودات يكمن في الإرادة الحرّة التي أعطاها الله للبشر. فالإنسان ينتخب ويسعى لرشده وكماله بالإرادة والاختيار الحرّ الذي يمتلكه. ولا يمكن أن يتحقّق هذا الكمال تحت الضغط والاختيار الإجباري، لأنّه بناءً على هذا الفرض، فإنّ الربيوبيّة الإلهيّة، بالنسبة إلى الأفعال والسلوك الإرادي والحر للإنسان - الذي تمتّع بالنعمة الإلهية بالإرادة الحرّة، وحقّ الاختيار في مجال الفكر والإيمان الداخلي، وفي مجال السلوك، والعمل الخارجي، ووهِبَ الأدوات والأسباب اللازمة لإعمال هذه الإرادة الحرّة - تقتضي أن لا يترك الإنسان وشأنه، بل إنّ الله تعالى قد أرشده إلى طريق السعادة المستقيم، وأظهر له سبيل السعادة والشقاء، والحسن والقبح، وهداه إلى برنامج الحياة الفردي والاجتماعي للوصول إلى الكمال والرشد، وليهتدي إلى الصراط المستقيم بإرادته ويؤمن به: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾1. وعلى أساس التوحيد في الربوبية التشريعية، يجب على الإنسان فقط أن يطيع الله ومن أمره تعالى بإطاعته، وأن يلتزم بقوانينه وأوامره حصراً، ويؤمن بأنّ حقّ وضع الأوامر والتشريعات له تعالى فقط. فالإيمان بالربوبية التشريعية الإلهيّة من المراحل الصعبة للفكر التوحيدي، حيث يواجه الإنسان امتحاناً وبلاء شديداً في سبيل قبولها، لأنّه يجب عليه، بإرادته الحرّة، أن يؤمن بالأوامر الإلهية ويتّبعها، وأن لا ينصاع لأمانيه وميوله النفسية، ويقطع الصراط المستقيم الإلهي، فهذا أمر عظيم ومهمّ في مسير الرشد والسعادة الإنسانية. والشاهد على هذه الحقيقة، التأمّل في انحراف إبليس، على طبق تعاليم القرآن، فالقرآن الكريم يعدّ إبليس من الكفّار وفي عداد غير الموحِّدين: ﴿وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ﴾2. فما هو منشأ كفر إبليس وبداية انحرافه عن التوحيد؟ فعلى أساس المدارك والمعارف الدينية، كان لإبليس إيمان بالذات الإلهية، ولم يكن يُنكر ذلك،
81
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
وعبَدَ الله تعالى ستّة آلاف عام. وعلى طبق الروايات لا يعرف هل كانت من السنوات الدنيوية أم الأخروية، حيث كلّ يوم منها كألف سنة من سني الدنيا. فإبليس يؤمن بالمبدأ والمعاد، ولذا طلب من الله تعالى الإمهال ليوم القيامة: ﴿قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾1. ولم يكن نقص إبليس في أيّ من التوحيد الذاتي والصفاتي، أو التوحيد في الخالقية والربوبية التكوينية. وما يعدّ نقصاً لإبليس حتى أخرجه من زمرة الموحِّدين هو عدم إيمانه بالربوبيّة التشريعية. فهو لم يكن مطيعاً للأمر الإلهي، لأنّ الحكم والقانون الإلهي لم يكن موافقاً لميوله النفسية ومشتهياته الباطنية، وبذلك وقع في الكفر. وهذه حقيقة قرآنية مبيّنة للطريق الحسّاس وذي التعرّجات للتوحيد الربوبيّ التشريعيّ، الذي يُعدّ حدّ النصاب للتوحيد.
82
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
الأفكار الرئيسة
83
الدرس الرابع: تفسير سورة الضحى
فكّر وأجب
84
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
85
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
تعريف بالسورة ومحاورها
86
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
بيّنت سورة الضحى قسماً منها، وجاءت هذه السورة لتكمل القسم الآخر.
87
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
فأُعفِيت بما خُصِّصت به، عن تعاطي ما كان عليه قومك"1.
88
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الظاهر في الانطباق على حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أوائل دعوته، وأواسطها، وأواخرها، ثمّ تكرار التعليل: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾، ثمّ تفريع آيتي آخر السورة، كلّ ذلك يشهد على كون المراد بشرح صدره صلى الله عليه وآله وسلم، بسطه، بحيث يسع ما يُلقَى إليه من الوحي، ويؤمر بتبليغه، وما يُصيبه من المكاره والأذى في جنب الله، أي جعل نفسه المقدّسة صلى الله عليه وآله وسلم مستعدّة استعداداً تامّاً لقَبول ما يُفَاض عليها من الله تعالى1.
89
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
• ما كان يراه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من تعدّيهم ومبالغتهم في إيذائه.
90
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
واللام في "العسر"، للجنس وليس للاستغراق، ولعلّ السنّة، هي سنّة تحوّل الحوادث، وتقلّب الأحوال، وعدم دوامها1.
91
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الروايات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام1.
92
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
2- مراتب التوحيد الأفعاليّ:
93
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
من تحقّق الممكن مع وجود مؤقّت، ذي أمد، أو علم، أو قدرة، متعلّقين ببعض الأشياء دون بعض. نعم فرض الاستقلال يُبطِلَ الحاجة الإمكانيّة، ولا فرق فيه بين الكثير والقليل.
94
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
الأفكار الرئيسة
95
الدرس الخامس: تفسير سورة الانشراح
فكّر وأجب
96
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الدرس السادس: تفسير سورة التين
97
الدرس السادس: تفسير سورة التين
تعريف بالسورة ومحاورها
98
الدرس السادس: تفسير سورة التين
تعالى: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾، حيث ورد في الروايات أنّ المراد بالبلد الأمين، هو مكّة. أضف إلى ذلك تضمين القسم في الآية اسم الإشارة للقريب "هذا". ويُضعّف ذلك: احتمال نزولها بعد الهجرة وهو صلى الله عليه وآله وسلم بمكّة، ولا سيما أنّ ضابط المكّي والمدني تدور مدار الهجرة النبويّة المباركة، وليس مدار الضابطة الزمانية، أو المكانية، أو الخطابيّة1.
99
الدرس السادس: تفسير سورة التين
تفسير الآيات
100
الدرس السادس: تفسير سورة التين
• المبارك الحسن، أي جبل الخير الكثير.
101
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الآية (4): ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾:
102
الدرس السادس: تفسير سورة التين
• ردّه إلى جهنّم أو إلى نكس الخلق.
103
الدرس السادس: تفسير سورة التين
والمحصّل: أنّه إذا كان الناس خُلِقُوا في أحسن تقويم، ثمّ اختلفوا، فطائفة خرجت عن تقويمها الأحسن ورُدَّت إلى أسفل سافلين، وطائفة بقيت في تقويمها الأحسن، وعلى فطرتها الأولى، والله المدبّر لأمرهم، أحكم الحاكمين، ومن الواجب في الحكمة أن تختلف الطائفتان، جزاءً، فهناك يوم تُجزى فيه كلّ طائفة بما عملت، ولا مسوِّغ للتكذيب به.
104
الدرس السادس: تفسير سورة التين
2- تركّب الإنسان من روح وبدن:
105
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾1. وقد اختار تعالى لهذا النوع سنخ وجود يقبل الارتباط بكلّ شيء، ويستطيع الانتفاع من كلّ أمر، أعمّ من الاتّصال أو التوسّل به إلى غيره، بجعله آلة وأداة للاستفادة من غيره، كما نشاهده من عجيب احتيالاته الصناعيّة، وسلوكه في مسالكه الفكريّة، قال تعالى: ﴿خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً﴾2، وقال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ﴾3، إلى غير ذلك من الآيات الناطقة بكون الأشياء مسخَّرة للإنسان.
106
الدرس السادس: تفسير سورة التين
الأفكار الرئيسة
107
الدرس السادس: تفسير سورة التين
فكّر وأجب
108
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
109
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
تعريف بالسورة ومحاورها
110
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
شهيداً، وأحياه كمن ضرب بسيفه في سبيل الله، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"1.
111
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
وأمثال هذه الافتراءات يبطلها القرآن الكريم1 والروايات2 والسيرة القطعيّة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تكشف عن رجاحة عقله، وعظيم صبره، وسعة صدره، وبالغ يقينه، ومنتهى ثقته بالله تعالى، وبأنّه نبيّ من أنبياء الله تعالى.
112
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
• لَنَسْفَعاً: "السين والفاء والعين أصلان، أحدهما: لون من الألوان، والآخر: تناول شيء باليد، فالأوّل السفعة، وهي السواد... وأمّا الأصل الآخر، فقولهم سفعت الفرس إذا أخذت بمقدّم رأسه وهي ناصيته. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾1"2.
113
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
أنّ مبدأ قدرتك على الأشياء كلّها - ومنها: القراءة - هو الله تعالى، ويكون المعنى على الاستعانة: أنّ قدرتك على القراءة، مع أنّك رجل أمّي، تتحقّق بالاستعانة باسم ربّك. والمعنى الأوّل يناسب مقام الإخلاص في التوحيد الأفعالي، وأنّه لا مؤثّر في الوجود إلا الله.
114
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
ففي الآية إشارة إلى التدبير الإلهيّ الوارد على الإنسان، من حين كان علقة، إلى حين يصير إنساناً تامّاً كاملاً، له من أعاجيب الصفات والأفعال ما تتحيّر فيه العقول، فلم يتمّ الإنسان إنساناً، ولم يكمل، إلا بتدبير متعاقب منه تعالى، وهو بعينه خَلْق بعد خَلْق، فهو تعالى ربّ مدبّر لأمر الإنسان بعين أنّه خالق له، فليس للإنسان إلا أن يتّخذه وحده ربّاً، ففي الكلام احتجاج على توحيد الربوبيّة1.
115
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الذي يوحيه إليك، ولا تخف، والحال أنّ ربّك الأكرم الذي علّم الإنسان القراءة، بواسطة القلم الذي يخطّ به، فهو قادر على أن يُعلّمك قراءة كتابه، وأنت أمّيّ، وقد أمرك بالقراءة، ولو لم يُقْدِرَك عليها لم يأمرك بها1.
116
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الاعتدال، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾1،2.
117
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الربوبيّة لك، فيجزيه الربّ تعالى جزاء من أساء الأدب بجنابك.
118
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الآية (11): ﴿أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى﴾:
119
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
المراد بالعلم خصوص العلم الحاصل عن طريق الاستلزام، فإنّ لازم الاعتقاد بأنّ الله خالق كلّ شيء، هو الاعتقاد بأنّ له علماً بكلّ شيء، وإنْ غَفِلَ عنه. وقد كان الناهي وثنياً مشركاً. وأتباع الوثنيّة يعترفون بأنّ الله هو خالق كلّ شيء، وينزّهونه عن صفات النقص، فيرون أنّه تعالى لا يجهل شيئاً، ولا يعجز عن شيء، وهكذا.
120
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الآية (17): ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَه﴾1:
121
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
بحث تفسيريّ: الخَلْق والأمر1
122
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
123
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
يجعل ظهور هذه الأشياء بسببيّة أمره أو بمصاحبة أمره.
124
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
الأفكار الرئيسة
125
الدرس السابع: تفسير سورة العَلَقْ
فكّر وأجب
126
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
127
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
تعريف بالسورة ومحاورها
128
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
129
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
تفسير الآيات
130
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
وليس في كلامه تعالى ما يُحدّد خصوص هذه الليلة، غير ما في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾1، فإنّ الآية، بانضمامها إلى آية سورة القدر، تدلّ على أنّ هذه الليلة من ليالي شهر رمضان2. وأمّا تعيينها أزيد من ذلك، فمستفاد من الأخبار، ومنها:
131
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾1، فليس فرق الأمر الحكيم، إلا إحكام الحادثة الواقعة، بخصوصيّاتها، بالتقدير. وهذا ما يُفيده ظهور الآيات المتقدّمة في أنّ المراد بالقدر خصوص التقدير، لا الضيق، ولا المنزلة.
132
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
الآية (2): ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾:
133
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
تنزّل، أصله تتنزّل، فحذفت إحداهما للتخفيف، وهي من باب التفعّل. وباب التفعّل، للدلالة على التدريج. فعلى هذا معنى تنزّل الملائكة هو: النزول فوجاً بعد فوج. وما يستفاد من موارد استعماله أنّه للاستمرار، وأمّا التدريج فإنّه ربّما يلازم الاستمرار. فعلى هذا تفيد ﴿تَنَزَّلُ﴾ معنى الاستمرار، وأنّ نزول الملائكة مستمرّ في كلّ سنة، كما أنّ ليلة القدر في كلّ سنة.
134
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
ليلة القدر بإذن ربّهم، مبتدء تنزّلهم صادراً من كلّ أمر إلهيّ.
135
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
كونه بحيث لا يتفصّل فيه جزء من جزء ولا يتميّز بعض من بعض، لرجوعه إلى معنى واحد لا أجزاء ولا فصول فيه، والآية ناطقة بأنّ هذا التفصيل المشاهد في القرآن إنّما طرء عليه بعد كونه محكماً غير مفصّل.
136
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
كتاب مكنون عن الأغيار، وهو الذي عُبِّر عنه في آيات الزخرف بـ "أمّ الكتاب"، وفي سورة البروج بـ "اللوح المحفوظ"، حيث قال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾1،2 وهذا اللوح إنّما كان محفوظاً، لحفظه من ورود التغيّر عليه، ومن المعلوم أنّ القرآن المنزل تدريجياً لا يخلو عن ناسخ ومنسوخ، وعن التدريج الذي هو نحو من التبدّل، فالكتاب المبين الذي هو أصل القرآن وحكمه الخالي عن التفصيل أمر وراء هذا المنزل، وإنّما هذا بمنزله اللباس لذاك.
137
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
الأفكار الرئيسة
138
الدرس الثامن: تفسير سورة القدر
فكّر وأجب