المحكم والمتشابه والمجمل والمبين، لذلك وقع الخلاف في تفسير آياته وفهمها والمقصود منها وتأسست مدارس ومذاهب واتجاهات كل منها يفسر آياته بشكل مختلف عن الآخر، فما هو الصحيح بين كل تلك الأفكار؟ هنا يأتي دور الثقل الآخر في الرواية:
"عترتي أهل بيتي".
ويشير الإمام الباقر عليه السلام إلى هذا الموضوع:
"بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية".
قال زرارة: فقلت: وأي شئ من ذلك أفضل؟
3-ضمان وحدة المسلمين ونظامهم:
فإن الله تعالى لم يترك الأمة دون ولي وراعٍ يقودها إلى صلاحها في الدنيا والآخرة بل عين لهم الإمام الواجب الطاعة على الدوام والذي من خلاله تحصل الوحدة والنظام وعزة الإسلام والمسلمين، وهناك العديد من الروايات التي تشير إلى ذلك.
فعن الإمام الرضا عليه السلام:
"إن الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين".
وعن الإمام علي عليه السلام:
"الإمامة نظام الامة"6.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله:
"اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله الأمر، فإنه نظام الإسلام"7.
وتفرق المسلمين واختلافهم وضعفهم لم ينشأ من فراغ في القيادة الشرعية، لأنها كانت موجودة على الدوام بل نشأ من تخلي الناس عن هذه القيادة، وكذلك كانت غيبة إمام زماننا رحمه الله نتيجة تخلي الأمة عن نصرته.
معنى المعرفة:
المعرفة تعني الإقرار بإمامتهم عليهم السلام والإلتزام بها، وليست هي مجرد إدراك مع عدم الإقرار والإلتزام، وتكفي هذه المعرفة الإجمالية، وأما المعرفة التفصيلية لمقامهم وشأنهمعليهم السلام عند الله تعالى وما بلغوه من مراتب الكمال، فهذه المعرفة التفصيلية تزيد ارتباط الأمة بهم وتعطي عنى أوضح للإمامة وإن لم تكن شرطاً، وعلينا أن نلتفت إلى أن عدم وجوب المعرفة لا يعني الإنكار.
التقصير في معرفتهم عليهم السلام:
روى الصدوق رضوان الله عليه في عيون أخبار الرضا عليه السلام: أن ابراهيم بن أبي
6- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج1، ص115
7- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج1، ص115
فقال عليه السلام:
"الولاية أفضل لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن"1.
2- تطبيق على المفردات الطارئة:
صحيح أن الإسلام قد أبلغه رسول الله صلى الله عليه وآله بقواعده وأحكامه العامة، بل وتفاصيله ومفرداته وتطبيقاته التي كانت موجودة في زمانه صلى الله عليه وآله، لكننا نعلم أن طرق حياة الإنسان تتغير وبالتالي تطبيقات الأحكام الشرعية ومفرداتها تختلف من زمن لآخر رغم ثبوت كلياتها. وهنا نقف أمام تحدٍ آخر هو كيفية التطبيق الصحيح لأحكام الإسلام على هذه المفردات المستجدة، واي تطبيق سيبقى في كثير من الأحيان في إطار الظن ما لم يكن هناك إمام معصوم أعرف بأهداف الإسلام وحقائق أحكامه ليطبقها على المستجدات بشكل قطعي.
ولعل الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام:
"إن الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي"2.
فيها إشارة إلى هذا المعنى، فالإمام بالإضافة إلى حفظها لأصل الإسلام هي كذلك فرع الإسلام ومن خلالها يكون التفريع الصحيح.
1- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج1، ص115
2- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج1، ص114
9