ذلك الأجر من دون نقاش. وهذا حساب منطقيّ وواضح.
ما هو السبيل في أيّامنا هذه، لتقرأوا شعراً تكسبون به مثل أجر ومنزلة "دعبل" و"الفرزدق"؟ السبيل إلى ذلك هو مَلْءُ ذلك الفراغ الذي ملأه "دعبل" أو "الفرزدق" أو "الكميت"1، وباقي شعراء أهل البيت عليهم السلام في زمانهم، ودائماً كنت أذكّر المنشدين والشعراء الأعزّاء المتديّنين بهذه المسألة"2.
الإمام القائد: "إنّ الذي وضّحه "دعبل الخزاعيّ" في قصيدته "مدارس آيات"3، و"الكميت بن زيد الأسديّ" في قصائد "السبع الهاشميّات"، أو تلك الكلمات التي ذكرها السيّد الحميريّ4 (رضوان الله عليه) في أبياته الشعريّة، ليس أكثر ممّا ذكره غيرهم من الشيعة. أمّا لماذا كان كلامهم ذا قيمة أكبر
1- عن الكميت بن زيد قال لمّا أنشدت أبا جعفر عليه السلام مدائحهم قال لي: "يا كميت، طلبت بمدحك إيّانا لثواب دنيا أو لثواب آخرة؟، قال: قلت: لا والله، ما طلبت إلّا ثواب الآخرة، قال: أمّا لو قلت ثواب الدنيا قاسمتك مالي حتّى النعل والنعل...". ( المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 10، ص 396).
2- من كلام له في لقاء جمع من مدّاحي أهل البيت عليهم السلام بمناسبة ولادة السيّدة الزهراء عليها السلام 18/6/80 هـ. ش.
3- عن أبي السلط الهرويّ قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: أنشدت مولاي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، قصيدتي التي أوّلها:
مـدارس آيــــات خــــلت مـــن تـــــلاوة ومـــنـــزل وحـــــي مــقفر العرصـــات
فلمّا انتهينا إلى قولي:
خــروج إمـــام لا مــــــحالـــة خــــــارج يقـــوم علـــى اســــم الله والبركــــات
يميّـــــز فينــــــا كــــــلّ حقّ وبــــاطـــل ويجــزي علــى النعمـــاء والنقمــات
بكى الإمام الرضا عليه السلام بكاءً شديداً، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي: "يا خزاعيّ، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين". (المحدث النوري، مستدرك الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج 10، ص 394).
4- الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، ج 14، ص 594.
5- عن الكميت بن زيد قال لمّا أنشدت أبا جعفر عليه السلام مدائحهم قال لي: "يا كميت، طلبت بمدحك إيّانا لثواب دنيا أو لثواب آخرة؟، قال: قلت: لا والله، ما طلبت إلّا ثواب الآخرة، قال: أمّا لو قلت ثواب الدنيا قاسمتك مالي حتّى النعل والنعل...". ( المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 10، ص 396).
6- من كلام له في لقاء جمع من مدّاحي أهل البيت عليهم السلام بمناسبة ولادة السيّدة الزهراء عليها السلام 18/6/80 هـ. ش.
7- عن أبي السلط الهرويّ قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: أنشدت مولاي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، قصيدتي التي أوّلها:
مـدارس آيــــات خــــلت مـــن تـــــلاوة ومـــنـــزل وحـــــي مــقفر العرصـــات
فلمّا انتهينا إلى قولي:
خــروج إمـــام لا مــــــحالـــة خــــــارج يقـــوم علـــى اســــم الله والبركــــات
يميّـــــز فينــــــا كــــــلّ حقّ وبــــاطـــل ويجــزي علــى النعمـــاء والنقمــات
بكى الإمام الرضا عليه السلام بكاءً شديداً، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي: "يا خزاعيّ، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين". (المحدث النوري، مستدرك الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج 10، ص 394).
4- لمزيد من الإطلاع حول الحميريّ وقصيدته، لاحظ الرواية الآتية:
سهيل بن ذبيان، قال: دخلت على الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام في بعض الأيّام، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس، فقال لي: مرحبا يا بن ذبيان، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا، فقلت: لماذا يا بن رسول الله؟ فقال عليه السلام: لمنام رأيته البارحة وقد أزعجني وأرقني، فقلت: خيراً يكون إن شاء الله تعالى، فقال عليه السلام: يا بن ذبيان، رأيت كأنّي قد نصب لي سلّم فيه مائة مرقاة فصعدت إلى أعلاه، فقلت: يا مولاي أهنئك بطول العمر، وربما تعيش مائة سنة لكلّ سنة مرقاة، فقال لي عليه السلام: ما شاء الله كان ـ ثمّ قال ـ يا بن ذبيان، فلمّا صعدت إلى أعلى السلّم رأيت كأنّي دخلت في قبّة خضراء يرى ظاهرها من باطنها، ورأيت جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً فيها، وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النور من وجوههما، ورأيت امرأة بهيّة الخلقة، ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده، ورأيت رجلا واقفاً بين يديه، وهو يقرأ هذه القصيدة: لأمّ عمرو باللوى مربع..، فلمّا رآني النبيّ صلى الله عليه وآله، قال لي، مرحباً بك يا ولدي يا عليّ بن موسى الرضا، سلّم على أبيك عليّ عليه السلام، فسلّمت عليه، ثمّ قال لي: وسلّم على أبويك الحسن والحسين عليهما السلام، فسلّمت عليهما، ثمّ قال لي: وسلّم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيّد إسماعيل الحميريّ، فسلّمت عليه وجلست، فالتفت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى السيّد إسماعيل، وقال له: عد إلى ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:
لأم عــــمـــــرو بــــــاللـــــوى مـــــربــــع طــــامســـــــة أعـــــلامـــــه بــــلقـــــــع
فبكى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فلمّا بلغ إلى قوله: ووجهه كالشمس إذ تطلع، بكى النبيّ وفاطمة صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه، ولمّا بلغ إلى قوله:
قــالوا لــــــــــه لو شئــــــــت أعلمتنـــــا إلـــــى مــــــن الغايـــــــة والـــمفـــــــزع
رفع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يديه، وقال: إلهي أنت الشاهد عليّ وعليهم، إنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم، قال عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: فلمّا فرغ السيّد إسماعيل الحميريّ من إنشاد القصيدة، التفت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إليّ وقال: يا عليّ بن موسى، احفظ هذه القصيدة، ومر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم أنّ من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنّة على الله تعالى، قال الرضا عليه السلام: ولم يزل يكررها عليّ حتّى حفظتها منه". (المحدّث النوري، مستدرك الوسائل، ج 10، ص 392).
184