ولأنّ كتاب الله تعالى كتاب هداية وإيمان وحياة, فنحن مأمورون من قبل الله (تعالى) في القرآن, ومن قبل الرسول والأئمة فيما ورد عنهم من أخبار نتدبّر في آيات القرآن, بالتفكير في معاني القرآن والاتعاظ والعمل بها بعد تعلمها, فإن تعلم القرآن وتعليمه هو المدخل الطبيعي لفهم القرآن والتفكر بآياته, قال الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾1 ووبّخ الذين لا يتدبرون هذا الكتاب العزيز, قال تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾2.
وقد حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مباشرة تعليم القرآن لأصحابه, وأمرهم بتعليم بعضهم البعض, ليتحول القرآن وتعليمه إلى فريضة واجبة, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم, إنه النور المبين, والشفاء النافع, تعلموه فإن الله يشرفكم بتعلمه"3.
وقال الإمام الصادق عليه السلام: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن, أو يكون في تعلمه"4.
وللتأكيد على هذه السنة أكرم الله تعالى حملة القرآن, ووعدهم بالثواب الجزيل.
قال رسول الله: "إنّ أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين, فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم, فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكاناً علياَ"5.
1- سورة ص, الآية 29.
2- سورة النساء, الآية 82.
3- بحار الأنوار, ج89, ص 267.
4- بحار الأنوار, ج 89, ص 189.
5- بحار الأنوار, ج 89, ص 180.
6