لا يخفى ما لتهذيب النفس من أهمية خاصة أكدَّ عليها القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، فقد قال تعالى في كتابه المجيد: "قد أفلح من زكّاها"، ووصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهاد النفس بالجهاد الأكبر، واهتم الأئمة المعصومون عليه السلام بهذا الأمر اهتماماً خاصاً، وتبعهم على ذلك علماؤنا الأبرار رضوان الله عليهم وساروا على نهجهم ونهلوا من معارفهم، وتركوا لنا تراثاً هامّاً في هذا المجال. ومن بين هذا التراث ما جاء في كتاب "وسائل الشيعة" لمؤلفه العالم المحدث الشيخ محمد بن الحسن المعروف بـ "الحر العاملي"، الذي يُعدّ من أهم الكتب التي هي مورد اعتماد العلماء والباحثين في استنباط الأحكام الشرعية، حيث تضمّن جلَّ الأحاديث الشرعية التي وردت عن المعصومين عليه السلام. فبالرغم من اهتمام المؤلف فيه بالأحاديث المتعلقة بالجانب الفقهي بشكل خاص، إلا أنه لم يُغفل أيضاً الجانب المتعلق بالآداب والأخلاق، فعمد إلى ذكر أبواب كثيرة من الأحاديث المرتبطة بهما، منها ما أورده في باب الجهاد حيث قسّمه إلى قسمين: الأول في ما يتعلق بأبواب جهاد العدو وما يناسبه، والثاني في ما يتعلق بأبواب جهاد النفس وما يناسبه. وكان بعض العلماء الكبار قد أوصى بقراءة حديث من هذه الأحاديث يومياً والعمل به، وبعد مدة سوف يجد الأثر الكبير والنافع لهذا العمل.
من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.
صفحة الكاتب