معين القرّاء في أطوار مجالس العزاء


الناشر: معهد سيد الشهداء "ع"

تاريخ الإصدار: 2016-07

النسخة: 0


الكاتب

معهد سيد الشهداء

هو مؤسسة ثقافية متخصصة تعنى بشؤون النهضة الحسينية ونشرها، وإعداد قدرات خطباء المنبر الحسيني وتنميتها، معتمدة على كفاءات علمائية وخبرات فنية وإدارية... المرتكزة على الأسس الصحيحة المستقاة من ينبوع الإسلام المحمدي الأصيل.


المقدمة

 المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
"إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً"
 
الإمام الصادق عليه السلام 
 
تلك الحرارة التي جعلت من الفاجعة مدرسة ومن الدماء كلمة تستنهض كل المظلومين والمضطهدين في العالم للخروج من ذل العبودية إلى كنف الحرية لقوله عليه السلام: "لا تكن عبد غيرك وقد خلقك اللَّه حراً" هذه الحرية التي كتبها الإمام الحسين عليه السلام من دم نحره الشريف على قرطاس أرض كربلاء ورسمها بأحرف من نور ليوضح للعالم أن من كان ينشد الحرية والعيش بسعادة. عليه أن يسلك الدرب الذي سلكته والطريق التي شققتها بتضحياتي.
 
ولما كان الباعث على استمرارية بث روح الثورة في نفوس الأحرار في العالم هو الدأب على ذكر هذه السيرة الخالدة والتضحيات العظيمة كان لأهل البيت عليهم السلام الدور البارز في إقامتها والتشجيع على استمراريتها بالتواصل مع الشعراء والأدباء والخطباء من أجل إبراز هذه الفاجعة الأليمة كما كان إمامنا الصادق عليه السلام يصنع مع الخارجين إلى منى في مواسم الحج هذا بالإضافة إلى الأجر العظيم والثواب الجزيل المترتب على ذكر هذا الخطب الجلل والمصاب الأليم. فقد روي 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
5

1

المقدمة

 عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "من قال فينا بيتاً من الشعر بنى اللَّه له بيتاً في الجنة". 


والحديث المروي عنه عليه السلام: "ما من أحد قال في جدي الحسين شعراً فبكى أو أبكى إلا أوجب اللَّه له الجنة وغفر له". فاستوحى علماؤنا العظام مدى أهمية هذه المجالس والمثابرة عليها فكان لهم الدور البارز في الاهتمام بإقامة هذه الشعائر والحث على استمراريتها باعتبارها ركناً أساسياً من أركان التوعية في المجتمع وأعطوها قسطاً وافراً من مؤلفاتهم وأولوها بحثاً وتحقيقاً حول أهداف هذه الثورة والدوافع التي أدت إليها والنتائج المترتبة عليها ونظموا في ذلك الدواوين وعقدوا المؤتمرات.

وكانت لهم العناية الكبرى في مد يد العون لخطباء هذا المنبر الحسيني الكربلائي العظيم عبر تأليف مجموعة وافية من الكتب التي تحوي العديد من المجالس المعدَّة ولم يهملوا في كتاباتهم أهمية اسالة الدمع وإثارة العواطف وفوائدهما في الدنيا والاخرة مستوحين ذلك من الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام: "من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".

والرواية النبوية عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا وصلى اللَّه على الباكين على الحسين رحمة وشفقة".

والرواية الواردة عن أمير المؤمنين عليه السلام: "وأن للموت غمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة أو يعتدل على قلوب أهل الدنيا والبكاء على الحسين ينجي منه إلى اللّه تعالى". 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
6

2

المقدمة

 وهي الطريق والوسيلة لتغيير واقع الزمة نحو المستقبل الأوحد كما حصل في إيران الإسلام التي عبَّر مفجر ثورتها المباركة عن سرِّ نجاحها "إن كل ما عندنا هو من مجالس عاشوراء".


لذا كانت قراءة التعزية من أفضل الشعائر الحسينية ومن أعظم القربات لأجل ذلك كانت خطوة معهد سيد الشهداء عليه السلام للتبليغ والمنبر الحسيني بإعداد هذا المتن التدريسي في الأطوار لإعداد الخطباء الحسينين باسم "معين القراء في أطوار مجالس العزاء" وهو يطرق باباً من أبواب الخدمة لخطباء هذا المنبر الحسيني وهو يعتني بكيفية تمكين الخطيب من محاكاة المجتمع بهذه القصائد والروايات، وما هي الطريقة التي ينبغي على الخطيب اتباعها في استنزاف هذه الدمعة وسيلانها وإثارة عواطف الناس وتفاعلها مع هذه المصيبة حتى يكون ممن أوجب اللَّه له الجنة وغفر له، فكان لا بد من القاء الضوء على العديد من الطرق التي تمكن الخطيب من امتلاك قدرة تقديم هذه المجالس بطريقة مشجية حزينة وهو يحوي على ثلاثة وعشرين طوراً من أطوار مجالس العزاء التي استعملها كبار خطباء المنبر الحسيني، وقد قسِّمت هذه الأطوار على قسمين قسم يختص بالشعر القريض وهو الشعر الذي له تقسيمات عروضية بحسب أوزان بحور الشعر.

وقسم اخر يتناول أطوار اللغة الدارجة أو الشعر الشعبي سائلين المولى أن يوفقنا لخدمة هذا المنبر الحسيني العظيم.

معهد سيد الشهداء عليه السلام
 للتبليغ والمنبر الحسيني
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
7

3

القسم الأول: الشعر القريض

 من توجيهات الإمام الخميني قدس سره


- يجب التذكير بالمصائب والمظالم التي يرتكبها الظالمون في كل عصر ومصر وإيرادها في القصائد والأشعار التي ينظمها الشعراء في مدح ورثاء أئمة الحق عليهم السلام بشكل حماسي.

- ليهتم خطباء المنابر (أيدهم اللّه) وليسعوا في دفع الناس إلى القضايا الإسلامية وإعطائهم التوجيهات اللازمة في الشؤون السياسية الإسلامية والإجتماعية الإسلامية، وليتمسكوا بالمراثي والخطابة، فنحن أحياء بهذه المراثي.

- على الخطباء أن يتلوا المراثي كما كانوا يفعلون في السابق، وليعدوا الناس للتضحية والفداء.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
9

4

القسم الأول: الشعر القريض

 سلوكيات الخطيب الناجح


إن شخصية الخطيب الأخلاقية لها دور كبير في التأثير على المحيط الذي يخاطبه، وما لم تتوفر فيه المواصفات الأخلاقية المطلوبة، فلن يكون لكلامه وقع في نفوس السامعين، وسوف يفتقد إلى عنصر النجاح والتوفيق حينئذٍ. وأهم هذه المواصفات:

1- التوكل على اللّه تعالى وطلب التوفيق منه.
2- الإخلاص في خدمة أهل البيت عليه السلام، وأن يكون هدفه هو التقرب إلى اللّه تعالى قبل كل شي‏ء.
3- تقوى اللّه تعالى، فإن تقوى اللّه تعالى هي الأساس في شخصية الخطيب الناجح.
4- إحراز رضا أهل البيت عليهم السلام والجد والاجتهاد في خدمتهم، ليرتقي منبرهم عن رضا منهم عليهم السلام بذلك، فإن رضاهم رضا اللّه تعالى.
5- التعظيم الدائم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل البيت عليهم السلام ولكل ما يرتبط بالدين.
6- الإستعانة ظاهراً وباطناً بالإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ويبرز ذلك في خطابه المنبري ليربط الناس بصاحب الأمر عليه السلام.
7- التخلق بالأخلاق الحسنة، كالتواضع والوقار والصدق والصبر وصفاء النفس ليكون نموذجاً فاضلاً في سلوكه وقدوة حسنة في أعماله.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
11

5

القسم الأول: الشعر القريض

 الدرج:


تعريفه: سمي الدرج درجاً من التدرج والارتقاء في قراءة مقدمة القصيدة، حيث يبدأ الخطيب بقراءة القصيدة قراءة عادية بإيقاع واحد يسلك فيه طريقة هادئة، ثم يرتقي شيئاً فشيئاً بطريقة أرفع حتى يتحول إلى طور اخر ويقرأ في ثلاثة مواضع في مقدمة القصيدة وفي أثناء المصيبة وفي ختامها قبل التخميس ففي الموضع الأول تختلف قراءته بحسب اختلاف نوعية الشعر فقد قسِّم الشعر إلى أربع حالات (رثاء جهادي ملحمي موعظة) ولكل منها طريقة خاصة في القراءة.

- أما الموضعان الباقيان فإن كيفية قراءتهما يجب أن تتناسب مع طريقة قراءة المصيبة.
- أما الدرج في مقدمة القصيدة فسنذكر أربع شواهد على الحالات التي ذكرناها.

1- الموضع الأول في مقدمة القصيدة:

الشاهد الأول: الرثاء.

لم أنس زينب بعد الخدر حاسرة     تبدي النياحة ألحاناً فألحانا
مسجورة القلب إلا أن أعينها        كالمعصرات تصب الدمع عقيانا
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا       يا والدي حكمت فينا رعايانا
وغاب عنا المحامي والكفيل فمن‏   يحمي حمانا ومن يأوي يتامانا

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
13

6

القسم الأول: الشعر القريض

 الشاهد الثاني: الجهادي.


ويستعمل عادة في القصائد التي تتحدث عن البطولة والشجاعة.

عبست وجوه القوم خوف الموت‏    والعباس فيهم ضاحك متبسم‏
بطل تورَّث من أبيه شجاعة          فيها أنوف بني الضلالة ترغم‏
ما كرَّ غضباناً على مألومة           إلا وحلّ فيها البلاء الأعظم‏


الشاهد الثالث: الشعر الملحمي.

فداءُ لمثواك من مضجعي‏        تنور بالأبلج الأروع‏
بأعبق من نفحات الجنان‏         روحاً ومن مسكها أضوع‏
ورعياً ليومك يوم الطفوف‏       وسقياً لأرضك من مصرع‏
وحزناً عليك بحبس النفوس‏     على نهجك النيِّر المهيع‏
وصوناً لمجدك من أن يذل‏       بما أنت تأباه من مبدع‏


الشاهد الرابع: الشعر الوعظي.

وهو الشعر الذي يتناول الموت - القبر - ذكر الاخرة... أو فيه نوع من الإرشاد:

ليس الغريب غريب الشام واليمن‏   إن الغريب غريب الغسل والكفن‏
إن الغريب له حق لغربته‏            على المقيمين في الأوطان والسكن‏
سفري بعيد وزادي لن يبلغني‏       وقوَّتي ضعفت والموت يطلبني 
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً      على المعاصي وعين اللَّه تنظرني‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
14

7

القسم الأول: الشعر القريض

 من مميزات الشاهد الرابع أن القصيدة إذا كانت كلها موعظة قد تقرأ بكيفية واحدة كقصيدة السيد رضا الهندي:


أرى عمري مؤذناً بالذهاب‏        تمرُّ لياليه مَرَّ السحاب‏


2- الموضع الثاني في أثناء المصيبة:

كانت فاطمة عليها السلام إذا جن عليها الليل تأتي إلى أمير المؤمنين عليه السلام تقول له يا ابن العم كم مضى من الليل يقول الإمام ثلثه تقول يا ابن العم أريد أن أخرج إلى قبر والدي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم كانت تخرج حسن عن يمينها حسين عن شمالها أمير المؤمنين أمامها تقوم تارة وتقعد أخرى وهي تنادي واابتاه وامحمداه قال لها أمير المؤمنين يا ابنة العم أقلي من البكاء وتعزي بالعزاء إني أخشى عليكِ أن تكوني من الهالكين قالت يا ابن العم لا تلمني واعذرني إن الفراق مر المذاق خصوصاً فراق أبي سلطان الرسل وعصمة أمري إلى أن تصل إلى قبره الشريف ترمي بنفسها عليه ثم تأخذ قبضة من تراب القبر تشمها وتدنيها على عينيها وهي تقول:

الشاهد

ماذا على من شم تربة أحمد     أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت على مصائب لو أنها      صبت على الأيام صرن لياليا

رجعت فاطمة إلى الدار والحزن يغمر قلبها تبكي أباها ليلها ونهارها حتى تأذى من بكاءها أهل المدينة.

يقول بلال الحبشي ألحَّت عليَّ فاطمة أن أصعد المأذنة وأؤذن تريد

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
15

8

القسم الأول: الشعر القريض

 أن تتذكر أباها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، يقول صعدت المئذنة بدأت الأذان اللَّه أكبر اللَّه أكبر وفاطمة تقول لا شي‏ء أكبر من اللَّه لما قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا اللّه قالت فاطمة كلمة شهد بها لحمي ودمي ومخي وعظمي، لما قال المؤذن أشهد أن محمداً رسول اللَّه صاحت فاطمة واأبتاه وامحمداه أبتاه اسمك يذكر على المنابر وشخصك في المقابر.


3- الموضع الثالث:

دخلوا الدار بمرأى من علي‏ ذاك الأبي الغيور

وقفت وراء الباب رعاية للستر والحجاب لما أحس بها الرجس عصرها عصرة كادت بنفسي أن تموت حسرة فنبت المسمار في صدرها وأسقطت جنينها ذاك المسمى محسناً فسقطت إلى الأرض منادية إليك يا فضة فخذيني وإلى صدرك فسنديني فلقد واللَّه أسقطوا جنيني أقبلت إليها فضة فرأتها مغمى عليها:


غدت تصرخ يا فضة صدري انصاب   ومحسن سكط يم عتبة الباب
إجت فضة ولكنها فوك التراب          يفور من الصدر وضلوعها الدم

الشاهد

يا باب فاطمة لا طرقت بخيفة      ويد الهدى سدلت عليك حجابا

نفسي فداك أو ما علمت بفاطم‏     وقفت وراءك تخاطب الأصحاب‏

أوما رففت لظلعها لما انحنى‏
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
16

9

القسم الأول: الشعر القريض

 المثكل:


تعريفه: وهو من أطوار الشعر القريض المهمة التي يتفاعل معها الجمهور وكيفيته المد مع الترجيع الخفيف في بداية الشطر الأول والإسراع في القراءة عند بداية الشطر الثاني يقسم هذا الطور إلى قسمين متصل ومنفصل لا يقرأ إلا في أثناء القصيدة.

أما المتصل فتقرأ فيه الونه مرة واحدة في اخر حرف من البيت ويقرأ بطريقة شبه سريعة.

وأما المنفصل فإنه تستعمل فيه الونه مرتين في اخر البيت فقد تكون في كلمة واحدة وقد تكون في كلمتين ويستحسن أن تكون على حرف علة (ا، و، ي) أو ما يقوم مقامها الضمة الفتحة الكسرة.

1- المثكل المنفصل‏

ما إن بقيت من الهوان على الثرى‏    ملقى ثلاثاً في رباً ووهاد
لكن لكي تقضي عليك صلاتها         زمر الملائك فوق سبع شداد
لهفي لراسك وهو يرفع مشرقاً        كالبدر فوق الذابل المياد


الشاهد

ما لي أراك ودمع عينك جامد      أو ما سمعت بمحنة السجادِ
ويصيح واجداه أين عشيرتي‏      وسراة قومي أين أهل وداديِ‏
منهم خلت تلك الديار وبعدهم‏      نعب الغراب بفرقةٍ وبعادِِ

وكرائم السادات سبي للعدى‏       يعدو عليها للزمان عوادي‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
17

10

القسم الأول: الشعر القريض

 2- المثكل المتصل‏


اللَّه هذا ابن النبي لعظمه‏        جبريل هز المهد فيه رضيعا
يمسي لضاحية الهجير بكربلا    ظام ومطوي الحشاشة جوعا
ويقود مائدة لساغبة الضبا      والسمر تكرع من حشاه نجيعا

الشاهد

ما للمواضي قد وزعت من جسمه‏   لحم النبوة في الوغي توزيعا
فتعج أملاك السماء لقتله‏            اليوم مات الأنبياء جميعا


القزويني:

تعريفه: وهو من الأطوار الدقيقة، يحتاج في قراءته إلى جهد، تكون البداية عادية إلى نصف الشطر، ثم التوقف على كل كلمة والترجيع فيها، يوجد طريقة أخرى تبدأ بصوت عالٍ (طريقة الشاهرودي).

ويقرأ في ثلاثة مواضع، يمتاز بونة في اخر كل شطر من البيت ولا بد له من تمهيد.

الموضع الأول (يقرأ أثناء القصيدة فلا يُبتدأ به):

أخي صرت مرمى للحوادث والأسى‏    فليتك حياً تنظر اليوم حالياً
أخي لو ترى السجاد أضحى مقيدا     عليلاً يعاني موجع الضرب قاسيا

الشاهد

علي عزيز أن أراك على الثرى‏       عليك عزيز أن ترى اليوم مابيا
فحاشاك أن ترضى نروح حواسرا    سبايا من الأعداء ونطوي الفيافيا

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
18

11

القسم الأول: الشعر القريض

 الموضع الثاني (أثناء المصيبة):


لما دخلت زينب عليها السلام إلى مدينة جدها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم باكية حزينة. أخذت بعضادة باب المسجد صاحت يا جداه يا رسول اللَّه إني ناعية إليك ولدك الحسين.

يا جد ذا نحر الحسين مضرح‏     والراس والجسم الشريف مجرد
يا جد حولي من يتامى اخوتي‏    في الذل قد سلبوا القناع وجردوا

ثم توجهت إلى قبر أمها فاطمة صاحت أماه يا زهراء نور عيني فاطمة عن أي مصيبة أتحدث عن مصيبة الحسين عن مصيبة العباس عن مصيبة الأهل والأطفال:


شَسولفلك يا يمه القلب خلصان‏    شفت لما جرى وعالبال ما كان‏
شَسولفلك يا يمه القلب ذايب‏      شفت من الدهر ضيم وغرايب‏
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً      وقد مات عطشاناً بشط فرات‏
إذاً للطمت الخد فاطم عنده‏        وأجريت دمع العين في الوجنات‏


الموضع الثالث:

في ليلة الحادي عشر من المحرم جمعت زينب العيال والأطفال في خيمة واحدة، هذه تنادي عمه أين أبي وتلك تنادي عمه أين عمي أين ابن عمي وإذا بطفلة تنادي عمه لقد حان وقت الصلاة عمه أين أبي قالت لها بنية إن أباك في سفر كأني بزينب تحيرت ماذا تصنع وجهت وجهها إلى ناحية الغري إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
19

12

القسم الأول: الشعر القريض

 كأني بزينب تنادي أبا يا علي‏          لا خيمة ولا خباء إلهي ما الذي أصنع‏

وأنا اليوم لا والد لي ولا عم ألوذ به‏   ولا أخ لي بقي أرجوه ذو رحم‏
أخي ذبيح ورحلي قد أبيح وبي‏        ضاق الفسيح وأطفالي بغير حمي‏

الشاهد

ومدَّت إلى نحو الغريين طرفها     ونادت أباها خير ماشٍ وراكب‏
أيا ولدي لو كنت تعلم ما جرى‏    عليّ‏َ بعد تلك المصائب‏


قم يا علي فما هذا القعود وما    عهدي تغض عن الإقذاء اجفانا
فانهض لعلك من أسرٍ أضرّ بنا   تفكنا وتولى دفن قتلانا
هذا حسين بلا غسل ولا كفن‏     عار تجول عليه الخيل ميدانا
 

التخميس:

سمي بهذا الأسم لأنه يتكون من خمسة أشطر، الأصل شطران وثلاثة أشطر تجعل قبله، مع العلم أن طور التخميس يقرأ به المخمّس من الشعر وقد يقرأ بيت أو بيتين من الشعر القريض.

وقاعدته: المد والترجيع في وسط كل شطر في أكثر من كلمة مع مد وصعود خفيف في آخره، وتستعمل قراءته في موضعين في ختام القصيدة، وفي ختام المجلس فلا يمكن أن يقرأ في مطلع القصيدة أو في أثناء المجلس لأن طريقته تشير إلى الختم.

الموضع الأول:

يا حساماً فلت مضاربه الهام‏       وقد فله الحسام الصقيل‏
يا جواداً أدمى الجواد من الطعن‏   وولى ونحره مبلول‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
20
 

13

القسم الأول: الشعر القريض

 أتراني ألذُّ ماءً ولما              يروى من شربة الإمام الغليل‏


الشاهد

يا غريب الديار صبري غريب‏   وقتيل الأعداء أنت قتيل‏


والموضع الثاني في ختام المصيبة.

جاء الإمام بولده الرضيع إلى المخيم استقبلته ابنته سكينة قالت أبا هل سقيت أخي الرضيع ماءً وجئتنا ببقيه قال لها بنيه خذي هذا أخاك مذبوحا صاحت.

يبويه الطفل عني دغطيه‏   مالي قلب بالعين اصدليه‏
أشوفه ذبيح وماد رجليه‏    هذا الخفت منه طحت بيه‏
ردوك يبني بسهم مفطوم‏   يالرحت عن الماي محروم‏
بعدك لحرِّم لذة النوم‏        واصغ يعَكلي سود لهدوم‏

وابكى عليك بقلب مالوم‏

الشاهد

ومنعطف أهوى لتقبيل طفله‏     فقبل منه قبله السهم منحرا
لقد ولدا في ساعة هو والردى‏   ومن قبله في نحره السهم كبَّرا


هناك طريقة أخرى للتخميس يتألف فيها هذا الطور من خمسة أشطر متناسقة.

الشاهد

لما رأى السبط أصحاب الوفى قتلوا    نادى أبا الفضل أين الفارس البطل‏
وأين من دوني الأرواح قد بذلوا       بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا

وخلَّفوا في سويد القلب نيرانا

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
21

14

القسم الأول: الشعر القريض

 الركباني:


تعريفه: الركباني من الركب (القافلة) وسير الإبل، وكان العربي يقرأ الركباني وهو في حال المسير.

قاعدته: المد والترجيع في أكثر كلمات البيت مع الونّة الخفيفة فى أخره، يقرأ عادة في مناسبات خاصة كالسفر والوداعيات.

قالت أسماء يا سيداي اذهبا واخبرا أباكما أمير المؤمنين بوفاة أمكما فاطمة أقبل الحسنان وهما يبكيان راهما الناس ما يبكيكما يا ريحانتي رسول اللَّه هل تذكرتما جدكما رسول اللَّه قالا لا أوليس قد ماتت أمنا فاطمة سمع أمير المؤمنين سقط إلى الأرض منادياً بمن العزاء بعدك يا فاطمة وانشأ يقول:

الشاهد

أرى علل الدنيا عليَّه كثيرة      وصاحبها حتى الممات عليل‏
لكل اجتماع من خليلين فرقة    وكل الذي دون الفراق قليل‏
وأن افتقادي فاطم بعدأحمد      دليل على أن لا يدوم خليل‏


الحدي:

تعريفه: الحداء رفع الصوت، حدا بالإبل أي ساقها وغنّى لها فهو حادٍ.

وقاعدته: التسلسل في القراءة من دون تكلّف ثم المد والترجيع والصعود فيما يسبق الكلمة الأخيرة، أما اخر الشطر فيقرأ بما يشبه

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
22

15

القسم الأول: الشعر القريض

 البداية مع ونّة خفيفة، يستعمل في موضعين أثناء القصيدة وأثناء المصيبة، تستعمل فيه طريقة المد على الكلمات يحتاج إلى طبقة صوت عالية يقرأ الدرج بعده بنفس الطريقة.


الموضع الأول (أثناء القصيدة):

بكى الدين والدنيا عليك فافجعا       وفيك أسالا من دم القلب ادمعا
وصلتهما بالعدل والفضل فارتمت‏    سهام الردى قلبيهما فتقطعا
فيا ثاوياً في مرقد ودَّت العلى‏        على تربه تحنو من الشوق اضلعا
لقد ثبت الإسلام فيك موطداً          ورزؤك أوهى جنبه فتضعضعا


الشاهد

قواعد بيت اللَّه فيك تدافعت‏        وجانب طور المجد فيك تصدعا
فيا دهر ارديت الذي بِنَوالِهِ‏        إذا العام اكدى مجباً عاد ممرعا


أبا حسن كيف الردى حلّ‏َ موقفاً    وما ضاق ذرعاً مذ دنا منك أذرعا
لقد قتلت فيك الصلاة وغودرت‏     فرائض دين اللَّه حولك صرعا


الموضع الثاني (أثناء المصيبة):

يروى أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يأتي كل ليلة إلى قبر السيدة فاطمة ويجلس عند قبرها وينادي واحبيبتاه فلم يجبه أحد فلما كان بعد ستة أشهر اشتد شوقه إليها فبكى وجعل ينادي:

مالي وقفت على القبور مسلِّما    قبر الحبيب فلم يرد جوابي‏
أحبيب مالك لا ترد جوابنا         أنسيت بعدك خلَّة الأحباب‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
23

16

القسم الأول: الشعر القريض

 فأجاب عن نفسه وقيل أجابه هاتف:


الشاهد

قال الحبيب وكيف لي بجوابكم‏    وأنا رهين جنادل وتراب‏
أكل التراب محاسني فنسيتكم‏      وحجبت عن أهلي وعن أصحابي‏


وكان ليلة يجلس عند قبرها ويتلو القران فغفا أمير المؤمنين عليه السلام عند قبرها فرأى الزهراء عليها السلام في المنام وهي تقول شكر اللَّه سعيك يا ابن العم لقد نفذت الوصية، ثم قالت يا أبا الحسن ارجع إلى البيت فإن ابنتي زينب استيقظت من نومها ونظرت إلى مكاني فرأته خالياً فاستوحشت وأخذت بالبكاء.

يا حيدر بالله زينب روح ليها    اومش ادموعها واصبِّر عليها
أخافن على ابنيتي من بكيها     تموت أو من يباري عيال لحسين‏
بأبي التي ماتت وما             ماتت مكارمها السنيه‏
بأبي التي دفنت وعفا            قبرها السامي تقيه‏


الدشتي:

تعريفه: الدشتي هو الصحراوي (باللغة الفارسية) ولعل سبب تسميته عند الفرس بالدشتي انبثاقه من حناجر الصحراويين أو أن الغناء به هو الغالب لديهم.

وقاعدته: يقرأ النصف الأول من كل شطر قراءة خالية من المد والترجيع ثم يبدأ بهما في النصف الثاني في كل كلمة وينتهي بالصعود، يستعمل في موضعين في مقدمة القصيدة وأثناء المصيبة.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
24

17

القسم الأول: الشعر القريض

 الموضع الأول:


رحلوا وما رحلوا أهيل ودادي‏     إلا بحسن تصبري وفؤادي‏
ساروا ولكن خلفوني بعدهم‏        حزناً أصوب الدمع صوب عهاد
وخلت منازلهم فها هي بعدهم‏      قفرى وما فيها سوى الأوتاد
ولقد وقفت بها وقوف موله‏       وبمهجتي للوجد قدح زناد
أبكي بها طوراً لفرط صبابتي‏      وأصيح فيها تارة وأنادي‏


الموضع الثاني:

خرج الإمام الحسين عليه السلام من منزله تلك الليلة وأقبل إلى قبر جده صلى الله عليه وآله وسلم فقال السلام عليك يا رسول اللَّه أنا الحسين ابن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك الذي خلفتني في أمتك فأشهد عليهم يا نبي اللَّه أنهم خذلوني وضيعوني ولم يحفظوني فلما كان الليلة الثانية خرج إلى القبر وصلى ركعات عند قبر جده فلما فرغ من صلاته جعل يقول اللهم هذا قبر نبيك محمد وجعل يبكي عند القبر حتى إذا كان قريباً من الصبح وضع رأسه عند القبر فغفا وإذا هو برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ينادي حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملاً بدمائك مذبوح بأرض كرب وبلاء.

الشاهد

ستذوق الموت ظلماً ظامئاً في كربلا     وستبقى في ثراها ثاوياً منجدلاً
وكأني بلئيم الأصل شمراً قد علا         صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين‏
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث‏       لُغباً تستعطف القوم وقد عز المغيث‏
قد يرى أجسامهن الضرب والسر        بينها السجاد في الأصفاد مغلول اليدين‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
25
 

18

القسم الأول: الشعر القريض

 الموشح القريض:


هو شبيه بقراءة الفايزي حيث يعتمد فيه على المد والترجيع ويأخذ شبه ونة في آخره.

تعريفه: وهو من أطوار الشعر القريض يقرأ بعد المصيبة وفي ختامها.

خرج الحسين من منزله في تلك الليلة وأقبل إلى قبر جده قال السلام عليك يا جداه أنا الحسين ابن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك الذي خلفتني في أمتك فاشهد عليهم يا نبي اللَّه ثم قال وهذه شكواي إليك حتى ألقاك ثم جعل يبكي عند قبر جده وضع رأسه على القبر الشريف فغفا عند قبر جده فإذا هو برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ينادي ولدي حسين كأني عن قريب أراك مرملاً بدمائك. فقال يا جداه خذني إليك.

ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح‏      علني يا جد من بلوى زماني استريح‏
ضاق بي يا جد من فرط الأسى كل فسيح‏   فعسى طود الأسى يندك بين الدكتين‏
جد صفو العيش بعدك بالأكدار شيب‏        وأشاب الهم راسي قبل أيام المشيب‏
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب‏           وصراخ بافتجاع يا حبيبي يا حسين‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
26

19

القسم الأول: الشعر القريض

 شروط الخطيب الناجح‏


1- ان يكون مطلعا على العلوم الاسلامية، كعلم الكلام، والاخلاق والاداب، والسيرة النبوية الشريفة، والتفسير، والأحاديث، ونهج البلاغة، والفقه، والتاريخ الاسلامي، وسيرة الأئمة عليهم السلام والعلماء الكبار، مع المامه بالسيرة الحسينية الماما تاما.

2- أن يركز في خطابه على القران الكريم، وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام، ويحسن اختيار الأمثلة والشواهد في بيان أفكاره.

3- أن يعمل على تنمية نفسه وتطويرها بشكل مستمر، من خلال المداومة على الدرس والخطابة والكتابة والحفظ.. والاستفادة من تجارب الاخرين.. وملاحقة كل ما هو جديد على صعيد أسلوب العرض وطرق التصوير الأدبي والشعري..

4- أن يراعي المستويات المختلفة، ويختار الوقت المناسب للمجلس، فلا يطيل إلا إذا لزم الأمر، ويكون كلامه مطابقا لمقتضى الحال.

5- أن يستهدف من وراء خطابه معالجة مشاكل الناس، ويعطي الأولوية للأهم فالأهم، ويكون في خطابه وقصصه هادفا.

6- أن يولي عناية فائقة لموضوع الارتباط العاطفي بالأئمة عليهم السلام، سيما الإمام الحسين عليه السلام والإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف. وأن يتفنن في الأساليب التصويرية والتعبيرية المساعدة على استدرار الدمعة والبكاء.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
27

20

القسم الأول: الشعر القريض

 7- أن يحسن الأداء، وينوّع من نبرته كلما لزم الأمر، بحيث يكون له حضور قوي يشد الناس إلى متابعته كلمة كلمة.


8- أن يتحلى بالثقة بالنفس والحماسة والحزم والشجاعة، ويجتنب الخوف والقلق والتردد، ليكون مقنعا في كلامه، مؤثرا في نفوس سامعيه.

9- أن يحضّر لموضوعه ويتدرب على طريقة القائه وأدائه بشكل كامل.

10- أن لا يحدث بما تتسارع العقول إلى تكذيبه والنفور منه، فيساعد على إخفاق المجلس، ولا يتطرق إلى الموضوعات الشائكة التي لا يحسِن التخلص منها بطائل، والتي تتسبب بالتشويش على عقائد الناس وأفكارهم.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
28

21

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 من توجيهات الإمام الخميني قدس سره


- على الخطباء أن يقرأوا المراثي في آخر الخطابة ولا يختصروه بكلمتين ويكتفوا بذلك، بل ليتحدثوا كثيراً عن مصائب أهل البيت عليهم السلام كما كانوا يفعلون في السابق، لتقرأ المراثي، ولتلقَ الشعارات والأحاديث في مدح وذكر فضائل ومصائب أهل البيت عليهم السلام، كي يصبح الناس على أهبة الإستعداد، وليكونوا حاضرين في ميادين الأحداث، وليعلموا بأن أئمتنا عليهم السلام قد أنفقوا كل أعمارهم لنشر الإسلام وترويجه.

- ينبغي أن تعلموا أنكم إذا أردتم الحفاظ على نهضتكم فيجب أن تحافظوا على هذه الشعائر والسنن، وطبعاً فإنه إذا كانت هناك أعمال وممارسات منحرفة وخاطئة يرتكبها أشخاص غير مطلعين على المسائل الإسلامية فيجب أن تتم تصفيتها، لكن المواكب والماتم ينبغي أن تبقى على قوتها.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
29

22

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 النصاري:


هو من أطوار الشعر الشعبي يقرأ في ثلاثة مواضع: بعد القصيدة في أثناء المصيبة، وفي ختامها قبل التخميس، له لحن حزين مفجع.

الموضع الأول:

وكرائم السادات سبي للعدى‏        يعدو عليها للزمان عوادي‏
تصيح ذي أبي وتهتف ذي أخي‏   وتعج تلك بأكرم الأجداد
أعلمت يا جداه أن أمية            عدَّت مصابك أعظم الأعياد
اعلمت يا جداه سبطك قد غدا      للخيل مركضة بيوم طراد

الشاهد

يا جدي كوم شوف حسين مذبوح‏      على الشاطي وعلى التربان مطروح‏
يا جدي من الطعن ما بكت فيه روح‏    يا جدي كلب خويا حسين فطَّر
واللَّه لنوحن وكظِّي العمر بالنوح‏       واعمي عيوني واتلف الروح‏

يابا شلون الصبر وحسين مذبوح‏


الموضع الثاني (أثناء المصيبة):

أقبل الإمام إلى ولده رمى بنفسه عليه وهو ينادي بني علي على الدنيا بعدك العفا أما أنت يا ولدي فلقد استرحت من هم الدنيا وغمها وبقي أبوك لهمها وغمها.

يقول الراوي أن علي الأكبر كان فيه رمق من الحياة تبسم ثم بكى فنظر إليه الحسين قال: بني علي مالي أراك تبسمت ثم بكيت؟ قال:

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
31
 

23

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 أبا أما تبسمي فلأنني رأيت جدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وجدي علي وجدتي فاطمة وعمي الحسن وأما بكائي فلأني رأيت جدتي فاطمة واضعة وجهها في وجهك كلما قطرت من عينك قطرة لطمت خدها.


الشاهد

يبويه شلون ما تبكي الزكيه‏     وكطع يبني الدهر وصلك عليه‏
يبويه جدك وجدتك هيه‏          اعتنوا يبني يعزوني عله فكدك‏
يبويه يالفجعني بفكدك البين     ‏يا روحي وكبدتي وشوفت العين‏
شحال أمك الظلت بالصواوين    تهل عيونها وتربى على دربك‏

ثم فاضت روحه الطاهرة بين يدي والده نادى الإمام عليه السلام يا بني هاشم احملوا أخاكم علياً إلى الفسطاط هذا والإمام ينادي وا ولداه واعلياه.


رجوتك يا علي تعيش بعدي‏    لتوقد جثتي رمس اللحود

الموضع الثالث (في ختام القصيدة قبل التخميس):

أقبل جواد الحسين إلى المخيم يصهل صهيلاً عالياً ينادي الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها سمعت بنات النبي صهيله فخرجن لاستقبال الإمام وإذا بالجواد خال من الحسين خال من راكبه صاحت سكينة عمه زينب لقد قتل والدي فخرجت مولاتنا زينب شابكة أصابعها على راسها وهي تنادي واأخاه واحسيناه.

وراح جواد السبط نحو نسائه‏    ينوح وينعى الظامى‏ء المترملا
خرجن بنات الرسول حواسرا     فعاينّ‏َ مهر السبط والسرج قد خلا

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
32

24

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الشاهد


يمهر حسين كلي حسين وينه‏     تركته يو عدل يو ذابحينه‏
أخذنا وياك دلينه بولينه           نشوفه بيه رجه لو هاي هيه‏
يمهر حسين وصفلي وكعته‏       صدك ذاك السهم بعده بكبدته‏
دَلي شكال أخيي ما سمعته‏        حين اللي وكع فوك الوطيه‏

يا جواد الحسين أين الحسين‏     أين من كان لي عماداً رفيعا


الركباني:

من أطوار الشعر الشعبي يكون الابتداء به سريعاً ثم يمر على بعض الكلمات من الشطر بطريقة يتم فيها التطويح مع إحداث ونّة خفيفة في اخر الشطر ولكن بين شرط واخر.

أول مصيبة شفتك بيوم عاشور            عيني العمى بالسيف يا حسين منحور
والخيل تلعب والصدر اه مكسور           يا ريت انعكرت ولا صار ما صار
يا حسين وأخذوني على ذيك المهازيل‏    يسرى صرح وأطفال ما غير لعليل‏
عالرمضا شفناكم ضحايا ومكاتيل‏          وكلوبنا مثل الخيم تسعر بنار
يا حسين واعظم وأشد طبة الكوفة        منبر أبونا علي ما نكدر نشوفه‏


النعي:

وقاعدته: المد والترجيع في الكلمة الثانية والأخيرة من كل شطر (ما خلا الرابع) مع ترقيق الصوت، أو بعد مد الكلمة الثانية وما

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
33

25

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 قبل الأخيرة من كل شطر حسب الكيفية الثانية التي يقرأ بها، وفي الكيفية الثانية تقرأ الكلمة مع الشطر الذي يليها ويقرأ بالطور الركباني.


شد الظعن وأَطع البيده‏     وشوفه هلي صارت بعيدة
والقلب ملكاهم يريده‏       والحادي ما ريض بهيدة
راح وَطع قلبي ووريده‏


الموال:

طريقة شبه مهجورة من قبل الخطباء لعدم توفر الشعر الخاص بها.

يالهادي جمر الحزن بحشاشتي يا جد      لا يجدي دمعي ولا تبري العلل وتصيح‏
حزن البقلبي حزن مثله فلا يا جد          اغبَّرت سمانة ولا تصفه بعد وتصيح‏
المصاب شبلك تظن دمع الجفن يا جد     هادي بناتك إجت من كربلا وتصيح‏
يا جدي كطعوا نحر ريحانتك يا جد

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
34

26

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الحدي:


تعريفه: التسلسل في القراءة كطريقة حدي الإبل أي التمايل في الصوت في كل كلمة وقد استعمل بطرق متعددة.

الطريقة الأولى:

من هجمت خيول العدى‏     ولحدود لمخيم دنت‏
طلعت من الخيمة تعدي‏     زينب على التل وكفت‏
صاحت يبو الغيرة عدل‏     لو روحك الطيبة ذرت
إن كان حي النا انتهض‏    واسرع ترى سكينة نولت‏
الغارة هجمت عالخيم‏       والنار بيها وجرت‏
لما سمعها ابن البطل‏       بيه الحميه شرعبت‏
تحام وعلى وجهه وكع‏     ودموم كلبه تسايلت‏
صاح شعلمكم يالعدى‏       عنكم شيمكم كوضت

الطريقة الثانية:

من هجمت خيول العدى‏    ولحدود المخيم دنت‏
طلعت من الخيمة تعدى‏    زينب على التل وكفت‏
صاحت يبو الغيرة عدل‏    لو روحك الطيبة ذرت‏
إن كان حي النا انتهص‏   واسرع ترى سكينة نولت‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
35

27

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الطريقة الثالثة الحدي:


وهي طريقة متلائمة مع أوزان الشعر. 

يا حسن من عَب عيني تروح مسموم‏     شبيت في قلبي ترى نيران الهموم‏
وحزني على اللي بكربلا ينذبح مظلوم‏    اللَّه يعينك يا غريب الغاضريه‏
تبَى ثلاث أيام لا سدر وكافور              وجمله اخوانك بالثرى كلهم بالكبور
والخيل يا بني منكم ترض لصدور        والرووس كلها فوك روس السمهري‏

الطريقة الرابعة:

شنهي يا جاسم نومتك‏     بنفسي اشوفن زفتك‏
عمك يولَّف للعرس‏         رادوا ينصبوا حومتك‏
رمله تهلهل بالخيم‏         وطلعت تهلهل عمتك‏
لكن اشبيدي على الكدر    حنيتك من دم هامتك‏


الأبوذية:

الموضع الأول (بعد القصيدة):

ليس لها طريقة خاصة أو محددة في القراءة وإنما استعملها الخطباء كلٌ بطريقته وبما يتلائم مع صوته ويقرأ في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وفي أثناء المصيبة وفي ختامها قبل التخميس، يمكن تمييز هذا الطور عن غيره من أطوار الشعر الشعبي أن اخر كل كلمة من الأشطر الثلاثة الأولى متشابهة لفظاً مختلفة معنىً.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
36

28

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 أخي صرت مرمى للحوادث والأسى‏    فليتك حياً تنظر اليوم حاليا

أخي لو ترى السجاد أضحى مقيدا     عليلاً يعاني موجع الضرب قاسيا
علي عزيز أن أراك على الثرى‏        عليك عزيز أن ترى اليوم مابيا
فحاشاك أن ترضى نروح حواسرا     سبايا من الأعداء نطوي الفيافيا

الشاهد

أنا بسهام الحب رموا قلبي وخلوا          دليلي والعَل سلبوا وخلوا
أمس كانوا معي رحلوا وخلوا              سويد القلب نيرانه سريه‏
وناصيح وحكك ما شفت راحم وناصيح‏    العدو كل ساع يضربني وناصيح‏
لون حاضر يبو الغيرة وناصيح‏            أبد ما كان جسر واحد عليَّه‏



الموضع الثاني (أثناء المصيبة):

حينما أقبل الإمام الحسين بابن أخيه القاسم وضعه في خيمة إلى جنب ولده علي الأكبر فصار تارة ينحني على ولده وينادي واعلياه وتارة ينحني على ابن أخيه القاسم وينادي واقاسماه.

أقبلت رملة استأذنت من الإمام دخلت على ولدها رمت بنفسها عليه.

الشاهد

تَكلا يا بني أنا ردتك ما ردت دنيا ولا مال‏     تحضرني لو وكع حملي ولا مال‏
يا جاسم خابت ظنوني والامال‏                 عند الضيج يأ يا بني اكطعت بيَّه‏

وإذا بزينب تنادي يا نساء بني هاشم هلممن لنساعد رملة على ولدها دخلن على رملة وإذا بها تجول حول ولدها القاسم.

وين الفاكده الشبان وين الذايكة اللوعة      هاي أم جاسم العريِّس بالعريِّس مفجوعه‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
37

29

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 شباب ما رأى عرساً ولكن‏       خضب كفيه بدم الوريد

فيا نفس اذهبي وجداً وحزنا    ويا عيني بحمر الدمع جودي‏


الموضع الثالث في ختام المصيبة قبل التخميس.

في ليلة الحادي عشر جمعت زينب العيال والأطفال في خيمة واحدة وقد أحرق أحشاءهم العطش فأقبل القوم إلى ابن سعد وطلبوا منه أن يأخذوا الماء إلى أطفال الحسين عليه السلام فجاءوا بالماء وجعلوا يقدمونه لأطفال الإمام فأبوا أن يشربوا وهم ينادون كيف نشرب وقد قتل ابن رسول الله عطشانا.

شلون اشرب لذيذ الماء حاشا     وهلي كلهم كضوا عطاشا

الشاهد

عله يوم الهواشم زادو الماي‏        كضت كلها أو بعد هيهات والماي‏
يموت حسين من العطش والماي‏    عليه شربته تصبح هنيه‏


أيذاد نسل الطاهرين أباً وجد        عن ورد ماءٍ قد أبيح لمن ورد
لو كنت يا ماء الفرات من الشهد    أيسوغ لي منك الورود وعنك قد

صَدَرَ الإمام سليل ساقي الكوثر


الدشتي:

تعريفه: هو رفع الصوت وخفضه مع الترجيع وتضخيم الحروف وإظهارها بنغمة فارسية خفيفة، لأن الدشت فارسي الأصل (بطريقة أقرب إلى الدعاء)، ويستعمل في الوعظ والارشاد والتذكير بالموت.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
38

30

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 شلون بيه وثكل وزن حسابي‏      وانترس من المعاصي كتابي‏

شلون بيه لو َرب مني الأجل‏       وأخذ سمعي الموت ولساني انكطع‏
وظلت عيوني تدير على الأهل‏     تشوفها تهل الدمع لمصابي‏
شلون بيه النَفَس مني لو خمد     ومني ملك الموت أخذ روحي وصعد
وللمغسل طلعوا مني الجسد        وكام لمغسل يجرد ثيابي‏


البحراني:

تعريفه: وهو من أطوار الشعر الشعبي التي يتفاعل معها الجمهور له طريقة خاصة في القراءة حيث تستعمل فيه الونه في اخر كل شطر يقسّم من البيت إلى أربعة أقسام: الفايزي، النعي، الحدي المخفف والرثاء.


القسم الأول: الفايزي

يعتمد فيه الخطيب على المد والترجيع حسب طبقة الصوت المعتمدة عنده حيث أنه يقرأ بطبقة عالية وأخرى هادئة. وتستعمل فيه الونه مرتين في اخر كل شطر مرة بحيث أن القارى‏ء يساعد على ايصالها إلى المستمع فيكملها. ويقرأ في ثلاثة مواضع. بعد القصيدة وفي أثناء المصيبة وفي ختامها.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
39

31

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الموضع الأول (بعد القصيدة):


ونحا العراق بفتية من غالب‏       كل تراه المدرك الغلاّبا
صيد إذا شب الهياج وشابت‏       الأرض الدما والطفل رعبا شابا
ركزوا قناهم في صدور عداهم‏     لبيضهم جعلوا الرقاب قرابا

الشاهد

طوح الحادي والظعن هاج بحنينه‏      وزينب تنادي سفرة الكشرة علينه‏
صاحت بكافلها شديد العزم والباس‏     شمِّر اردانك وانشر البيرغ يا عباس‏
كلها يا زينب هاج عزمي لا تنخين‏     ما دام أنه موجود ياختي لا تذلين‏


الموضع الثاني والثالث (أثناء المصيبة وختامها):

أقبل محمد ابن الحنفية قال أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك قال بلى قال ما الذي حملك على الخروج قال أخي قد أتاني جدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وقال لي ولدي حسين أخرج إلى العراق فإن اللَّه قد شاء أن يراك قتيلاً مخضباً بدمائك فقال محمد إنا للَّه وإنا إليه راجعون.
 

الشاهد

لاوين عازم بالسفر يابن الأماجيد            أَكضيه لحجك يا عضيدي وعيِّد العيد
كله ودمع العين بالخد تبديد                  حجي وسعي في طفوف الغاضرية
حجي ما هو بالحج حجي بيوم عاشور      صدري الكعبة والحجر نحرّي المنحور
وحجر النبي إسماعيل ذبح ابني المبرور    أما طوافي حول خيام خليه‏

ثم التفت إلى زينب ونادها بصوت حزين ودموعه جاريه.

الشاهد

َكلها يزينب سفرتك تصعب عليه‏       مرتاب قلبي من طفوف الغاضريه‏
وعكب الخدر خوفي يردونك سبية     وتمشين حسرة ميسرة للفاجر يزيد

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
40

32

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 أخي إن اللَّه شاء بأن يرى‏             جسمي بفيض دم الوريد خضيبا

ويرى النساء على الجمال حواسرا    أسرى وزين العابدين سليبا


القسم الثاني: الحدي المخفف

القسم الثاني من أقسام البحراني ليس فيه ونه في آخره وإنما يمد القارى‏ء على آخر الكلمة، يستعمل هذا الطور في المواضع الثلاث من المجلس.

أقبل الإمام إلى أخيه أبي الفضل العباس ألقى بنفسه عليه أخي الان انكسر ظهري الان قلت حيلتي الان شمت بي عدوِّي أراد حمله إلى المخيم قال أخي دعني في مكاني قال لماذا يا نور عيني قال أخي إني وعدت سكينة بالماء وأنا أستحي منها، ودموع الإمام جارية على خديه.

كلا يا بو السجاد لا تبكي ولا تنوح‏        خلني يا خو يا عالج لطلعة الروح‏
وأنت تظل بكربلا عريان مطروح‏          مرضوض صدرك بالثرى ومكطوع ليدين‏
أوصكِ يابن أمي عَب عيني بها لعيال‏     لا يكون تتشتت يابو سكينة هالأطفال‏

الشاهد

يحفظكم اللَّه من صروف الدهر لو مال‏    واصبر عنى على جور الملاعين‏
أوصيكِ بولادي وحريمي هالأرامل‏         يا حسين صبري الهم بعد فرَاك كافل‏
تعزى بعز اللَّه تراني اليوم شايل‏          وادعتك اللَّه يا كطيع الراس‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
41

33

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 القسم الثالث: النعي


يستعمل أيضاً في ثلاثة مواضع من المجلس:

مروا بهن على القتلى مطرحة     ما بين منعفر بجنب مصطلم‏
فمروا بها والهاشميون كلهم‏      ضحايا على وجه الصعيد نيام‏
فنادتهم قوموا فما                  العراء بدار ولا هذا المقام مقام‏

مرت زينب وأخوات زينب على جثث القتلى هذا ملقى على يمينه ذاك ملقى على شماله إلا الحسين فقد كان ممدّداً على وجهه همت لترمي بنفسها من على ظهر الناقة صاح الإمام عمه ارحمي حالي عمه إذا رميتي بنفسك من الذي يركبك وأنا مقيد عمه ودعي أخاك وأنت على ظهر الناقة وجهت وجهها نحو الحسين وهي تقول:

ودعتك اللَّه يا ذبيح ما احتظى بماي‏        عنك يا نور العين سافرت بيتاماي‏
يا مكطع الأوصل لو يحصل على هواي‏     ما فاركت جسمك يا سلطان المدينة
خويا ودعتك اللَّه سفرتي صعبة وهزيله‏    يا حجاب صوني ناكتي عجفة وهزيله‏
واللَّه ما حد بَه منكم يا عكلي نلتجيله‏       بس العليل وفوك نأَه مَيدينه‏
ودعتك اللَّه يا طريح ظل عريان‏             يا ريت خلو لك يا خويا ثياب أكفان‏


القسم الرابع:

وهي من ابتكارات الشيخ محمد سعيد المنصوري، حيث يقرأ أول كلمتين قراءة عادية، أما الكلمة الثالثة فإنها تمد وترجع عدة مرات وهكذا فيما بعدها.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
42

34

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 لما اشتعلت النار بخيام بنات رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فررن في البيداء وهن يصحن واجداه وامحمداه والمنادي ينادي احرقوا بيوت الظالمين لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية.


زينب احتارت يوم شبوا بالخيم نار              طلعت وياها الحريم صغار وكبار
تصرخ بعالي الصوت طايح وين يا حسين‏      عجل أدركنا وأنت غياث المستغيثين‏


البحر الطويل:

هو من أطوار الشعر الشعبي له طريقة حزينة يتأثر معها الجمهور يقرأ في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وأثناء المصيبة وفي ختامها ويمكن قراءته بدلاً عن القصيدة ويستعمل بعدة طرق.

الموضع الأول:

تلك ذكرى بها تهون الرزايا          وهي من أمهات ريب المنون
تركت زينباً تنادي واحسينا           يا ابن أمي ووالدي روعوني‏
غيرتني مصائب الطف حتى‏          أن من يعرفوني لم يعرفون‏

الشاهد

يا تالي هلي يا حسين يا سلوة هلي يا حسين‏       سهم الصابك بقلبك تره صوب القلب الدين‏
لا بعدك يجف دمعي ولا يهده وتنام العين‏           ليل انهار أنا بهمك أو همك لا بعد ينزاح‏
يا تالي هلي يا حسين يا صبري على بلواي‏        يابن أمي احترمت الماي عَبك لا شربت الماي‏
بنوحي لعمي عيوني شلي وشلَّي بحياتي هاي‏     إن كان أنت رحت ياحسين حزنك بالقلب ما راح‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
43

35

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الموضع الثاني (أثناء المصيبة):


أقبلت زينب إلى جسد أبي عبد اللَّه رأته بتلك الحالة جراحاته تشخب دماً درعه بان عليه صاحت أأنت أخي أأنت ابن والدي أأنت ابن محمد المصطفى أأنت ابن علي المرتضى أأنت ابن فاطمة الزهراء.

الشاهد 

ثلاث ساعات أبو السجاد ظلت مطروح بالحومة    على الكومة يهم روحه ما يكدر على الكومة
لكن من سمع زينب عجل نادته يا حسين‏            كام وطاح عالغبرا وكيدن طيحن اثنينين‏
رفع الحسين راسه قال أخيه زينب‏                   لقد كسرتي قلبي وزدتي كربي‏


أخيه عودي إلى المخيم واحفظي لي العيال والأطفال. قالت كيف أرجع وأنت تعالج سكرات الموت، قال أخيه لا تشمتي بنا الأعداء.

تكلا خويا أنا بعيني لباريلك عيالك‏     وبروحي لسكتلك أطفالك‏
خويا الموت لو يرضى بدالك‏           ترانا نروح كل احنا فدا لك‏


الموضع الثالث (بعد المصيبة وقبل التخميس):

يخرج صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف يتوجه إلى قبر جده أبي عبد اللَّه ينادي السلام عليك يا جداه يا أبا عبد اللَّه وإذا بصوت من داخل القبر إلى الان يا ولدي يا مهدي فيمد يده عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى القبر ويستخرج عبد اللَّه الرضيع والسهم مشكوك في نحره يلتفت إلى أصحابه يقول أصحابي ما ذنب هذا الرضيع حتى يذبح من الوريد إلى الوريد.

الشاهد

جني بالغايب المهدي حين يشهر صارمة     يعتني للغاضرية الشبل حماي الحمه‏ 
يطلع بكفه الرضيع مخضب بفيض الدمه‏     والسهم نابت ابنحره والعطش ضر كبدته‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
44

36

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 مصاب الطفل ما صار مثله‏     كطع ركبته حرملة بنبله‏

ومن سدَّر عوده بين لاهله‏     اللَّه يعين أمه الثكله‏
من شافته ودمه امغسله‏

ما حال عمته وحال شجونها     من نار أحشاها وماء جفونها
لما رأت خطفته كف منونها      همَّت تغسله بماء عيونها
فتكفلت عنها الدماء بغسله‏


الطريقة الأخرى:

يفترَّن خوات حسين من خيمه لعد خيمه‏       وكل خيمة تشب بنار ردن ضربن الهيمه‏
ينخن وين راحو وين ما مش بالعده شيمه‏    والسجاد اجو سحبوه ودمعه على الوجن ساله‏

الطريقة الأخرى هي طريقة الشيخ هادي الكربلائي‏

بالطف كال ابن مسلم يوم الهجمت العسكر      شفت طفله من المخيم تكوم أو ترد تتعثر
ما تدري وثاري النارا بطرف اثيابها تسعر     ردت أكرب وطفِّى الثوب مسعره النار بذياله‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
45

37

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الموشح:


تعريفه: يقرأ بطبقة صوت عالية تعتمد على المد والترجيع (ارتفاع وانخفاض في الصوت حتى يصل إلى اخر الشطر فيقف وقوفاً متموجاً) يقرأ في ثلاثة مواضع:

الموضع الأول (بعد القصيدة):

لا تمدوا لكم عن الشمس ظلا     إن في الشمس مهجة المختار
حق أن لا تكفنوا علويا            بعدما كفن الحسين الذراري‏
لا تشقوا لال فهر قبورا           فابن طه ملقىً بلا إقبار
هتكوا عن نسائكم كل خدرٍ        هذه زينب على الأكوار
شأنها النوح ليس تهدأ أنّا        عن بكى بالعشي والابكار
أين من أهلها بنو شيبة الحمد    ليوث الوغى حماة الزمار

الشاهد

جينه ننشد كربلا عليه انعتب‏         انكول هاي ارجال وتدور الغلب‏
حرمة زينب بيش مطلوبه ابذنب‏     فوك غتل حسين واميسرينها
ارد انشدج كربلا عن النزل‏           باللَّه اخبرني أوكولج ما يزل‏
زينب تركب اليتامى على الهزل‏      يوعلي السجاد كام يعينها

يطارش ديرة أهلى ما تعنها       تَكلها كفيل زينب ما تعنها
ليمته الخيل هاشم ما تعنها        بعد جاوين غيرتهم عليه‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
46

38

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الموضع الثاني (أثناء المصيبة):


دخلت زينب إلى كربلا وإذا بأم كلثوم ترفع طرف المحمّل تقول أخيّه إني أشم رائحة الحسين وكأني بزينب توجه الخطاب إلى أهالي كربلا:

يا نازلين بكربلا هل عندكم‏     خبر بقتلانا وما اعلامها
ما بال جثة ميت في حيِّكم‏      بقيت ثلاثاً لا يزار مقامها
 

الشاهد

جينه ننشد كربلا مضيعينها        بيها زينب كالوا ميسرينها
يسروها ولا لها واحد فزع‏         شال حادي ظعونها بساع وَطع‏
جينه ننشدوين أبو فاضل وكع‏     ما تدلونه الشريعة وينها

ثم رمت بنفسها من على ظهر الناقة إلى الأرض وراحت مهرولة إلى قبر أبي عبد اللَّه احتضنت القبر بذراعيها بلّت الأرض بدموع عينها.

تَكلا خويا جينا على كبرك كعدنا     نخيناك يا عزنا وضمدنا
خويا هاي المحامل كوم ردنا        لأرض المدينة وطن جدنا
ما غسلوه وما لفُّوه في كفن‏        يوم الطفوف ولا مدوا عليه ردا
عار تجول عليه الخليل عادية      حاكت له الريح خافي مئزر وردا


العراقي:

تعريفه: تمد فيه الكلمة الأخيرة من كل شطر مع إحداث ونّة خفيفة لإفساح المجال لمشاركة الجمهور، وهو من أشهر الأطوار الحسينية القديمة، وله تقسيمات عديدة يقرأ في ثلاثة مواضع.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
47

39

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 مهجة الزهرة المظلومة الشهيد       ظل ثلاث أيام مرمي على الصعيد

ظل ثلث أيام مرمى على الثرى‏        تصورة بالمحب باللَّه تصورة
جثة بحدود المواضي مطبرة          وراسه على راس الرمح راح ليزيد

مثال اخر:

بس جسد عاري مطبر بالسيوف‏        مرضوض صدره مكطعه من عنده الكفوف‏
وين أبو الحملات ما يحضر يشوف‏     بلكت يشيل الجسد عن الصعيد
وأبو حمزة يكله ويهل دمع العين‏       يا زين هالحزن شاوين صبرك وين‏


النايلي:

له شعر خاص يقرأ في أثناء المصيبة.

وقاعدته: التطويح والترجيع بالصوت في الكلمة الثانية من كل شطر وكذلك في اخره، أو التطويح في الصدر أكثر منه في العجز.

وقوف الحسين على أخيه أبي الفضل صاح أخي عباس الان انكسر ظهري وقلت حيلتي وسقط لوائي وشمت بي عدوي‏

اه يا بوفاضل تعالى الساع ليَّه‏         وشوف الخيل هالداست عليه‏
يا خويا ليش هالنومه لها لساع‏        تنام ولا تجي للحرب فزَّاع‏
يا خويا الطفل من عكبك على الكاع‏    يلوح من العطش ياخي المنيه‏
يا خويا ما ترد وياي للبيت‏             ومن بعدك تراني وحيد ظليت‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
48
 

40

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الدشتي:


تعريفه: وهو من أطوار الشعر الشعبي يقرأ في ثلاثة مواضع وقد مرَّ تعريفه سابقاً ص‏(24):

نشدت السجاد زينب يوم رد من الدفن‏                  العبرة خنكتها وسبكها الدمع هلهل عالوجن‏
يا علي يا بني دفنت حسين لو ظل بالعرا               السافي بجفانا وغسل دم وريده ومنحرة
اه من الضرب من الطعن أدري وصال جسمه مطشره‏  كاللها بالباريه من والدي شلت البدن‏
كفوف أخيك ركبتها ودورت خنصر حسين‏              بيد جماله كطعها يسرته عالسكه ويمين‏
وعلى الخاتم كص خنصرة بسيفه بدلها اللعين‏         ودوره ثنتين قلبه بالسهم حين طلعت‏


الزريجي:

من الأطوار المهمة التي يتفاعل معها الجمهور ويقرأ بعد كل مشهد من مشاهد المصيبة وهو من الأطوار الحسينية القديمة.

وقاعدته: المد على أول كلمة من الشطر مثل (يا) مع ترجيع خفيف في كلمات الشطر الأخرى وهكذا في بقية الأشطر، وتقرأ كل الأشطر

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
49

41

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 الباقية بكيفية واحدة، ويستعمل عادة في قراءة المصرع كطريقة الشيخ عبد الزهراء الكعبي.


عندما أقبل الإمام الحسين إلى ابن أخيه القاسم وجده يفحص بيديه ورجليه اهوى عليه وهو ينادي يعز واللَّه على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا يعينك أو يعينك فلا يغني عنك حمله إلى المخيم ورجلا القاسم تخطان في الأرض خطا.

الشاهد

شال حسين جسام الشفيه‏             بقلب ما لوم يبكي على ابن أخيه‏
ورجل جسَّام تسحل على الوطيه‏     أثاري حسين ظهره انقسم نصِّين‏


أقبل به إلى المخيم وضعه إلى جنب ولده علي تارة ينحني على ولده وينادي واعلياه وتارة ينحني على ابن أخيه وينادي واقاسماه‏

الشاهد

جابه ابين اخوته ومدد ايديه‏           كعد عنده وبيده عدل رجليه‏
مدري شكال قلبه امن انحني عليه‏      يشوفه يعالج وغمض العينين‏

ثم أقبلت أمه رملة رمت بنفسها عليه وهي تخاطبه.

ربيتك وعيني عليك تربي‏          ويحسب بيك ليل نهار قلبي‏
يجاسم بيش أوجد بعد دربي‏       وضوه عيوني طفاها الدهر واظلم‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
50

42

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 العاشوري:


طور حسيني أشتهر في السنين الأخيرة حتى أصبح من أشهر الأطوار الحسينية، ويكون المد فيه في آخر البيت، ويكون طويلاً مع تخفيفه من حيث الصوت وقطعه، لمشاركة المستمعين بالونّة وقول (آه) مرتين حسب الكيفية التي يقرأ بها الخطيب، ويقرأ كغيره من الأطوار في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وأثناء المصيبة وختامها قبل التخمس:

فرأت سرجه خليا فنادت‏                تلك واوالدي وذي واعمادي‏
وغدت ولَّها بغير شعور                نحو مثوى بقيَّة الأمجاد
فرأت في الصعيد ملقى حماها         هشمت صدره خيول الأعادي‏
فدعت والجفون قرحى وفي القلب‏     لهيب من الأسى ذو اتقاد
إحمى الضائعات بعدك ضعنا           في يد النائبات حسرى بوادي‏
أو ما تنظر الفواطم في الأسر         وستر الوجوه منها الأيادي‏

الشاهد

يا عباس ما أنت اللي جبتني اه اه‏         بيدك يا خويا ركِّبتني اه اه‏
خويا بس ما رحت عني وعفتني اه اه‏     خلافك بنو أميه ولتني اه اه‏
دكعد يا خويا وشوف متني اه اه‏           ترى سياط زجر ورمتني اه اه‏

خويا وبلاه يوم لسبتني‏


وله طفلة تصوِّت مجهده‏       اتنوني يبوي وجاه جده‏
يتيمه الظعن ذبني أو تعده‏

فأقبلت زينب تتفقد الظعن وتنادي كل واحده باسمها فلما نادت سكينة لم تجبها فرمت زينب بنفسها من على ظهر الناقة وجعلت تنادي

 
 
 
 
 
 
 
 
 
51

43

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 واغربتاه واضيعتاه وهي تعدو في البوادي حافية وإذا بطفله تنادي إلى أين يا أهلي راحلون إلى أين يا أهلي ظاعنون اقبلت إليها زينب ودموعها جارية:


جاوين عني وعنك حسين‏        الكنه بفيتِّه مستظلين‏
والنه الخلك كلها مذعنين‏        امن الدهر ماكنه مخطرين‏

احمى الضائعات بعدك ضعنا      في يد النائبات حسرى بوادي‏


المجاريد:

يقرأ في ثلاثة مواضع بعد القصيدة وأثناء المصيبة وفي آخرها. وهو الذي يكون آخر حرف من الأشطر الثلاثة متشابهة أو يكون كله على قافية واحدة.

المثال الأول للموضع الأول:

متوسدين من الصعيد صخوره‏       متمهدين حرارة الرمضاء
مدثرين بكربلا سلب القنا             مزملين على اربا الدماء
خضبوا وما شابوا وكان خضابهم‏    بدم من الأوداج لا الحنَّاء
أطفالهم بلغوا الحلوم بقربهم‏         شوقاً إلى الهيجاء لا الحسناء
ومغسلين ولا مياه لهم سوى‏         عبرات ثكلى حرَّة الأحشاء
أصواتها بحت وهن نوائح‏           يندبن قتلاهن بالإيماء

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
52

44

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 يا شبان يا حلوين الأطباع‏     عفتوا الحرم نمتوا على الكاع‏

ظلت وحدها بقلب مرتاع‏       رحتوا وغدت عيلتكم ضياع‏
يشبان فركتكم ثقيله‏            ينجوم غيبتكم طويله‏
يحلوين يبدور الجبيله‏         طاح الحمل يا هو اليشيله‏

وظعن الحراير من يجي له‏

المثال الثاني والثالث للموضعين الثاني والثالث:

لما دخل ركب الإمام إلى الكوفة ووقف الظعن ليستريح قليلاً وإذا بطفلة للحسين تخلفت عن الظعن وبقيت تحت شجرة فأقبل القوم لرفع رأس الإمام فلم يتمكنوا حتى اجتمع عليه أربعون فارساً جاؤوا إلى عمر ابن سعد اخبروه بذلك قال سلوا زين العابدين أقبلوا إلى الإمام عليه السلام قال قولوا لعمتي زينب أن تتفقد الظعن لعل طفلاً تخلف عن الظعن.

َكال الهم وشب نار كبده‏            ودمعه جره وسال على خده‏
امن الأطفال خاف عَبت وحده‏      يوطفل ما ذي الحبل زنده‏
هاي على أبوي تصير شده‏         أطفاله كلها اعزاز عنده‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
53

 


45

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 النعي:


أيضاً هو من الأطوار المهمة المؤثرة في قراءة المصيبة ليس له ضابطة في القراءة لذا استعمله الخطباء كل على طريقته الخاصة:

شحكي وعلي مرَّت مصايب‏     منها القلب والكبد ذايب‏
طبينة ديوان الأجانب‏           لا ساتر ليمنع وحاجب‏
واتشمتت بينه الأجانب‏         ميته عسى بين الغوالب‏

اولا غربتي أو هاي النوايب‏

طريقة أخرى:

دفنوك يا عمه رقية           ابديرة غرب سودة عليَّه‏
واللَّه لون يحصل بديه‏       بينك وبين الغاضريه‏
لسوِّي الدرب روحه وجيَّه‏    وازورك وازوِّر هالحميَّه‏
الظلت منازلهم خليَّه‏          واصلّ‏ِ الدمع صبح أو مسيه‏
لمن توافيني المنيه‏           اي وحكى ظلع امِّي الزكيه‏

والحمد للّه رب العالمين‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
54

46

القسم الثاني: الشعر الشعبي

 ارشادات هامة للخطيب‏


1- الاعتدال في الطعام، فإن التخمة كالجوع يؤثران سلبا في أثناء الخطابة والقراءة.

2- مظهر الخطيب، إن لحسن المظهر واعتدال الزي أثر بالغ في نفوس الحاضرين سيما إذا كان ذلك متناسبا مع أجواء الحداد والحزن.. وهذا يساعد بوضوح على نجاح المجلس.

3- جلسة الخطيب، فيكون في جلوسه على هيئة المتصدي للخطاب، المقبل بكليته على الحضور، المتصفح وجوه الحاضرين بهيبة ووقار، مع مراعاة عدم تأثر أدائه سلبا بكيفية الجلوس.

4- حركة الخطيب، إن حركة اليدين والوجه أثناء الخطابة تفصحان عن مقصود الخطيب ومراده من الكلام، وتساعدان على بيان مرامه، وذلك إذا أحسن استخدامهما وكان دقيقا في حركاته وسكناته بحيث أعطى المشهد الخطابي حقه المناسب من التصوير.

5- لسان الخطيب، رائد الخطيب هو لسانه وبيانه، وجمال الرجل فصاحة لسانه، واللسان بضعة من الانسان فلا يسعده القول اذا امتنع، ولا يمهله النطق اذا اتسع، فلا ينبغي بالخطيب الكلام فيما لا يعرف طريقته ولا يعلم حقيقته، بل اذا اراد ان يتكلم بكلام تدبره في نفسه فان كان خيرا ابداه وان كان شرا واراه، ويتكلم بما لا تمجه الاذان ولا يتعب فهمه الأفهام، وعليه فمن الضروري أن يسيطر الخطيب على لسانه، وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة منها..

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
55

47
معين القرّاء في أطوار مجالس العزاء