المقدمة
المقدمة
1
المقدمة
يترقّب منه أنْ يكون منبعاً للعواطف، ومركزاً للتفاعل مع الأعمال الخَيّرة، فإذا كان كذلك فهو قلبٌ حيٌّ يفيض بالحياة، وإلّا فهو قلبٌ ميّت لا نفع منه. فالإنسان صاحب القلب الحيّ عندما يسمع آيات الله ينجلي ويهتزّ ويقشعرّ: ﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ (الأنفال:2).
2
المقدمة
الخليل بن أحمد الفراهيدي بأنّها: "تذكير بالخير فيما يرقّ له القلب"1.
3
المقدمة
خطيبًا معروفًا في عهده ، فقد قست قلوبنا".
4
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
5
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
تصدير الموعظة:
6
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
المتكفّل لهذا المطلب المنيف هو علم الأخلاق الشريف1.
7
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
والحديث المتقدّم في صدر هذه الموعظة هو شطر من حديث نقله هشام بن الحكم عن الإِمام موسى بن جعفر عليه السلام ، نتناوله بالشرح والتعليق.
8
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
بسفينة النجاة الإلهية المنحصرة في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين.
9
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
فالتقوى ملكة التجنُّب عن معصية الله تعالى بفضله سبحانه، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "اعْلَمُوا عِبَادَ الله أَنَّ التَّقْوَى دَارُ حِصْنٍ عَزِيزٍ وَالْفُجُورَ دَارُ حِصْنٍ ذَلِيلٍ لَا يَمْنَعُ أَهْلَهُ وَلَا يُحْرِزُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ"1.
10
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
لذا قال عليه السلام:
11
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
"وَسُكَّانُهَا الصَّبْرَ".
12
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
3- انقضاء المحنة بمرور الآنات، وفناء العمر على كلّ حال، وأنّ الساعة التي تمضي لا يبقى سرورها، ولا ألمها، والتي تأتي لا تدري ما هي، وإنّما هي ساعتك التي أنت فيها.
13
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه
14
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
15
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
تصدير الموعظة:
16
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
الشرط الَّذِي يمثّل المرتبة التي نتحدّث عنها، والثانية تمثّل الجزاء، الَّذِي هو نتيجة قهرية لحصول الأنس بالله تعالى.
17
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
عينه، تُدْفع بها جميع الهموم، بل يستغرق الأنس والحبّ قلبه حتّى لا يفهم أمور الدّنيا ما لم تُكرّر على سمعه مراراً مثل العاشق الولهان، فإنّه يكلَّم الناس بلسانه، وأنسه في الباطن بذكر حبيبه، والمحبّ لا يطمئنّ إلا إلى محبوبه، وأوحى اللَّه تعالى إلى داود عليه السلام: "قد كذّب من ادّعى محبّتي إذا جنّه اللَّيل نام عنّي، أليس كلّ محبوب يحبّ لقاء حبيبه؟ فها أنا ذا موجود لمن طلبني"، وقال موسى عليه السلام: "يا ربّ، أين أنت فأقصدك؟ فقال: إذا قصدتني، فقد وصلت"1.
18
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾1، وفي الخبر عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الله الصَّادِقَ عليه السلام يَقُولُ: "مَا أَحَبَّ الله مَنْ عَصَاهُ"2، ثُمَّ تَمَثَّلَ:
19
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
وهذا الشرط يقتضي امتداد محبّة السالك لربِّه ومعبوده إِلَى مَنْ نصّبهم الله هداةً على الطريق، وهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام.
20
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
غرفته مشغولاً بعبادته. ولكن أصرّ زميله الَّذِي يشاركه السكن في الغرفة، عليه أنْ يذهب معه لإحياء ليلة القدر خارج المدرسة، وبعد إصرار طويل وافق العالم الضيف مشترطاً أنْ يكون الإحياء في المكان الَّذِي يوافق هو عليه.
21
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
فيها، ثمّ سألته: ماذا ترى؟ فإذا به يرى شخصاً عليه كلّ مظاهر الفقر والحرمان، أشعث الشعر، رثّ الثياب، بشع المنظر، وغير ذلك من صفات النقص المقابلة لصفات الأميرة. وحينئذ هزّته الأميرة من كتفه قائلةً: "مثلك يحبُّ مثلي"؟!.
22
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
كما أَنَّ الأنس لا يحصل إذا لم يكن العبد دؤوباً في التخلُّق بأخلاق الله بحسب مرتبته من العبودية، وذلك لأنّ الأنس تابعٌ للمحبّة، والمحبّة المتبادلة والحقيقية لا تكون إِلَّا بين متسانخين في الصفات.
23
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه
وقفة تأملية
24
الدرس الثالث: العفو والرحمة
الدرس الثالث: العفو والرحمة
25
الدرس الثالث: العفو والرحمة
تصدير الموعظة:
26
الدرس الثالث: العفو والرحمة
وهي من الصفات الإلهية والإنسانية، وعكسها أي الانتقام من الصفات الحيوانية، لذلك نجد أنبياء الله وأوليائه المتّقين الذين يمثّلون بصدق معاني الإنسانية يتّصفون بها. ومن هنا نرى أنّ القرآن الكريم يجعلها من صفات المحسنين، يقول سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
27
الدرس الثالث: العفو والرحمة
المجتمع والنهي عن المنكر والتصدّي لمنع وقوع الجريمة تقتضي عدم التساهل مع المجرم، وترك العفو في مثل هذه الموارد، بل العمل بمقتضى العدل وما يفرضه من العقاب على المجرم.
28
الدرس الثالث: العفو والرحمة
العفو عن الأرحام:
29
الدرس الثالث: العفو والرحمة
الإحسان:
30
الدرس الثالث: العفو والرحمة
31
الدرس الثالث: العفو والرحمة
العملية الكثيرة تشير إلى التأثير الكبير لهذه الأعمال الأخلاقية في دائرة السلوك الإنساني والعلاقات الاجتماعية.
32
الدرس الثالث: العفو والرحمة
ولكن الإمام الحسين عليه السلام عندما رأى أنّ الدين في خطر من يزيد ثار عليه، فليس المحلّ محلّ عفو وصفح، إنّما المقام مقام جهاد ومقاومة.
33
الدرس الثالث: العفو والرحمة
وكذلك عبارة: ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ تدلّ مرّة اُخرى على المفهوم القرآني في ترجيح العفو والصفح على القصاص أو تبديله بالدية.
34
الدرس الثالث: العفو والرحمة
4- إنّ العفو يقطع تسلسل الحوادث اللأخلاقية في واقع الناس من الحقد والبغضاء، وكذلك السلوكيات الذميمة والقساوة والجريمة. وفي الواقع، فإنّ العفو بمثابة المحطّة الأخيرة التي تقف عندها كلّ عناصر الشرّ هذه فلا يتجاوزها، لأنّ الانتقام والثأر يتسبب من جهة إلى تسعير نار الحقد في القلوب، ويدعوها إلى التعامل بقساوة أشدّ، ويفعّل فيها الكراهية وعناصر الخشونة، وهكذا يستمرّ الحال في عملية تصاعدية، وأحياناً يؤدّي الحال إلى نشوب معارك طاحنة بين طائفتين أو قبيلتين كبيرتين أو تسفك في ذلك الكثير من الدماء وتدمّر الكثير من الطاقات والأموال والثروات.
35
الدرس الثالث: العفو والرحمة
36
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
37
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
تصدير الموعظة:
38
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
تعريف التقوى:
39
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
إنَّ التقوى ملازمةٌ للعمل بطاعة الله تعالى بنيّةٍ مخلصةٍ لا يشوبها شكٌّ ولا رياءٌ كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس"1.
40
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾1. و ﴿...فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾2. و﴿وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾3.
41
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
كيف أكون تقيّاً؟
42
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
43
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة
وقفة تأملية
44
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
45
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
تصدير الموعظة:
46
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
وها هو الإمام الصادق عليه السلام يذكر أَنَّ أحسن ما كان في وصية لقمان الحكيم أنْ يكون العبد على صفة الخوف والرجاء، إذ إنّهما جناحا الإنسان اللذان يحّلق بهما ليصل إِلَى ربّ العزة بقلب سليم، ولا يمكن له الوصول إلا بهما، وقد أضاف عليه السلام مطلباً عن أبيه عليه السلام يدلُّ على لزوم تعادلهما، وقد جاء هذا التأكيد بتلك الصورة المفصّلة ليدلّل على أهمية هذا التوازن، وأنّه هو المصحح لرؤية العبد في مجال نظرته إِلَى خالقه.
47
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
حقيقة الخوف والرجاء وأثرهما في النفس:
48
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
وقد مدحت النصوص الشرعية الخوف والخشية من الله تعالى، قال تعالى:
49
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
ويستحضر ساحة قدسه وعظمته، فيمتنع عن المعاصي والغفلة، وما أجمل تعبير الإمام الصادق عليه السلام حينما قال في الرواية المتقدمة: "ولَا يُصْلِحُه إِلَّا الْخَوْفُ"!!
50
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
فإذا نظّف العبد قلبه من أشواك الأخلاق الفاسدة وأحجار الموبقات وسباختها، وبذر فيها بذور الأعمال، وسقاها بماء العلم الصافي النافع والإيمان الخالص، وخلّصها من المفسدات والموانع مثل العجب والرياء وأمثالها التي تعد بمثابة الأعشاب الضارة العائقة لنمو الزرع، ثم انتظر ربه المتعالي ورجاه أن يثبّته على الحق، ويجعل عاقبة أمره إلى خير، كان هذا الرجاء مستحسناً. كما يقول الحق المتعالي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ﴾1.
51
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
وعنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: قَالَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى: "لَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ وأَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْه عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي والنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي ورَفِيعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي جِوَارِي ولَكِنْ بِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا وفَضْلِي فَلْيَرْجُوا وإِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ ومَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ومَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي فَإِنِّي أَنَا الله الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وبِذَلِكَ تَسَمَّيْتُ"1.
52
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
البذر في الأرض الصالحة للزرع ولم يهيأ أسباب الإنبات فهو المتمني.
53
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
ويستضيء بنور العلم الواصل إلينا عن أهل بيت العصمة عليه السلام، وها هي رواياتهم قد ذكرنا شطراً منها الحاكية عن الخوف والرجاء والمؤكدة على لا بدية اتصاف العبد بهذين الوصفين باعتبارهما المصحّحان لرؤيته الأخروية والآخذان به إِلَى باب الاجتهاد في العمل ورجاء القبول حتى لا يتأرجح في الأماني كما عبّرت رواية الإمام الصادق عليه السلام المتقدمة، خصوصاً إذا لاحظنا أَنَّ بعض الناس يحاول أن يروّج لفكرة الرجاء بشكل مغلوط، ويوقع الناس بالغرور والتمنّي المذمومين، ويعتمد غالباً على روايات إمّا معارضة بروايات أخرى، وإمّا أَنَّ مضمونها لا ينسجم مع مسلّمات الدين والمذهب.
67
54
الدرس الخامس: الخوف والرجاء
وقفة تأمليّة
55
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
56
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
تصدير الموعظة:
57
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
أهمّيته، لأنّ الإنسان إِنَّما يكرّر ما يراه مهمّاً، خصوصاً إذا كان هذا التكرار من قِبَلِ إمامٍ معصوم، لكلِّ كلمةٍ عنده وزنٌ وحساب.
58
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
سبب تعجُّب الراوي وتساؤله:
59
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
مع العلم أَنَّ الله تبارك وتعالى لَطُفَ بعباده، فجعل لإحدى الكفّتين كيفيّتةً تزيد على كمّية الكفّة الأخرى.
60
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ (القارعة: 6 - 11).
61
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
الأوقات، وفي الخبر عن مولانا الصادق عليه السلام قال: "قَالَ: جَاءَ حِبْرٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ حِينَ عَبَدْتَهُ قَالَ: فَقَالَ: وَيْلَكَ مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَهُ قَالَ وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ وَيْلَكَ لَا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ فِي مُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ وَلَكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ"1.
62
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
المعاصي ليس هو إِلَّا الإيمان بحسب الطريقة الأُولى، أعني: الإيمان عن طريق المفاهيم الذهنية الَّذِي لا يدخل إِلَى شغاف القلب، وقد لا يشعر معه المؤمن بحلاوة الإيمان.
63
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار
وقفة تأملية
64
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق...
65
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
تصدير الموعظة:
66
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
وخوفاً وقلقاً، كمن يبتعد عن النُّور شيئاً فشيئاً إِلَى أنْ ينغمس في الظلمات ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾1، ﴿كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾2.
67
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
التي عبّر عنها الإِمام الحسين عليه السلام، في يوم عرفة بعد أن أثنى على الله تعالى بذلك الثناء الَّذِي لا نظير له إِلَّا في كلماتهم عليهم السلام، وسأله صنوفَ المسائل، حيث قال: "وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ حاجَتِيَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي، وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي، أَسْأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ".
68
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
"مَنْ لَمْ يُمدَّهُ التَّوْفِيقُ لمْ يُنِبْ إِلَى الحقّ"1.
69
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
نرى عمر بن سعد في اللحظات الأخيرة بكى، لكنّه كان مسلوبَ التوفيق، وعلى العكس من ذلك يزيد بن الحرّ الرياحي، وفّقه الله لنيل السعادة في الدارين.
70
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
يتّضح من خلال هذه الرواية: أَنَّ التوفيق الحقيقي لا يرتبط بكثرة المال والعيال، أو الجاه والمنصب وما شاكل، فإنّ كلّ ذلك ليس له دخلٌ في التوفيق.
71
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
وهذه هي الركيزة الثالثة في حديث الإِمام الجواد عليه السلام، والتي يقوله فيها أمير المؤمنين عليه السلام: "مَنْ قَبِلَ النَّصِحيةَ أَمِنَ الفضيحة".
72
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
وقفة تأملية
73
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق
لذلك نهاه عنه. ثمّ أشار له إلى بعدٍ أدبي آخر عندما قال: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ* وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾(لقمان:18-19). فأمره بالمشي المتواضع وعدم رفع الصوت، فعلّمه كيفية السير متواضعاً وطريقة التعامل مع الناس في السلوكيات من المشي وغضّ البصر وخفض الصوت وغير ذلك، وأعطاه وصيّةً جامعةً للأصول والفروع والأخلاق والآداب.
74
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
75
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
تصدير الموعظة:
76
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
الإخلال إلى فساده. ولا يخفى أنّ الزرعَ في هذه الدار للآخرة إنّما هو الأعمال الصالحة، ومتاجِرُها الرابِحَة، وزمان هذه المعاملَة العمر، وكسبها وتحصيل غَلّتها الجنّةُ"1.
77
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
وهو في مقتبل العمر، وداوَمَ على سَقيِهِ بالطاعات، واجتَهَدَ في طهارة نفسه عن شَوك الأخلاق الرديئة التي تَمنعُ نَماءَ ما زرع، وانتظر من فضل الله تعالى أنْ يُنْبِتَه على ذلك إلى زمان وصوله وحَصاد عمله، فذلك الانتظار هو الرجاء المحمود، وهو درجة السابِقِينَ.
78
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
فالحقيقة النُّورانية للإنسان عندما امتزجت بعالم المادّة، شدّته الدُّنيا إِلَى حضيضها، فامتنع ـ حينئذٍ ـ عن رؤية كثيرٍ من الأُمور كما هي. وهذا العمل الَّذِي نقوم به في هذه الدُّنيا هو الَّذِي نراه على حقيقته في الآخرة، إِلَّا أَنَّ الَّذِين صَحِبوا الدُّنيا بأبدانٍ معلّقةٍ في المحلّ الأعلى يتمكّنوا من رؤية الكثير مِمّا يعجز عن رؤيته الإنسان العادي، وفي هذا المجال ورد في خطبة المتقين لأمير المؤمنين عليه السلام قوله: "فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ، رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً، وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ، أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ"1.
79
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾1، فإنَّ ظاهر الرؤية بمفعول واحد هي الرؤية بالبصر2.
80
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
التجارة لنيل المقامات واكتساب الكمالات والإعداد لحياة أبدية سعيدة، ممّا لا يمكن الحصول عليه دون الدخول إلى هذه الدنيا، كما جاء في خطبة لمولى الموحدين أمير المؤمنين علي عليه السلام رداً على من ذم الدنيا: "إنّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَها، وَدَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غِنىً لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، وَدَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنْ اتّعَظَ بِهَا. مَسْجِدُ أحِبّاءِ اللّهِ، وَمُصَلّى مَلائِكَةِ اللَّهِ، وَمَهْبَطُ وَحْي اللَّهِ، وَمَتْجَرُ أوْلِيَاءِ اللَّهِ. اكْتَسَبُوا فِهَا الرَّحَمةَ، وَرَبَحُوا فِيهَا الجَنَّةَ..."1.
81
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
العالم، وكراهة الموت والخروج من هذا العالم في القلب موجوداً. ولو أدركت القلوب أنّ هذه الدنيا هي أدنى العوالم، وأنّها دار الفناء والزوال والتصرّم والتغيّر، وأنّها دار الهلاك ودار النقص، وأنّ العوالم الأخرى التي تكون بعد الموت عوالم باقية وأبدية، وأنّها دار كمال وثبات وحياة وبهجة وسرور، لحصل فيها بالفطرة حبّ تلك العوالم، ولنفرت من هذه الدنيا"1.
82
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
وقفة تأملية
83
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة
وَلَا بُدَّ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَنْ تُعِدَّهُ لِيَوْمٍ يُنَادَى الْمَرْءُ فِيهِ فَيُقْبِلُ
84
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
85
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
تصدير الموعظة:
86
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
1- إيماءات جسدية، كتعابير الوجه وحركة اليد الدالة على السخط.
87
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
ومن خلال الضوابط التي نصّ عليها التعريف نستظهر مصاديق الغضب الممدوح من غيره.
88
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
ومن الأمثلة على رجحان العفو ومطلوبيّته ما قام به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من عفوه عن بعض أُسارى مكّة يوم الفتح، على الرغم مِمّا اقترفوه من جنايات بحقّ المؤمنين والدين، وذلك لمّا تشفّع لهم عددٌ من المسلمين1.
89
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
2- الغضب المذموم: وهو كيفيّة نفسيّة موجبة لحركة الروح من الداخل إِلَى الخارج، ومبدؤه شهوة الانتقام، وهو من جانب الإفراط، وإذا اشتدّ فإنّه يستر نور العقل، ويضعّف فعله، فلا تؤثّر الموعظة في صاحبه، بل تزيده غلظة وشدة1.
90
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
والإسلام منهم بريء ـ فكفّروا المخالفين لهم، وتوهّم هؤلاء بأنّهم يهبّون لنصرة الدين ويغضبون له. بينما في الواقع يصدق عليهم قوله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾1.
91
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
3- الغضب بفعل التعصُّب للعشيرة:
92
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
المرحلة الأُولى: ما قبل الغضب.
93
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
المرحلة الثالثة: إجراءات ما بعد حدوث الغضب.
94
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي
وقفة تأملية
95
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
96
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
تصدير الموعظة:
97
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
آثار الذنوب في الدنيا:
98
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
وإذا صارت هكذا صارت طبعاً فيطبع على قلب الإنسان وهذا ما قد يعبر عنه بالقلب الأسود أو المنكوس وغير ذلك. فيصبح هذا القلب قابلاً لكل أنواع الضلالة والانحرا ف لأنه لو فرضنا أن فيه نوراً ما فإنه من خلال ارتكابه الذنوب قد خلا من النور، فإنه ما عاد قابلاً لتلقِّي الحق أبداً بل خرج منه ما كان فيه من الحق فيصبح خالياً قابلاً لكل ضلالة وانحراف لأنها من سنخه المظلم.
99
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
يذنب ذنباً يستحق السلب"1.
100
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
الكريم أراد من هذا الاستخدام للفظ البرزخ أن يوصل لنا أن هناك عالماً آخر يفصل بين الدنيا والآخرة ولا بد للإنسان أن يمرّ به كمقدمة ليوم القيامة. وفي الروايات ورد أن البرزخ هو القبر وأنه عالم الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة، روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "البرزخ القبر وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة"1.
101
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
آخر ثواب حسنة تكون لهم..."1.
102
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
والدعاء فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الأحياء"2.
103
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
ضغطة القبر أحد؟ فقال عليه السلام: نعوذ بالله منها ما أقل من يفلت من ضغظة القبر"1.
104
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
ومن الأعمال المؤدية إلى ضغطة القبر بحسب ما ورد في الروايات: النميمة والغيبة، سوء الخلق مع الأهل، التهاون في أمر الطهارة والصلاة، ترك خدمة المؤمنين، تضييع النعم الإلهية. عقوق الوالدين، البغي على الناس.
125
105
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
وقفة تأملية
106
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت
2- الافتضاح يوم القيامة: قال الله تعالى ﴿وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾1. الأشهاد، جمع شاهد وهم الذين يشهدون بالحق للمؤمنين على المبطلين والكافرين يوم القيامة وفي ذلك سرور للمحق وفضيحة للمبطل في ذلك اليوم العظيم.
107
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
108
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
تصدير الموعظة:
109
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
في حين أَنَّ الآية الثانية تؤنّب الناس وتقرّعهم على اكتفائهم بالعلم الظاهري فقط، وتحثّهم على الخروج من دائرة الحسّ والمادّة، والتفكّر في أنفسهم وفي السبب الذي لأجله وُجدوا في هذه الحياة، وفي السبب الذي خلق الله لأجله السماوات والأرض وما بينهما، وبيّنت بأنّهم لم يفكروا بأيّ شيء وراء ما يرونه ويشاهدونه بحواسهم ويباشرونه بأنفسهم. حيث تعتبر أَنَّ عدم التفكّر في هذه الأمور تجعل الناس في غفلة عن لقاء الله تعالى، وفي غفلة عمّا وراء هذا العالم.
110
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
والإنسان بصفته موجوداً مادّياً فهو غير خارج عن هذا القانون، إذ سوف ينتقل إلى عالم آخر، ولن يبقى في هذه الدنيا، حيث تشير هذه الآية إلى ذلك: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾1.
111
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
فأمر النبي سليمان الريح لتحمله على وجه السرعة إلى الهند. وفي اليوم التالي، جلس سليمان في مجلسه، فجاء عزرائيل لرؤيته، فقال له: يا عزرائيل، لماذا نظرتَ إلى ذلك العبد المؤمن نظرة مغضب فدفعتَ بذلك المسكين الفزع إلى الفرار من أهله وبيته إلى ديار الغربة؟
112
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
فهو يجهل بقاء نفسه، ولا يعلم كيفية المعاد، فهو في الواقع لا يخاف من الموت، بل يجهل أمراً كان حريّاً به أن يعلمه. وعلّة خوفه إنّما هي جهله، هذا الجهل الذي دفع بالعلماء إلى طلب العلم ومشقّة سبيله، وجعلهم يتركون لذّات الجسم وراحة البدن في سبيله".
113
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
يمثّل جسر العبور للّقاء والوصال، فإنّ المؤمن ينبغي أن يكون عاشقاً للموت ومنتظراً له بفارغ الصبر، لأنّ عاشق الحبيب يعشق أيضاً الطريق الذي يقوده إليه، وهذا ما تشير إليه الآيتان المتقدمتان، ومن هنا ينقل عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان يقول: "وَاللهِ لَابْنُ أبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْي أمِّهِ"1.
114
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة
وقفة تأملية
115
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
116
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
تصدير الموعظة:
117
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
وتساقطهم وراء الملذّات الدنيوية الرخيصة، وأن لا ييأسوا من رحمة الله. يقول تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾1.
118
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
نَصُوحاً أَحَبَّهُ الله فَسَتَرَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ قَالَ يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَانَا يَكْتُبَانِ عَلَيْهِ وَيُوحِي الله إِلَى جَوَارِحِهِ وَإِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ أَنِ اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ فَيَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ حِينَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ"1.
119
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
فلاناً فأحبّوه، ثمّ يوضع له قبول في أهل الأرض"1.
120
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
إنّ صدق التائب مع الله في توبته يطهّره من كلّ ذنبٍ مهما كَبُر أو صَغُر، فقد روى الديلمي في إرشاد القلوب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،أنّه قال: "إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ كَانَ نُقْطَةً سَوْدَاءَ عَلَى قَلْبِهِ فَإِنْ هُوَ تَابَ وَأَقْلَعَ وَاسْتَغْفَرَ صَفَا قَلْبُهُ مِنْهَا وَإِنْ هُوَ لَمْ يَتُبْ وَلَمْ يَسْتَغْفِرْ كَانَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ وَالسَّوَادُ عَلَى السَّوَادِ حَتَّى يَغْمُرَ الْقَلْبَ فَيَمُوتُ بِكَثْرَةِ غِطَاءِ الذُّنُوبِ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾"1.
121
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
والسنة الشريفة على ضرورة التوبة لكلّ مكلّف لم يعصمه الله من الخطأ، لأنَّ المؤمن لا يخلو من معصية ظاهرة أو باطنة. ومن أجل ذلك وجب عليه أن يجدّد التوبة والأوبة إلى الله بعدد أنفاس حياته حتى يلقى الله عز وجل وهو على توبة ، قال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾1.
122
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
إن كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر كلّ هذه المرات وهو من هو، فحريٌّ بالمسلم الَّذِي لا ينفك عن معصيةٍ صغرت أم كبرت، أنْ يحتاج إلى التوبة بعدد أنفاس حياته في هذه الدنيا.
123
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ"1.
124
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
الشَّرِّ يَدْعُو إِلَى تَرْكِه"1.
125
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
كيفية التوبة النُّصوح:
126
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
وقفة تأملية
127
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح
المضرة بالبدن، وكما يجب على شارب السم المبادرة إلى الاستفراغ، وتناول الدواء لإنقاذ نفسه المشرفة على الهلاك، كذلك يجب على صاحب الذنوب المبادرة إلى التوبة لينقذ حياته من أضرار المعاصي في الدنيا وعواقبها في الآخرة. ومن أهمل المبادرة إلى التوبة وسوَّف الإقدام عليها بالتأجيل والتأخير من وقت إلى آخر فهو بين خطرين عظيمين إن سلم من أحدهما فإنه لا يسلم من الآخر قطعاً وهما:
128
الفهرس
الفهرس
المقدمة |
5 |
الدرس الأول: سفينة التقوى في بحر الدُّنيا من وصية لقمان لابنه |
9 |
تصدير الموعظة |
11 |
في رحاب الموعظة |
11 |
التواضع |
13 |
حال الدنيا |
13 |
الأُمور المنجية في هذه الدُّنيا |
14 |
الدرس الثاني: الأنس بالله حقيقته وشرائطه |
21 |
تصدير الموعظة |
23 |
محور البحث في هذه الموعظة |
23 |
خصائص هذه الموعظة |
23 |
حقيقة الأنس |
24 |
علامة الأنس بالله |
24 |
المحبّة طريقٌ إِلَى الأنس |
25 |
شرائط تبادل المحبّة |
25 |
الشرط الأوّل: الطاعة |
25 |
153
129
الفهرس
الشرط الثاني: التحبُّب إِلَى كلِّ من يعيش في كنف المحبوب |
26 |
الشرط الثالث: السنخيّة بين العاشق والمعشوق |
27 |
حصيلة الكلام |
29 |
الدرس الثالث: العفو والرحمة |
33 |
تصدير الموعظة |
35 |
مقدمة |
35 |
الحثّ على العفو في الإسلام |
36 |
بين العفو والعقاب |
36 |
العفو عن الأرحام |
38 |
الصفح |
38 |
الإحسان |
39 |
العفو والصفح والإحسان في مدرسة أهل البيت عليهم السلام |
39 |
نماذج من عفو النبي وآله |
40 |
بين القصاص والعفو |
42 |
آثار العفو الفردية والاجتماعية |
43 |
الدرس الرابع: التـَّقوى والطاعة |
47 |
تصدير الموعظة |
49 |
مقدمة |
49 |
تعريف التقوى |
50 |
أبعاد التقوى |
51 |
كيف أكون تقيّاً? |
53 |
الدرس الخامس: الخوف والرجاء |
57 |
تصدير الموعظة |
59 |
التوازن بين الخوف والرجاء في قلب المؤمن |
59 |
154
130
الفهرس
العلاقة بين الخوف والرجاء |
60 |
حقيقة الخوف والرجاء وأثرهما في النفس |
61 |
1- حقيقة الخوف |
61 |
2- حقيقة الرجاء |
63 |
الغاية المرجوّة من الرجاء |
64 |
الفرق بين الرجاء والغرور |
65 |
خاتمة |
66 |
الدرس السادس: المكلّف بين ميزان الآحاد والأعشار |
69 |
تصدير الموعظة |
71 |
خصائص هذه الموعظة |
71 |
سبب تعجُّب الراوي وتساؤله |
73 |
ميزان الحساب في يوم القيامة |
73 |
سبب جنوح الإنسان نحو السيّئات |
75 |
الدرس السابع: وللمؤمن خارطة طريق |
79 |
تصدير الموعظة |
81 |
ركائز السلوك |
81 |
أطروحة الإِمام الجواد عليه السلام |
82 |
التوفيقٌ من الله |
83 |
ثمرة التوفيق والخذلان |
85 |
رائعة الإِمام الصادق عليه السلام |
85 |
وواعظ من نفسه |
86 |
وَقَبُولٍ مِمَّن يَنْصَحُه |
86 |
الحسرة لقمة مرّة أثرها طويل |
87 |
155
131
الفهرس
الدرس الثامن: لن تحصد في الآخرة إِلَّا ما زرعته في العاجلة |
91 |
تصدير الموعظة |
93 |
الدُّنيا مزرعة الآخرة |
93 |
وهكذا هو العمل في هذه الدُّنيا |
94 |
الدُّنيا حجاب |
95 |
من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه |
97 |
الدرس التاسع: الغضب في المفهوم الإسلامي |
103 |
تصدير الموعظة |
105 |
مفهوم الغضب |
105 |
الغضب في الإسلام |
106 |
دوافع الغضب |
109 |
مصاديق الغضب |
109 |
1- الغضب الموهوم لله تعالى |
109 |
2- غضب حكام الجور |
110 |
3- الغضب بفعل التعصب للعشيرة |
111 |
4- الغضب في التظاهرات والمباريات والشوارع |
111 |
علاج الغضب والتوقّي منه |
111 |
المرحلة الأُولى: ما قبل الغضب |
112 |
المرحلة الثانية: عند حدوث الغضب |
112 |
المرحلة الثالثة: إجراءات ما بعد حدوث الغضب |
113 |
الدرس العاشر: انظر إلى من عصيت |
115 |
تصدير الموعظة |
117 |
مقدّمة |
117 |
156
132
الفهرس
آثار الذنوب في الدنيا |
118 |
1- قساوة القلب |
118 |
2- زوال النعمة |
119 |
3- نقصان العمر وموت الفجأة |
120 |
آثار الذنوب في عالم البرزخ |
120 |
1- سكرات الموت وشدة النزع |
121 |
2- وحشة القبر وغربته |
122 |
3- ضغطة القبر |
123 |
الدرس الحادي عشر: الحياة المؤقّتة والحياة الدائمة |
129 |
تصدير الموعظة |
131 |
في رحاب الموعظة |
131 |
عالم المادّة محدود بأجل معيّن |
132 |
قصّة النبي سليمان عليه السلام مع الرجل الخائف وملك الموت |
133 |
حقيقة الموت وسبب خوف الناس منه |
134 |
الأولياء والصالحون يتمنّون الموت |
135 |
الدرس الثاني عشر: التوبة النـّصوح |
139 |
تصدير الموعظة |
141 |
مـدخـل |
141 |
ما هي التوبة النَّصوح |
142 |
فضل التوبة النصوح |
143 |
ماذا لو أحبّك الله |
143 |
التوبة واجبة على الجميع |
145 |
أدلة وجوب التوبة |
145 |
157