المقدمة
المقدّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الطاهرين، وبعد...
يُعتبر القرآنُ الكريمُ أفضلَ كتابٍ سماويٍّ مِن بين الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء عليهم السلام، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه"1.
ولتعلُّم القرآن الكريم وقراءتِه فضلٌ كبير، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يعذِّب اللهُ قلباً أسكنه القرآن"2.
فلا غنى للمسلم عن مصاحبة القرآن وتلاوته، حيث يعيش الإنسان فيه مع الله تعالى، ويقتبس من نوره. والتلاوة عبادة يُثاب عليها المؤمن، ويؤجَر على كلّ حرف يقرأه. ولكن كيف نقرأ القرآن، وكيف نستفيد من آياته؟ هل نقرؤه لمجرّد التلاوة؟ أم نقرؤه لنجعله نوراً لنا في ظلمات الجهل والدنيا، يُسدّد وجهتنا ويُحسّن مسلكنا؟ ألم يقرع أسماعَنا قولُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كم من تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه لأنّه أقام حروفه وضيّع حدوده!"3.
لهذا، فالمطلوب أن يعيش المسلم مع القرآن؛ تلاوةً واستماعاً وتدبّراً، بحيث يتفاعل خشوعاً وخضوعاً لحضرة الباري عزّ وجل، ويتجلّى في مقام العمل هدياً وسلوكاً والتزاماً بأوامر الله عزّ وجلّ ونواهيه. قال تعالى ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾4.
1- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، 1403 - 1983م، ط2، كتاب القران،ج89،ص19.
2- م.ن ج 89، ص 184.
3- م.ن.
4- سورة الإسراء، الآية 9.
9
1
المقدمة
هذا كتاب مختصَر في قواعد التجويدِ والوقفِ والابتداء، راعينا فيه الاختصار، من دون التعرُّضِ للآراء المختلفة في بعض الأحكام، ومن دون الغوصِ في التفاصيل الدقيقة، تسهيلاً على الطالب المبتدئ، آملين من المولى أن نساهم في إدخال نورِ القرآن إلى قلوبِ الوالهينَ لقراءَةِ آياتهِ والعطشى لترتيلِ كلماتِه، راجينَ منه تعالى أن يتقبَّلَ عملَنا هذا بقَبولٍ حَسَنٍ، إنه سميعُ الدعاء.
10
2
المقدمة
فضلُ تعلُّمِ القرآنِ الكريمِ وآدابُ تلاوتِه
فضلُ تعلُّم القرآن الكريم:
يُعتبر القرآنُ الكريمُ أفضلَ كتابٍ سماويٍّ مِن بين الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء عليهم السلام، وهو كتابُ الله الخالدُ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكما قال الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "القرآن هدىً من الضلالة، وتبيانٌ من العمى, واستقالةٌ من العثرة، ونورٌ من الظلمة، وضياءٌ من الأحداث، وعصمةٌ من الهلكة، ورُشْدٌ من الغواية، وبيانٌ من الفتن..."1.
ولتعلُّم القرآن الكريم وقراءتِه فضلٌ كبير، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حَسَنة، والحَسَنةُ بعَشرِ أمثالها"2. وفيما يلي باقة من آداب تلاوته وتعلّمه:
آدابُ تلاوةِ القرآنِ الكريم:
بما أنّ القرآن الكريم هو كتاب الله، وأفضلُ الكلام، فإنّ لتلاوته آداباً ينبغي مراعاتُها. من هذه الآداب:
1- الطهارة: قال الله تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾3, وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يقرأِ العبدُ القرآنَ إذا كان على غير طهور حتى يتطهّر"4.
1- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج89، ص26.
2- الترمذي، سنن الترمذي، ج4، ص248، تحقيق وتصحيح عبد الرحمن محمد عثمان، دار الفكر، لبنان، ط2، 1983م، باب ما جاء في من قرأ حرفاً من القرآن.
3- سورة الواقعة، الآية 79.
4- الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة (آل البيت)، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بقم المشرفة، 1414، ط2، باب استحباب الطهارة لقراءة القرآن، وجواز قراءة الجنب والحائض،ح2،ج6، ص196.
11
3
المقدمة
2- تنظيف الفم: فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "نظِّفوا طريقَ القرآن، قيل: يا رسول الله، وما طريقُ القرآن؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: أفواهُكم"1.
3- استقبال القِبلة: لأنها أفضل الجهات، وهي جهة بيت الله الحرام، ونحوَها نتوجّه في صلواتنا.
4- الاستعاذة: وهي قول (أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم)، وذلك لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾2.
5- القراءة بخشوع: قال تعالى ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾3.
6- التدبُّر: قال تعالى ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾4, وقال في آية أخرى ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾5.
7- النظر في القرآن: فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "مَن قرأ القرآن في المصحف مُتِّع ببصره، وخُفِّف عن والديه وإن كانا كافرَين"6.
8- تحسين الصوت: لِما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لكلّ شيء حِلْيةٌ، وحِلْيةُ القرآن الصوتُ الحَسَن"7.
1- الحر العاملي، وسائل الشيعة،ج2، ص22.
2- سورة النحل، الآية 98.
3- سورة الحشر، الآية 21.
4- سورة ص، الآية 29.
5- سورة محمد، الآية 24.
6- الحر العاملي، وسائل الشيعة،ج6، ص204.
7- م.ن، ص211.
12
4
الدرس الأول: تعريفُ عِلْمِ التجويد
الدرس الأول
تعريفُ عِلْمِ التجويد
أهداف الدرس
على المتعلّم مع نهاية هذا الدرس أن:
1- يعرف معنى الترتيل.
2- يدرك أهميةَ دراسةِ مخارجِ الحروفِ وصفاتِها، وكذلك بالنسبة إلى الوقفِ والابتداء.
3- يعرف اللَّحن بكلا قسميه.
15
5
الدرس الأول: تعريفُ عِلْمِ التجويد
مقدّمة:
إذا أردْنَا أنْ نتحدَّثَ بلغةٍ مبسَّطةٍ حولَ حقيقةِ مادَّةِ التجويدِ، فإنَّنا سوفَ نرى أنفسَنا نتعلَّمُ لغةً عربيَّةً صحيحةً مِنْ حيثُ النطقُ السليمُ واللفظُ الصحيحُ للحروفِ، لتفادي الإخلالِ بمعنى الكلمةِ.
وهذا ما سنراهُ انطلاقاً مِنَ الحديثِ المشهورِ للإمامِ عليٍّ عليه السلام، والذي يُعرِّفُ فيه الترتيلَ. يقولُ أميرُ البلاغةِ عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام: "الترتيلُ هو تجويدُ الحروفِ ومعرفةُ الوقوف"1.
الترتيل
تجويد الحروف
معرفة الوقوف
- فالمرادُ من تجويد الحروف هو بيانُها: بمعنى أنْ يُعطيَ القارئُ الحرفَ حقَّهُ مِنْ حيثُ المخرجُ والصفةُ، فيحافظ على معنى الكلمةِ السليم.
- والمرادُ من معرفة الوقوف هو حِفْظُها وضبطها، بحيث لا يقف القارئُ كيفما كان، بلْ يقف حيثُ يكونُ الوقفُ جيّداً، ولا يُخِلُّ بالمعنى.
1- جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، سعيد المندوب، دار الفكر، 1416 - 1996م، ط1، ج1، ص221.
17
6
الدرس الأول: تعريفُ عِلْمِ التجويد
الترتيلُ في القرآن:
لقد ذكر اللهُ تعالى الترتيلَ مرَّتينِ في كتابِهِ العزيزِ:
قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾1.
وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾2.
لو أخذْنَا كلمة "كَثِيراً"، ولمْ نُخرِجْ حرفَ "ث" مِنْ مخرجِهِ الصحيحِ، أي اللَّثَّة، فتصبح الكلمةُ "كَسِيراً"، أي مكسوراً.
وأيضاً، لو لم نضبطْ صفةَ بعضِ الحروف، فيصبح هناكَ خللٌ واضحٌ في المعنى. وهنا نأخذُ مثالاً على كلمةِ ﴿عَسَى رَبُّكُمْ﴾، فلوْ لمْ نلتفِتْ إلى صفةِ الترقيقِ في حرفِ "س"، واستبدلناه بصفة التفخيم- وهذا ما نقعُ به كثيراً -، فيصبح اللفظُ "عَصَى رَبُّكُمْ"، وهذا المعنى فاسدٌ قَطْعاً.
مثالٌ آخرُ حولَ كلمةِ "أعداء"، فَلوْ لمْ نرقِّقْ حرفَ "د"، لتحوّلتْ كلمةُ "أعداء" إلى "أعضاء".
مِنْ هنا نرى أهمِّيَّةَ ضبطِ مخارجِ الحروفِ وصفاتِها، ليكونَ النطقُ سليماً، وتأخذَ الكلمةُ حقَّها في معناها الحقيقيِّ.
أمثلةٌ حولَ ضبطِ عمليَّةِ الوقفِ والابتداءِ: ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾3.
1- سورة الفرقان، الآية 32.
2- سورة المزمل، الآيات 1-4.
3- سورة يونس، الآية 65.
18
7
الدرس الأول: تعريفُ عِلْمِ التجويد
في هذا المثالِ، لوْ جمعْنا الجملةَ كاملةً في اللفظ، يصبحُ المعنى: لا تحزن على قولهم إن العزة لله.
عِلْماً أنَّ المعنى هو أنَّ اللهَ تعالى يقولُ لنبيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: لا تحزنْ لقولِهِمُ الباطلَ في الكفرِ والشركِ، واعلمْ (يخاطبُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ العزَّةَ لِلهِ.
فالوقفُ على كلمةِ ﴿قَوْلُهُمْ﴾ في هذه الآية يعتبر وقفاً لازماً.
مثالٌ آخر: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾1.
في هذا المثالِ أيضاً ينبغي الوقف على آخر الآية، أي على كلمة ﴿الْكَافِرِينَ﴾.
لأنه لو وقفنا على كلمة (يهدي)، لتحوّل معنى الآية إلى معنى سلبيّ (والعياذُ بالله).
اللَّحن:
اللحنُ لغة: هو الخطأ والميلُ عن الصواب.
أمّا في علمِ التجويد، فينقسم إلى قسمين: لحنٌ جليٌّ، ولحنٌ خفيٌّ.
اللحن الجليّ: هو خطأٌ يطرأ على الكلماتِ القرآنيةِ فيغيّرُ مبنى الكلمة، وربّما غيّر معناها.
مثاله: تبديلُ الفتحةِ ضمّةً في كلمة (أَنعَمتَ) في قوله تعالى ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾2, أو استبدالُ السين بالصاد في قوله تعالى ﴿عَسَى رَبُّكُمْ﴾3...
اللحن الخفيّ: هو الخطأ المستتِر الذي يطرأ على اللفظ، فيخلّ بعُرف القراءة، ولا يخلّ بالمعنى.
1- سورة المائدة، الآية 67.
2- سورة الفاتحة، الآية 7.
3- سورة الأعراف، الآية 129.
19
8
الدرس الأول: تعريفُ عِلْمِ التجويد
وذلك كتقصير زمن المدّ في كلمة (السماء)، وعدم الإدغام في ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾1.
ولكي تكون القراءةُ سليمةً، يجب أن تكون خاليةً من كلا اللحنَين.
اللحن
جلّي
خفيّ
1- سورة الرحمن، الآية 11.
20
9
الدرس الأول: تعريفُ عِلْمِ التجويد
تمارين
تمارينُ حولَ الوقفِ والابتداءِ والنطقِ السليمِ:
نقرأُ هذه الصفحةَ مع مراعاةِ محالِّ الوقفِ والابتداءِ، مع الالتفاتِ إلى إعطاءِ الحرفِ حقَّهُ بالنطقِ السليمِ، وخاصّةً الحركاتِ الإعرابيَّة.
﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ * هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ﴾1.
1- سورة يونس، الآيات 62-70.
21
10
الدرس الثاني: الحروفُ الشمسيّةُ، والحروفُ القَمَريّةُ
الدرس الثاني
الحروفُ الشمسيّةُ، والحروفُ القَمَريّةُ
أهداف الدرس
على المتعلّم مع نهاية هذا الدرس أن:
1- يحدّد على أيّ نوع من الكلمات تدخل "ال التعريف".
2- يميّز الحروف القمرية من الحروف الشمسيّة.
3- يطبّق حكمَي الإظهار القمريّ والإدغام الشمسيّ بطريقة صحيحة.
23
11
الدرس الثاني: الحروفُ الشمسيّةُ، والحروفُ القَمَريّةُ
مقدّمة:
- تنقسم الكلمة إلى اسمٍ وفعلٍ وحرف.
- إحدى ميزات الاسم دخولُ "ال التعريف" عليه، فهي لا تدخل على الأفعال والحروف.
- تدخل "ال التعريف" على الاسم النكرة، فتفيده تعريفاً.
كتاب + الـ = الكتاب
(نكرة) (معرفة)
ومتى دخلتْ على الاسم، فإما أن تُلفَظ اللامُ، وإما أن لا تُلفَظ.
فمتى نلفظ اللام؟ ومتى لا نلفظها؟
الإظهار القمريّ:
تُلفَظ اللام إذا جاء بعدها أحدُ الحروفِ القمريةِ الأربعة عشر، وهي المجموعةُ في العبارةِ الآتية: "إِبْغِ حَجَّكَ وخَفْ عقيمَهُ"
ويسمّى الحكم في هذه الحالة: الإظهار القمريّ
مثال: الْعِجْل، تلفظ: أَلْعِجْل
الإدغام الشمسيّ:
تُدغَم اللامُ بالحرف الذي بعدها (أي لا تُلفَظ) إذا جاء بعدها أحدُ الحروفِ الشمسيةِ الأربعة عشر، وهي الحروف التي تبتدئ بها كلمات هذا البيت:
25
12
الدرس الثاني: الحروفُ الشمسيّةُ، والحروفُ القَمَريّةُ
طِبْ ثُمَّ صِلْ رُحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ دَعْ سُوءَ ظَـنٍّ زُرْ شَرِيفـاً لِلْكَـرَمْ
ويسمّى الحكم في هذه الحالة: الإدغام الشمسيّ.
مثال: النَّاس، تلفظ: أَنّاس.
كيف يتمّ الإدغام؟
يتمّ الإدغام من خلال دمج اللام بالحرف الذي بعدها، بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدَّداً كالثاني.
حكمُ لامِ التعريف
الإظهار القمريّ
حروفه: ء- ب - غ - ح - ج - ك - و - خ - ف - ع - ق - ي - م - ه.
الإدغام الشمسيّ
حروفه: ط - ث - ص - ر - ت - ض - ذ -ن - د - س - ظ - ز - ش - ل.
26
13
الدرس الثاني: الحروفُ الشمسيّةُ، والحروفُ القَمَريّةُ
تمارين
1- ميِّز بين الحروف الشمسية والحروف القمرية في الكلمات الآتية: الثَّمَرَاتِ - النَّصَارَى - الْغَيْبِ - الْعَظِيمُ - الزَّكَاةِ - الْحَيَاةِ - الْجَنَّةِ - الضَّالِّينَ.
2- اقرأ الآيات الآتية مراعياً حكمَي الإظهار القمريّ والإدغام الشمسيّ.
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾1.
﴿الرحمن * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾2.
﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾3.
1- سورة الكهف، الآية 46.
2- سورة الرحمن، الآيات 1-7.
3- سورة النور، الآية 26.
27
14