الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2016-01

النسخة: 1


الكاتب

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.


المقدمة

 بسم الله الرحمن الرحيم

 
المقدمة

هو سليل العترة، ووريث الطهر، وخليفة الحق...
ينفث في أرواح المستضعفين ثباتاً وجهاداً وإيماناً...
هو الإمام الخامنئي( دام ظله)
يحمل بقلبه العبودية الصادقة لله تعالى...
وبيده شعبة الجهاد والمواجهة التي أوقدها الإمام الخميني قدس سره
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
2

1

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 
 

الهوية:

ولد سماحته عام 1939 م في مدينة مشهد المقدسة في عائلة علمائية مرموقة.والده هو آية الله السيد جواد، من علماء و مجتهدي مشهد المرموقين.والدته هي كريمة حجة الإسلام السيد هاشم نجف آبادي من علماء مشهد المعروفين. سماحة الإمام الخامنئي متزوج و له ستة أبناء.


الطفولة:

قضى سماحته طفولته في عسرة مادية شديدة، ولد وعاش مدة خمس سنوات في بيت لا تتجاوز مساحته السبعين متراً في حي فقير بمشهد، ثم أقدم بعض المحبين لوالده على شراء قطعة أرض مجاورة تم إلحاقها بالبيت ليصبح ثلاث غرف. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
2

2

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 رحلة العلم:


الدراسة:

بدأ سماحة الإمام الخامنئي دام ظله رحلة العلم بتعلّم القرآن في "الكتاب"، و بعد مدّة ذهب إلى مدرسة " دار التعليم الديني" الابتدائية. و بعد استكمال المرحلة الابتدائية التحق بالدراسة المسائية وحصل على الشهادة المتوسطة، ثم الشهادة الثانوية خلال عامين.

حضر سماحته درس الشرائع عند والده، و بعدها التحق بمدرسة "نواب للعلوم الدينية" و أكمل السطوح هناك، ثم حضر البحث الخارج عند آية الله الميلاني وآية الله القزويني، وحضر درس الفلسفة عند آية الله الطهراني.



وحضر في النجف الأشرف دروس آيات الله العظام الحكيم والخوئي والشاهرودي والميرزا الزنجاني وميرزا حسن اليزدي والسيد يحيى اليزدي.

وحضر في قم دروس آية الله الحائري، وآية الله البروجردي. كما وشارك في درس الأصول للإمام الخميني قدس سره بصورة مستمرة وحضر قسماً من الأسفار والشفاء عند العلامة السيد الطباطبائي.

حصل على رتبة الاجتهاد على يد أستاذه آية الله الحائزي عام 1974م بعد حضور درسه أكثر من خمسة عشر عاماً.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
3

3

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 التدريس:


قام سماحته في مرحلة مبكرة من حياته بتدريس الصرف والنحو و المعاني و البيان والأصول و الفقه في مشهد وقم،وحتى بعد عودته من قم إلى مشهد عام 1964 م، كان التدريس أحد برامجه الرئيسية و الدائمة، وطوال هذه السنوات حتى عام 1977م، قام بتدريس السطوح العليا: المكاسب والكفاية والتفسير والعقائد.ومنذ حوالي العشرين عاماً وسماحته دام ظله يواصل إعطاء دروس في



 الفقه - على مستوى البحث الخارج- لفضلاء الحوزة العلمية, وقد قرّرت بعض دروسه.

يقول آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي: " إن السيد الخامنئي المعظّم, مضافاً إلى تسلطه على المباني الإجتهادية التي يجب توفرها لدى كل فقيه مطلق عادل، يتمتع بخصوصيات علمية وفقهية خاصة, أشير إلى اثنين منها:

أ- الاضطلاع الواسع بعلم الرجال, وحيازته لمعلومات دقيقة جداً عن هذا العلم، لقد بذل سماحته الجهد الكبير في علم الرجال، ويعد من المجتهدين الذين يولّون علم الرجال أهمية خاصة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
4

4

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 لقد قبل كثيراً من القواعد الرجالية ورفع الإشكالات الواردة عليها, وله تفوق ملحوظ وواسع في هذا المجال, وهذه ميزة ذات اعكاس علمي على الفقيه خصوصاً في هذا الزمان.


2- الفهم السالم والمستقيم في فهم الآيات والروايات. إنه يستوعب الآيات والأحاديث بصورة جيدة جداً ويستظهر من الأدلة اللفظية ويستفيد منها, ويكون الإستظهار والاستنطاق في الاستنباط مهماً جداً.

إنني لمست أن السيد القائد المعظّم يستظهر من الآيات والروايات بصورة ملفتة جداً, يلتفت القضايا الأدبية ويدرسها بصورة دقيقة ويكون منها دلالة بشكل جميل جداً.

 

ومن خصوصياته أيضاً تنظيمه المنطقي والدقيق, مما هو مهم جداً وفعال في تدوين وتنقيح الأبحاث العلمية المعقدة، وعليه فلا شك ولا شبهة في الإجتهاد المطلق للسيد المعظّم، وغير ذلك لا أساس له أبداً ".
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
5

5

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 المؤلفات:


بلغ عدد مؤلفات سماحته ما يقارب الأربعين مؤلفاً، أهمها:

المؤلفات الفقهية

- كتاب الجهاد في البحث الفقهي
- بحث فقهي في الهدنة
- بحث فقهي في حكم الصابنة
- بحث فقهي في القصاص
- الأصول الأربعة في علم الرجال
- أجوبة الإستفتاءات
- مناسك الحج



المؤلفات السياسية والإجتماعية

- الحياة السياسية للإمام الصادق عليه السلام
- عنصر الجهاد في حياة الأئمة عليهم السلام
- بحث حول سيرة الإمام السجاد عليه السلام
- الحكومة في الإسلام

مؤلفات وتقريرات أخرى

- الكلمات القصار
- آلام الإمام علي عليه السلام وآلامنا
- القرآن والعترة
- من أعماق الصلاة
- عطر الشهادة
- بحث حول الصبر
- دروس في القرآن
- الإمامة والولاية
- حديث الولاية (9 أجزاء)
- الشيخ المفيد وهوية التشيع
- العودة إلى نهج البلاغة
- المواعظ الحسنة
- أصول الفكر الإسلامي
- رسالة الثوار
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
6

6

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 مسيرة الجهاد:




الثورة

التحركات الأولى

بدأت مسيرة الإمام الخامنئي دام ظله السياسية والجهادية حينما جاء إلى مشهد الشهيد نواب صفوي حيث ألقى خطاباً تأثّر فيه الجميع.

ومع بداية ثورة الإمام الخميني قدس سره تحرك سماحة القائد على كل الصعد, فقام بنثر بذور الثورة في كل مدينة وقرية يزورها, فكان لسماحته دور بإشعال فتيل الثورة في مدينة بيرجند التي كانت مركز ثقل وسيطرة النظام.

ثم قام بتشكيل خلايا سرية منظمة لوضع خطط وتنظيم نشاطات الحوزة وللسير على نهج الإمام الخميني قدس سره, وبعد كشفها أنشأ لجنة علمانية للإغاثة مهمتها تبليغ وتعليم الإسلام الثوري فصار درس سماحته قاعدة للجهاد والنشاطات الثورية ومركزاً للإرتباط بالثوريين ومقراً لتوعية وإيقاظ الشعب.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
7

7

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 

 الاعتقال:


-اعتقل سماحته عام 1963م في كرمان بعد إلقائه خطاباً ونقله السافاك إلى معسكر "سلطنت آباد" في طهران ثم نقل في اليوم التالي إلى سجن " قزل قلعة" وبقي مدة شهرين.

-بعد عودته إلى مشهد أعتقل مرة أخرى في أوائل عام 1967 م.

-عام 1970 م اعتقل سماحته إثر ترويجه لخط الإمام الخميني قدس سره.

-وعام 1971 م وبعد الانفجار الذي وقع أثناء الاحتفالات بمرور 2500 سنة على قيام النظام الملكي اعتقل لمدة خمسين يوماً داخل سجن في زنزانة مظلمة ورطبة.

-وفي العام 1973 م أعاد السافاك اعتقال سماحته بعد محاصرة منزله وتعطيل دروسه.

-وفي العام 1974 م أعيد إعتقاله.

-واعتقل سماحته مجدداً عام 1977 م.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
8

8

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 النفي:

 
بعد بلوغ الثورة الإسلامية ذروتها عام 1977 م احتجز سماحة الإمام الخامنئي دام ظله، وبعد احتجازه لعدة أيام حكموا عليه بالنفي إلى إيرانشهر لمدة ثلاث سنوات.

محاولات الاغتيال:

تعرض سماحته بتاريخ 1981م لمحاولة اغتيال نفذها المنافقون أثناء إلقائه خطاباً في مسجد



"أبو ذر" جنوب طهران أصيب سماحته نتيجة هذه المحاولة بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى.

وأثناء إلقائة خطبة في جامعة طهران وقع انفجار كبير سقط جراءه العشرات من المصلين بين قتيل وجريح وفي الوقت نفسه كانت طائرات الاستكبار تهدد بقصف موقع صلاة الجمعة فتمكن سماحته من تهدئة الأوضاع والاستمرار في خطبته بكل قوة وصلابة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
9

9

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 المشاركات:


مع بدء الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية عام 1981م، كان الإمام الخامنئي دام ظله من العلماء الأوائل بل من اوائل المتطوعين الذين التحقوا بركب الجهاد، وكان أول عالم دين لبس الزي العسكري في الجبهة، يقول سماحته:

"...سلمونا البدلة العسكرية وكانت هذه المرة الأولى التي ألبس فيها الزّي العسكري, ولعله لم يكن قد لبس أي عالم دين حتى ذلك الحين الزي العسكري في الجبهات...".

وكان لسماحته ً الدور البارز في عدم سقوط مدينة الأهواز؛ يقول الشيخ هاشمي رفسنجاني عن تلك الأيام: "... لولا ذهاب السيد الخامنئي والشهيد شمران إلى الأهواز وأمرهما بحفر خندق في أطراف المدينة ولولا مقاومة المجموعات الصغيرة من قوات الحرس لسقطت مدينة الأهواز..."



وقد هنأه الإمام الراحل قدس سره على تواجده في جبهات القتال في البرقية التي بعثها إليه إثر تعرضه لمحاولة الإغتيال، حيث قال قدس سره:"... وما نقموا منك إلا لأنك جندي مستبسلفي جبهة الحرب ومعلم في المحراب...

وإنني أهنئك أيها الخامنئي العزيز على خدمتك لهذا الشعب المظلوم في جبهات الحرب بملابس القتال وخلف الجبهة بالزي العلماني".
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
10

10

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 القيادة:




بعد رحيل الإمام الخميني قدس سره عام 1989م عقد مجلس الخبراء جلسة طارئة تم فيها عن الإعلان أنَّ سماحته قائد للثورة الإسلامية والولي الفقيه.

وهو مازال يتصدى لولاية الأمر بكفاءة يشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء, فسماحته وفي ظل أكبر حصار اقتصادي وسياسي وعسكري تتعرض له إيران, تحققت على يديه وبإشراف مباشر منه إنجازات هامة, على كافة الصعد الإقتصادية والثقافية والعسكرية والسياسية والإجتماعية.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
11

11

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 المرجعية:


شهد بمرجعية الإمام الخامنئي دام ظله مجموعة من أهل الخبرة:
 



- آية الله السيد عباس خاتم يزدي

- آية الله السيد محمود الهاشمي

- آية الله السيد راستي كاشاني

- آية الله السيد محمد باقر الحكيم قدس سره

- آية الله السيد جلال الدين الطاهري

- آية الله السيد علي أكبر قرشي

- آية الله الشيخ عباس واعظ طوسي

- آية الله الشيخ رضا استادي

- آية الله الشيخ عباس محفوظي

- آية الله الشيخ محمد واعظ الخرساني

- آية الله الشيخ محمد ابراهيم جنتي

وقد نصَّ جملة من هؤلاء الفقهاء الأعلام على أعلمية سماحته دام ظله في هذا العصر, ومن هؤلاء: أية الله السيد جعفر الكريمي: " رايت السيد القائد دام ظله أدق نظراً وأسرع انتقالا وأقوى استنباطاً للفروع من الأصول من غيره من المراجع العظام, فإن كن ذلك هو الميزان كما هو كذلك, فهذا الميزان قد لمسته من مباحثات السيد القائد, ومن هنا اعترف وأشهد بأنه أعلم اقرانه المعاصرين".

آية الله الشيخ محمد يزدي: " إني أعتقد أن آية الله الخامنئي دام ظله هو الأعلم والأقوى من حيث المجموع بالنسبة إلى العلوم والأمور اللازمة في التقليد والقيام بأعباء مرجعية الأمة".

آية الله الشيخ أحمد جنتي: "ملاك الأعلمية عندي أن يكون الفقيه أقدر على استنباط الأحكام من مصادرها وأدلتها الشرعية مع ملاحظة الزمان والمكان والمقتضيات وأنا لا أعرف في المرشحين للمرجعية اليوم أقوى وأقدر من السيد الخامنئي دام ظله".

آية الله الشيخ محمد علي التسخيري: "بعد معرفتي بعلمه العزيز ورأيه السديد - الإمام الخامنئي - في مختلف المجالات الشريعة الإسلامية ونظراته في الفرد والمجتمع أشهد بأعلميته وبذلك يتعين عندي تقليده حفظه الله تعالى والله على هذا شهيد".
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
12

12

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 قالوا في الإمام الخامنئي دام ظله




في اللقاء الأول بين السيد القائد وأمين عام الأمم المتحدة "كوفي أنان" تطرق القائد في البداية إلى تاريخ غانا ورجالها الكبار وأبدى ملاحظاتٍ دقيقة حول وضعها السياسي والإجتماعي والإقتصادي.

وقد صرّح كوفي أنان بعد لقائه بالقائد: " مع أنني من غانا, إلا أنني لا أعرف عن بلدي بالقدر الذي يعرفه السيد الخامنئي . يجب أن يفتخر الإيرانيون والمسلمون بأن لديهم هذا القائد الذي يليق وحده لأن يكون أميناً عاماً للامم المتحدة ". وقد أضاف يومها بتأثر واضح: "لقد أسر السيد الخامنئي قلوبنا".

-بعد إصدار الأمم المتحدة للقرار 598, وتدخل الدول الكبرى للضغط على إيران للقبول به، توجه خافيير بيرز دكويار أمين عام الأمم المتحدة في ذلك الوقت إلى طهران للتفاوض حول هذه الوثيقة. وكان من ضمن لقاءاته, لقاء مع السيد القائد الذي كان يومذاك رئيساً للجمهورية.

بعد إنهاء محادثاته مع السيد القائد, خرج دكويار مستفسراً: "من أي جامعة في العلوم السياسية تخرج رئيسكم؟ لقد عملت في السياسة أكثر من ثلاثين عاماً , ومن عشر سنوات وأنا أمين عام للأمم المتحدة ولا يوجد رئيس أو سياسي إلا وقابلته, لكنني حتى الآن لم أرى رئيساً محنكاً في السياسة مثل رئيسكم ولا شخصية أشد ذكاءً منه".

وقال في حقه دام ظله آية الله السيد بهاء الديني قدس سره: "إن السيد الخامنئي هو ذخيرة إلهية ادخره الله لما بعد الإمام, ويجب علينا أن نؤازره لتحقق أهدافه".
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
13

13

الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله

 الخاتمة:



إذا كنتم تظنون أنكم تستطيعون 

أن تجدوا في كل العالم

شخصاً مثل السيد الخامنئي الملتزم بالإسلام 

والخادم الذي جَبل على خدمة هذا الشعب، فلن تجدوا.

إنّني أعرفه منذ سنوات طويلة.

إنّه نعمة أنعمها الله علينا.

 

الإمام الخميني قدس سره
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
14

14
الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله