وينبغي القول: إن ما أصاب وديعتيّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، من ظلم الطواغيت هو ظلم للأمة الإسلامية، بل للبشرية جمعاء، يعجز القلم عن تبيانه، ويلزم التذكير هنا بأن حديث الثقلين1 متواتر2 بين جميع المسلمين، وقد روته كتب أهل السنة، الصحاح الستة3 وغيرها، عن الرسول الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم، بألفاظ متعددة وموارد متكررة، فوصل حدّ التواتر.
فهذا الحديث حجة بالغة على البشرية جمعاء ولا سيما المسلمين بمختلف مذاهبهم فهم مسؤولون جميعاً عن ذلك بعد أن تمّت الحجة
1- "حديث الثقلين" من الأحاديث المعروفة، رواه أشخاص كثيرون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة. وكثرة مصادر ورواة هذا الحديث من طريق العامة أمر ملفت. ويستنبط من هذا الحديث ومن نظائره أمور مهمة منها:
أ- كما أن القرآن باقٍ بين الناس إلى يوم القيامة، فعترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً ستبقى إلى يوم القيامة، أي أنّ الأرض لا تخلو في أيّ زمان من وجود إمام وقائد حقيقي.
ب- إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإرشاده للمسلمين إلى إتباع هذين الثقلين والأمانتين العظيمتين أمّن لهم جميع احتياجاتهم العلمية والدينية، وهداهم إلى أن أهل بيته هم المرجع لاكتساب العلم والمعرفة.
ج- لا يحق لأي مسلم أن يخرج من ظلّ إرشادهم وهدايتهم.
د- جميع العلوم اللازمة والحاجات الدينية للناس موجودة عند أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم.
هـ- إذا أطاع الناس غير أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتمسّكوا بهم؛ فإنّهم سيضلوا.
2- التواتر: إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب وهو اصطلاح هل الحديث.
3- "الصحاح" جمع "صحيح" وهي ستة كتب صحيحة اختارها علماء العامة من بين كتب الحديث، واتخذوها أساساً ومبنىً يرجعون إليه في استنباط الأحكام والعقائد والتفسير وقسم من تاريخ صدر الإسلام. هذه الكتب هي:
أ- صحيح البخاري، لمحمّد بن إسماعيل البخاري (256- 196هـ.ق) (869- 812م).
ب- صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج النيشابوري المعروف بالقشيري (292 206 هـ.ق) (821-876م).
ج- سنن ابن ماجة، لمحمّد بن يزيد بن ماجه، المتوفى (273 هـ.ق، 886م).
د- سنن أبي داوود، لأبي داوود البجستاني سليمان بن داوود، المتوفى (275 هـ.ق 888م).
هـ- جامع الترمذي، لمحمّد بن عيسى بن سورة الترمذي، المتوفى (279 هـ.ق، 892م).
و- سنن النسائي، لأحمد بن شعيب النسائي، المتوفى (303 هـ.ق، 915م).
13