المقدمة
المقدمة
1
المقدمة
والمعارف القرآنية، مدخل إلى علوم القرآن، تجويد القرآن، إعراب القرآن، دروس في علوم القرآن، وهدى القرآن.
2
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
أهداف الدرس
3
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
معنى التفسير
4
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
- "هو محاولة إزالة الخفاء في دلالة الكلام ... بحيث ستر وجه المعنى، ويحتاج إلى محاولة واجتهاد بالغ حتّى يزول ويرتفع الإشكال"1.
5
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
وواقع الأمر أنّ الله سبحانه ندب إلى الاستنباط وأوضح السبيل إليه، ومدح أقواماً عليه، فقال: ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾1، وذمّ آخرين على ترك تدبّره، والإضراب عن التفكّر فيه، فقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾2، وذكر أنّ القرآن منزل بلسان العرب، فقال: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾3. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم عنّي حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فاقبلوه، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط". فبيّن أنّ الكتاب حجّة ومعروض عليه، وكيف يمكن العرض عليه وهو غير مفهوم المعنى؟4.
6
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
وأخذ عنه صلى الله عليه وآله وسلم الإمام عليّ عليه السلام هذه العلوم والمعارف1، ثمّ الأئمّة عليهم السلام من بعده، وقدّمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع القرآن الكريم إلى الأمّة، بوصفهما متلازمين لا ينفكّ أحدهما عن الآخر، وأمرهم بوجوب التسمّك بهما، على ما ورد في حديث الثقلين المرويّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم والمتواتر تواتراً معنويّاً عند الفريقين2.
7
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
- مدرسة المدينة: وقوامها الأئمّة الثلاثة من أهل البيت عليهم السلام: الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام، والإمام محمد الباقر عليه السلام والإمام جعفر الصادق عليه السلام، وقد تميّزت هذه المدرسة بالعمق والموضوعيّة والتراث التفسيريّ الغزير الذي أُثِرَ عنها، وشكّلت نواة للتفاسير في عصور لاحقة.
8
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
ومع بداية القرن الثاني الهجري ظهرت مؤلّفات جديدة تعنى بموضوعات قرآنيّة خاصّة في حقل التفسير، ككتاب الأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ.ق)، ومعاني القرآن للفرّاء (ت: 207هـ.ق)، ومجاز القرآن لأبي عبيدة (ت: 210هـ.ق)، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيّبة (ت: 270هـ.ق)...
9
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
- التبيان في تفسير القرآن، لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385-460هـ.ق).
10
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
فبرزت مجموعة من المناهج والاتّجاهات التفسيريّة الجديدة التي تركّز على الجوانب الأدبيّة والفنّيّة في القرآن، كتفسير في ظلال القرآن للسيد قطب، وتارة تركّز على الجانب العلميّ، كالجواهر في تفسير القرآن الكريم، لطنطاوي جوهري، وتارة تركّز على الاتّجاه الاجتماعيّ والواقع المعاصر، كتفسير الأمثل، للشيخ ناصر مكارم الشيرازي، وتفسير الكاشف، للشيخ محمد جواد مغنية، وتارة تركّز على التفسير الموضوعي انطلاقاً من قضايا الواقع المعاش، كالميزان في تفسير القرآن، للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، وتارة تركّز على الوحدة البنائيّة في القرآن، كالتفسير البنائيّ، للدكتور محمود البستانيّ...
22
11
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
المفاهيم الرئيسة
12
الدرس الأول: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (1)
للمطالعة
13
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
أهداف الدرس
14
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
أهمّيّة علم التفسير
15
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
مع سؤالهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. ومعلوم أنّ تفسير بعضه يكون من قبيل بسط الألفاظ الوجيزة، وكشف معانيها، وبعضه من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض"1.
16
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
هـ- الفائدة السلوكيّة: المساهمة في تحصيل السكينة والاطمئنان والاستقامة في السلوك.
17
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
والتصنيف والتبويب، من خلال إجراء عمليّة تحليل للمعطيات القرآنيّة.
18
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
- السلبيّة والإيجابيّة: فالمفسّر في التفسير الترتيبيّ يلعب دوراً سلبيّاً في عمليّة التفسير، فهو مجرّد متلقٍّ للمعطى التفسير، بينما المفسّر بالتفسير الموضوعيّ يؤدّي دوراً إيجابيّاً تفاعليّاً مع القرآن، من خلال عمليّة الحوار والاستنطاق.
19
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
ب- قواعد التفسير:
20
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
ز- الضوابط التفسيريّة:
21
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
المفاهيم الرئيسة
22
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
فكّر وأجب
23
الدرس الثاني: مباحث تمهيديّة في علم التفسير (2)
للمطالعة
24
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
أهداف الدرس
25
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
إنّ العمليّة التفسيريّة عمليّة دقيقة وحسّاسة جدّاً، لكونها محاولة بحثيّة لاستكشاف معاني القرآن الكريم وحقائقه، ومن هذا المنطلق، لا بدّ لهذه العمليّة من ضوابط معرفيّة ومنهجيّة وتطبيقيّة وفنّيّة تضبط هذه العمليّة وترشّدها وتوجّهها وجهتها الصحيحة والسليمة.
26
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
المؤهّلات الشخصيّة الذاتيّة
27
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
2- الإخلاص:
28
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
4- الفهم الشموليّ:
29
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
وقد حثّ الإمام الخمينيّ قدس سره على إعمال التدبّر في آيات القرآن الكريم لاكتشاف معارف القرآن وحقائقه، حيث قال: "لا بدّ لك أن تلفت النظر إلى مطلب مهمّ يُكشَفُ لكَ بالتوجّه إليه طريقُ الاستفادة من الكتاب الشريف، وتنفتح على قلبك أبواب المعارف والحكم، وهو: أن يكون نظرك إلى الكتاب الشريف الإلهيّ نظر التعليم، وتراه كتاب التعليم والإفادة، وترى نفسك موظّفة على التعلّم والاستفادة، وليس مقصودنا من التعليم والتعلّم والإفادة والاستفادة: أن تتعلّم منه الجهات الأدبيّة والنحو والصرف، أو تأخذ منه الفصاحة والبلاغة والنكات البيانيّة والبديعيّة، أو تنظر في قصصه وحكاياته بالنظر التاريخيّ والاطّلاع على الأمم السالفة، فإنّه ليس شيء من هذه داخلاً في مقاصد القرآن، وهو بعيد عن المنظور الأصليّ للكتاب الإلهيّ بمراحل. وليس مقصودنا من هذا البيان الانتقاد للتفاسير، فإنّ كلّ واحد من المفسّرين تحمّل المشاق الكثيرة والأتعاب التي لا نهاية لها حتّى صنف كتاباً شريفاً، فلله درّهم، وعلى الله أجرهم، بل مقصودنا هو: أنّه لا بدّ وأن يُفتَح للناس طريق الاستفادة من هذا الكتاب الشريف، الذي هو الكتاب الوحيد في السلوك إلى الله، والكتاب الأحديّ في تهذيب النفوس والآداب والسنن الإلهيّة، وأعظم وسيلة للربط بين الخالق والمخلوق، والعروة الوثقى، والحبل المتين للتمسّك بعزّ الربوبية. فعلى العلماء والمفسّرين أن يكتبوا التفاسير، وليكن مقصودهم: بيان التعاليم والمقرّرات العرفانيّة والأخلاقيّة، وبيان كيفيّة ربط المخلوق بالخالق، وبيان الهجرة من دار الغرور إلى دار السرور والخلود، على نحو ما أُودِعَت في هذا الكتاب الشريف، فصاحب هذا الكتاب ليس هو السكّاكيّ، فيكون مقصده جهات البلاغة والفصاحة، وليس هو سيبويه والخليل، حتّى يكون منظوره جهات النحو والصرف، وليس المسعوديّ وابن خلّكان، حتّى يبحث حول تاريخ العالم... هذا الكتاب ليس كعصى موسى عليه السلام ويده البيضاء، أو نفس عيسى عليه السلام الذي يحيي الموتى، فيكون للإعجاز فقط، وللدّلالة على صدق النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، بل هذه الصحيفة الإلهيّة كتاب إحياء القلوب بالحياة الأبديّة العلميّة والمعارف الإلهية. هذا كتاب الله يدعو إلى الشؤون الإلهيّة، فالمفسّر، لا بدّ وأن يعلم الشؤون الإلهيّة، ويُرجِع الناس
43
30
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
إلى تفسيره، لتعلّم الشؤون الإلهيّة، حتّى تتحصّل الاستفادة منه: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾1. فأيّ خسران أعظم من أن نقرأ الكتاب الإلهيّ منذ ثلاثين أو أربعين سنة، ونراجع التفاسير، ونحرم مقاصده: ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾2"3.
31
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
من تعليم الأسماء هي التحقّق بمقام أسماء الله. كما أنّ المرتبة العالية من الإحصاء الذي هو في الرواية الشريفة أنّ لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، هي التحقّق بحقيقتها التي تنيل الإنسان جنة الأسماء. فالإنسان يستطيع أن يكون مظهراً لأسماء الله، والآية الكبرى الإلهية بالارتياضات القلبية، ويكون وجوده وجوداً ربّانياً، ويكون المتصرّف في مملكته يدا الجمال والجلال الإلهيّ. وبالجملة، من أراد أن يأخذ من القرآن الشريف الحظّ الوافر والنصيب الكافي فلا بدّ له من أن يطبّق كلّ آية شريفة من الآيات على حالات نفسه حتّى يستفيد استفادة كاملة، مثلاً يقول الله تعالى في سورة الأنفال في الآية الشريفة: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾1، فلا بدّ للسالك من أن يلاحظ هل هذه الأوصاف الثلاثة منطبقة عليه، وهل قلبه يجِلُ إذا ذكر الله ويخاف؟ وإذا تليت عليه الآيات الشريفة الإلهية يزداد نور الإيمان في قلبه؟ وهل اعتماده وتوكّله على الحقّ تعالى؟ أو أنّه في كلّ من هذه المراحل راجل ومن كلّ هذه الخواص محروم؟ فإن أراد أن يفهم أنّه من الحق تعالى خائف وقلبه من خوفه وجل، فلينظر إلى أعماله. فوظيفة السالك إلى الله هي أن يعرض نفسه على القرآن الشريف، فكما أنّ الميزان في صحة الحديث وعدم صحته واعتباره وعدم اعتباره أن يعرض على كتاب الله فما خالف كتاب الله فهو باطل وزخرف، كذلك الميزان في الاستقامة والاعوجاج والشقاوة والسعادة هو أن يكون مستقيماً وصحيحاً في ميزان كتاب الله، وكما أن خُلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القرآن، فاللازم له أن يجعل خُلقه موافقاً للقرآن حتّى يكون مطابقاً لخُلق الوليّ الكامل أيضاً، والخُلق الذي يكون مخالفاً لكتاب الله فهو زخرف وباطل. وكذلك جميع المعارف وأحوال قلبه وأعمال الباطن والظاهر له لا بدّ من أن يطبّقها على كتاب الله ويعرضها عليه حتّى يتحقّق بحقيقة القرآن ويكون القرآن له صورة باطنية2.
1- سورة الأنفال، الآية2.
2- انظر: الخميني، الآداب المعنويّة للصلاة، م.س، ص353-356.
45
32
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
7- القدرة على التحليل والتركيب:
33
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
المفاهيم الرئيسة
34
الدرس الثالث: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (1): المؤهّلات الذاتيّة
للمطالعة
35
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
أهداف الدرس
36
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
ينبغي للمفسّر أن يتوافر على مجموعة من المعارف والعلوم الآليّة1 الّتي تؤهّله معرفيّاً وعلميّاً للخوض في عمليّة التفسير. ويمكن إيجاز هذه المعارف والعلوم بالآتي:
37
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
فلا بدّ للمفسّر من معرفة موارد الاستعمال القرآنيّ للألفاظ وتحديد معانيها في عصر النزول1.
38
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
من المعاني التبعيّة، والتنبّه لاختلاف معاني الكلمات الذي ينشأ في كثير من الأحيان من الاختلاف في الاشتقاقات، بما يمكن أن يؤدّي إلى وقوع الخطأ في الفهم والتفسير، ومثال على ذلك: فهم كلمة "إمامهم" في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾1، على أنّها جمع لكلمة "أمّ"، فيكون المراد من الآية: أنّ الناس يُدعون يوم القيامة بأمّهاتهم دون آبائهم! وحقيقة الأمر أنّ هذا خطأ جسيم مردّه إلى عدم الإلمام بقواعد الصرف والاشتقاق، فإنّ كلمة "أمّ" لا تجمع على "إمام"، بل على "أمّات" أو "أمّهات"2.
39
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
معرفة علوم القرآن الكريم
40
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
- التحقّق من سلامة النصّ: ويتكفّل بذلك علم رجال الحديث الذي يُعنى بدراسة أحوال الرواة، وعلم دراية الحديث الذي يُعنى بأحوال الحديث متناً وسنداً، وعلم تاريخ الحديث الذي يعنى بالتحقّق من النسبة التاريخيّة للحديث، وعلم فقه الحديث الذي يعين على التحقّق من نسبة مضمون الحديث إلى قائله.
41
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
وتُعدّ بعض المواقف المبدئيّة لعلم الكلام بمثابة مبادىء تفسيريّة للمفسّر في عمليّة التفسير، كما في مسألة الإمامة، والعصمة، والحسن والقبح العقليّين، واختيار الإنسان، وغيرها من المسائل.
42
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
ومن هنا كانت الصلة الوثيقة بين علم التفسير ومعرفة التاريخ، فإنّ الاطّلاع على تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام وتاريخ عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والبعثة المباركة، له الأثر الإيجابيّ الكبير في عملية إيضاح مداليل كثير من الآيات المباركة وبيان مقاصدها.
43
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
ب- المعارف والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة:
44
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
المفاهيم الرئيسة
45
الدرس الرابع: شروط المفسِّر ومؤهّلاته (2): المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة
للمطالعة
46
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
أهداف الدرس
47
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
لا بدّ للمفسّر من القيام بمجوعة من الخطوات في عمليّة التفسير، حتى يتسنّى له الوصول إلى معاني الآيات وبيان المراد منها. ويمكن إيجاز هذه الخطوات بالآتي1:
48
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
وقد ورد الذِكْر في مقابل الغفلة والنسيان في القرآن الكريم: في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾1، ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾2، ﴿وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا﴾3، ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾4، ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ﴾5، وغيرها من الآيات.
49
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾1، ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾2، ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ﴾3، ﴿وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ﴾4، ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى﴾5.
50
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
انبساط خاصّ في القلب يعي به القول الحقّ والعمل الصالح من غير أن يتضيّق به، وتهيّؤ مخصوص لا يأبى به التسليم لأمر الله ولا يتحرّج عن حكمه. وقد رسم الله سبحانه لهذه الهداية رسماً آخر وهو ما في قوله عقيب ذكره هدايته أنبياءه الكرام وما خصّهم به من النعم العظام: ﴿وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾1، وهي تدلّ على أنّ من خاصّة الهداية الإلهيّة أنّها تورد المهتدين بها صراطاً مستقيماً وطريقاً سويّاً لا تخلّف فيه ولا اختلاف، فلا بعض أجزاء صراطه الذي هو دينه بما فيه من المعارف والشرائع يناقض بعضه الآخر، لما أنّ الجميع يمثّل التوحيد الخالص الذي ليس إلا حقيقة ثابتة واحدة، ولما أنّ كلّها مبنيّة على الفطرة الإلهيّة التي لا تخطئ في حكمها ولا تتبدّل في نفسها ولا في مقتضياتها: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾2، ولا بعض الراكبين عليه السائرين فيه يألفون بعضاً آخر، فالذي يدعو إليه نبيّ من أنبياء الله عليهم السلام هو الذي يدعو إليه جميعهم: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾3، والذي يندب إليه خاتمهم وآخرهم هو الذي يندب إليه آدمهم وأوّلهم، من غير أيّ فرق، إلا من حيث الإجمال والتفصيل4.
51
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
- مبدأ الاستخلاف: قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾1، ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾2.
52
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
- مبدأ فاعلية الإنسان: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾1، ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾2.
53
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
تصحيح فهمه للنصّ من خلال عرض هذا الفهم عليها، وقياس مدى انسجامه معها، من جهة أخرى.
54
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
أ- القيام بقراءة النصّ القرآنيّ، بنظارة (رسالة القرآن - أهدافه العامّة - مبادئه الأساس)، وفق مستويات ثلاثة:
55
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
- مراعاة خصوصيّات الخطاب القرآنيّ (رساليّ/ تشريعيّ/ رعويّ تنظيميّ/ دعويّ/ تربويّ/ نفسيّ/ إرشاديّ/ مباشر/ غير مباشر/ ...).
56
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
المفاهيم الرئيسة
57
الدرس الخامس: خطوات عملية التفسير
للمطالعة
58
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
أهداف الدرس
59
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
لا بدّ للمفسِّر في عمليّة التفسير من الرجوع إلى الأصول الآتية، بوصفها مصادر في التفسير ومنابع له، وهي:
60
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
- بحث دلاليّ:
61
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
جرياً على اعتبار ظواهر سائر الكتب الموضوعة للتفهيم والتفاهم وإرادة إيصال المقاصد للآخرين، على أنّ القرآن نفسه قد حثّ الناس على التدبّر في آياته، وذمّ المعرضين عن التدبّر!: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾1.
62
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
- الروايات الكثيرة الدالّة على لزوم التمسّك بالقرآن عند وقوع الفتن. ولازم ذلك إمكانية فهم القرآن ومقاصده1.
63
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
أ- الأحاديث المتواترة: وهي عبارة عن خبر جماعة (يفيد القطع بنفسه، وليس بانضمام القرائن) يمتنع تواطؤهم على الكذب، وفي النتيجة يوجب العلم بصدور الخبر. وبعبارة أخرى: هو نقل الروايات لإحدى القضايا بصور متعدِّدة وبطرق مختلفة بحيث يحصل الاطمئنان بعدم كذب مضمونها، لأنّه من غير الممكن عادة أن يتّفق جميع الرواة على الكذب. وتُعدّ الأحاديث المتواترة حجّة في التفسير، لأنّها تفيد العلم، فلا بدّ من الأخذ بها في التفسير والعمل بمضمونها1.
64
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
الثالث: أخبار الآحاد المعتبرة: هي الأخبار التي تكون طريقاً معتبراً، بحيث تفيد الظنّ بالصحّة، ولا تورث اليقين.
65
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
وهكذا قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾1، ومثله الآيات الظاهرة على خلاف حكم العقل القطعي2.
66
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
المعاجم والقواميس اللغويّة المتخصّصة والمتتبّعة للاستعمالات اللغويّة المختلفة للألفاظ وتطوّراتها1، وكذلك يمكن الرجوع إلى تفاسير الصحابة، بوصفهم قريبين من عصر النزول، بخصوص إيرادهم تحديد مدلول لغويّ للفظ ما، بشرط أن يكونوا بصدد نقل معنى متداول في عصر النزول، وليس إيرادهم له ناشئاً عن اجتهاد شخصيّ في الفهم.
67
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
أو قوله: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ﴾1، أو قوله: ﴿يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ﴾2، فهمنا: أنّ الجميع سنخ واحد من الإرادة، لما أنّ الأمر على ذلك فيما عندنا، وعلى هذا القياس. وهذا شأننا في جميع الألفاظ المستعملة، ومن حقنا ذلك، فإنّ الذي أوجب علينا وضع ألفاظ إنّما هي الحاجة الاجتماعية إلى التفهيم والتفهم، والاجتماع إنّما تعلّق به الإنسان ليستكمل به في الأفعال المتعلّقة بالمادّة ولواحقها، فوضعنا الألفاظ علائم لمسمياتها التي نريد منها غايات وأغراضاً عائدة إلينا. وكان ينبغي لنا أن نتنبّه: أنّ المسمّيات المادّيّة محكومة بالتغيّر والتبدّل بحسب تبدّل الحوائج في طريق التحوّل والتكامل، كما أنّ السراج أوّل ما عمله الإنسان كان إناء فيه فتيلة وشيء من الدهن تشتعل به الفتيلة للاستضاءة به في الظلمة، ثم لم يزل يتكامل حتّى بلغ اليوم إلى السراج الكهربائيّ، ولم يبق من أجزاء السراج المعمول أولاً الموضوع بإزائه لفظ السراج شيء ولا واحد. وكذا الميزان المعمول أولاً، الميزان المعمول اليوم لتوزين ثقل الحرارة مثلاً. والسلاح المتّخذ سلاحاً أوّل يوم، السلاح المعمول اليوم إلى غير ذلك. فالمسميات بلغت في التغيّر إلى حيث فقدت جميع أجزائها السابقة ذاتاً وصفة، والاسم مع ذلك باق، وليس إلّا لأنّ المراد في التسمية إنّما هو من الشيء غايته، لا شكله وصورته، فما دام غرض التوزين الاستضاءة أو الدفاع باقياً كان اسم الميزان والسراج والسلاح وغيرها باقياً على حاله. فكان ينبغي لنا أن نتنبّه إلى أنّ المدار في صدق الاسم اشتمال المصداق على الغاية والغرض، لا جمود اللفظ على صورة واحدة. ومن هنا، كان الاتّكاء والاعتماد على الأنس والعادة في فهم معاني الآيات يشوش المقاصد منها ويختلّ به أمر الفهم، كقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾3، وقوله: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾4"5.
1- سورة القصص، الآية 5.
2- سورة البقرة، الآية 185.
3- سورة الشورى، الآية 11.
4- سورة الأنعام، الآية 103.
5- انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص9-11.
85
68
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
المفاهيم الرئيسة
69
الدرس السادس: أصول التفسير ومصادره
للمطالعة
70
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
أهداف الدرس
71
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
ويُراد بالقواعد اللغويّة خصوص القواعد التي تدخل في تنظيم اللغة العربية، فكلّ منظّم لغويّ هو قاعدة لغويّة، وهي تارة صرفيّة، وأخرى نحويّة، وثالثة بلاغيّة، ورابعة اعتبارات ترجع إلى نواظم لغويّة أخرى. ومن أبرز هذه القواعد الآتي1:
72
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
أنّ صحّة حمل اللفظ على ما يشكّ في وضعه له علامة على الحقيقة، وعدم صحّة الحمل علامة على المجاز.
73
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
بالبصَر ويَسْمَع بالأُذُن، كالإنسان. والله سبحانه منزّه عن ذلك. ولكنّ استخدام هذه الأوصاف بالنسبة إلى الله سبحانه، لإرادة معنىً آخر أراده الله في تبيين ذاته، كقوله تعالى: ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾1، العالم والمحيط بالمسموعات والمبصرات. وكذلك استعمال صفتي الرحمن والرحيم، وهما من الرحمة، وهي بحسب الوضع اللغويّ وصف انفعاليّ وتأثّر خاصّ يلمّ بالقلب عند مشاهدة من يفقد أو يحتاج إلى ما يتمّ به أمره، فيبعث الإنسان إلى تتميم نقصه ورفع حاجته، ولكنّ هذا المعنى يرجع بحسب التحليل إلى الإعطاء والإفاضة لرفع الحاجة، وبهذا المعنى يتّصف سبحانه بالرحمة، وهو بذلك حقيقة قرآنيّة فيه2. وكذا سائر صفات الله تعالى، فعلى هذا المبنى لم يكن الاستعمال مجازاً.
74
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
قاعدة العناية بموارد التقديم والتأخير
75
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
الرجوع إلى مرجع حتّى يعيّنه، ولا سيّما في تفسير آيات الأحكام. وهذا المرجع: إمّا هو القرآن نفسه إذا ذكر المحذوف في موضع آخر، وإمّا هو السنّة الشارحة للآيات.
76
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾1، الأصل (وإليه أرجع)، فالتفت من التكلّم إلى الخطاب، لإرادة نصح قومه.
77
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
في الثاني على التابوت وفي الأول على موسى عليه السلام، وعدّه تنافراً مخرِجاً للقرآن عن إعجازه، حيث قال: "الضمائر كلّها راجعة إلى موسى، ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت فيه هجنة، لما يؤدّي إليه من تنافر النظم الذي هو أمّ إعجاز القرآن"1.
78
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
المفاهيم الرئيسة
79
الدرس السابع: قواعد التفسير(1): قواعد لغويّة
للمطالعة
80
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
أهداف الدرس
81
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
تقدَّم خلال بحث الشروط العلميّة والمعرفيّة للمفسّر وجه حاجته في عمليّة التفسير لبعض القواعد المبحوثة في علم أصول الفقه، ومن أبرز هذه القواعد الآتي1:
82
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
وإذا أُحتمل التقدير في الكلام، وليس هناك دلالة على التقدير، فالأصل هنا عدم التقدير.
83
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
وفي تخصيص القرآن الكريم بما ورد في السنّة الشريفة، فهو جائز في صورة لو ثبتت حجّية خبر الواحد بدليل قطعيّ1.
84
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
مثال الإجمال في المعارف، قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾1، فإنّ نعم الله كثيرة، والمنعمون عليهم كثيرون، فأيّهم أراد الله في هذه الآية الكريمة؟ فتبيّن إجماله بقوله تعالى: ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ﴾2.
85
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
ودلالة المفهوم بالنسبة للمنطوق على نحوين:
86
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
فإنّ التحريم لا يتعلّق بالأعيان، وإنّما يتعلّق بالأفعال ذات الصلة بالأعيان، فتتوقّف استقامة المعنى المقصود على تقدير فعل مناسب ليدلّ على المعنى المسكوت، وهو في الأوّل أكل الميتة أو بيعها، وفي الثاني تحريم نكاحهنّ. وكذا قوله عزّ وجلّ: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾1، أي: الحجّ أشهره أشهر معلومات.
87
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
المفاهيم الرئيسة
88
الدرس الثامن: قواعد التفسير(2): قواعد أصوليّة
المفاهيم الرئيسة
89
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
أهداف الدرس
90
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
تقدَّم خلال بحث الشروط العلميّة والمعرفيّة للمفسّر وجه حاجته في عمليّة التفسير لبعض القواعد المبحوثة في علوم القرآن، ومن أبرز هذه القواعد الآتي1:
91
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
المراد من الآية من خلال معرفة مصداقها وخصائصه، بما يعين المفسّر على انتزاع مفهوم تفسيريّ منها، وتجرية حكمها وتطبيقه على المصاديق الأخرى التي تشترك مع مصداق النزول في خصائصه، على اختلاف الزمان والمكان1. ومثال على أهمّية معرفة أسباب النزول: قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾2، فإنّ فهم الآية المباركة ومعرفة من هم أهل البيت عليهم السلام المقصودون فيها، يتوقّف على معرفة الزمان والمكان والأشخاص والظروف الّتي نزلت فيها الآية المباركة، وبالوقوف على كلّ ذلك نفهم الآية فهماً صحيحاً ونقف على المراد الإلهيّ منها، فنعرف أنّ أهل البيت عليهم السلام في الآية المباركة، هم: محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام، وليس أيّ أحد سواهم، كما ادّعى الآخرون حيث وقعوا في سوء الفهم والخطأ الكبير، لأنّهم تجاهلوا أسباب نزول الآية المباركة وظروفها.
92
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
معاً. وقد تكون واقعة سبباً للنزول ولا تكون شأناً للنزول، كما هو الحال بالنسبة إلى ما ورد من حادثة إنفاق الإمام عليّ عليه السلام بخصوص قوله - تعالى -: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾1 إذ عدّت الحادثة سبباً للنزول، وليست شأناً للنزول، نظراً إلى أنّ سياق الآية ومضمونها يتحدّثان عن الولاية وبيان واقعها الخارجي دون بيان مزّية الإنفاق.
93
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
ومن الأمور الدخيلة في عملية التفسير وتكوين الفهم للآيات القرآنية هو معرفة زمان النزول ومكانه، ويترتّب على ذلك النتائج الآتية:
94
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
- قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ...﴾1.
95
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
في قوله تعالى: ﴿فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ﴾1. وبعد مدّة نُسِخَ هذا الحكم، وأُمروا بقتالهم في قوله تعالى: ﴿قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ﴾2.
96
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
قاعدة العناية بالتناسب
97
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
هـ- تناسب السور:
98
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
قاعدة العناية بالجري والتطبيق
99
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام"1، حيث بيّنت الرواية نماذج من مصاديق مفهوم كلّيّ، وهو مزية السبق في الخيرات من الأعمال ونيل الرحمة والرضوان، وهي بذلك في مقام التطبيق2.
100
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
المفاهيم الرئيسة
101
الدرس التاسع: قواعد التفسير (3): قواعد من علوم القرآن
للمطالعة
102
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
أهداف الدرس
103
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
تعريف القرائن التفسيريّة
104
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
أنواع القرائن
105
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
العلم"، فإنّ قيد "من العلم" هو قرينة صارفة للمعنى الحقيقيّ لكلمة "بحر"، من جهة، ومعيّنة للمعنى المجازيّ لكلمة "بحر"، وهو العالم من جهة ثانية.
106
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
- قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾1، فإنّ متعلّق التحريم في الآية غير واضح، ولا بدّ من توضيحه من خلال القرائن، ومنها:
107
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
- قرينة سياق المقطع (قرينة لفظيّة متّصلة معيِّنة)، فهي تفيد بنحو جليّ وواضح، بضميمة وحدة السياق في المقطع (إحراز وحدة الموضوع + إحراز وحدة النزول) أنّ المراد بالفعل المحظور على المكلّف هو فعل الوطء بالمصاديق المذكورة في هذه الآية، بقرينة التعبير قبل هذه الآية بقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً﴾1، وبعد هذه الآية بقوله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾2.
108
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
- قوله تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾1، فإنّ المعنى المتبادر من لفظ "سميع" هو السمع بواسطة آلة الأذن، ولفظ "بصير" هو الرؤية بواسطة آلة العين، ولكنّ هذين المعنيين مستحيلان بحقّه تعالى، لامتناعهما عقلاً (قرينة عقليّة لبّيّة متّصلة صارفة)، فلا بدّ من صرف اللفظ عن حقيقته اللغويّة إلى معنى مجازيّ لغةً مستعمل في كلام العرب (قرينة لفظيّة منفصلة معيّنة)، بحيث يكون حقيقة في الاستعمال القرآنيّ، وهو العلم بالسموعات والعلم بالمبصرات.
1- سورة المجادلة، الآية 1
132
109
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
المفاهيم الرئيسة
110
الدرس العاشر: القرائن التفسيريّة (1)
للمطالعة
111
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
أهداف الدرس
112
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
هي كلّ ما اتّصل بالكلام، وكان له أثر فاعل في استيعاب الكلام وفهم مراد المتكلّم، سواء أكان من سنخ الألفاظ أم من غير سنخ الألفاظ1.
113
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
د- أنواع السياق وتطبيقاته:
114
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
وَتَقْوَاهَا﴾1 يعيّن الحمل على الموصوليّة، لأنّ حملها على المصدريّة يصيّر الضمير في (فألهمها) من غير مرجع، بخلاف حملها على الموصوليّة.
115
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
القرائن المتّصلة غير اللفظية (اللبّيّة)
116
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
ب- أجواء الكلام:
117
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
وإليه أشارت الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، منها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "نزل القرآن بإيّاك أعني واسمعي يا جارة"1. وفي حديث طويل عن الإمام الرضا عليه السلام أجاب فيه عن مجموعة من المسائل التي سأله إيّاها المأمون العبّاسي، حيث قال له المأمون: لله درّك أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾2 قال الرضا عليه السلام: "هذا ممّا نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة، خاطب الله عزّ وجلّ بذلك نبيّه، وأراد به أمّته. وكذلك قوله تعالى: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾3، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً﴾4". قال: صدقت يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم5.
118
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
الكلام يعيّن معنى تعجيم الكتاب (مقام رفع اللبس والغموض)، دون معنى الخطّ الغليظ من معاني "مرقوم"1.
119
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
المفاهيم الرئيسة
120
الدرس الحادي عشر: القرائن التفسيريّة (2): القرائن المتّصلة
للمطالعة
121
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
أهداف الدرس
122
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
هي كلّ ما ارتبط بالكلام بالرغم من عدم اتّصاله به، وكان له أثر فاعل في استيعاب الكلام وفهم مراد المتكلّم، سواء أكان من سنخ الألفاظ أم من غير سنخ الألفاظ1.
123
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
- توجيه القرآن نفسه المفسّر لفهمه وفق هذه الطريقة: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...﴾1، فالأمّ هي المبدأ والأصل وما يُرجَع إليه. ومن هنا، كان فهم بعض آيات القرآن، كالآيات المتشابهات الواردة في مواضع متفرّقة في القرآن غير متيسّر بل غير جائز إلا بالرجوع إلى آيات أخرى واردة في مواضع أخرى، بوصفها أصلاً لها ومرجعاً في عمليّة الفهم2.
124
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ...﴾1، وهو أنّ المراد بالمطلّقات ليس على عمومه، بل خصوص من كانت مستقيمة الحيض مدخولاً بها، فيخرج خصوص من لم تكن مدخولاً بها، واليائس، والصغيرة، والحامل2.
125
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
- آيات القرآن التي تُوكِل مهمّة بيان القرآن وتفصيل معانيه وحقائقه إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾1، ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾2.
126
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
الإجماع وضرورات الدين والمذهب
127
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
128
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
المفاهيم الرئيسة
129
الدرس الثاني عشر: القرائن التفسيريّة (3): القرائن المنفصلة
للمطالعة
130
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
أهداف الدرس
131
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
تعريف المنهج والاتّجاه
132
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
الفرق بين المنهج والاتّجاه التفسيريّين
133
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
ثمّ ظهرت في القرن الثاني الهجريّ مناهج وأساليب أُخرى بين المسلمين بشكل تدريجيّ، نتيجة ترجمة آثار الحضارتين اليونانية والفارسية وكتبهما، ونفوذ أفكارهما وعلومهما إلى البيئة المعرفيّة الإسلاميّة، بما أفرز مجموعة من الرؤى والأفكار والقضايا والمسائل الجديدة على المستوى الكلاميّ والفلسفيّ، فتكوّنت الاتّجاهات التفسيريّة الكلاميّة، ما أدّى إلى قيام كلّ فرقة من فرق المسلمين، كالأشاعرة والمعتزلة و... بتفسّر القرآن طبقاً لآرائها وعقائدها.
134
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
أسباب نشوء المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
135
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
- منهج تفسير القرآن بالسنّة.
136
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
- ممنوع باطل غير معتبر:
137
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
138
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
المفاهيم الرئيسة
139
الدرس الثالث عشر: المناهج والاتّجاهات التفسيريّة
للمطالعة
140
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
أهداف الدرس
141
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
تعدّ طريقة تفسير القرآن بالقرآن من أقدم الطرق في تفسير القرآن، وهي أحد أقسام المنهج النقليّ1. وقد استحسن جميع المفسّرين والمتخصّصين إلّا ما شذّ هذه الطريقة في التفسير، واستفادوا منها في كثير من الموارد، بل إنّ بعضهم عدّها من أفضل الطرق في التفسير2.
142
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
ب- استنتج الإمام عليّ عليه السلام من خلال الآيتين: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾1، ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾2، بأنّ أقلّ مدّة للحمل هي ستّة أشهر، بلحاظ أنّ مدّة الرضاع سنتان، كما تشير الآية الأولى، ومدّة الحمل والرضاع معاً ثلاثون شهراً، كما تشير الآية الثانية، والجمع بينهما يقتضي كون أقلّ الحمل ستّة أشهر3. وهذا نوع من تفسير القرآن بالقرآن.
143
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
- قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾1، بتقريب: أنّ هذه الآية قسّمت آيات القرآن إلى مجموعتين: محكمات ومتشابهات. وكلمة "المحكم" من "الإحكام" بمعنى "المنع"، ولهذا يقال للمواضيع الثابتة القويّة محكمة، لأنّها تمنع عن نفسها عوامل الزوال. كما أنّ كلّ قول واضح وصريح لا يعتريه أيّ خلاف يقال له "قولٌ محكم"، وعليه، فإنّ الآيات المحكمة هي الآيات ذات المفاهيم الواضحة والّتي لا مجال للخلاف والجدل حولها. وأمّا الآيات المتشابهة فهي الآيات ذات المعنى المعقّد، أو الّتي تحتمل معاني متعدّدة، والّتي لا يتّضح معناها المقصود إلّا في ضوء الآيات المحكمة. وقد أطلق على الآيات المحكمة "أُمُّ الكتاب"، أي هي الأصل والمرجع للآيات الأخرى، وبعبارة أخرى: لا بُدّ من إرجاع الآيات المتشابهات إلى المحكمات لكي يتّضح معناها. وهذه الطريقة هي أحد أنواع تفسير القرآن بالقرآن2.
144
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
وعزّ لا تهزم أعوانه... كتاب الله تبصرون به، وتنطقون به، وتسمعون به، وينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ولا يختلف في الله، ولا يخالف بصاحبه عن الله"1.
145
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
أدلّة القائلين بعدم حجّيّة تفسير القرآن بالقرآن
146
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
- لا يوجد تعارض بين وجود مضامين عالية وصعبة الفهم في القرآن، والرجوع إلى الظواهر الواضحة والاستدلال بها.
147
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
المحكمة، فسوف يتبيّن أنّ المقصود باليد هنا ليس هو اليد الجسمانية بل هو كناية عن شيء آخر كالقدرة مثلاً. وعلى هذا يمكن تفسير الآية: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾1، بمعنى قدرة الله.
148
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
د- توضيح الآيات المجملة بواسطة الآيات المبيّنة:
149
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
ز- جمع الآيات الناسخة والمنسوخة:
150
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
أبرز التفاسير التي تعتمد منهج تفسير القرآن بالقرآن
151
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
المفاهيم الرئيسة
152
الدرس الرابع عشر: منهج تفسير القرآن بالقرآن
المفاهيم الرئيسة
153
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
أهداف الدرس
154
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
تُعدّ طريقة تفسير القرآن بالسنّة الشريفة من أقدم الطرق والمناهج التفسيريّة وأكثرها شيوعاً في تفسير القرآن1. وهي أحد أقسام "التفسير بالمأثور" أو "التفسير النقليّ"2. ولهذا المنهج مكانة خاصّة بين المناهج التفسيريّة، وكان دائماً محطّ اهتمام المفسِّرين.
155
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
ب- عصر أهل البيت عليهم السلام:
156
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
كان هذا الكتاب ليس في متناول أيدينا الآن.
157
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
إِلَيْهِمْ﴾1، وكذا حديث الثقلين، ويمكن أن يقال إنّ الجذور التأريخية لهذا الرأي ترجع إلى شعار "حسبنا كتاب الله"، الّذي رُفع في عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والّذي أصرّ على فصل القرآن عن أهل البيت عليهم السلام.
158
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾1 في تحديد كفّارة اليمين، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، ومنها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "كفّارة اليمين يطعم عشرة مساكين لكلّ مسكين مدّ من حنطة، أو مدّ من دقيق وحفنة (ملء الكف)، أو كسوتهم لكلّ إنسان ثوبان، أو عتق رقبة، وهو في ذلك بالخيار أيّ الثلاثة صنع، فإن لم يقدر على واحدة من الثلاثة، فالصيام عليه ثلاثة أيام"2.
159
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
هـ- توضيح العناوين التكليفية الخاصّة التي ذكرها القرآن: مثال: الحقيقة الشرعيّة لمصطلح الصلاة الوارد في القرآن، كما في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾1، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام بيان كيفيّة الصلاة بلحاظ الأفعال والأقوال الخاصّة بها، منها: ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "صلّوا كما رأيتموني أصلّي"2.
160
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾1، منها: ما رواه أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: سألته عن هذه الآية ﴿وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ﴾ (قال): "هذه منسوخة"، قال: قلت: كيف كانت؟ قال: "كانت المرأة إذا فجرت فقام عليها أربعة شهود أدخلت بيتاً ولم تحدّث ولم تكلّم ولم تجالس وأوتيت فيه بطعامها وشرابها حتّى تموت"، قلت: فقوله: ﴿أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً﴾، قال: "جعل السبيل الجلد والرجم والإمساك في البيوت"2.
161
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
- تفسير الصافي: محمد بن مرتضى (الفيض الكاشاني) (1007-1091هـ.ق).
162
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
المفاهيم الرئيسة
163
الدرس الخامس عشر: منهج تفسير القرآن بالسنّة
للمطالعة
164
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
أهداف الدرس
165
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
يحظى منهج التفسير العقليّ بمنزلة خاصّة بين مناهج التفسير، وقد اتّخذت المذاهب الكلاميّة (الشيعة، المعتزلة، الأشاعرة...) بإزاء هذا المنهج مواقف مختلفة، وقد يطلق عليه في بعض الأحيان منهج التفسير الاجتهاديّ، وقد يُذكر كأحد أقسام منهج التفسير بالرأي1، وقد يُنظر إليه بنظرة مساوية للاتّجاه الفلسفيّ في التفسير2.
166
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
ولعلّ هذا الالتباس حصل بسبب الخلط في وظائف العقل، فإنّ للعقل وظيفتين:
167
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
أدلّة القائلين بحجّيّة المنهج العقليّ في التفسير
168
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
الرضا عليه السلام. وقد تبعهم في ذلك المتشرّعة من الصحابة والتابعين، وكذلك كبار المفسّرين من المتقدّمين والمتأخّرين.
169
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
وفي مقام الجواب عن هذه التقريبات، يمكن القول:
170
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
- الاستفادة من البراهين والقرائن العقلية القطعيّة.
171
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
تنطوي هذه الآية على دليل عقليّ يتألّف من مقدّمات ترشد بمجموعها العقل إلى الحكم باستحالة وجود شريك مع الله -تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً-، وقد صاغت الآية هذا الدليل وفق التالي:
172
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
- إنّ المتباينين لا يترشّح منهما إلّا أمران متباينان.
173
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
- استعلاء الإله على الإله محال، لأنّ الاستعلاء المذكور يستلزم عدم استقلال المستعلى عليه في تدبيره وتأثيره، إذ لا يجامع توقّف التدبير على الغير والحاجة إليه الاستقلال، فيكون السافل منها مستمدّاً في تأثيره محتاجاً فيه إلى العالي، فيكون سبباً من الأسباب التي يتوسّل بها إلى تدبير ما دونه لا إلهاً مستقلاً بالتأثير دونه.
174
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
175
الدرس السادس عشر: المنهج العقليّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
176
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
أهداف الدرس
177
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
المنهج الإشاريّ هو أحد المناهج القديمة في التفسير. وقد عُرِف بأسماء متنوّعة، مثل: التفسير الباطنيّ، والعرفانيّ، والصوفيّ، والشهوديّ، والرمزيّ، وكلّ من هذه الأسماء يشير إلى نوع خاصّ من هذا التفسير. وهناك اختلاف كبير في وجهات النظر بين المفسّرين والمحقّقين بالنسبة إلى هذا المنهج وأنواعه. فمنهم من ارتضى بعض أقسامه واستفاد منه، ومنهم من رفضه وعدّه من التأويل والباطن1.
178
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
وبذلك أصبح الطريق مفتوحاً لهذه الطريقة من التفسير وموضع قبول من قِبَل المسلمين، من منطلق أنّ القرآن له باطن عميق، ومعانٍ دقيقة، ويحتوي على الإشارات والكنايات.
179
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
- التفسير الإشاريّ الشهوديّ (الفيضيّ):
180
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
- منهج التفسير الإشاريّ (الباطنيّ):
181
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
ب- منهج التفسير الباطنيّ الصحيح:
182
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
أمرني في كتابه بأمر فأحبّ أن أعمله، قال عليه السلام: "وما ذاك"؟ قلت: قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾، قال عليه السلام: ﴿لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ لقاء الإمام ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ "تلك المناسك"، قال: عبد الله بن سنان فأتيت أبا عبد الله عليه السلام، فقلت: جعلت فداك قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾، قال عليه السلام: "أخذ الشارب وقصّ الأظفار وما أشبه ذلك"، قال: قلت: جعلت فداك إنّ ذريح المحاربيّ حدّثني عنك بأنّك قلت له: "﴿لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ لقاء الإمام ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ "تلك المناسك"، فقال عليه السلام: "صدق ذريح وصدقت، إنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، ومن يحتمل ما يحتمل ذريح"؟!1.
183
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
استكمال لوظيفتها في الكشف من خلال إنارته في الليل، وإمّا تبعيّة استمداد من خلال عكسه لنور الشمس في مغيبها وإنارته لأهل الأرض، وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام هو يتلو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلو الإمامة للرسالة في وظيفة بيان أمور الدين للناس والأخذ بيدهم وإرشادهم في دنياهم وأخراهم، وهو أيضاً يتلو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلو استمداد، لأنّ الإمامة نشأت من رحم الرسالة المحمّديّة وورثتها.
184
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
- مناسبة هذا المفهوم لمورد نزول الآية ولظاهر اللفظ وللقرائن العقلية والنقلية القطعية.
185
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
المفاهيم الرئيسة
186
الدرس السابع عشر: منهج التفسير الإشاريّ
للمطالعة
187
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
أهداف الدرس
188
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
تُعدّ هذه الطريقة في التفسير من الطرق الحديثة التي دخلت على علم مناهج التفسير، بفعل التأثّر من قِبَل بعض المفسّرين بالنهضة العلميّة في القرون الأخيرة وما أفرزته من علوم ومعارف تجريبيّة طبيعيّة وإنسانيّة، ما استدعى السؤال عن وجود أساسيّات هذه العلوم والمعارف في القرآن من جهة، والانسجام بين القرآن ومعطيات العلم الحديث من جهة أخرى1.
189
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
والقسم الأخير من هذه الأقسام هو الصحيح، ومعظم الإشكالات الواردة من قِبَل المفسّرين على عدم حجيّة هذا المنهج ترجع إلى القسمين الأوّلين، كما سيتّضح من خلال تفصيل أدلّة الموافقين والمخالفين لهذا المنهج.
190
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
أسباب ظهور هذا المنهج وشيوعه
191
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾1، وغيرها من الأمور العلميّة التي تحدّث عنها القرآن الكريم.
192
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
وبالتأمّل في هذه الوجوه المذكورة يتّضح أنّها تشير إلى نوع خاصّ من التفسير العلميّ، وهو: استخراج العلوم من القرآن أو تحميل النظريات غير القطعية على القرآن، بالإضافة إلى وجود خلل في الشروط التي ينبغي أن يتوافر عليها المفسّر.
193
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
أبرز التفاسير العلميّة
194
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
195
الدرس الثامن عشر: المنهج العلميّ في تفسير القرآن
للمطالعة
196
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
أهداف الدرس
197
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
لا بد للمفسّر من الاطّلاع على مشخّصات التفسير بالرأي، لاجتنابه والتحرّز من الوقوع فيه في عمليّة التفسير1، لما ورد في النصوص المستفيضة، بل المتواترة الواردة عند الفريقين عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام التي تحدّثت عن ظاهرة تفسير القرآن بالرأي ونهت عنه2.
198
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
في بعض كتب التفاسير. وقد بلغت أقصى ما وصلت إليه في العصر الحاضر، حيث سعى بعض المنافقين مع ظهور المدارس الإلحادية والتفسير بالرأي إلى أن يجذبوا شباب المسلمين إلى صفوفهم، وإخفاء مقاصدهم الإلحادية تحت هذا الستار1.
199
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
* ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم -أيضاً- قال: "قال الله جلّ جلاله: ما آمن بي مَنْ فسّر برأيه كلامي"1.
200
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
أدلّة القائلين بجواز التفسير بالرأي
201
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
ويرد على ذلك: أنّ الاجتهاد في الأحكام على قسمين، الأوّل: الاجتهاد قبل مراجعة القرائن العقلية والنقلية، والثاني: الاجتهاد بعد مراجعة القرائن العقلية والنقلية، والأوّل ممنوع، لأنّه اجتهاد وفتوى بغير دليل، والآخر جائز، لأنّه اجتهاد صحيح.
202
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
نماذج تطبيقيّة من التفسير بالرأي
203
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
204
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
المفاهيم الرئيسة
205
الدرس التاسع عشر: التفسير بالرأي
للمطالعة
206
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
أهداف الدرس
207
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
تعريف الاتّجاه الكلاميّ
208
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
اهتمامات الاتّجاه الكلاميّ
209
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
- متشابه القرآن: القاضي عبد الجبّار الهمداني (ت: 415هـ.ق)، وهو شافعيّ في المذهب الفقهيّ، ومعتزليّ في الكلام.
210
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
والفخر الرازي (ت: 543هـ.ق)، وغيرهم1. ومن أبرز التفاسير الكلاميّة عند الأشاعرة، الآتي:
211
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
والسيّد المرتضى (355-436هـ.ق)، والشيخ الطوسي (385-460هـ.ق)، والخواجة نصير الدِّين الطوسي (597-672هـ.ق)، وغيرهم1. ومن أبرز التفاسير الكلاميّة عند الشيعة، الآتي:
212
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
نماذج تطبيقيّة للاتّجاه الكلاميّ
213
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
إطلاقاً لاسم السبب على المسبّب، وحمله على الرؤية أولى من حمله على الانتظار، لأنّ تقليب الحدقة، كالسبب للرؤية ولا تعلّق بينه وبين الانتظار، فكان حمله على الرؤية أولى من حمله على الانتظار. أمّا قوله: النظر جاء بمعنى الانتظار، قلنا: لنا في الجواب مقامان: الأوّل: أنّ النظر الوارد بمعنى الانتظار كثير في القرآن، ولكنه لم يقرن البتّة بحرف إلى، كقوله تعالى: ﴿انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ﴾1، وقوله: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ﴾2، ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ﴾3. والذي ندّعيه أنّ النظر المقرون بحرف إلى المعدّى إلى الوجوه ليس إلا بمعنى الرؤية أو بالمعنى الذي يستعقب الرؤية ظاهر، فوجب أن لا يَرِد بمعنى الانتظار، دفعاً للاشتراك"4.
214
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
يصحّ معه الاختصاص، والذي يصحّ معه أن يكون من قول الناس أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي، تريد معنى التوقّع والرجاء"1.
215
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
لا الضلال والهدى الابتدائيّان (وفق ما ذهب إليه الأشاعرة)، فإنّ الجميع على هدى فطريّ، فالذي يشاء الله ضلاله فيضلّه هو من اختار المعصية على الطاعة من غير رجوع ولا ندم، والذي شاء الله هداه فهداه هو من بقي على هداه الفطريّ وجرى على الطاعة أو تاب ورجع عن المعصية صراطاً مستقيماً وسنّة إلهيّة، ولن تجد لسنّة الله تبديلاً، ولن تجد لسنّة الله تحويلاً. وإنّ قوله: ﴿وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، لدفع ما يسبق إلى الوهم أنّ استناد الضلال والهدى إليه سبحانه يبطل تأثير اختيارهم في ذلك، وتبطل بذلك الرسالة وتلغو الدعوة (وفق ما ذهب إليه المعتزلة). فأجيب: بأنّ السؤال باقٍ على حاله، لما أنّ اختياركم لا يبطل بذلك، بل الله سبحانه يمدّ لكم من الضلال والهدى ما أنتم تختارونه، بالركون إلى معصيته، أو بالإقبال إلى طاعته (وفق ما ذهب إليه الشيعة الإماميّة)1.
216
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
217
الدرس العشرون: الاتّجاه الكلاميّ في تفسير القرآن
للمطالعة
218
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
أهداف الدرس
219
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
تعريف الاتّجاه الفقهيّ
220
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
اهتمامات الاتّجاه الفقهيّ
221
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
- كنز العرفان في فقه القرآن: السيوري، المشهور بالفاضل المقداد (ت: 826هـ.ق).
222
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
- آيات الأحكام: محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفرّاء (ت: 458هـ.ق).
223
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
نماذج تطبيقيّة للاتّجاه الفقهيّ
224
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
أهل البيت عليهم السلام على ذلك، قال الصّادق عليه السلام: "يأتي على الرّجل الستّون أو السّبعون ما قبل اللَّه منه صلاة"، قيل له: وكيف ذلك؟ قال: "لأنّه يغسل ما أمر اللَّه بمسحه". وغير ذلك من الرّوايات. وقال ابن عبّاس وقد سئل عن الوضوء: غسلتان ومسحتان. وقال الفقهاء الأربعة (المذهب الشافعيّ/ المذهب المالكيّ/ المذهب الحنفيّ/ المذهب الحنبليّ) بوجوب الغسل، محتجّين بقراءة النصب، عطفاً على وجوهكم، أو أنّه منصوب بفعل مقدّر - أي: (فاغسلوا أرجلكم)، كقولهم: علَّفتها تبناً وماء بارداً، أراد وسقيتها. وقوله: متقلَّداً سيفاً ورمحاً، أي ومعتقلاً رمحاً - ويؤيّده قراءة وأرجلكم بالرّفع - أي وأرجلكم مغسولة - وأمّا قراءة الجرّ فيه فبالمجاورة، كقوله تعالى: ﴿عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾، بجرّ أليم، وقراءة حمزة: ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾، فإنّه ليس معطوفاً على قوله: ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ﴾ وما قبله، وإلَّا لكان تقديره يطوف عليهم ولدان مخلَّدون بحور عين، لكنّه غير مراد، بل هم الطَّائفون لا المطوف بهم، فيكون جرّه على مجاورة لحم طير، ولأنّ القول بالغسل قول أكثر الأمّة.
225
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
إن قلت: الالتباس زائل بالتحديد بالغاية، فإنّ التحديد، إنّما هو للمغسول، كالأيدي إلى المرافق. قلت: جاز في شرعنا اختلاف المتّفقات في الحكم وبالعكس، فلا يزول الالتباس. الثّاني: أن لا يكون معه حرف عطف، كالمثال، وهنا حرف عطف.
226
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
قال الفاضل المقداد السيوري في تفسير كنز العرفان في فقه القرآن بصدد تفسير هذه الآية، وبيانه قول الإماميّة وأقوال المذاهب الفقهيّة الأخرى: "اتّفق علماء الجمهور (أهل السنّة) على أنّ اسم اللَّه هنا للتبرّك، وأنّ قسمة الخمس على الخمسة المذكورين في الآية في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّ المراد بذي القربى هم بنو هاشم وبنو (عبد) المطَّلب، دون بني عبد الشمس، وبني نوفل، لقوله عليه السلام: "إنّ بني المطَّلب ما فارقونا في جاهليّة ولا إسلام، وبنو هاشم وبنو المطَّلب شيء واحد، وشبّك بين أصابعه، وإنّ الثلاثة الباقية من باقي المسلمين". وأمّا بعد حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقال مالك (المذهب المالكيّ): الأمر فيه إلى الإمام يصرفه إلى ما يراه أهمّ من وجوه القرب. وقال أبو حنيفة (المذهب الحنفيّ): يسقط سهمه صلى الله عليه وآله وسلم وسهم ذي القربى وصار الكلّ مصروفاً إلى الثلاثة الباقية من المسلمين، وقال الشافعيّ (المذهب الشافعيّ): إنّ سهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصرف إلى ما كان يصرفه إليه من مصالح المسلمين، وقيل: إلى الإمام، وقيل: إلى الأقسام الأربعة. ونقل الزمخشري (وهو حنبليّ المذهبّ) في الكشّاف عن ابن عباس أنّه كان يقسّم على ستّة: للَّه والرسول سهمان، وسهم لأقاربه، حتّى قبض، فأجرى أبو بكر الخمس على ثلاثة، وكذلك روي عن عمر وباقي الخلفاء بعده، قال: وروي أنّ أبا بكر منع بني هاشم من الخمس، وقال: إنّما لكم أن يعطى فقيركم ويزوّج أيّمكم ويخدم من لا خادم له منكم، فأمّا الغنيّ منكم فهو بمنزلة ابن سبيل غنيّ لا يعطى من الصدقة شيئاً ولا يتيم موسر. ونقل عن عليّ عليه السلام أنّه قيل له: إنّ اللَّه تعالى يقول: ﴿وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ﴾، فقال: "أيتامنا ومساكيننا". وعن الحسن البصريّ أنّ سهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لوليّ الأمر بعده هذا.
227
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
نقله الخصم عن عليّ عليه السلام، وعن ابن عبّاس، كما حكيناه عن الزمخشريّ. وأمّا ثالثاً، فلأنّا إذا أعطيناه لفقراء ذوي القربى من اليتامى والمساكين وابن السبيل، جاز بالإجماع وبرئت الذمّة يقيناً، وإذا أعطيناه غيرهم، لم يجز عند الإماميّة، فكان التخصيص بذوي القربى أحوط. إن قلت: لفظ الآية عامّ. قلت: ما من عامّ إلَّا وقد خصّ، فهذا مخصوص بما رويناه عن أئمّة الهدى، كزين العابدين والباقر والصادق وأولادهم عليهم السلام، على أنّا نقول لفظ الآية عامّ مخصوص بالاتّفاق، فإنّ ذي القربى مخصوص ببني هاشم، واليتامى والمساكين وابن السبيل عامّ في المشرك والذمّيّ وغيرهم، مع أنّه مخصوص بمن ليس كذلك. قال السيّد المرتضى: كون ذي القربى مفرداً يدلّ على أنّه الإمام القائم مقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، إذ لو أراد الجميع لقال ذوي (القربى). وفيه نظر، لجواز إرادة الجنس. قوله: إذ لو كان المراد جميع قرابات بني هاشم لزم أن يكون ما عطف عليه، أعني اليتامى والمساكين وابن السبيل من غيرهم، لا منهم، لأنّ العطف يقتضي المغايرة. وفيه نظر - أيضاً -، لجواز عطف الخاصّ على العامّ، لمزيد فائدة ووفور عناية، فالأَولى حينئذ الاعتماد في هذه المجملات على بيانه صلى الله عليه وآله وسلم وبيان الأئمّة عله بعده"1.
1- السيوري، كنز العرفان في فقه القرآن، م.س، ج1، ص249-251.
275
228
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
229
الدرس الحادي والعشرون: الاتّجاه الفقهيّ في تفسير القرآن
للمطالعة
230
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
أهداف الدرس
231
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
تعريف الاتّجاه الفلسفيّ
232
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
ب- الآيات المتشابهة.
233
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
ب- المدرسة الإشراقيّة1:
234
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
- تحفة الأبرار في تفسير القرآن: الملا محمد الملائكة (القرن الثاني).
235
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
والعقول من كلّ شيء خفي باطن. وكذا للأسماء الأربعة نوع تفرّع على علمه تعالى ويناسبه تذييل الآية بقوله: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾"1.
236
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
بنحو الإجمال، حاضرة عند الله، معلومة له، وإلى ذلك يشير قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾1، فقوله: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ﴾، يجري مجرى التفسير للاستواء على العرش، فالعرش مقام العلم، كما أنّه مقام التدبير العام الذي يسع كلّ شيء، وكلّ شيء في جوفه. ولذلك هو محفوظ بعد رجوع الخلق إليه تعالى لفصل القضاء، كما في قوله: ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ﴾، وموجود مع هذا العالم المشهود، كما يدلّ عليه آيات خلق السماوات والأرض، وموجود قبل هذه الخلقة، كما يدل عليه قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء﴾2"3..
1- سورة الحديد، الآية 4.
2- سورة هود، الآية 7.
3- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج8، ص158-159.
286
237
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
238
الدرس الثاني والعشرون: الاتّجاه الفلسفيّ في تفسير القرآن
للمطالعة
239
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
أهداف الدرس
240
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
تعريف الاتّجاه الاجتماعيّ
241
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
اهتمامات الاتّجاه الاجتماعيّ
242
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
- الحكم وإدارة المجتمع.
243
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
نماذج تطبيقيّة للاتّجاه الاجتماعيّ
244
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
والخواصّ، من غير أن يكون له الخيرة من أمره، فيقبل ما يحبّه، ويردّ ما يكرهه، بل كان كما أريد، لا كما أراد، حتى أنّ أعمال الإنسان الاختياريّة، وهي ميدان الحرّيّة الإنسانيّة، إنّما تطيع الإنسان فيما أذنت فيه هذه العلل والأسباب، فليس كلّ ما أحبّه الإنسان وأراده بواقع، ولا هو في كلّ ما اختاره لنفسه بموفّق له، وهو ظاهر.
245
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
السلطان أو كان هو الله ورسوله - على حسب اختلاف السنن والقوانين - يحرم الناس بعض حرّيّتهم، ليحفظ به البعض الآخر منها، قال الله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾1، وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾2. فتلخّص أنّ الإنسان، إنّما هو حرّ بالقياس إلى أبناء نوعه، فيما يقترحونه لهوى من أنفسهم، وأمّا بالنسبة إلى ما تقتضيه مصالحه الملزمة، وخاصّة المصالح الاجتماعيّة العامّة، على ما تهديه إليها وإلى مقتضياتها العلل والأسباب، فلا حرّيّة له البتّة، ولا أنّ الدعوة إلى سنّة أو أيّ عمل يوافق المصالح الإنسانيّة، من ناحية القانون أو من بيده إجراؤه أو الناصح المتبرّع الذي يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، متمسّكاً بحجّة بيّنة، من التحكّم الباطل وسلب الحرّيّة المشروعة في شيء. ثمّ إنّ العلل والأسباب المذكورة وما تهدي إليه من المصالح مصاديق لإرادة الله سبحانه أو إذنه - على ما يهدي إليه ويبيّنه تعليم التوحيد في الإسلام - فهو سبحانه المالك على الإطلاق، وليس لغيره، إلا المملوكيّة من كلّ جهة، ولا للإنسان، إلا العبوديّة محضاً، فمالكيّته المطلقة تسلب أيّ حرّيّة متوهّمة للإنسان بالنسبة إلى ربّه، كما أنّها هي تعطيه الحرّيّة بالقياس إلى سائر بنى نوعه، كما قال تعالى: ﴿أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ﴾3. فهو سبحانه الحاكم على الإطلاق، والمطاع من غير قيد وشرط، كما قال: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾، وقد أعطى حقّ الأمر والنهي والطاعة لرسله ولأولي الأمر وللمؤمنين من الأمّة الإسلاميّة، فلا حرّيّة لأحد قبال كلمة الحقّ الذي يأتون به ويدعون إليه، قال تعالى: ﴿أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾4، وقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾5"6.
1- سورة القصص، الآية 68.
2- سورة الأحزاب، الآية 36.
3- سورة آل عمران، الآية 64.
4- سورة النساء، الآية 59.
5- سورة التوبة، الآية 71.
6- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج10، ص370-373.
296
246
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
ب- مفهوم "الأمن الاجتماعيّ" في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾1.
247
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
بل هو بلاء عظيم على صاحبه، لأنّه يكون سبباً لإبعاده عن التعاون مع الناس، ويخلق له عالماً من الوحشة والغربة والانزواء، كما ورد في حديث عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنّه قال: "من لم يحسن ظنّه استوحش من كلّ أحد".
248
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
249
الدرس الثالث والعشرون: الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
للمطالعة
250
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
أهداف الدرس
251
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
تعريف الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ
252
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
د. اختلاف القراءات وتأثيره على اختلاف المعنى.
253
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
- التحقيق في كلمات القرآن: الشيخ محمد المصطفوي.
254
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
نماذج تطبيقيّة للاتّجاه الأدبيّ واللغويّ
255
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾1.
256
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
الأرض المنبسطة، وفيه يكون السراب. ولجّة البحر: معظمه الذي يتراكب أمواجه، فلا يرى ساحله. والتجّ البحر التجاجاً.
257
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
ونفي مقاربة الرؤية، لأنّ دون هذه الظلمة لا يرى فيها، عن الحسن، وأكثر المفسّرين، ويدلّ عليه قول ذي الرمة:
258
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
المفاهيم الرئيسة
259
الدرس الرابع والعشرون: الاتّجاه الأدبيّ واللغويّ في تفسير القرآن
للمطالعة
260
مصادر الكتاب ومراجعه
261
مصادر الكتاب ومراجعه
المقدّسة، مطبعة سليمانزاده، طليعة النور،
262
مصادر الكتاب ومراجعه
مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، 2010م.
263
مصادر الكتاب ومراجعه
1410هـ.ق/ 1989م.
264
مصادر الكتاب ومراجعه
لا.ط، النجف الأشرف، مطبعة النجف الأشرف، منشورات مكتبة الهدى، 1387هـ.ق.
265
مصادر الكتاب ومراجعه
66.الموسوي، محمد بن الحسين (الشريف الرضي): نهج البلاغة (الجامع لخطب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ورسائله وحكمه)، شرح: ابن أبي الحديد، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط1، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، 1378هـ.ق/ 1959م.