المسجد أهميته ودوره في الإسلام


الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2016-01

النسخة: 0


الكاتب

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.


المقدمة

 المقدمة


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
 

"أحيوا الثورة من خلال المساجد، التي تعتبر حصون الإسلام المنيعة"1 
الإمام الخميني قدس سره

المسجد مكان الطهارة حيث لا دنس مادي أو معنوي، منطقة حرّمت على الشياطين وانقطعت عن 
الأهواء، فصارت مهد الإيمان ومنهل الصفاء والإخلاص.
المسجد فُلْك إلهي في بحر الدنيا الضاري، لا تكسر سواريه العواصف ولا تقذف من فيه الأمواج، مدرسة
قد خصها اللَّه تعالى باسمه حتى صارت بيوته!
فهل نحن من طلاب هذه المدرسة؟
وهل دوننا اللَّه تعالى في زمرة أبناء المسجد؟
هل استأنسنا بالمسجد واستأنس بنا؟
لنحاكم أنفسنا بعض الشيء ونحن نطالع هذه الوريقات التي تحدثنا عن المسجد بيت اللَّه وتذكرنا بدوره 
وتكليفنا تجاهه.
 
 
 

1- الكلمات القصار صفحة 65
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
4

1

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

  المسجد محور الحركة الإسلامية 


عندما هاجر النبي الأكرم صلى الله عليه وأله من مكة إلى المدينة ليبدأ بصياغة معالم المجتمع الإسلامي 
كانت أول خطوة قام بها صلى الله عليه وأله أن بنى مسجد المدينة، كخطوة أولى وكحجر أساس لهذا 
المجتمع،
ومنذ تلك اللحظة صار المسجد محور الحركة الإسلامية كلها في المجتمع، ليس كمجرد عرف تعارف 
عليه المسلمون، بل شرع ومنهج أكدت عليه الروايات وأكد عليه القرآن الكريم بالإضافة إلى سيرة 
المعصومين عليهم السلام.
وعندما هاجر الإمام الخميني قدس سره بالشعب المسلم في إيران من حكم الفراعنة ومجتمع الملوك والسلاطين، إلى حكم اللَّه تعالى ومجتمع التوحيد العملي، عاد ليضع حجر الأساس لهذا المجتمع ويؤكد 
عليه من جديد ألا وهو المسجد.
يقول الإمام الخميني قدس سره:

"اسعوا في إعادة المساجد إلى ما كانت عليه في صدر الإسلام، ولتنتبهوا إلى أنه ليس في الإسلام عزلة أو اعتزال"1.


 
 
 

1- الكلمات القصار، صفحة64

2

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 المسجد بيت اللَّه

 
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾1 .
أن يكون الشيء للَّه سبحانه وتعالى فهذا يعني أن هذا الشيء هو خير محض ومحور هداية وصفاء إلهي 
في سماء هذه الدنيا الملبَّدة بغيوم الوهم والضياع.
والمسجد بيت اللَّه كما تصفه الروايات.
فعن الإمام الصادق عليه السلام:"عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت اللَّه في الأرض، ومن أتاها متطهراً طهره اللَّه من ذنوبه وكتب من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء".
 
 
 

1-  سورة الجن، الآية/18

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
6

3

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 المسجد مربي الأجيال المؤمنة 

 
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله:
"من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية: آية محكمة، أو فريضة مستعملة، أو سنة قائمة، أو علم 
مستطرف، أو أخ مستفاد، أو كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، وترك الذنب خشية أو حياء".
فإذا أدمن الإنسان المسجد أصاب كل هذا الخير وكان من المهتدين، كما أخبر اللَّه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾1.
 
يقول الإمام الخميني قدس سره:"المحراب هو موضع الحرب، موضع المواجهة والحرب ضد الشيطان والطواغيت"2.
في كملته هذه، يبيّن الإمام الخميني قدس سره دوريـن جهاديـين للمسجد، أحدهما جهاد النفس والشيطان والآخر جهاد طواغيت الدنيا.
فجهاد النفس والشيطان هو من أدق الأمور وأصعبها حتى أعطته الروايات لقب الجهاد الأكبر.
هذا الجهاد الذي سيلقي بظلاله على حركة الإنسان كلها في الدنيا
 
 
 

1-  سورة التوبة، الآية/18
2- الكلمات القصار، صفحة 64



 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
7

4

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 وعلى مصيره في الآخرة، حرب مع الشياطين ومع النفس الأمارة بالسوء ومع زيف الدنيا...

ولكل حرب دروعها ومتاريسها وخنادقها، والمسجد هو الدرع والمتراس والخندق لهذه الحرب، وهجرانه يعني الوقوف في العراء أمام سهام العدو وأدواته، وهو بالتالي مقتل الإنسان وهزيمته في هذه المعركة!
فالمسجد هو الضمان الأساس للفوز في هذه المعركة الدقيقة والصعبة.
ولكن هل هذا يعني أن نقصر دور المسجد على المستوى الفردي؟ أم أن للمسجد دوراً اجتماعياً واسعاً أيضاً؟
 
لا شك أن للمسجد أدواراً أخرى أساسية ومهمة:
 
دوره الاجتماعي
 
يقول الإمام الخميني قدس سره:
"كان المسجد الحرام والمساجد في زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله مركزاً للحروب، ومركزاً 
للقضايا الاجتماعية والسياسية، فلم يقتصر دور مسجد الرسول صلى الله عليه وأله على المسائل العبادية كالصلاة والصوم، بل كانت المسائل السياسية أكثر من ذلك وكان يبدأ من المسجد متى ما أراد تعبئة الناس وإرسال الجيوش"1
 
 
 

1-  منهجية الثورة صفحة 478

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
8

5

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 ولنشر هنا إلى بعض هذه الأدوار:

 
العلم والتعلم
 
لقد أكد الإسلام على حركة التعلم في المسجد، وقد ورد في الرواية أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله خرج فإذا في المسجد مجلسان، مجلس يتفقهون ومجلس يدعون اللَّه ويسألونه، فقال:
"كلا المجلسين إلى خير، أما هؤلاء فيدعون اللَّه، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل، هؤلاء أفضل 
بالتعليم، أرسلت لما أرسلت ثم قعد معهم"1.
 
الدور السياسي
 
يتميز الإسلام بشموليته، فاللَّه تعالى ومن خلال لطفه المطلق أراد تلبية حاجات الإنسان كلها وتأمين 
متطلباته التشريعية التي تكفل سعادته وحل مشاكله كلها ومن جميع الجهات، فالإسلام لم يأتِ بتكليف الإصلاح دون أن يعطي دواءه الناجع، بل أعطى الدواء ثم كلف الإنسان باستخدامه، فكمُل اللطف وتمّت الحجة.
ومن هنا نجد أحكام الإسلام التي اهتمت بالمجتمع الإنساني وتوجهاته السياسية من سلم وحرب ومناهج ووسائل وأخلاقيات... فليس غريباً أن نجد المسجد الذي يعبّر عن قلب الإسلام الصافي قد اقتحم السياسة ليضفي عليها هدايته ورونقه الإلهي الخاص.
 
 
 

1- منية المريد صفحة 106

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
9

6

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 يقول الإمام الخميني قدس سره:

"المسجد هو مركز التجمعات السياسية"1.
فالسياسة في الإسلام لها اهتمامها الخاص وقد كان نبي الإسلامصلى الله عليه وأله صاحب الدولة ورأس الهرم في سياسة المجتمع الإسلامي، والتجمعات السياسية هي دور من الأدوار التي كان يؤديها المسجد على امتداد التاريخ.
يقول الإمام الخميني قدس سره:"لم يقتصر مسجد الرسول صلى الله عليه وأله على المسائل العبادية كالصلاة والصوم، بل كانت المسائل السياسية أكثر من ذلك"2
 
الدور الجهادي
 
المسجد لم يغب عن الحركة الجهادية أيضاً، حيث كان يعتبر مكان انطلاق الجيوش للزود عن الإسلام 
وإعلاء كلمة لا إله إلا اللَّه.
يقول الإمام الخميني قدس سره:
"كان المسجد الحرام والمساجد في زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله مركزاً للحروب"3 .
وهكذا فإن المسجد كان على امتداد العصور محور حركة الإنسان المسلم لينطلق من خلاله إلى عبادة اللَّه تعالى والارتشاف من كأس معنويات الصلاة والدعاء... وليتزود ضمن حلقاته علماً نافعاً يعرف
 
 

1- كلمات قصار صفحة 64
2- منهجية الثورة، ص478
3- منهجية الثورة، ص478 


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
10

7

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

  به ربه ويتعلم فيه تكليفه، وليعيش في زواياه هم الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها، فيشحذ همته لينطلق من هناك سيفاً من سيوف اللَّه تعالى في أرضه.


ما هو تكليفنا تجاه المسجد؟ 
بناء المسجد

إنَّ المسجد يشكّل وجه المجتمع الإسلامي وقلبه.
هو وجهه لأنه بقببه العالية ومآذنه المرتفعة يضفي جواً خاصاً في المجتمع ويظهر هوية هذا المجتمع.
ومن المشكلات الأساسية في المجتمعات الإسلامية مشكلة ضياع الهوية وإنكار الذات وتقليد الغير، فهذه 
المآذن والقبب بمجرد وجودها تعطي هوية المجتمع لتلقي بظلال هذه الهوية على الكثير من مسلكيات 
المجتمع.
وهو قلب المجتمع لأن المسجد هو الذي يضخ في المجتمع أفراداً متدينين صالحين، وهو الذي يقوي شوكة 
الصلاح ويضعف الفساد.
وقد رأينا بأم العين كيف تحـولت مجتمعـات من الفسـاد إلى الصلاح بمجرد ايجاد مسجد فيها استطاع أن 
يعطي روحاً جديدة في المجتمع.
لذلك نجد في الروايات الحث على بناء المساجد والتأكيد على ذلك:
عن الإمام الصادق عليه السلام:
"من بنى مسجداً بنى اللَّه له بيتاً في الجنة، قال: أبو
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
11

8

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 عبيدة فمر بي أبو عبد اللَّه عليه السلام في طريق مكة 

وقد سويت بأحجار مسجداً فقلت له: جعلت فداك نرجو أن يكون هذا من ذلك فقال: نعم"1 .
وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وأله:
"من بنى مسجداً ليذكر اللَّه فيه بنى له بيت في الجنة"2 .
فيجب أن تعيش مجتمعاتنا ثقافة بناء المساجد حتى يصبح إيجاد المسجد في المناطق هماً يحمله كل مسلم 
في قلبه ليبذل طاقاته في سبيل ذلك.
 
الصلاة في المسجد
 
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام:
"ليس لجار المسجد صلاة إذا لم يشهد المكتوبة في المسجد، إذا كان فارغاً صحيحاً".
فهذه الرواية تؤكّد على المسلم وتنبهه إلى ضرورة أداء الصلاة الواجبة في المسجد، وتحث جار المسجد 
على حضور صلاة الفريضة فيه ما لم يكن معذوراً لمرض أو غيره من الأعذار الشرعية.
بل تؤكّد الروايات على أهمية المشاركة في صلاة الجماعة في المسجد، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه 
وأله:
"من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل

 
 

1-  الكافي ــ الشيخ الكليني، ج3، ص368
2-  روضة الواعظين، ص337
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
12
 

9

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 خطوة سبعون ألف حسنة ويرفع له من الدرجات مثل 

ذلك، وإن مات وهو على ذلك وكل اللَّه به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويؤنسونه في وحدته 
ويستغفرون له حتى يبعث".
 
من هو جار المسجد؟
 
ربما يتصور البعض أن الجار هو من كان بيته ملاصقاً للمسجد، ولكن الروايات تفسره بأوسع من ذلك 
بكثير، حيث اعتبرت أن الجيرة تمتد لمسافة أربعين داراً! ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام:
"حريم المسجد أربعون ذراعاً، والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبها"1 .
وبعضها فسرت الجار بأنه من سمع النداء أي الأذان ، فعن أمير المؤمنين عليه السلام:
"لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، إلا أن يكون له عذر أو به علة، فقيل: ومن جار المسجد يا أمير 
المؤمنين؟ قال: من سمع النداء".
فإذا كانت أوقات الصلاة الفريضة ثلاث فهذا يعني أنه سيتردد إلى المسجد يومياً ثلاث مرات، وهذا بالطبع 
سيعطي المسجد صفة المحورية بالنسبة لحركة الإنسان المسلم.
 
 
 

1- وسائل الشيعة، جزء 3، صفحة 478 


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
13

10

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 لا تهجروا المساجد 

يقول الإمام الخميني قدس سره:
"لا تهجروا المساجد فإن ذلك هو تكليفكم"1 .
إذا كان المسجد هو محور حركة الإنسان المؤمن الرسالي فهجره والتخلي عنه يعني تفكك نواة الإسلام 
وتشتت المجتمع الإسلامي، وهو من أخطر الأمراض الداخلية التي يمكن أن يبتلى بها المجتمع الإسلامي، 
حتى اعتبر الإمام الخميني قدس سره أن بقاء الإسلام يعتمد على حفظ دور هذه المساجد!
 
يقول الإمام الخميني قدس سره:
"إن حفظ المساجد من الأمور التي يعتمد عليها وجود الإسلام اليوم"2 .
 
وهذا ما أشارت إليه الروايات أيضاً، فعن الإمام الصادق عليه السلام:
"شكت المساجد إلى اللَّه تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى اللَّه عزَّ وجلَّ إليها: وعزتي وجلالي 
لا قبلت لهم صلاة واحدة، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة، ولا نالتهم رحمتي ولا جاوروني في جنتي".
 
فعدم قبول الصلاة وعدم نيل الرحمة يشير إلى أن أعمالهم تفقد قيمتها وهي بالتالي تفقد آثارها المرجوّة، 
فتصبح أعمالهم ــ وإن كثرت ــ لا ثمار لها على المستوى الإستراتيجي وإن فرض ظهور بعض الثمار 
المرحلية لها، وهذا يعني ضياع المجتمع الإسلامي وتفككه بشكل تدريجي.
 
 
 
 
 

1-  الكلمات القصار، ص64
2- الكلمات القصار، ص65
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
14

11

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 والنعمة إذا وجدت ولم يعطها الإنسان حقها ولم يستفد منها تحولت إلى نقمة، فعن الإمام الصادق عليه السلام:

"ثلاثة يشكون إلى اللَّه عزَّ وجلَّ: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد 
وقع عليه غبار لا يقرأ فيه".
أجارنا اللَّه من شكوى المساجد ونعوذ به أن تكون المساجد خصيماً لنا يوم القيامة!
 
عمران المساجد
 
فالمطلوب إذن عمران المساجد بمعنى كثرة التردد إليها وإعطاؤها دور المحورية في الحركة التي نقوم 
بها حتى تكون هذه الأعمال مقبولة وتحت عناية اللَّه سبحانه وتعالى.
﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ 
أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين﴾1 .
 
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وأله:
"في التوراة مكتوب: إنَّ بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إن 
على المزور كرامة الزائر، ألا بشّر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة".
 
 
 
 

1-  سورة التوبة، الآية/18

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
15

12

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 ليس هذا فقط بل المطلوب أيضاً إكثار الجلوس في المساجد حتى تصبح أرواحنا مجبولة على سكونه 

ونفوسنا مستأنسة بزواياه، وقد شجع الإسلام على ذلك، فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وأله:
"يا أبا ذر! إن اللَّه تعالى يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكل نفس تنفست درجة في الجنة، وتصلي عليك 
الملائكة، وتكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات، وتمحي عنك عشر سيئات".
فالمطلوب إذاً أن يكون كل فرد منا من أبناء المسجد مداوماً على التواجد فيه.
لكن بشرط أن تبقى المساجد بيوتاً للَّه سبحانه وتعالى ولا نحولها إلى بيوت لنا، فعلينا أن نحافظ على 
احترامها وقدسيتها ونلاحظ أننا في حضرة اللَّه سبحانه وتعالى وفي بيته.
 
كرامة معمري المساجد عند اللَّه تعالى
 
عن الإمام جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال:
"إن اللَّه إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون فيّ، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار، لولاهم لأنزلت عذابي"4
 
 
 

1- وسائل الشيعة (آل البيت) ــ الحر العاملي، جزء 5، صفحة 204

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
16

13

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 احترام المسجد 

 
هناك عدة معايير أشارت إليها الروايات للجلوس في المسجد، نذكر بعضها:
 
1 ـ عدم ارتكاب الحرام:
 
ففي الرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وأله:
"الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة، ما لم يحدث، قيل: يا رسول اللَّه وما الحدث؟ قال: الاغتياب".
فارتكاب المحرم وخصوصاً الغيبة التي يمكن ارتكابها في المسجد أكثر من غيرها من المحرمات سيسلب فضل الجلوس في المسجد.
 
2 ـ عدم رفع الصوت:
 
عنه صلى الله عليه وأله:
"جنبوا مساجدكم... رفع أصواتكم إلا بذكر اللَّه تعالى".
 
3 ـ ترك اللغو:
 
فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وأله ــ وقد سأله أبو ذر عن كيفية عمارة المساجد ــ:
"لا تُرفع فيها الأصوات ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشترى فيها ولا يباع، واترك اللغو ما دمت فيها، 
فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك"1 .
 
4 ـ إتيانها بهيئة مناسبة:
 
﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾2 وترك المنفرات.
 
 
 
 

1- مكارم الأخلاق، جزء2، صفحة 374
2- سورة الأعراف، الآية/31 


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
17

14

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 ففي الرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وأله:

"من أكل من هذه البقلة المنتنة يعني الثوم فلا يقرب مساجدنا، فأما من أكله ولم يأت المسجد فلا بأس".

5 ـ الاشتغال بالمستحبات:

عنه صلى الله عليه وأله:
"كل جلوس في المسجد لغو إلا ثلاثة: قراءة مصلٍّ، أو ذكر اللَّه، أو سائل عن علم".

6 ـ روحية الدخول إلى المسجد:

في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام:
"إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت باب بيت ملك عظيم لا يطأ بساطه إلا المطهرون، ولا يؤذن 
بمجالسة مجلسه إلا الصديقون، وهب القدوم إلى بساط خدمة الملك فإنك على خطر عظيم إن غفلت هيبة 
الملك، واعلم أنه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك... واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك 
بين يديه، فإنك قد توجهت للعبادة له والمؤانسة، واعرض أسرارك عليه، ولتعلم أنه لا تخفي عليه أسرار 
الخلائق أجمعين وعلانيتهم، وكن كأفقر عباده بين يديه، وأخل قلبك عن كل شاغل يحجبك عن ربك، فإنه 
لا يقبل إلا الأطهر والأخلص. وانظر من أي ديوان يخرج اسمك، فإن ذقت من حلاوة مناجاته، ولذيذ 
مخاطباته وشربت بكأس رحمته وكراماته من حسن إقباله عليه وإجابته، فقد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
18

15

المسجد أهميته ودوره في الإسلام

 صلحت لخدمته، فأدخل فلك 

الأمن والأمان، وإلا فقف وقوف مضطر قد انقطع عن الحيل، وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فإذا 
علم اللَّه عزَّ وجلَّ من قلبك صدق الالتجاء إليه، نظر إليك بعين الرحمة والرأفة والعطف ووفقك لما يحب 
ويرضى فإنه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين إليه المحترقين على بابه لطلب مرضاته، قال اللَّه عزَّ 
وجلَّ: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ... ".

الوحدة الثقافية المركزية ــ حزب اللَّه
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
19

16
المسجد أهميته ودوره في الإسلام