إنّها الوثيقة الأخلاقيّة الجامعة، والتي حملها إلينا التراث من زمن الإمام الكاظم عليه السلام، وهي الوصيّة التي أوصى بها لصاحبه هشام بن الحكم. لقد تضمنت الوصيّة هذه كماً هائلاً من المضامين الثقافيّة المتنوّعة، والتي انطلقت من العقل، ودوره وتأثيره في بناء الأخلاق الإنسانيّة، وما يكمل به المرء حين يتّصف بالحسن منها. اقتطفنا من هذه الوصيّة بعض الورود الجميلة الغنيّة بأريج الأخلاق المحمّديّة، وأشرنا إلى بعض هذه المضامين، على أنّ الوقوف على كلّ ما اشتملت عليه الوصيّة لا يكفي فيه الكتاب الواحد، بل تستحق شرحاً دقيق، قد لا تحتمله المجلدات، فسبر أغوارها ليس بالأمر السهل، لذا انتخبنا منها ما ناسب المقام من وصايا تعلقت بأولي الألباب وبعض ما يميزهم، ولم نغفل الإشارة إلى بعض الأمراض الاجتماعيّة التي نبّهت إليها الوصيّة، سائلين الله تعالى أن يجعلنا من العاملين بما جاء فيها من الحكمة "ومن يُؤْت الْحِكْمة فقدْ أُوتِي خيْرًا كثِيرًا وما يذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبابِ".
من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.
صفحة الكاتب