وعليه فعقبة بن سمعان أحد رواة حوادث عاشوراء, وينقل عنه أبو مخنف في مقتله, والطبريّ في كتابه, وقائع عن حركة الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى يوم عاشوراء1, ومن جملة ذلك قصّة قصر بن مقاتل, ومنام الإمام الحسين عليه السلام, وأنّ ابنه عليّ الأكبر خاطبه بقوله: أولسنا على الحقّ2...
أو قصّة خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكّة, وممانعة رُسُل عمرو بن سعيد بن العاص. قال: عن عقبة بن سمعان قال: لما خرج الحسين من مكّة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص, عليهم يحيى بن سعيد, فقالوا له: انصرف أين تذهب؟! فأبى عليهم ومضى, وتدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط, ثمّ إنّ الحسين وأصحابه امتنعوا منهم امتناعا قويّاً, ومضى الحسين عليه السلام على وجهه, فنادوه: يا حسين! ألا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الأمّة؟!3..
أو قول الإمام للحرّ حين التقى به:.. وإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقّنا, وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم, وقدمت به عليّ رسلكم, انصرفت عنكم, فقال له الحرّ بن يزيد: إنّا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر, فقال الحسين: يا عقبة بن سمعان, أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليَّ, فأخرج خرجين مملوءين صحفاً فنشرها بين أيديهم4.
ويتبيّن إلى هنا, أنّ عقبة بن سمعان كان من جملة من خرج مع الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى يوم عاشوراء، وأنّه كان بعد ذلك على قيد الحياة.
1- الطبريّ, تاريخ الطبريّ, ج4, ص289.
2- الطبريّ, تاريخ الطبريّ, ج4, ص308.
3- الطبريّ, تاريخ الطبريّ, ج4, ص289.
4- الطبريّ, تاريخ الطبريّ, ج4, ص303.
260