تلاوة القرآن


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-08

النسخة: 0


الكاتب

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.


مقدمة

  المقدمة

 

 

﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيما1.
 
الحمد لله ربِّ العالمين، وأشرف الصَّلاة التَّامة والتسليم على خير المرسلين والمبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا أبي القاسم
 
 
 
 

1-الأحزاب :25
 
 
 
 
 
 
5

1

مقدمة

  محمَّد بن عبد الله، وعلى آله الكرام البررة صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.


من الطرق اليسيرة في تحصيل الأجر الجزيل وزيادة الأجر في الميزان عند الله تعالى أن يلج المؤمن بذكر الله تعالى في آناء ليله وأطراف نهاره.

وذكر الله تعالى لا يكون بالتحميد والتهليل وسائر الأذكار فحسب، بل إنَّ ما ورد من الذكر والدعاء الَّذي يتقرب به مصاحباً للأعمال التي يقوم بها المؤمن في نهاره وليله، وفي تحركاته، وسائر شئونه الكثير، وقد وردت الروايات الكثيرة التي لم تترك لنا عملاً بدون أن تشير إلى سنَّة تصاحبه.

لهذا كانت هذه السلسلة التي نتعرف من خلالها على أهمِّ ما ورد من تلك السنن الشريفة، عسى أن يوفقنا الله تعالى ويكتبنا مع الذَّاكرين.
 

جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
 
 
 
 
 
 
 
6

2

الدرس الأول: آداب التلاوة

 تمهيد: 

 
يحتلُّ القرآن الكريم مكاناً مرموقاً في حياة المسلمين، فهو كلام الله، ووحي النبوة، ومصدر التشريع الأول، وقد أكَّدت الشريعة على استحباب التلاوة لهذا الكتاب المبارك، وأن لا نهجره، سواء بترك قراءته، أو بترك العمل بما فيه من الأحكام الإلهيَّة والإرشادات.
 
فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام: من قرأ القرآن قائماً في صلاته كتب الله له بكلِِّّ حرف مائة حسنة، ومن قرأه في صلاته جالساً كتب الله له بكلِِّّ حرف خمسين حسنة، ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكلِِّّ حرف عشر حسنات1.
 
 
 

1-الكليني-الكافي-دار الكتب الإسلامية – طهران-الطبعة الخامسة-ج 2 ص 611
 
 
 
 
 
 
9

3

الدرس الأول: آداب التلاوة

 وعن الإمام الصادق عليه السلام: " مايمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورةً من القرآن فتكتب له مكان كل آيةٍ يقرؤها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات"1

 
وعنه عليه السلام: "من استمع حرفاً من كتاب الله عزَّ وجلَّ من غير قراءةٍ كتب الله له حسنةً ومحا عنه سيئةً ورفع له درجةً، ومن قرأ نظراً من غير صوت كتب الله له بكلِّ حرفٍ حسنةً ومحا عنه سيئةً ورفع له درجةً، ومن تعلَّم منه حرفاً ظاهراً كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، قال عليه السلام: لا أقول بكلِّ آيةٍ ولكن بكلِِّّ حرفِ باءٍ أو تاءٍ أو شبههما. قال عليه السلام: ومن قرأ حرفاً وهو جالسٌ في صلاته كتب الله له به خمسين حسنة ومحا عنه خمسين سيئة ورفع له خمسين درجة، ومن قرأ حرفاً وهو قائم في صلاته كتب الله له بكلِّ حرف مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة ورفع
 
 
 

1-الكليني-الكافي-دار الكتب الإسلامية – طهران-الطبعة الخامسة-ج 2 ص 611
 
 
 
 
 
 
 
10

4

الدرس الأول: آداب التلاوة

 له مائة درجة، ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخَّرة أو معَّجلة، قال الراوي: قلت: جعلت فداك ختمه كله؟ قال: ختمه كله1.

 
ولهذا كان للجلوس بين يدي الله تعالى لتلاوة كتابه آداب وسنن كثيرة، وسنشير إلى الآداب التي وردت في هذا المقام، أي ما يستحبُّ فعله عند التلاوة أو قبلها وبعدها.
 
 
1- التلاوة بصوت حسن 
 
فالصوت الحسن زينة القرآن الكريم، كما ذكرت الكثير من الروايات، منها ما رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "زينوا القرآن 
بأصواتكم"2.
 
وعن علقمة بن قيس قال: كنتُ حسن الصوت بالقرآن فكان عبد الله بن مسعود يرسل إليَّ فأقرأ عليه، فإذا فرغت من قراءتي قال: زدنا من هذا، 
 
 
 

1-الكليني-الكافي-دار الكتب الإسلامية – طهران-الطبعة الخامسة-ج 2 ص 613
2-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 190
 
 
 
 
 
 
11

5

الدرس الأول: آداب التلاوة

 فداك أبي وأمي فانِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن حسن الصوت زينة للقرآن" 1.

 
و عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ لكلِّ شيءٍ حلية وحلية القرآن الصوت الحسن"2.
 
وكان رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت ص من أحسن الناس أصواتاً، كما تشير لذلك الروايات، منها ما رُوِيَ أنَّ موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام كان حسن الصوت حسن القراءة وقال يوماً من الأيام: "إنَّ علي بن الحسين عليه السلام كان يقرأ القرآن فربَّما مرَّ به المارُّ فصعق من حسن صوته، وإنَّ الإمام لو أظهر في ذلك شيئاً لما احتمله الناس قيل له: ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال:" إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحمِّل من خلفه ما يطيقون"3.
 
 
 

1-م.ن.
2-م.ن.
3-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 194
 
 
 
 
 
12

6

الدرس الأول: آداب التلاوة

 2-الهدوء عند التلاوة 

 
فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا " قال:"بيِّنه تبياناً، ولا تنثره نثر الرمل، ولا تهذَّه هذَّ الشِعر..."1
والهدوء في القراءة يساعد على التدبُّر الَّذي هو من أهمَّ آداب التلاوة.
 
3-التدبُّر 
 
والمراد به التأمُّل في المعاني والتفسير، لما فيه من الآيات، فالقرآن الكريم بحر عميق، وبقدر ما يغوص المرء فيه يخرج من اللآلئ، وفي الروايات الكثير من الحثِّ على التدبُّر في الآيات الكريمة، فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:"قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا أخبركم بالفقيه حقاً؟ قالوا: 
بلى يا أمير المؤمنين قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص
 
 
 

1-م.ن.
 
 
 
 
 
13

7

الدرس الأول: آداب التلاوة

 لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهُّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبُّر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقُّه"1.

 
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: "يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِه " فقال: "الوقوف عند ذكر الجنَّة والنَّار"2.
 
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "... قفوا عند عجائبه، وحَّركوا به القلوب، ولا يكون همُّ أحدكم آخر السورة"3.
 
يقول الإمام الخميني قدس سره: "والمقصود من التفكُّر أن يتجسَّس من الآيات الشريفة المقصد
 
 
 

1-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 210-211
2-البقرة: 121
3-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 214
4-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 215
 
 
 
 
 
 
14

8

الدرس الأول: آداب التلاوة

 والمقصود، وحيثُ إنَّ مقصد القرآن كما تقوله نفس الصحيفة النورانيَّة هو الهداية إلى سبل السلام والخروج من جميع مراتب الظلمات إلى عالم النور، والهداية إلى طريقٍ مستقيمٍ فلا بدَّ أن يحصّل الإنسان بالتفكُّر في الآيات الشريفة مراتب السلامة من المرتبة الدانية والراجعة إلى القوى الملكيَّة إلى منتهى النهاية فيها وهي حقيقة القلب السليم على ما ورد تفسيره عن أهل البيت عليه السلام، وهو أن يلاقي الحقَّ وليس فيه غيره وتكون سلامة القوى الملكيَّة والملكوتيَّة ضالَّة قارئ القرآن.

 
وقد كثرت الدعوة إلى التفكر وتمجيده وتحسينه في القرآن الشريف قال تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون  1
 
وفي هذه الآية مدح عظيم للتفكُّر، وقال تعالى في الآية الأخرى: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ
 
 
 

1- النحل: 44
 
 
 
 
 
 
15

9

الدرس الأول: آداب التلاوة

  لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون 1.

 
فليس العبرة بالكَّم الكبير من الآيات التي نقرأها، بل الأجر المضاعف في التدبُّر والاستفادة من كلام الله المبارك والعظيم.
 
4-تعظيم القرآن:
 
يقول الإمام الخميني قدس سره: "اعلم أيُّها العزيز أنَّ عظمة كلَّ كلام وكلَّ كتاب إمَّا بعظمة متكلِّمه وكاتبه وإمَّا بعظمة المرسَل إليه وحامله، وإمّا بعظمة حافظه وحارسه، وإمَّا بعظمة شارحه ومبيّنه، وإمَّا بعظمة وقت إرساله وكيفيَّة إرساله.
 
1-أمَّا عظمة متكلِّمه ومنشئه وصاحبه فهو العظيم المطلق الَّذي جميع أنواع العظمة المتصورة في الملك والملكوت وجميع أنواع القدرة النازلة في الغيب والشهادة رشحة من تجلِّيات عظمة فعل تلك الذات المقدَّسة، ولا يمكن أن يتجلَّى الحقُّ تعالى
 
 
 

1- الأعراف: 176
 
 
 
 
 
 
 
16

10

الدرس الأول: آداب التلاوة

  بالعظمة لأحد، وإنَّما يتجلى بها من وراء آلاف الحجب والسرادقات، كما في الحديث:"إنّ لله تبارك وتعالى سبعين ألف حجاب من نورٍ وظلمة لو كُشِفَت لأحرقت سُبحات وجهه ما دونه".


2-وأمَّا عظمة رسول الوحي وواسطة الإيصال فهو جبرائيل الأمين والروح الأعظم الَّذي يتصل بذاك الروح الأعظم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد خروجه عن الجلباب البشري وتوجيه شطر قلبه إلى حضرة الجبروت. وهو ملك موكل للعلم والحكمة وصاحب الأرزاق المعنويَّة والأطعمة الروحانيَّة، ويستفاد من كتاب الله والأحاديث الشريفة تعظيم جبرائيل وتقديمه على سائر الملائكة.

3-وأمَّا عظمة المرسَل إليه ومتحمّله، فهو القلب التقيّ النقيّ الأحمديّ الأحديّ الجمعيّ المحمديّ الَّذي تجلّى له الحقُّ تعالى بجميع الشؤون الذاتيَّة والصفاتيَّة والأسمائيَّة والأفعاليَّة وهو صاحب النبوَّة الختميَّة والولاية المطلقة، وهو
 
 
 
 
 
 
 
17

11

الدرس الأول: آداب التلاوة

 أكرم البريَّة وأعظم الخليقة وخلاصة الكون وجوهرة الوجود وعصارة دار التحقق واللّبنة الأخيرة وصاحب البرزخيَّة الكبرى والخلافة العظمى.

 
4-وأمَّا حافظه وحارسه فهو ذاتُ الحقّ جلّ جلاله، كما قال في الآية الكريمة المباركة: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون 1.
 
5-وأمَّا شارحه ومبينه فالذوات المطهرة المعصومون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حجّة العصر عجّل الله فرجه، الَّذين هم مفاتيح الوجود، ومخازن الكبرياء، ومعادن الحكمة والوحي، وأصول المعارف والعوارف، وأصحاب مقام الجمع والتفصيل.
 
6-وأمَّا وقت نزوله فليلة القدر، أعظم الليالي وخير من ألف شهر وأنور الأزمنة، وهي في الحقيقة وقت وصول الوليّ المطلق والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم .
 
 
 

1- الحجر: 9
 
 
 
 
 
 
18

12

الدرس الأول: آداب التلاوة

 5-الخشوع 

 
وهو النتيجة الحاصلة من التدبُّر في معاني القرآن الكريم والتفكر في ما أوعد الله به المؤمن المن النعيم المقيم، والعاصي من العذاب الأليم، يقول الله تعالى:

 

﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ1
 
وقد وصف أمير المؤمنين عليه السلام حال المتقين عند تلاوتهم لكتاب الله فقال: 
"أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ، فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُو ا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً، وَظَنُّوا أنَّهَا نُصْبَ
 
 
 

1- الحديد: 16
 
 
 
 
 
 
 
19

13

الدرس الأول: آداب التلاوة

 أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ، فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، مُفْتَرِشُونَ لِجَبَاهِهِمْ وَأَكُفِّهِمْ وَرُكْبِهِمْ، وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ، يَطْلُبُونَ إِلَى اللهِ تَعَالِي فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ"1.

 
6-تنظيف طريق القرآن الكريم
 
أي تنظيف الفم من الروائح القبيحة كالثوم، وذلك باستعمال السواك، أو الفرشاة لإزالة هذه الروائح، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نظِّفوا طريق القرآن! قيل: يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم، قيل: بماذا؟ قال: بالسواك 2.
 
إلَّا أنَّ هناك طريقاً آخر للقرآن الكريم ينبغي لنا تنظيفه وهو النفس، ويكون تنظيف الطريق إليها بإزالة الذنوب المانعة من الخشوع كما نقول
 
 
 

1- نهج البلاغة-خطبة المتقين 
2- المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 213
 
 
 
 
 
 
20

14

الدرس الأول: آداب التلاوة

 في دعاء كميل ابن زياد رضوان الله عليه :

"اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ..."

فالذنوب هي الحجب التي تحرم الإنسان من استنشاق عبير الرحمة الإلهيَّة المبسوطة على الخلق جميعاً، فبقدر ما ننقِّي أنفسنا ونمهِّد فيها الطريق لاستقبال هذه الرحمات الإلهيَّة بقدر ما ننهل منها ونستزيد.

يقول الإمام الخميني قدس سره: «ومن الحجب المانعة من فهم القرآن الشريف: حجاب المعاصي والكدورات الحاصلة من الطغيان والعصيان بالنسبة إلى ساحة ربِّ العالمين المقدَّسة، فتحجب القلب عن إدراك الحقائق.

وليعلم كما أنَّ لكلِّ عمل من الأعمال الصالحة أو السيئة صورة في عالم الملكوت تتناسب معه، فله صورة أيضاً في ملكوت النفس، فتحصل 
بواسطتها في ملكوت النفس: إمّا النورانية ويكون
 
 
 
 
 
 
21

15

الدرس الأول: آداب التلاوة

 القلب مطهّراً ومنوّراً، وفي هذه الحالة تكون النفس كالمرآة المصقولة صافية، ويليق للتجليات الغيبية سوظهور الحقائق والمعارف فيه، وإمَّا أن يصير ملكوت النفس به ظلمانياً وخبيثاً، وفي هذه الصورة يكون القلب كالمرآة المريّنة والمدنّسة لا تنعكس فيها المعارف الإلهية ولا الحقائق الغيبية، وحيث إنَّ القلب في هذه الحالة يقع بالتدريج تحت سلطة الشيطان ويكون المتصرِّف في مملكة الروح ابليس، فيقع السمع والبصر وسائر القوى أيضاً في تصرّف ذاك الخبيث، وينسدُّ السمع بالكليَّة عن المعارف والمواعظ الإلهيَّة، ولا ترى العين الآيات الباهرة الإلهيَّة وتعمى عن الحقِّ وآثاره وآياته، ولا يتفقّه القلب في الدين، ويحرم من التفكر في الآيات والبيّنات وتذكّر الحقِّ والأسماء والصفات، كما قال الحق تعالى ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ 1.

 
 

1- الأعراف: 179 
 
 
 
 
 
 
22

16

الدرس الأول: آداب التلاوة

 7-التأدُّب بأدبه:


فالقران هو دستور لا ليقرأ فحسب بل للإستفادة منه وتهذيب النفس والتأديب لها، وبتطبيق ما نقرأ من الآيات الكريمة، والتعاليم الإلهيَّة التي تفيض بالرحمة، نكون قد أحسنَّا الإستفادة منه في حياتنا العملية.

يقول الإمام الخميني قدس سره: "الإنسان الخائف لا يتجاسر في محضر الكبرياء إلى مقامه المقدَّس ولا يهتك الحرمات الإلهيَّة في حضور الحقِّ، وإذا قَوِيَ الإيمان بتلاوة الآيات الإلهية يسري نور الإيمان إلى المملكة الظاهرية أيضاً، فغير ممكن أن يكون القلب نورانياً ولا يكون اللِّسان والكلام والعين والنظر والسمع والاستماع نورانياً. كما أنَّه إذا توكَّل أحد على الله تعالى واعتمد عليه فيقطع الطمع عمّا في أيدي سائر الخلق، ويحط رحل حاجته وفقره إلى باب الغنيّ المطلق، ولا يرى سائر الَّذين هم 
 
 
 
 
 
 
 
23

17

الدرس الأول: آداب التلاوة

 مثله فقراء ومساكين حلاّلين لمشاكله. فوظيفة السالك إلى الله هي أن يعرض نفسه على القرآن الشريف، فكما أنَّ الميزان في صحة الحديث وعدم صحته واعتباره وعدم اعتباره أن يُعرض على كتاب الله، فما خالف كتاب الله فهو باطل وزخرف. كذلك الميزان في الاستقامة والاعوجاج والشقاوة والسعادة هو أن يكون مستقيماً وصحيحاً في ميزان كتاب الله، وكما أنَّ خلق رسول الله هو القرآن فاللّازم له أن يجعل خلقه موافقاً للقرآن حتى يكون مطابقاً لخلق الوليّ الكامل أيضاً، والخلق الَّذي يكون مخالفاً لكتاب الله فهو زخرف وباطل".


جعلنا الله وإياكم من التالين للكتاب المرضيين عند رسوله الكريم وآله الأطياب صلوات الله عليهم أجمعين.
 
 
 
 
 
 
 
24

18

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

  تمهيد

 
تقدَّم الكلام في آداب التلاوة، والحديث في هذا الفصل سيكون عن السنن، وهي الأذكار التي تقال قبيل التلاوة، وأثناءها وبعدها، وما يذكر بعد ختم القرآن كاملاً، وسنتعرض لهذه الأمور عنوانا عنواناً إن شاء الله تعالى.
 
1- الإستعاذة 
 
يقول الله تعالى في محكم آياته: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم  1
 
الإستعاذة أن يقول القارئ قبل القراءة: أعوذ
 
 
 

1-النحل: 98
 
 
 
 
 
 
 
27

 


19

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

  بالله من الشيطان الرجيم، ومعنى الإستعاذة طلب البعد للشيطان، فقد ورد في تفسير الأمثل في مقام شرح هذه الآية:

" ولا يقصد من الإستعاذة الاكتفاء بذكر، بل ينبغي لها أن تكون مقدمة لتحقيق وإيجاد الحالة الروحيَّة المطلوبة، حالة: التوجه إلى الله عزَّ وجلَّ، الانفصال عن هوى النفس والعناد المانع للفهم والدرك الصحيح للإنسان، البعد عن التعصُّبات والغرور وحبِّ الذات ومحوريَّة الذات التي تضغط على الإنسان ليسخِّر كلِّ شيء (حتى كلام الله) في تحقيق رغباته المنحرفة. وإنْ لم تتحقق للإنسان هذه الحالة فسيتعذر عليه إدراك الحقائق القرآنيَّة، وربما سيجعل القرآن وسيلة لتبرير آرائه ورغباته الملوَّثة بالشرك بواسطة " تفسير بالرأي" 1.
 
 
 

1-ناصر مكارم الشيرازي-الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل-ج 8 ص 322
 
 
 
 
 
 
 
 
28

20

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 2- الدعاء عند أخذ القرآن 

 
جاء في الرواية أنَّ الإمام الصادق عليه السلام إذا قراء القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف:
" اللهمََّّ إنِّي أشهد أنَّ هذا كتابُك المنزل، من عندك على رسولك محمد بن عبد الله، وكلامُك الناطق على لسان نبيِّك، جعلتَهُ هادياً منك إلى خلقك، وحبلاً متصلاً فيما بينك وبين عبادك، اللهمََّّ إنِّي نشرت عهدك وكتابك، اللهمََّّ فاجعل نظري فيه عبادة، وقراءتي فيه فكراً، وفكري فيه اعتباراً واجعلني ممن اتعظَّ ببيانِ مواعظك فيه، واجتنب معاصيك، ولا تطبع عند قراءتي عليَّ سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوةً، ولا تجعل قراءتي قراءةً لا تدبّر فيها، بل اجعلني أتدبَّر آياته وأحكامه، آخذاً بشرايع دينك، ولا تجعل نظري فيه غفلةً ولا قراءتي هذراً إنك أنت الرؤوف الرحيم" 1.
 
 
 

1-المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 207
 
 
 
 
 
 
 
29

21

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 3- الدعاء عند الانتهاء من التلاوة 


وكذلك فإنَّه بعد الانتهاء من التلاوة يستحب أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء الَّذي ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:َّ "اللهم إني قرأت ما قضيت لي من كتابك الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ورحمتك فلك الحمد ربنا، ولك الشكر والمنة على ما قدرت ووفقت، اللهمَّ اجعلني ممن يحلَّ حلالك، ويحرِّم حرامك، ويجتنب معاصيك، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، واجعله لي شفاءً ورحمةً،وحرزاً وذخراً، اللهمَّ اجعله لي أنساً في قبري، وأنساً في حشري، وأنساً في نشري، واجعله لي بركةً بكلِِّّ آيةٍ قرأتها، وارفع لي بكلِّ حرفٍ درجةً في 
أعلى علِّيِّين، آمين يا ربَّ العالمين، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ نبيِّك وصفيِّك ونجيِّك ودليلك، والداعي إلى سبيلك، وعلى أمير المؤمنين وليِّك وخليفتك من 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
30

 


22

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 بعد رسولك، وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك المستودعين حقِّك، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته"1.

 
4- الدعاء بعد ختم القرآن الكريم
 
كما يستحبُّ الدعاء قبل التلاوة وبعدها فإنَّه يستحبُّ الدعاء بعد ختم القرآن الكريم كاملاً، وقد ورد العديد من هذه الأدعية، منها ما ورد عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام قال: " قال حبيبي رسول الله(ص): أمرني أن أدعو بهنَّ عند ختم القرآن:
اللهمَّ إنِّي أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كلِّ برّ والسلامة من كلِّ إثم، ووجوب رحمتك، وعزايم مغفرتك، والفوز بالجنَّة والنجاة من النَّار."2
 
 
 

1-المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 207-208
2-م.ن.
 
 
 
 
 
 
31

23

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 والدعاء الثاني ما ورد عن الإمام زين العابدين وسيِّد الساجدين عليه السلام ، وهو من أدعية الصحيفة السجاديَّة والدعاء هو:

" أَللَّهُمَّ إنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُوراً وَجَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَاب أَنْزَلْتَهُ،وَفَضَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ حَدِيث قَصَصْتَهُ، وَفُرْقاناً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلالِكَ وَحَرَامِكَ، وَقُرْآناً أَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ، وَكِتَاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبَادِكَ تَفْصِيلاً، وَوَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَنْزِيلاً، وَجَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدِي مِنْ ظُلَمِ الضَّلاَلَةِ وَالْجَهَـالَةِ بِـاتِّبَاعِـهِ، وَشِفَـاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهْم التَّصْدِيقِ إلَى اسْتِمَاعِهِ، وَمِيزَانَ قِسْط لاَ يَحِيْفُ عَنِ الْحَقِّ لِسَانُهُ، وَنُورَ هُدىً لاَ يُطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدِينَ بُرْهَانُهُ، وَعَلَمَ نَجَاة لاَ يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ وَلاَ تَنَالُ أَيْدِي الْهَلَكَاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ، أَللَّهُمَّ فَإذْ أَفَدْتَنَا الْمعُونَةَ عَلَى تِلاَوَتِهِ،وَسَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَيَدِينُ لَكَ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
32

24

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيْمِ لِمُحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ إلى الإِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ وَمُوضَحَاتِ بَيِّناتِهِ. أللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُجْمَلاً، وَأَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلاً، وَوَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ مُفَسَّراً، وَفَضَّلْتَنَا عَلَى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وَقَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ.


أللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَهُ حَمَلَةً، وَعَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد الْخَطِيْبِ بِهِ، وَعَلَى آلِهِ الْخُزّانِ لَهُ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنـَّهُ مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى لاَ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ وَلاَ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ، وَيَـأْوِي مِنَ الْمُتَشَـابِهَاتِ إلَى حِرْزِ مَعْقِلِهِ، وَيَسْكُنُ فِي ظِـلِّ جَنَاحِهِ، وَيَهْتَدِي بِضَوْءِ صَاحِبِهِ، وَيَقْتَدِي بِتَبَلُّج إسْفَارِهِ، وَيَسْتَصْبحُ بِمِصْباحِهِ، وَلا يَلْتَمِسُ ألْهُدَى فِي غَيْرِهِ. أللَّهُمَّ وَكَمَا نَصَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضَا إلَيْكَ. 




 
 
 
 
33

25

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلِ القُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، وَسُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إلَى مَحَلِّ السَّلامَةِ، وَسَبَباً نُجْزَى بِهِ النَّجاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، وَذَرِيعَةً نُقْدِمُ بِهَا عَلَى نَعِيْمِ دَارِ الْمُقَامَةِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاحْطُطْ بالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الأوْزَارِ، وَهَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الأَبْرَارِ وَاقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ دَنَس بِتَطْهِيرِهِ، وَتَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَـآءُوْا بِنُورِهِ، وَلَمْ يُلْهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ الْعَمَـل فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ واجْعَلِ القُرْآنَ لنا فِي ظُلَمِ اللَّيالِي مُونِساً وَمِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وَخَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً، وَلأقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إلَى الْمَعَاصِيْ حَابِساً، وَلأِلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الباطِلِ مِنْ غَيْرِ مَا آفَة مُخْرِساً، وَلِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الآثامِ زَاجِراً، وَلِمَا طَوَتِ الغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ الاعْتِبَارِ نَاشِراً حَتَّى تُوصِلَ إلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ وَزَوَاجِرَ أَمْثَـالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ 

 

 

 

 

34


26

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلاَبَتِهَا عَنِ احْتِمَالِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَدِمْ بِالْقُرْانِ صَلاَحَ ظاهِرِنا، وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا، وَاغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنَا وَعَلاَئِقَ أَوْزَارِنَا، وَاجْمَعْ بِهِ مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا، وَأَرْوِ بِهِ فِي مَـوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأ هَوَاجِرِنَا، وَاكْسُنَا بِهِ حُلَلَ الأَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ فِي نشُورِنَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا مِنْ عَدَمِ الإمْلاَقِ، وَسُقْ إلَيْنَا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الأرْزَاقِ، وَجَنِّبْنَا بِهِ الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ وَمَدَانِيَ الأخْلاَقِ، وَاعْصِمْنَا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ وَدَوَاعِـي النِّفَاقِ حَتَّى يَكُوْنَ لَنَا فِي الْقِيَامَةِ إلَى رِضْوَانِكَ وَجِنَانِكَ قَائِداً وَلَنَا فِي الدُّنْيا عَنْ سَخَطِكَ وَتَعَدِّي حُدُودِكَ ذَائِداً، وَلِمَا عِنْدَكَ بِتَحْلِيلِ حَلاَلِهِ وَتَحْرِيم حَرَامِهِ شَاهِداً.


أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَهَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ، وَجَهْدَ الأنِينِ، وَتَرادُفَ الْحَشَارِجِ إذَا بَلَغَتِ ألنُّفُوسُ التَّراقِيَ وَقِيلَ


 
 
 
 
 
 
35

27

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 مَنْ رَاق وَتَجَلَّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِهَا مِنْ حُجُبِ الْغُيُوبِ، وَرَمَاهَا عَنْ قَوْسِ الْمَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِرَاقِ، وَدَافَ لَهَا مِنْ دُعَافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذَاقِ، وَدَنا مِنَّا إلَى الآخِرَةِ رَحِيلٌ وَانْطِلاَقٌ، وَصَارَتِ الأعْمَالُ قَلاَئِـدَ فِي الأَعْنَاقِ، وَكَانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأوَى إلَى مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلاَقِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ البِلَى وَطُولِ الْمُقَامَـةِ بَيْنَ أَطْبَـاقِ الثَّـرى، وَاجْعَلِ القبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا، وَافْسَحْ لَنَا بِرَحْمَتِكَ فِي ضِيقِ مَلاَحِدِنَا، وَلا تَفْضَحْنَا فِي حَاضِرِي الْقِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثامِنَا، وَارْحَمْ بِالْقُرْانِ فِيْ مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا، وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجَازِ عَلَيْهَـا زَلَلَ أَقْدَامِنَا، وَنَوِّرْ بِهِ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورنا، وَنَجِّنَا بِهِ مِنْ كُلِّ كَرْب يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ وَبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً، وَلاَ تَجْعَلِ الْحَيَاة

 

 

 

 

 

36


28

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

عَلَيْنَا نَكَداً. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ. أللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ النِّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَأَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً، وَأَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهَاً. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَشَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ، وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَقَرِّبْ وَسِيلَتَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَتِمَّ نُورَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَخُذْ بِنَـا مِنْهَاجَـهُ، وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاسْقِنَا بِكَأسِهِ. أللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرَامَتِكَ إنَّكَ ذُوْ رَحْمَة وَاسِعَة وَفَضْل كَرِيم. أللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاتِكَ وَأَدَّى مِنْ آيَاتِكَ وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ.

 

 

 

 

 

37


29

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ" .

 
وممَّا ورد أيضا ما كان يدعو به أمير المؤمنين عليه السلام عند ختمه للقرآن الكريم وهو:
" اللهمَّ اشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونوِّر بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعنِّي عليه ما أبقيتني، فإنَّه لا حول ولا قوة إلابك" 1
 
5- ما يقال بعد بعض الآيات والسور 
 
ورد لدينا بعض الأذكار التي تقرأ بعد آيات معيَّنة وسورٍ معيَّنة، وقد أشارت لها روايةٌ جامعةٌ عن الإمام الرضا عليه السلام ، فقد ورد في عيون أخبار الرضا عليه السلام : " كان الإمام الرضا عليه السلام في طريق خراسان يكثُر بالليل في فراشه من تلاوة
 
 
 

1-المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 209
 
 
 
 
 
 
38

30

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 القرآن، فإذا مرَّ بآية فيها ذكر جنَّة أو نار بكى، وسأل الله الجنَّة، وتعوَّذَ به من النَّار، وكان عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل والنهار.

 
وكان إذا قرأ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1 قال سراً: الله أحد.
 
فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا " ثلاثاً" .
 
وكان إذا قرأ سورة الجُحُد قال في نفسه سراً: ﴿ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ 2 فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الإسلام " ثلاثاً" .
 
وكان إذا قرأ ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ 3 قال عند الفراغ منها: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. وكان إذا قرأ ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ  4  قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهمَّ وبلى.
 
 
 

1-الإخلاص: 1
2-الكافرون: 1
3-التين: 1
4-القيامة: 1
 
 
 
 
 
 
39

31

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

 وكان يقرأ في سورة الجمعة ﴿قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ1 وكان إذا فرغ من الفاتحة قال:( الحمد لله ربَّ العالمين ) .

 
وإذا قرأ ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى 2 قال سراً: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ ﴿ يَا أيُّهَا الذِيْنَ آمَنُو، قالَ: لبَّيْكَ اللهُم لبَّيْك سراً" 3.
 
6- الدعاء لعدم نسيان ما حفظ من القرآن الكريم
 
ومن السنن التي لها علاقة بالقرآن الكريم ما ورد من الدعاء لكي يثبت ما حفظ الإنسان من القرآن، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال له: " أعلِّمك دعاءً لا تنسى 
 
 
 

1-الجمعة: 11
2-الأعلى: 1
3-المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 217-219
 
 
 
 
 
 
 
40

 


32

الفصل الثاني: أذكار التلاوة

  القرآن، قل: 

اللهمَّ ارحمني بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني، وارحمني من تكلّف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك، وأَلزِمْ قلبي حفظَ كتابك كمَا علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الَّذي يرضيك عنِّي، اللهمََّّ نوِّر بكتابك بَصَرِي، واشْرَحْ بِهِ صدري، وأطلِقْ بِهِ لِسَاني، واستعمِل به بَدَنِي، وقَوِّنِي به على ذلك، وأعنِّي عليه، إنَّه لا يُعينُ عليه إلا أنت، لا إله إلا أنت" 1.
 
 
 

1-المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 208-209

 
 
 
 
 
 
41

33

الدرس الثالث: فضائل السور

 تمهيد:


إنَّ لتلاوة بعض السور من القرآن الكريم آثاراً أخرُوِيَة ودنيوية غير التي وردت في عموم فضل التلاوة، وقلَّ أن تجد سورة في الكتاب العزيز لم يرد في فضل قرائتها رواية شريفة، وسنستعرض في ما يلي بعض السور القرآنية وما جاء فيها من فضل التلاوة، وما لها من الآثار الأخرُوِيَة والدنيوية، سائلين الله تعالى أن يجعلنا من التالين للكتاب، العاملين بما فيه، المرضيين عند منزله، والمرحومين بشفاعة من أوحي إليه وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
45

34

الدرس الثالث: فضائل السور

 فضل سورة الحمد 

 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "لو قرأت الحمد على ميِّت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجباً"1 .
 
وعنه عليه السلام قال: "كان رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجده"2.
 
وفي الرواية أنَّ النبي صلى اله عليه وآله وسلم قال لجابر: "ألا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ قال بلى علمنيها،فعلمه الحمد أم الكتاب، ثم قال: هي شفاءٌ من كل داءٍ إلا السَّام، والسَّام الموت"3.
 
 
 

1-الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 231
2- م.ن.
3- م.ن.
 
 
 
 
 
 
46

35

الدرس الثالث: فضائل السور

 فضل سورة النِّساء

 
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "من قرأ سورة النِّساء في كلِّ جمعة أمن ضغطة القبر"1 .
 
فضل سورة الأنعام
 
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ سورة الأنعام نزلت جملة، شيعها سبعون ألف ملك حتى أنزلت على محمد صلى اله عليه وآله وسلم فعظموها وبجلوها فانَّ اسم الله عزَّ وجلَّ فيها في سبعين موضعاً، ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها"2.
 
فضل سورة المائدة
 
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "من قرأ سورة المائدة في كل خميس لم يلبس إيمانه بظلم ولا يشرك أبداً"3.
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 273
2- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 230
3- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 273
 
 
 
 
 
 
 
47

36

الدرس الثالث: فضائل السور

 فضل سورة مريم

 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من أدمن قراءة سورة مريم، لم يمت حتى يصيب منها ما يعينه في نفسه وماله وولده، وكان في الآخرة من أصحاب عيسى بن مريم عليه السلام وأعطي في الآخرة مثل ملك سليمان بن داود في الدنيا"1.
 
فضل سورة إبراهيم والحجر
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعاً في كل جمعة لم يصبه فقر أبداً، ولا جنون ولا بلوى"2 .
 
فضل سورة يوسف
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قرأ سورة يوسف في كلِّ يوم أو في كلِّ ليلة بعثه الله يوم
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 284
2- م.ن.
 
 
 
 
 
 
48

37

الدرس الثالث: فضائل السور

 القيامة وجماله كجمال يوسف، ولا يصيبه فزع يوم القيامة، وكان من خيار عباد الله الصالحين"1 .

 
قراءة آخر الكهف عند النوم
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلا استيقظ في الساعة التي يريد"2.
 
وعن النبي الأكرم صلى اله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "من قرأ عند منامه "قل إنَّما أنا بشر مثلكم يوحى إلي.. الآية" سطع له نور إلى المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح"3
 
فضل سورة العنكبوت وسورة الروم 
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قرأ سورة
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 279
2- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 229
3- م.ن.
 
 
 
 
 
 
 
49

38

الدرس الثالث: فضائل السور

 العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين، فهو والله - يا أبا محمد - من أهل الجنَّة، ولا أستثني فيه أبدا، ولا أخاف أن يكتب الله عليَّ في يميني إثما، وإنَّ لهاتين السورتين من الله مكاناً"1.

 
فضل سورة النور
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "حصِّنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النّور، وحصِّنوا بها نساءكم، فانَّ من أدمن قراءتها في كلِّ يوم أو في كلِّ ليلة لم يزن أحد من أهل بيته أبدا حتى يموت، فإذا هو مات شيَّعه إلى قبره سبعون ألف ملك كلهم يدعون ويستغفرون الله له حتى يدخل في قبره"2
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 287
2- م. ن. -ج 89 -ص 286
 
 
 
 
 
50

39

الدرس الثالث: فضائل السور

 فضل سورة المؤمنين

 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قراء سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة، إذا كان يدمن قراءتها في كلِّ جمعة، وكان منزله في الفردوس الأعلى مع النبيِّين والمرسلين"1.
 
فضل سورة يس
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إنَّ لكل شيءٍ قلباً، وقلبُ القرآن يس، من قرأها في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين، حتى يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكل الله به ألف ملكٍ يحفظونه من شرِّ كلِّ شيطانٍ رجيمٍ ومن كلِّ آفةٍ. وإن مات في يومه أو في ليلته أدخله الله الجنة، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك كلُّهم يستغفرون له، ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 285
 
 
 
 
 
 
51

40

الدرس الثالث: فضائل السور

  له فإذا أدخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله وثواب عبادتهم له، وفسح له في قبره مد بصره وأومن من ضغطة القبر، ولم يزل له في قبره نورٌ ساطعٌ إلى أعنان السماء إلى أن يخرجه الله من قبره. فإذا أخرجه لم يزل ملائكة الله معه يشيِّعونه ويحدِّثونه ويضحكون في وجهه ويبشِّرونه بكلِّ خير حتى يجوزوا به الصراط والميزان، ويوقفوه من الله موقفاً لا يكون عند الله خلقاً أقرب منه إلا ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وهو مع النبيين واقفٌ بين يدي الله، لا يحزن مع من يحزن، ولا يهتمُّ مع من يهتمُّ، ولا يجزع مع من يجزع. ثم يقول له الربُّ تبارك وتعالى: اشفع عبدي أشفّعك في جميع ما تشفع، ولني عبدي أعطك جميع ما تسأل، فيسأل فيعطى، ويشفع فيشفَّع، ولا يحاسب فيمن يحاسب، ولا يوقف مع من يوقف، ولا يذلّ مع من يذلّ، ولا يكبت بخطيئة ولا بشيء من سوء عمله، ويعطى كتاباً منشوراً، حتى يهبط من عند الله

 

 

 

 

52


41

الدرس الثالث: فضائل السور

 فيقول الناس بأجمعهم: 

سبحان الله ما كان لهذا العبد من خطيئة واحدة، ويكون من رفقاء محمَّد صلى الله عليه وآله"1.
 
فضل سورة الرحمن
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها، فإنَّها لا تقر في قلوب المنافقين ويأتي بها ربُّها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة، وأطيب ريح، حتى يقف من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من الَّذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا، ويدمن قراءتك؟ فتقول: يا رب فلان وفلان، فتبيضُّ وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنَّة، وأسكنوا فيها حيث شئتم"2.
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 288 -289
2- م. ن. -ج 89 -ص 306
 
 
 
 
 
 
53

42

الدرس الثالث: فضائل السور

 وعنه عليه السلام قال: "من قرأ سورة الرحمن فقال عند كلِّ " فبأي آلاء ربكما تكذبان ": لا بشيءٍ من آلائك ربِّ أكذِّب، فان قرأها ليلاً ثم مات، مات شهيداً، وإن قرأها نهاراً فمات، مات شهيداً"1

 
فضل سورة الواقعة
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قراء في كلِّ ليلة جمعة الواقعة أحبَّه الله وأحبَّه إلى الناس أجمعين، ولم يرَ في الدُّنيا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا فاقةً ولا آفةً من آفات الدنيا، وكان من رفقاء أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذه السورة لأمير المؤمنين عليه السلام خاصَّة لم يشركه فيها أحد"2.
 
فضل سورة الحشر
 
عن النبي الأكرم صلى اله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ سورة
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 306
2- م. ن. -ج 89 -ص 307
 
 
 
 
 
 
54

43

الدرس الثالث: فضائل السور

 الحشر لم يبقَ جنَّة ولا نار، ولا عرش ولا كرسيّ، ولا الحجب والسماوات السبع، والأرضون السبع، والهوى والريح، والطير، والشجر، والجبال والشمس والقمر، والملائكة إلّا صلوا عليه، واستغفروا له، وإن مات في يومه أو ليلته كان شهيداً"1.

 
فضل سورة الملك 
 
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "سورة الملك هي المانعة، تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك، ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين، وإنِّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس، وإنَّ والدي عليه السلام كان يقرؤها في يومه وليلته، ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 308
 
 
 
 
 
 
 
55

44

الدرس الثالث: فضائل السور

 يقوم عليَّ فيقرأ سورة الملك في كلِّ يوم وليلة، وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان العبد أوعاني سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرأ بي في كلِّ يوم وليلة سورة الملك"1.

 
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قرأ تبارك الَّذي بيده الملك في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنَّة إن شاء الله"2.
 
فضل سورة الإنسان
 
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: "من قرأ" هل أتى على الإنسان في كلِّ غداة خميس، زوَّجه الله من الحور ثمان مائة عذراء، وأربعة آلاف ثيِّب وحوراء 
 
 
 

1- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 234
2- م. ن. 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 234
 
 
 
 
 
 
 
 
56

45

الدرس الثالث: فضائل السور

 من الحور العين، وكان مع محمد صلى اله عليه وآله وسلم " 1.

 
فضل سورة القمر
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قرء سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنَّة"2.
 
فضل سورة المرسلات وعمَّ يتساءلون والنازعات
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قرأ (المرسلات عرف) عرَّف الله بينه وبين محمَّدٍ صلى اله عليه وآله وسلم ، ومن قرأ (عم يتساءلون) لم يخرج سنته إذا كان يدمنها في كلِّ يوم حتى يزور بيت الله الحرام إنشاء الله، ومن قرأ (والنازعات) لم يمت إلا رياناً ولم يبعثه الله
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 319
2-م. ن. -ج 89 -ص 305
 
 
 
 
 
 
57

46

الدرس الثالث: فضائل السور

 إلّا ريَّاناً، ولم يدخله الله الجنَّة إلّا ريَّاناً"1.

 
فضل سورة التكاثر
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم: من قرأ ألهيكم التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر"2.
 
فضل المعوذتين 
 
عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام قال: "ما من أحد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة قل أعوذ بربِّ الفلق وقل أعوذ بربِّ الناس كلّ واحدة ثلاث مرات و قل هو الله أحد مائة مرة فإن لم يقدر فخمسين إلا صرف الله عنه كل لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور الدم أبداً ما تعوهد بهذا حتى يبلغه 
 
 
 

1- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 319 -320
2- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 228
 
 
 
 
 
 
58

47

الدرس الثالث: فضائل السور

 الشيب فإن تعهَّد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظاً إلى يوم يقبض الله عزَّ وجلَّ نفسه"1.

 
فضل سورة الإخلاص 
 
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "من قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه، من قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله، ومن قرأها ثلاث مرات بور ك عليه وعلى جيرانه، ومن قرأها اثنتي عشرة مرة بنى الله له اثني عشرة قصراً في الجنَّة، فتقول الحفظة اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها، ومن قرأها مائة مرة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، ومن قرأها أربعمائة مرة كان له أجر أربعمائة شهيد كلُّهم قد عقر جواده وأريق دمه، ومن قرأها ألف مرة في يوم وليلة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو ترى
 
 
 

1- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 228
 
 
 
 
 
 
 
59

48

الدرس الثالث: فضائل السور

 له"1.

 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "أنَّ النبي صلى اله عليه وآله وسلم صلَّى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألفا ومنهم جبرئيل يصلون عليه، فقلت له: يا جبرئيل بم يستحقُّ صلاتكم عليه؟ فقال بقراءته قل هو الله أحد قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً"2.
 
وعنه عليه السلام قال: "كان أبي (أي الإمام الباقر )عليه السلام يقول: قل هو الله أحد ثلث القرآن وقل يا أيُّها الكافرون ربع القرآن"3.
 
.
 

1- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 221 -222
2-م. ن. 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 222
3-م. ن. 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 222
 
 
 
 
 
 
 
60

49

الفهرس

 الفهرس

مقدمة

5

آداب التلاوة

7

تمهيد

9

1 –التلاوة بصوت حسن

11

2 – الهدوء عند التلاوة

13

3 – التدبُّر

13

4 - تعظيم القرآن:

16

5 – الخشوع

19

6 – تنظيف طريق القرآن الكريم

20

7 - التأدُّب بأدبه:

23

 

 

 

 

 

 

61


50

الفهرس

 

أذكار التلاوة

25

تمهيد

27

1 - الإستعاذة

27

2- الدعاء عند أخذ القرآن

29

3 - الدعاء عند الانتهاء من التلاوة

30

4 – الدعاء بعد ختم القرآن الكريم

31

5 - ما يقال بعد بعض الآيات والسور

38

6 - الدعاء لعدم نسيان ما حفظ من القرآن الكريم

40

فضائل السور

43

تمهيد:

45

فضل سورة الحمد

46

فضل سورة النِّساء

47

فضل سورة الأنعام

47

فضل سورة المائدة

47


 

 

 

 

 

 

 

62


51

الفهرس

 

فضل سورة مريم

48

فضل سورة إبراهيم والحجر

48

فضل سورة يوسف

48

قراءة آخر الكهف عند النوم

49

فضل سورة العنكبوت وسورة الروم

49

فضل سورة النور

50

فضل سورة المؤمنين

51

فضل سورة يس

51

فضل سورة الرحمن

53

فضل سورة الواقعة

54

فضل سورة الحشر

54

فضل سورة الملك

55

فضل سورة الإنسان

56

فضل سورة ا القمر

57

فضل سورة المرسلات وعمَّ يتساءلون والنازعات

57

 

 

 

 

 

 

63


52

الفهرس

 

فضل سورة التكاثر

58

فضل المعوذتين

58

فضل سورة الإخلاص

59

 

 

 

 

 

 

64


53
تلاوة القرآن